دراسة: 90% من العاملين فى مصر يعتمدون على الذكاء الاصطناعى
لماذا يقوم العاملين في مصر بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي

فى ظل التحول الرقمى الذى يشهده العالم ويبدو أن مصر تسير بخطى متسارعة نحو دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي فى بيئة العمل فقد كشفت دراسة حديثة أن حوالي 90% من الموظفين فى مصر حيث انهم أصبحوا يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر أو غير مباشر فى كل أداء مهامهم اليومية وهو ما يعكس تماما من التحول الكبير الذى تشهده سوق العمل المصرية وذلك في خلال السنوات الأخيرة
دراسة: 90% من العاملين فى مصر يعتمدون على الذكاء الاصطناعي
لا يعتبر الذكاء الاصطناعي مجرد مصطلح تكنولوجى يتردد فى المؤتمرات أو حتى بين خبراء التقنية، بل انه أصبح واقعا يوميًا يعيشه الموظفون فى القطاعات المختلفة فمثلا فى البنوك وايضا في الشركات وحتي ايضا في المصانع وحتى المؤسسات الحكومية، فقد اصبحت تطبيقات الذكاء الاصطناعي حاضرة وبكل بقوة كبيرة جدا وهذا لتحسين الإنتاجية، وايضا تسهيل التواصل وتسريع إنجاز كل المهام.
ثورة الذكاء الاصطناعى فى بيئة العمل
تشير كل الدراسة إلى أن أغلب العاملين يستخدمون أدوات كثيرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وذلك دون أن يدركوا هذا أحيانا، مثل خاصية التصحيح التلقائى فى البريد الالكتروني، أو المساعدات الرقمية فى الهواتف الذكية، أو حتى البرمجيات التى تتنبأ بالبيانات و تسهل من اتخاذ بعض القرارات.
التحول الرقمى وتأثيره على الوظائف
بحسب الدراسة، فإن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي لا يعنى بالضرورة الاستغناء عن العنصر البشرى، بل إعادة تشكيل كل المهارات المطلوبة داخل سوق العمل، ففى الوقت الذى تختفى فيه بعض الوظائف التقليدية، تظهر مجالات جديدة جدا تتطلب مهارات تقنية و تحليلية تكون متقدمة، ويرى الخبراء أن الذكاء الاصطناعي أصبح شريكا أساسيا للإنسان فى بيئة العمل، حيث يتولى المهام الروتينية ويترك للعقل البشرى دور الإبداع والتفكير الاستراتيجى، وتشير كل التقديرات إلى أن أكثر من 70% من المؤسسات فى مصر بدأت فى تدريب كل موظفيها على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لرفع الكفاءة وتحسين الأداء.
القطاعات الأكثر استخداما للذكاء الاصطناعية
أظهرت الدراسة أن قطاع التكنولوجيا والاتصالات تأتى فى مقدمة القطاعات التى تعتمد بشكل كبير جدا على وجود تقنيه الذكاء الاصطناعي، يليه القطاع المالى و المصرفى، ثم مجالات التسويق الالكتروني، وخدمة العملاء، والتعليم، والرعاية الصحية، ففى كل البنوك مثلا، تستخدم الخوارزميات لتحليل سلوك العملاء والتنبؤ بكل الاحتياجات، بينما تعتمد بعض شركات التسويق على الذكاء الاصطناعي فى تحليل كل البيانات وتحديد أنماط المستهلكين، أما فى التعليم، فبدأت بعض من المدارس والجامعات استخدام أدوات تعليمية ذكية تساعد فى متابعة أداء الطلاب، وايضا تخصيص بعض المناهج وفق كل قدراتهم الفردية.
القطاع الطبي
فى القطاع الطبى، ساعد الذكاء الاصطناعي الأطباء على تشخيص الأمراض بدقة أكبر، من خلال تحليل الصور الشعاعية و الفحوص المخبرية وذلك باستخدام خوارزميات متطوره جدا، كما ساهمت تطبيقات الذكاء الاصطناعي فى تسهيل عمليات حجز المواعيد وتقديم بعض الاستشارات عن بعد.
مصر والذكاء الاصطناعي: خطوات حكومية عند حدود الاستخدام الفردي
لم يتوقف دور الذكاء الاصطناعي عند حدود الاستخدام الفردى، بل امتد إلى المبادرات الحكومية التى تهدف إلى تعزيز التحول الرقمى، فقد أعلنت الحكومة المصرية عن استراتيجيتها الوطنية للذكاء الاصطناعية، والتى تسعى من خلالها إلى جعل مصر مركز إقليميا فى هذا المجال بحلول عام 2030، وتعمل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على تدريب الكوادر الشابة وتأهيلهم بمهارات الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، عبر برامج تعليمية وذلك بالتعاون مع جامعات محلية وعالمية كما تم إنشاء مراكز بحثية وشراكات مع شركات دولية لتطوير حلول مبتكرة تخدم قطاعات الاقتصاد المختلفة.
التحديات أمام انتشار الذكاء الاصطناعى
على الرغم من النمو الكبير فى الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك مجموعة من التحديات التى لا تزال تواجه انتشار هذه التقنيات فى سوق العمل المصرى، ومن أبرز هذه التحديات تكون كالاتي:
- ضعف البنية التحتية الرقمية فى بعض المناطق.
- ونقص الوعى التقنى لدى فئات معينة من الموظفين.
- كما تمثل تكلفة التدريب والتطوير عقبة أمام بعض المؤسسات الصغيرة.
- بجانب المخاوف المتعلقة بأمن البيانات وخصوصية المستخدمين.
- ويؤكد كل خبراء التكنولوجيا أن التغلب على كل هذه التحديات يتطلب تعاونا بين القطاعين العام والخاص.
- وايضا توفير بيئة رقمية آمنة مؤهلة للنمو.
وجهات نظر متباينة حول مستقبل العمل
يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي يمثل تهديدا لكل للوظائف، خصوصًا مع قدرته العاليه على أداء مهام متعددة بسرعة ودقة عاليه جدا، إلا أن الرأى الآخر يؤكد أن هذه التكنولوجيا ستخلق فرصا جديدة غير مسبوقة تماما فبدلاً من اختفاء الوظائف، ستتغير طبيعتها لتتطلب مهارات أكثر تخصصًا فى تحليل البيانات، والإبداع، وإدارة النظم الذكية،ويعتقد الباحثون أن المستقبل سيشهد توازنا بين العنصر البشرى والذكاء الاصطناعي، حيث سيتم الاعتماد على مزيج من التقنيات الحديثة والخبرة الإنسانية، وذلك لضمان أفضل أداء ممكن داخل بيئات العمل.
تأثير الذكاء الاصطناعي على الموظف المصرى
من الواضح أن الذكاء الاصطناعي بدأ بالفعل فى تغيير طريقة عمل الموظف المصرى، فبعد أن كان يعتمد بشكل كامل على العمل اليدوى أو الروتينى، أصبح الآن يستخدم أدوات تساعده على تنظيم الوقت، وتحليل كل البيانات، وتقديم تقارير دقيقة جدا فى وقت أقل، كما ساعدت كل تطبيقات الذكاء الاصطناعي العاملين على تحسين مهاراتهم الرقمية واكتساب خبرات جديدة جدا ووفقا للدراسة، فإن حوالى 60% من الموظفين المصريين يرون أن الذكاء الاصطناعي جعلهم أكثر إنتاجية، بينما أشار 25% إلى أنه ساعدهم على التفرغ لمهام تكون أكثر أهمية.
تأثير التعليم والتدريب فى دعم التحول الذكى
تشير كل الدراسة إلى أن التعليم والتدريب يمثلان حجر الأساس فى نجاح التحول الرقمى داخل مصر فكلما ارتفع مستوى الوعى التقنى لدى بعض الموظفين، زادت قدرتهم على استغلال أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال، ولهذا بدأت الجامعات والمعاهد المصرية فى إدراج مقررات عن الذكاء الاصطناعي وتحليل كل البيانات، بما يتيح للخريجين الانخراط بسهولة فى سوق العمل الحديث الذى يعتمد على التقنيات الذكية فى مختلف التخصصات.
الذكاء الاصطناعي ودوره فى تحسين جودة العمل
لم يقتصر تأثير الذكاء الاصطناعي على بيئة العمل فقط، بل امتد ليشمل الحياة اليومية للمواطنين في كل التطبيقات الذكية ساعدت على تسهيل المعاملات الحكومية، وتحسين كل الخدمات الصحية والتعليمية، وتوفير حلول كثيرة مبتكرة للنقل والطاقة وبذلك أصبح الذكاء الاصطناعي أداة فعالة تسهم فى تحقيق رؤية مصر نحو مجتمع رقمى، يكون متكامل يسعى لتقديم حياة أكثر جودة وكفاءة عاليه لكل مواطنيه.
دراسه تظهر ان مصر تخطو بثبات نحو مستقبل الرقمي
تظهر نتائج الدراسة أن مصر تخطو بثبات نحو مستقبل رقمى يعتمد على الذكاء الاصطناعي، ك ركيزة أساسية فى تطوير سوق العمل ومع ازدياد الوعى بأهمية هذه التقنيات، وتبنى المؤسسات لها بشكل أوسع، يبدو أن في خلال السنوات القادمة ستشهد طفرة فى استخدام الذكاء الاصطناعي ليس فقط كأداة مساعدة، بل هو كمكون رئيسى من مكونات بيئة العمل الحديثة، ف الذكاء الاصطناعي لم يعد رفاهية أو خيارًا ثانويًا، بل أصبح ضرورة لمواكبة التغيرات المتسارعة فى العالم كله، وتحقيق التنافسية والإنتاجية داخل السوق المصرى.