اخبار التكنولوجيا

خطوه جديدة من شركة جوجل.. ضد التطبيقات المستهلكة للبطاريه

تعرف علي الخطوه الجديده من شركة جوجل

في ظل التطور الكبير الذي يشهده نظام أندرويد عامًا بعد عام تواصل شركة جوجل جهودها لتحسين تجربة المستخدمين وجعل أجهزتهم أكثر كفاءة واستدامة ومع تزايد شكاوى المستخدمين من استهلاك البطارية السريع، خاصة في ظل تعدد التطبيقات التي تعمل في الخلفية دون توقف أعلنت جوجل عن خطوة جديدة تهدف إلى الحد من استنزاف الطاقة وتحسين عمر البطارية بشكل ملحوظ هذه الخطوة تعد جزءًا من استراتيجية طويلة المدى لتقديم نظام أندرويد أكثر ذكاء واستقرارا

خطوه جديدة من شركة جوجل.. ضد التطبيقات المستهلكة للبطاريه

مشكلة استهلاك البطارية، أزمة مستمرة منذ ظهور الهواتف الذكية، كان عمر البطارية أحد أهم التحديات التي تواجه المستخدمين فمع ازدياد إمكانيات الهواتف وقدراتها التقنية، أصبح من الصعب الحفاظ على توازن بين الأداء العالي واستهلاك الطاقة المعقول، التطبيقات، خاصة تلك التي تعمل في الخلفية مثل تطبيقات التواصل الاجتماعي أو الخرائط أو تتبع اللياقة، تستهلك نسبة كبيرة من طاقة البطارية دون أن يشعر المستخدم.

هناك تطبيقات تستهلك 30% من طاقة البطارية يوميًا

وفقًا لبعض التقارير العديدة التي تمت، فإن بعض التطبيقات تستهلك ما يصل إلى 30% من طاقة البطارية يوميًا، حتى عندما لا يتم فتحها مباشر هذا الاستنزاف الصامت للطاقة جعل المستخدمين في حالة من الإحباط الدائم، خصوصًا مع ارتفاع أسعار الهواتف الذكية وصعوبة تغيير البطارية في بعض الطرازات الحديثة.

جوجل تدخل بحسم

شركة جوجل، بصفتها المطور الرئيسي لنظام أندرويد، تدرك أن سمعة النظام تعتمد بشكل كبير على تجربة المستخدم اليومية، خاصة فيما يتعلق بعمر البطارية ولهذا، أعلنت الشركة عن تحديث جديد في منظومة إدارة الطاقة داخل النظام، يستهدف بشكل مباشر التطبيقات الجشعة التي تستهلك الطاقة بشكل غير مبرر.

خطوه جديدة تتضمن آليه مراقبه ذكيه تعتمد علي الذكاء الاصطناعي

الخطوة الجديدة تتضمن إضافة آلية مراقبة ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تقوم بتتبع نشاط التطبيقات وتحليل سلوكها على مدار اليوم فإذا تم اكتشاف أن أحد التطبيقات يستهلك الطاقة بشكل مفرط أو يعمل في الخلفية دون سبب وجيه، سيقوم النظام تلقائيا بتقييده أو إرسال تنبيه للمستخدم لتحذيره من هذا التطبيق.

التقنية الجديدة: الذكاء الاصطناعي في خدمة البطارية

الميزة الجديدة، والتي قد يتم دمجها في الإصدار القادم من نظام أندرويد من المتوقع أن تكون في Android 16، تعتمد على خوارزميات تعلم آلي متقدمة تقوم هذه الخوارزميات بتجميع البيانات حول استخدام التطبيقات، مثل مدة التشغيل، وعدد العمليات في الخلفية، واستهلاك المعالج والطاقة، ثم تصدر تقييما خاصًا بكل تطبيق.

اتخاذ إجراءات تلقائية

وبناء على هذا التقييم، يمكن للنظام اتخاذ إجراءات تلقائية مثل:

  1.  تقييد النشاط في الخلفية التطبيقات التي تستهلك طاقة زائدة.
  2. منع الإشعارات غير الضرورية التي تعمل على تنشيط الهاتف بشكل متكرر.
  3. تخفيض أولوية التطبيق في الوصول إلى موارد النظام مثل المعالج أو الإنترنت.
  4. إشعار المستخدم بخيار النوم العميق للتطبيق أو حذفه إن لم يكن ضرورياً.
  5. بهذه الطريقة، تعمل جوجل على خلق توازن ذكي بين حرية المستخدم في استخدام التطبيقات.
  6. وبين حماية البطارية من التآكل السريع.

تعاون مع بعض المتطورين

إلى جانب هذا النظام الجديد، أعلنت جوجل أيضًا عن إرشادات محدثة لمطوري التطبيقات، تشجعهم على تحسين كفاءة تطبيقاتهم في استهلاك الطاقة هذه الإرشادات تتضمن قواعد واضحة حول كيفية التعامل مع العمليات في الخلفية، والتقليل من استخدام خدمات الموقع GPS، وكذلك تحسين إدارة الإشعارات كما تعمل جوجل على دمج أدوات اختبار جديدة في Android Studio، تتيح للمطورين مراقبة أداء تطبيقاتهم من حيث استهلاك البطارية قبل إطلاقها رسميًا وبهذا، تصبح المسؤولية مشتركة بين جوجل والمطورين لضمان تقديم تجربة استخدام أفضل وأكثر استدامة.

ردود فعل المستخدمين والمطورين

الخطوة الجديدة لاقت ترحيبا واسعا من المستخدمين، الذين رأوا فيها حلاً عمليًا لمشكلة طالما عانوا منها، كثير من مستخدمي أندرويد يعانون من انخفاض سريع في البطارية حتى في الأجهزة الحديثة، وكانوا يعتمدون على تطبيقات خارجية لمراقبة الاستهلاك. الآن، ستصبح هذه الميزة جزءًا أصيلا من النظام نفسه، أما بالنسبة للمطورين، فقد أبدى بعضهم تخوفا من أن تؤدي القيود الجديدة إلى تقييد وظائف تطبيقاتهم، خاصة تلك التي تعتمد على التحديث المستمر مثل تطبيقات التوصيل أو اللياقة، لكن جوجل أكدت أنها ستوفر واجهات برمجة مرنة تتيح استثناء التطبيقات ذات الوظائف الحيوية، بشرط أن تلتزم بمعايير كفاءة الطاقة المحددة.

تحسين تجربة المستخدم بشكل شامل

ما يميز خطوة جوجل الجديدة هو أنها ليست مجرد ميزة تقنية إضافية، بل جزء من رؤية أشمل تهدف إلى جعل نظام أندرويد أكثر ذكاء في إدارة الموارد، و هذه الخطوة تأتي ضمن توجه جوجل الأخير نحو الاستدامة الرقمية، حيث تسعى الشركة إلى تقليل البصمة البيئية للتقنيات، وتشجيع الاستخدام الأمثل للطاقة كما تهدف جوجل إلى أن يشعر المستخدم بالفرق في تجربته اليومية بطارية تدوم أطول، أداء أكثر استقرارا، وهاتف لا يسخن بسرعة بالإضافة إلى ذلك، سيتم عرض لوحة معلومات للطاقة في الإعدادات، تتيح للمستخدم معرفة التطبيقات الأكثر استهلاكا للبطارية بشكل تفصيلي وواضح.

مقارنة مع أنظمة أخرى

من الجدير بالذكر أن أنظمة تشغيل أخرى مثل iOS من آبل كانت تفرض قيودا صارمة منذ سنوات على نشاط التطبيقات في الخلفية، وهو ما ساهم في الحفاظ على عمر البطارية في أجهزة آيفون لكن جوجل اختارت دائمًا نهجا أكثر انفتاحا، مما منح المستخدمين والمطورين حرية أكبر، لكنه في المقابل جعل السيطرة على استهلاك الطاقة أكثر تعقيدا الآن، يبدو أن جوجل تحاول تحقيق توازن دقيق بين المرونة والأداء، بحيث يظل أندرويد نظاما مفتوحا وقابلًا للتخصيص، دون التضحية بعمر البطارية أو كفاءة التشغيل.

مستقبل الطاقة الذكية في أندرويد

تسعى جوجل أيضًا لدمج هذه التقنية مع خططها المستقبلية في الذكاء الاصطناعي السحابي، بمعنى آخر، ستتمكن أنظمة الذكاء الاصطناعي من تعلم سلوك كل مستخدم على حدة، وضبط إعدادات الطاقة تلقائيا بناءً على نمط استخدامه، فإذا لاحظ النظام أن المستخدم لا يفتح تطبيقًا معينًا إلا في أوقات محددة، فسيقوم بتجميد نشاطه خارج هذه الأوقات لتوفير الطاقة وهكذا، تحول الهاتف إلى جهاز أكثر وعيا وذكاء في إدارة موارده، مما ينعكس بشكل مباشر على عمر البطارية وتجربة المستخدم.

تسعي جوجل لتحسين جوهريه التجربه

تثبيت جوجل مرة أخرى أنها لا تكتفي بتطوير المزايا الجمالية أو الشكلية في نظام أندرويد، بل تسعى إلى تحسين جوهر التجربة من خلال معالجة واحدة من أكثر القضايا إزعاجا استهلاك البطارية الخطوة الجديدة المتمثلة في دمج أنظمة مراقبة ذكية لاستهلاك الطاقة تمثل تحولا مهما في فلسفة إدارة النظام وإذا نجحت جوجل في تطبيق هذه الخطة كما هو متوقع، فقد نرى في السنوات القليلة القادمة هواتف أندرويد تدوم بطاريتها يومين كاملين من الاستخدام المكثف دون الحاجة إلى شحن متكرر وهو حلم طال انتظاره لدى ملايين المستخدمين حول العالم بهذه الخطوة، تؤكد جوجل أن المستقبل ليس فقط في زيادة السرعة أو سعة التخزين، بل في الذكاء في إدارة الموارد وجعل التقنية تعمل بذكاء أكبر لخدمة الإنسان لا العكس.



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى