اخبار التكنولوجيا

ارتطام نيزك ضخم قبل 43 مليون سنة وراء تكون فوهة سيلفربت 

تعرف علي كل مايخص النيزك الضخم قبل43

في اكتشاف علمي جديد يسلط الضوء على تاريخ الأرض العميق أكد فريق كبير من العلماء أن فوهة سيلفربت Silverpit Crater الواقعة في قاع بحر الشمال تعود في أصلها إلى ارتطام نيزك ضخم بالأرض قبل نحو 43 مليون عام هذا الحدث الكوني لم يكن مجرد اصطدام عابر فقط بل ترك بصمة جغرافية و جيولوجية مميزة جدا ظلت خفية لعشرات الملايين من السنين تحت طبقات الرسوبيات البحرية حتى تم الكشف عنها بدقة بفضل تقنيات المسح الزلزالي الحديثة

 ارتطام نيزك ضخم قبل 43 مليون سنة وراء تكون فوهة سيلفربت

تعتبر الفوهات الناتجة عن سقوط النيازك واحدة من أهم الشواهد على تاريخ الأرض الجيولوجي، إذ إنها تقدم دليلاً ملموسا على حجم كل المخاطر التي واجهها كوكبنا عبر العصور، فرغم أن الغلاف الجوي للأرض يحمي الكوكب من آلاف الشهب الصغيرة و التي تحترق قبل وصولها إلى السطح، إلا أن بعض الأجسام الضخمة قد استطاعت اختراق هذا الدرع الطبيعي والتسبب في أحداث كارثية.

خلفية عن الفوهات النيزكية و امثلة على ذلك

من أبرز الأمثلة على ذلك، فوهة تشيكشولوب في المكسيك التي ارتبطت ب انقراض الديناصورات قبل 66 مليون سنة، أما فوهة سيلفربت، التي لا تحظى بالشهرة ذاتها، فهي قد تُعد دليلاً على أن الأرض تعرضت لأكثر من حدث مدمر عبر تاريخها الطويل.

موقع فوهة سيلفربت

تقع الفوهة على عمق مئات الأمتار تحت قاع بحر الشمال، وهو أحد وأهم المسطحات المائية في شمال أوروبا، حيث يحده من الشرق كل من الدنمارك وألمانيا وهولندا، ومن الغرب بريطانيا العظمى، وقد يعرف هذا البحر بأنه غني بالموارد الطبيعية مثل النفط والغاز، وقد لعب دورا اقتصاديا و استراتيجيات كبيرًا عبر التاريخ ولكن تحت مياهه، يختبئ سر جيولوجي كبير جدا، فالفوهة التي تم رصدها يبلغ قطرها حوالي 20 كيلومترا تقريباً، ما يجعلها أصغر بكثير من بعض الفوهات الشهيرة عالميا، لكنها تظل كافية لتذكير البشرية بقوة الاصطدامات النيزكية.

كيف تم اكتشاف الفوهة؟

القصة تعود إلى بداية الألفية الجديدة، عندما كان الجيولوجيين يقومون بمسوحات زلزالية لقاع بحر الشمال، بحثا عن حقول نفطية جديدة أثناء تحليل لكل البيانات، لاحظ بعض الباحثون وجود بنية دائرية مميزة جدا تحت طبقات الرسوبيات، وهو ما أثار التساؤلات حول طبيعة هذا الشكل الغامض، وفي البداية، كان هناك جدل كبير جدا بين العلماء هل هو نتيجة ل نشاط بركاني قديم؟ أم نتيجة انهيار جيولوجي تحت سطح البحر؟ لكن بعد دراسات معمقة باستخدام تقنيات النمذجة الحاسوبية، وتحليل التركيب الكيميائي للصخور، اتضح أن التفسير الأكثر منطقية هو أنه ناتج عن ارتطام نيزك ضخم جدا بالأرض.

تقدير عمر الفوهة

تحديد عمر الفوهات ليس أمرًا سهلا، إذ يتطلب جمع عينات من الصخور، ثم إخضاعها لتحليل نظائر مشعة تسمح بقياس الزمن الذي مر منذ تشكلها، في حالة سيلفربت، وأظهرت التحليلات أن عمر الفوهة يعود إلى حوالي 43 مليون سنة، أي إلى فترة الإيوسين الأوسط، وكل هذه الفترة كانت تشهد تغيرات مناخية و جيولوجية كانت ملحوظة على الأرض، حيث ارتفعت درجات الحرارة عالميا، وحدثت تحولات بيئية أثرت على الحياة النباتية والحيوانية لذلك، قد يرى بعض الباحثين أن هذا الاصطدام ربما كان له دور كبير، وايضا محدود، في تلك هذه التغيرات.

حجم النيزك وقوة الاصطدام

من خلال بعض النماذج الجيولوجية، قدر بعض العلماء أن النيزك الذي تسبب في الفوهة كان يبلغ قطره حوالي 1.5 كيلومتر، واصطدم بالأرض يكون بسرعة تتراوح بين 20 و 25 كيلومترا في الثانية الواحدة وهذه السرعة الهائلة تعني أن طاقة الاصطدام، كانت تعادل ملايين المرات من قوة أقوى القنابل النووية التي عرفها الإنسان، و الاصطدام أدى إلى تفجير هائل حفر الفوهة، وأطلق كميات هائلة جدا من الغبار والحطام إلى الغلاف الجوي، ورغم أن هذا الحدث لم يصل إلى مستوى الكارثة العالمية، مثل تلك التي أنهت عصر الديناصورات، إلا أنه بلا شك كان له تأثير محلي وايضا إقليمي كبير.

الجدل العلمي حول الفوهة

منذ اكتشافها، أثارت فوهة سيلفربت جدلًا كبير في الأوساط الأكاديمية، فقد كان هناك من يشكك في كونها نيزكية المنشأ، ويطرح فرضيات بديلة وجديده مثل النشاط البركاني أو انهيارات الملح تحت قاع البحر، ولكن الأدلة الجديدة التي تم الكشف عنها مؤخرًا مثل التركيب المعدني للصخور، ونمط كل التشققات الدائرية أزالت الكثير من الشكوك و أكدت أنها بالفعل فوهة اصطدامية، هذا التأكيد يعزز فهم العلماء لتاريخ الاصطدامات النيزكية التي تعرض لها كوكبنا.

الأهمية العلمية لهذا الاكتشاف

يعتبر هذا الاكتشاف إضافة مهمة جدا لعلم الجيولوجيا وعلوم الفضاء على حد سواء، فهو يساعد على كل فهم هذه الأشياء وهي تكون كالاتي:

فهم تاريخ الأرض

إذ يوضح أن الأرض لم تكن بمنأى عن كل هذه الاصطدامات الكبرى، في العصور الجيولوجية الحديثة نسبيا.

تقدير المخاطر المستقبلية

من خلال دراسة مثل هذه الأحداث، يمكن للعلماء تطوير نماذج اخري، للتنبؤ بتأثير الاصطدامات النيزكية المحتملة في المستقبل.

البحث عن فوهات أخرى

وجود فوهة سيلفربت يدفع كل الباحثين لمواصلة البحث عن مواقع مماثلة، قد تكون مخفية تحت المحيطات والبحار.

الاصطدامات النيزكية وتأثيرها على الحياة

 لعبت النيازك دورا محوريا في تشكيل تاريخ الحياة على كوكب الأرض، فبينما تسببت بعض الاصطدامات في كوارث و انقراضات جماعية، فإن أخرى قد تكون ساهمت في جلب عناصر كيميائية مهمة جدا وأساسية للحياة، وهناك نظريات علمية تشير إلى أن بعض الأحماض الأمينية، اللبنات الأساسية للحياة ربما وصلت إلى الأرض عبر نيازك قادمة من الفضاء وبالتالي، فإن النيازك ليست دائمًا مصدر دمار، بل قد تكون أيضًا بذورًا للحياة.

الفوهة كمعمل طبيعي

 ينظر العلماء إلى سيلفربت باعتبارها معملا طبيعيا لدراسة تأثيرات الاصطدامات، في شكلها الجيولوجي الفريد يساعد الباحثين على فهم ديناميكيات مثل هذه الأحداث، وكيفية تفاعل الصخور و الرسوبيات مع قوة الاصطدام الهائلة، وكما يمكن أن توفر دراسات الفوهة أدلة على كيفية تأثير الاصطدامات على الأنظمة البيئية البحرية، خاصة وأنها وقعت في منطقة كانت مغطاة بالمياه منذ ملايين السنين.

دروس للمستقبل

اكتشاف فوهة سيلفربت يعيد إلى الواجهة النقاش حول ضرورة متابعة ورصد كل الأجرام السماوية التي تقترب من الأرض، ف وكالات الفضاء العالمية، مثل وكاله ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية تضع حاليًا خططا لتطوير أنظمة إنذار مبكر، وحتى تجارب كثيرة لتحويل مسار الكويكبات إذا لزم الأمر، ورغم أن احتمالية وقوع اصطدام مدمر في المستقبل القريب وهي تبقى منخفضة، إلا أن التاريخ الجيولوجي يثبت أن مثل هذه الأحداث وقعت من قبل، ومن المرجح أن تحدث مجددًا في المستقبل البعيد.

فوهة سيلفربت وخطوة لفهمنا بشكل أفضل عن كوكبنا

يمثل تأكيد العلماء أن فوهة سيلفربت في بحر الشمال قد تكونت بفعل ارتطام نيزك قبل 43 مليون عام، خطوة كبيرة نحو فهم أعمق لتاريخ كوكبنا فهو يذكرنا بأن الأرض ليست جزيرة معزولة في الكون، بل انها جزء من منظومة كونية ديناميكية، حيث يمكن أن تؤدي الأحداث الفلكية إلى تغييرات كبيرة جذرية في البيئة والحياة، هذا الاكتشاف لا يضيف فقط فصلا جديدا في تاريخ الاصطدامات النيزكية، بل يفتح أيضًا الباب أمام أبحاث مستقبلية قد تكشف المزيد من الأسرار، المدفونة في أعماق البحار والمحيطات.



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى