بدأت أندية دوري المحترفين لكرة اليد استعداداتها للموسم الجديد، في ظل تغييرات تنظيمية واضحة أعلن عنها الاتحاد المصري مؤخرًا، كان أبرزها إعادة قرعة البطولة بعد أيام قليلة من إتمامها للمرة الأولى، وأثار هذا القرار المفاجئ تساؤلات حول أسبابه وتوقيته، خاصة أنه جاء استجابة لرؤية المدير الفني الإسباني للمنتخب الوطني، الذي يسعى لإعادة هيكلة البرنامج الزمني بما يخدم إعداد الفراعنة. في هذا السياق فرض الاتحاد شروطًا إدارية لحضور ممثلي الأندية للقرعة الجديدة، بينما بدأ الحديث يدور حول النظام الفني للمسابقة وطريقة احتساب النقاط، وسط توقعات بتأثير واسع على شكل المنافسة المقبلة.
اتحاد اليد يشترط تفويض رسمي من الأندية لحضور إعادة قرعة دوري المحترفين
أعلن اتحاد كرة اليد عن اشتراطه تقديم تفويض رسمي من الأندية الراغبة في حضور إعادة قرعة دوري المحترفين للرجال والمرتبط، والمقرر إجراؤها في الثالث عشر من يوليو الجاري داخل مقر الاتحاد بمدينة السادس من أكتوبر، جاء هذا القرار بهدف تنظيم عملية حضور المندوبين وتسجيل الأندية رسميًا قبل انطلاق الموسم الجديد. ويعد هذا الإجراء من الخطوات التنظيمية التي يتبعها الاتحاد لضمان الشفافية والدقة في حضور ممثلي الأندية، وضمان التواصل الرسمي بين الأندية والاتحاد قبل انطلاق المنافسات الفعلية.
إعادة قرعة الدوري بناءً على توصيات المدير الفني
تقرر إعادة قرعة دوري المحترفين لكرة اليد للموسم المقبل، بناءً على توصية مباشرة من المدير الفني الجديد للمنتخب الوطني الإسباني خوان كارلوس باسكوال. السبب الرئيسي لهذا القرار هو تغيير نظام إقامة الجولات، حيث كانت القرعة السابقة تعتمد على لعب جولتين أسبوعيًا يومي الخميس والجمعة، إلا أن باسكوال طالب باعتماد نظام الجولة الواحدة أسبوعيًا، مما يتيح له إقامة معسكر تدريبي ثابت للمنتخب كل أسبوع لتعزيز التجانس والجاهزية الفنية للبطولات المقبلة.
نظام الجولة الواحدة يهدف لتحسين أداء المنتخب
اعتماد نظام الجولة الأسبوعية الواحدة جاء كخطوة استراتيجية من المدير الفني لتحسين مردود المنتخب الوطني، حيث تقوم الفكرة على تخصيص وقت أسبوعي ثابت لتجمع اللاعبين الدوليين، مما يرفع من درجة الانسجام ويمنح الجهاز الفني وقتًا كافيًا للعمل على تطوير الأداء الجماعي. في ظل ازدحام جدول الدوري، فإن خفض عدد الجولات الأسبوعية يمنح المنتخب مساحة تدريبية أوسع، ويسهم في تحقيق الأهداف الفنية المطلوبة استعدادًا للبطولات القارية والعالمية المقبلة التي يطمح فيها المنتخب لتحقيق نتائج قوية.
باسكوال.. تاريخ تدريبي حافل ينعكس على القرارات
المدرب الإسباني خوان كارلوس باسكوال الذي يقود حاليًا المنتخب الوطني المصري يتمتع بخبرة كبيرة في عالم كرة اليد، وهو ما ينعكس على قراراته الفنية والتنظيمية، وقد سبق لباسكوال أن درب نادي برشلونة لمدة 12 عامًا، وحقق معهم إنجازات كبرى، منها الفوز بالدوري الإسباني 11 مرة، و كأس ملك إسبانيا 10 مرات، إلى جانب التتويج بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات، وكأس العالم للأندية خمس مرات. هذا التاريخ الحافل يعزز الثقة في قراراته، ويبرر التعديلات التي يطلبها لضمان أفضل إعداد للمنتخب.
توقعات بموسم قوي بعد التعديلات الفنية والتنظيمية
مع إعادة قرعة الدوري واعتماد نظام جديد للجوالات، ينتظر الشارع الرياضي موسمًا قويًا في كرة اليد المصرية، خاصة مع وجود مدير فني عالمي يقود المنتخب ويؤثر في تخطيط الاتحاد. هذه التغييرات قد تسهم في رفع مستوى المنافسة بين الأندية، وتزيد من حماس الجماهير لمتابعة بطولة منظمة بشكل أفضل. ويترقب المتابعون نتائج الموسم الجديد، وسط آمال بأن تنعكس القرارات الفنية والتنظيمية الأخيرة على أداء المنتخب في المحافل الدولية وتحقيق مراكز متقدمة تليق باسم مصر في اللعبة.
ضبط رسمي لنظام التفويض الإداري
حرصًا على الالتزام بالإجراءات التنظيمية، فرض اتحاد كرة اليد على الأندية إرسال تفويض خطي يحمل توقيع رئيس النادي أو من ينوب عنه، قبل ظهر الأحد 13 يوليو. يعد هذا التفويض بمثابة “بطاقة هوية” رسمية لمندوبي الأندية، وفق تعليمات واضحة تشترط تحديد اسم المندوب وتوقيعه وبيانات النادي. يأتي هذا الإجراء في إطار حرص الاتحاد على توثيق الحضور وتسهيل عملية التواصل الإداري، مما يعزز مبدأ الشفافية ويمنع أي لبس أو إشكال في عملية إعادة قرعة الدوري للرجال والمرتبط.
تنفيذ توصية باسكوال بدقة واضحة
جاءت إعادة القرعة تنفيذًا دقيقًا لتوصية المدير الفني الجديد للمنتخب، الإسباني تشافي باسكوال، الذي طالب بتقليص الجولات إلى واحدة أسبوعيًا للسماح بمعسكر منتظم. ومن هنا حسم الاتحاد هذا المقترح بإلغاء الجولات يومي الخميس والجمعة، والاكتفاء بالمباريات يوم الجمعة، يليها تجمع لاعبي المنتخب الأحد والإثنين. وقد تبدو هذه الخطوة من الخطوات المدروسة التي تهدف لضبط جدول المنافسات، وتحقيق توازن بين مستلزمات الدوري وتجهيزات المنتخب، بما يخدم الأداء الفني للأندية والمنتخب على حد سواء.
نظام دوري المحترفين في مرحلتين
حدد الاتحاد أن الموسم الجديد يضم 18 نادي، يخوضون الدور الأول بنظام دوري من دور واحد (17 مباراة لكل فريق). بعدها تقسم الفرق بناء على الترتيب إلى مرحلتين:
- الأولى من المركزين الأول إلى الثامن لتحديد البطل.
- والثانية لتحديد الهابطين (من التاسع إلى الثامن عشر).
وتلعب المرحلة الثانية بنظام الذهاب و الإياب ضمن مجموعتين مستقلة، مع آليات مثل الهبوط المباشر والمباريات الفاصلة للصعود، بما يضمن إثارة أكبر وتشويقاً منظمًا.
عودة احتساب التعادل وإلغاء الترجيحات
اعتمد الاتحاد إضافة جديدة للنظام، تتمثل في إلغاء رميات الترجيح القصيرة لتحديد الفائز، وأصبح الفوز يمنح الفريق 3 نقاط، والتعادل يوزع نقطتين على كل فريق، أما الخاسر فيكتسب نقطة واحدة. يعكس هذا التعديل رغبة واضحة في منح مباراة اليد قيمة فنية أكبر، بجعل التعادل نتيجة معترف بها، وتقليل القرارات المصيرية التي قد تحددها رميات لا تعكس الأداء المتكامل للفريقين.
جدول زمني متوازن بين المنافسة والاستعداد
يعكس التعديل الجديد في جدول الدوري رغبة الاتحاد في توزيع الأنشطة الرياضية والتدريبية بشكل متزن، حيث تقام مباريات الدوري يوم الجمعة، يليها تجمع للمنتخب الأحد والإثنين، ما يتيح للجهاز الفني وقت ثابت للعمل الفني والتكتيكي. هذا الجدول يحقق عدة أهداف، منها تقليل الإرهاق البدني للاعبين، وتوفير وقت كافي للإجازة والاستشفاء، مع الحفاظ على وتيرة المنافسة داخل الدوري. كما يسهم في زيادة التركيز الإعلامي والجماهيري على كل مرحلة من مراحل الموسم.
استجابة الأندية للتعديلات الجديدة
تفاعلت أندية دوري المحترفين لكرة اليد بشكل متباين مع قرارات الاتحاد الأخيرة، إذ رحبت بعض الفرق بفكرة إقامة جولة واحدة أسبوعيًا باعتبارها تمنح اللاعبين فرصة أكبر للاستشفاء الفني والبدني، كما تساعد المدربين على إعداد الفريق بشكل أفضل لكل مباراة. في المقابل أبدت أندية أخرى تحفظًا على تغيير النظام بعد سحب القرعة الأولى، مشيرة إلى تأثير ذلك على خطط الإعداد والمباريات الودية. ومع ذلك التزمت أغلب الفرق بإرسال التفويضات المطلوبة لحضور مراسم إعادة القرعة، في مشهد يعكس رغبة جماعية في بدء موسم منظم ومتوازن يخدم مصلحة اللعبة على المدى الطويل.
