
من خلال حدث فلكي نادر جدا فقد أثار هذا اهتمام كبير جدا من بعض العلماء والهواة على حد سواء وقد تمكن القمر الصناعي ال GOES-19 وهو القمر التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الامريكي NOAA من التقاط مشاهد تكون استثنائية لظاهرة كسوف الشمس الجزئي وذلك في إطار مهامه لمراقبة الأرض والطقس الفضائي و هذا الرصد لم يكن مجرد لقطة بصرية عابرة فقط بل انه قد يمثل إضافة علمية وتكنولوجية مهمة جدا حيث انها توضح مدى التقدم الذي وصلت إليه تقنيات الاستشعار الفضائي في توثيق لكل الظواهر الكونية
قمر GOES-19 يرصد ظاهرة الكسوف الجزئي
يعتبر رصد كسوف الشمس عبر كل الأقمار الصناعية خطوة جديدة جدا، و لاسباب مهمه وهي تكون كالاتي:
من الناحية العلمية
يوفر هذا الرصد بيانات عالية الدقة حول كل التغيرات، التي قد تحدث في الغلاف الجوي للأرض وذلك أثناء الكسوف، مثل تذبذبات درجات الحرارة وايضا سرعة الرياح وتأثير الظلال على كل الأنظمة الخاصه ب الطقس.
من الناحية التقنية
من الناحيه التقنيه فهو يثبت كفاءة كل الأقمار الحديثة مثل قمر GOES-19، في أداء مهام تكون متعددة جدا حيث انها يمكن ان تتجاوز مجرد متابعة الطقس، وذلك لتشمل المراقبة الفلكية وايضا الفضائية أيضًا، وكل هذه المشاهد الموثقة التي قد تمنح جميع العلماء من فرصة كبيرة جدا لفهم أفضل لتأثير كل الظواهر الكونية على كوكب الأرض، كما انها ايضا قد تساعد بشكل كبير جدا في توعية الجمهور العام بأهمية كل العلوم الخاصه بالفضاء والبيئة.
ما هو كسوف الشمس الجزئي؟
كسوف الشمس الجزئي هو ظاهرة تحدث عندما يمر القمر بين الأرض والشمس ايضا، و لكنه لا يغطي قرص الشمس بشكل كامل، بل هو يحجب جزءًا صغير جدا منه فقط، وفي هذه الحالة، قد يبدو قرص الشمس و كأن جزءًا منه قد قُضِم، وقد يختلف حجم هذا الجزء المحجوب بحسب موقع الراصد على سطح الأرض مباشرة، ورغم أن هذا النوع من الكسوف أقل درامية من الكسوف الكلي، فإنه يظل مثيرًا للانتباه ويكون ذا قيمة علمية كبيرة جدا.
دور قمر GOES-19
القمر الصناعي GOES-19 الذي يعتبر جزء من سلسلة لجميع الأقمار الصناعية الأمريكية، وهيا سلسلة حيث انها تكون مخصصة لمراقبة الأرض من المدار الثابت وقد تم إطلاقه لتعزيز قدرات الرصد الجوي والفضائي، حيث يلتقط صورًا مستمرة للغلاف الجوي، ويراقب ايضا تطورات الطقس، ويقوم ايضا برصد العواصف والأعاصير، إضافة إلى ان يقوم ب تتبع لكل الظواهر الشمسية، وبفضل تقنياته المتقدمة، استطاع هذا القمر أن يلتقط صورًا تكون عالية الجودة للكسوف الجزئي الأخير، مظهرًا بدقة عاليه جدا من لحظة مرور ظل القمر على سطح الأرض، وهو مشهد لم يكن من الممكن رصده بهذه الدقة العاليه قبل عقود قليلة جدا قد مضت.
قيمة الرصد بالأقمار الصناعية
على عكس المراقبة الأرضية التي قد تتأثر بالغيوم أو الأحوال الجوية، وقد تتيح كل الأقمار الصناعية مثل GOES-19 حيث انها رؤية خالية تماما من العوائق للظواهر الفلكية، و هذا الأمر قد يجعلها أداة لا غنى عنها ابدا في هذا الرصد العلمي الدقيق، فجميع الصور التي التقطها القمر الصناعي هي لا توفر مجرد مشاهد جميلة، بل انها قد تمنح جميع الباحثين بيانات كمية يمكن تحليلها لفهم ديناميكيات الغلاف الجوي، وايضا تفاعله مع التغيرات المفاجئة في الإضاءة الشمسية.
التفاعل العلمي والتفاعل الجماهيري
أثار نشر صور الكسوف الجزئي التي التقطها GOES-19 تفاعلاً واسعا في الأوساط العلمية والإعلامية، فقد اعتبرها الكثيرون دليلا واضحا جدا على هذا التقدم التكنولوجي الذي يسمح بمتابعة أدق الظواهر الكونية من الفضاء، كما أن هذه الصور وجدت صدى واسعا لدى بعض الجمهور، حيث تداولها آلاف من المهتمين بالفضاء على جميع منصات التواصل الاجتماعي، معبرين عن دهشتهم من جمال وروعه هذا المشهد ودقته العاليه، و هذا التفاعل قد يعكس شغفا متزايدا لدى كل البشر المشغولين بالعلوم الفلكية، ويؤكد أن الفضاء لم يعد مجالا يقتصر على العلماء وحدهم، بل انه قد أصبح جزءًا من الثقافة العامة للبشرية.
الفوائد المستقبلية لتوثيق ظاهرة كسوف الشمس
توثيق ظاهرة مثل ظاهره كسوف الشمس الجزئي بالأقمار الصناعية لا يقتصر على الجانب الجمالي أو الإعلامي فقط، بل له فوائد عملية ملموسة و هامه فمن خلال دراسة هذه البيانات، تكون هذه الفوائد كالاتي:
- يمكن بعض للعلماء من تحسين توقعاتهم لتأثيرات الكسوف على الطقس والمناخ.
- دراسة سلوك الغلاف الأيوني للأرض، وذلك أثناء التغيرات المفاجئة في الإشعاع الشمسي.
- اختبار أداء أجهزة الاستشعار الفضائية في ظروف استثنائية.
- تعزيز فهم التفاعل بين الشمس والأرض، وهو أمر حيوي وهام للتنبؤ با العواصف الشمسية وتأثيراتها على شبكات الكهرباء والاتصالات.
الدروس المستفادة من هذا الحدث
أبرز ما يمكن استخلاصه من هذا الحدث هو أن التقدم التكنولوجي في مجال الفضاء ليس رفاهية فقط، بل انه يكون ضرورة علمية وايضا انسانيه فجميع الأقمار الصناعية الحديثة لم تعد مجرد أدوات للرصد التقليدي فقط، بل انها قد أصبحت مختبرات عائمة حيث انها قد تتيح مراقبة تكون شاملة لجميع الظواهر الكونية وكان يصعب ان يتم توثيقها في الماضي، و كما أن نشر كل هذه الصور للجمهور قد يعزز من ثقافة العلم و الانبهار بالفضاء، و يحفز جميع الأجيال الجديدة على الاهتمام بالعلوم وايضا الاهتمام بالتكنولوجيا.
مستقبل مراقبة الظواهر الكونية
من المتوقع أن تستمر كل الأقمار الصناعية مثل القمر GOE-19 في لعب دور كثير الأهمية في رصد كل هذه الظواهر الفلكيه، و مع إطلاق أقمار أحدث بكثير جدا في المستقبل، مثل الجيل القادم من كل أقمار الرصد الجوي وايضا الفضائي، وهذا ستصبح دقة كل الصور وكمية البيانات المتاحة وهي تكون أكبر بكثير، وكل هذا سيساعد في بناء صورة أوضح عن العلاقة بين الأرض والفضاء المحيط بها، وربما يأتي اليوم الذي يصبح فيه رصد الكسوف و الخسوف وايضا كل الظواهر السماوية الأخرى جزءًا من مهام يومية للأقمار الصناعية، حيث يتم بثها بشكل مباشر للجمهور كما يحدث مع نشرات الأخبار.
انجاز علمي وتجنلوجي يوضح قدرتنا علي متابعة الظواهر الطبيعية
رصد قمر GOES-19 لكسوف الشمس الجزئي ليس مجرد خبر عابر فقط، بل هو إنجاز علمي و تكنولوجي حيث انه يمكن ان يوضح إلى أي مدى اننا أصبحنا قادرين على متابعة كل الظواهر الطبيعية بدقة شديدة جدا، لم يشهدها التاريخ من قبل، وهذا الحدث قد يمثل تذكيرًا للبشرية بجمال الكون و اتساعه، ويؤكد في الوقت نفسه على قيمة الاستثمار في العلم كله و في التكنولوجيا.
قدره البشر علي التقاط هذه اللحظه النادره من الفضاء
حيث إن قدرة البشر على التقاط هذه اللحظة النادرة من الفضاء، ومشاركتها مع العالم أجمع، قد تعكس رحلة طويلة جدا من التقدم وايضا البحث والاكتشاف، وفي الوقت الذي تثير فيه كل هذه الصور دهشة كبيرة جدا للعيون، فإنها قد تفتح أيضًا آفاقًا جديدة جدا من أمام العقول لفهم أعمق لعلاقتنا بالفضاء الذي نعيش فيه.