أحبني ولكن…

حاولت امسك نفسي ومنهارش من العياط، وعيني مترفعتش من الأرض، وكل اللي حواليا كانوا بيبصولي بصات اتهام.
هدير بصوت مبحوح: أنا والله معملتش حاجة، أنا مكنتش واقفة أصلًا، أنا لا يمكن اعمل حاجة زي كده.
رفيدة بعصبية: يا كدابة أنا شفتك.
هدير: أرجوكي متشتمنيش.
رفيدة بتكبر: ومن امتى يا حتة خدامة تقوليلي اعمل ايه ومعملش ايه، انتي عايزة تفهميني ان الخدم كمان عندهم عزة نفس وكرامة.
وفجأة رفع الكل عينه لتامر اللي نازل من على السلم وهو متعصب جدًا، والكل كان مستني يشوفه هيعمل ايه لما يعرف ان الكمان بتاعه اتكسر.
تامر بص لرفيدة، وقالها بعصبية: انتي ايه اللي انتي بتعمليه ده، صوتك عالي وعمالة تزعقي في ايه؟
وأنا كنت واقفة في نص هدومي من الموقف اللي محطوطة فيه، رغم إن ماليش أي ذنب، وبحرك ايدي فبعض بكل توتر.
رفيدة: انت متعرفش الزبالة دي عملت ايه، دي كسرت الكمنجة بتاعتك.
تامر بص للكمنجة ولقاها مكسورة، وحاول يمتص غضبه.
هدير بصوت ضعيف: أنا والله ما عملت حاجة، مش أنا اللي عملت كده.
رفيدة بغضب: انتي تسكتي خالص، أمال مين اللي هيكون عمل كده؟
هدير: حضرتك اللي كسرتيه.
رفيدة قربت من هدير وكلها غضب، وقالت: والله ما انتي قاعدة فيها، لازم اطردك بره.
وبعدها جرت هدير من ايدها وقالتلها: امشي من هنا يا حتة خدامة.
تامر بغضب: رفيدة.
بصتله رفيدة، وقالها بصوت عالي: انتي مين سمحلك انك تعملي اللي انتي بتعمليه ده.
رفيدة بتوتر: تامر انت بتقول ايه دي كدابة، وقالت إن أنا اللي كسرت الكمنجة.
تامر بنبرة تحذير: ارفعي ايدك من عليها، وإلا مش هتبقي مبسوطة من اللي هعمله.
رفيدة رفعت ايدها باستهزاء، وبعدها خبطت هدير خبطة جامدة في كتفها وقالت: انت بتعمل معايا أنا كده عشان واحدة زي دي؟
تامر: لو سمحتي يا هدير في حاجات عايزة تتروق في أوضتي فوق تعالي معايا اوريهالك.
حركت راسي وطلعت وراه من غير ما انطق ولا كلمة، لغاية ما وصلنا الأوضة.
هدير بصوت ضعيف: تامر بيه.
لف وبصلي وقعد على الكرسي وأنا عيني مترفعتش من الأرض وقلتله: متشكرة لحضرتك.
تامر بهدوء: المهم دلوقتي أنا عايزك تبصيلي وتحكيلي بالظبط ايه اللي حصل.
حركت ايدي بتوتر، وبصتله في عينيه وقلت: الآنسة رفيدة.
تامر اتعدل وسمعني باهتمام أكتر، وقال: ها ايه اللي حصل.
هدير بتردد: هي كانت ماسكة الكمان وبتتفرج عليه، وبعدين جت تحطه في مكانه، بس وقع على الأرض واتكسر منها.
وكلمت نفسها بعد كده، وقالت تعمل ايه، الكمان ده بتاعك وانت متعلق بيه أوي، وان مينفعش حد يعرف أن هي كسرته، وأنا كنت معدية قدامها وفجأة وقفتني وفضلت تزعقلي وهي بتقول ان أنا اللي كسرته.
هدير بعياط: أنا والله ما عملت حاجة، واللي حصل أنا حكيتهولك من غير كدب.
تامر بهدوء: خلاص يا هدير متعيطيش مفيش مشكلة.
