استعدادا للعام الدراسي الجديد: خطوات أساسية لحماية الأطفال رقميا
كيفيه الاستعداد للعام الدراسي الجديد

مع اقتراب بداية العام الدراسي الجديد تزداد تساؤلات كثيرة من الأسر حول كيفية توفير بيئة آمنة لأبنائهم ليس فقط داخل الفصول الدراسية أو أثناء الذهاب إلى المدرسة بل أيضًا في العالم الرقمي فقد أصبح التعليم متداخلًا بشكل كبير جدا مع التكنولوجيا سواء من خلال الفصول الافتراضية أو التطبيقات التعليمية أو حتى بعض وسائل التواصل الاجتماعي التي قد يستخدمها الطلاب بشكل يومي وفي الوقت الذي توفر فيه هذه الأدوات فرصا هائلة للتعلم وتنمية المهارات فإنها في الوقت نفسه تحمل مخاطر كبيرة حقيقية إذا لم تتم إدارتها بشكل واعٍ ومدروس
استعدادا للعام الدراسي الجديد: خطوات أساسية لحماية الأطفال رقميا
ينشأ الطفل اليوم في بيئة رقمية بشكل كامل وهي لا تكن جزء من تجارب الأجيال السابقة، ولكن هذه الأجيال التي قد تعرضت بشكل مباشر للتحول الرقمي، التي من خلالها امتدت حتى العمليات الشراء داخل تطبيقات ومن خلال بعض الألعاب الإلكترونية والتي تكون مرتبطة بشكل كامل بالمحافظة الرقمية، و من هنا تبرز أهمية الحماية الرقمية للأطفال، والتي تمثل ركيزة أساسية جدا لحماية عقولهم ووقايتهم تماما من التهديدات الإلكترونية، و خصوصًا مع بداية العام الدراسي حيث يقضي الطلاب وقتا أطول على الأجهزة الإلكترونية.
ما المقصود بالحماية الرقمية للأطفال؟
الحماية الرقمية تعتبر مجموعة من الإجراءات الازمه والوسائل التي تهدف إلى حماية الأطفال، من اي مخاطر المحتملة وذلك أثناء استخدام الإنترنت أو استخدام الأجهزة الذكية، وتشمل هذه الحماية مراقبة المحتوى الذي يتعرضون له، وتأمين كل بياناتهم الشخصية الهامه وايضا تجنب التواصل مع الغرباء تماما، بالإضافة إلى إرشادهم لكيفية الاستخدام الصحيح للتكنولوجيا، وبالنسبة لكل الأطفال في المرحلة الدراسية، فإن الحماية الرقمية تصبح ضرورة هامة جدا، وهذا نظرًا لأنهم في عمر لا يملكون فيه الخبرة الكافية للتفرقة بين المصادر الموثوقة وبين كل المحتويات الضارة، وهو ما يستلزم دورا مضاعفا من الأسرة ومن المدرسة ايضا.
التهديدات الرقمية التي قد تواجه الأطفال
قبل التفكير في حلول الحماية، لا بد من التعرف على أبرز التحديات والمخاطر الرقمي، التي قد يتعرض لها الطفل والمحتوى غير المناسب الذي يشمل المواد العنيفة أو الإباحية أو المضللة التي قد تصل إلى الطفل عبر مواقع أو تطبيقات، التنمر الإلكتروني وهو يعتبر شكل من أشكال الإساءة النفسية التي يتعرض لها الطفل، وذلك يكون عبر الرسائل أو وسائل التواصل الاجتماعي، والاحتيال والابتزاز فيمكن أن يحاول بعض الأشخاص الحصول على اي معلومات شخصية أو صور من الأطفال لاستغلالها في وقت لاحق أيضا إدمان الألعاب الإلكترونية فيمكن لبعض الألعاب أن تستهلك وقتا طويلا، ما يؤثر على التحصيل الدراسي والنوم والصحة العامة، ومنها الاختراق وسرقة البيانات حيث يمكن أن يتم استغلال حسابات الأطفال اختراق بيانات الأسرة أو المدرسة.
دور الأسرة في توفير الحماية الرقمية
تلعب الأسرة الدور الأهم في بناء الوعي لدى كل الاطفال وذلك حول الاستخدام الآمن للتكنولوجيا، ومن أبرز واهم الخطوات العملية هي تكون كالاتي:
التوعية المبكرة للاطفال
بمعنى الحديث مع الأطفال بلغة مبسطة جدا حول بعض المخاطر المحتملة، مثل عدم مشاركة كلمة السر أو التحدث مع الغرباء، ودائما يكون هناك تحديد أوقات مناسبه ل استخدام الأجهزة وذلك يكون من خلال وضع جدول زمني يوازن بين وقت الدراسة، ووقت اللعب، وايضا وقت النوم، وذلك لتفادي الإدمان الرقمية، واستخدام أدوات الرقابة الأبوية،مثل التطبيقات التي تسمح بتقييد المحتوى أو مراقبة استخدام الإنترنت.
المتابعة الدورية للاطفال
وهي التي تتمثل في تخصيص وقت لمراجعة كل الأنشطة الرقمية للأطفال، مثل التطبيقات التي يقوموا استخدامها أو المواقع التي يزورها الطفل، والأهم يبقى القدوة الحسنة، التزام الوالدين بأنفسهم اولا وذلك بالاستخدام المسؤول للتكنولوجيا يعطي الطفل نموذجا قوي يقتدي به.
دور المدرسة في تعزيز الحماية الرقمية
المدرسة أيضًا شريك أساسي في بناء بيئة رقمية آمنة للطلاب، خاصة مع اعتماد التعليم الإلكتروني بشكل كبير، ويتحقق ذلك من خلال وجود إجراءات حول الموضوعات الخاصه ب الحماية الرقمية ضمن المناهج، وتعليم الطلاب كيفية التمييز بين المعلومات الصحيحة و المضللة، وايضا تنظيم ورش عمل لكل الطلاب، وذلك لكي تتناول مخاطر الإنترنت وطرق الوقاية منها.
تدريب المعلمين على كيفيه اكتشاف علامات التعرض للتنمر الالكتروني
بالإضافة إلى تدريب المعلمين، على كيفية اكتشاف علامات التعرض للتنمر الإلكتروني أو الإدمان الرقمي، وإنشاء سياسات واضحة جدا، تخص استخدام الإنترنت داخل المدرسة، مثل منع الدخول إلى اي مواقع غير مناسبة، التواصل مع أولياء الأمور، وذلك من خلال اجتماعات دورية لمناقشة كل التحديات الرقمية التي تواجه كل الطلاب.
الأدوات والتقنيات الحديثة لحماية الأطفال
هناك العديد من الأدوات الحديثه والتقنيات التي يمكن أن تساعد في تعزيز الحماية الرقمية الأطفال، ومن هذه الادوات تكون كالاتي:
برامج مكافحه الفيروسات
من اهم الادوات والتقنيات الحديثه التي تحافظ على الاطفال، وحمايتهم هي برامج مكافحة الفيروسات لحماية الأجهزة تماما من الاختراقات.
الرقابه الابويه
التطبيقات المخصصة للرقابة الأبوية، مثل Google Family Link أو ايضا Qustodio، والتي تسمح بالتحكم التام في وقت الشاشة وكل محتوى التطبيقات.
إعدادات الخصوصية
من اللازم اعدادات الخصوصيه على كل مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك لضمان عدم وصول الغرباء إلى اي حسابات خاصه ب الأطفال.
محركات بحث آمنة للأطفال
يجب ان يكون هناك محركات بحث امنه جدا لكل الاطفال مثل Middle، وهي التي تعرض بعض المحتويات التي تكون مناسبة لا أعمارهم.
أهمية بناء الثقافة الرقمية الإيجابية
الحماية الرقمية لا تقتصر فقط على المنع أو لا تقتصر علي الرقابة، بل تشمل أيضًا بناء ثقافة استخدام تكون إيجابية للتكنولوجيا الحديثه و المتطوره، وتشجيع كل الأطفال على التعلم الذاتي، وذلك باستخدام التطبيقات التعليمية الموثوقة بها، وايضا تعليم الاطفال مهارات التفكير النقدي، وذلك ليتمكن الطفل من التمييز بين المعلومات الصحيحة و المغلوطة، وايضا التركيز على التوازن حيث انه يقوم ب تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة والهوايات المفضله لديه وذلك بجانب استخدام التكنولوجيا، وبالإضافة إلى تعزيز الثقة التامه المتبادلة، بحيث يشعر الطفل بالراحة في مشاركة أي موقف مزعج قد يواجهه عبر الإنترنت.
نصائح عملية قبل بداية العام الدراسي
يجب الالتزام ببعض النصائح والتعليمات قبل الدخول للعام الدراسي الجديد، وهذا يتم من خلال المراجعة للتطبيقات المثبتة على جهاز الطفل وايضا التأكد من صلاحيتها، وتحديث كل أنظمة التشغيل والبرامج بانتظام، وذلك للحماية من الثغرات الأمنية، والاتفاق مع الطفل على قواعد واضحة جدا لاستخدام الإنترنت وذلك قبل بداية الدراسة، وبالإضافة أيضا اللي ان يكون هناك تخصيص ركن في المنزل للاستخدام الرقمي يكون تحت إشراف الأسرة، وإنشاء ايضا بريد إلكتروني خاص بالدراسة منفصل تماما عن الحسابات الشخصية.
الأستثمار في الحماية الرقمية للأطفال وأهميتها
مع اقتراب العام الدراسي الجديد، فأنه قد يصبح الاستثمار في الحماية الرقمية للأطفال ضرورة لا غنى عنها ابدا، ف التكنولوجيا الحديثه قد أصبحت جزءًا من التعليم والحياة اليومية لكل البشر، ومن غير الممكن منع الطفل من استخدامها تماما، لكن من الممكن ان يتم تزويدها بالوعي والمهارات اللازمة وذلك ليكون كل مستخدما مسؤولا وآمنا، حيث إن حماية الأطفال رقميا تعني في الحقيقة حماية كامله ل مستقبلهم، وضمان نموهم في بيئة صحية و متوازنة تجمع بين الاستفادة من كل مزايا التكنولوجيا وتجنب كل مخاطرها.
 
				





