اخبار التكنولوجيا

 بلو أوريجن تنجز بنجاح المهمة الخامسة والثلاثين مركبة نيو شيبرد

تعرف على نجاح المهمه الخامسه والثلاثين من مركبه نيو شيبرد

شهد قطاع الفضاء مؤخرًا حدثا بارزا تمثل في نجاح شركة بلو أوريجن Blue Origin الأمريكية في إطلاق المهمة الخامسة والثلاثين من مركبة نيو شيبرد New Shepard بعد فترة من التأجيلات والانتظار الطويل وهذا الإنجاز يمثل خطوة جديدة جدا هامه للشركة في مجال رحلات الفضاء شبه المدارية التي تسليط الضوء على الشركات الخاصة التي تسعى دائماً لقيادة مستقبل افضل فى استكشاف الفضاء وايضا السياحة الفضائية

 بلو أوريجن تنجز بنجاح المهمة الخامسة والثلاثين مركبة نيو شيبرد

تعتبر نيو شيبرد من أبرز المركبات الفضائية والتي كانت مصممة وبشكل خاص جدا وهذا بالنسبة لجميع الرحلات شبه المدارية وقد سميت على اسم رائد الفضاء الأمريكي آلان وهو شيبرد، ويعتبر أول أمريكي يصل إلى الفضاء عام 1961 و صممتها شركة بلو أوريجن لكي تكون قابلة لإعادة الاستخدام، وهو ما يمنحها ميزة اقتصادية وايضا تقنية مقارنة بالصواريخ التقليدية الاخري.

خلفية عن مركبة نيو شيبرد

المركبة تتكون من جزئين رئيسيين منهم المعزز الخاص Booster، وهو يعمل على رفع الكبسولة إلى حافة الفضاء قبل أن يعود للهبوط العمودي بشكل آمن على منصة مخصصة و الكبسولة Crew Capsule تنفصل في أعلى الرحلة وتحمل الركاب أو الحمولة البحثية إلى ارتفاعات تصل إلى أكثر من 100 كيلومتر، و تمنحهم تجربة انعدام الجاذبية لبضع دقائق قبل العودة بسلام عبر المظلات، وهذه التقنية تمثل أحد أعمدة رؤية بلو أوريجن في جعل الفضاء أكثر إتاحة للبشرية وتقليل كل تكاليف الرحلات المستقبلية.

تفاصيل المهمة الخامسة والثلاثين

المهمة الأخيرة كانت ذات أهمية خاصة لأنها جاءت بعد فترة من التأجيلات التي قد واجهتها الشركة، سواء لأسباب تقنية تتعلق بالمركبة أو لأمور تنظيمية مرتبطة ب مراجعات هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية FAA، حيث انطلقت المركبة من موقع الإطلاق One المملوك للشركة في صحراء غرب تكساس، وكما هو متوقع نفذت الكبسولة صعودا ناجحا إلى ارتفاع يزيد قليلا عن خط كارمان Kármán Line الذي يعتبر الحد الفاصل المتعارف عليه بين الغلاف الجوي والفضاء الخارجي، خلال هذه الرحلة، عاش الركاب أو تجارب الحمولة البحثية لحظات انعدام الوزن، ثم هبطت الكبسولة بسلام مستخدمة المظلات، في حين عاد المعزز ليهبط بدقة عمودية على منصة الهبوط.

أهمية عودة نيو شيبرد للعمل

نجاح هذه المهمة يحمل رسائل متعددة وكثيره ومن أهمها كالاتي:

تجاوز العقبات التقنيه

أن الشركة قادرة على تجاوز العقبات التقنية، والتنظيمية التي عطلت برنامجها لبعض الوقت عودة نيو شيبرد، إلى العمل تعني تعزيز ثقة العملاء سواء كانوا أفرادا يرغبون في خوض تجربة السياحة الفضائية أو مؤسسات بحثية، تسعى لاستخدام الرحلات شبه المدارية لإجراء تجارب علمية.

استمرارية المنافسه مع شركات اخرى

استمرارية المنافسة مع شركات أخرى مثل سبيس إكس SpaceX و فيرجن جالاكتيك Virgin Galactic، حيث أن بلو أوريجن لا تريد أن تفقد موقعها في سباق السياحة الفضائية الذي يزداد سخونة يومًا بعد يوم، وتحقيق عوائد مالية مهمة مع استمرار ارتفاع الطلب على الرحلات شبه المدارية، خاصة من كل الباحثين والجامعات التي ترى في هذه التجارب من بيئة مثالية لدراسة تأثيرات انعدام الجاذبية على المواد والأنظمة الحيوية.