هدير وهي بتعيط أكتر: مفيش مشكلة إزاي ده مش هتهدى غير لما تطردني من هنا.
تامر بحنان: هي مش هتقدر تعمل حاجة ولا أي حد يقدر يعملك حاجة، أنا مش عايزك تقلقي ما دام أنا موجود.
رفعت عيني وبصتله، وأنا شايفة قد ايه هو حنين معايا، ورجعت بصيت على الأر.
بعدها تامر قام، وهو بيقول: أنا عايزك تفضلي قاعدة هنا ومتخرجيش مهما حصل.
حركت راسي، وهو خرج من الأوضة وراح على مكتبه، وبدأ يبحث في اللاب توب ويشوف الكاميرات عشان يشوف اللي أنا قلته صح ولا لا.
وأول ما شاف الكاميرا اللي تثبت اللي أنا قلته خرج من الأوضة وفضل يزعق، ومن كتر زعيقه مقدرتش امسك نفسي وقعدت على الأرض وفضلت اعيط وأنا مرعوبة.
رفيدة بعصبية: انت بتتكلم معايا كده ازاي؟
تامر بغضب وصوت عالي: وانتي إزاي تكدبي وتقولي حاجات محصلتش.
وبكل غضب مسك تامر فازة ورد ورماها على الأرض.
رفيدة بزعيق: انت ازاي تقول عليا حاجة زي كده، خلاص دلوقتي هي بقت كويسة وأنا الوحشة.
تامر بغضب مكبوت: مش أنا اللي بقول كده، الكاميرا هي اللي بتقول ان انتي كدابه، شكلك ايه يا رفيدة هانم لما تطلعي كدابه، وتتهمي واحدة بريئة بحاجة هي معملتهاش.
رفيدة وقفت وهي مكسوفة وبدأت تبص حواليها.
تامر بعصبية: أنا بقى اللي بقولك اخرجي من هنا.
رفيدة بانكسار: انت بتقولي اطلعي بره؟
تامر: أيوه بقولك كده.
وسابها تامر وطلع أوضته ودخل ولقاني قاعدة على الأرض ومنهارة من العياط.
تامر بهدوء: خلاص يا هدير انتي عاملة كده ليه، أنا جبتلك حقك.
هدير بخوف: أنا ممكن اسيب البيت وامشي؟
تامر: ليه بس تسيب البيت انتي معملتيش حاجة.
هدير برعب: حضرتك مش فاهم، اللي حصل ده وخروج رفيدة هانم بالطريقة دي مش هيعدي على خير، وسلوى هانم مش هتوافق على كده.
تامر بهدوء: سيبي موضوع ماما عليا أنا متقلقيش، ممكن بقى تبطلى عياط.
حركت راسي وقلت: حاضر يا تامر بيه.
وقمت من مكاني واستأذنته إني انزل تحت.
نزلت وأول ما قربت من باب المطبخ سمعت كل الخدم بيتكلموا عني وعن طريقة تامر بيه في التعامل معايا.
الخدم 1: بس شكل تامر بيه بيعز البت هدير.
الخدم 2: ايه اللي انتي بتقوليه ده.
الخدم 1: يا بنتي انتي مشفتيش كان بيعاملها إزاي، وبيبصلها إزاي، ما احنا ياما يا اختي حصل فينا، إلا عمره ما تدخل لحد مننا ولا وقف جنبه، إنما أول ما الموضوع بقى يخص هدير مسكتش واتدخل، مشفتيش عصبيته كانت إزاي.
الخدم 2: بصراحة أنا كنت مرعوبة وكنت واقفة على جنب بعيد.
رحت المطبخ كإني مش واخدة بالي من اللي اتقال، وسألت كبيرة الخدم: اعمل ايه.
كبيرة الخدم: خلصي طبق السلطة عقبال ما أنا اكمل الأكل.
حركت راسي بهدوء، وبدأت اشتغل والكل كان بيراقبني وبيبصلي.
واحدة من الخدم: مين قدك بقى يا هدير.
هدير بغضب: ليه بقى أن شاء الله.
واحدة من الخدم: ليه، بقى تامر بيه بنفسه يتدخل في الموضوع بتاعك ودي حاجة محصلتش قبل كده، وتقولي ليه.
واحدة تانية من الخدم: بس يا سمر متضايقهاش.
هدير بعصبية: تامر بيه اتدخل لما لقاني معملتش حاجة، والست هانم ظلماني.
حركوا راسهم ومقالوش ولا كلمة تاني، بس اسلوبهم معجبنيش، وبعد شوية تامر بيه طلبني عشان اطلع انضف أوضته، وطبعًا فضلوا يبصولي ويتكلموا عليا.
طلعت الأوضة، ونضفتها، وكان تامر بيه بيبصلي بصات مستخبية، كإنه بيتفحص شكلي.
وفضل الوضع ده مستمر لمدة يومين، وعرفت سلوى هانم بالموضوع وكان تامر بيه حكلها على اللي حصل.
وكان رد فعل سلوى هانم انها بصيتلي بلا مبالاة، ومشيت، وأنا فضلت اخلص الشغل اللي ورايا تحت نظرات وهمسات الخدم كل ما تامر بيه يطلبني، أو يقرب مني.
مكنتش حد مصدق ازاي تامر بيه يقف قدام مامته سلوى هانم عشان خاطري أنا.
بصات تامر بيه ليا مكانتش أبدًا بصات عطف على واحدة خدامة، كانت بصاته ليها معنى تاني، معنى كبير.
وفي يوم من الأيام، وتحديدًا بليل، كنت في أوضتي، وكنت هموت من الجوع، خرجت بالراحة عشان محدش يحس بيا، ورحت على المطبخ اعملي أي ساندوتش، وعملت لنفسي حاجة كمان اشربها، وفجأة حسيت ورايا بحركة، اتخضيت وبلف لقيته تامر بيه.
اتكسفت أوي وكنت هسيب الساندوتش اللي في ايدي وهمشي.
في الأول هو استغرب ازاي ابقى موجودة في الوقت المتأخر ده في المطبخ بس لما شاف الساندوتش اللي في ايدي فهم ان أنا كنت جعانة.
تامر بضحكة خفيفة: يا محاسن الصدف.
استغربت من كلامه وقلتله: يعني ايه؟
تامر قرب مني، وبعدها قالي: أصل بصراحة أنا كمان حسيت إني جعان أوي، ونزلت المطبخ عشان اشوف حاجة أكلها.
هدير باستغراب: معقول حضرتك، حضرتك بس كنت كلمتني وأنا كنت طلعتلك الأكل لغاية فوق.
تامر بابتسامة: طب يا ستي اديني بقولك ان أنا جعان أهو، ها هتعمليلي ايه بقى؟
هدير بلهفة: عيني حاضر اتفضل حضرتك، وأنا هطلعلك صينية الأكل لغاية فوق.
تامر بدأ يتحرك بس فجأة افتكر حاجة، ولف لهدير، وقالها: وممكن لو سمحتي تعمليلي معاكي حاجة اشربها، وهاتي الأكل بتاعك انتي كمان فوق.
هدير باستغراب: أنا هاكل مع حضرتك!
تامر طلع من غير ما يرد، وهدير بعد ما خلصت الأكل حطته في الصينية وطلعته أوضة تامر، وأخدت طبق أكلها وقعدت على الأرض عشان تاكله.
تامر: لا انتي بتقعدي على الأرض ليه تعالي هنا.
كان تامر قاعد في البلكونة وشاورلها انها تقعد على الكرسي اللي قدامه، وبالفعل هدير قعدت وبدأت تاكل وهي مش عارفة تمسك أعصابها ولا تتحكم فيها.
تامر: هو انتي بتحبي حد؟ قصدي يعني متعلقة بحد يا هدير؟
هدير: يعني ايه؟ مش فاهمة حضرتك تقصد ايه!
تامر: أنا قصدي يعني مخطوبة؟
هدير: أنا مين اللي هيتعلق بيا ولا هيرتبط بيا يا تامر بيه.
تامر: انتي ليه بتقولي كده انتي ألف واحد يتمناكي.
وكمل تامر كلامه، وقال: انتي مبتشوفيش نفسك في المراية ولا ايه، انتي شكلك جميل جدًا.
هدير بكسوف وهي باصة في الأرض: يا تامر بيه أنا والناس اللي شبهي مش عايشين عشان حد يحبنا أو نتعلق احنا بحد، اللي زيي بيعيش بس عشان يشتغل ويجيب لقمة العيش.
حرك تامر راسه ليها، وقال: مش صح اللي انتى بتقوليه، وبعيدًا عن ان انتي قمورة وشكلك جميل، لان ده مش كل حاجة في الحياة، بس نتي كمان متربية، وأخلاقك عالية، وطيبة قلبك تخلي الشخص اللي قدامك لو كان صلب يبقى طري زي العجينة.
ابتسمت هدير وبصتله، وبعدها قالت: مش كل الناس بتفكر زي حضرتك كده يا تامر بيه.
تامر بضيق: كل شوية تامر بيه، تامر بيه، ما بلاش كلمة بيه دي بحس إني راجل عجوز وكركوب.
هدير بتردد: أمال حضرتك عايزني انادي عليك وأقولك ايه؟
تامر: تقولي يا تامر، شفتي سهلة وبسيطة إزاي.
هدير بصدمة: لا اللي حضرتك بتقوله ده مينفعش وميصحش لو سمحت.
قرب تامر مني ولمس ايدي، وقال: لا ينفع.
هدير انتفضت من لمسة ايد تامر، لإنها أول مره تحس الإحساس ده، إحساس الراحة والحنية.
هدير: تامر بيه…
تامر قطع كلامها وقال: تامر ايه بس، تامر بيه متدهول على عينيه.
وكمل تامر: تامر بيه بيحبك يا هدير.
ولقيت نفسي ببتسم، ورد فعلي كان لا إرادي مني على الكلام اللي هو قاله ولقيته بيبتسملي هو كمان.
تامر: مفيش أي حاجة في قلبك كده ولا كده من ناحيتي؟
فضلت ساكته، ومردتش عليه.
تامر: هدير بصيلي مفيش أي حاجة.
بردوا مردتس عليه ولا نطقت بكلمة واحدة، وفضلت مبتسمة وعيني متشالتش من على الأرض.
تامر: في حاجة صح؟
حركت راسي بموافقة على كلامه.
في وقت تاني..
كل الخدم كانو واقفين وبيتفرجوا ومش مصدقين اللي بيحصل، وكانت سلوى هانم في حالة وصدمة، وكانت ماسكة في ايدها المج الازاز اللي وقع فجأة منها واتكسر.
قربت سلوى من تامر وقالتله: انت جرى في مخك حاجة، ايه اللي انت عملته ده؟
تامر بلا مبالاة: أنا معملتش حاجة، أنا حبيت إنسانة وارتبطت بيها على سنة الله ورسوله.
سلوى بانهيار: إزاي تتجرأ وتعمل حاجة زي كده، فهمني إزاي.
تامر: أنا حبيتها يا ماما واتعلقت بيها أوي.
سلوى بغضب: انت عارف انت بتتكلم على مين، على حتة خدامة، انت فاهم انت عملت ايه يا تامر.
تامر بعصبية: لو سمحتي يا ماما متقوليش عليها كده مرة تانية.
سلوى وهي بتبص ناحيتي: لو متخيلة ان بعملتك دي هتقدري تكسبي حاجة أو توصلي لحاجة تبقي غلطانة.
هدير: بس أنا معملتش كده عشان أخد حاجة.
سلوى هانم قربت مني وهي كلها غضب، ورفعت ايدها وكانت هتضربني بالقلم بس تامر جري بسرعة ناحيتي ومسكها.
تامر بعصبية: أنا لا يمكن أقبل أن أي حد يأذي هدير أو يضايقها، هدير دي بقت مراتي.
سلوى بغضب: بقى هي دي اللي هتحارب عيلتك عشانها.
تامر: انتي عارفة كويس أوي ان أنا مفيش حد يقدر يقولي اعمل ايه ومعملش ايه، وأنا اللي عملته ده، عملته وأنا مقتنع بيه.
سلوى بعصبية: أنا مش هسكت على اللي انت عملته ده، انت لازم تنفصل عنها.
