
في خطوة قد وصفت بأنها من أبرز التحركات التقنية من خلال السنوات الأخيرة قد أعلنت شركة جوجل عن تعاون استراتيجي مع عملاق خبراء كوالكوم وذلك بهدف تطوير جيل جديد جدا من الحواسيب المحمولة التي تعمل بنظام أندرويد وذلك يكون بشكل كامل و هذا الإعلان عن أثار موجة كبيرة جدا من الاهتمام في سوق التكنولوجيا العالمي نظرًا لأنه يفتح الباب أمام حقبة جديدة جدا و متطوره قد تغيّر طريقة استخدامنا للأجهزة حيث انها تعيد رسم ملامح المنافسة بين أنظمة التشغيل المختلفة
جوجل تتعاون مع كوالكوم لتطوير حواسيب محمولة
بعد سنوات طويلة من اعتماد أندرويد كنظام أساسي وهذا الذي كان لجميع للهواتف الذكية وايضا الأجهزة اللوحية، وقد تسعى شركه جوجل إلى انها قد تقوم بتوسيع نطاقه وذلك لكي ليشمل كل الحواسيب المحمولة، وهذا الذي من خلاله يقوم بطرح تساؤلات جوهرية كثيرة جدا من اهمها هل يستطيع أندرويد أن ينافس كل ألا نظمة الخاصه ب التشغيل التقليدية مثل ويندوز وماك في سوق الحواسيب.
خلفية الإعلان وأهمية التوقيت
أعلنت شركة جوجل عن المشروع في وقت يشهد فيه العالم تحولات كبرى وكثيره جدا في قطاع الحوسبة، ولكن الطلب على كل الأجهزة المحمولة ارتفع بصورة ملحوظة جدا، و خصوصًا بعد جائحة كورونا، حيث ازداد اعتماد كل المستخدمين على العمل والتعليم عن بُعد، والشركات الكبرى مثل شركة مايكروسوفت وايضا شركة آبل، حيث انها أعادت تعريف مفهوم الحاسوب الشخصي وذلك من خلال دمج معالجات قوية جدا و بقدرات ذكاء اصطناعي متقدمة، وفي ظل هذه المنافسة القويه، جاء إعلان من شركة جوجل كخطوة قد تهدف إلى تعزيز مكانة أندرويد خارج نطاق جميع الهواتف الذكيه.
اختيار كوالكوم كشريك لشركه رائده في صناعه المعالجات الخاصه بالاجهزه المحموله
اختيار كوالكوم كشريك لم يكن مفاجئا، فالشركة تعتبر الرائدة عالميا في صناعة المعالجات الخاصة بالأجهزة المحمولة، كما أنها تمتلك خبرة طويلة جدا في تصميم شرائح وانها تعتمد على معمارية ARM، وهي المعمارية نفسها التي تهيمن على قطاع الهواتف والأجهزة اللوحية، والتي أثبتت كفاءتها بجداره في موازنة الأداء مع استهلاك الطاقة.
ما الذي يميز الحواسيب الجديدة؟
اولا النظام الأساسي من اجهزه الاندرويد مخصص للحواسيب، وشركه جوجل لم تكتف بنقل نسخة الهاتف إلى الحاسوب فقط، بل عملت على تطوير نسخة مُحسّنة جدا من أندرويد حيث انها قد تدعم، واجهات أكبر وأكثر مرونة وذلك لتناسب الشاشات العريضة، وتعدد النوافذ والمهام بطريقة أقرب إلى بعض الحواسيب التقليدية، وتوافق أفضل مع كل تطبيقات الإنتاجية مثل شركة مايكروسوفت وايضا أوفيس وجوجل ووركسبيس.
المعالجات قوة كوالكوم
كوالكوم ستوفر معالجات جديدة مبنية على سلسلة Snapdragon X، وهي شرائح صممت خصيصا للحواسيب المحمولة، وتدعم الذكاء الاصطناعي المدمج، ما يسمح بتشغيل تطبيقات ذكية محليا دون الاعتماد الكلي على السحابة، واستهلاك طاقة منخفض، مما يوفر بطارية قد تدوم أكثر من يومين كاملين من الاستخدام العادي، وأداء رسومي محسن لتشغيل تطبيقات وألعاب أندرويد بجودة عالية.
التطبيقات نقطة القوة الأساسية
أندرويد يمتلك أكبر متجر تطبيقات في العالم Google Play، ومع دعم هذه الحواسيب للتطبيقات مباشرة دون محاكاة، سيكون لدى المستخدمين وصول إلى ملايين التطبيقات فورا، والاتصال دائم ومرن، وكون الأجهزة مدعومة بشرائح كوالكوم يعني أنها ستأتي بخيارات اتصال متقدمة، دعم 5G وWi-Fi 7، ومكالمات فيديو أكثر ثباتا وجودة، وقدرة على التحول بين الشبكات وذلك دون انقطاع.
مقارنة مع المنافسين
ويندوز، وايضا شركة مايكروسوفت تهيمن على سوق الحواسيب منذ عقود طويله جدا، لكن مشكلة ويندوز تكمن في اعتماده الكبير على معالجات إنتل وAMD، والتي غالبا قد تستهلك طاقة أكثر، و دخول أندرويد بمعمارية ال ARM قد يمنحه ميزة الكفاءة في البطارية.
ماك macOS وشركة آبل
ماك macOS، وشركة آبل نجحت في تقديم معالجات ال M1 وM2 التي أحدثت ثورة في الأداء، لكن نقطة ضعفها تكمن في محدودية التطبيقات مقارنة بمتجر أندرويد، لو تمكنت شركة جوجل من تحسين تجربة التطبيقات على الحاسوب، فقد تصبح منافسا حقيقيا.
نظام كروم OS
كروم بوك، وشركة جوجل نفسها لديها نظام كروم OS، وهو نظام خفيف يعتمد على الويب، دخول أندرويد للحواسيب قد يثير تساؤلات حول مستقبل كروم بوك، لكن جوجل أكدت أن النظامين سيكملان بعضهما، حيث يركز كروم بوك على التعليم والسوق الاقتصادي، بينما تستهدف الحواسيب الجديدة من المستخدمين وايضا الباحثين عن تجربة تكون شاملة.
التحديات التي تواجه المشروع
بالرغم من النجاح الكبير لهذا المشروع الا ان هناك تحديات كثيره، قد تواجهه ومن بعض هذه التحديات تكون كالاتي:
إقناع المستخدمين
العادة تسيطر على اختيارات الناس، ومعظم المستخدمين معتادون على ويندوز أو ماك، والتوافق مع البرمجيات الثقيلة حيث ان أندرويد قوي في تطبيقات الهاتف، لكن تشغيل برامج هندسية أو تصميمية متقدمة جدا مثل أوتوكاد و ادوبي بريمير سيحتاج دعما خاصًا.
الأمان والخصوصية
الحواسيب الجديدة يجب أن تثبت أنها قادرة على حماية البيانات الحساسة، خصوصًا في بيئات العمل والشركات، والسعر يكون عامل حاسم في دخول السوق إذا كانت كل هذه الأجهزة، بأسعار مرتفعة فلن تحقق الانتشار المطلوب.
انعكاسات هذه الخطوة على سوق التكنولوجيا
إطلاق حواسيب أندرويد وذلك بالتعاون مع كوالكوم قد يؤدي إلى:
إعادة تشكيل سوق الأجهزة المحمولة وذلك عبر إدخال فئة جديدة جدا من الحواسيب، وزيادة المنافسة في مجال أنظمة التشغيل، مما قد يدفع ويندوز وايضا ماك إلى تحسين لكل خدماتها بشكل أسرع، وايضا تعزيز مكانة ال ARM ك معمارية مستقبلية للأجهزة المحمولة والحواسيب على حد سواء، وايضا فتح آفاق جديدة جدا للمطورين الذين سيكون لديهم سوق أوسع لجميع تطبيقاتهم.
مستقبل المشروع: إلى أين تتجه جوجل؟
من المتوقع أن تطرح شركة جوجل أولى هذه الحواسيب في الأسواق وذلك خلال العام المقبل، مع استهداف شرائح متعددة، والطلاب الذين يحتاجون إلى أجهزة خفيفة وسريعة الموظفين عن بُعد والذين يبحثون عن أداء متكامل مع عمر بطارية يكون طويل، ولكن المستخدمين العاديين الراغبين في الجمع بين الهاتف والحاسوب في جهاز واحد فقط، كما أن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في النظام سيمنح كل المستخدمين أدوات جديدة جدا مثل، المساعد الذكي المحسن، والترجمة الفورية وذلك دون إنترنت.
معالجة الصور والفيديو مباشرة على الجهاز.
خطوه هامه جدا لمحاوله اعاده رسم مستقبل الحسبه المحموله خطوة جوجل بالتعاون مع كوالكوم لإطلاق حواسيب تعمل بنظام أندرويد ليست مجرد تجربة عابرة، بل هي محاولة لإعادة رسم مستقبل الحوسبة المحمولة نجاح هذا المشروع قد يفتح الباب أمام عصر جديد تصبح فيه الحدود بين الهاتف والحاسوب غير واضحة، حيث يمكن للمستخدم أن يحمل جهازا واحدا يجمع بين مرونة الهاتف وقوة الحاسوب.
التحديات امام شركة جوجل
التحديات أمام شركة جوجل كثيرة جدا، لكن الفرص أكبر، وإذا استطاعت الشركة أن تقدم أجهزة بمزيج من الأداء العالي، عمر البطارية الطويل، وسهولة الوصول إلى كل التطبيقات، فإنها قد تغيّر قواعد اللعبة في سوق الحواسيب، وتضع نفسها في مواجهة مباشرة مع شركة مايكروسوفت وايضا شركة آبل.