في العناية المركزة (الجزء الثاني)

صادق بعد ما مسك مريم من إيديها: أنا لسه ما خلصتش كلامي، ده بالنسبة للشغل، أما بقى بالنسبة للحياة الشخصية، فلو إنتِ معتبراني أخوكي بجد، فأنا عايز أقولك نصيحة… الحياة ما بتقفش على حد، ودايمًا ما تخليش مشاعرك هي اللي تسوقك.
عادي إن طارق يكون متجوز، ما تشغليش بالك بيه، وإنتِ شغالة معاه وخلاص.
مريم بحزن: أنا مش عايزة أحس إني الست الاستغلالية اللي دخلت حياته وإستغلت فلوسه عشان تنجح.
صادق: يا حبيبتي، ده الطبيعي، ياما مطربين ومغنيين كان عندهم ممول بيساعدهم.
مريم: بس أنا مش عايزة أحس إني الست الشمال اللي خطفته من مراته وإبنه واستغلته علشان أبقى نجمة مشهورة.
صادق: ما تشغليش بالك بالحاجات دي، نصيبك هتاخديه حتى لو من بق الأسد، مش إنتِ اللي قلتيلي كده؟
مريم طلعت علبة من جيبها وفتحتها، وطلعت منها دبوس دهب: أنا كنت جايبة الهدية دي قبل ما أعرف إنه متجوز، بس لما عرفت ما رضيتش أديهاله عشان ما يمشيش بيها مع مراته، مش عايزة أبقى من النوعية دي من الستات يا صادق.
صادق وهو بيحاول يهزر: طب أنا قلتلك الدبوس ده إسمه إيه بالإنجليزي؟ تقدري تقوليلي إسمه ولا نسيتي؟
مريم بضحكة: “اسمه دبوس كرافاته.
صادق بسخرية: دبوس كرافاته!!
مريم: إيه؟ ذوقي في الهدايا بلدي؟
صادق: لا، طارق هو إللي ذوقه بلدي.
ضحكوا هما الاتنين، وبعد كده صادق مسح دموعها وقال: يلا نشتغل بقى ولا إيه؟ عايزين ننزل البودكاست الجديد.
مريم هزت راسها بالموافقة، ودخلت مع صادق الاستوديو وبدأوا يسجلوا.
في نهاية اليوم…
طارق ومريم راحوا مطعم علشان يشوفوا علاقتهم هتمشي إزاي ويعملوا حدود لكل حاجة.
مريم: على فكرة، أنا مصدقة كل كلمة إنت قلتها لي يا طارق، إنت كنت بتتكلم من قلبك وأنا حسيت بد، بس فكرت في اللي هيتقال عليك لما تتجوزني؟
طارق: يا جوهرة، إنت اللي محلية حياتي أصلاً.
مريم: ما فكرتش هيتقال إيه؟ هيتقال إني خطفت الراجل من مراته وابنه، وهيتقال عليك إنك سبتهم وجريت ورا كاتبة، وأنا مش مستعدة أبقى الست الوحشة في عيون الناس.
طارق: “ططب إنتِ شايفة إيه الصح؟ أنا عايز أتجوزك.
مريم: الصح إننا نفضها سيرة، وكل واحد يروح لحال سبيله.
طارق: أنا ما أقدرش، مش هكذب عليك وأقولك إني هقدر أنساكي، أنا بحبك يا جوهرة.
مريم: “ما ينفعش، لازم تقدر يا طارق، وأنا كمان عايزة أقدر، ومسيري بالكتير أسبوعين وأنساك، بس ده إللي المفروض يتعمل، إنت كمان لازم تنسى.
مريم طلعت من شنطتها علبة وفتحتها، طلعت منها دبوس وقالت: الدبوس ده كنت جايباهولك قبل ما أعرف إنك متجوز، بس هاقدمهولك كتذكار.
طارق مد إيده علشان ياخد الدبوس، وفجأة ظهرت داليا ومسكت الدبوس قبل ما يوصل لطارق.
داليا وهي بتبص للدبوس وبتبص لطارق ومريم: الله على القعدة الحلوة والهدايا! حاجه في غاية الرومانسية.
داليا بصت على الدبوس بقرف: إيه الهدايا البلدي دي؟ طارق جوزي كده بيحب الحاجات العفشة.
مريم بصت لطارق بحزن، مسكت شنطتها وقالت: أنا ماشية يا طارق.
داليا مسكت مريم من إيدها وقالت: تمشي فين؟ لازم تتهزئي قدام الناس دي الأول.
مريم وهي بتبص في عيون طارق: ترد إنت ولا أرد أنا؟
طارق كان متوتر جدًا، ومريم لاحظت وقالت: يبقى أرد أنا.
مريم بصت لداليا وقالت بنبرة حادة: بصى يا حبيبتي، لو فكرتي إنك تهزئيني، تبقى ما تعرفينيش، أنا هعرفك بنفسي…
وفجأة، طلعت مريم رجلها على الكرسي وقلعت الجزمة وضربت داليا على دماغها.
مريم بنبرة قوية: ها، فوقتي يا بنت ولا لسه؟
طارق اتصدم من رد فعل مريم، وداليا ما كانتش متوقعة خالص.
مريم مشيت، وطارق جري وراها، بس لما نزل لقاها اختفت، فراح لبيتها، بس لقاها ما روحتش.
في الناحية التانية…
صادق كان قاعد في بيته وبيتصفح الفيسبوك، وفجأة شاف فيديو لجوهرة وهي بتضرب داليا بالجزمة.
السوشيال ميديا إتقلبت على المشهد ده، وكل الناس بتتكلم عنه.
الباب كان بيخبط، وصادق فتح وإتفاجئ إن مريم هي اللي كانت بتخبط.
مريم: أنا بقالى شوية بلف في الشوارع ومش عارفة أروح فين، ولقيت رجلي ساقتني على بيتك.
صادق: خشى يا جوهرة.
صادق بعد ما قعد قدام مريم: “عاجبك اللي بيحصل ده؟ السوشيال ميديا كلها مقلوبة عليكي.
مريم: والله أنا مش غلطانة، الست هي اللي قليلة الأدب وجرجرتني مرتين، وانت عارفني ما بقدرش أسكت عن حقي.
صادق: طب إيه اللي يريحك وأنا أعمله؟
مريم: تحجزلي أوضة في أي أوتيل، أنا مش عايزة أروح البيت بتاع طارق.
صادق: إنتِ عبيطة يا بت، إنت في بيت أخوكي، وأنا كده كده كنت نازل أبات برة.
التليفون بتاع صادق رن، وصادق بص على المتصل ولقاه طارق…
صادق وهو باصص لمريم: ده طارق.
مريم: لا، ما تقولهوش إن أنا هنا.
صادق: إستني بس…
صادق بعد ما رد على طارق: أيوة يا طارق؟
طارق: بقولك إيه، أنا جيت الفيلا وما لقيتش مريم هنا، هي جاتلك؟”
صادق: آه، جات لي.
طارق بارتياح: طب الحمد لله، خليها عندك، أنا 10 دقائق وأكون موجود.
صادق: لا يا طارق، ما تتعبش نفسك، أنا كده كده نزلت لقيتها تعبانة، وقلت أسيبها تنام براحتها، بكرة الصبح إن شاء الله تتقابلوا وتحلوا الأمور سوا.
طارق: ماشي يا صادق، كتر خيرك.
مريم بعد ما طارق قفل الخط: شكرًا أوي يا صادق، بس صدقني اللي بيحصل ده غصب عني، والدنيا عمالة تديني في أقلام، وكنت فاكرة إن الدنيا فتحت لي دراعاتها أخيرًا عشان تحضني، بس اكتشفت إنها ما كانتش عايزة تحضني، دي كانت عايزة تكسر ضلوعي.
صادق بأسف: تعرفي يا جوهرة، أنا كل ما بعاشرك بكتشف إنك شبهي فعلاً.
مريم باستغراب: إزاي؟ مش فاهمة.
صادق: يعني بتمرى بنفس القسوة إللي كنت بمر بيها وبالغدر اللي كان بيحصلي.
وعلى فكرة، أنا ما قلتلكيش قبل كده الموضوع ده، بس أنا برضه ما تربتش مع أمي وأبويا…
أنا وانا صغير أبويا مات، وأنا عندي خمس سنين، وبعدها بسنة أمي ماتت في حادثة.
ومن ساعتها وأنا بتنقل في كل بيت شوية، عند عمي شوية، وعند خالي شوية، وعند جدتي شوية، وفضلت أتنقل في كل بيت لحد ما نسيت يعني إيه طعم سريري، ويعني إيه طعم أوضتي، ولما كبرت شوية، مريت بظروف سيئة جدًا مادية ومعنوية…
ولما كنت بروح المدرسة، كنت بحس بوحدة كبيرة، وما كنتش متعود على الصحاب، وما كنتش عارف أتكلم مع الناس، بس بدأت أحس بفرحة، وأحس بنفسي لما دخلت الأوضة بتاعت المزيكا… لقيت نفسي في المكان ده، وحسيت إن المزيكا، وأهل الطرب، والفن هم أهلي وناسي.
ومن ساعتها وأنا بقيت بحب شغلي، وشغلي بقى يحبني، واداني فلوس حلوة وعرفني على ناس جميلة جدًا.
مريم بضحكة بعد ما نسيت دموعها: يا ه، ده إنت طلعت شايل ومعبي يا صادق، وأنا اللي كنت جايه عشان أشتكيلك وأفضفضلك! بس تعرف، إنت فعلاً عديت بماضي شبهى جدًا، كان ناقص بس تتربي معايا في الملجأ.
صادق وهو بيحاول يهزر: الحمد لله إن أنا ما اتربتش معاكي في الملجأ، كان زماني لساني بقى طويل زيك، ولو في اتنين منك الكوكب هيتدمر.
مريم ضحكت هي وصادق، وصادق ابتسم لها ومسك إيديها وقال: عايزك تطمني، كل حاجة هتتحل إن شاء الله.
في بيت طارق…
طارق بعصبية وهو بيتكلم مع مراته: إنتِ إزاي تعملي كده!؟ وإزاي تحرجيني قدام الناس!؟ هو إنتِ مش عارفة إني رجل أعمال مشهور وما ينفعش تحرجيني بالطريقة دي؟!
داليا ببجاحة: “طب وإنتَ بقى مش محرج من نفسك وإنتَ بتعمل حركات المراهقين دي؟!
طارق بصوت عالي: إنتِ مريضة، وشكاكة، وحاجة تقرف! دي الكاتبة جوهرة يعني روائية مشهورة، وأنا قابلتها في المطعم وسلمت عليها وعزمتها على العشاء، فيها إيه؟
داليا: فيها إن دي زبالة، وإنتَ عمال تصرف عليها ملايين، وتجيب لها هدايا، والحاجات دي كلها بيتك أولى بيها.
طارق بعد ما مسكها من شعرها: مش على آخر الزمن واحدة زيك هي اللي هتقول لي أعمل إيه ولا ما أعملش إيه! أنا بيتي مش ناقصه أي حاجة، وابني عارف أربيه كويس، لكن الزبالة اللي إنتِ بتقولي عليها موجودة هنا في بيتي، وأنا أوعدك إني هنظف الزبالة دي في أقرب وقت.
تاني يوم الصبح، طارق راح لمريم عند بيت صادق وخبط على أمل إن مريم تفتح.
مريم فتحت الباب بس ما رفعتش عينها في عين طارق وسابته ومشيت… طارق بعد ما مشي وراها ومسك إيديها: “طب إيه ما وحشتكيش؟
مريم: عايز إيه يا طارق؟
طارق: عايز أقول لك، يرضيك يعني اللي عملتيه؟
مريم ببجاحة: أه يرضيني يا طارق، ما أنا إستنيتك إنتَ تتكلم، واحترمتك، وقدرتك، بس إنتَ ما عملتش أي حاجة فاضطريت أنا أرد بنفسي، وللأسف إنتَ لحد دلوقتي ما أخدتليش حقي.
طارق: ومين قال لك إني ما أخدتش حقك؟! والله أنا رحت البيت شتمتها وهزقتها ومسحت بكرامتها الأرض وعرفتها إنتِ مين كويس أوي.
مريم بعدم تصديق: يا عين ما شفتيش يا ودن ما تسمعيش.
طارق بعد ما قرب منها: طب ومجيتي دلوقتي لحد عندك، واعتذاري ليكي مش كفاية؟! طب ده أنا حتى سبتها هي وجيت لك إنتِ! مريم إنتِ عارفة كويس إن أنا بحبك وما أقدرش أعيش من غيرك، وأنا والله ما بحبش مراتي ولا بطيقها، أنا بس كل اللي مستحمله في ده علشان خاطر آدم ابني، بس والله أول ما أحس إن آدم قادر يقف على رجليه ويقدر يعيش من غير أمه هطلقها فورا.
مريم: حل مشاكلك بعيد عني يا طارق بالله عليك، خلاص ما بقاش في حل.
طارق: لا في حل يا مريم، الحل إن إحنا نتجوز.
مريم إبتسمت إبتسامة بس حاولت تداريها، وطارق لاحظ كده وقال: “أنا والله بس زي ما قلت لك مستني آدم يكبر، وأول ما أحس إن الدنيا بقت تمام، وأقدر أطلقها ساعتها هعلن جوازنا.
مريم بعد ما اتصدمت من رد طارق: “هو إنت كمان عايز تتجوزني في السر!؟
طارق: والله الحل مؤقت.
مريم كانت لسه هتزعق وهتشتم، وطارق حس بكده فحط إيده على شفتها وقال: ششش، وحشتيني.
أنا حطيت إيدي على بقك علشان عارف إنك هتطلعي شخصيتك المجنونة دلوقتي، بس قلت ألحقك وأقولك إنك وحشاني بجد، وعشان خاطري ما تزعليش مني، واعرفي إني بحبك بجد، وعايزك تصدقي الموضوع ده أوي.
في الشركة….
طارق دخل ولقى سالي أم داليا قاعدة مستنياه في المكتب.
طارق بترحاب: أهلا وسهلا بالأستاذة سالي مرات السفير.
سالي: أنا بتأسف إني جيت لك الشركة هنا بس كان في كلام لازم أقوله ما ينفعش أقولهولك في البيت.
طارق بأدب: إنتِ تقولي الكلام اللي إنتِ عايزاه في المكان اللي إنتِ عايزاه.
سالي ببجاحة: طب وطالما إنت محترم قوي كده، إزاي ما احترمتش وجودي وأنا في البيت ومديت إيدك على بنتي!؟ إنت نسيت مين هم عيلة شوبير ولا إيه!؟ ولا حابب أبقى أفكرك؟
طارق بضحكة سخرية: لا، أنا عارف كويس مين هم عيلة شوبير، مش دي العيلة اللي لسه خسرانة قضية كبيرة وهتدفع 5 مليون جنيه تعويض؟ طب إنتِ عارفة نص الفلوس دي اتسحبت منين؟ أقول لك، أنا اتسحبت منين، بنتك داليا سحبت من فلوسي 2 مليون ونص وهي فاكرة إني مش عارف، بس أنا عارف كويس أوي كل مليم بيتسحب من حسابي.
سالي بإحراج: “الفلوس اللي إحنا خدناها منك هنرجعهالك في أقرب وقت.
طارق بضحكة سخرية: أنا برده عارف كويس إنتِ هتسحبوا الفلوس دي منين، بنتك داليا هتبدأ تسحب من الحساب بتاعي كل شوية جزء من المبلغ اللي إنتِ هترجعيهولي لحد ما تكمل المبلغ تماماً، وبكده تكوني رجعتيلي فلوسي من فلوسي.
سالي وهي بتحاول تقلب الترابيزة: “أنا قاعدة بتكلم معاك عن حق بنتي وإنتَ عمال تتكلم عن شوية ملايين؟؟! إنتَ هتنزل دلوقتي معايا حالا، وتعتذر لداليا، وتترجاها إنها تسامحك، وأنا مش هقول لها إن أنا جيت لك.
طارق بعصبية: أنا ما حدش يقول لي أعمل إيه، وما حدش يجرأ يقول لي أتصرف إزاي مع مراتي، ولما يجي لي مزاج أصالحها هبقى أصالحها، متشكرين يا أستاذة سالي، تقدري تتفضلي.
في بيت مريم….
مريم أول ما دخلت، مروه جريت عليها وحضنتها وقالت: الله يخرب بيتك، قلقتني عليكي، ما جيتيش ليه إمبارح؟ أهم حاجة بس تكوني خدت حقك من الولية إللي اسمها داليا دي.
مريم بشرود: تعرفي؟ صادق قالي كلمتين مهمين جداً، أنا لازم أهتم بشغلي فعلاً، وأنسى كل حاجة بتضايقني، وأرمي كل حاجة ملهاش لازمة ورا ظهري.
مروه: يعني هتعملي إيه؟
مريم بابتسامة عريضة: يعني الجد هيبدأ.
وفعلا بدأت مريم شغل جد وبدأت تعمل بودكاست وروايات كتير وعملت أحسن كتاب في الوطن العربي، وبقت كل يوم بتروح معرض جديد في مكان جديد، وبعد ما خلصت المعارض بتاعتها في مصر بدأت تسافر علشان تعرف الوطن العربي كله مين جوهره، وفعلا سافرت الاردن، وقطر، والامارات، والمغرب، والسعوديه وعرفت نفسها للوطن العربي كله.
بكدا تكون مريم بقت أشهر كاتبة في الوطن العربي كله وحققت نجاح كبير جدا وبقى معاها فلوس لو مشيت عليها طول العمر ما تخلصش، والفلوس دي كانت هم بالنسبه لجوهره لأن هي خايفه تروح منها او تتسرق علشان كده قررت قرار مش هترجع فيه.
مريم لما رجعت مصر بعد المعرض اللي كانت في الامارات عملت بودكاست بتتفشخر فيه بعربياتها والفلوس اللي جمعتها، وواتكلمت في البودكاست بكل نرجسيه، وثقه بالنفس.
طبعًا، كاميليا كانت بتتابع كل الحاجات دي، وحاسة إن هي خلاص راحت عليها، وإن مستقبلها ونجوميتها راحت بسبب جوهره.
جوهره بعد ما عملت البودكاست، وجاب أكثر من 100 مليون مشاهدة.
مريم خدت صادق وراحت على البنك على طول.
صادق وهو في الطريق: نفسي أفهم إنتِ واخداني معاكى البنك ليه؟
مريم: أنا هعمل لك توكيل وهحول لك الفلوس بتاعتي كلها.
صادق: بصدمه:** إيه؟! لا طبعًا، مش هتعملي كده.
مريم: افهم بس، أنا مش هتصدق عليك، أنا هشيل فلوسي معاك، علشان أنا مش مطمئنة، والفلوس بتتسحب قدامي على التليفون كده.
صادق: يا بنتي، بطلي جهل بقى، دي تكنولوجيا الفلوس، يعني مش هتطير وهي بتتسحب من على التليفون.
مريم: أنا قررت خلاص، ما فيش رجعة في الكلام ده.
صادق: وأنا مش هعمل اللي إنتِ عايزاه يا مريم.
مريم بعد ما وقفت قدام البنك:
مريم: طب إيه رأيك بقى لو ما نزلتش معايا دلوقتي حالاً، أنا هصوت والم الناس عليك وأقولهم إنك كنت بتتحرش بيا.
صادق: بعد ما بصلها بخوف:** إنت مش هتعملي كده، صح؟
مريم: وهي بتصوت:** الحقوني.
صادق: وهو بيكتم بقها:** خلاص، خلاص، نازل، ده إنتِ بومه.
مريم إبتسمت إبتسامة إنتصار، وبعد كده دخلت البنك هي وصادق، والناس والجماهير كلهم كانوا محتشدين حوالين البنك وعايزين يتصوروا مع جوهره.
جوهره دخلت وقعدت مع مدير البنك، والمدير، والطاقم بتاع العمال كله كان بيعامل جوهره أحسن معاملة، ومبسوطين جدًا إنها دخلت عندهم البنك.
مريم بعد ما قعدت قدام مكتب المدير: حضرتك، أنا كنت عايزة أعمل توكيل لمدير الأعمال بتاعي.
المدير: أيوه طبعًا يا أستاذة جوهره، بس نستأذنك تدينا البطاقة بتاعتك إنت والاستاذ صادق، وهنعملكوا التوكيل دلوقتي حالًا.
مريم طلعت البطاقة بتاعتها وبصت لصادق بشر وقالت: بطاقتك.
صادق: كان متعصب ومش عايز مريم يعمل إللي هي عايزاه، بس مضطر يسمع كلامها.
واحد من العمال خد البطاقات علشان يصورها، وأثناء ما كان بيصورها، بص في البطاقة بتاعت مريم وقال بإدراك: مريم سيد البدوي!؟
الراجل صور البطاقات وراح وقف جنب مريم وقال: اتفضلي البطاقات يا أستاذة.
المدير: خلاص يا عم سيد، روح إنت.
مريم ما كانتش واخدة بالها من الشخص اللي صور لها البطاقات، بس لما سمعت إسم سيد بصيتله واتخضت أول ما شافته.
سيد ما مشيش وفضل باصص لمريم، والمدير لاحظ كده، راح مزعق وقال: ما خلاص يا عم سيد، قلت لك روح إنت.
سيد برخامة: ماشي هروح يا أستاذ، تؤمرني بأي حاجة؟
صادق بعصبية: لا يا سيدي متشكرين، يلا امشي من هنا.
مريم كانت متوترة وجسمها بيترعش، وحست بحاجة غريبة لأول مرة تحس بيها، وصادق كان مستغربها ومش فاهم هي متوترة ليه.
مريم خلصت الأوراق وخرجت من البنك هي والحراس بتوعها وكان جنبها صادق، والجمهور كان مزدحم أمام البنك.
سيد ظهر فجأة ووقف قدام عربية مريم.
صادق نزل من العربية وافتكر أن الراجل ده عايز فلوس، فعشان كده طلع 200 جنيه وإداها للراجل إللي إسمه سيد.
سيد بعد ما أخد الـ 200 جنيه: لا يا باشا، أنا كنت طمعان في أكتر من كده.
صادق بعصبية: إيه، أكتب لك شيك؟
سيد: لا يا باشا، استسمحك بس تصورني مع الفنانة.
مريم كانت مرعوبة من الراجل بس حاولت تتمالك نفسها وإتصورت معاه علشان تمشي.
في شركة عزت.
عزت كان قاعد مع كاميليا ومدير أعمالها أشرف، وبيمضي معاهم عقد.
عزت: هي دي شروط العقد الجديد بتاع السنة دي يا كاميليا.
كاميليا بعصبية: بجد، أنا مش قادرة أصدق نفسي يا عزت! لما أشرف قال لي إنك نزلت الأجر بتاعي بنسبة 25%، ما صدقتش وقلت أجي أشوف بنفسي إزاي تعمل حاجة زي كده يا عزت؟!
عزت: هو أنا اللي بعمل يا كاميليا؟ ما انتِ عارفة كويس إن السوق هو اللي بيحكم، ودلوقتي السوق بتاعك واقع والمبيعات قلت جدًا، والعرض إللي أنا بقدمولك ده علشان العشرة إللي بينا.
لكن إنتِ عارفة إن المشاهدات والمعارض قلت بنسبة كبيرة جدًا، وهي دي اللي بتقلل قيمة العقد، وأظن دي حاجات إنتِ عارفاها كويس أوي يا كاميليا. إنتِ مش جديدة معانا.
كاميليا بعد ما بصت على الصور إللي موجودة على الحيطة: هو إنت ممكن تقول لي يا عزت، إنت ليه شلت صورتي وحطيت صورة جوهرة؟
عزت: برده علشان جوهرة هي اللي مدخلة أعلى نسبة مكسب في الشركة، ده مكسب 80% من الشركة جاي من ورا جوهرة، فطبعًا لازم أكافئها وأحط صورتها.
عزت التليفون بتاعه رن واستأذن وساب كاميليا وأشرف يتكلموا مع بعض.
أشرف: مش عايزك تزعلي يا فنانة. إن شاء الله السنة دي نعمل ألبوم يكسر الدنيا، وهنرجع رجعة قوية، وعايزك تعرفي إن إحنا في أول السنة وكل الكتاب بيمدوا عقود مع الشركات بتاعتهم، وإحنا لازم نمضي العقد ده علشان ما نخسرش، وأنا أوعدك إن السنة الجاية هيتعرض عليك عقودات بضعف المبلغ إللي خدتيه السنة دي، وإنتِ هترفضي.
عزت بعد ما يخلص التليفون: ها يا جماعة، قررتوا إيه؟ هتمضوا العقد؟
كاميليا بنبرة حزينة: هنمضي يا عزت.
في الإسكندرية….
كالعادة، نهال كانت ماشية مع بنتها مايا في حوش المدرسة.
نهال: يا ترى بقى هتقوليلي إيه اللي مفرحك أوي كده؟
مايا بدلع: لا مش هقولك، ده سر.
نهال بتعجب: سر!
مايا: آه، سر عادي، ما إنتِ مخبية عليا أسرار كتيرة جدًا، وأوقات بحس إن في حاجات كتيرة أوي مخبيها عليا.
نهال: يا حبيبتي، أنا مش مخبية عليكي أي حاجة، ولو حتى مخبية، فأنا أمك ومن حقي أعرف عنك كل حاجة، إحكيلي يا روحي، أكيد يعني لو في حاجة هتفرحك، هتفرحني أنا كمان.
مايا بكسوف: فاكرة لما قلت لك إني رايحة رحلة في الإسكندرية أنا وأصحابي تبع المدرسة؟
نهال: آه، فاكرة يا حبيبتي.
مايا: أنا بقى قابلت هناك واحد إسمه أدهم، شاب لطيف جدًا ومحترم، إتعرفت عليه وأخذت رقمه وبقينا نكلم بعض على الواتساب، وحاسة الصراحة كده إني بحبه.
نهال بنبرة قوية: إنتِ لازم تبعدي عن الولد ده! إزاي تعملي حاجة زي كده أصلاً؟ إنتِ لسه صغيرة.
مايا باستغراب: مالك يا ماما إتخضيتى كده ليه؟ وبعدين، إنتِ قلتيلي إن الحب ده أحسن حاجة في الدنيا، ولو إنتِ عايزاني أبعد عن الشخص اللي بحبه، فأنا كده هبعد عنك إنتِ أول واحدة، لأن إنتِ أكتر واحدة أنا بحبها، وإنتي أكتر واحدة بتإذيني، وما بتهتمش بيا.