تامر: مستحيل يا ماما ده أنا ما صدقت اني اتجوزتها.
سلوى بغضب: فيها ايه دي مختلف عن غيرها عشان تتمسك بيها كده، لو كنت عايز تتجوز كنت قولي وأنا اجيبلك واحدة من مقامك، ومن عيلة تتشرف بيها مش واحدة زي دي لا تعرف أصلها ولا فصلها.
نزل كلام سلوى هانم عليا زي الصدمة، وبصيت في الأرض وكان قلبي بيتعصر.
تامر بغضب: أنا قلتلك قبل كده إني مش هقبل أن حد يأذي مراتي أو يقولها كلمة وحشة، ولو انتي مش موافقة على وجودنا هنا أنا ممكن اجيب شقة بره واعيش فيها، بس انتي اللي مرضيتش اعمل كده عشان متكونيش لوحدك.
حرك تامر راسه وكمل بغضب: بس الظاهر إني كنت غلطان.
وبعدها شدني من ايدي ودخلنا على أوضته، وبدأ يحط هدومه في شنطة سفر.
هدير: تامر اللي انت بتعمله ده غلط، وأنا مش هزعل لو انت طلقتني، وأنا همشي من هنا واشوفلي أي مكان تاني اشتغل فيه، بس بلاش تحارب أهلك وتقف قصادهم بسببي.
تامر: مش عاوز اسمعك بتقولي الكلمة دي تاني، أنا مش هنفصل عنك وأنا عارف هي هتتقبل الوضع ده إزاي.
هدير وهي بتعيط: بلاش تمشي وتسيب البيت كده الموضوع هيكبر أكتر.
كمل تامر لم هدومه في الشنطة، وبعدين نادى على واحد من الخدامين يجي يشيل الشنطة وينزلها، وأنا فضلت واقفة وشايفاهم وهما بينزلوا الشنط.
سلوى: انت بتعمل ايه.
تامر بعصبية: واضح ان أنا لما فكرت مسبكيش لوحدك كنت غلط، وأنا عمري ما هسمح انك تأذي هدير ولو بكلمة واحدة.
سلوى بغضب: انت متخيل ان اللي انت بتعمله ده هيلوي دراعي، وهيخليني اقبل بالوضع اللي انت حطيتني فيه؟
أنا مستحيل أوافق ان الخدامة دي تبقى مراتك، طول ما انت متمسك بيها ومش هتنفصل عنها متورينيش وشك تاني.
وبعدها أخد تامر هدير وطلعوا من البيت.
شدني تامر وخرجنا ركبنا العربية، وأنا ضميري بيأنبني من اللي حصل، ووقفنا عند فندق، وقعدت احاول معاه كتير أوي بإنه يرجع الفيلا تاني.
هدير: مش هينفع اللي بيحصل ده يا تامر بيه.
تامر: إيه بيه دي؟
هدير: لو بتحبني زي ما بتقول ارجع الفيلا، مش مهم أنا.
تامر: إيه اللي انتي بتقوليه ده يا هدير طبعًا مهمة، انتي مراتي.
ابتسمت من كلمته وأنا مبسوطة جدًا.
هدير: طب أنا عندي فكرة ممكن تسمعها.
التفتلي تامر وأخد نفس عميق وقالي: اتفضلي.
هدير: انت تسيبني هنا كام يوم وتروح انت لمامتك سلوى هانم وتراضيها، إنما انك تخرج من البيت وهي غضبانة عليك كده هيخلي الدنيا تبوظ أكتر، وفي الوقت ده عمرها ما هتوافق عليا مهما حصل.
تامر بلا مبالاة: عادي متوافقش.
حاولت اقنعه ومكنتش متقبلة الرفض منه.
هدير: مينفعش دي مامتك، ومعنى ان هي ما توافقش على جوازنا دي مش حاجة هتبسطنا.
تامر: انتي اللي بتقولي اروح اصالحها؟ وهي قالت في حقك كلام مينفعش.
رجعت لورا على الكرسي وابتسمت، وقولت:عندها حق، كل أم في الدنيا دي هتبقى عايزة لولادها أحسن حاجة.
