تتجه الأنظار إلى واحدة من أقوى مباريات دور الـ16 في بطولة كأس العالم للأندية، حيث يلتقي فريقان من أصحاب التاريخ الأوروبي الطويل في مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين. بنفيكا البرتغالي يدخل اللقاء بثقة كبيرة بعد أداء مميز في دور المجموعات. كما يسعى تشيلسي الإنجليزي لتأكيد حضوره القوي واستكمال مشواره في البطولة العالمية، وسط أجواء مشحونة بالحماس والتفاصيل الصغيرة قد تصنع الفارق في مباراة ينتظرها جمهور الكرة حول العالم، لمعرفة من سيواصل طريقه نحو منصة التتويج. فإن كنت من متابعي كأس العالم للأندية تابع معنا هذا المقال سوف نوفيكم تقرير به كافة التفاصيل.
بنفيكا يتحدى تشيلسي في ثمن نهائي كأس العالم للأندية
تتجه الأنظار مساء السبت إلى ملعب بنك أوف أمريكا بمدينة شارلوت الأمريكية. حيث يلتقي بنفيكا البرتغالي مع تشيلسي الإنجليزي في مواجهة قوية ضمن دور الـ16 لبطولة كأس العالم للأندية، وتعد هذه المواجهة من أبرز لقاءات هذا الدور كونها تجمع بين فريقين لهما تاريخ أوروبي كبير. ويسعى كل منهما لفرض هيمنته في البطولة، وتقام المباراة في الحادية عشر مساءً بتوقيت القاهرة، في إطار منافسات النسخة الحالية من المونديال الذي يقام لأول مرة بمشاركة 32 فريقًا على غرار كأس العالم للمنتخبات. هذا ما يمنح البطولة إثارة غير معتادة ومتعة لا نهائة لها في هذه المرحلة المبكرة.
مشوار بنفيكا في دور المجموعات
تمكن نادي بنفيكا من التأهل إلى دور الـ16 بعدما تصدر المجموعة الثالثة بجدارة برصيد 7 نقاط، حيث بدأ مشواره بالتعادل مع بوكا جونيورز الأرجنتيني بنتيجة 2-2. ثم حقق انتصاراً عريضاً على أوكلاند سيتي النيوزيلندي بنتيجة 6-0 قبل أن يحقق مفاجأة كبيرة بالفوز على بايرن ميونخ الألماني بهدف دون مقابل. هذا الانتصار أعطى دفعة قوية للفريق قبل مواجهة تشيلسي، خاصة وأنه جاء على حساب فريق عملاق لم يسبق أن خسر أمام بنفيكا في مواجهاتهم السابقة، مما يعكس مدى تطور الفريق البرتغالي وتماسكه في البطولة.
أول فوز تاريخي لبنفيكا على بايرن ميونخ
الفوز الذي حققه بنفيكا على بايرن ميونخ لم يكن عادياً، إذ أنه الأول للفريق البرتغالي على العملاق البافاري في تاريخ المواجهات الرسمية بينهما. سبق وأن التقى الفريقان في 13 مناسبة أوروبية، فاز بايرن ميونخ في 10 منها، وتعادلا في 3 دون أن ينجح بنفيكا في تحقيق أي انتصار. لكن الفوز الأخير كسر هذه العقدة التاريخية، ومنح الفريق ثقة كبيرة في إمكانية الذهاب بعيدًا في البطولة. ويعول بنفيكا على عناصر الخبرة والشباب في تشكيلته، خصوصاً مع الأداء المميز الذي أظهره في الدور الأول، والذي جعله أحد مفاجآت البطولة حتى الآن.
الظهور الأخير لدي ماريا مع بنفيكا
تكتسب مباراة اليوم طابعاً خاصاً نظراً لاحتمال كونها الظهور الأخير للنجم الأرجنتيني أنخيل دي ماريا مع بنفيكا، بعدما قرر العودة إلى بلاده عقب نهاية مشواره في المونديال. حيث أعلن دي ماريا صاحب التاريخ الحافل مع أندية أوروبية كبرى، مثل ريال مدريد ومانشستر يونايتد وباريس سان جيرمان، أنه سينتقل إلى نادي طفولته روساريو سنترال. ويرغب اللاعب في توديع جماهير بنفيكا بأداء مميز أمام تشيلسي. حيث ساهم بشكل كبير في تأهل فريقه لدور الـ16. ويظل أحد الأوراق الهجومية الخطيرة التي ستلعب دورًا في مصير المواجهة المرتقبة.
مشوار تشيلسي حتى ثمن النهائي
أما نادي تشيلسي فقد تأهل إلى هذا الدور بعد أن احتل المركز الثاني في المجموعة الرابعة برصيد 6 نقاط، بعدما فاز على لوس أنجلوس الأمريكي والترجي التونسي، بينما خسر أمام فلامنجو البرازيلي. ورغم الخسارة نجح الفريق اللندني في تجاوز دور المجموعات بأداء مقنع نسبياً. ويطمح تشيلسي في تحسين مستواه في الأدوار المقبلة. خاصة بعد أن نال لقب دوري المؤتمر الأوروبي، ويعتمد على عناصره الشابة وخبرته الأوروبية الكبيرة لعبور عقبة بنفيكا الصعبة، والتي تمثل تحديًا حقيقياً للفريق ومدربه الإيطالي إنتسو ماريسكا.
إنزو فرنانديز وديلاب يقودان هجوم تشيلسي
يعتمد تشيلسي في تشكيلته على الثنائي المميز إنزو فرنانديز وليام ديلاب، خاصة أن فرنانديز يتصدر قائمة أكثر لاعبي الفريق مساهمة بالأهداف في عام 2025. حيث سجل 6 أهداف وصنع 8 تمريرات حاسمة، ويأمل الفريق الإنجليزي أن يستعيد مستواه التهديفي في مواجهة بنفيكا. خاصة مع قوة الدفاع البرتغالي التي ظهرت بوضوح في الدور الأول. ومن المتوقع أن يلعب تشيلسي بأسلوب هجومي منذ البداية، في محاولة لحسم اللقاء مبكراً، وتفادي مفاجآت بنفيكا. خصوصاً أن المواجهة تقام بنظام خروج المغلوب، ما يعني أن الخطأ فيها غير مسموح.
النظام الجديد لبطولة كأس العالم للأندية
تشهد بطولة كأس العالم للأندية هذا العام تحولاً كبيرًا في نظامها، حيث تم اعتماد نفس نظام كأس العالم للمنتخبات الذي شاهدناه مؤخرًا. من خلال تقسيم الفرق إلى 8 مجموعات تضم كل منها 4 فرق. ويتأهل أول وثاني كل مجموعة إلى دور الـ16. لتبدأ بعد ذلك مباريات الأدوار الإقصائية حتى الوصول إلى النهائي. هذا النظام أتاح الفرصة لعدد أكبر من الأندية بالمشاركة. كما زاد من قوة المنافسة منذ الأدوار الأولى، وجعل المواجهات الحاسمة تبدأ من وقت مبكر، وهو ما يظهر في لقاء اليوم بين بنفيكا وتشيلسي.
مواجهة ثأرية لتشيلسي بعد نهائي 2013
تحمل مواجهة تشيلسي وبنفيكا طابعاً ثأرياً بالنسبة للفريق البرتغالي، الذي خسر أمام النادي اللندني في نهائي الدوري الأوروبي عام 2013 بنتيجة 2-1 في العاصمة الهولندية أمستردام. كانت تلك المباراة من أكثر المباريات المثيرة في تاريخ البطولة، وحرمت بنفيكا من تحقيق لقب قاري هام. ومنذ ذلك الحين لم يتمكن الفريق البرتغالي من الثأر. رغم تكرار المواجهات الأوروبية، وتمنح هذه المباراة لبنفيكا فرصة ذهبية لكسر الهيمنة الإنجليزية عليه. وتأكيد تطوره، بينما يسعى تشيلسي لتأكيد تفوقه التاريخي والاستمرار في المنافسة بقوة على اللقب العالمي.
المدرب إنتسو ماريسكا يسعى لتسجيل رقم جديد
يسعى مدرب تشيلسي إنتسو ماريسكا لتحقيق رقم مميز في مسيرته التدريبية، إذ يطمح لتحقيق فوزه رقم 38 في مباراته الـ61 مع الفريق عبر مختلف البطولات. ماريسكا الذي تولى تدريب البلوز مطلع الموسم الجاري، أظهر قدرات فنية كبيرة، خاصة في تطوير أداء اللاعبين الشباب، ومنحهم الثقة في المباريات الكبرى. ويعول عليه جمهور تشيلسي لقيادة الفريق إلى أبعد نقطة ممكنة في البطولة. مباراة بنفيكا تمثل اختباراً حقيقياً للمدرب الإيطالي. حيث يواجه خصماً عنيداً يملك خط وسط قوي وخبرة أوروبية كبيرة، مما يجعل المواجهة حاسمة لمستقبل الفريق.
النهائي المرتقب على ملعب “ميتلايف”
من المقرر أن تقام المباراة النهائية لبطولة كأس العالم للأندية يوم 13 يوليو المقبل على ملعب “ميتلايف”، الشهير بولاية نيوجيرسي الأمريكية. يعد هذا الملعب واحداً من أكبر وأحدث الملاعب في الولايات المتحدة، ويتسع لأكثر من 80 ألف متفرج. وتراهن اللجنة المنظمة على نجاح البطولة بنظامها الجديد في جذب الجماهير وتقديم مستوى فني مرتفع. ومع اقتراب مراحل الحسم تزداد الإثارة والترقب. خاصة أن الفرق المتأهلة إلى دور الـ16 تضم نخبة من أعرق الأندية العالمية. ومن بينها الفائز من مواجهة بنفيكا وتشيلسي المنتظرة.
