شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم التي عظمها الله في كتابه الكريم، وهو يمثل بداية فترة مميزة في التقويم الإسلامي تحمل نفحات روحانية خاصة. ويعد هذا الشهر فرصة للتقرب إلى الله بالعبادات والطاعات، ويتميز بفضل كبير واستعداد لاستقبال شهر رمضان المبارك. ويتساءل المسلمون كل عام عن موعد بداية شهر رجب فلكيًا لتحديد الأوقات المناسبة للعبادة والاستعداد لشهر الخير. وفقًا للحسابات الفلكية الدقيقة، يعتمد تحديد بداية الشهر على رؤية الهلال، وهو ما يمثل حدثًا مهمًا ينتظره المسلمون في كل مكان. في هذا المقال، سوف نستعرض لكم موعد أول أيام شهر رجب لعام 1445 هجريًا.
موعد أول أيام شهر رجب فلكيا
تعتمد مواعيد أول أيام الأشهر الحرم على رؤية الهلال، وتشير الحسابات الفلكية إلى أن هلال شهر رجب يولد مباشرة بعد حدوث الاقتران في تمام الدقيقة 28 صباحًا بتوقيت القاهرة المحلي يوم الثلاثاء الموافق 31 ديسمبر 2024، وهو يوم الرؤية لشهر رجب. ويبقى الهلال الجديد في سماء مكة المكرمة لمدة 28 دقيقة، وفي القاهرة لمدة 24 دقيقة بعد غروب شمس ذلك اليوم، يوم الرؤية. وفي باقي محافظات جمهورية مصر العربية، يبقى الهلال الجديد في سمائها لمدة تتراوح بين 23 و29 دقيقة. أما في العواصم والمدن العربية والإسلامية، فيبقى الهلال الجديد بعد غروب شمس ذلك اليوم لمدة تتراوح بين 16 و41 دقيقة. وبذلك تكون غرة شهر رجب 1446 هجريًا فلكيًا يوم الأربعاء 1/1/2025.
التقويم الهجري وأساسة القمري
إن هذا التقويم يعرف بالتقويم القمري أو الإسلامي، وهو نظام زمني يعتمد على دورة القمر حول الأرض لتحديد الأشهر. يتألف العام الهجري من 12 شهرًا قمريًا، تبدأ بشهر المحرم وتنتهي بشهر ذي الحجة. وتختلف مدة الشهر القمري بين 29 و30 يومًا حسب رؤية الهلال، مما يجعل السنة الهجرية أقل من السنة الميلادية بحوالي 11 يومًا. ويعتمد المسلمون على هذا التقويم لتحديد تواريخ المناسبات الدينية مثل بداية شهر رمضان وعيد الأضحى، مما يضفي عليه أهمية كبيرة في الحياة الإسلامية.
إنشاء التقويم الهجري وتاريخة
تم إنشاء التقويم الهجري في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حين اتخذ هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة في 12 ربيع الأول، 24 سبتمبر عام 622، بداية للسنة الأولى من التقويم. وجاءت هذه الخطوة لتنظيم الأمور الإدارية والدينية للمسلمين. ويستخدم التقويم الهجري رسميًا في بعض الدول العربية كالمملكة العربية السعودية، بينما يعتمد في العالم الإسلامي لتحديد المناسبات الدينية والأشهر الحرم، وهذا يعكس ارتباطه الوثيق بالتقاليد الإسلامية.
توقعات بداية شهر رمضان
بدأ المسلمون يبحثون عن مواعيد شهر رمضان الكريم لعام 2025، خاصة وأن تساؤلات المسلمين تتصدر محركات البحث على مواقع التواصل الاجتماعي. فالبعض يبحث في الاستعداد من خلال القيام ببعض الأمور الروحانية أو لوضع ميزانية اقتصادية لشهر رمضان الفضيل. ووفقًا لتوقعات الحسابات الفلكية، من المتوقع أن يبدأ شهر رمضان في 1 مارس 2025، ويستمر لمدة 29 أو 30 يومًا، إلى أن يتم تأكيد موعد شهر رمضان نهائيًا عقب استطلاع الهلال من قبل دار الإفتاء المصرية في 29 من شعبان 1446. وتعتمد الكثير من الدول العربية والإسلامية على الرؤية الشرعية للهلال باستخدام المراصد الفلكية.
كيف تستعد روحانيا لشهر رمضان الكريم؟
قبل بداية شهر رمضان، يحاول العديد من المؤمنين والمؤمنات الاستعداد لاستقبال شهر رمضان بالقيام ببعض الأمور الروحانية والإيمانية، وهو ما أشار إليه مجمع البحوث الإسلامية من خلال نشر السلسلة الدعوية حول كيفية الاستعداد لاستقبال شهر رمضان المبارك، والتي جاءت على النحو الآتي:
- الاستعداد للصيام من خلال الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم بصيام يومي الاثنين والخميس.
- الاستعداد لاستقبال شهر رمضان الكريم بصلوات قيام الليل.
- الاستعداد بإخراج الصدقات، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا”.
- الاستعداد بالقرآن الكريم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه”.
- استعداد لرمضان بصلة الرحم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها”.
- المحافظة على الصلوات والنوافل.
- استعداد لرمضان بالخلق الحسن.
- الاستعداد بالنية الصادقة.
- الاستعداد بحب الخير للآخرين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.
- إصلاح القلوب وتجديد التوبة من ضمن الاستعدادات لشهر رمضان الكريم.
- الاستعداد بالرفق بالأهل ومساعدة الآخرين.
- إزالة الشحناء والخصومات، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يطلع الله إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن”.
- الاستعداد لرمضان بالإكثار من الاستغفار والإكثار من النوافل.
كيفية الإستعداد اقتصاديا لشهر رمضان
ثلاثة أشهر تفصلنا عن شهر رمضان الكريم، وكثير من السيدات وربات المنازل يحاولن وضع ميزانية لترشيد الاستهلاك والتوفير في الميزانية، حيث يحتاج هذا الشهر إلى وضع خطة دقيقة وتحديد الأولويات لتحقيق أقصى استفادة من الراتب الشهري. وكانت الدكتورة مي الشحات، مدرسة الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان، قد أوضحت من قبل خلال لقاء تلفزيوني أن ترشيد الميزانية في مصروف البيت يتطلب من ربات المنازل تخطيطًا دقيقًا وتعاونًا من جميع أفراد الأسرة. كما أوضحت مدرسة الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان أنه لابد من تحديد الأولويات وفقًا للأهداف التي تسعى لها الأسرة. من الضروري وضع خطة مالية مدروسة تشمل تقدير الدخل والنفقات الشهرية مع تحديد كيفية تخصيص الأموال للأهداف المختلفة.
