منوعات

أسحار تتجدد في يوم عاشوراء

يعتقد الكثيرون أن يوم عاشوراء لا يقتصر فقط على فضائل العبادة والصوم والذكر، بل هو أيضًا توقيت يحرص فيه بعض أرباب السحر والشعوذة على تجديد أسحارهم لأهداف معينة. يُقال إن بعض الفئات مثل اليهود والشيعة – وفقًا لهذا الاعتقاد – يركزون على إعداد أسحار خاصة تهدف إلى تعطيل العبادة ومنع الاستفادة من الطاقة الروحية العظيمة التي يفيض بها هذا اليوم المبارك. وتكون هذه الأعمال السحرية موجهة تحديدًا نحو الأشخاص الذين يُعرفون بأنهم زوهريون، وهم أفراد يُعتقد أن الله سبحانه وتعالى جعل في أرواحهم طاقة نورانية ذات أثر قوي لا يعلم مداها إلا الله.

طبيعة الأسحار وأساليب استخدامها

يُروى أن هذه الأسحار تتجدد في عاشوراء بطرق ذات طابع نجس، حيث يستخدم السحرة مواد نجسة وأختامًا إبليسية توضع على مواضع حساسة من الجسد كالرحم والحوض والمعدة والبطن والرأس. هدف هذه الأختام هو عرقلة الاستفادة الروحية والبركة التي تحضر مع تعظيم هذه الأيام والليالي. وبحسب المعتقد السائد بين المهتمين بهذا المجال، فإن هذه الأسحار ليست مجرد طقوس سطحية بل هي أساليب متقنة يجري إعدادها في توقيتات محددة لكي تتزامن مع ارتفاع الطاقة الربانية التي تغمر الأرض في الأيام المقدسة.

تأثير الأسحار في تعطيل البركة والطاقة

عند النظر في الأمر من زاوية روحانية، نجد أن السحر في أيام مثل عاشوراء قد يكتسب أثرًا أكبر في تعطيل شؤون الناس، لأن هذه المناسبات تمثل فرصًا عظيمة لتجديد الإيمان وازدياد النور الرباني في القلوب. وهذه البركة نفسها هي التي يخشاها السحرة والمشعوذون، إذ تُعدّ سببًا في إضعاف كل ما يبثونه من ظلمة ومكر. لذلك يُكثرون في هذه الفترات من أعمال السحر كي يقطعوا الصلة بين العبد وربه ويعطّلوا المنافع الروحية العظيمة التي تنزل في مثل هذه الأيام.

أهمية العبادة والصوم لمواجهة الأسحار

في ضوء ذلك، ينصح أهل الخبرة الروحية والصالحون بالصوم يوم عاشوراء، والإكثار من العبادة، وقراءة القرآن الكريم بنية التحصين والتطهير. من أفضل ما يُقرأ في هذه المناسبات آية النور وآية الفتح وآية التحرير، لما فيها من أسرار جليلة وتأثير نوراني قوي يُضعف كيد الشياطين ويقطع الطريق على محاولات تجديد السحر. الصوم هنا ليس عبادة فحسب، بل درع حماية وتحصين يحمي الروح والجسد معًا من اختراق هذه الطاقات المظلمة التي تنشط في هذا التوقيت.

شرب الماء المرقي والتحصين بالأوراد

إلى جانب العبادة والصوم، يُستحسن شرب الماء المقروء عليه الرقية الشرعية والآيات المباركة بكثرة. الماء المرقي يساعد على تطهير المعدة وتقوية الجسد في مواجهة آثار الأسحار التي يُقال إنها تُرسل أحيانًا عبر الطعام والشراب. ويُنصح أيضًا بالإكثار من قراءة حزب التحصين المبين والتحجيب المنير بداية من ليلة عاشوراء وحتى انقضاء اليوم المبارك، وذلك بهدف إنشاء حصن نوراني يمنع تجدد السحر ويضعف كل محاولة للاختراق أو السيطرة الروحية.

الرقية الشرعية أساس التخلص من الأسحار

رغم كل ما ذُكر من وسائل التحصين، يظل التخلص الجذري من الأسحار مرتبطًا أولًا وأخيرًا بالرقية الشرعية الموثوقة، فهي الطريق الأقوى لإزالة أثر السحر وطرد خدامه مهما كانت قوتهم. إذا تم التخلص من السحر بالرقية، يُقال إن تجدد الأسحار يصبح مستحيلًا وتذهب تلك الروابط المظلمة إلى غير رجعة بإذن الله تعالى. لذلك ينبغي ألا نكتفي بالتحصين وحده، بل نجعل الرقية الشرعية أولوية قصوى كي نتخلص تمامًا من الأذى.

علامات تجدد الأسحار في الجسد

يعتقد بعض المعالجين بالرقية أن هناك علامات تظهر على الشخص إذا تجددت عليه الأسحار في المناسبات الدينية. من أبرز هذه العلامات الشعور بصداع مفاجئ أو ثقل شديد في الرأس والبطن، النفور من الطاعات بشكل غير مبرر، تقلب المزاج السريع والضيق الحاد عند سماع القرآن أو الأذكار، والأحلام المزعجة المتكررة في ليالي هذه المناسبات. وقد تظهر أيضًا أعراض جسدية مثل تنميل الأطراف أو اضطرابات في الهضم والمعدة، ويُنصح في هذه الحالات بمراجعة معالج موثوق لتشخيص الحالة بدقة.

دور النية واليقين في إبطال السحر

النية الصادقة واليقين القوي في قدرة الله تعالى هما ركن أساسي في مواجهة السحر وتجديده. فحتى مع استخدام الرقية والتحصين، يظل القلب إذا امتلأ بالريبة والخوف المفرط أكثر عرضة للتأثر بالطاقة السلبية. لذلك يجب أن يُرافق التحصين يقين راسخ بأن الله هو القادر على رد كيد السحرة وإبطال أسحارهم مهما بلغت قوتها. يقين العبد وتوكله يفتحان له باب الحماية ويمنحانه الطمأنينة.

أهمية الوعي الروحي والتثقيف الشرعي

كثيرون يجهلون الأساليب التي يستخدمها السحرة أو يظنون أنها خرافات، بينما الحقيقة أن الوعي والمعرفة بمداخل السحر وأبوابه جزء من الحماية. التفقه في الرقية الشرعية وفهم أذكار التحصين وأسباب تعلق الخدام الروحانيين بالإنسان يعين على التصدي لهم مبكرًا. لهذا يُنصح بالقراءة في مصادر موثوقة والرجوع لأهل العلم الثقات لتعلّم ما ينفع ويصون النفس من الجهل بالأذى.

فضل المناسبات الدينية رغم محاولات التعطيل

رغم ما يُقال عن محاولات تعطيل بركة المناسبات الدينية، تبقى أيام مثل عاشوراء مواسم للنفحات الربانية والفتح الإلهي. وكلما أخلص العبد العبادة وأحسن الظن بالله، صار أقوى على مواجهة كيد السحرة والشياطين. هذه الأيام فرصة للتجديد الروحي وإحياء القلب بالإيمان، فلا ينبغي أن نخاف من محاولات التعطيل بل نزداد يقينًا بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى