قصص إثارة وغموض

تحقيقات المفتش عمر قضية (تصميمات الغواصة صقر)

الأسبوع الأخير من شهر يونيو سنة 1895 كان فيه ضباب شديد على المدينة طول الأسبوع ده… قضي عمر اليوم الأول من الأسبوع في ضبط كتبه المرجعية الضخمة.

أما اليوم التاني، والتالت شغل نفسه بموضوع موسيقى العصور الوسطى.

لما خلصنا فطار في اليوم الرابع، ولقي لسه الضباب الشديد اللي لونه أصفر موجود برة الشباك مقدرش عمر بطبيعته النشيطة إنه يقبل الوضع… فضل يتحرك رايح جاي في أوضة الجلوس، وينقر بصوابه على العفش، ويقول: مفيش حاجة في الجرايد مهمة يا أحمد.

كنت عارف إن عمر قصده حاجة مثيرة لإهتمامه… هو كان في الجرنان مجموعة من الأخبار إلا إنها مش ضمن إهتمامات صديقي… مكانش في خبر عن جريمة، أو عن أمر غريب.

كان عمر بيتحرك في الأوضة، وقال بصوت فيه يأس: أكيد المجرمين بقوا أغبيا بص يا أحمد بره الشباك… الحرامي، أو المجرم يقدر يتحرك في الشوارع زي الأسد في الغابة، ومحدش يشوفه إلا لما ينقض على فريسته.

قلت: فعلاً.

عمر: الجو الكئيب ده محتاج أكتر من كده… من حسن حظ الناس إني مش مجرم.

قلت بإبتسامة: أيوه فعلاً.

الوقت اللي كنا بنتكلم فيه دخلت الخدامة، ومعاها رسالة فتحها عمر، وفضل يضحك.

عمر: تمام… تمام… أخويا محمد جايلنا.

قلت: وإيه الغريب في ده؟

عمر: إيه الغريب؟! أخويا محمد شبه القطر ليه طريقه الخاص ما بيتحركش خارج الدايرة بتاعته… هو مجاش هنا إلا مرة واحدة… تفتكر إيه الحاجة اللي خلته يغير طريقه؟ 

قلت: مقالش حاجة في الرسالة؟

إداني عمر الرسالة كانت مكتوبة: لازم أشوفك بخصوص كمال وحيد…. هاجي فوراً….  توقيع محمد.

قلت: كمال وحيد؟! أنا سمعت الإسم ده قبل كده.

عمر: مفيش حاجة في دماغي بخصوصه… بس أكيد محمد مش هيجي بالطريقة دي إلا لو فيه مشكلة كبيرة جداً… إنت عارف محمد بيشتغل إيه؟

كنت فاكر شوية معلومات قالهالي عمر بخصوص الأمر ده في قضية المترجم، والسجين اليوناني… عشان كده قلت: أنا فاكر إنك قلتلي إنه شغال محاسب في مؤسسة حكومية.

ضحك عمر، وقال: كانت علاقتي بيك مش قوية في الفترة دي، وكان لازم أكون حريص في الأمور الخاصة بالدولة… بس إنت عندك حق هو فعلا شغال تبع الحكومة… مش هكون ببالغ لو قلت إنه ممكن في مرات يمثل الحكومة.

 قلت: ياه يا عمر!

عمر: أعتقد إنك إتفاجئت… أخويا محمد مرتبة كبير جداً في السنة… ورغم كده معندوش أي طموح… كمان ما بياخدش أي تكريم أو لقب، ورغم كده هيفضل الراجل اللي ما يقدروش يستغنوا عنه في الدولة.

قلت: وإزاي ده؟

عمر: وظيفة محمد، وظيفة مميزة جداً… هو اللي إخترعها مكانش في وظيفة زيها قبل كده، ولا هيكون بعدها… محمد عنده عقل منظم، وعبقري جداً، ويقدر إنه يخزن كمية هايلة من المعلومات…

التقارير النهائية لكل وزارة بتتعرض عليه فهو تخصصه واسع لكل المجالات… هنفترض مثلاً إن وزير محتاج معلومات عن الشؤون البحرية في بلد ما… فيقدر ياخد المعلومات من مجموعة من الإدارات… في الوقت ده يجي دور محمد اللي يقدر إنه ينظم، ويجمع المعلومات، ويقولها، وهو واقف…

محمد يقدر يسترجع المعلومات في أي لحظة… في مرات كتير كانت كلمته بتحدد القرار السياسي في البلد.. أكيد في حاجة حصلت النهاردة… بس يا ترى إيه هي؟ ومين هو كمال وحيد؟ وإيه علاقته بمحمد؟

كنت في الوقت اللي عمر بيتكلم فيه بدور في مجموعة أوراق على الكنبة، وقلت: لقيتها… لقيتها… كمال وحيد ده الشاب اللي لقوه منتهي حياته في المترو يوم التلات الصبح.

قعد عمر، وحط البايب في بقه، وقال: واضح إن الموضوع خطير يا أحمد… فالأمر اللي يخلي أخويا محمد يغير عاداته واضح إنه أمر مش عادي… يا ترى إيه علاقته بيه؟

أنا فاكر إن القضية كانت ما فيهاش ملامح مميزة… كان الولد وقع من القطر، وإنتهت حياته… وما حصلش سرقة، ومكانش في سبب إن يكون الأمر متعمد مش كده؟

 قلت: حصلت تحريات، وإستجوابات جديدة… أعتقد إن بسبب المعلومات الجديدة ممكن تكون قضية مثيرة للإهتمام.

عمر: واضح كده يا أحمد بسبب تأثيرها على أخويا… فأكيد هي قضية مميزة جداً.

قعد عمر على الكرسي بشكل مريح، وقال: دلوقتي يا أحمد خلينا نشوف المعلومات اللي عندنا… 

قلت: الشخص إسمه كمال وحيد… عنده 27 سنة مش متجوز… كان شغال كاتب في مؤسسة كذا الحكومية…. عمر: خدت بالك إن في صلة… هما الإتنين شغالين في مؤسسة حكومية.

كملت: ساب كمال يوم الإتنين بالليل الشغل فجأة، وآخر مرة إتشاف كان مع خطيبته الآنسة فادية وجدي… اللي سابها بشكل مفاجئ في الضباب الساعة 7:30 تقريباً، وما حصلش ما بينهم أي خناقة، وهي نفسها مش قادرة تحدد ليه هو عمل كده… ما سمعتش عنه حاجة إلا لما عامل السكة لقى جسمه… العامل ده إسمه محمود، وهو لقاه في خط نفق محطة أ.د.

عمر: إمتى؟

قلت: لقوا الجسم الساعة 6:00 الصبح يوم التلات… وكان على قضبان الحديد ناحية الشمال في إتجاه الشرق في نقطة قريبة من محطة أ.د… في مكان خروج خط السكة الحديد من النفق…

كانت راسه مكسورة، وممكن الإصابة تكون بسبب إنه وقع من القطر… كانت هي دي الوسيلة الوحيدة اللي بتفسر وجود الجسم في المكان ده… فلو كان حد شاله من أي شارع من الشوارع القريبة فكان لازم هيعدي على أمن المحطة، وهناك هيلاقي الأمن موجود طول الوقت.

عمر: كويس جداً القضية واضحة… الراجل ده يا واقع، يا حد زقه من القطر حي أو ميت… هو ده الوضع بالنسبالي… كمل.

قلت: القطارات اللي بتمشي على خط السكة الحديد جنب المكان اللي لقوا فيه الجسم بتكون رايحة من الغرب للشرق… وجزء منها بيبقى جي من العاصمة، وجزء تاني بيبقى جاي من مناطق متطرفة متصلة بيها…

نقدر نقول إن الشاب ده إنتهت حياته لما كان مسافر في الإتجاه ده في وقت متأخر بالليل… بس مستحيل تقدر تحدد الوقت اللي ركب فيه القطر.

عمر: الأمر ده ممكن يتعرف من التذكرة بتاعته.

قلت: مكانش معاه تذكرة في جيبه.

عمر: مكانش معاه تذكرة؟! يا الله يا أحمد ده شيء غريب فعلاً… أعتقد إنه مستحيل إن أي شخص يقدر يوصل لرصيف المحطة من غير ما يكون معاه تذكرة… خلينا 

نفترض إن الشخص ده ركب القطر… فهل حد أخد التذكرة منه؟ شيء وارد… ولا وقعت منه؟ وده أمر وارد برضو… بس النقطة دي في حد ذاتها مثيرة… هل مكانش في أي دافع للسرقة؟

قلت: لأ مكانش في أي دافع للسرقة… هما لقوا حاجته معاه… كان معاه محفظة فيها فلوس، وكان معاه دفتر شيكات من البنك الأهلي فرع الكورنيش، وعن طريق ده عرفوا هو مين، وكان معاه تذكرتين للمسرح بتاريخ اليوم ده، وكان معاه مجموعة صغيرة من الأوراق فنية.

إتعدل عمر بإنفعال، وقال: أعتقد إني لقيت الصلة يا أحمد الحكومة… المؤسسة الحكومية اللي بيشتغل فيها الشاب ده… أوراق فنية، وأخويا محمد كده السلسلة إكتملت بالنسبالي… أهو جاي… هو هيحكلنا بنفسه.

بعد دقايق دخل الأوضة شخص طويل، ومليان، وهو محمد أخو صديقي عمر… كان جسمه ضخم، ومليان بشكل يدل على كسل شديد… فوق الجسم الضخم ده كان في راس عبقرية… كانت عينيه لونها رمادي، وظاهر منها يقظة شديدة… كمان واضح إنه شخص حازم، وكان في غموض في تعبير وشه.

بعد ما دخل محمد الأوضة دخل وراه على طول صديقنا المفتش لطفي بجسمه الرفيع، و ملامحه الجادة… وكان واضح إن هو كمان جاي لمهمة خطيرة.

 سلم علينا لطفي من غير ما يتكلم ولا كلمة… أما محمد فحاول إنه يقلع الجاكيت بتاعه بصعوبة، وقعد على الكرسي اللي بدراعين… وبعد كده قال.