السياحة الفضائية في الواجهة

واحدة من أبرز الدوافع وراء تطوير نيو شيبرد وهي جعل الفضاء متاحا أمام غير المتخصصين، فاليوم لم يعد استكشاف الفضاء مقتصرا على رواد الفضاء المحترفين، بل أصبح بإمكان بعض رجال الأعمال والفنانين وحتى الهواة حجز مقاعدهم في هذه الرحلات القصيرة، وقد شهدنا خلال السنوات الماضية صعود عدد من الشخصيات البارزة على متن نيو شيبرد، بينهم جيف بيزوس مؤسس بلو أوريجن نفسه، وذلك بالإضافة إلى شخصيات علمية وثقافية، هذا التوجه يعكس طموح الشركة في أن يكون السفر إلى الفضاء نشاطا متكرر أشبه برحلات الطيران التجاري، وإن كان بتكلفة أعلى بكثير في الوقت الحالي.

التحديات التي واجهتها الشركة

رغم النجاح الأخير، إلا أن بلو أوريجن لم تسلم من التحديات خلال إحدى الرحلات التجريبية السابقة، حيث واجهت نيو شيبرد مشكلة في المحرك، ما دفع إلى فتح تحقيق رسمي وتأجيل الرحلات اللاحقة حتى يتم التأكد من سلامة جميع الأنظمة كما أن دخول منافسين أقوياء إلى الساحة يزيد من الضغوط على الشركة فـ سبيس إكس، تحقق نجاحات بارزة في إطلاق البشر إلى المدار وما بعده، بينما تواصل فيرجن غالاكتيك بيع مقاعد رحلاتها الخاصة لذلك فإن أي تأخير إضافي كان يمكن أن يفقد بلو أوريجن مكانتها في هذا السوق الواعد.

دور نيو شيبرد في البحث العلمي

بعيدًا عن السياحة الفضائية، تستخدم كبسولة نيو شيبرد في إرسال حمولة بحثية تتعلق بدراسة سلوك المواد والأنظمة البيولوجية في بيئة الفضاء، وفي كل فترات انعدام الوزن، حتى وإن كانت لبضع دقائق فقط، تمنح العلماء فرصة لاختبار فرضيات لا يمكن التحقق منها على الأرض،وقد استفادت عدة جامعات ومراكز بحثية من هذه الرحلات، بما في ذلك تجارب فيزيائية حول ديناميكيات السوائل، وأخرى طبية تتعلق بعمل الخلايا تحت تأثير انعدام الجاذبية هذا البعد العلمي يعزز القيمة العملية ل نيو شيبرد بجانب جانبها الترفيهي.

مستقبل برنامج نيو شيبرد

بعد نجاح المهمة الخامسة والثلاثين، من المتوقع أن تضع بلو أوريجن جدولا أكثر انتظامًا للرحلات القادمة الهدف هو الوصول إلى معدل إطلاق ثابت و يواكب الطلب المتزايد على السياحة الفضائية والبحوث شبه المدارية، وكذلك فإن نجاح نيو شيبرد يعتبر بمثابة أرضية اختبار مهمة جدا لتقنيات أخرى تسعى بلو أوريجن لتطويرها، مثل مركبة نيو غلين New ،Glenn العملاقة التي و من المقرر أن تنقل حمولات أكبر إلى المدار وربما إلى ما بعده في المستقبل.

انعكاسات النجاح على سوق الفضاء

لا شك أن عودة نيو شيبرد إلى الواجهة تعزز من ثقة المستثمرين في بلو أوريجن، وتؤكد أن الشركة ليست مجرد لاعب ثانوي في مجال الفضاء التجاري بل إنها تمتلك رؤية واضحة جدا تتكامل مع طموحاتها طويلة المدى، في بناء بنية تحتية متكاملة جدا لاستكشاف الفضاء، وكما أن نجاحها يبعث برسالة إلى الجمهور العريض أن الفضاء لم يعد حكرا على الدول الكبرى ووكالاتها الحكومية، بل هو أصبح مجالا مفتوحا أمام القطاع الخاص لتقديم حلول مبتكرة جدا وجريئة.

معركة من اجل اثبات الذات في مجال الفضاء التجاري

نجاح المهمة الخامسة والثلاثين لنيو شيبرد بعد تأجيل طويل يمثل انتصارا مهما لشركة بلو أوريجن، في معركتها من أجل إثبات ذاتها في مجال الفضاء التجاري والشركة، رغم التحديات والعقبات الكثيرة، أثبتت أن لديها القدرة على تجاوز المشكلات التقنية، والحفاظ على معايير السلامة، ومواصلة تقديم تجربة فريدة جدا سواء للباحثين أو لبعض للسائحين الفضائيين وهذا النجاح ليس مجرد إنجاز تقني، بل هو أيضًا خطوة رمزية تؤكد أن مستقبل الفضاء لن يكون مقتصرا على الحكومات ووكالات الفضاء الوطنية فقط، بل سيكون مفتوحا على مصراعيه أمام الابتكار التجاري والمنافسة الحرة. ومع استمرار الطلب العالمي على الرحلات الفضائية، فإن نيو شيبرد مرشحة للعب دور محوري في رسم ملامح الجيل القادم من استكشاف الفضاء والسياحة الكونية.



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى