محمد صلاح يشارك فى فوز ليفربول على بريستون 3-1 ودياً

شهدت مدينة بريستون لحظة استثنائية جمعت بين كرة القدم والإنسانية، خلال المباراة الودية التي جمعت ليفربول وبريستون نورث إند، حيث تحولت أجواء اللقاء من مجرد استعداد فني للموسم الجديد إلى لحظة وفاء صادقة لرحيل ديوجو جوتا وشقيقه. وبينما شارك النجم المصري محمد صلاح في التشكيل الأساسي، خطفت مشاعر الحزن والاحترام الأضواء، لتبقى المباراة في الذاكرة ليس بنتيجتها، بل بما حملته من معاني التكريم والتضامن.
محمد صلاح يشارك فى فوز ليفربول على بريستون 3-1 ودياً
حقق ليفربول فوز ودي مهم على فريق بريستون نورث إند بنتيجة 3-1 في اللقاء الذي جمعهما على ملعب “ديبديل” العريق ضمن استعدادات الفريق الأحمر للموسم الجديد. وشارك النجم المصري محمد صلاح في الشوط الأول، في أول ظهور له منذ انتهاء الموسم الماضي. اللقاء الذي كان فنيًا في طبيعته، تحول إلى مناسبة إنسانية كبيرة لتكريم ديوجو جوتا وشقيقه أندريه سيلفا، بعد وفاتهما في حادث مأساوي، وهو ما أضفى طابعًا مؤثرًا على أجواء المباراة الودية الاستعدادية.
لحظة وفاء مؤثرة تسبق بداية المباراة
قبل انطلاق المواجهة وقف اللاعبون دقيقة صمت تكريمًا لذكرى جوتا وشقيقه وسط أجواء حزينة لكنها مليئة بالتقدير. وتم تشغيل النشيد الشهير “لن تسير وحدك أبدًا” الذي هز أرجاء الملعب بصمت يحمل مشاعر عميقة. كما قام قائد بريستون، بن وايتمان، بوضع إكليل من الزهور أمام جماهير ليفربول في لقطة رمزية أثارت تعاطف الجميع. وشهد اللقاء ارتداء الفريقين شارات سوداء، بينما عرضت الشاشات الإلكترونية رسائل تعزية من جماهير الفريقين في مشهد أظهر مدى ترابط أسرة كرة القدم.
تفاصيل الأهداف و تشكيلة ليفربول في اللقاء
بدأ ليفربول التسجيل عن طريق كونور برادلي في الدقيقة 33 من عمر اللقاء، قبل أن يضيف داروين نونيز الهدف الثاني في الدقيقة 53، ويختتم كودي جاكبو الثلاثية بهدف في الدقيقة 88. وسجل فريق بريستون هدفه الوحيد عن طريق ليندسي في الدقيقة 83. وقد خاض ليفربول الشوط الأول بتشكيل ضم مامارداشفيلي، جوميز، تسيميكاس، برادلي، ستيفنسون، سوبوسلاى، جرافينبيرش، نيوني، كييزا، محمد صلاح ونجوموها. وفي الشوط الثاني، أجرى المدرب أرني سلوت تغييرًا شاملًا على التشكيل.
محمد صلاح يظهر للمرة الأولى ويغادر في الشوط الثاني
كانت هذه المباراة أول ظهور رسمي للنجم المصري محمد صلاح منذ عودة الفريق للتدريبات، وقد شارك في الشوط الأول فقط، ليغادر بعدها مع باقي زملائه الذين شاركوا منذ البداية، ضمن خطة الجهاز الفني لتجربة جميع اللاعبين. مشاركته نالت اهتمام الجماهير، لا سيما أنها أتت في ظل أجواء حزينة عاشها الفريق بسبب فقدان زميلهم جوتا. ورغم الطابع الودي للقاء، إلا أن وجود صلاح أضاف طابع تنافسي ودعم معنوي واضح للاعبين الشباب والجهاز الفني الجديد بقيادة سلوت.
فرصة ثمينة للاعبي الأكاديمية لاختبار قدراتهم
شكلت هذه المواجهة الودية مناسبة جيدة أمام لاعبي أكاديمية ليفربول لإثبات قدراتهم، إذ دفع المدرب أرني سلوت بعدد كبير من العناصر الشابة في الشوط الثاني من المباراة. الأداء القوي الذي قدمه البعض، مثل ريو نجوموها وستيفنسون، لفت أنظار الجهاز الفني وفتح الباب أمام إمكانية تصعيدهم بشكل دائم للفريق الأول. وعبر المدرب عن رضاه بمردودهم، مؤكدًا أن هذه المباريات الودية تمنح فرصة فعلية للتجربة والتقييم بعيدًا عن ضغوط النتائج الرسمية.
عودة الفريق للتدريبات بعد أيام من الحداد
كان فريق ليفربول قد استأنف تدريباته يوم الثلاثاء الماضي، بعد توقف استمر عدة أيام نتيجة الحزن الشديد الذي خيم على النادي عقب وفاة اللاعب ديوجو جوتا وشقيقه في حادث سير بإسبانيا. أثرت الحادثة بعمق على اللاعبين والجهاز الفني، ما دفع الإدارة لمنح الجميع بعض الوقت للراحة النفسية. وحرص الجميع على الحضور لجنازة جوتا التي أقيمت في مدينة جوندومار البرتغالية، وظهر التأثر الشديد على زملائه وأفراد الطاقم الفني، في مشهد إنساني عبّر عن المحبة والوفاء.
رقم جوتا يتحول لرمز داخل النادي
قرر نادي ليفربول عدم استخدام القميص رقم 20 مرة أخرى في جميع فرق النادي، كنوع من الوفاء والتقدير للراحل ديوجو جوتا. جاء هذا القرار بالتنسيق مع أسرته، ويعكس مدى المحبة التي نالها داخل الفريق وخارجه. الرقم لم يعد مجرد رمز في الملعب، بل أصبح ذكرى دائمة تحمل اسم لاعب صنع الفارق بروحه وأخلاقه قبل مستواه. وأجمع اللاعبون والجهاز الفني على أن هذا القرار يحمل رسالة واضحة بأن جوتا سيبقى حاضرًا في كل مباراة، حتى لو لم يكن جسديًا بينهم بعد الآن.
كلمات المدرب تلامس القلوب
في حديث مؤثر أكد أرني سلوت المدير الفني لليفربول أن المشاعر لا يجب أن تخفى، سواء كانت حزنًا أو فرحًا. وأوضح أن الفريق ليس مجبر على التظاهر بالقوة، بل يمكنهم أن يعيشوا لحظاتهم كما يشعرون بها. هذه الكلمات تركت أثر عميق في نفوس اللاعبين، الذين وجدوا في مدربهم دعم نفسي وإنساني قبل أن يكون دعم فني. لقد استطاع أن يذكر الجميع بأن كرة القدم ليست فقط نتائج وأرقام، بل أيضًا لحظات إنسانية حقيقية نعيشها ونحترمها بكل صدق.
الجماهير توحدت في لحظة إنسانية
شهدت المدرجات لحظات لا تنسى عندما توحدت جماهير ليفربول وبريستون في دقيقة صمت صادقة، تلاها هتاف جماعي باسم جوتا. الأجواء تحولت إلى مشهد مؤثر يعكس عمق المشاعر التي يحملها المشجعون تجاه لاعب لم يكن ينتمي حتى إلى الفريق المنافس. هذه اللحظة بينت أن الحزن يوحد الناس مهما اختلفت ألوان قمصانهم، وأن الروح الرياضية الحقيقية تظهر في مثل هذه المواقف. لم يكن هناك فريقان في ذلك الوقت، بل جمهور واحد يودّع لاعبًا برحيل مفاجئ أصاب الجميع بالحزن.
إكليل ورد ورسالة بدون كلام
في لفتة بسيطة لكنها عميقة، قام قائد فريق بريستون بوضع إكليل من الزهور أمام مدرج جماهير ليفربول قبل بداية المباراة. لم يتحدث أحد، لكن المشهد عبّر عن كل شيء. كانت الرسالة واضحة: نحن نشعر بما تشعرون به، ونقف إلى جانبكم. هذه اللحظة الرمزية بقيت محفورة في ذاكرة كل من شاهدها، لأنها كانت نابعة من القلب دون أن تطلب. كرة القدم، رغم تنافسها، تحمل بين طياتها الكثير من الإنسانية التي تظهر بصدق في لحظات الفقد والمواساة.
ذكريات تبقى رغم الغياب
لم يكن ديوجو جوتا مجرد لاعب كرة قدم، بل كان شخصًا يملك تأثيرًا كبيرًا داخل الملعب وخارجه. عرف عنه حبه للأعمال الخيرية واهتمامه بمن حوله، لذلك لم يكن غريبًا أن يبادر النادي بتقديم الدعم الكامل لعائلته بعد رحيله. كل من تعامل معه كان يصفه بالابتسامة الدائمة وروح التعاون. غيابه ترك فراغًا كبيرًا، لكن ذكراه ستبقى حاضرة في قلوب الجميع، سواء من زملائه أو من الجماهير. فهناك أشخاص لا تقاس قيمتهم بعدد الأهداف، بل بما يتركونه من أثر.