السيطرة على مشكلة انبعاث غاز من مواسير المياه بقرية شرنوب بالبحيرة

تداول بالأمس على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو أثارت حالة واسعة من الجدل والقلق بين روادها، حيث أظهرت هذه المقاطع اشتعال لهب فور تقريب النار من صنابير المياه في عدد من منازل قرية شرنوب بمحافظة البحيرة. المشهد الغريب وغير المألوف دفع كثيرين للتساؤل عن سبب تسرب الغاز داخل المياه، وعن مدى خطورة الوضع على صحة وسلامة الأهالي. ومع تزايد المخاوف وانتشار الأنباء، تحركت الجهات المختصة على الفور للتعامل مع الأزمة، وبدأت فرق الطوارئ في اتخاذ إجراءات عاجلة للكشف عن أسباب هذه الظاهرة والسيطرة عليها.
السيطرة على مشكلة انبعاث غاز من مواسير المياه بقرية شرنوب بالبحيرة
أكد المهندس محمد سعيد نشأت رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالبحيرة، أن فرق الشركة نجحت في السيطرة على مشكلة انبعاث الغاز من مواسير المياه بقرية شرنوب التابعة لمركز دمنهور. وأوضح أنه فور تلقي البلاغ من الأهالي، تم اتخاذ إجراءات عاجلة تضمنت غلق شبكة الغاز بالمنطقة بشكل كامل، وإجراء فحوص دقيقة على خطوط المياه. كما تم تنفيذ عملية غسيل شامل للشبكة للتأكد من سلامتها، وتلا ذلك إجراء تجارب عملية على الحنفيات داخل المنازل للتأكد من خلو المياه من أي غاز قابل للاشتعال، وهو ما أثبتته النتائج النهائية.
خطوات عاجلة للتأكد من سلامة المياه
وضح رئيس الشركة أنه بعد غلق شبكة الغاز، تم فحص شبكة المياه بدقة باستخدام أجهزة متخصصة للكشف عن أي غازات قابلة للاشتعال. كما جرى غسيل الشبكة بالكامل لضمان إزالة أي آثار للغاز. وبعد هذه الإجراءات تم اختبار المياه فعليًا من خلال فتح الحنفيات في منازل المتضررين، بحضور ممثلين من إدارة صحة البيئة بالمحافظة. وقد أظهرت النتائج أن المياه خالية تمامًا من أي خطر. هذه الخطوات السريعة ساعدت في طمأنة الأهالي واحتواء الموقف في وقت قياسي، مما منع حدوث أي مضاعفات أو حالات إصابة.
إمداد الأهالي بالمياه عبر سيارات الضخ
وجّه رئيس الشركة فرق الطوارئ للعمل على تزويد جميع المنازل المتأثرة بالمياه عبر سيارات ضخ متصلة بالشبكة، وذلك لتغطية احتياجات الأهالي اليومية من مياه الشرب والاستخدامات الأخرى. وأوضح أن هذه الخطوة جاءت كحل مؤقت لحين الانتهاء من أعمال الصيانة وضبط منسوب الخط المغذي للقرية. وأكد أن الشركة حريصة على ضمان عدم تكرار هذه الظاهرة مستقبلًا، من خلال متابعة دورية للشبكة وإجراء الصيانة اللازمة، إضافة إلى وضع خطط وقائية لتجنب أي مشكلات مشابهة.
تحذير بشأن الخزانات القديمة
طالب رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالبحيرة، أصحاب المنازل التي تحتوي على خزانات صرف صحي قديمة، ولم يتم ردمها منذ تشغيل مشروع الصرف الصحي بالقرية، بضرورة ردمها بشكل نهائي وفوري. وأوضح أن هذه الخزانات قد تكون سببًا في تسرب الغازات واختلاطها بمياه الشرب في حال حدوث أي خلل بالشبكة. كما شدد على أهمية تعاون الأهالي مع الجهات المعنية، وتنفيذ التعليمات الخاصة بالصحة والسلامة، لتجنب حدوث أي أزمات مستقبلية، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات تمثل خط الدفاع الأول لحماية المواطنين.
حادثة غريبة تثير الذعر بين الأهالي
شهدت قرية شرنوب في الأيام الماضية حالة من الذعر والهلع، بعدما فوجئ عدد من الأهالي باشتعال غاز عند فتح حنفيات المياه داخل منازلهم. هذه الظاهرة الغريبة جاءت نتيجة انقطاع مياه الشرب لفترات طويلة، مما أثار مخاوف كبيرة من وجود مشكلة خطيرة في الشبكة. ومع انتشار الأخبار بين السكان، سادت حالة من القلق البالغ، خاصة مع عدم معرفة السبب في البداية. هذا الأمر استدعى تدخلًا عاجلًا من شركة المياه، التي أرسلت فرق الطوارئ على الفور للتعامل مع الموقف والسيطرة عليه.
متابعة ميدانية من رئيس الشركة
حرص المهندس محمد سعيد نشأت على التواجد بنفسه في موقع الشكوى بقرية شرنوب، لمتابعة الأعمال بشكل ميداني والاطمئنان على سير الإجراءات التصحيحية. وقد أجرى جولة بين المنازل المتضررة، وتحدث مع الأهالي لشرح ما تم من خطوات لمعالجة المشكلة. كما تابع عمليات غسيل الشبكة وتجارب فتح المياه للتأكد من زوال الخطر تمامًا. وأكد أن الشركة ستواصل متابعة الموقف خلال الأيام المقبلة، لضمان استقرار الخدمة وعدم حدوث أي مشكلات أخرى، مشددًا على التزام الشركة بحماية صحة وسلامة المواطنين في جميع قرى المحافظة.
تحديد مصدر الانبعاث الغازي
أوضحت التحقيقات التي أجرتها الجهات المعنية أن الغاز الذي اشتعل عند فتح صنابير المياه لم يكن غازًا طبيعيًا، بل هو غاز الميثان الناتج عن الصرف الصحي. وبينت شركة الغاز أن السبب الرئيسي يعود إلى تهالك بعض أجزاء شبكة مواسير مياه الشرب، ما سمح بتسرب الغازات إليها، خاصة مع الانقطاع الطويل للمياه. هذا الانقطاع أدى إلى انخفاض الضغط داخل الشبكة، ما مكن الغازات من التسلل عبر الأنابيب وصولًا إلى الحنفيات. وأكدت الجهات المسؤولة أن إصلاح هذه الأعطال ورفع كفاءة الشبكة سيمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا.
تأثير انقطاع المياه على الوضع
أفاد عدد من سكان قرية شرنوب أن المياه انقطعت بشكل كامل عن المنازل لمدة تجاوزت ثلاثة أيام، ما دفع الأهالي لاستخدام مضخات المياه بقوة في محاولة لاستخراج أي كميات متبقية داخل الشبكة. خلال هذه المحاولات، لاحظ البعض انبعاث رائحة غريبة تشبه رائحة الغاز، وهو ما أثار قلقهم. وعند قيام أحد السكان بإشعال ولاعة بالقرب من الحنفية للتأكد من الأمر، اندلعت ألسنة لهب بشكل مفاجئ، ما أحدث حالة من الذعر بين الأهالي ودفعهم للتواصل فورًا مع الجهات المختصة لاحتواء الموقف.
تنسيق عاجل بين الشركات والجهات
فور تلقي البلاغ تحركت فرق الطوارئ من شركة الغاز الطبيعي إلى موقع الشكوى وأغلقت إمداد الغاز عن المنطقة كإجراء احترازي. بالتوازي، وصلت فرق شركة مياه الشرب والصرف الصحي لبدء فحص شامل للشبكة والكشف عن أي غازات مختلطة بالمياه. تم العمل بشكل منظم بين الجهتين لضمان سرعة تحديد مصدر المشكلة والسيطرة عليها. وأكد مسؤولو الشركتين أن هذا التعاون السريع ساعد على احتواء الأزمة في وقت قياسي، ومنع امتداد الخطر إلى مناطق أخرى مجاورة، ما قلل من احتمالية وقوع أي أضرار جسيمة.
خطة وقائية لمنع تكرار الحادثة
إلى جانب السيطرة على الوضع القائم، وضعت الجهات المختصة خطة طويلة الأمد لمنع تكرار هذه الظاهرة مستقبلًا. تتضمن الخطة إجراء فحوص دورية لشبكات المياه للتأكد من سلامتها، واستبدال الأجزاء المتهالكة فورًا، مع متابعة حالة خزانات الصرف الصحي القديمة وردمها بالكامل. كما سيتم تنفيذ برامج توعية للأهالي حول أهمية الالتزام بإجراءات السلامة المنزلية. وأكدت شركة المياه أن تطوير البنية التحتية وتحسين أنظمة الضخ والصيانة الدورية يمثلان خط الدفاع الأول لحماية المواطنين وضمان وصول مياه آمنة ونقية إلى جميع المنازل.






