
أنا في الأول كنت فاكرة إن لما أدي ابني التابلت يشوف كارتون شوية يبقى كده “بيسلي نفسه”، بس اكتشفت إن الموضوع أعمق بكتير. الدراسات دلوقتي بتقول إن الاستخدام الطويل للشاشات، خصوصًا على مسافات قريبة، ممكن يسبب قصر النظر للأطفال. يعني الطفل بيقعد بالساعات مركز في شاشة صغيرة، وعينه مش بتاخد راحة ولا بتتحرك في المساحة الواسعة، فده بيأثر على تطور النظر عنده مع الوقت، وده خلاني أراجع نفسي بصراحة.
عيون الأطفال لسه بتتكوّن
اللي لازم كلنا نبقى عارفينه إن عين الطفل لسه في مرحلة تطور، وده معناه إنها حساسة لأي ضغط أو إجهاد. لما الطفل يفضل باصص في شاشة طول اليوم، بيجهد عضلات العين جدًا. وبدل ما تتطور العين بشكل طبيعي، بيبدأ يحصل خلل في التركيز والرؤية. قصر النظر مش بييجي فجأة، ده بيتراكم مع الوقت بسبب العادات دي، وكل ما الطفل أصغر، بيكون التأثير أكبر. وده بيخوفني جدًا على أولادي بصراحة.
قصر النظر مش بس نظارة
الناس ممكن تفتكر إن قصر النظر حاجة بسيطة وبتتعالج بنظارة وخلاص. لأ، الموضوع أعمق من كده. لما الطفل يجيله قصر نظر بدري، بيبقى عرضة إن الحالة تتدهور بسرعة، وممكن بعد كده يحصل مشاكل تانية في العين زى ضعف الشبكية أو حتى مشاكل في الرؤية الليلية. ده غير إن النظارة نفسها بتأثر على نفسيته في المدرسة أو وسط أصحابه. وعلشان كده الوقاية أهم بكتير من العلاج في الحالة دي.
الشاشات بتسحب الوقت من اللعب الطبيعي
اللي وجعني أكتر لما فكرت في الوقت اللي بيضيع على الشاشة. زمان كنا بنلعب في الشارع ونجري ونتسلق ونتفرج على الدنيا حوالينا. دلوقتي ولادنا قاعدين في أوضهم، ماسكين التابلت، والعين مركزة في حاجة صغيرة مش بتتحرك. اللعب الطبيعي مش بس مهم للعضلات، ده كمان بيخلّي العين تشتغل كويس، تركز بعيد وقريب، وتاخد تمرينها الطبيعي. إنما الشاشة؟ حابسة عين الطفل في مربع صغير.
هل في مدة آمنة لاستخدام الشاشة؟
فيه أطباء بيقولوا إن الطفل أقل من سنتين يفضل مايبصش في شاشة خالص، وبعد كده يفضل إن الوقت مايزدش عن ساعة أو اتنين في اليوم – على مراحل، مش مرة واحدة. بس المشكلة إن مفيش أم تقدر تمسك ساعة وتقيس كل مرة، فالموضوع محتاج وعي أكتر من مجرد أرقام. يعني نكون منتبهين: إمتى الولد بيزهق؟ إمتى عينه بتحمر؟ إمتى بيقرب الشاشة من وشه؟ دي علامات بتقولنا إننا لازم نقلل.
أعراض لازم ناخد بالنا منها
اللي خلاني آخد الموضوع بجدية إن فيه أعراض بدأت تبان على ابني، زى إنه بيقرب التابلت من وشه، أو يشتكي من صداع، أو يحك في عينه كتير. دي كلها علامات ممكن تكون بداية قصر نظر. وكتير من الأمهات مش بتاخد بالها غير لما المدرس يشتكي إن الولد مش شايف السبورة. ودي كارثة، لأن كل ما عرفنا بدري، كل ما نقدر نتصرف أسرع ونمنع تدهور الحالة.
إزاي نحمي عيون ولادنا؟
أنا بدأت أعمل نظام اسمه “20-20-20″، وده معناه إن كل 20 دقيقة قدام الشاشة، الطفل يبص على حاجة على بعد 20 قدم (يعني 6 متر تقريبًا) لمدة 20 ثانية. كمان بعمله ركن للقراءة من غير شاشة، وخروجات أكتر في الشمس لأن الضوء الطبيعي بيساعد العين على النمو الصحّي. الموضوع محتاج التزام مننا كأهل، لأن الطفل مش هيعرف ينظم نفسه، وإحنا اللي مسؤولين عن عينه.
ضوء الشمس بيفرق فعلًا
الدراسات قالت إن الأطفال اللي بيقضوا وقت أكتر في الشمس بيكون عندهم نسبة أقل من قصر النظر. وده لأن الضوء الطبيعي بيحفّز العين تشتغل وتتحرك وتتعرض لمسافات مختلفة. عشان كده بقيت بحاول نخرج كل يوم حتى لو نص ساعة. نتمشى، نلعب في الجنينة، أي حاجة. مش لازم خروجة مكلفة، المهم العين تتعرض للضوء والهواء.
بدائل للشاشة مش لازم تبقى مملة
أنا عارفة إن الشاشة ساعات بتكون المخرج الوحيد علشان نلحق نعمل حاجة في البيت، بس في بدائل. فيه كتب تلوين، بزلز، ألعاب تركيب، وحتى قصص صوتية ممكن يسمعوها من غير ما يبصوا في الشاشة. أنا بقيت ببدّل بين الحاجات دي، وبشركه في الاختيار علشان يحس إن له رأي. وكل ما بنقلل الشاشة ونزود النشاط، كل ما ابني بيبقى أهدى ومبسوط أكتر.
الفحص الدوري أهم من ما نتخيل
أنا كنت بكسل أروح لدكتور العيون وأقول “هو صغير ولسه بدري”، بس بعد ما شفت أرقام الإصابات بقصر النظر بين الأطفال، بقيت ملتزمة. حتى لو الطفل مش بيشتكي، لازم كل سنة يتفحص، علشان نعرف كل حاجة ماشية صح. والعين زيها زي السنان، محتاجة متابعة، ومينفعش نستنى لما تحصل مشكلة علشان نتحرك.
اعرفي الفرق بين الشاشات الكبيرة والصغيرة
أنا لاحظت فرق كبير لما ابني بيستخدم التابلت بدل الموبايل. الشاشات الصغيرة بتخلي الطفل يقرب عينه أكتر، وده بيزود الإجهاد البصري. إنما الشاشات الكبيرة زى التلفزيون بتسمح للعين تاخد راحة لأنها بتتفرج من بعيد، وده بيقلل من خطر قصر النظر. كمان وجود إضاءة كويسة في المكان بيفرق، لأن العين لما تبذل مجهود في الضلمة علشان تشوف، بتتعب أكتر. يعني حتى لو هيشوف كارتون، خليه على شاشة كبيرة وفي إضاءة كويسة، والمسافة تبقى معقولة.
الأجهزة مش حرام بس محتاجة تنظيم
أنا مش ضد التكنولوجيا خالص، بس ضد الإدمان. ابني عنده تابلت وبيحب يلعب عليه، بس بقيت أعمل له جدول. ساعة في اليوم متقسمة، ومعاها أنشطة تانية. ولو زهق، نلعب سوا حاجة بسيطة أو نقرأ قصة. اللي عاوزة أقوله إننا نقدر نخلي التكنولوجيا مفيدة لو عرفنا نتحكم فيها. كل حاجة بزيادة بتقلب ضدنا، حتى لو كانت حاجة ظاهريًا مفيدة أو تعليمية. المهم التوازن.
تأثير السوشيال ميديا على المراهقين
لما أولادي كبروا شوية وبدأوا يدخلوا على السوشيال ميديا، الموضوع بقى مختلف. مش بس موضوع نظر، لأ كمان ضغط نفسي من كتر المحتوى اللي بيتفرجوا عليه. وده بيخليهم يقضوا ساعات قدام الشاشة بدون وعي، وده بيؤثر على العين والمخ مع بعض. لازم نكون قريبين منهم، نسألهم بيشوفوا إيه ونتكلم معاهم، مش نمنع وخلاص. الرقابة مش معناها تحكم، لكن مشاركة.
لما يقل استخدام الشاشة.. السلوك بيتحسّن
دي ملاحظة أنا شفتها بعيني، لما قللت وقت الشاشة، سلوك ولادي اتغير للأحسن. بقوا أهدى، بيناموا أحسن، بيأكلوا أفضل، وحتى بيلعبوا أكتر. وده علمني إن استخدام الشاشة مش بس بيأثر على النظر، لكن كمان على الجسم والمزاج كله. لما العين ترتاح، المخ كمان بيرتاح، وده بينعكس على تصرفاتهم. فكروا في الموضوع كاستثمار طويل المدى في صحتهم النفسية والجسدية.
				