محمد: شيء مزعج جداً يا عزيزي عمر… إنت عارف قد إيه أنا بكره إني أغير عادتي… بس للأسف رؤسائي ما بيقبلوش الرفض… وفعلاً الموضوع أزمة حقيقية… ما شفتش قبل كده رئيس الوزراء متضايق بالشكل ده… أما وزارة الشؤون البحرية فهي شبه خلية النحل… هل قرأت عن القضية؟

عمر: أيوه عملنا كده دلوقتي.. إيه اللي كان موجود في الأوراق الفنية اللي مع الولد؟

محمد: هي دي النقطة… ومن حسن الحظ إن مفيش أي معلومات إتسربت للصحافة… الأوراق اللي كانت مع الشاب في جيبه كانت تصميمات الغواصة صقر.

كان محمد بيتكلم بإهتمام شديد بالموضوع، وقعدت أنا، وصديقي عمر مركزين.

محمد: سمعت عنها مش كده؟

عمر: سمعت الإسم بس.

محمد: إنت مش متخيل قد إيه هي مهمة… دي من الأسرار الحكومية اللي بتأكد الحكومة على حمايتها… وكون واثق في كلامي لو قلتلك إن العمليات الحربية البحرية بتعتمد إعتماد كبير على الغواصة صقر…

من سنتين صرفت الحكومة مبلغ كبير من الفلوس علشان تحصل على براءات إختراعات، وكمان عشان يخلوا الأمر سر… تصميمات معقدة جداً، وفيها 30 براءة إختراع منفصلة.. كل واحد منهم أساسي في عمل الغواصة…

التصميمات محطوطة في خزنة محكمة في مكتب سري… أبوابه، وشبابيكه قوية ضد أي حرامية…

مستحيل إن تخرج التصميمات من المكتب تحت أي ظرف من الظروف… لو مسؤول في البحرية محتاج إنه يبص على التصميمات فلازم إنه يروح المكتب هناك عشان يبص عليها… ورغم كل ده نلاقي التصميمات موجودة في جيب موظف صغير إنتهي حياته على خط السكة الحديد… الأمر كارثة من الناحية الرسمية.

عمر: بس إنتم رجعتوها مش كده؟

محمد: لأ يا عمر… هي دي المشكلة إحنا ما لقيناهاش… إتاخد 10 ورقات من الخزنة، وإحنا ملقيناش غير سبعة موجودين في جيب الموظف… أما التلاتة التانيين، وهما الأكتر أهمية إختفوا… أو بمعنى أصح إتسرقوا.

لازم تسيب كل حاجة يا عمر… سيب كل قضاياك… لازم تحل المشكلة المهمة دي… ليه كمال وحيد اخد 


الورق؟ وهو فين؟ وإزاي إنتهت حياته؟ وإزاي جسمه وصل للمكان اللي لقوه فيه؟ وإزاي نقدر نصلح المشكلة دي؟ لقي إجابات عن الأسئلة دي، وهتكون قدمت خدمة كبيرة للبلد.

عمر: ليه ما تحلش إنت القضية بنفسك يا محمد؟… فإنت عندك مهارات أفضل مني.

محمد: يمكن يا عمر… القضية محتاجه إنك تجمع تفاصيلها… إديني التفاصيل، وأنا أقدر من كرسيا المريح أديك رأيي كخبير… بس أنا مش هقدر إني أتحرك هنا، وهناك علشان أستجوب حراس السكة الحديد، أو إني أنام على بطني، وأمسك عدسة مكبرة.. دي مش شغلتي يا عمر.

إنت الوحيد اللي تقدر توضح الملابسات في القضية…بس ما تتوقعش إنك تلاقي إسمك ضمن قايمة الشرف اللي جايه.

إبتسم عمر، وحرك راسه، وقال: أنا بعمل كده من باب المتعة… والمشكلة دي فعلاً مثيرة للإهتمام… هبقى مبسوط جداً إني أشتغل عليها… لو سمحت إديني معلومات أكتر.

محمد: أنا كتبت بعض التفاصيل الأساسية في الورقة دي مع مجموعة من العناوين اللي هتحتاجها…

الشخص المسؤول عن حماية الورق، وهو مسؤول حكومي مشهور إسمه العقيد جمال إبراهيم اللي ألقابه، وأوسمته تتكتب في سطرين في أي كتاب مرجعي… قضى عمره كله في شغله، وهو شخص شريف… كمان شخص وطني فوق مستوى الشبهات… وهو واحد من إتنين اللي معاهم مفتاح الخزنة.

حط في إعتبارك إن الأوراق كانت موجودة في المكتب طول فترة الشغل يوم الإتنين، وإن العقيد جمال سافر للإسكندرية الساعة 3:00، وأخد مفتاحه معاه… كان في بيت القائد سمير في ميدان… طول فترة الليل لما حصلت الحادثة.

عمر: إنت متأكد من المعلومة دي؟

محمد: أيوه أخوه الأستاذ فريد إبراهيم شهد على ده… وكمان القائد سمير شهد إنه وصل عنده في الإسكندرية… وعشان كده فالعقيد جمال مش طرف في القضية.

عمر: ومين الشخص التاني اللي معاه المفتاح التاني؟

 محمد: كبير الرسامين، والكتاب إسمه سامي عبد الحميد، وهو رجل عنده 40 سنه متجوز، وعنده خمس عيال… هو شخص هادي، وأغلب الوقت مكشر… معروف عنه إنه سجله ممتاز… معندوش شعبية كبيرة بين زمايله… بس هو شخص بيجتهد في شغله، وبناءً على كلامه (ومفيش أي شاهد عليه إلا مراته) إنه فضل  في البيت يوم الإتنين بالليل بعد ما رجع من الشغل، وما سابش مفاتيحه أبدا اللي دايماً بيعلقها في جيبه.

عمر: كلمني عن  الموظف كمال وحيد؟ 

محمد: هو شغال في المؤسسة من 10 سنين… شاطر في شغله…معروف عنه إنه سريع الغضب، ومغرور… بس معروف عنه برضو إنه شخص أمين، وشريف… مفيش حاجة ضده… الفترة الأخيرة كان مطلوب منه شغل معين بيخليه يتعامل بشكل يومي مع التصميمات، ومكانش في شخص تاني بيتعامل معاها.

عمر: مين اللي قفل الخزنة على التصميمات في الليلة دي؟ محمد: كبير الكتاب أستاذ سامي عبد الحميد.

عمر: أعتقد إنه واضح مين اللي أخد المخططات… إنتم لقيتوها مع الموظف اللي إسمه كمال وحيد… أعتقد الموضوع منتهي مش كده؟

محمد: أيوه يا عمر بس في حاجات كتير لسه مش لاقيينلها تفسير… أول حاجة هو ليه خدها؟

عمر: لإنها تصميمات قيمة مش كده؟

محمد: تقدر تلاقي آلاف غيرها بسهولة كبيرة؟

عمر: هل عندك تفسير تاني غير إنه أخد الورق عشان يبيعه؟

محمد: لأ معنديش.

عمر: يبقى نبتدي تحقيقاتنا، ونبنيها على النظرية دي… الموظف خد الورق، وأكيد هو معملش كده إلا عن طريق مفتاح مزيف.

محمد: الكتير يا عمر من المفاتيح المزيفة… كان لازم إنه يفتح المبنى، والأوضة.

عمر: تمام واضح إنه كان معاه كتير من المفاتيح المزيفة… وأخد الورق عشان يبيعه… وأكيد كانت نيته إنه يرجع التصميمات نفسها للخزنة تاني يوم الصبح قبل ما حد يكتشف إختفائها… بس اللي حصل إن وهو في المهمة دي إنتهت حياته.

محمد: إزاي؟

عمر: خلينا نقول إنه في الوقت اللي كان راجع فيه للمؤسسة الحكومية بتاعته إنتهت حياته، وإترمى من عربية القطر.

محمد: محطه أ.د اللي لقوا فيها الجسم بعد محطة المدينة بكتير اللي هي طريقه للمؤسسة الحكومية.

عمر: نظريات كتير أقدر أتخيلها خلته يعدي محطة المدينة… فمثلاً: إنه كان معاه شخص بيتكلم معاه بتركيز كامل، والحوار ده أدى لعنف… يمكن حاول إنه يسيب العربية فوقع على الخط السكة الحديد، وقفل الشخص التاني الباب، والضباب كان قوي، ومكانش ممكن إنه تشوف حاجة.

 محمد: مفيش تفسير أفضل من كده، ومع كده يا عمر فكر في الحاجات اللي هتترتب على ده… لو قلنا إن الموظف كان ناوي إنه يرجع الورق فالمفروض إنه حدد ميعاد مع العميل الأجنبي، والمفروض برضو ميكونش عنده أي مواعيد تانية في الليلة دي… بس اللي حصل العكس هو حجز تذكرتين للمسرح، وراح قابل خطيبته، ومشي معاها لنص الطريق، وبعد كده إختفى.

لطفي اللي كان قاعد بيسمع الحوار بنفاد صبر: تموية.

عمر: تموية غريب ده أولا… تانياً هنتخيل إنه وصل للمدينة، وقابل العميل الأجنبي كان لازم إنه يرجع الورق قبل الصبح وإلا هيتكشف إن الورق مش موجود…. هو خد 10 أوراق وملقوش معاه إلا سبعة إيه اللي حصل لتلات ورقات التانيين؟ أكيد هو ما سابهمش بإرادته، ومرة تانية فين تمن خيانته؟ كان لازم يلاقوا معاه مبلغ كبير من الفلوس في جيبه.

لطفي: الأمر واضح جداً، هو قابل العميل، ومتفقوش علي السعر، وبعدين رجع لبيته مرة تانية بس العميل راح وراه، وفي القطر أنهي العميل حياته، وأخد أهم الأوراق، ورمى الجسم من العربية، وده بيفسر كل حاجة مش كده؟

عمر: وليه مكانش معاه تذكرة؟

 لطفي: كانت التذكرة بتدل على أقرب محطة لبيت العميل، وعشان كده هو أخدها من جيب الضحية.

عمر: كويس يا لطفي كويس جداً نظريتك متماسكة… بس لو ده صح فالقضية وقفت عند الحد ده… من ناحية مات الخاين، ومن ناحية تانية راحت تصميمات الغواصة صقر لبلد أوروبية… إيه اللي نقدر نعمله دلوقتي؟

محمد: إن إحنا نتصرف يا عمر… لازم نتصرف… أنا مش موافق على التفسير ده… إستخدم مهاراتك… روح لمكان الجريمة… قابل الأشخاص المسؤولين… ما تسيبش باب إلا لما تخبط عليه… طول حياتك ما اخدتش فرصة تخدم بلدك زي دلوقتي.

عمر، وهو بيهز كتفه: طيب… طيب… يلا بينا يا أحمد… وإنت يا لطفي تقدر تيجي معانا ساعة أو ساعتين؟ إحنا هنبدأ بزيارة محطة أ.د.. مع السلامة يا محمد هبلغك بالجديد قبل بالليل… بس مش عايزك تتوقع الكتير.

ساعة، وكنت واقف أنا، وصديقي عمر، والمحقق لطفي على خط السكة الحديد في المكان اللي بيخرج منه القطر من النفق قبل محطة أ.د، وكان معانا شخص كبير في السن… كان مسؤول في شركة الإنفاق.

 قال المسؤول، وهو بيشاور لمكان بعيد عن القضبان بتلات خطوات: هو ده المكان اللي كان فيه جسم الولد… مستحيل يكون وقع من فوق لإن زي ما إنتم شايفين كل الحيطان من غير فتحات… مستحيل يكون جه إلا من القطر، والقطر ده زي ما إحنا ما عارفين عدى في المنطقة دي في نص الليل يوم الإتنين.

عمر: هل فتشتهم العربيات يمكن تلاقوا أي أثر لعنف؟

مسؤول شركة الإنفاق: ملقيناش أي حاجة، وملقيناش أي تذكرة كمان.

عمر: محدش بلغ إن كان في أي باب مفتوح؟

المسؤول: لأ محدش بلغ.

لطفي: في إثبات جديد لإن النهاردة الصبح واحد من الركاب اللي عدى من محطة أ.د في القطر العادي الساعة 11:40 يوم الإتنين قال إنه سمع صوت خبطة شديدة كإن في حاجة وقعت على خط السكة الحديد، وده كان قبل ما القطر يوصل للمحطة، وكان الضباب قوي في الليلة دي، ومقدرش إنه يشوف حاجة… ومبلغش عن الأمر في وقتها…في إيه… مال أستاذ عمر؟

كان عمر واقف، وفي ملامح توتر على وشه… كان بيبص على قضبان السكة الحديد في محطة أ.د في نقطة إلتقاء القطارات… كان في مجموعة من شبكات السكة الحديد إلا إن عين عمر كانت بتركز على نقطة محددة، وكان بيقول بصوت واطي: التحويلات… التحويلات.

لطفي: في إيه؟ قصدك إيه؟

عمر: أعتقد إن مفيش تحويلات كتير على نظام السكة الحديد زي دي مش كده؟

المسؤول: في عدد قليل جداً.

عمر: ومنحنى كمان… تحويلات، وكمان منحنى.. يا الله… يا ريت الأمر كان كده.

لطفي: قصدك إيه يا عمر؟ إنت لقيت الحل؟

عمر: مجرد فكرة… أكيد القضية بقت أكتر إثارة… دي قضية مميزة… مميزة جداً… ومع كده ليه لاء؟ أنا مش شايف أي أثر للدم على قضبان القطر.

لطفي: مفيش غير كمية قليلة جداً.

عمر: بس أنا عرفت إن الجرح كان كبير أوي.

لطفي: كان العظم مكسور… بس مكانش في إصابة كبيرة من برة.

عمر: ورغم كده كان لازم يحصل شوية نزيف… ممكن لو سمحت أفحص القطر اللي ركبه الشاهد اللي قال إنه سمع صوت حاجة بتتخبط؟

المسؤول: للأسف ما ينفعش يا أستاذ عمر… القطر ده إتفكك، وتوزعت العربيات بتاعته.

لطفي: أنا متأكد يا عمر إن كل العربيات إتفحصت فحص دقيق… أنا أشرفت على الموضوع بنفسي.

كان من ضمن عيوب صديقي عمر الواضحة هي نفاد صبره قدام الأشخاص اللي بتدعي الذكاء… قال عمر، وهو ماشي: يمكن… أنا ما كنتش عايز أفحص العربيات نفسها… أحمد إحنا عملنا كل اللي نقدر عليه هنا… ومش لازم إننا نزعجك يا أستاذ لطفي… تحرياتنا دلوقتي هتكون في المؤسسة الحكومية اللي شغال فيها الموظف.

في المحطة كتب عمر تلغراف لاخوه، ووراني الرسالة قبل ما يبعتها، وكانت الرسالة مكتوبة كده: أنا شايف نور وسط العتمة… بس يمكن إنه يختفي… في الوقت ده لو سمحت تبعت حد يستناني في شارع بغداد بقايمة بأسماء كل الجواسيس الأجانب الموجودين هنا مع عناوينهم… توقيع عمر.

 قالي عمر، وإحنا قاعدين في القطر: المفروض إن ده يساعدنا يا أحمد… أنا سعيد إن أخويا محمد عرفني على القضية دي… القضية دي مثيرة جداً للإهتمام.

كان في ملامح حماسة، وطاقة شديدة على وش عمر، واللي فهمته إن في حاجة جديدة إكتشفها عمر كانت سبب في إنها تفتحله طريق جديد…

عمر دلوقتي المليان نشاط، وحيوية وحماس مختلف تماماً عن عمر الصبح اللي كان لابس بيجامة النوم، وعمال يتحرك في الأوضة، ومتضايق من الملل.

عمر: في حاجات هنا… في طريق هنا… أنا غبي إني مش قادر أفهم الإحتمالات.

قلت: أنا لسه مش شايف أي حاجة.

عمر: الموضوع لسه مش ظاهرلي أنا كمان… بس أنا معايا فكرة ممكن توديني لحاجة… الشخص ده إنتهت حياته في مكان تاني، وإتحط جسمه على سطح عربية القطر.

قلت: سطح العربية؟!

عمر: شيء مذهل مش كده؟ بس خلينا نتكلم دلوقتي عن الأحداث… هل صدفة إن إحنا نلاقي الجسم بالضبط في نفس المكان اللي القطر بيغير فيه سرعته لما بيوصل لمنطقة التحويلات؟ مش هو ده المكان اللي ممكن إنه يقع منه أي حاجه من على سطح القطر؟ التحويلات ما بتضرش أي حاجة جوه القطر… إما إن الجسم وقع من السطح، وإما إن في صدفة غريبة حصلت… خلينا نتكلم دلوقتي على موضوع الدم طبعاً مش هنلاقي أي أثر للدم على القضبان لو كان الجسم إتنقل من مكان تاني.

قلت: والتذكرة كمان.

عمر: فعلاً… إحنا لغاية دلوقتي مش قادرين نفسر ليه مفيش تذكرة… أما دلوقتي بالنظرية دي فممكن نفسر الموضوع، ووقتها هتلاقي كل حاجة ماشية مع النظرية.

قلت: بس لو قلنا إن هو ده اللي حصل فإحنا لسه مش قريبين من حل لغز إنتهاء حياة الموظف… ده لسه ما بيسهلش الأمر… ده بيخلي الأمر أغرب.

عمر، وهو بيفكر: يمكن… يمكن.

رجع عمر يسكت، وفهمت إنه غرقان في تفكيره، وفضل على الحالة دي لغاية ما وصل القطر للمحطة… طلبنا عربية أجرة، وخرج عمر ورقة أستاذ محمد اللي كان إدهاله من جيبه.

عمر: هنعمل مجموعة من الزيارات… أعتقد إن العقيد جمال إبراهيم هو أول واحد هنزوره.

 كانت فيلا المسؤول الحكومي المشهور فيها زرع أخضر من الجانبين، ولما وصلنا كان الضباب بدأ يقل، وبدأ يظهر شعاع بسيط من ضوء الشمس.

فتحلنا الباب رئيس الخدم، وقالنا بحزن:  حضرتكم بتسألوا على العقيد… العقيد جمال إبراهيم مات النهاردة الصبح.

عمر بذهول: يا الله… إزاي مات؟

رئيس الخدم: إتفضلوا حضرتكم، وهبلغ أخوه الأستاذ فريد إبراهيم بوجودكم.

دخلنا أوضة الضيوف… لحظات، ودخل شخص طويل… ملامحه وسيمة، ودقنه حمرا، وطويلة… كان عنده 50 سنة، وكان هو الأخ الصغير للعقيد جمال… كانت عينيه حمرا، وشعره منكوش، وكان في ملامح حزن شديدة على وشه، وكان بيتكلم بصعوبة.

الاخ: الموضوع كان صعب جداً على أخويا… هو حساس جداً، وحس إن الأمر بيمس شرفه… مقدرش إنه يستحمل إنكسر قلبه… كانت ضربة قوية عليه.

عمر: كان نفسنا ناخد منه معلومات تساعدنا في الموضوع.

الأخ: أنا بأكدلكم إن الموضوع كان لغز ليه زي ما هو لغز ليكم، ولينا كلنا… هو قال كل اللي يعرفوه للشرطة، وكان بيظن إن الموظف كمال وحيد خاين… غير كده هو ميعرفش أي حاجة تانية.

عمر: وحضرتك متقدرش تساعدنا بأي معلومة في الموضوع ده؟

الأخ: أنا نفسي ما اعرفش حاجة غير اللي قرأتها، وسمعتها… مش عايز أكون قليل الذوق معاكم بس لو سمحت يا أستاذ عمر إنت شايف الحالة اللي إحنا فيها… لو سمحت هطلب منك إنك تنهي المقابلة دي .