نهال بعد ما حاولت تهدي نفسها: يا حبيبتي، أنا مش بحاول أمنعك عن شخص إنتِ بتحبيه، أنا بس خايفة عليكى.
وحوار إني مش مهتمية بيكي ده مش حقيقي، كذا مرة قلتلك إن دي ظروف شغلي.
طب ممكن تقوليلي: بتتكلمي إنتِ وهو في إيه؟
مايا ببراءة: بنتكلم عادي، بنسأل على بعض، بنبعت لبعض الأسئلة بتاعة الماس، وأنا وهو بنحل الأسئلة في نفس الوقت وبنفس الطريقة، وإكتشفنا كمان إن تفكيرنا زي بعض، وهو شاب محترم ومتربي، ما تخافيش يا ماما.
في الشركة….
طارق كان قاعد في المكتب بتاعه، ودخل عليه المساعد المخلص بتاعه تامر.
تامر أول ما دخل المكتب: أستاذنك يا أستاذ طارق، عايزك في كلمتين.
طارق: لو هتسألني على الميتنج اللي جاي، فانا مش هروح عشان ورايا حفلة.
تامر: لا يا أستاذ طارق، الصراحة الموضوع ملوش علاقة بالشغل تمامًا، الموضوع شخصي.
طارق باستغراب: خير يا تامر، أؤمرني؟
تامر: الصراحة أنا محرج من حضرتك جدًا بس كنت عايز أقولك إني معجب بنهال وبحبها.
طارق وهو بيحاول يداري إبتسامة السخرية: معجب بمين؟
تامر: نهال.
طارق: آه، وإنت جاي تقولي ليه بقى يا تامر؟
تامر: حضرتك عارف إن نهال رافضة فكرة الجواز دي تمامًا، وأنا الصراحة إتكسفت أقولها علشان محرجهاش، وأنا كمان ما أحطش نفسي في موقف وحش، فحبيت أستأذنك يعني لو إنت تكرمت وقلتلها.
طارق: إتكسفت آه.
وأثناء ما كانوا بيتكلموا، دخلت عليهم نهال.
نهال وهي بتكلم طارق وماسكة في إيدها أوراق: عايزاك تمضي على الأوراق دي علشان الأستاذ خالد مضى عقد الاستثمار.
طارق بضحكة: لا، عقد إيه بقى؟ تعالي بس إقعدي وإسمعي الموضوع اللذيذ ده، ده في عقد هنا أحلى بكتير.
نهال باستغراب: في إيه يا طارق؟
طارق بضحة: أصل الأستاذ تامر بيقول لي إنه معجب بيكي وبيطلب مني إني أقولك إنه بيحبك وعايز…
وبعد كده بص لتامر وقال: جرى إيه يا تامر، هو أنا هقول كل حاجة ولا إيه؟ اقعد إنت يا حبيبي واتكلم معاها، أنا عرفتكم على بعض خلاص، يا ولاد، يلا بالرفاء والبنين إن شاء الله.
طارق خرج من الأوضة وهو عمال يضحك، وساب نهال وتامر وهما الاتنين محرجين من بعض.
نهال: في إيه يا تامر؟
تامر: زي ما الأستاذ طارق قالك، أنا معجب بيكي وعايز أتجوزك.
نهال: ما أنت عارف يا تامر إن أنا رافضة فكرة الجواز دي تمامًا، وبعدين أنا شغالة هنا معاك في الشركة من سنين، وإنت عمرك ما جبت لي سيره حاجة زي كده.
تامر: ما هو عشان أنا عارف إنك رافضة الفكرة، وعشان الصراحة كنت محرج منك، بس أنا قررت النهارده إن ما أراجعش تاني وأقولك على الحقيقة.
نهال: بص يا تامر، إنت شخص جميل جدًا وطيب ومحترم، وأي واحدة تتمناك، بس صدقني أنا مش بحرجك، أنا فعلاً رافضة الفكرة دي تمامًا، وأنا بعتبرك زميل وأخ ليّا.
تامر بعد ما حس بإحراج: بصي، أنا مش زعلان من ردك، بس زي ما إنت عارفة، الحب مش بإيدينا، وأنا هفضل شايفك حبيبتي والست اللي نفسي أتجوزها.
ولو إنتي شايفاني زميل عمل، فدي حاجة ما تزعلنيش برده، ومش هضغط عليكي أكتر من كده، ونقدر نشتغل مع بعض عادي، ولا كأن في أي حاجة حصلت، ولو إحتجتيني في أي وقت، أنا موجود، وهبقى في ضهرك.
تامر قام وخرج من المكتب، وساب نهال وهي سرحانة ومش عارفة تعمل إيه.
في بيت مريم…
مريم كانت قاعدة سرحانة وصادق ماسك اللاب توب وعمال يشرح لها هيعمل إيه في الشغل الجديد.
صادق: الحفلة دي مهمة جدًا زي ما قلت لك، وهيحضر فيها رجال أعمال كبار، وهيحضر فيها أصحاب شركات كبيرة، وأنا جبت لك الحفلة دي علشان نقفل بند الإعلانات السنة دي ونركب الترند.
وأثناء ما بيتكلم، تليفون مريم رن، ومريم اتخضت أول ما شافت رقم غريب.
مريم بعد ما ردت على التليفون: ألو.
سيد بصوت مرعب: إزيك يا فنانة؟ محسوبك سيد، معاكي سيد البدوي.
مريم اتخضت أول ما سمعت الاسم وقالت وهي متوترة وخايفة:إنت جبت رقمي منين؟
سيد بابتسامة خبيثة: جبته من البنك يا فنانة.
مريم: طب إخلص يا سيد، عايز إيه؟
سيد: عايز أسمع كلمة بابا، بقالي كتير ما سمعتهاش.
مريم بخوف ورعب: بابا مين يا عم إنت؟ هتقول لي عايز إيه ولا أقفل في وشك؟
سيد ببرود: عايز سلامتك يا فنانه.
سيد قفل الخط وساب مريم وهي مرعوبه، وخايفه من الماضي بتاعها.
صادق بعد ما قفل اللاب توب: يا ترى بقى ناويه تقولي لي مالك ولا هتفضلي ساكته؟
في بيت كاميليا….
كاميليا دخلت البيت وهي متعصبة جدًا وبتقول: يعني إيه، ما عرفتش عنها حاجة تاني!؟ أنا عايز أعرف ماضي البنت دي من يوم ما اتولدت لحد النهارده.
أشرف: والله يا فنانة، أنا نزلت وجبت لك قرار البنت دي وعرفت إن طارق نصار هو اللي بيمولها، وكل اللي هي فيه ده بسببه هو.
كاميليا بعصبية: لا والله برافو عليك، ده إنت شاطر جدًا، أنا لو جبت عيل صغير في الشارع هيقول لي الكلمتين دول، أنا عايز أعرف حاجة عن البنت دي تخليني أكسرها، حاجة تخليني أركب فوقيها من غير ما هي تقدر تتكلم.
أكيد كانت بتغني في أفراح شعبية أو حاجة زي كده، شوفوا لي أي حاجة من الحاجات دي، أنا لازم أعرف ماضي البنت دي بأي وسيلة.
نانسي بابتسامة خبيثة: يبقى سيبى الموضوع ده عليا أنا.
في بيت طارق…
طارق كان بيلبس علشان مراته لحت عليه إنه يجي معاها الحفلة إللي هي رايحاها.
طارق باستغراب بعد ما لبس: أنا مش فاهم إنت مصممة على الحفلة دي ليه؟ وطالما عايزة تخرجي قوي كده، تعالي يا ستي اعزمك في أي مطعم حلو.
داليا وهي بتدلع: يا حبيبي، الحفلة دي هيحضر فيها جميع رجال الأعمال الكبار في مصر، وطبعًا لازم إنت تبقى موجود، علشان إنت أكبر رجل أعمال في مصر.
طارق وهو جاضد: ماشي، أنا لبست وبقالي ساعة جاهز، يا ريت تنجزي عشان نخلص من القصة الحزينة دي.
سالي بعد ما طارق نزل من الفيلا: إنت مصممة كده ليه يا داليا على الحفلة دي؟
حاسة إن في حاجة غريبة.
داليا: يا ماما، افهمي، أنا رايحة الحفلة دي مخصوص علشان البنت اللي اسمها جوهرة هتغني هناك.
سالي بادراك: آه يا خلبوصة، إنتِ.
في الحفلة….
جوهرة كانت واقفة على المسرح وعمالة تتكلم بروحها الحلوة، وكالعادة كل الحاضرين كانوا موجهين نظراتهم ناحيتها وبيتأملوا صوتها وجمالها.
طارق وداليا وصلوا الحفلة، وقبل ما يدخلوا، طارق وقف لإنه سمع صوت حبيبة قلبه جوهرة، بس استغرب لأنه ما كانش يعرف إن جوهرة هتغني في الحفلة دي، بس إضطر يدخل علشان ما يبينش لمراته اي حاجه، وداليا كانت مستغله الفرصه علشان تكيد جوهره، بس ما تعرفش إن هي بتحاول تكيد إللي ما بتتكادش.
داليا، وطارق دخلوا الحفله، وجوهره كانت بتتكلم، بس ما كانتش ملاحظه إنهم موجودين معاها في نفس الحفله.
داليا دخلت وهي ساندة على كتف طارق بطريقة مايعة، وطارق كان متعصب ومش عارف يعمل إيه في الموقف اللي هو فيه.
جوهرة كانت بتتكلم بفرحة ومبسوطة، بس أول ما شافت طارق وداليا بدأت تتوتر، ونبرتها اتغيرت والكل لاحظ.
طارق قعد هو ومراته على ترابيزة من الترابيزات اللي كانت موجودة في الحفلة، وجوهرة مش عارفة تشيل عينيها من عليهم وغيرانة من حركة كيد النسوان اللي داليا عملتها.
جوهرة كانت هتتوتر أكتر بس قررت إنها ترد على داليا بس بطريقتها، وتخليها تتغاظ، وتشد في شعرها.
جوهرة بعد ما خلصت الكلام الحيوي اللي كانت بتقوله، شاورت للموسيقار علشان يعزف ألحان هادية، وبعد كده بصّت بتحدي لطارق وداليا وبدأت تتكلم عن طارق بكلام غير مباشر.
جوهرة وهي بتتكلم كانت بتبص في عيون طارق بكل حب، وبعد كده راحت وقفت على الترابيزة بتاعته وبدأت تتكلم وهي قاعدة جنبه وبتبص في عينيه بقوة.
صادق ومروة كانوا واقفين بعيد ولاحظوا اللي جوهرة بتعمله، ومروة كانت مبسوطة إن صاحبتها بتغيظ ضرتها.
صادق بضجر: هي إيه اللي وداها عند ترابيزة طارق أصلًا؟
مروة بابتسامة: يا أخي سيب البنت بتمسي على الراجل، إنت زعلان ليه؟
صادق: ما لقيتش يعني غير الترابيزة دي؟
جوهرة بعد ما خلصت الكلام، كل اللي في الحفلة سقفوا لها وكانوا مبهورين بصوتها، بس ما حدش كان عارف إنها كانت بتتكلم بالصوت والإحساس ده علشان طارق.
بعد شوية الحفلة خلصت، طارق راح هو ومراته، وداليا أول ما دخلت بدأت تصرخ وتصيح: إنت إزاي تحرجني قدام الناس اللي في الحفلة كده؟
طارق ببرود: لا معلش، أنا عملتلك إيه؟
داليا: إنت عارف كويس إن البنت دي كانت بتغيظني، وسابت كل المعازيم اللي في الحفلة، وراحت وقفت على الترابيزة بتاعتنا.
طارق بضحكة ساخرة: مش بقولك إنتي مجنونة! يا ماما جوهرة دي فنانة معروفة، وعادي جت على الترابيزة بتاعتنا تغني، إيه المشكلة؟ وبعدين عايزاني أعمل إيه؟ أقوم يعني وسط الحفلة وأقول لها إنتِ ليه بتتكلمي على الترابيزة بتاعتنا وأضربها بالقلم؟!
داليا: هو ده اللي أنا باخده منك، تريقة وخلاص.
طارق: يا حبيبتي إنت بتعشقي النكد، وأصلا الحفلة دي أنا رايحها علشانك، إنت فاكرة؟
قلتلك نروح مطعم ونتعشى في أي حتة وإنتِ اللي أصريتي تروحي.
طارق بص لداليا بقرف وسابها ومشي ونزل على بيت جوهرة.
طارق أول ما دخل الفيلا: جوهرة، جوهرة، إنتِ فين؟
جوهرة نزلت وهي بتدلع وراحت وقفت قدام طارق: إيه يا حبيبي؟
طارق: ينفع قلة الأدب اللي عملتيها في الحفلة دي؟
جوهرة بدلع: كده يا حبيبي، ده أنا حتى سيطتك وكل الناس كانوا غيرانين منك.
طارق: يا أستاذة، إنت دلوقتي كاتبة مشهورة ومحترمة، يا ترى الناس هيقولوا إيه لما يشوفوكي بتدلعي على راجل غريب وهو قاعد جنب مراته؟
مريم بعصبية: ما هي الحربوقة دي كان لازم يتعمل معاها كده، إنت عايزني يعني أشوفها داخلة عمالة تبصلي بكيد وهي متشعلقة فيك وأسكت لها؟! اللي زي دي لازم تاخد على دماغها أول بأول.
طارق: طب خلاص اهدي، وبعدين إيه الحلاوة دي؟ كلامك كان تحفة.
مريم: بعد إيه بقى ما إنت جاي تدافع عن السنيورة.
طارق بابتسامة: إنت بتغيري يا روحي! وبعدين إنت عارفة كويس أوي إني ما بطيقش اللي اسمها داليا دي.
مريم: لا أنا زعلانة.
طارق وهو بيضحك: طب خلاص أقولك على حاجة؟ جهزي نفسك علشان نتجوز بُكْرة.
مريم بعد ما اتصدمت والفرحة كانت بتخرج من عينيها: بجد يا طارق؟
طارق بابتسامة رائعة: بجد يا حبيبتي.
يلا بقى، مش عايز العروسة الجميلة تبقى متضايقة من أي حاجة، وأي حاجة هي هتعوزها أنا هجيبها لها لحد عندها، وعلى فكرة، أنا كتبت الفيلا باسمك، يعني دي بقت رسمي الفيلا بتاعتك عشان لو اتخانقنا وإحنا متجوزين ما تقوليليش أنا مش هقعد في بيتك.
مريم: أنا ما اقدرش اتخانق معاك يا روحي، وشكرًا بجد على الفيلا.
طارق: لا يا حبيبتي، ما تشكرنيش، دي هدية جوازك.
وفعلًا، تاني يوم، طارق جاب المأذون الفيلا، وقعد هو وصادق ومروة، وعملوا كتب الكتاب، وطارق ومريم كانوا فرحانين جدًا، وصادق كان فخور بمريم كإنها بنته.
في صباح اليوم التالي…
طارق صحي قبل مريم، وبدأ يتأمل فيها وهي نايمة، وكان مبسوط أوي اليوم ده، وقايم من النوم مرتاح.
مريم فتحت عينيها ببراءة، وطارق كان مذهول من جمالها وحلاوتها.
طارق بنبرة حنينة: يا صباح الجمال على ملكة الجمال، صباح الفل يا روحي.
مريم بابتسامة رائعة: صباح الخير يا طارق.
طارق بابتسامة: أنا أول مرة أعرف إن اسمي حلو أوي كده.
مريم: وأنا أول مرة أنام ومروة مش جنبي.
طارق بسخرية: طب ما تجيبيها تنام جنبنا في النص كده؟
مريم ضحكت، وطارق ابتسم لها وقال: أيوه كده، اضحكي يا روح قلبي، أنا مش عايز حاجة من الدنيا غير سعادتك.
وبعد كده مسك إيديها وبصّ لها بحب وقال: أنا عايزك بقى تقومي تلبسي علشان أنا مجهز لك شهر عسل هتحلفي بيه.
مريم بفرحة: بجد يا طارق؟ يعني أنا هبقى زي العرايس اللي بشوفهم في الأفلام؟!
طارق: يا روحي، ده إنتِ أحلى من العرايس اللي في الأفلام.
وفعلًا، طارق خد مريم وركبوا العربية الفخمة بتاعتهم وراحوا المطار، وركبوا الطيارة الخاصة وطلعوا على فرنسا.
في فرنسا…
طارق ومريم أجروا أوضة في أوتيل فخم جدًا، وكانت مريم في غاية الانبساط، وطارق طلب منها إنها تلبس فستان الفرح، وهو بيلبس البدلة، ويعيدوا ليلة زفافهم مرة كمان.
مريم بعد ما خرجت من أوضتها بفستان الفرح: ها إيه رأيك؟
طارق وهو مذهول بجمالها: والله ما شفت أحلى من كده في الدنيا.
مريم بعد ما راحت حضنته: أنا مبسوطة.
طارق: وأنا أسعد إنسان في الدنيا.
بس للأسف، لحظتهم الرومانسية اتقطعت برسالة من نهال، وطارق مسك تليفونه وفتح الريكورد اللي نهال كانت بعتاه.
نهال: إيه يا طارق؟ حبيت أبلغك إن جوهرة مراتك سربت خبر جوازكم وبقيتوا ترند على السوشيال ميديا.
طارق أول ما سمع الريكورد ده ما قدرش يتمالك أعصابه وضرب جوهرة ضربة قوية على وشها.
طارق وهو ماسك جوهرة من شعرها: إنت خليتي بالاتفاق اللي بينا وسربتي خبر جوازنا ليه؟
مريم بعد ما شدت إيده: إنت اتجننت ولا إيه؟ والله إيدك اللي اتمدت عليا دي لحزنك عليها.
طارق بعد ما بصّ لها بقرف: والله العيب مش عليكي، فعلا العيب عليا أنا اللي غلطان إني نزلت مستوايا للمستوى المقرف ده.
مريم بذهول: المقرف!!
طارق بعصبية: أيوه، واحدة تربية ملاجئ زيك هستنى منها إيه يعني؟
مريم: تربية ملاجئ!! أيوه كده، اظهر وبان على حقيقتك مع أول مشكلة عايرتني بالماضي بتاعي، بس إنت لو عندك كرامة بقى طلقني دلوقتي حالًا يا طارق.
طارق ببرود: إنتِ طالق.
مريم إتصدمت من رد فعل طارق وما كانتش متوقعة نهائي إنه يتخلى عنها بالسُهولة دي.
طارق ومريم رجعوا على مصر، وطول الطريق ما حدش فيهم بصّ على التاني.
في إحدى القهاوي في المناطق الشعبية…
سيد البدوي كان قاعد مع واحد صاحبه، وصاحبه كان بيقرأ ليه الخبر إللي نزل على السوشيال ميديا.
صابر وهو بيقرأ الخبر: وقد أكدت بعض المصادر جواز الكاتبة جوهرة من رجل الأعمال طارق نصار.
سيد باستغراب: طب معلش يا صابر خشلي كده على أي موقع تاني وشوف لي مين طارق نصار ده؟
صابر بعصبية: ما كانتش كوباية شاي يا عم سيد اللي عزمتني عليها وهتخلصني بيها الباقة!
سيد: معلش يا أخويا هخليهم ينزلوا لك حجرين معسل بس عرفني مين طارق نصار ده؟
صابر: يا عم وأنا مش محتاج أخش أي حتة علشان أعرف مين طارق نصار، طارق نصار ده أشهر من النار على العلم، ده أكبر رجل أعمال في مصر، هو في حد ما يعرفوش؟
سيد: أنا ما أعرفوش.
صابر: هو أي رجل أعمال كده تلاقي الكاتبة والممثلة من دول يلفوا حواليه علشان يوقعوه، وبعد كده تخطف منه كم مليون، وتهبأ، وتخش على إللي بعده.
سيد وهو سرحان: لا، أنا لازم أعرف مين طارق نصار ده، ده بقى أبو نسب.
في فيلا جوهرة…
صادق ماسك التليفون ومش ملاحق على الأرقام والقنوات اللي بيرنوا عليه وبيسألوه عن صحة الخبر.
صادق بعد ما قفل التليفون وهو بيتكلم مع مروة: أنا تعبت من مريم، قافلة التليفون وسايباني أنا مسحول هنا مع القنوات، ومش عارف أرد على الناس أقول إيه.
مروة: أنا حاسة إن الموضوع فيه إنه، لأني ما أظنش إن طارق نصار هيوافق بالسُهولة دي إنه يعلن خبر الجواز، وكمان لو كان الكلام ده حصل أظن مريم كانت هتقولنا.
صادق: فعلًا عندك حق، الموضوع غريب شوية، بس يا ريت الزبالة دي تخلص وتفتح التليفون بدل ما هي سايباني كده على أعصابي، تلاقيها أصلًا هي وطارق دلوقتي بينبسطوا ومش شاغلين بالهم بحد، وإحنا نولع هنا.
وفجأة باب الفيلا فتح ومريم دخلت، وصادق، ومروة اتصدموا.
مريم بعد ما دخلت وهي ظاهر عليها ملامح الحزن: أنا مش عايزة حد يتكلم معايا.
صادق بعد ما راح قعد جنبها هو ومروة: في إيه يا بنتي بس؟ فهميني! ومالك زعلانة كده ليه؟
مروة: قافلة تليفونك وسايبانا نقلق عليكي، وبعدين مش إنتو كنتم مسافرين إنتِ وطارق؟ إيه اللي رجعكم؟
مريم بنبرة حزينة وباردة: طارق طلقني، ورجعنا من السفر النهاردة.
صادق بصدمة: طب اهدي كده وفهميني إيه اللي حصل؟
مريم بنبرة حزينة وبكاء: كنا قاعدين عادي ومبسوطين جدًا وفجأة نهال الحرباية رنت عليه وقالت له إن خبر جوازنا انتشر، وهو فكر إني أنا اللي نشرت الخبر، فضل يهزأني وضربني وقال لي إني تربية ملاجئ، طب ليه من الأول اتجوزني طالما أنا تربية ملاجئ؟ هو عادي مشاعر الناس كده لعبة؟!
مروة: طب إنتِ ليه يا بنتي ما فهمتهوش إن إنتِ ما نشرتيش أخبار؟
مريم بنبرة حزينة: ما لحقتش، هو أول ما سمع الخبر نزل على دماغي بالقلم، وبعد كده بدأت تعيط وقالت: أنا أول مرة في حياتي أتهان وأتبهدل بالطريقة دي، وأول مرة أحس إني متكتفة ومش عارفة آخد حقي.
صادق: إهدي بس يا مريم، وإن شاء الله نلاقي حل.
مريم بعصبية: لا، حل إيه، أقسم بالله ما هرجعله.
صادق: يا بنتي، أنا كده كده لازم أعرفه إنك ما لكيش ذنب في اللي حصل، سواء عايزة ترجعي له أو لا.
مروة خدت مريم وطلعت بيها أوضتها علشان ترتاح، وصادق اتجه ناحية الشركة علشان يتكلم مع طارق.
في الشركة…
طارق كان واقف مع المساعد بتاعه تامر وبيقوله: نزل تكذيب على لسان طارق نصار على كل المنصات والمجلات والجرايد.
نهال دخلت عليهم وهما بيتكلموا وقالت: صادق واقف برة عايز يقابلك يا أستاذ طارق.
طارق بضحكة كانت سخرية: دخليه، خليه نشوف هيقول إيه وتعالي معاه.
صادق بعد ما دخل: اللي حصل لمريم ده ما ينفعش يحصل وأنا موجود في حياتها.
طارق بنبرة حادة: وإنت مالك، راجل ومراته، بتحشر مناخيرك ليه؟ إنت يا حبيبي مجرد مدير أعمالها.
صادق: مريم بنت جدعة ومحترمة ولا يمكن تعمل حاجة زي كده، وإنت ظلمتها، ولو شايف إني مجرد مدير أعمالها، فمدير أعمالها بيقولك إنها ما معهاش أي أكونت ولا أي حساب على السوشيال ميديا، وأنا اللي ماسك كل الأكونتات بتاعتها، يعني مريم مش هتعرف تتواصل مع الصحافة ولا هتعرف تتواصل مع أي حد من السوشيال ميديا.
في اللحظة دي طارق أدرك فعلًا إن مريم ما تعملش كده، بس الشيطان كان عاميه.
طارق: طب يعني الخبر نزل لوحده؟
صادق: لا، الخبر ما نزلش لوحده، بس إنت ما شكتش في حد من اللي عندك؟ واللي عندك عارفين الموضوع مش كتير يعني، راجع حساباتك يا أستاذ طارق عشان مريم بنت جدعة، وأنا جاي أدافع عنها علشان هي بنت طيبة ومشفتش منها غير كل خير.
وعلى فكرة، ما أظنش إن مريم هتفضح نفسها، لأنها أول واحدة كانت كارهة الجواز في السر، وإنت عارف كويس إن جوهره عندها عزة نفس ومش هتقبل على نفسها حاجة زي كده.
طارق حس بالإحراج وقال: لا مؤاخذة يا صادق، معلش الكلام خدنا ونسيت أقولك تشرب إيه؟
وأثناء ما كان بيتكلم هو وصادق، تليفون نهال كان عمال يرن، وطارق بصّ بعينه على المتصل ولقى إنه مدير أعمال السوشيال ميديا الخاص بالشركة.
صادق استأذن ومشي، وطارق بصّ لنهال بشك: تفتكري يا نهال الخبر اتسرب إزاي وهي مريم ما عندهاش أي صلة بالصحافة؟
نهال: عادي، ممكن تكون سربت الخبر من خلال أي حد تاني، وبعدين أنا عايزة أفهم ليه صادق محموء أوي كده على مريم، رغم إني سمعت إنه راجل عملي وما بيحبش أي حاجة غير الشغل.
طارق بسخرية: عندك حق، بس تعرفي إن صادق لفت نظري لحاجة مهمة جدًا، قال لي إن القريبين اللي حواليّا ويعرفوا عن موضوعي أنا ومريم مش كتير.
تقريبًا كده ما حدش غيرك يعرف إني متجوز مريم، بس طبعًا لا سمح الله، أنا مش بشك فيكي، بس تعالي نفكر سوا كده أنا وإنتِ ونشوف مين ممكن يكون سرب الخبر؟ ممكن تكون مروة صاحبة جوهرة واللي اتربت معاها من صغرها وأكتر واحدة بتتمنالها الخير؟
طارق بسخرية بعد ما بص لنهال: “طب تعرفي، صادق لفت نظري لحاجة مهمة جدًا، قال لي إن مافيش ناس قريبة مني تعرف الموضوع ده تقريبًا غيرك يا نهال اللي تعرف إن أنا متجوز مريم.
وأنا مش بشك فيكي طبعًا، لا سمح الله، بس عايزك تفكري معايا، تفتكري مين اللي ممكن يكون سرب الخبر؟ ممكن تكون مروه، صاحبة مريم وأختها اللي بتحبها جدًا؟
ولا تكون مريم نفسها اللي ما غابتش عن عيني لحظة وما مسكتش التليفون خالص؟
ولا يكون صادق هلال اللي غامر باسمه وتاريخه علشان يشتغل مع جوهرة؟ أصل صادق ده عمره ما إشتغل مع شباب صغير طول عمره بيشتغل مع كتاب كبار.”
نهال بتوتر: “وإنت شاغل نفسك ليه مين اللي نشر الخبر، ما الخبر نزل خلاص يا طارق.”
طارق بإبتسامة ساخرة: “عندك حق، بس ممكن تقولي لي يعني هو مجدي بتاع السوشيال ميديا كان بيتصل عليك ليه دلوقتي كذا مرة؟”
نهال بتوتر: “أكيد كان هيسألني على حاجة في الشغل.”
طارق بسخرية: “طبعًا هيسألك على حاجة في الشغل، أمال هيسألك على إيه؟ طب أنا كنت سامع إنه بعتلك رسالة صوتية، ما تيجي نسمعها سوا؟”
نهال: “لا عادي، لما أبقى فاضية هقعد أسمعها لوحدي.”
طارق بنبرة حادة: “لا، هسمعها أنا وإنتِ دلوقتي.”
نهال بتوتر: “في إيه يا طارق؟”
طارق بجدية: “افتحي التليفون.”
نهال فتحت التليفون وهي متوترة وبتترعش، وطارق مسك التليفون منها وفتح التسجيل الصوتي.
مجدي: “بقول لك إيه يا أستاذة نهال، لو عليتي المبلغ شوية، صورة طارق وجوهرة هتبقى عندك في أسرع وقت، أصل 20 باكو على الموضوع ده قليلة جدًا.”
طارق ضحك ورمى التليفون على الأرض وقال: “طبعًا أنا عاذرك دلوقتي، وعارف إنك مش عارفة تردي عليه بسبب إنك متوترة علشان اتكشفتِ، بس أنا ممكن أساعدك تقولي له إيه؟ قولي له أنا بخون طارق نصار اللي واقف جنبي طول العمر، وساعدني، وبيثق فيا في كل حاجة، حتى على أهل بيته.”
طارق بنبرة غاضبة: “قولي لي يا نهال، أنا عملتلك إيه علشان كل الغل والحقد ده؟”
نهال ببكاء ونبرة قوية: “ما عملتش إيه؟! حياتي كلها سواد بسببك! سبتني من 16 سنة في مصيبة واتخليت عني.
خلفت بنت ورميتها، وأنا اللي طافحه الدم علشانها، أنا مش عارفة أعيش حياتي بسببك، وأنا بحبك من قلبي، وإنت حتى مش شايفني!
في بيت كاميليا، كانت بتتكلم مع جوزها وهي بتصرخ: “مش قلت لك البنت دي مش سهلة؟ عرفت إزاي توقع طارق نصار؟!”
منير: “يا حبيبتي، طارق ده راجل بتاع نسوان من زمان، بس البنت تستاهل الصراحة.”
كاميليا: “تستاهل الضرب!”
منير بتوتر: “أيوة، تستاهل الضرب، طبعًا!”
وفي اللحظة دي، دخل عليهم مدير أعمال كاميليا، أشرف، ومعاه مساعدتها نانسي.
أشرف بفرحة: “يا فنانة، طارق نصار نزل تكذيب لخبر جوازه من جوهرة على كل الجرايد والمجلات.”
نانسي: وانا جايبالك تاريخ البنت دي من وهي صغيره والهيستوري كله اكشن، سجن بقى، على ملاجئ، على أعمال غير شرعيه.
كاميليا بابتسامة شريرة: “برافو عليكوا! كلموا المذيعين حبايبنا.
في بيت داليا…
داليا كانت بتتصل بجوزها بعصبية، وأمها بتحاول تهديها.
سالي: “يا بنتي، إهدى، ما نعرفش إذا الموضوع حقيقي ولا لأ.”
داليا بعصبية: “يا ماما، قلت لك البنت دي مش سهلة!وهتطول مع طارق شويه.
سالي: “من كلامك عليها وكلام نهال عنها، أظن البنت دي فعلاً مش سهلة، وكمان حاسة إنها داخلة حياة نصار علشان تخلف منه وتورثه.”
داليا: “اللي معصبني إني رنيت عليه حوالي 500 مرة وهو مش راضي يرد. عايزة أفهم إيه اللي بيحصل.”
في بيت مريم…
مريم كانت قاعدة ماسكة التليفون، وعمالة تشوف الأخبار والجرايد اللي بتتكلم عن خبر تكذيب طارق نصار عن جوازه من جوهرة.
مريم وهي بتكلم مروه: “ما سابش مجلة أو جريدة غير لما كذب فيها عن خبر جوازنا للدرجة دي مستعر مني؟”
مروه: “يا حبيبتي، إنتِ تشرفي بلد والله، بس الراجل كان متفق معاكِ من الأول إن الجواز هيبقى في السر بسبب ظروفه.”
جوهره: “لو ما كانش بيحب مراته، أو عايز يطلقها، كان عمل كده بعيد عني، ما كانش ينفع أقبل على نفسي من الأول إني أتجوز في السر، وأهين نفسي بالطريقة دي.”
مروه: “والله أنا شايفة إن الراجل ده بيحبك، ومن ساعة ما شافك من أول لحظة، وهو واقف معاكي وبيساعدك.”
جوهره: “هو علشان بيساعدني وواقف جنبي يهنيني براحته!! لأ، وبيقولي إن تربية ملاجئ للدرجة دي كان شايفني رخيصة!”
في اللحظة دي، طارق دخل من باب الفيلا وقال: “أنا عمري ما شفتك رخيصة يا جوهرة.”
مروه اتحرجت وسابت طارق ومريم علشان يتصافوا، وطارق راح يقعد مكانها.
جوهره ما رضيتش تبص في عيون طارق، وطلعت الأوضة بتاعتها، وطارق طلع وراها.
طارق بنبرة حزينة وهو بيعيط: “أرجوكي سامحيني، أنا عارف إنّي غلطت في حقك، وغلطت غلط كبير كمان، بس والله كان عندي ضغط شغل كبير وما كنتش مركز كويس.
صدقيني يا جوهره، أنا عمري ما حبيت في حياتي قدك، وإنتِ عارفة كده كويس، وأنا دلوقتي بطلب منك السماح، وأنا عمري ما طلبت السماح من حد.”
مريم ما بصيتش برده في عيون طارق، وفضل على وشها ملامح الجحود وعدم الرضا.
طارق فضل يعيط جنب مريم، ومن كتر التعب نام وهو قاعد جنبها.
مريم بصت عليه، وكان هيصعب عليها بس شافت تليفونه بيرن، ولما بصت لقت مراته داليا هي اللي بترن.
داليا بعد ما مريم فتحت عليها: “إنتِ ما بترديش عليا ليه يا طارق من الصبح بكلمك، وإيه الحاجات اللي عمالة تنزل على السوشيال ميديا دي؟”
مريم بنبرة قوية: “لا يا حبيبتي، أنا مش طارق، أنا مراته جوهرة، جوزك نايم جنبي، أصحيهولك ولا إيه؟”
في اللحظة دي، داليا اتصدمت وما قدرتش تكمل المكالمة وقعدت تعيط.
مريم بعد ما قفلت الخط، خبطت على طارق بعنف وقالت: “طارق، إصحى.”
طارق بعد ما صحي مخضوض: “إيه يا جوهرة، في إيه؟”
مريم بنبرة حادة: “مرتك رنت، وأنا رديت عليها.”
طارق بصدمه: “وقلتلها إيه؟”
مريم: “لا يا حبيبي، إنت تروح تسألها في البيت بقى.”
وبعد ما قالت الجملة دي، طلعت من جيبها ورقتين.
مريم وهي بتشير على الورقة الأولى: “الورقة دي فيها حق الفيلا اللي إنت جبتها لي، واللي إنت واقف فيها دلوقتي، والورقة الثانية فيها حق كل مليم صرفته عليا من ساعة ما عرفتني، اطلع بره دلوقتي حالًا يا طارق.”
طارق بصدمه: “إنتِ بتقولي إيه؟”
مريم بنبرة حادة بعد ما حطت الورقتين في إيده: “أخرج بره يا طارق.”
طارق كان مصدوم وفي نفس الوقت مش عارف يرد على مريم، وخرج من الفيلا وهو مكسور الخاطر، ومريم كانت بتبصله بكل جبروت وثقة.
طارق خرج من الفيلا واتجه على بيته، وكان شايل هم الصياح اللي هيسمعه من داليا.
أول ما دخل البيت، آدم جري عليه وحضنه، وقال: “بابا، ماما وتيتا بيقولوا إنك اتجوزت، الكلام ده صح؟”
طارق بصدمه: “لا يا حبيبي، مش صح، تلاقيهم بيهزروا معاك، وبعدين إنتَ إيه اللي مصحيك لحد دلوقتي؟ اطلع نام يلا.”
آدم طلع، وطارق بص على سالي وداليا، وقال: “إنتوا إزاي تقولوا للولد حاجة زي كده؟ ما تعرفوش إن الحاجات دي ممكن تأثر على نفسيته؟”
داليا بصراخ: “عشان ده اللي حصل يا أستاذ.”
طارق: “مين قال كده؟ أنا نزلت خبر تكذيب في كل الجرائد والمجلات.”
داليا بصراخ: “ده اللي إنت نزلته في الجرائد والمجلات، لكن اللي الناس ما تعرفوش إن السنيورة بتاعتك ردت عليا وأنا برن عليك، وقالتلي إنك نايم جنبها.”
طارق بتصنع: “حصل إمتى ده؟ وبعدين الصراحة، أنا رحت لها آه، بس علشان انهي علاقتي معاها، وأكيد هي ردت عليك لما أنا دخلت الحمام.”
داليا ببكاء شديد: “طبعًا عندك رد لأي حاجة، ما إنت بجح. طلقني يا طارق.”
طارق: “والله نفسي بس لما يجي الوقت المناسب.”
في بيت مريم…
مريم كانت قاعدة في أوضتها، وصادق ومروه خبطوا عليها.
صادق بعد ما دخل: “ينفع كده الفنانة عاملاها في نفسها؟ ده أنا طول عمري بقول عليكي بنت قوية وما فيش أي حاجة تهزك.”
مروه: “يا حبيبتي، أنا ما ينفعش أشوفك كده واسكت، إنت ما بتاكليش ولا بتشربي.”
مريم: “يا صادق، إنت يوم ما شفتني قلت لي ما ينفعش إن مشاكلي الشخصية تأثر على حياتي المهنية، وكمان قلت لي إن لو اتأثرت هقع ومستقبلي هيضيع، وأنا قررت من دلوقتي إنّي مش هقف تاني، وإنّي هبقى عاملة زي القطر بيدوس كل حاجة تقف في طريقه.”
صادق: “وأنا من يوم ما شفتك، وأنا عارف إنك قوية، وعارف إنك هتوصلّي مهما حصل، وما فيش حاجة هتقف في طريقك.”
مريم بابتسامة: “جهز لي نفسك علشان اللي جاي ضرب نار، واللي فات كان تسخين.”
صادق: “أيوة بقى يا فنانة، دلعيني. المهم، في كام مذيع كلموني وعايزين يعملوا معاكِ لقاءات بمبالغ حلوة، وأنا اللي رفضت علشان إنت مودك كان وحش.”
مريم: “كلمهم يا صادق، وقول لهم إني جاهزة.”
في عربية طارق…
طارق كان قاعد جنب نهال، وكان شايل الهم، وباين عليه الحزن.
طارق بنبرة حزينة: “أنا حاسس إني اتسرعت أوي يا نهال، ما كانش ينفع أطلقها خصوصًا بعد ما عرفت إني ظلمتها وإنها مش هي اللي سربت الخبر.”
نهال: “مالك متأثر أوي كده ليه يا طارق، أنا أول مرة أشوفك كده؟ يا سيدي روح سافر لك شهرين، وإنت تنساها.”
طارق: “مش هنساها يا نهال، ومش عايز أنساها، أنا عمري ما حبيت زيها قبل كده، وعمرى ما حسيت بطعم الحب غير وأنا معاها.”
نهال بشماتة: “ياه يا طارق، تعرف إن أنا مستنية بقى لي سنين علشان أشوفك كده مقهور ومذلول، علشان تحس بس باللي إنت عملته فيّ، وتعرف قد إيه إنت غلطان، ولعل وعسى تعترف بغلطك وتروح تعترف ببنتك مايا.”
طارق بعصبية: “كتك القرف، أنا غلطان إني بحكيلك وجاي مستنيكي تطبطبي عليا، بس هقول إيه؟ ديل نهال عمره ما يتعدل.”
في بيت كاميليا.
كاميليا كانت قاعدة مع مذيع مشهور جدًا وبتحكي له عن ماضي جوهرة.
كاميليا: “طبعًا أنا جبتك إنت مخصوص يا ناصر، علشان عارفة إنك بتعرف تطلع الحاجة صح للناس، وكمان بتطلع الحاجة ترند، وأنا بقى جايبلك ملفات تطلع البرنامج بتاعك لسابع سما.”
ناصر: “ما تقلقيش خالص يا فنانة، أنا عايز بس أعرف إنت عايزة الناس تعرف حقيقتها بس، ولا عايزاها تقعد في البيت.”
كاميليا بضحكة خبيثة: “الاتنين.”
في محطة التلفزيون….
صادق وهو ماشي مع مريم: “بصي يا حبيبتي، البرنامج ده اسمه ملف مفتوح، يعني ممكن يكون جايب لك حاجة تصدمك، ومش عايزة الناس تعرفها، وكمان المذيع ده اسمه ناصر، والمذيع ده مقرف جدًا وبجح، وممثلين مشهورين كتير لما مشوا من عنده الناس كرهتهم، فخلي بالك من كلامك معاه، ولو اتزنقت في أي كلمة، اطلبِ إنك تطلعي فاصل، وأنا هعرف أتصرف كويس.”
مريم بابتسامة لطيفة وهي بتطبطب على صادق: “ما تقلقش عليا خالص يا حبيبي، أنا هعرف أتصرف.”
صادق ابتسم، وساب مريم، ومريم قاعدة في الاستوديو علشان تبدأ الحلقة.
الحلقة بدأت، وناصر قعد مع مريم وبدأ يسألها، وكاميليا وداليا وكل أعداء مريم كانوا قاعدين في بيوتهم مترقبين سقوط مريم، ومتابعين الحلقة من أولها.
ناصر: “أهلا وسهلا بيكي يا فنانة، عاملة إيه؟ شرفتينا في البرنامج بتاعنا.”
مريم: “الحمد لله يا أستاذ ناصر، الشرف ليا.”
ناصر: “طبعًا حضرتك عارفة فكرة البرنامج بتاعنا، أنا هسالك كم سؤال الجمهور ما يعرفوش عنك، وحضرتك هتجاوبينا على الأسئلة دي علشان الجمهور يعرف أكتر.”
مريم بثقة: “اتفضل يا أستاذ ناصر.”
ناصر بضحكة خبيثة: “إسمك مريم سيد البدوي، ده اسم حضرتك الحقيقي، واسم الأم إكرام عبد الحي، تم سجنها وخرجت من سنتين، وحضرتك ما تعرفيش مكان إقامتها دلوقتي.”
في اللحظة دي، أم مريم كانت بتتفرج على التلفزيون بالصدفة، ولما سمعت الاسم ما قدرتش تتمالك نفسها من العياط، وراحت وقفت قدام التلفزيون، ودموع السعادة عمالة تنزل من عينيها.
كل المتفرجين كانوا مذهولين جدًا من جرأة مريم وقدرتها على الرد والخروج من المواقف المحرجة، وفي نفس الوقت كان كل أعداء مريم متضايقين جدًا بسبب إن مريم ما بتقعش.
مريم وهي بتجاوب بكل ثقة: “أه، فعلاً أمي كانت مسجونة، بس دي مش الحكاية كلها يا أستاذ ناصر،أظن الناس ما تعرفش إني اتربيت في ملجأ الرحمة والنور، ولولا ربنا ثم لولا الملجأ ده كان زماني مرمية في الشارع.
وقعدت في الملجأ ده فوق السن القانوني خمس سنين، وخرجت لما حسيت إني خلاص هقدر أشق طريقي بنفسي، وفعلًا، بفضل الله، قدرت أحقق نجاح في فترة قصيرة جدًا، وتعبت أوي علشان أوصل للي أنا فيه دلوقتي.
عايز تعرف أنا تعبت قد إيه؟ هقولك، أنا تعبت لدرجة إنكم دافعينلي 200 ألف دولار علشان أجي البرنامج بتاعكم.
يعني البنت اللي اتربت في ملجأ بتاخد النهارده 200 ألف دولار، وكمان جيبتوني بالمُحايلة، يعني أنا كده يتقالي برافو.
وكمان أنا واثقة من نفسي الحمد لله، وعارفة إن الجمهور بتاعي مش هيزعل مني بسبب حاجة زي كده، لإن الناس المفروض تحاسبني على غلط أنا عملته، مش غلط أنا ما ليش ذنب فيه.
لإن يا أستاذ ناصر، ما حدش بيختار المكان أو المستوى اللي هيتولد فيه، يعني حضرتك كده، يا أستاذ ناصر، آسفة يعني في اللفظ، لو إتولدت ولقيت نفسك لقيط، أظن إنك مش هتستنى الناس تعاتبك على حاجة زي كده، علشان كده أنا مش متضايقة أبدًا، ولا مكسوفة إنّي اتربيت في ملجأ.”
كل المتفرجين كانوا بيضحكوا على ناصر ومبسوطين جدًا من جرأة مريم، وصادق ومروه كانوا فخورين جدًا بيها، أما بالنسبة لكاميليا وباقي أعداء جوهرة، كانوا متضايقين جدًا وحاسين إن خطتهم فشلت.
جوهره وهي بتبص لناصر بكل ثقة: “كمل يا أستاذ ناصر، السؤال اللي بعده.”
ناصر وهو محرج: “الحاجة اللي بعد كده رقم تليفون حد إنت ما تعرفيهوش، تحبي نتصل عليه من غير ما تعرفي هو مين؟
مريم بكل ثقة: الو.
سيد: إزايك يا فنانة، عاملة إيه يا قلب أبوكي؟
ناصر بضحكة خبيثة: سيد البدوي أبوكي صح؟ وبيشتغل دلوقتي ساعي في بنك.
مريم بسخرية: “ده دلوقتي بيشتغل في بنك، لكن بقى اللي ما حدش يعرفه هو زمان كان شغال إيه، فدي حاجة أنا مش هينفع أقولها خالص، مش بسبب إني محرجة منه، لأ، بسبب الرقابة، حاجة كده يا أستاذ ناصر ما ينفعش أقولها على الهواء، ولا تحب إنت تقول لهم، يا بابا؟”
سيد إتكسف وما قدرش يكمل المكالمة وقفل الخط.
مريم بثقة: بابا شكله قفل الخط، اتحرج يا عيني، السؤال اللي بعده يا أستاذ ناصر.
ناصر: “خبر جوازك من الأستاذ طارق نصار حقيقي ولا لأ؟ وطارق نصار كان مكذب الخبر.
مريم: كمل السؤال يا أستاذ ناصر.
ناصر باستغراب: أنا خلصت.
مريم: السؤال ولا الحلقة؟
ناصر باستغراب: لا، خلصت السؤال.
مريم: “ده مش سؤال يا أستاذ ناصر، إنت سألت وجاوبت على نفسك، وقلت إن طارق كذب الخبر، يعني معنى كده إنه ما كانش في جواز أصلاً.
أنا لما أتجوز يا أستاذ ناصر، هعمل فرح كبير أوي، وهبقى أعزمك واخليك تمسك الشمعة.”
بعد كده، بصت لناصر بسخرية وقالت: “السؤال اللي بعده يا ناصر.”
ناصر: “ماشي يا أستاذة جوهرة، نقدر نطلع فاصل ونكمل بعد كده.”
مريم بسخرية: “بس كده يا أستاذ ناصر؟ الحلقة مش هتكمل 10 دقائق، والإنتاج كان متفق معايا على نص ساعة، معقولة هاخد 200 ألف دولار على 10 دقائق؟! ده أنا كده بقى أكلم مدير أعمالي يخفف المبلغ عليكم شوية، اطلع فاصل يا أستاذ ناصر.
صادق ومروه كانوا مبسوطين جدًا باللي مريم عملته وفخورين بيها، وبعد شوية الحلقة
خلصت، وصادق راح مسك مريم من إيديها وهو مبسوط، وركبها العربية، ومشيوا.
في العربية….
صادق بفرحة: “مبسوط بيكي أوي، وعايز القوة اللي الناس شافتها فيك النهاردة تفضل موجودة.
مريم بحزن: القوة دي من بره بس يا صادق، لكن أنا تعبانه أوي.
صادق وهو بيحاول يواسيها: النجاح مش سهل يا جوهرة، وعلى فكرة أنا متأكد إن كاميليا هي اللي ادت المعلومات دي لناصر، بس عادي ولا يشغلنا لأننا هنرد عليها بطريقتنا وبنجاحنا.
في فيلا مريم….
مريم كانت قاعده مع صادق وبيتفقوا على ميعاد المعارض، وفجأة الباب خبط، وواحد غريب الأطوار دخل.
مريم باستغراب: مين ده يا صادق؟
صادق: ده كاتب كان بقاله فترة عايز يقابلك علشان يعرض عليكي كتاباته، ولما الأمن ما رضاش يدخله قطع شرايين إيده، وقال إنه لو ما قابلكيش المرة الجاية هيقطع راسه.
جوهره بخضة: وإنت إزاي تدخله يا صادق؟! إحنا ناقصين مجانين يتحدفوا علينا؟!
الملحن بعد مواقف قدام جوهره بص لها بانبهار، وبعد كده مسكها من إيديها وخدها في حضنه وأتصور معاها.
صادق بعد ما سحب جوهره من إيديها: في إيه يا عم، إنت بتعمل إيه؟!
يوسف : دي محبة يا حب.”
صادق بعصبية: “لا، احب من بعيد يا أخويا.
يوسف بعد ما بص حواليه: هو بتاع مين الفندق الجميل ده؟”
جوهره بتضجر: فندق!؟
صادق: قول ما شاء الله، ده بيت الفنانة.
يوسف: كل ده بيت!؟ بس عادي على فكرة.
جوهره: هو إيه ده إللي عادي؟
يوسف: البيت بتاعك عادي علشان لسه ما لعبش معاكي.
جوهره بعصبية: هو مين ده يالا اللي يلعب معايا؟
يوسف: “الحظ، الحظ لسه ما لعبش معاكي يا فنانة علشان لسه ما اشتغلتيش مع يوسف جبنه.
جوهره بقرف: يوسف جبنه!؟ وهو ده بقى اللي هيجيبلي الحظ!؟”
يوسف: أنا بفضل الله منتج ، وكمان بشتغل مدرب جودو في نادي التوفيقية.
صادق بضجر: طب عشان خاطري يا أخينا، انجز كده علشان دي ساعة عشاء والفنانة عايزة تنام.”
يوسف بثقة: أنا بفضل الله مجهز للفنانة حوالي 1000 رواية بودكاست، تحبوا تسمعوا أي واحدة؟
جوهره: “لا يا حبيبي، ما إحنا مش فاضيين نسمع 1000 رواية، نقي كده أحلى روايتين عندك وسمعهم لي.
يوسف: “طب عايزين حزين ولا سعيد ولا فرح حزن ولا شرخ؟
جوهره باستغراب: إيه شرخ دي؟
يوسف: شرخ يعني شرخ، إيه مش عارفة؟
جوهره بضجر: ماشي يا سيدي شرخ، خلصنا.
يوسف: “طب عايزة شرخ إيجابي ولا شرخ سلبي؟
جوهره بعصبية غير مسبوقة: يا أخي تعبتنا، ما تتزفت على عينك، قول أي حاجة.”
يوسف بتوتر: حاضر، بالراحة علينا يا فنانة. وقال الرواية.
مريم: زق زق.
يوسف: حلوة والله، حلوة.
مريم: طب ما كنت كتبتها، أنا جبنه.
يوسف: لا والله، بس أنا بنسى بسرعة.
وطلع ورقة من جيبه وإداها لصادق وقال: ده تنازل مني عن الرواية، وعندي طلب أخير.
مريم بضجر: إخلص، زهقتني.
صادق: تقولي إسمي في المعرض.
جوهره: يا سيدي، وعد مني هقول الرواية بتاعتك في أول المعرض، وهقول إسمك كمان، ينفع بقى تغور في داهية؟
في المعرض…..
جوهره كانت طالعة على للناس، بس صادق مسكها قبل ما تخش وقال: جوهره، عايزك تطلعي على جمهورك، إفردي ضهرك، واثقة من نفسك وبتتكلمي من فم المعدة.
جوهره بعد ما بصيت له بقرف: فم المعدة!؟ وبعدين، هو أنا أول مرة أطلع على جمهور؟
يوسف: أول مرة تطلعي على جمهورك بشغل جبنة! إنتِ دخلتى التاريخ يا فنانة، يلا روحي ارفعي راسي.
جوهره طلعت على للناس، والجمهور بدأ يهتف، وجوهره كانت بتبعتلهم قبلات هوائية، وبعد كده مسكت المايك وقالت: “دلوقتي احنا هنقول بودكاست بكلمات يوسف جبنة.”
يوسف ما قدرش يمسك نفسه وطلع على للناس وبدأ يتكلم هو وجوهره، والجمهور كان مولع الدنيا.
جوهره ويوسف خلصوا البودكاست والجمهور كان مبسوط جدا بيهم وعمال يتنطط، وفي غاية الحماسة.
تاني يوم الصبح…
جوهره خرجت من الفيلا بتاعتها وكانت عايزة تتمشى بالعربية لوحدها، وطلبت من السواقين والحراس إنهم ياخدوا إجازة.
عند بوابة الكمبوند اللي مريم عايشة فيها…
أم مريم لما عرفت إن بنتها هي جوهره المغنية قررت إنها لازم تروح لها في أسرع وقت وتعرفها إن هي أمها.
أم مريم عند البوابة: “يا إبني، دخلني، أنا لازم أشوف الفنانة في أسرع وقت.”
حارس البوابة: “يا أستاذة والله ما ينفع، ولو دخلتك أنا همشي من الشغل بسببك، إنتِ عايزة الفنانة في إيه؟”
أم مريم اتحرجت تقول إنها تبقى أم جوهره فاضطرت تكدب وقالت: ده أنا يا ابني كنت قايلا لها تساعدني في حسنة كده، وهي قالت لي تعليلي البيت.
حارس البوابة بعد ما شاف عربية جوهره داخلة عليهم: طب إجري يا أستاذة، الفنانة داخلة علينا، ارحميها بسرعة.”
من سوء حظ أم مريم إن مريم كانت لابسة سماعة ومش سامعة حد وبتجري بالعربية، وأم جوهره فضلت تجري وراها وللأسف ما سمعتهاش وكملت جري.
مريم ما كانتش مركزة، وبتسوق وهي سرحانة، وفجأة ظهرت عربية قدامها والاثنين عملوا حادثة.
مريم نزلت من العربية مخضوضة وكانت بتتأسف لصاحب العربية الثانية.
صاحب العربية نزل وكان شاب وسيم جداً في منتصف العمر وشكله كاريزما وهادي.
بدر وهو عمال يلطم: “منك لله، منك لله يا شيخه! إحنا قلنا تقعدوا في المطبخ ما سمعتوش الكلام؟ اعمل إيه أنا دلوقتي؟ صاحبة العربية عايزاها دلوقتي، وأنا قلت لها إني شطبتها لها.”
مريم بتأسف: معلش يا أستاذ، والله ما أقصد، شوف، إنت عايز تعويض إيه وأنا هديهولك.
بدر وهو بيبص عليها: “تعويض إيه؟ أنا الست عايزة العربية مني دلوقتي.” وبعد كده سكت واتصدم لما شاف إن اللي خبطت عربيته هي جوهره.
بدر بتعجب وفرحة: هو إنتِ صح.
جوهره: لا يا سيدي، مش أنا، وخلصني، وشوف عايز إيه علشان تمشي.”
بدر: لا والله، إنتِ.
جوهره: لا مش أنا، قلت لك.
بدر: على فكرة، عندك حق، الفنانة أحلى منك بكتير.
جوهره بعصبية: مين دى إللي أحلى مني؟ والله أنا جوهره.
بدر بابتسامة: ما أنا عارف، بس حبيت أنكشك علشان تعترفي.
جوهره: طيب، خلصني، عايز تعويض كام؟
بدر: حضن… قصدي صورة.
جوهره بضجر: خلصني.
بدر: “طب إضحكي بدل ما إنتِ قافلة وشك كده.
جوهره ضحكت ضحكة مصطنعة، وبعد ما إتصورت مع بدر، سابته ومشيت.
بدر: إنتِ هتسيبينى وتمشي كده!؟
جوهره: عايز إيه تاني، قرفتني.
بدر: على فكرة، إنت مش متواضعة زي ما كنت بتظهري على التلفزيون، وبعدين إنت خبطت عربيتي يعني لازم تساعديني.
جوهره بعد ما حست بالذنب: “طب خلاص، تعال أوصلك المكان اللي إنت كنت رايح علشان ترتاح يا سيدي.
بدر بابتسامة: يعني هتركبيني معاك العربية يا فنانة!؟
جوهره بابتسامة: أه، اتفضل اركب بقى، عشان ورايا مشوار.
بدر ركب ومريم وصلته للمكان اللي هو رايح، ووقفوا هم الاثنين قدام ورشة ميكانيكا فخمة.
بدر بابتسامة: “متشكرين جداً يا فنانة، والله.”
جوهره بعد ما طلعت فلوس من شنطتها: “لا ما فيش شكر ولا حاجة، واتفضل دول تعويض عن العربية اللي أنا كسرتها.
بدر: لا، أنا مش عايز تعويض من ده.
جوهره بتضجر: أمال عايز تعويض إيه بقى إن شاء الله؟
بدر بابتسامة: كمان صورة عشان خاطري.
جوهره: “لا، إنت شكلك فاضي، وأنا مش فاضيالك.
بدر بعد ما مسكها: كده يا فنانة، يرضيكي تكسري بخاطري وتمشي بعد ما بوظتيلي العربية؟ حتى أجبري بخاطري بكلمتين.
مريم بعصبية: ما أنا جبرت بخاطرك، واتنيلت على دماغي، وتأسفتلك. أعمل إيه تاني؟!
بدر: طب خلاص، يا ستي، آخر طلب تعالي خشي معايا الورشة، أفرجك عليها، وابقى نولت شرف دخول الفنانة جوهره للورشة بتاعتي.
جوهره بضجر: طيب يا سيدي، يا رب نخلص.
جوهره بعد ما دخلت الورشة: الصراحة ورشتك جميلة جداً ومختلفة كده، وفيها عربيات حلوة بشكل مختلف.
بدر بابتسامة: دي أقل حاجة عندنا يا فنانة، وأنا راجل بحب شغلي أوي وبعمله بطريقة مختلفة.
جوهره: “باين عليك يا عم. عموماً ربنا يرزقك، وإن شاء الله تكون أحسن ورشة في العالم، أستأذنك أنا بقى.”
بدر بعد ما أمسكها: إنت هتمشي ولا إيه؟
جوهره: إيه، إنت ماضي معايا عقد احتكار ولا إيه؟ ما كانتش عربية خبطتها يعني!
بدر وهو بيمسك دراعه وبيمثل: آه يا دراعي، شفت الخبطه اللي إنت خبطتيهالي عملت فيا إيه؟
جوهره بعد ما أدركت إنه بيمثل: ولا إنت شكلك فاضي، وأنا مش فاضية لك، أنا ماشية.”
بدر وهو ماشي وراها: طب هتسيبيني كده؟ أهون عليكي يا فنانة؟ على فكرة، إنت مش طيبة خالص.
جوهره ما كانتش عايزة ترد عليه، وسابته ومشيت، وبدر نادى عليها وقال: طب رقمك حتى علشان لو دراعي نقح عليا بالليل، ألاقي حد أكلمه واشتكيله.
جوهره ابتسمت بس حاولت ما تبينش الابتسامة دي وركبت العربية ومشت.
أمام بوابة الكمبوند…
جوهره كانت داخلة بالعربية وفجأة ظهر أبوها سيد ووقف قدامها.
جوهره بعد ما وقفت بالعربية: عايز إيه يا سيد؟
سيد بعد ما ركب جنبها: عايزين ننول الرضا يا فنانة، إدينا معلقة واحدة حتى من العز اللي إنت عايشة فيه.
جوهره: أنا مستعدة أغرفلك بالكبشة بس تقولي أمي فين؟
سيد بتصنع: أمك ماتت يا جوهره.
جوهره بصدمه: ماتت!! ماتت إزاي؟
سيد: “أمك بعد ما خرجت السجن يا بنتي لفيت عليها لف، ورجلي دابت لحد ما لقيتها في مستشفى القصر العيني عندها السرطان، وبعد ما أخيرًا لقيتها، ما عرفتش أخدها معايا البيت بسبب تعبها، وبقيت كل أسبوع بروح لها وأنا محمل فاكهة وأكل، على بيبس دلعتها يعني من الآخر.
بس للأسف ماتت يا حبيبتي وما لحقتش أتهنى بيها.
بس ما تقلقيش، يا حبيبة أبوك موجود، إنت مش هتلاقي حد في الدنيا يحبك قد كده، ولا يخاف على فلوسك قد كده.
تعالي بقى نخش القصر بتاعك ده بهدوء كده وتعملي لنا كوبايه شاي ونشوف هنقول إيه.
جوهره: “إنزل من العربية يلا.”
سيد بتعجب: “إنت بتطرديني من عربيتك الفخمة دي؟”
جوهره: “انزل دلوقتي حالًا بدل ما أعيشك في السجن، واعرفك أمي حست بإيه، إنزل.”
سيد نزل ورزع باب العربية جامد، وجوهره مشيت، وسابته، أول ما مشيت، قال في سره: “كتك نيله عيلة بومه شبه أمك، ما لكيش مالكه.”
جوهره طلعت الفيلا وهي حزينة جدًا وزعلانة على أمها اللي ما قدرتش تشوفها أو تتهنى بيها.
جوهره وهي قاعده مع مروه: “كان نفسي أوي أشوفها وأملأ عيني منها يا مروه، كان نفسي أجيبها وأعيشها هنا وأوريها عز عمرها ما شافته بدل البهدلة اللي هي شافتها طول عمرها بسبب أبويا الكلب.”
في الناحية التانية…
حسنية، أم جوهره، كانت قاعدة في البيت الرخيص بتاعها وكانت حزينة جدًا على بنتها ونفسها تشوفها، وبتحضن العروسة اللي كانت بنتها بتلعب بيها وهي صغيرة.
في بيت مريم…
مريم كانت قاعدة حزينة وفجأة جالها مكالمة من رقم غريب.
مريم بعد ما ردت: “الو مين؟”
بدر: “إزيك يا فنانة، أنا بوده.”
مريم باستغراب: “بوده مين؟”
بدر: “بدر إللي إنتِ خبطتيه بالعربية.”
مريم بادراك: “آه، افتكرتك. عايز إيه يا بدر؟”
بدر: “قولي قولي، بوده، معلش.”
مريم بضجر: “عايز إيه يا بوده؟ وجبت رقمي منين؟”
بدر: “أنا عارف إنك فنانة كبيرة وصعب حد يوصل لرقمك، بس أنا ما فيش حاجة صعبة عليا.”
مريم: “طب إخلص، عايز إيه؟”
بدر بابتسامة: “ولا حاجة يا فنانة، كنت بس عايز أطمن على حضرتك.”
مريم: “وإتطمَّنت يا أخويا؟”
بدر: “آه، ومبسوط إنّي سمعت صوتك.”
مريم: “طب سلام.”
في بيت كاميليا…
الكاتب إبراهيم جه علشان يسمع الفنانة كاميليا فكرة الكتاب الجديد بتاعها.
كاميليا بعد ما سلمت عليه: “خلاص بقينا ناخد منك مواعيد دلوقتي علشان نعرف نتكلم معاك يا أستاذ إبراهيم.”
نانسي: “آه طبعًا يا فنانة، ما هو من ساعة ما عمل كم فكرة للكتاب الجديد بتاع جوهره، وهو ركب الترند وما بقاش زي الأول.”
أشرف: “خليك عارف يا إبراهيم إن أي كحة بتحصل في أي استوديو في البلد، الفنانة لازم تعرف بيها.”
كاميليا: “كده يا إبراهيم بتفضل جوهره عني؟!”
إبراهيم: “لا والله يا فنانة ما أقدرش، ده أنا حتى لسه عاملك فكرة أول ما جه في بالي، تخيلتك وإنت بتأليفيها على طول، ده إنتِ الخير والبركة يا فنانة.”
كاميليا: “طب كويس إنك فاكر يا إبراهيم إن بدايتك كانت على إيدي، أصل في ناس اليومين دول بقوا ينكروا العشرة.”
إبراهيم: “ما نقدرش يا فنانة ننسى فضلك علينا، عمومًا هسمعك دلوقتي الفكرة بتاعك.”
إبراهيم أول ما فتح اللاب إشتغل فكرة بودكاست كان مجهزه لجوهره، والبودكاست كان شكله حلو.
كاميليا بعد ما أدركت إن البودكاست ده بتاع جوهره: “الله، جميل قوي البودكاست ده، ما تسمعهولي كده.”
إبراهيم بتوتر: “لا يا فنانة، معلش والله، البودكاست ده متباع، أنا عامل لك البودكاست أحلى منه بكتير.”
كاميليا: “ويا ترى متباع لمين بقى؟ جوهره صح؟”
إبراهيم وهو بيهز دماغه بإحراج: “آه يا فنانة.”
كاميليا وهي بتكلم أشرف: “أشرف، هو إحنا آخر مرة حاسبنا فيها إبراهيم على لالبودكاست كان بكام؟”
أشرف: “150 ألف يا فنانة.”
كاميليا: “طيب أنا عايزاك تكتبلي شيك بـ400 ألف جنيه وتراضي إبراهيم.”
إبراهيم: “والله يا فنانة، كثر خيرك، بس بجد أنا بايع البودكاست ده وما ينفعش أرجع في كلامي.”
كاميليا بنبرة حادة: “خليك فاكر كويس أوي يا إبراهيم إن إنت لسه قايل إن بدايتك كانت على إيدي، وعادي جدًا من بكره الصبح نهايتك تبقى على إيدي، أتمنى يبقى عندك حسن التصرف وتعرف كويس إنت بتتعامل مع مين.
وأنا مش بطلب منك إنك تبيعلي البودكاست، أنا بامرك، والبودكاست ده مش هيطلع لحد تاني بره، ولا هيتعمل شبهه، تقدر تتفضل يا أستاذ إبراهيم.”
في الشركة…
طارق بعصبية وهو بيتكلم مع نهال: “أنا ما أعرفش إنتِ ما بتزهقيش ولا إيه؟ قلت لك مليون مرة يا نهال إنّي مش هوافق على طلبك اللي إنت بتطلبيه.
بنتك أنا بجيب لها اللي هي عايزاه وموديها أحسن مدرسة في مصر، وبصرف عليها أكثر ما بصرف على أهلي، و مش ناقصها أي حاجة.”
نهال: “أوعى تكون فاكر كده يا طارق إن إنت بقيت أب مثالي لو حاسب إن الأبوة بتبقى بالصرف!؟ لا يا حبيبي، ناقصها حاجات كتير أوي.
كل يوم تقول لي إن هي نفسها تيجي تعيش معايا هنا في القاهرة ونفسها تحس حنان الأبوة والأمومة، كل يوم تسألني عنك، وعن شكلك، وعن شخصيتك.
إنت عارف إن بنتك شاطرة أوي في الماس، طالعالك ما شاء الله، وبتقول لي إن هي هتيجي تدرس هنا في القاهرة بعد ما تخلص دراستها في الإسكندرية.”
طارق بعصبية: “وإنت طبعًا مشجعة على القرار ده؟”
نهال: “كان نفسي والله أقول لك إنّي مشجعاها، بس أنا قلت لها إن هي ما ينفعش تيجي تعيش معايا هنا في مصر، وهي مصممة إن هي تيجي تقعد معاك، بنتك ما بقتش صغيرة خلاص يا طارق.”
طارق: “تعرفي يا نهال إيه اللي مصبرني عليك كل ده؟ مايا هي اللي مصبراني عليكي، عشان لو ما كانتش هي موجودة، كان زماني طردتك من الشركة وقلت لك ما أشوفش خلقك تاني.
لكن أنا سايبك علشان تربي البنت، وتقدري تلاقي مستوى يليق بيها، وعشان برضه أنا كريم سايبك تشتغلي علشان تعرفي تروحي إسكندرية وتيجي براحتك، وأهلك ما يشكوش فيكي.
ولو بنتك عايزة تيجي القاهرة بقى خليها تيجي، وبالمرّة ابقي عرفيها على جدها وجدتها، ويبقى عندك مليون طريقة تقولي لهم إنت جبتي البنت دي إزاي.
بس لا، طبعًا ده مش فارق معاكي، اللي فارق معاكي إنك عايزاني أعترف بالغلط اللي إنت عملتيه، وأصريتي تكملي فيه، وأنا مش هشيل غلط حد يا نهال، شيلي شيلتك بقى.”
نهال: “يا أخي هتفضل طول عمرك أناني، عايزني أخش على أهلي ببنتي وأقولهم مبروك جبت لكم حفيدة عندها 16 سنة.”
طارق بضجر: “إنت الكلام معاكى بقى يتعب قوي، وبقيتي مملة يا نهال، أنا ماشي عشان ورايا ميتنج.”
في بيت مريم…
إبراهيم كان قاعد مع صادق وجوهره.
صادق بعصبية: “يعني إيه تروح تبيع البودكاست كنت مجهزه لجوهره؟”
إبراهيم: “والله يا أستاذ صادق، أنا فتحت البودكاست قصادها بالغلط، وهي ما صدقت شافته، وفضلت تضغط عليا علشان تشتريه مني، وأحرجتني، وأنا الصراحة إتكسفت.”
جوهره بسخرية: “اتكسفت يا روح قلبي! لا، أسفه جدًا ما أعرفش إنك كنت بتتكسف. أستاذنك بقى يا هيما يا حبيبي، تاخد لفة بالعربية كده، علشان أنا وعمك صادق عايزين نتكلم في كلام فيه ألفاظ وحشة، وأنا خايفه عليك تلقط، لحسن إنت بتتكسف.”
وبعد كده، وجهت نظرها لصادق وقالت: “احنا خدنا منه كام بودكاست لحد دلوقتي؟”
صادق: “إحنا خدنا منه ثلاث بودكاست غير البودكاست إللي باعه لكاميليا.”
جوهره بنبرة حادة: “يترموا في الزبالة كلهم، ولو ليه فلوس ياخدها وما أشوفش وشه هنا تاني.”
إبراهيم: “يا فنانة، أصل أنا…”
جوهره بعد ما قاطعته: “إنت إيه يا حبيبي بتتكسف!! يلا اطلع بره.”
إبراهيم خرج وصادق كان مستغرب من طريقة جوهره الشديدة مع إبراهيم.
صادق: “يا جوهره، ما ينفعش المعاملة دي، إنت شديتي عليه جامد، وبعدين ياما بتحصل كتاب يشتروا البودكاست لكتاب تانيين.”
جوهره بكل ثقة: “كان لازم أعمل معاه كده، علشان اللي عملته معاه يسمع فيه كل السوق، واللي يروح لكاميليا بعد كده يبقى يفكر 100 مرة.”
صادق: “فعلاً، عندك حق، حركة جريئة جدًا، برافو عليكي.”
جوهره بتساؤل: “هي كاميليا خدت البودكاست ده تعمل بيه إيه؟ دي لو جت تقوله تلبس في شجرة، عشان ده مش ذوقها ولا اللون بتاعها خالص.”
صادق بسخرية: “هو إنتِ فاكرة إن كاميليا واخده البودكاست علشان تغنيه مكانك؟!”
مريم: “أمال هي واخداه ليه؟”
صادق: “كاميليا واخداه عشان تكيدك بس ما تعرفش إن هي وقعت مع اللي ما حدش يعرف يعكر لها مزاجها.”
في النادي…
طارق كان قاعد سرحان في جوهره، وشايل الهم، وفجأة ظهرت واحدة إسمها ساره بتحب السهر والمرقعة.
ساره بدلع: “إزايك يا طارق، عامل إيه؟ بقالك كتير ما بتجيش.”
طارق بنبرة باردة: “معلش يا ساره، ضغط شغل.”
ساره: “طب إيه، أنا ما وحشتكش؟”
طارق: “معلش يا ساره، أنا بس مخنوق شوية ومحتاج أقعد مع نفسي.”
ساره: “وتقعد مع نفسك ليه؟ ده حتى نفسك تزهق منك لو فضلت بالكآبة دي، تعالى نرقص شوية.”
طارق كان بيحاول يرفض بس ساره أحرجته ومسكته من إيده وسحبته وسط الناس اللي بيرقصوا.
طارق ما كانش طايق نفسه وعايز يروح، بس ساره كانت ماسكة فيه بطريقة رزلة، ومن سوء حظ طارق إن نانسي وأشرف كانوا موجودين في الملهى، وشايفين المشهد ده.
نانسي وهي بتصور طارق: “ده الأستاذة كاميليا هتفرح أوي بالشغل إللي أنا هجيبهولها.”
أشرف بضحكة شريرة: “أيوه كده، عايزين نولع الدنيا.”
طارق ما كانش واخد باله من نانسي وأشرف، وما كانش عارف إنهم بيعملوا له كمين.
طارق بعد ما بعد عن ساره: “معلش يا ساره، أنا عايز أقعد لوحدي شوية.”
في بيت مريم…
مريم كانت قاعدة هي ومروه وصادق وكان باين عليها إنها سرحانة، وحاسة بالندم.
مروه: “ما تنكريش يا جوهره، إنت عارفة إن إنت لسه بتحبيه.”
جوهره: “آه لسه بحبه، بس هو غلط فيا جامد أوي، وأنا ما أقدرش أسامحه بسهولة.
وبعدين يعني لازم هو اللي يكلمني الأول، وبعد كده أنا أفكر بقى إذا كنت هسامحه ولا لأ.”
وبمجرد ما قالت الجملة دي، جالها رسالة من رقم غريب، مريم بعد ما فتحت الرسالة اتفاجئت إن الرسالة عبارة عن صورة لطارق مع واحدة تانية، واللي تبقى ساره، وبعد ما شافت الرسالة، جالها مكالمة تليفون من كاميليا.
جوهره بعد ما ردت بعصبية: “ألو.”
كاميليا بكيد: “معقول طارق لحق يزهق منك قبل الجمهور؟ أنا حبيت بس أعرفك مقامك، يلا يا حبيبتي، باي.”
كاميليا بعد ما قفلت الخط، جوزها منير جه قاعد جنبها.
منير باستغراب: “إيه يا حبيبتي، مالك مبسوطة كده ليه؟ إيه، إشتريتى كام بودكاست جديد ورميتيهم في الزبالة؟”
كاميليا بقرف: “أيوه، أفضل ارغي إنت كده، بس لا، مش ده السبب نهائي، إنت عرفت إن طارق طلق جوهره؟”
منير: “آه عرفت، بس أنا عارف إنهم هيرجعوا لبعض تاني.”
كاميليا بابتسامة خبيثة بعد ما وريته الصورة: “بس استحالة يرجعوا بعد ما عرفت إنه خانها.”
منير بعد ما شاف الصورة: “دي ساره.”
كاميليا بصدمه: “إنت تعرفها؟!”
منير بتوتر: “لا يا حبيبتي، ده أنا شفتها مرة كده في سهرة من بتوع طارق، بس عمومًا، كده كده أنا عارف إن طارق هيرجع لجوهره تاني.”
كاميليا: “لا، مش هيرجع يا منير، وهتشوف.”
في بيت طارق…
طارق بعت رسالة لـ مريم بيقول فيها: “وحشتيني.”
مريم شافت الرسالة، والدموع نزلت من عينيها، وردت عليه وقالت: “أنا مش داليا مراتك العبيطة، هتضحك عليها بكلمتين يا طارق.” وبعد ما قالت الجملة دي، بعتتله صورته مع ساره.
طارق شاف الصورة، وإتعصب، وما كانش عارف يرد يقول إيه.
مريم: “كنت لسه داخلة أرد على كلمة ‘وحشتيني’ لقيت الصورة دي جاتلي لحد عندي، سبحان الله، ربنا فاضحك دايمًا كده يا طارق.”
طارق يتعصب وقفل التليفون، وفجأة لقى مراته داليا جت قعدت جنبه.
داليا: “ينفع أقعد أتكلم معاك شوية يا طارق؟”
طارق: “ها، يا ترى هنتخانق على إيه النهاردة؟”
داليا: “هو ده الموضوع اللي أنا كنت جايه أتكلمك فيه، طارق، احنا طول الوقت بنتخانق وما بقيناش طايقين بعض، احنا إمتى وصلنا لكده؟”
طارق بسخرية: “داليا، إنت اللي وصلتينا لكده، من يوم ما عرفتك، وإنت عارفة إني راجل بيحب الحياة، وبيحب السهر والخروجات، وإنت ما كانش وراك حاجة غير إنك تنكدي عليا، وتقرفيني في عيشتي، أنا عايزك بس تقولي لي، إمتى آخر مرة خرجنا خروجة حلوة من غير ما نتخانق؟”
داليا: “ما إنت اللي كنت بتخوني يا طارق، كنت عايزني يعني أشوفك بتعمل كده وأسقفلك؟”
طارق: “ما أنت اللي خليتيني أعمل كده من الأول، طول الوقت شك، وبتمشي ورايا في كل حتة، ومزهقاني في عيشتي، ونكد بس.”
“أي راجل في الدنيا بيحتاج زوجة مش علشان الشكل الاجتماعي وإن هو يبقى متجوز وخلاص، لأ، هو ببقى محتاج شريكة يا داليا، واحدة أخش البيت ألاقيها مبتسمة ومجهزة نفسها.
واحدة أجي أترمي في حضنها وأحكيلها عن يومي وأشتكي لها.
داليا: “أنا لما كنت بخش البيت، كنت دايمًا ألاقيكي قاعدة على التليفون بتاعك وبتعملي أونلاين شوبينج، ده حتى لما كنت باجي أشتكيلك واسألك عن حاجة تخصني، كنتي بتغيري الموضوع وتقوليلي اختار معايا لون الشنطة، بالله عليكي في تفاهة أكتر من كده؟!”
داليا: “ياه، ده أنت طلعت شايل ومعبي مني أوي يا طارق!”
طارق: “أيوه فعلاً، وما بقتش طايقك.”
داليا: “طب أنا عايزة أقولك إن حياتك الجاية معايا هتبقى مختلفة تمامًا، وأوعدك إني هتغير.”
طارق: “اتمنى.”
في بيت حسنيه…
حسنيه كانت قاعدة حزينة، وفجأة لقيت الباب بتاعها بيخبط.
حسنيه بعد ما فتحت، اتصدمت إن جوزها سيد هو اللي واقف على الباب.
سيد بنظرة خبيثة: “وحشتيني يا حسنيه، لفيت عليكي في مصر كلها لحد ما لقيتك.”
لتكملة القصة اضغط الزر بالاسفل