تامر:هو أنا وقعت من شوية، طيبة قلبك دي هي اللي جابتني على ملا وشي.
وكمل تامر وقالي: بحبك يا هدير.
هدير بابتسامة: لو أنا غالية عندك فعلًا اسمع كلامي وروح صالح مامتك.
تامر: حاضر هسمع الكلام.
وأخد تامر الشنطة اللي فيها هدومه ومشي.
في الوقت ده بس قدرت أخد راحتي وعرفت اخرج كل مشاعري اللي أنا قافلة عليها، وفضلت اعيط بكل حرقة، وقولت لنفسي:
أنا هلقيها منين ولا منين، من الدنيا اللي أول ما بدأت تضحكلي ولقيت حد يحبني، رجعت تاني لفت وشها، ولا من أهلي اللي رموني ومعرفش ليهم مكان.
عشت في الدنيا دي كلها ماليش ضهر ولا سند، عشت واستحملت وكل الناس بتهني، وأنا كل اللي بعمله حاضر وطيب.
ومن كتر عياطي وانهياري رحت في النوم غاظ من عني.
في الناحية التانية..
سلوى باستهزاء: انت ايه اللي جابك هنا تاني، وفين الجربوعة اللي بتقول عليها مراتك؟
تامر وهو بيحاول يتمالك أعصابه: أهي الجربوعة دي هي اللي بتزقني عشان اصالحك، وموافقتش إن جوازنا يتبني على وجود مشاكل بيني وبينك.
قعد تامر على الكرسي قصاد مامته وكمل: واحدة تانية بقى كانت استغلت المشاكل اللي بيني وبينك وفرقتنا أكتر عن بعض، عشان تستفرد بيا لوحدها وتاخد فلوسي.
إنما هدير معملتش كده، ومن ساعة ما مشينا من الفيلا وهي بتحاول معايا ان ارجع عشان اصالحك واراضيكي.
سلوى باستهزاء: يا سلام وانت بقى صدقت الشويتين اللي هي عملتهملك دول، ودخلوا دماغك يا تامر بيه، بقى انت تامر اللي يقول للدنيا اتهدي ما عليكي قدي.
تامر: في ستين داهية النفوذ والسمعة والوقار اللي يخلينا ندوس على اللي أضعف مننا.
أنا مش عايز الفلوس اللي تخليني اعمل كده، إحنا اتخلقنا في الدنيا غني وفقير وقوي وضعيف عشان نساند بعض ونكمل بعض مش عشان ندوس على بعض.
ورجع تامر بضهره للكرسي وأخد نفس عميق.
وبعدها كمل وقال: تعالي نبدل الأدوار وأكون أنا الفقير اللي مش لاقي ياكل، وهدير تبقى بنت العيلة وصاحبة الحسب والنسب بس بنت العيلة دي تحبني أنا الفقير، ترضي بقى وقتها إن أهلها يعملوا فيا زي ما انتى عملتي، ويهنوني ويذلوني ويكسروني؟
سلوى مقدرتش تتكلم، واكتفت إن هي تبصله وتسكت.
تامر: يا ماما هدير دي أجمل بنت هتشوفيها في الدنيا، مشكلتها الوحيدة إن أهلها سابوها، وكل واحد دور على مصلحته.
وهي عشان بنت كويسة ممشيتش في طريق الحرام، واشتغلت وتعبت عشان تجيب قرشها بالحلال، وانتي بدل ما تقفي معها وتشجعيها تدوسي عليها.
سلوى: اللي أنا عملته ده أي أم هتعمله عشان تحمي ابنها.
تامر بابتسامة: تخيلي يا أمي إن ده نفس اللي قالته هدير في حقك، قالت إن انتي أم وعايزة لابنك أحسن حاجة.
طب ولو حصل يا أمي، واتجوزت بنت العيلة والحسب والنسب، وكانت حياتي كلها حزن ونكد، وانفصلت عنها هترتاحي؟
ليهمنقولش إن هدير الإنسانة الطيبة الغلبانة هي اللي هتفرحني وتسعدني.
سلوى بحزن: يا ابني مينفعش، إحنا هنبقى لبانة في بوق الناس.
تامر بغضب: تغور الناس، وأنا لما اعيش في مشاكل وفي قرف الناس هتنفعني بايه.
لفت سلوى وشها وبعدت عينيها عنه، واستسلمت ليه في النهاية، وقالتله: تعمل اللي انت عايزه.
تامر بلهفة: قصدك إيه؟
سلوى: يعني انت حر اعمل الحاجة اللي تريحك وتبسطك في حياتك.
تامر بفرحة: يعني خلاص يا ماما وافقتي؟
حركت سلوى راسها بالموافقة، وتامر قام باس راسها وخلاص كان هيمشي بس ناديت عليه ووقفته.
سلوى: لو عايز ترجع البيت انت وهي وتقعدوا هنا مفيش مشكلة.
ابتسم تامر ورجع باس راس مامته تاني ومشي.
فتحت عيني وأنا سامعة خبط على الباب كإنه دق طبول، قمت جري افتح الباب ولقيت تامر فرحان ومبسوط، وأول ما شافني أخدني بالحضن وقعد يلف بيا والدنيا مش سايعاه.
ابتسمت وأنا فرحانة رغم إني مش فاهمة في ايه، بس كنت فرحانة ومبسوطة إن هو فرحان أوي للدرجة دي.
هدير: تامر.
تامر: يا نن عين قلب تامر من جوه.
هدير بابتسامة: هو ايه اللي حصل هناك في الفيلا هي مامتك صالحتك؟
تامر بابتسامة عريضة: ماما وافقت على جوازنا.
هدير بصدمة: معقول رضيت!
تامر: رحت يا ستي اتكلمت معاها وفهمتها، وهي الحمد لله وافقت، وكمان قالت لو إحنا نحب نرجع نعيش معاها مفيش مشكلة.
هدير بقلق: أنا مش مصدقة.
تامر بهدوء: متقلقيش.
تاني يوم الصبح..
فتحت عيني وملقيتش تامر جنبي، كان في الحمام، بياخد دش، وأول ما خرج وهو بيمسح شعره بالفوطة ضحك وقالي: صباح الورد والفل والياسمين.
هدير بكسوف: تسلم.
وبعدها كملت كلامها بقلق: هو إحنا هنروح الفيلا النهاردة؟
تامر قرب مني وطبطب عليا، وقالي: أنا مش عايزك تقلقي أنا خلصت كل حاجة مع ماما، وهي مش هتزعجك تاني.
حركت راسي، وقمت دخلت الحمام وبدأت أغير هدومي، وبعد ما طلعت كان هو خلص لبسه، ونزلنا وركبنا العربية.
وصلنا الفيلا ومسك ايدي ودخلنا، وأول ما دخلنا كانت سلوى هانم قاعدة على الكرسي الكبير، قربنا منها وسلمنا عليها، والمفاجأة إن هي كمان سلمت عليا.
أخدني تامر وطلعنا أوضته، وكانت بتتعامل معايا بطريقة كويسة، وتامر كان فرحان، وأنا كنت في قمة السعادة، وكنت حاسة إني أخيرًا هبتدي أعيش.
وفي يوم من الأيام فتحت عيني ولقيت في بنت تانية نايمة جنبي على السرير، قمت مفزوعة.
كانت البنت دي رفيدة، وبكل استفزاز قالتلي: اتفزعتي كده ليه، ده احنا لسه في أولها.
هدير بصدمة: انتي دخلتي هنا إزاي؟
رفيدة بكل جبروت: مش مشكلة أنا دخلت إزاي، المصيبة إن انتي اللي دخلتي الفيلا دي وعشتي فيها إزاي يا حتة جربوعة.
قمت وقفت وقلت: الأوضة دي بتاعتي أنا وتامر.
رفيدة باستهزاء: بتاعتك، بتاعتك منين يا حتة خدامة، آخرتك هتبقي حتة ورقة طلاق وتغوري من هنا.
بدأت احرك ايدي بتوتر وقلتلها: انتي جاية هنا عاوزة ايه؟
قربت مني ومسكت البس اللي كنت لابساه، وقالت: جميلة أوي البيجامة اللي تامر بيه جابهالك.
الا صحيح فين العباية المقطعة اللي كنت جاية بيها، أه صحيح نسيت، أصل طنط سلوى عشان قلبها طيب قلعتهالك وجابتلك لبس تاني.
بعدت ايدها ورجعت خطوتين لورا، وأنا بحاول أتمالك أعصابي، وقولت: مالكيش دعوة يجيبلي أو ميجيبليش، دي حاجة متخصكيش، أنا مراته وعلى اسمه وواجب عليه انه يعملي كل حاجة.
وبعدها بصتلها باشمئزاز وقلتلها: هتعملي انتي ايه بقى لما تامر يعرف انك دخلتي البيت بعد ما طردك، وانك قلتيلي الكلام ده.
رفيدة بقلق: انتي بتهددني انك هتحكيله، قوليله أنا مش بخاف.
قالت الكلام ده وهي كلها رعب وخوف، وفجأة باب الأوضة اتفتح علينا وتامر دخل وبص لرفيدة بكل غضب.
تامر: انتي ايه اللي جابك هنا؟
رفيدة: أنا بس كنت……
رحمتها من الرعب والخوف اللي كانت فيه وبصيت لتامر وقلتله: رفيدة كانت هنا يا تامر عشان كانت بتقولي مبروك.
حرك تامر راسه باستغراب، وسابنا ودخل الحمام، وهي بصتلي بغل وحقد ومشيت.
غيرت هدومي ونزلت رحت المطبخ وقابلت كل الخدم بابتسامة وهما كمان بدلوني الابتسامة، وسلمت عليهم وفي نفس الوقت دخلت سلوى هانم بكل غضب وعصبية.
سلوى: انتي ايه اللي موقفك عندك.
هدير: أنا بس كنت بسلم عليها.
سلوى بغضب: والله لو حنيتي لعشتك زمان قوليلي، إنما اللي انتي بتعمليه ده مينفعش، طول ما انتي شايلة اسم ابني واسم العيلة يبقى كل نفس، وحركة، وتصرف منك يبقى بحساب.
هدير باستغراب: بس أنا معملتش حاجة حضرتك لكل ده.
سلوى بزعيق: يعني أنا هقول على حاجة محصلتش؟
هدير بهدوء: لا حضرتك صح أنا آسفة عن إذنك.
خرجت من المطبخ، وطلعت هي ورايا وهي عمالة تزعق.
سلوى: انتي واحدة مش محترمة وقليلة الأدب.
اتصدمت من اللي هي بتعمله ومن الكلام اللي بتقوله.
هدير: ليه بس حضرتك أنا معملتش حاجة لكل ده.
سلوى بزعيق: انتي كمان بتبجحي، مش كفاية الهباب اللي عملتيه قدام الخدامين.
كان تامر نازل على السلم وسامع كل الكلام اللي مامته بتقولهولي.
تامر بضيق: في ايه يا ماما مالك؟
سلوى بزعق: يعني أنا بعد ما اعاملها كويس وافتحلها بيتي، الست هانم تعاملني أنا بالشكل ده قدام الخدامين.
بصلي تامر وأنا في حالة من الصدمة، وعمالة ابص لتامر وابص لسلوى هانم.
سلوى: أنا مش هينفع اعيش بالطريقة دي، أنا واحدة ست عشت عمري كله بحافظ على مكانتي، وفي الآخر تيجي واحدة زي دي تعاملني أنا كده.
بصيت لتامر وأنا بحاول امسك نفسي ومعيطش وقلتله: والله يا تامر اللي حصل….
بس تامر قطع كلامي عشان مكملش، وشاورلي إني اسكت ومتكلمش، وأنا حطيت عيني في الأرض.
تامر: خلاص يا ماما حقك عليا اللي حصل ده مش هيتكرر تاني.
وبعدها تامر بصلي بغضب، وبكل كسرة قلت لسلوى هانم: أنا آسفة لو كنت ضايقت حضرتك وعملت حاجة غلط.
بصيتلي بلا مبالاة وأخدت بعضها ومشيت.
لتكملة القصة اضغط الزر بالاسفل