عمر، وإحنا راجعين لعربية الأجرة: الموضوع فيه تطور كبير… يا ترى حالة الوفاة كانت طبيعية، ولا المسؤول العجوز هو اللي إنهى حياته بنفسه… ولو ده اللي حصل ممكن نفهم إن ده تأنيب لضميره؟ خلينا نسيب إجابه السؤال ده للمستقبل… دلوقتي هنروح لعيلة الموظف كمال وحيد.

كانت أم الشاب بتسكن في بيت صغير…  طبعاً كانت في حالة من الحزن، والإنهيار، ومقدرتش تفيدنا بأي حاجة… بس كان جنبها بنت جميلة… بشرتها بيضا قالتلنا إنها الآنسة فادية وجدي خطيبة كمال وحيد، وآخر حد شافه قبل إنتهاء حياته.

الآنسة: أنا مش قادرة أفسر اللي حصل يا أستاذ عمر… من ساعتها أنا ما غمضتش عيني… ليل نهار بفكر إيه معنى اللي حصل ده؟ كان كمال شخص أمين، ووطني… مستحيل إنه يبيع سر من أسرار الدولة… مستحيل أنا أكتر شخص أعرفه… مستحيل أصدق حاجة زي كده.

عمر: بس الإثباتات يا آنسه فادية؟

الآنسة: أيوه… أيوه… أنا فعلاً مش لاقية تفسير.

عمر: هل كمال كان محتاج فلوس بأي شكل من الأشكال؟

الآنسة: لأ أبدا كانت متطلباته بسيطة، وكان مرتبه كبير، وقدر إنه يحوش منه… كنا هنتجوز يوم رأس السنة.

عمر: مكانش باين عليه إن هو مشغول بشيء؟ لو سمحت يا آنسة خليكي صريحة معايا.

لاحظ عمر إن في تغير حصل في ملامح الآنسة اللي قالت في الآخر: أيوه أنا حسيت إن في حاجة كانت شغلاه.

عمر: إمتى الكلام ده؟

الآنسة: الأسبوع اللي فات تقريباً… كان على طول بيسرح، ويفكر، وكان ظاهر عليه القلق… ولما ضغطت عليه قالي إن في حاجة خاصة بشغله… قالي بالضبط: خطير جداً إني أتكلم عن الموضوع حتى ولو معاكي إنتي….معرفتش أكتر من كده يا أستاذ عمر.

عمر: أرجوكي كملي يا آنسة فادية.

الآنسة: في الحقيقة معنديش حاجة تانية أقولها… حسيت في مرة، أو مرتين إنه كان هيقولي حاجة… في يوم كلمني عن قد إيه السر ده مهم، وفاكرة إنه قال إن الجواسيس هيدفعوا مبالغ كبيرة قصاد إنهم ياخدوا السر.

عمر: في حاجة تانية؟

 الآنسة: قال إن إحنا مستهترين في الأمور دي، وإن من السهل إن أي حد يقدر يوصل، وياخد التصميمات.

عمر: ما قالش الكلام ده إلا في الفترة الأخيرة مش كده؟

الآنسة: أيوه في الفترة الأخيرة بس.

عمر: كلميني عن آخر مرة قابلتيه.

الآنسة: كنا رايحين للمسرح، وكان الضباب شديد… إتمشينا على رجلينا، وإحنا ماشيين قريب من المحطة… فجأة بدون أي مقدمات مشي، وبعد عني.

عمر: من غير ولا كلمة؟

الآنسة: عمل صوت إنه متعجب من حاجة… هو ده كل حاجة… إستنيته بس هو ما رجعش… فلفيت، ورجعت للبيت، وتاني يوم الصبح جم، وسألوا عنه في المكتب، والساعة 12:00 تقريباً سمعنا الأخبار الحزينة… أستاذ عمر لو قدرت تنقذ سمعته… دي كانت حاجة مهمة جداً بالنسباله..

حرك عمر راسه، وقال: يلا بينا يا أحمد في مكان تاني لازم نكون فيه… المكان اللي جاي هيكون المكتب اللي إتاخدت منه الأوراق.

قال عمر، وإحنا في عربية الأجرة: الأمور كانت غامضة بما فيه الكفاية ضد الولد ده… كمان تحرياتنا خليتها غامضة أكتر… فكرة إنه كان هيتجوز قريب ممكن تكون دافع إنه يرتكب الجريمة بحجة إنه محتاج فلوس… كانت الفكرة في راسه، وده لإنه إتكلم عنها… وللأسف خلى البنت شريكة معاه في الخيانة لإنه حكلها خطته… الأمور سيئة جداً.

قلت: بس إنت متأكد يا عمر؟ ليه يسيب البنت في الشارع، ويروح عشان يرتكب الجريمة.

عمر: بالضبط… في إعتراضات كتير يا أحمد… في النهاية القضية دي كبيرة جداً.

قابلنا أستاذ سامي عبد الحميد كبير الكتاب… كان إستقباله لطيف… كان تقريباً عنده 40 سنة… رفيع… لابس نضارة، وإيده كانت بترعش من التوتر.

أستاذ سامي: شيء محزن يا أستاذ عمر محزن جداً… إنت سمعت بإنتهاء حياة الرئيس؟

عمر: إحنا لسه جايين دلوقتي من بيته.

أستاذ سامي: المكان هنا فوضى… الرئيس إنتهت حياته، وكمان الموظف كمال إنتهت حياته، وأورقنا إتسرقت… آخر يوم شغل لينا كنا عملين شغلنا على أكمل وجه… يا الله… شيء صعب التفكير في الأمر… الولد كمال بين كل الناس يعمل حاجة زي كده.

عمر: إنت متأكد إنه مذنب؟

أستاذ سامي: مفيش تفكير تاني رغم إني كنت بثق فيه ثقه عمياء.

عمر: قفلتم المكتب يوم الإتنين الساعة كام؟

أستاذ سامي: الساعة 5:00.

عمر: وهل قفلت بنفسك؟

أستاذ سامي: أنا دايماً بكون آخر واحد بيمشي.

عمر: وكانت التصميمات فين؟

أستاذ سامي: في الخزنة… أنا بحطها هناك بنفسي.

عمر: هل في حارس أمن للمبنى؟

أستاذ سامي: أيوه… بس بيحرس مباني تانية، هو عسكري قديم، وراجل أمين، وما شافش حاجة في الليلة دي، وده لإن الضباب كان قوي جداً.

عمر: خلينا نقول إن كمال كان عايز يرجع للمبنى بعد الساعة دي… كان هيحتاج لمفتاح تالت عشان ياخد الورق مش كده؟

أستاذ سامي: أيوه فعلاً مفتاح الباب اللي بره، ومفتاح للمكتب، ومفتاح للخزنة.

عمر: ومحدش معاه المفاتيح دي غيرك إنت، والعقيد مش كده؟

 أستاذ سامي: لأ أنا ما معيش أي مفاتيح إلا مفتاح الخزنة بس.

عمر: وهل كان أستاذ جمال إبراهيم شخص منظم؟

أستاذ سامي: أيوه أظن كده… أنا عارف إن المفاتيح كان بيحتفظ بيها في سلسلة الساعة… كنت دايما بشوفها معاه.

عمر: وهو اخد السلسلة معايا، وهو مسافر للإسكندرية؟

أستاذ سامي: هو ده اللي قاله.

عمر: وإنت ما سبتش مفاتيحك أبدا؟

أستاذ سامي: لأ أبدا.

عمر: لو كان كمال وحيد هو المذنب فأكيد لازم ياخد نسخة طبق الأصل من المفاتيح، وبالرغم من كده ملقوش المفاتيح دي معاه… نقطة تانية لو كان كمال اللي بيتعامل يومياً مع التصميمات كان عاوز يبيعها مش شايف إنه من السهل إنه كان نسخها بدل من إنه ياخد الأصل؟

أستاذ سامي: نسخ التصميمات بطريقة مضبوطة محتاج معرفة فنية قوية.

عمر: إنت شايف انك إنت، وأستاذ كمال ماعندكوش المعرفة الفنية القوية دي مش كده؟

أستاذ سامي: أعتقد كده… لو سمحت ما تدخلنيش في الموضوع يا أستاذ عمر… إيه فايدة التخمينات دي ما دام التصميمات الأصلية لقوها مع الموظف كمال؟

عمر: فعلاً شيء غريب ان يعرض نفسه للخطر، وياخد التصميمات الأصلية مع إنه كان يقدر ياخد نسخة منها بشكل آمن، ويكون حقق اللي هو عايزه.

أستاذ سامي: شيء غريب فعلاً، ورغم كده هو ده اللي حصل.

 عمر: كل ما أتعمق أكتر في القضية بكتشف حاجات صعب تفسيرها… في تلات ورقات لسه مختفية، وزي ما فهمت هي أكثر أوراق مهمة.

أستاذ سامي: أيوه فعلاً.

عمر: إنت قصدك إن أي حد معاه التلات ورقات دول من غير السبع ورقات التانين يقدر يبني الغواصة صقر؟

أستاذ سامي: في الحقيقة هو ده اللي أنا بلغته لوزارة البحرية… بس النهاردة أنا راجعت التصميمات مرة تانية، ومش متأكد من ده… في بعض التفاصيل الفنية المهمة موجودة في ورقة من الورقات اللي رجعتلنا…. وأي دولة أجنبية هتحتاج الحاجات اللي ناقصة في التصميمات فهما مش هيقدروا يبنوا غواصة من غيرها…بس طبعاً يقدر يتخطوا المشكلة دي في وقت قريب.

عمر: بس التلات ورقات المختفيين مهمين جداً مش كده؟

أستاذ سامي: أيوه مفيش شك في ده.

عمر: أظن بعد إذنك إني هتمشى شوية في المكان… أنا مش فاكر أي سؤال تاني محتاج أسألهولك.

 

لتكملة القصة اضغط الزر بالاسفل



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى