انطلاق معسكر الـ var للحكام الجدد اليوم

بين صفارات الحكام وتقنيات الفيديو الحديثة تنطلق مرحلة جديدة من تطوير التحكيم في كرة القدم، تقودها الفيفا بخطوات متسارعة تهدف إلى تقليل الأخطاء ورفع كفاءة الأداء التحكيمي في البطولات المحلية والدولية. ومع تصاعد أهمية تقنية VAR وابتكار أدوات جديدة مثل كاميرات الجسم ومراجعة الفيديو حسب الطلب، لم تعد مهام الحكم تقتصر على اتخاذ القرار داخل الملعب فقط، بل أصبحت جزءًا من منظومة شاملة مدعومة بالعلم والتكنولوجيا والتدريب المستمر. ومن خلال برامج الفيفا ومعسكراتها المتخصصة، بات التحكيم أكثر احترافية ودقة، ما يمنح المباريات قدراً أكبر من العدالة والثقة لدى الجماهير والأندية.
انطلاق معسكر الـ var للحكام الجدد اليوم
انطلق اليوم الإثنين المعسكر الجديد للحكام الذي يركز على الجانب العملي لتقنية الفيديو المساعد VAR داخل الملعب، بالإضافة إلى التدريب داخل سيارات الفار المخصصة لذلك، وذلك تحت إشراف رئيس لجنة الحكام بالاتحاد المصري لكرة القدم أوسكار رويز. يحضر المعسكر أيضًا مندوب من المجلس التشريعي الدولي لكرة القدم IFAB، تأكيدًا على أهمية هذا الحدث في إعداد جيل جديد من الحكام القادرين على مواكبة التطورات الحديثة في عالم التحكيم. ويهدف المعسكر إلى منح الحكام خبرة عملية فعلية في استخدام التقنية، بما يساهم في رفع كفاءتهم وتقليل الأخطاء في الموسم الجديد.
تفاصيل ختام المعسكر النظري السابق
وكان قد اختتم مؤخرًا معسكر الحكام المرشحين للحصول على رخصة تقنية VAR، والذي أقيم بفندق المنتخبات الوطنية واستمر لمدة 6 أيام، بمشاركة 40 حكمًا من مختلف الدرجات، بواقع 20 حكم ساحة و20 حكم مساعد. وشهد المعسكر جانبًا نظريًا مكثفًا تضمن شرح بروتوكولات تقنية الفيديو، وتعليمات التدخل وحدوده، والتعامل مع الحالات الجدلية خلال المباريات. وشكل هذا المعسكر قاعدة تمهيدية للمعسكر العملي الجاري الآن، حيث يعد امتدادًا لما تم تدريسه نظريًا، ويهدف إلى الانتقال بالحكام من المستوى النظري إلى التطبيق العملي الفعلي على أرض الواقع.
تركيز على الكفاءة الفنية وبروتوكولات التدخل
حرصت لجنة الحكام الرئيسية على استغلال المعسكر بأقصى صورة ممكنة لرفع الكفاءة الفنية لدى الحكام والمساعدين المشاركين، وذلك عبر محاضرات يومية منتظمة. تم تقسيم الحكام إلى ثلاث مجموعات رئيسية لضمان التركيز الفردي مع كل مجموعة، وتوضيح التفاصيل الدقيقة لتقنية الفيديو. ركزت المحاضرات على الحالات التي يسمح فيها بتدخل تقنية VAR والحالات التي لا تستوجب تدخلًا، في ضوء بروتوكول IFAB. كما أشرف أوسكار رويز بنفسه على البرنامج التدريبي، وحرص على متابعة تنفيذ التعليمات عن قرب بشكل يومي لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من هذا المعسكر.
تدريبات محاكاة لمواقف اللعب الواقعية
تضمنت فعاليات المعسكر تدريبات محاكاة واقعية لسيناريوهات متعددة قد يواجهها الحكام أثناء المباريات، حيث تمت محاكاة مواقف لعب معقدة تستوجب استخدام تقنية VAR لاتخاذ قرارات حاسمة. تم تدريب الحكام على سرعة اتخاذ القرار ودقته، من خلال مراجعة اللقطات وتقدير المخالفات والتسللات والأهداف المثيرة للجدل. وتهدف هذه المحاكاة إلى تحسين قدرة الحكام على التصرف تحت الضغط، وتعزيز ثقتهم في أنفسهم أثناء المباريات، بالإضافة إلى تقليل الأخطاء التي قد تحدث بسبب التردد أو عدم فهم التقنية بصورة صحيحة، وهو ما اعتبره المنظمون خطوة أساسية في تطوير الأداء التحكيمي.
اقتراب اعتزال عدد من الحكام بسبب السن
من ناحية أخرى، يستعد ما يقرب من 20 حكمًا ومساعدًا لإعلان اعتزالهم التحكيم خلال الساعات المقبلة، بعد صدور قرار من أوسكار رويز بعدم التجديد لأي حكم تخطى سن الخامسة والأربعين. ويأتي هذا القرار في إطار خطة تجديد الدماء داخل المنظومة التحكيمية، بما يتماشى مع التوجهات الحديثة للاعتماد على عناصر شابة أكثر استعدادًا بدنيًا وذهنيًا. وتم استبعاد هؤلاء الحكام من قوائم لجنة الحكام بعد نتائج الكشف الطبي الخاص بالموسم الجديد، وهو ما يعد نهاية مشوار طويل لعدد من الأسماء المخضرمة داخل الساحة التحكيمية المصرية.
الابتكار التكنولوجي في التحكيم بكأس العالم للأندية
شهدت نسخة 2025 من كأس العالم للأندية تجربة جديدة ومثيرة من جانب الفيفا، حيث تم استخدام كاميرات مثبتة على أجسام الحكام لأول مرة بهدف نقل رؤيتهم داخل الملعب للجماهير، مما أتاح تحليل القرارات بوضوح أكبر. كما طبقت الفيفا قاعدة الثماني ثوانٍ لحراس المرمى، والتي تلزمهم بإعادة اللعب خلال تلك المدة وإلا تُمنح ركلة ركنية للمنافس. ساعدت هذه الإجراءات على تسريع وتيرة اللعب وتقليل تضييع الوقت، واعتبرت هذه التحديثات خطوة متقدمة نحو تطوير منظومة التحكيم ورفع كفاءة الحكام باستخدام أدوات تكنولوجية دقيقة تدعم اتخاذ القرارات في المواقف الحرجة.
تحضيرات الفيفا لحكام كأس العالم للأندية
ضمن استعداداتها لبطولة كأس العالم للأندية 2025، اختارت الفيفا أكثر من مائة حكم ومساعد وفني فيديو يمثلون 41 اتحاداً كروياً حول العالم. وقبل انطلاق البطولة، نظمت الفيفا معسكرات تدريبية مكثفة في عدة دول، منها زيورخ ودبي، تناولت تطوير الجوانب البدنية والتكتيكية والتكنولوجية. شملت التدريبات استخدام أنظمة الفار وتحليل السيناريوهات الواقعية للمباريات، إضافة إلى تدريبات ميدانية على التمركز واتخاذ القرار. هذه المعسكرات عكست حرص الفيفا على إعداد الحكام بأعلى مستوى من الجاهزية، وتعزيز التعاون بين الأطقم التحكيمية الدولية لتحقيق أعلى درجات الانضباط الفني والعدالة خلال المباريات.
توسيع برامج تدريب الحكام عبر العالم
تهدف الفيفا من خلال برامجها إلى نشر المعرفة وتوحيد مستوى التحكيم عالميًا، وهو ما تجسد في ورش تبادل الحكام بين اتحادات مثل جبل طارق وويلز في مارس 2025، حيث تم تبادل الخبرات وتقييم الأداء في بيئات مختلفة. كما استضافت إثيوبيا دورة تدريبية للحكام في أفريقيا، تناولت تطبيق تقنية الفيديو وسبل تحسين القرارات التحكيمية. وتسعى الفيفا من خلال هذه الورش إلى الوصول إلى الاتحادات الصغيرة والمناطق النائية، لتطوير كوادر محلية قادرة على مواكبة المعايير العالمية في التحكيم، وتحقيق العدالة التحكيمية على نطاق واسع دون تمييز.
التجارب الجديدة في نظام دعم القرار التحكيمي
في إطار سعيها لتطوير التحكيم، اختبرت الفيفا نظام دعم الفيديو الكروي المعروف بـFVS، والذي يسمح للمدربين بطلب مراجعة بعض القرارات المحددة مثل الأهداف والبطاقات الحمراء. يختلف هذا النظام عن الفار التقليدي بأنه لا يتدخل إلا بطلب رسمي، وقد تم تطبيقه تجريبيًا في بعض البطولات الشبابية ولاقي استحسانًا من الأندية والمحللين. تنوي الفيفا التوسع في استخدام هذا النظام خلال الفترة القادمة، خاصة في البطولات التي يصعب تطبيق نظام الفار الكامل فيها بسبب ضعف الإمكانيات، ما يجعل FVS بديلاً مرنًا واقتصاديًا يعزز نزاهة التحكيم.
دعوة الفيفا لحماية الحكام من العنف
وجه رئيس لجنة الحكام بالفيفا، بيرلويجي كولينا، خلال مؤتمر الاتحاد الدولي الأخير، رسالة قوية للمجتمع الكروي العالمي بشأن خطورة العنف ضد الحكام. شدد على أن الحكام يتعرضون يوميًا للإساءة اللفظية والجسدية، خاصة في مباريات الفئات السنية والمستويات الدنيا، وهو ما يهدد مستقبل المهنة ويؤثر على جودة التحكيم. دعا كولينا الاتحادات المحلية لاتخاذ خطوات عملية لوقف هذا السلوك، مثل تعزيز التوعية وفرض عقوبات صارمة. وقد لاقت دعوته دعمًا واسعًا من رئيس الفيفا جياني إنفانتينو، الذي أكد على ضرورة توفير بيئة آمنة ومحترمة لكل الحكام في جميع المسابقات.