
في خطوة غير مسبوقة في تاريخها حيث أعلنت شركة نتفليكس عن إطلاق خدمتها الجديدة الخاصة بالألعاب عبر الشاشات الذكية لتفتح بذلك فصلاً جديداً جدا في مسيرتها الطويلة في عالم الترفيه الرقمي هذه الخطوة تأتي بعد سنوات من التركيز على بثّ الأفلام وايضا المسلسلات لتتحول المنصة اليوم إلى تجربة تفاعلية شاملة تمزج بين المشاهدة واللعب وتمنح المستخدمين مستوى جديدًا من الترفيه المنزلي
نتفليكس تدخل عالم الألعاب التلفزيونية بخطوة جديدة
لعبه نتفليكس تدخل عالم الألعاب على الشاشات الذكية لأول مرة، خدمة نتفليكس للألعاب، التي تم إطلاقها رسميًا في مجموعة من الدول كمرحلة أولى، تهدف إلى تحويل التلفاز من مجرد شاشة عرض إلى منصة ترفيه متكاملة، تسمح للمستخدمين بلعب ألعاب رقمية باستخدام أجهزة التحكم أو حتى الهواتف الذكية كأداة تحكم رئيسية، وذلك دون الحاجة إلى أجهزة ألعاب تقليدية مثل بلايستيشن أو إكس بوكس.
التحول من المشاهدة إلى التفاعل
منذ تأسيسها في عام 1997، كانت نتفليكس دائمًا في مقدمة الابتكار في عالم الترفيه ومع إطلاق خدمتها الجديدة، تؤكد الشركة مرة أخرى أنها لا تكتفي بمواكبة التغيرات التكنولوجية، بل تسعى إلى قيادتها، والفكرة الأساسية من الخدمة الجديدة تقوم على الدمج بين محتوى الفيديو واللعب التفاعلي، بحيث يمكن لكل للمستخدمين الانتقال بسهولة من مشاهدة مسلسل إلى تجربة لعبة مستوحاة من نفس العالم السينمائي وبهذا الشكل، تسعى نتفليكس إلى خلق منظومة متكاملة من الترفيه، تجمع بين القصة، والموسيقى، والتفاعل، في تجربة واحدة متكاملة.
كيف تعمل هذه الخدمة
بحسب ما أعلنت الشركة في بيانها الرسمي، فإن خدمة Netflix Games TV ستتوفر في البداية على أجهزة محددة من شركات مثل سامسونج وإل جي وروكو، بالإضافة إلى بعض أنظمة تشغيل أندرويد تي في فاير تي في، وسيكون بمقدور المستخدمين تحميل تطبيق الألعاب مباشرة من واجهة نتفليكس على الشاشة، دون الحاجة إلى أجهزة إضافية أو اشتراكات منفصلة، أما عن طريقة التحكم، فقد أوضحت نتفليكس أن الهاتف الذكي سيكون أداة اللعب الأساسية في البداية، وذلك من خلال تطبيق خاص يعمل كيد تحكم لاسلكية، يتيح للمستخدم تحريك الشخصيات داخل اللعبة، واختيار الأوامر بسهولة عبر شاشة اللمس كما تعمل الشركة في الوقت نفسه على تطوير وحدة تحكم مخصصة قيد الاختبار حالياً، لتوفير تجربة لعب أكثر دقة واحترافية في المستقبل.
تجربة أولى واعدة: ما الألعاب المتاحة الآن؟
في المرحلة التجريبية الأولى، طرحت لعبه نتفليكس مجموعة محدودة من الألعاب لتقييم الأداء وجمع آراء المستخدمين، وتشمل هذه القائمة ألعاباً متنوعة تناسب جميع الأعمار، منها هذه الالعاب مثل:
لعبه مغامرات غامضه
Oxenfree II: Lost Signals لعبة مغامرات غامضة من تطوير استوديو Night School Studio الذي استحوذت عليه نتفليكس سابقًا.
لعبه تعتمد علي الذكاء
Molehew’s Mining Adventure لعبة خفيفة تعتمد على الذكاء ورد الفعل السريع.
لعبه تتيح خوض مغامرات
Shadow and Bone: The Dark Path، وهي لعبة مستوحاة من المسلسل الشهير الذي يحمل الاسم نفسه، تتيح للاعبين خوض مغامرات داخل عالم الشادو فولد.
لعبه تعتمد علي الدقه والتحكم
Shooting Hoops، وهذه اللعبة مسلية تعتمد على الدقة في التصويب والتحكم في الكرة.
خطوة استراتيجية لمنافسة عمالقة الألعاب
قرار نتفليكس بدخول عالم الألعاب التلفزيونية ليس خطوة عشوائية، بل يأتي كجزء من استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وجذب شرائح جديدة جدا من المستخدمين، خصوصاً بعد التباطؤ النسبي في نمو عدد المشتركين وذلك خلال العامين الماضيين، ويرى محللون في قطاع التكنولوجيا أن الشركة تحاول منافسة خدمات مثل Apple Arcade و Amazon Luna و Nvidia GeForce Now، لكن بأسلوب مختلف يعتمد على قوة علامتها التجارية، وقاعدة مستخدميها الضخمة التي تجاوزت 270 مليون مشترك حول العالم.
نموذج نتفليكس واختلاف عن المنافسين
كما أن نموذج نتفليكس يختلف عن منافسيها في نقطة رئيسية الألعاب مضمنة، داخل الاشتراك الحالي دون أي رسوم إضافية هذه الميزة تمنحها أفضلية تنافسية واضحة، وتجعل الخدمة أكثر جاذبية للمستخدمين الذين يبحثون عن تجربة ترفيه متكاملة دون تكلفة إضافية.
الذكاء الاصطناعي وتحليل سلوك الاعبين
من الجوانب اللافتة في المشروع الجديد أن نتفليكس تخطط لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة اللعب، حيث سيتم تحليل لكل تفضيلات المستخدمين وسلوكهم أثناء اللعب لتقديم توصيات دقيقة حول الألعاب المناسبة لهم، تمامًا كما تفعل المنصة حاليًا مع الأفلام والمسلسلات، ووفقًا لتصريحات أحد مسؤولي الشركة، فإن الذكاء الاصطناعي سيكون قلب الخدمة الجديد، لأنه سيمكن نتفليكس من ابتكار تجارب مخصصة لكل مستخدم، بل وربط بعض الألعاب بعوالم المسلسلات التي يشاهدها المشترك نفسه، مما يعزز فكرة الدمج الكامل بين المشاهدة واللعب.
التحديات التقنية التي تواجه هذه اللعبة
على الرغم من الحماس الكبير حول المشروع، إلا أن دخول نتفليكس إلى مجال الألعاب عبر السحابة لا يخلو من التحديات، ومن أبرز هذه التحديات كالاتي:
سرعة الاتصال بالإنترنت وجودته
تعتمد التجربة على بث مباشر للألعاب مثلما يحدث في خدمات الفيديو، أي تأخير Lag في الاتصال قد يؤثر سلباً على الأداء ويقلل من متعة اللعب، خصوصاً في الألعاب التي تتطلب دقة عاليه واستجابة لحظية.
قدرات الشاشه الذكيه
كما تواجه الشركة تحديًا آخر يتمثل في قدرات الشاشات الذكية المختلفة، إذ تختلف من حيث الأداء وأنظمة التشغيل، وهو ما يستدعي من نتفليكس تطوير حلول تقنية مرنة تضمن تشغيل الألعاب بسلاسة على أكبر عدد ممكن من الأجهزة.
ردود الأفعال الأولى من المستخدمين والخبراء
التجارب الأولى التي أجريت في كندا والمملكة المتحدة حظيت بردود فعل متباينة، فبينما أشاد كثير من المستخدمين بسهولة الاستخدام وفكرة تحويل الهاتف إلى أداة تحكم ذكية، رأى آخرون أن التجربة لا تزال بحاجة إلى تحسين من حيث سرعة الاستجابة وجودة الرسومات، أما المحللون التقنيون فقد وصفوا الخطوة بأنها مغامرة محسوبة، مشيرين إلى أن نتفليكس تمتلك كل المقومات للنجاح في هذا المجال قاعدة مستخدمين ضخمة، محتوى أصلي قوي، وقدرة مالية كبيرة للاستثمار في تطوير الألعاب،لكن نجاحها النهائي سيعتمد على مدى قدرتها على الاستمرار في الابتكار، وايضا تقديم تجارب ممتعة وجذابة بقدر أعمالها الدرامية.
مستقبل الخدمة وتوسّعها العالمي
تخطط نتفليكس لتوسيع خدمتها للألعاب على مراحل خلال العام المقبل، لتشمل المزيد من الدول والأجهزة، ووفقاً تقارير داخلية، تعمل الشركة على دمج الألعاب ضمن كل خطط الاشتراك الحالية، بما في ذلك الحزم الأساسية، دون أي رسوم إضافية، كما تدرس إمكانية توفير خدمة بث ألعاب عبر الويب تتيح اللعب مباشرة من متصفح الإنترنت على الحواسيب المحمولة، الطموح الأكبر للشركة هو إنشاء نظام بيئي متكامل، يضم الأفلام والمسلسلات والألعاب والموسيقى في مكان واحد.
نتفليكس والجيل الجديد من الترفيه المنزلي
يبدو أن نتفليكس تراهن على الجيل الجديد من المشاهدين الذين لا يكتفون بالمشاهدة السلبية، بل يفضلون المشاركة الفعلية والتفاعل مع المحتوى هذه الفكرة تنسجم مع التحولات الكبرى في سلوك المستخدمين، خصوصاً بين فئة الشباب، الذين يقضون ساعات طويلة في الألعاب التفاعلية أكثر من مشاهدة التلفزيون التقليدي ولذلك، فإن إدماج الألعاب في المنصة ليس مجرد إضافة جديدة، بل إعادة تعريف تجربة المشاهدة المنزلية، المستخدم يمكنه الآن الانتقال من متابعة فيلم إلى خوض مغامرة تفاعلية بنفس القصة أو الشخصيات، مما يخلق نوعاً جديداً من الترابط بين المشاهد والمنتج الفني.






