آبل تؤجل إطلاق هاتفها القابل للطي حتى عام 2027
لماذا أجلت آبل اطلاق هاتفها القابل للطي

في خطوة مفاجئة أثارت جدلا واسعا في الأوساط التقنية قررت شركة آبل تأجيل إطلاق أول هاتف لها قابل للطي حتى عام 2027 بعد أن كان متوقعا طرحه في الأسواق خلال عام 2025 القرار الذي جاء بعد سنوات من الشائعات والتقارير حول تطوير آيفون فولد يعكس حرص الشركة الأمريكية على الوصول إلى منتج متكامل خالٍ من العيوب التقنية التي قد تؤثر على سمعتها في سوق الهواتف الذكية المتطورة
آبل تؤجل إطلاق هاتفها القابل للطي حتى عام 2027
قرار شركة أبل الذي اعلنت عنه بعدم إطلاق هاتفها وهو الهاتف الذي طال انتظاره من الجميع الهاتف، القابل للطي وهذا يتم في خلال عام 2027 القادم ورغم أن بعض الشركات المنافسة مثل سامسونج وهواوي وأبو قطعت شوطا كبيرًا في إنتاج الهواتف القابلة للطي، فإن آبل كعادتها تفضل الانتظار حتى تضمن تقديم تجربة مختلفة تتماشى مع فلسفتها المعهودة في الجمع بين الابتكار والجودة العالية.
رؤية آبل: الجودة قبل السرعة
تشير تقارير صحفية أمريكية إلى أن السبب الرئيسي وراء التأجيل هو تمسك آبل معاييرها الصارمة في التصنيع والاختبار، خصوصًا في فئة جديدة مثل الهواتف القابلة للطي التي لا تزال تواجه تحديات تقنية، تعرف آبل بأنها لا تتعجل إطلاق منتجات جديدة لمجرد منافسة السوق، بل تنتظر حتى تصل تجربة مثالية من حيث المتانة، الأداء، وعمر البطارية ويرى محللون أن الشركة تخشى أن يؤدي إطلاق نسخة غير مكتملة من آيفون فولد إلى تكرار أخطاء بعض الشركات المنافسة التي واجهت مشكلات في المفصلات والشاشات القابلة للانثناء بعد فترة قصيرة من الاستخدام.
فريق البحث والتطوير يعمل على تصميم مفصل للهاتف
أضافت مصادر داخل الشركة أن هناك فرق من البحث والتطوير في شركة آبل تعمل على تصميم مفصلة ومبتكرة لا تترك أي فجوة عند طي الهاتف، بالإضافة أيضا إلى استخدام شاشة مرنة من نوع OLED متطور وتتحمل الطي المتكرر بدون ظهور تجاعيد أو حتى كسور بصرية ليكون الهاتف المصمم من شركة أبل الهاتف المثير، والمميز لدى جميع الهواتف القابلة للطي في اي شركات اخرى.
التحديات التقنية التي تواجه آيفون فولد
من أبرز العقبات التي واجهت آبل أثناء تطوير الهاتف القابل للطي هي تصميم الشاشة والمفصلة، إذ تسعى الشركة إلى إنتاج شاشة متكاملة يمكن أن تتحمل أكثر من 200 ألف عملية طي من دون أي تلف، كما تعمل آبل على تطوير طبقة زجاجية مرنة جديدة بديلة للبلاستيك المستخدم في شاشات المنافسين، لأنها أكثر مقاومة للخدوش وتمنح المستخدم إحساسا أكثر فخامة عند اللمس، إلا أن هذا النوع من الزجاج لا يزال في مرحلة التجارب ولم يصل بعد إلى مستوى الأمان المطلوب لاعتماده في منتج تجاري ضخم مثل الآيفون، أيضًا تمثل نحافة الجهاز تحديا إضافيا آبل تريد أن يكون الهاتف القابل للطي بنفس أناقة وسمك الإصدارات التقليدية، وهو ما يصعب تحقيقه مع وجود المفصلة والبطارية المزدوجة والشاشة المرنة.
رغبة آبل في إطلاق منتج ثوري لا تقليد
يرى الخبراء أن قرار التأجيل يعكس رغبة آبل في ألا يكون آيفون فولد مجرد تقليد لمنتجات سامسونج أو هواوي، بل خطوة جديدة تقدم تجربة استخدام مختلفة كليا، وتشير بعض التقارير إلى أن آبل تدرس تقديم تصميم يجمع بين الهاتف والايباد، بحيث يتحول آيفون فولد إلى جهاز هجين يمكن استخدامه كهاتف في الوضع العادي، و كجهاز لوحي عند فتحه بالكامل، كما تخطط الشركة تزويد الهاتف بمعالج جديد كليا من فئة A21 Pro Bionic المتوقع أن يتم تصنيعه بتقنية 2 نانومتر، لتقديم أداء قوي مع استهلاك منخفض للطاقة، ومن المتوقع أن يدعم الجهاز أيضًا نظام تشغيل مطور خصيصا يعرف داخليا باسم FoldOS، يتيح تعدد المهام واستخدام التطبيقات على الشاشتين بسلاسة شديدة.
التأجيل مرتبط بخطط استراتيجية أوسع
من وجهة نظر اقتصادية، ترى بعض التحليلات أن قرار تأجيل آيفون فولد حتى عام 2027، مرتبط باستراتيجية آبل الأشمل، التي تركز في الوقت الحالي على تعزيز مبيعاتها في مجالات أخرى مثل الذكاء الاصطناعي ونظارة الواقع المختلط Vision Pro، الشركة تسعى خلال السنوات المقبلة إلى بناء نظام بيئي متكامل يعتمد على الذكاء الاصطناعي المدمج داخل أجهزتها، قبل الانتقال إلى مرحلة الهواتف القابلة للطي التي ستحتاج إلى تكامل تام مع هذا النظام الذكي الجديد، وبحسب تقارير اقتصادية، فإن آبل لا ترى ضرورة للاستعجال في دخول سوق مازال محدودا نسبيا من حيث حجم المبيعات مقارنة بسوق الهواتف التقليدية.
ردود الفعل في السوق
جاءت ردود الفعل على القرار متباينة، فبينما اعتبر بعض المستثمرين أن التأجيل مؤشر على حذر مفرط من آبل قد يفقدها فرصة المنافسة في سوق سريع النمو، يرى آخرون، أن هذا القرار دليل على حكمة استراتيجية تهدف إلى الحفاظ على صورة الشركة التي ترتبط في أذهان المستخدمين بالجودة و الكمال، وعلى الجانب الآخر، رحب بعض مستخدمي آبل بقرار التأجيل، مشيرين إلى أن الشركة اعتادت التأني في تطوير منتجاتها قبل طرحها، كما حدث سابقا مع إطلاق أول هاتف آيفون عام 2007 وساعتها الذكية Apple Watch عام 2015، اللتين سبقتا غيرهما في الجودة والابتكار رغم تأخر ظهورهما عن المنافسين.
منافسو آبل في سباق الهواتف القابلة للطي
في الوقت الذي تؤجل فيه آبل مشروعها، تواصل شركات مثل سامسونج وهواوي تطوير أجهزتها القابلة للطي بوتيرة متسارعة، فقد أطلقت سامسونج مؤخرًا جيلها السادس من هواتف Galaxy Z Fold 6 و Flip 6، مع تحسينات كبيرة في الوزن والمتانة والأداء، أما هواوي ونجحت في تخفيف وزن أجهزتها القابلة للطي بنسبة 25% تقريبًا، مع زيادة عمر البطارية وتحسين أداء الكاميرا، لكن بالرغم من هذه التطورات، لا يزال المستخدمين يشتكون من بعض المشكلات مثل التجاعيد في الشاشة وسرعة تآكل المفصلات، وهو ما يجعل كثيرين ينتظرون دخول آبل هذا السوق بثقة على أمل أن تقدم الحلول النهائية لهذه العيوب.
هل سيكون عام 2027 عام المفاجأة لآبل؟
وفقًا لتسريبات من مصادر قريبة من سلسلة التوريد في آسيا، بدأت آبل بالفعل في اختبار عدد محدود من النماذج الأولية داخل معاملها السرية في كاليفورنيا، ويقال إن أحد هذه النماذج يأتي بتصميم مزدوج الطي يسمح بفتح الهاتف ليصبح أشبه بجهاز لوحي صغير بحجم 8 بوصات، مع شاشة خارجية إضافية للاستخدام السريع، كما تعمل الشركة على تطوير بطارية مرنة وتقنية جديدة لتوزيع الحرارة تمنع ارتفاع درجة حرارة الجهاز أثناء الطي أو التشغيل المكثف، وهي مشكلات واجهتها بعض الشركات المنافسة في السابق، وإذا نجحت آبل في تجاوز هذه العقبات خلال عامي 2026 و2027، فمن المرجح أن تكشف رسميًا عن الجهاز في مؤتمرها السنوي WWDC 2027، مع طرحه في الأسواق في الربع الأخير من العام نفسه.
تاجيل اطلاق ايفون فولد الخطوة المخطط لها جيدا من ابل ليتم إنتاج منتج ثوري
تأجيل إطلاق آيفون فولد لا يعني تراجع آبل عن خوض سباق الهواتف القابلة للطي، بل هو خطوة محسوبة نحو إطلاق منتج ثوري يغير مفهوم الهواتف الذكية كما فعلت الشركة سابقا عند تقديم أول آيفون،تسعى آبل إلى الجمع بين الأناقة، المتانة، والابتكار الحقيقي في جهاز واحد، وهو ما يتطلب وقتا أطول من التطوير والاختبار، ومع استمرار المنافسين في تقديم نسخ جديدة كل عام، يبدو أن آبل تراهن على عامل الجودة المطلقة لا السبق الزمني، وهو ما قد يجعل عام 2027 عامًا فارقا في تاريخ الشركة إذا نجحت في تقديم أول آيفون قابل للطي ومعاييرها المعروفة عالميا.






