اخبار التكنولوجيا

مخاوف من تسريب البيانات الشخصية عبر متصفحات الويب

هناك مخاوف من تسريب البيانات الشخصيه تعرف عليها

مع التطور السريع لوجود تقنيات الذكاء الاصطناعي قد أصبحت متصفحات الويب الحديثة لا تكتفي بعرض الصفحات أو تنظيم علامات التبويب فحسب بل تطورت لتصبح أدوات ذكية قادرة تماما على تحليل سلوك المستخدم وتقديم اقتراحات مخصصة بل وحتى كتابة النصوص أو تلخيص المقالات نيابة عنه ومع هذه الطفرة التقنية حيث ا ظهرت تساؤلات جادة حول خصوصية المستخدمين وأمان بياناتهم خاصة بعد ظهور مؤشرات على أن بعض المتصفحات المدعومة بالذكاء الاصطناعي قد تشكل خطراً متزايدا على سرية المعلومات الشخصية

مخاوف من تسريب البيانات الشخصية عبر متصفحات الويب

تهدف شركات التكنولوجيا إلى جعل تجربة التصفح أكثر سهولة وسرعة من خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في المتصفحات، فبدلاً من أن يبحث المستخدم يدويا عن المعلومات، بات بإمكانه التحدث مع المساعد الذكي داخل المتصفح لطرح سؤال والحصول على إجابة فورية، أو حتى تحليل مواقع الويب من حيث الموثوقية والمحتوى.

الذكاء الاصطناعي في المتصفحات: راحة أم تهديد؟

رغم الفائدة الكبيرة لهذه الأدوات في تسهيل العمل والدراسة، إلا أن الذكاء الاصطناعي المستخدم في المتصفحات يعتمد على جمع وتحليل كم هائل من البيانات الشخصية، مثل سجل التصفح، والموقع الجغرافي، ونوع الجهاز، وبيانات البحث، بل وحتى سلوك المستخدم أثناء الكتابة أو التنقل بين الصفحات. وهنا تكمن الخطورة.

آلية جمع البيانات في المتصفحات الذكية

المتصفحات التقليدية كانت تجمع بعض البيانات لتحسين الأداء أو حفظ كلمات المرور، لكن المتصفحات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تعمل بمستوى أعمق من المراقبة والتحليل، فهي تتابع تفاعلات المستخدم بدقة عاليه، وتستخدم خوارزميات تعلم آلي وذلك لتحليل اهتماماته وأنماط تفكيره الرقمية، فعلى سبيل المثال، إذا كتب المستخدم في المتصفح استفسارًا حول منتج معين، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحتفظ بتلك المعلومة ويستخدمها لتخصيص الإعلانات أو التوصيات لاحقًا، ومع أن بعض الشركات تزعم أن هذه البيانات تستخدم بشكل مجهول الهوية، إلا أن دراسات متعددة أثبتت أنه يمكن بسهولة كبيره في إعادة ربط البيانات المجهولة بهوية المستخدم الحقيقية.

المخاطر الأمنية وتسريب المعلومات

أحد أبرز المخاطر يتمثل في احتمالية تسريب المعلومات الشخصية، وذلك من خلال خوادم الذكاء الاصطناعي أو عبر الثغرات البرمجية فهذه المتصفحات تعتمد على الاتصال الدائم بخوادم الشركة المطوّرة، ما يعني أن بيانات المستخدم تمر عبر الإنترنت بشكل مستمر، وإذا لم تكن هذه الاتصالات مشفرة بشكل كاف، فإن القراصنة قد يتمكنون من الوصول إلى بيانات حساسة مثل كلمات المرور أو بيانات البطاقات البنكية، بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف من أن تقوم الشركات نفسها باستخدام البيانات لأغراض تجارية دون علم المستخدمين، مثل بيعها لشركات الإعلانات أو تحليلها لاستهداف فئات معينة من المستهلكين، وكل هذه الممارسات تثير أسئلة أخلاقية وقانونية حول حدود استخدام الذكاء الاصطناعي في الحياة الرقمية.

أمثلة واقعية وتحذيرات تقنية

في الأشهر الأخيرة، صدرت تحذيرات من عدد من خبراء الأمن السيبراني بشأن متصفحات جديدة تعتمد على مساعدات ذكاء اصطناعي مدمجة بعض هذه المتصفحات التي تعلن عن نفسها باعتبارها مستقبل التصفح الذكي تبين أنها تجمع بيانات من سجل المحادثات بين المستخدم والمساعد الذكي، ما يعني أن أي نص يكتبه المستخدم قد يُخزَّن ويُحلَّل، كما شهدت بعض الشركات حوادث تسريب لبيانات مستخدمين بسبب أخطاء في إعدادات الذكاء الاصطناعي. ففي إحدى الحالات، تمكن مستخدمون من رؤية سجل محادثات آخرين بسبب خطأ تقني في خوادم شركة تطوير متصفح مدعوم بـAI، ورغم أن الشركة سارعت لإصلاح المشكلة، إلا أن الحادثة كشفت هشاشة أنظمة الخصوصية في هذه الأدوات.

الذكاء الاصطناعي بين الخدمة والمراقبة

من الناحية النظرية، الذكاء الاصطناعي في المتصفحات مصمم لتقديم خدمة أفضل للمستخدم، فهو يتعلم من تفضيلاته ويقدم له اقتراحات أكثر دقة، مثل ترتيب نتائج البحث حسب اهتماماته أو مساعدته في كتابة رسائل البريد الإلكتروني بسرعة أكبر، لكن من الناحية العملية، هذا التعلم يعتمد على تتبع كل ما يفعله المستخدم تقريبًا، مما يحول المساعد الذكي إلى أداة مراقبة دقيقة تسجل وتحلل الأنشطة الرقمية باستمرار،الأخطر من ذلك أن المستخدم العادي لا يدرك حجم المعلومات التي يشاركها دون قصد، فعند الموافقة على شروط الاستخدام أثناء تثبيت المتصفح، فإنه يمنح إذنا ضمنيا للشركة باستخدام بياناته لأغراض تحسين التجربة، وهي عبارة فضفاضة يمكن تفسيرها بطرق متعددة.

الجانب القانوني وحماية الخصوصية

حتى الآن، لا توجد قوانين موحدة عالميا تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي داخل المتصفحات، مما يخلق فجوة قانونية تستغلها بعض الشركات في الاتحاد الأوروبي، تفرض لائحة GDPR قواعد صارمة لحماية بيانات المستخدمين، لكن في دول أخرى، لا تزال التشريعات ضعيفة أو غير واضحة، وقد دعا عدد من المشرعين في الولايات المتحدة وأوروبا إلى ضرورة وضع معايير جديدة تضمن الشفافية في كيفية جمع ومعالجة بيانات المستخدمين داخل أنظمة الذكاء الاصطناعي، كما طالبوا بإلزام الشركات بتوفير خيار عدم التتبع الحقيقي، بحيث يتمكن المستخدم من إيقاف جمع البيانات تمامًا.

كيف يمكن للمستخدم حماية نفسه؟

رغم صعوبة تجنب الذكاء الاصطناعي تمامًا في عالم اليوم، إلا أن هناك خطوات يمكن اتباعها للحد من المخاطر المحتملة وهي تكون كالاتي:

اختيار متصفح موثوق

يفضل استخدام المتصفحات التي تعلن بوضوح، عن سياسات الخصوصية وتمنح المستخدم تحكمًا كاملاً في بياناته.

تعطيل المساعدات الذكية غير الضرورية

بعض المتصفحات تتيح إيقاف ميزات الذكاء الاصطناعي أو تحديد كل البيانات المسموح بمشاركتها.

مراجعة الأذونات بشكل دوري

من المهم التأكد من أن المتصفح لا يمتلك صلاحيات للوصول إلى الكاميرا أو الوصول الي الميكروفون أو بعض الملفات دون حاجة.

استخدام وضع التصفح الخفي

يقلل هذا الوضع من تخزين البيانات المحليه بشكل كبير، مثل سجل البحث وملفات تعريف خاصه ب الارتباط.

تجنب تسجيل الدخول الي حسابات متعدده

تجنب تسجيل الدخول في حسابات متعددة وذلك أثناء التصفح، لأن ذلك قد يسهل ربط كل البيانات ببعضها.

مستقبل المتصفحات والذكاء الاصطناعي

من المتوقع أن يستمر دمج الذكاء الاصطناعي في المتصفحات بوتيرة متسارعة خلال السنوات المقبلة، خصوصًا مع دخول شركات كبرى مثل جوجل ومايكروسوفت وأوبرا هذا المجال بقوة، لكن مستقبل هذه التقنية سيعتمد على مدى قدرتها على تحقيق التوازن بين الراحة والأمان فكلما تطورت الأدوات الذكية، زادت الحاجة إلى سياسات شفافة تضمن أن المستخدم هو المالك الحقيقي لبياناته، والشركات التي ستكسب ثقة المستخدمين في المستقبل لن تكون تلك التي تقدم أسرع تجربة تصفح، بل التي تضع الخصوصية والأمان في مقدمة أولوياتها.

الذكاء الاصطناعي وسرعته في انجاز المهام

في النهاية، لا يمكن إنكار أن المتصفحات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تمثل نقلة نوعية في عالم الإنترنت، لكنها أيضًا تفتح الباب أمام تحديات جديدة تتعلق بالخصوصية والأمان الرقمي، وبينما يستمتع المستخدمون براحة الذكاء الاصطناعي وسرعته في إنجاز المهام، يجب ألا يغفلوا عن حقيقة أن كل ميزة ذكية تعتمد على بيانات شخصية تجمع وتُحلل في الخلفي، وإن الوعي هو خط الدفاع الأول، والاختيار الواعي للتقنيات التي نستخدمها هو السبيل الحقيقي لحماية أنفسنا في عالم أصبح فيه الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا الرقمية.



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى