OpenAI تطلق “البحث العميق”.. أداة ذكاء اصطناعي لمنافسة DeepSeek الصينى

في خطوة جديدة تعكس المنافسة الشرسة في مجال الذكاء الاصطناعي. كشفت شركة OpenAI عن أحدث أدواتها البحثية تحت اسم “البحث العميق” في محاولة لمراقبة التطورات المتسارعة ومنافسة العملاق الصيني DeepSeek. هذه الأداة التي تعد طفرة في عالم البحث الذكي تعتمد على تقنيات متقدمة لفهم وتحليل البيانات بعمق غير مسبوق. مما سيفتح آفاقاً واسعة لاستخداماتها في مختلف المجالات مع احتدام المنافسة بين الشركات الكبرى. ويطرح هنا سؤال: هل سيؤثر هذا التطور على المستقبل الخاص بالبحث العلمي والتقني؟ وما مدى تفوق OpenAI في سباق الهيمنة على أدوات الذكاء الاصطناعي العالمية؟ كل هذا وأكثر سنتعرف عليه من خلال هذا المقال.
OpenAI تطلق “البحث العميق”.. أداة ذكاء اصطناعي لمنافسة DeepSeek الصينى
بعد أسبوع من إطلاق Operator، تكشف شركة OpenAI عن أداة جديدة وهي أداة الذكاء الاصطناعي تحت مسمى “البحث العميق”. والتي صممت خصيصاً لإجراء أبحاث تفصيلية باستخدام روبوت الدردشة “شات جي بي تي”. حيث يعتمد الوكيل الجديد على نموذج OpenAI O3 الأمثل لتصفح الويب وتحليل البيانات باستخدام بايثون. والذي يتيح له البحث في النصوص والصور وملفات PDF عبر الإنترنت بذكاء ومنهجية متقدمة.
أداء قوي للمهنيين والمستهلكين
نشرت شركة OpenAI في منشور لها على المدونة الرسمية الخاصة بها أن “البحث العميق” مخصص لعدة أشخاص. وهم الأشخاص الذين يعملون في مجالات مثل التمويل والعلوم والسياسات والهندسة. وتلك الأشخاص يحتاجون دائماً إلى أبحاث موثقة وشاملة. وأشارت الشركة إلى أن هذه الميزة ستكون مفيدة أيضاً للمستهلكين الذين يبحثون عن توصيات مخصصة للغاية قبل اتخاذ قرارات شراء معقدة. مثل اختيار منتجات أو خدمات ذات طبيعة فنية أو مالية، مما يعزز من تجربة المستخدم ويساهم في اتخاذ قرارات مدروسة. وبفضل هذه التقنيات المتقدمة. تفتح هذه الأداة آفاقاً جديدة للمستخدمين في مختلف المجالات من خلال توفير أدوات فعالة تساهم في تسريع وتيرة العمل وتحسين الدقة.
الذكاء الاصطناعي يساعد في تقليل الوقت والجهد
صرح نائب رئيس الهندسة في OpenAI أن التقنية الجديدة من تقنية البحث العميق، والتي تم إطلاقها مؤخرًا تمثل تحولًا جذريًا في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي، والاعتماد عليه في تسهيل المهام المعرفية المعقدة. فإن هذه الأداة تعتبر بمثابة استشارة خبير تعمل على تقديم نتائج بحثية دقيقة وعملية وسريعة. وهذا يقلل الوقت المطلوب لإجراء الأبحاث المكثفة التي كانت من الممكن أن تستغرق ساعات طويلة من العمل البشري. وتم توضيح أن هذه الأداة تتيح للمستخدمين الوصول إلى معلومات متعمقة وتحليل بيانات معقدة بفاعلية غير مسبوقة. مما يجعل العملية البحثية أسرع وأكثر دقة. وهذه التقنية التي تعتمد على قدرة الذكاء الاصطناعي في فهم السياق المعرفي بشكل متقدم تمثل خطوة مهمة جدًا نحو تسريع وتيرة الابتكار في مجالات متنوعة، سواء كانت المجالات العلمية أو التقنية.
كيف يعمل البحث العميق؟
لكل مستخدمي شات جي بي تي، إن كنتم ترغبون في استخدام هذه الميزة. يمكنكم تحديد البحث العميق من قائمة الخيارات وإدخال استفساركم. وسواء كان المطلوب هو تحليل تنافسي لمنصات البث أو تقرير مخصص حول أفضل دراجة للتنقل وغيرها من الأسئلة. يكفي أن تبلغ شات جي بي تي بالتفاصيل المطلوبة، وسوف يرفق لكم الملفات أو جداول البيانات لإضافة مزيد من السياق. فمجرد إرسال طلبكم، سوف يظهر لكم شريط جانبي يعرض الخطوات المتبعة والمصادر المستخدمة. عادة ما يستغرق البحث بين خمسة إلى 30 دقيقة وفقًا لتعقيد الموضوع. وسيتلقى المستخدم إشعارًا عند اكتماله، وسوف يتم تسليم التقرير النهائي داخل الدردشة بتنسيق مفصل ومدعوم بالمصادر.
“البحث العميق” مقابل “GPT-4″ و”Operator”
إن OpenAI تؤكد على أن أداة البحث العميق تتميز بإجابات موثقة مدعومة بالمصادر. ولكنه بطيء في عملية البحث مقارنة بـ GPT-4 الذي يعد أفضل للمحادثات الفورية متعددة الوسائط. فإن كنت بحاجة إلى تحليل عميق ومستند إلى بيانات ومصادر صحيحة. سوف تكون أداة البحث العميق هي الخيار الأفضل، حيث يوفر استكشافًا موسعًا واقتباسات دقيقة. وهذا ما يجعله أداة للحصول على رؤى موثقة وقابلة للتنفيذ.
تصريح “سام ألتمان” بخصوص أول نموذج ذكاء الصناعي
نشر الرئيس التنفيذي لـ OpenAI منشورًا على منصة إكس، وهي منصة تويتر سابقًا، يشرح فيه كيفية عمل البحث العميق ويؤكد أنه رغم بطئه النسبي. إلا أنه يمثل قفزة نوعية في قدرة الذكاء الاصطناعي على معالجة مجموعة واسعة من المهام المعقدة. حيث تعمل OpenAI حاليًا على إضافة صور مدمجة ورسوم بيانية ومميزات تحليلية لتعزز من وضوح وسياق التقارير في المستقبل القريب.
ما الفرق بين البحث العميق و Operator
الفرق الأساسي بين البحث العميق وOperator أن Operator متخصص في تنفيذ المهام المتكررة عبر المتصفح مثل ملء النماذج وطلب المنتجات وإنشاء الميمز. ولكنه غير مصمم لإجراء أبحاث متعمقة مثل البحث العميق. لكن البحث العميق يركز على التحليل والاستنتاج. مما يجعله أكثر ملاءمة للمهام البحثية المتقدمة وحل المشكلات المعقدة التي تواجه المستخدمين في حياتهم العملية واليومية.
OpenAI تواجه المنافسة مع DeepSeek الصيني
يأتي هذا التطور في وقت يشهد فيه نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني اهتمامًا واسعًا بفضل تقنيته المتقدمة وتكلفته المنخفضة. وهذا ما يجعله من النماذج التي تكتسب شهرة واسعة في مجالات متعددة. ورغم إشادة سام التمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، بهذا النموذج الصيني واعترافه بقدراته، إلا أنه وعد بأن OpenAI ستواصل العمل على تطوير نماذج أقوى وأكثر كفاءة. ووفقًا لألتمان، تسعى الشركة إلى الحفاظ على ريادتها في هذا المجال عبر تقديم تقنيات متطورة تستجيب لمتطلبات الأسواق المتزايدة. مع التركيز على تحسين الأداء والجودة في أدوات الذكاء الاصطناعي التي تتيح فرصًا جديدة في مختلف الصناعات.