حق رحيم

فى الحاضر.
إتنين شباب في سن العشرين ماشيين بالعربية ومشغليين أغانى ومبسوطيين.
فجأة بيطلع عليهم عربيه تقف قدامه وتثبتهم.
رجالة كتير نزلت من العربية اللي كانت بتثبت الشباب والكبير بتاعهم بينزل من العربية وبيروح بنفسه لواحد من الشابين علشان يتخطفوا.
الزعيم بتاع العصابة كان باين عليه إنه شخص طيب وكان مربي لحيته ويشبه شيوخ الجامع.
الزعيم وهو بيخطف واحد من الشباب الشاب الثاني النخوة خدته على صاحبه وحاول ينقذه.
الشاب طلع مسدس من جيبه وفاجئ الكل وضرب بيه زعيم العصابة.
الكل اتفاجئ لإن الشباب دول كانوا ولاد ناس محترمين ومكانش حد يتوقع إن قلبه يبقى قوي لدرجه إنه يضرب زعيم العصابة بالنار.
مساعد زعيم العصابة ضرب الشاب بالنار وقتلوا بس للأسف ما لحقش زعيم العصابة يبعد عن ضربة الشاب.
واتصاب زعيم العصابة في بطنه عند الكلية.
رجاله الزعيم شالوه وادولو الإسعافات الأولية وكتفوا الشاب اللي كانوا جايين يخطفوه وحطوه في العربية.
الشاب للأسف مكانتش فاهم ايه اللي بيحصل وليه العصابة دي بتخطفه؟؟ وليه قتلوا صديقه؟
بعد الحادثة بساعه…
رجاله كتير ماسكين أنابيب غاز وواقفين فوق عماره عالية.
أسفل العمارة في كتيبه كاملة من الضباط واقفين متربصين للعصابة اللي فوق العمارة.
في واحد من الأوض الموجودة فوق السطح قاعد الزعيم أدهم وهو مصاب بطلقه في كليته وبينزف جامد.
قدامه الشاب المخطوف وهو متكتف وبقه مكتوم بلزقه والشاب بيحاول يصرخ عشان يستنجد بأي حد لكن مبيعرفش.
الدراع اليمين للزعيم واقف عالسطح وأمر واحد من الرجالة إنه يفتح أنبوبه ويرميها من فوق على الكتيبة اللي تحت.
وفعلا واحد منهم فتح الأنبوبة ورماها وساعتها قائد الكتيبة أشرف الكاشف أمر الضباط إنهم يبعدوا عن مدخل العمارة.
بس لما الأنبوبه نزلت على الأرض من الدور الخمستاشر معملتش أي حاجه.
فأمر مساعد الزعيم يرمي أنبوبه تانية فوقيها عشان يحصل احتكاك وتخرج نسبة حرارة تخلى الأنبوبة تنفجر، وفعلا واحد من الرجالة رمى أنبوبه تانيه فوقيها وحصل انفجار قوى.
العربيات الخاصة بالشرطة اتدمرت وضباط كتير إتأذو.
قائد الكتيبه أشرف الكاشف إتعصب جدا لما شاف الجنود بتوعه متبهدلين بالطريقه دي، وكمان اتعصب علشان مكانش قادر يسيطر على الموقف.
وغير إن الشاب المخطوف هو ابن أشرف الكاشف فده كان مخلي أشرف الكاشف مش عارف يرتب أفكاره ويسيطر على مشاعره لإن خوفه على ابنه مخليه بيتصرف بأنانية .
رئيس المباحث اشرف راح مسك ميكروفون ووجهه ناحية العمارة من فوق وقال بأعلى صوته: لو فاكر يا أدهم اللي إنت بتعمله ده هيخوفني أو هيخليني أمشي أنا والضباط من هنا تبقى بتحلم.
خليك كده لحد ما تجيب أخرك وأنا هوريك بعد ما أقبض عليك هعمل فيك إيه.
رئيس المباحث ساب الميكروفون وأمر الجنود بتوعه إنهم يطلعوا على السطوح المجاورة ويجيبوا قناصين يراقبوهم.
على سطح العماره.
سعد مساعد الزعيم دخل عليه وقال: طب وأخرتها إيه!
أنا مش فاهم إنت جايبنا هنا ليه وكمان بتحارب الحكومه!!
أول مره أشوفك بتتصرف بطيش ومش مدرك للعواقب .
أرجوك رسينى يامعلم على الحكايه عشان لحد دلوقتى مش فاهم احنا بنعمل إيه هنا؟
أدهم بعد ما بص على ابن أشرف الكاشف بغل: هاتلي الواد ده قدامي هنا.
الزعيم أدهم كان قاعد وهو بيطلع في الروح والدم عمال ينزف منه جامد.
وفي نفس الوقت الشاب اللي كان مخطوف اللي هو ابن أشرف الكاشف كان مرعوب جدا وأول مره يتحط في موقف زي كده.
بس برده ما كانش قادر يتكلم أو يعبر عن خوفه ورعبه غير بتعبير وشه.
سعد شال أيمن وحطوا قدام الزعيم وفى اللحظه دى أدهم بدأ يوضح كل حاجه.
أدهم: أنا هحكيلك السبب اللي خلاني أخطفك إنت بالذات وهحكيلكم إحنا ليه هنا دلوقتي.
بس صدقوني أنا نفسي لو حد قالي من اسبوع إني هبقى في المكان ده مع الناس دي مكنتش هصدقوا وهقوله أكيد إنت مجنون.
بس يشاء القدر إن احنا نجتمع النهارده وكل ده بسبب أشرف الكاشف…
بص لأيمن وقال: أيوه أبوك هو السبب في كل ده.
قبل ما احكيلك إحنا لية هنا النهارده في قصة لازم تعرفها.
في الماضي….
أدهم كان مجرد راجل طيب شغال في قهوة بيكنس ويمسح ويقدم الطلبات للزباين.
وكان أدهم مشهور إن هو دايما شايل ابنه رحيم وهو شغال بحماله على ظهره.
عدت الأيام ورحيم ابن ادهم كبر وبدأ يلعب في الشارع مع الأطفال الصغيرة وكان طفل ذكي أذكى من صحابه وقوته البدنية أكبر منهم.
وأدهم بدأ يهتم أكتر بشغله بس في نفس الوقت كان متابع رحيم لحظه بلحظه وكان بيحاول يعوضه عن أمه اللي ماتت.
في يوم كان رحيم بيلعب مع صحابه كوره بس الفريقين اتخانقوا وحصل خلاف بسيط ما بينهم.
طه قائد الفريق اللي كان بيلعب قصاد رحيم كان بيغير من رحيم جدا وكان مستني أي فرصه يعمل معاه خناقه ويضربه.
طه: إنت مبتلعبش عدل وبتغش ومش عايزينك تلعب معانا تاني.
رحيم بعصبيه: إنت بتقول إيه! انا مغشيتش وكمان إنتم اللي بتغشوا.
في اللحظه دي طه انتهز الفرصه ولكم رحيم في وشه ورحيم وقع على الارض.
رحيم لما وقع على الارض بدأ يستوعب إن طه ضربه بدون أي سابق إنذار.
وطبعا عشان رحيم قوته البدنيه كويسه قام بسرعه من على الأرض ورد الضربه بس كانت أقوى من ضربه طه، وطه وقع على الأرض وكان هيغمى عليه.
كان متابع الموقف ده أبو طه الكابتن ناصر واللي كان كابتن بوكس وبيحب الرياضه.
الناس اتلمت لما شافت خناقه وحاشوا الولدين عن بعض وأبو رحيم اتعصب وخدوا وراح بيه البيت.
أدهم بصوت عالي وعصبيه: إيه اللي إنت بتعمله ده؟ أنا ربيتك على كده؟
طول عمري عايش في الحته وما حدش سمعلي نفس هتيجي انت تعملي فيها بلطجي وتضرب العيال؟
رحيم وهو حاسس بالظلم: بابا متزعقليش أنا ما عملتش حاجه غلط هو اللي بدأ الخناقه وإسأل أي حد، وكمان أنا مضربتوش غير لما هو بدأ الضرب.
أدهم: إخرس خالص إنت هتتحرم من الخروج من البيت لمده اسبوع.
رحيم: ده ظلم والله يعني بعد كده لو حد ضربني أسيبه علشان ابويا ما يعاقبنيش!!
في اللحظه دي دخل عليهم الكابتن ناصر.
الكابتن ناصر: في إيه صوتكم جايب لأخر الشارع مالك بتزعق لأبنك ليه يا شيخ أدهم.
أدهم: الواد شايف نفسه وبيفتري على الناس.
الكابتن ناصر: يا شيخ أدهم ما تكبرش الموضوع أنا شفت الخناقة من أولها وابني هو اللي غلطان.
أدهم: بس ده مش مبرر إن هو يتصرف بعنف.
ناصر: معلش يا شيخ أدهم سامحه المره دي علشان خاطري ولو عمل حاجه تاني أنا هتصرف معاه.
وبعدين أنا شفت إبنك ما شاء الله عنده طاقه ولياقته البدنيه حلوه بالنسبه لسنه.
هاته عندي يتمرن وعلى الأقل يسلي طه ويتمرنوا هم الاثنين سوا وده هيخليهم صحاب أكتر.
وفعلا أدهم اقتنع بالفكرة وودا رحيم إبنه يتمرن مع الكابتن ناصر.
رحيم كان أداؤه كويس من أول يوم مع الكابتن ناصر وده اللي خلى الكابتن ناصر يعجب بيه أكتر.
أما بالنسبه لطه إبن الكابتن ناصر فمكانش الموضوع عاجبه نهائي لإن رحيم خطف الاضواء كلها، وطه كان شايف إن رحيم نال كل الاهتمام والحب من الكابتن ناصر.
بعد مرور 10 سنوات….
بطل قصتنا رحيم بقا شاب طويل وأسمرانى وعنده عضل ووسيم وغير كده كان لاعب بوكس محترف.
الكابتن ناصر استغل رحيم كويس وقدر يعمل منه أحسن نسخه للاعب قوى وذكى.
أما بالنسبة لطه فاتحول تماما لما كبر لإنه بقى متدين وحفظ القران مبقاش يعمل حاجه غير إنه يروح الجامع ويقعد في البيت يقرأ قرآن.
في غرفه التدريب…
الكابتن ناصر: يلا ياض شمال يمين شمال .
ها عاش، لسه، إضرب هات اخرك.
رحيم كان بيتدرب وبيبذل مجهود شديد ودا اللي خلاه وصل للمرحلة دي من القوه الجسدية.
رحيم بعد ما التمرين خلص: ها يا كوتش معاد الماتش اللي جاى امتا.
ناصر: بعد بكرا والماتش دا هيحضر ناس مهمين واللي هيكسب هياخد مبلغ حلو، إنت لازم تكسب.
رحيم بابتسامه مليانه ثقه: أكيد طبعا هكسب، إنت بتشك في قدراتي ولا إي يا كوتش؟ دنا رحيم.
ناصر: أهو غرورك دا اللي هيوديك في داهية، استعين بس بالله وأنا واثق إنك هتكسب الواد دا بسهوله .
رحيم خلص تمرين ونزل على الشغل بتاعه اللي كان عباره عن دليفري.
رحيم كان بيتمرن الصبح مع الكابتن ناصر وبينزل بالليل يشتغل دليفري علشان يقضي مصاريفه الشخصية ومصاريف البيت.
رحيم خلص شغل ورجع البيت نام وصحي الصبح ولقا أبوه قاعد في الصالة عمال يعد فلوس.
رحيم: صباحو غنى فاحش يا حج.
أدهم: أقعد نق إنت كدا لحد مهنشحت.
وبعدين إنت عارف إن دي تحويشه عمرى عشان أبوك تعب في الشغل عند الناس عايزين نفتح حته محل نسترزق منو .
رحيم: أنا عارف إنك أدها يا بابا بس لازم تلحق نفسك علشان الدنيا بتغلى كل شويه.
أدهم: على خيره الله يا ابني.
المهم عايزك تنزل تجيبلنا عيش كده عشان العيش خلص إمبارح.
رحيم أول ما عرف إنه هينزل يجيب عيش فرح جدا والابتسامه كانت على أخرها.
أدهم: مالك فرحان كده ليه كل ما أقول لك روح هات عيش ألاقيك فرحت؟
رحيم بابتسامه فيها خجل: لا يا بابا مفيش حاجه.
وقام بسرعه من جنب أبوه ومسك التليفون ورن على حد مجهول.
رحيم: آلووو.
فاطمه بصوت واطي: إيه يا ندل! بقالك يومين مبتسألش أنا قلت إنت نستنى!.
رحيم: والله أبدا يا حبيبتي إنتِي عارفه إن في مشاغل كتير ورايا.
المهم انزلي دلوقتي يلا أنا نازل أجيب عيش .
فاطمه بفرحه : بجد؟ طب أنا نازله يلا بسرعه.
رحيم: استنى.
فاطمه: إى اللي حصل في إيه!
رحيم: متطلعى كدا إلقى نظره عشان وحشانى أنا واقف في الشباك.
فاطمه: بطل عبط أنا نازله أهو يعنى مش هتلقي نظرة واحدة.
فاطمه جاره رحيم وكان سنها قريب من سنه وكان في بينهم قصه حب.
رحيم أول ما نزل لقى فاطمه نازله قدامه من البيت والاثنين نزلوا في وقت واحد.
فضلوا يبصوا لبعض بنظرات لطيفه جدا وفيها اشتياق أوي وبعد كده مشيوا جنب بعض.
من سوء حظهم إن طه ابن ناصر كان بيشتري عيش في نفس الوقت وشافهم نازلين هم الاثنين وماشيين جنب بعض ونظرات الحب مش مفارقه عينيهم.
طه لما شافهم استخبى لإنه عارف كويس إن في قصه حب ما بين فاطمه ورحيم وكان طه غيران من قصه الحب دي جدا وبيحقد عليهم.
كان عايز يعمل أي حاجه علشان فاطمه ترجعله لإن فاطمه زمان كانت بتحب طه بس لما رحيم ظهر في حياتهم فاطمه انجذبت لرحيم وسابت طه.
وطه بدأ يكره رحيم أكتر من ألاول لأنه شاف إن رحيم أحسن منه فى كل حاجه، وكمان شاف إنه بيخطف كل حاجه حلوه من حياته ودا خلى الغيره توصل لأعلى مرحله عند طه.
طه أول ما شافهم استخبى بسرعه ونده على طفل صغير وإداله تليفون وشغله على وضع التسجيل وأمر الطفل إنه يمشي وراهم ويسجل الكلام اللي بيقولوه.
وفعلا الطفل عمل كده ورحيم وفاطمه بدأوا الكلام بتاعهم.
رحيم: طب ايه هفضل ماشي وراكي زي المتحرشين كده مش هتقوليلي وحشتني؟
فاطمه: اتلم إحنا في الشارع.
رحيم: ما أنا زهقت بقى الصراحه كل ما أجي اشوفك يا إما رايحين الفرن يا إما رايحين للبقال مش هعرف استفرد بيكي بقى.
فاطمه: يا ابني ما هي دي الحتت الوحيدة اللي ينفع نتقابل فيها علشان أخويا حنش ميشمش خبر ويودينا إحنا الاتنين في داهيه.
رحيم: طب ايه الحل هنفضل عاملين زي الحرامية واللي بيعملوا حاجه غلط كده!.
فاطمه: يا اخويا إنت بس اتلحلح شويه والحل عباره عن دبلتين وعلبه جاتوه وقضيت.
رحيم: يا ستي أنا قلت حاجه! هو بس ربنا يفرجها شويه وأول ما امسك قرشين هجيلك على طول. ده إنتِي الحب برده يا فطومه.
رحيم وفاطمه وصلوا الفرنه والطفل كان لسه ماشي وراهم وبيسجلهم.
فاطمه ورحيم اشتروا العيش ورجعوا تاني سوا والطفل سجللهم وراح لطه وطه خد التسجيل وسمعه وابتسم ابتسامه خبيثه ومليانه غدر.
رحيم وفاطمه وهما راجعيين البيت.
رحيم: طب إيه مش هتيجي الماتش بتاع بكرا عشان تتفرجي عليا.
فاطمه بشهقه: لا أتفرج عليك إيه يا أخويا! إنت عارف إني مبقدرش أشوفك وإنت بتضرب.
رحيم بعصبيه: ومين قالك إني بتضرب؟
فاطمه باستهزاء: محدش قالي يا أخويا بس الجواب بيبان من عنوانه كل مره بترجعلي متشلفط ووشك شبه قفاك.
رحيم: آه طيب لما تعرفي بقى يا حبيبتي وشي من قفايا أبقي كلميني وسابها ومشى.
فاطمه بعد ما مسكته: مالك يا أخويا اتقمصت لي بهزر معاك هو أنا قلت إن قفاك وحش.
المهم بس تعال أوريك حاجه.
رحيم بابتسامه: إيه يا حته هتوريني إيه؟
فاطمه: خد جبتلك هديه.
رحيم دا أي الدلع دا دنا دعوه أمى صابت ولا أى.
ولسه رحيم كان هيمسك الهديه ويفتحها بس فاطمه شهقت.
رحيم: مالك يا بنت إنتِ اتجننتي!!
فاطمه: متفتحهاش هنا يا عديم الإحساس أفتحها لما تروح.
رحيم بإبتسامه: ماشي يا قشطه يلا خلي بالك من نفسك.
رحيم طلع البيت وفتح الهديه وكانت عبارة عن سلسلة.
رحيم مسك السلسلة ولقى جواها صورة وكانت الصورة دي تخص أمه.
رحيم ملامح وشه اتغيرت أول ما شاف الصورة ظهر عليه الإحساس بالذنب.
أبوه جه من وراه وخبط على كتفه وقاله: مالك يولد؟
رحيم: متضايق أوي يا بابا كل ما أفتكر إني السبب في موت إمي أحس بالذنب.
أدهم: إنت بتقول إيه يا ابني إنت هتكفر؟؟
رحيم طلع البيت وفتح الهدية وكإنت عبارة عن سلسلة، ولما فتحها لقى جواها صورة وكإنت الصورة دي تخص أمه.
رحيم ملامح وشه اتغيرت أول ما شاف الصورة وبان عليه الإحساس بالذنب.
أبوه جه من وراه وخبط على كتفه وقالة: مالك يا واد؟
رحيم: متضايق أوي يابا، كل ما افتكر إني السبب في موت أمي أحس بالذنب.
أدهم: إنت بتقول إيه يا ابني؟
رحيم: والله زي ما بقولك كده يابا، يعني لو أنا مكنتش جيت الدنيا مش أمي كانت ممكن تعيش.
أدهم: لا يا ناصح مش ممكن دي حاجة من عند ربنا وقضاء وقدر يا حبيبي، ومش عايزك في يوم من الأيام تحمل نفسك ذنب إنت ملكش إيد فيه.
ويلا بلاش نكد وعايزك تركز عشان تكسب الماتش اللي جاي، تعرف لو مكسبتش الماتش ده هخلي الغسيل والتنضيف الشهر كله عليك.
رحيم: إنت هتمثل يابا ما أنا كده كده أنا اللي بغسل وبنضف.
أدهم وهو بيضرب على كتف إبنه: إنت هترد على أبوك يا قليل الأدب.
وحاول أدهم يهدي الأجواء لإنه عارف كويس إن رحيم حاسس بفراغ عشان عمره ما عاش مع أمه ودي حاجة صعبة جدًا عليه.
وفي وسط حضور جماهيري كبير وحلبة للقتال…
الكابتن ناصر دخل على رحيم في أوضة تغيير الهدوم، وبدأ يحفزه قبل الماتش بس رحيم ما شاء الله كان متحفز وقام لبس الجلفز وطلع على الحلبة.
الجماهير بدأوا يهتفوا والماتش بدأ.
رحيم كان متوتر لإن دي المرة الأولى ليه اللي هيقاتل قدام عدد جماهيري كبير، وده خلاه ميركزش في الفايت بتاعه.
المنافس بدأ يضرب رحيم بقوة ورحيم مكنش عارف يصد ولا كان مركز نهائي.
الكابتن ناصر بدأ يشجع رحيم وقاله على أخطائه ونصحوا كذه مرة إنه يبعد عن الزاوية وعن الحبال لإن الخصم بيستغل نقط الضعف دي وبياخد نقاط على حساب رحيم.
خلصت الجولة الأولى وكل واحد راح لزويته بس كان واضح جدًا إن رحيم هو اللي خسران في الجولة دي.
رحيم راح قعد والكابتن ناصر رش عليه ميه وقال: مالك يا واد ما تفوق شوية، إيه اللي مخليك مش مركز كده.
رحيم بغرور: متقلقش علفكرة أنا بس كنت بشوف الواد آخره إيه، اتفرج على الماتش من دلوقتي وشوف فرق النقاط.
وبدأت الجولة التانية ورحيم بدأ ياخد على الأجواء والكل اتفاجئ بأدائه المختلف تمامًا عن الجولة الأولى.
الجولة التانية خلصت ورحيم راح على الركن بتاعه والكابتن ناصر بدأ يشجعه وكان متفائل بيه جدًا.
بدأت الجولة التالتة ورحيم تفوق على نفسه وكسب نقاط كتير وقدر يقضي على المنافس بالضربة القاضية.
الجمهور صوته علي في وسط المدرج ورحيم كان مبسوط أوي وحاسس بالأدرينالين تحت جلده كإنه بركان.
الماتش خلص وتم إعلان رحيم كفائز واتأهل للبطولة وبقى لاعب بوكس محترف رسمي.
رحيم أول ما خلص الماتش بتاعه مسك تليفونه بسرعة ورن على فاطمة.
وفاطمة كانت قاعدة مستنياه يرن عليها لإنها بتكون خايفة عليه لما بيروح يلعب أي ماتش.
فاطمة أول ما شافت التليفون بيرن: ألو إنت كويس.
رحيم: في إيه يا بنتي مستنيه الإسعاف هي اللي ترن عليكى ولا إيه.
فاطمة: علفكرة إنت رخم عشان قلتلك بعد كل ماتش ترن عليا علطول تطمني، لإن إنت عارف إن قلبي بيبقى متوغوش عليك وببقى خايفة لاحسن تخسر.
رحيم وهو بيحاول يقلقها عليه: طب ما أنا فعلًا خسرت.
فاطمة أول ما سمعت نبرة صوته اكتشفت إنه بيكدب.
فاطمة بدلع: معلش يا حبيبي تتعوض المرة اللي جاية، إنت عارف إن الماتشات دي مكسب وخسارة، أهم حاجة بس متكونش اتعورت.
رحيم وهو بيحاول يسمع منها كلام حلو: طب ما أنا فعلًا اتعورت يا حبيبتي.
فاطمة ببرود: معلش ألف سلامة ابقى خلي الكابتن ناصر يغيرلك على الجرح.
رحيم: والله أمال فين بقى الضربة اللي بتيجي فيك بتيجي فيا والكلام الحلو ده.
فاطمة بجدية: ما أنا يا اخويا مش كل شوية هقعد اقلق عليك، أنا مش لاقية قلبي في الشارع وإنت عارف إني بخاف عليك بجد.
رحيم: أموت أنا فى الزوجة الحنينة.
فاطمة وهي بتحاول تتقل عليه: طب يا اخويا أنا هقفل عشان حنش ما يدخلش عليا ويسود عيشتي سلام.
رحيم خلص تليفون وكان مبسوط، وروح اليوم ده وهو طاير من الفرحة.
في قهوة الحارة..
المعلم حماصه: خسرت يا اهطل، إيه يا جماعه أنا مفيش حد هيعرف يكسبني في الضومنه هنا ولا إيه؟
فجأة قعد قدامه على الكرسي المعلم حنش.
حنش: إلعب يا حماصه.
حماصه أول ما شاف المعلم حنش اتخض ومكنش عارف يبلع ريقه.
حنش: إيه يا حماصه مالك وشك إصفر كده ليه؟ ولا ليكونش إنت خفت عشان عرفت إني جيلك بخصوص الدولاب الجديد اللي إنت فتحته من ورايا.
حماصه: لا يا معلم أنا كنت هقولك.
حنش: طبعًا يا حبيبي كنت هتقولي.
وفجأة وبدون مقدمات حنش ضرب حماصه بوكس في دماغه وحماصه وقع على الأرض ورجالته قاوموا عشان يدافعوا عنه.
بس حماصه وقفهم عشان عارف كويس إن حنش محدش بيقدر عليه.
حنش: جدع يا حماصه بتفهم، يلا بقى يا حبيبي فتش نفسك.
حنش قال الكلام ده وهو بيحط إيده في جيب حماصه وبيطلع شوية فلوس وبيقول: مقبولين منك يا أخويا.
وقام من قدامه وأمر رجالته إنهم يضربوه علقة حلوة عشان يبقى عبرة لأي حد ميدفعش الإتاوة.
حنش خرج وقف قدام القهوة ورجالته كانوا بيضربوا حماصه ورا.
وطلع سيجارة ولسه هيولعها اتفاجئ إن في إيد اتمدت وماسكة ولاعة وبتولعله السيجارة.
حنش: شيخنا الصغير!! عامل إيه يا شيخ طه؟
طه: الحمد لله يا حنش، الصراحة أنا كنت جايلك في كلمتين.
حنش: خير يا شيخ؟
طه: الدين بتاعنا بيقول من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده وأنا الصراحة مقبلش على بنات حارتي إن حد يتكلم عليهم.
حنش: ما تنجز يا شيخنا إنت لسه هتقعد تديني درس.
طه: الصبر يا حنش.
وطلع تليفونه وفتح التسجيل وادهوله.
حنش أول ما سمع التسجيل ملامح وشه اتغيرت والشر طلع من عينيه.
وطبعًا ده التسجيل اللي العيل الصغير سجله لفاطمة ورحيم.
حنش: حصل إمتى الكلام ده.
طه: امبارح.
حنش: طب روح بيتك يا شيخنا روح كتر خيرك.
حنش أول ما طه مشي طلع على البيت بسرعة ودخل أوضة أخته ولقاها نايمة.
ضربه بالقلم وهي نايمة وقومها وهو بيقولها: قومي يا بنت الكلب بتستغفليني أنا ومشيالي مع رحيم ابن أدهم.
فاطمة: أوعى متمدش إيدك يا كلب إنت.
حنش: إيه البجاحة اللي في أهلك دي يا بت، إنتي مفيش حد عارف يكسر عينك.
فاطمة: إنت عايز إيه يا شمام إنت وبعدين إنت مالك أحب اللي أحبه.
حنش وهو مصدوم: إيه يا بت ده إنتي خلاص فجرتي!!
وأتاريكي رافضة العرسان اللي كانوا بيتقدمولك كلهم، طبعًا عشان حبيب القلب ابن أدهم.
طب والله العظيم لجوزك أول واحد يجيلك في خلال الإسبوع اللي جاي.
لا ونستنى إسبوع ليه، إحنا نجوزك الشيخ طه.
فاطمة بشهقة: نعم نعم يا اخويا قال طه قال، مستحيل مش هتجوزه أبدًا.
حنش باستغراب: مش هتتجوزيه!! مش ده يا بت الشيخ طه اللي إنتي حبستي نفسك في الأوضة علشانه إسبوعين!؟
فاطمة: كان فيه وخلص يا حبيبي دلوقتي رحيم ومفيش إلا رحيم.
حنش بعصبية: يا بت بطلي بجاحة، طب والله يا فاطمة لجوزك الشيخ طه آخر الإسبوع ده وورينى هتعملي إيه.
فاطمة: طب يمين على يمينك مش هتجوزه ولو ده حصل هيبقى على جثتي بس قبل ما أموت نفسي هكتم نفسك وإنت نايم.
حنش: تكتمي نفسي وأنا نايم!!! ماشي يا بنت أبويا ماشي يا اللي مبقاش ليكي لا عزيز ولا غالي، قال تكتمي نفسي وأنا نايم بعد الشر عليا.
وخرج من الأوضة وهو عمال يهلوس ويقول: ماشي يا فاطمة ماشي تستغفليني أنا، وفضل يقول كده لحد ما نزل قدام باب العمارة.
حنش نزل ولقى الرجالة بتاعته واقفين قدام باب بيته.
حنش: بقولكوا إيه يا رجالة هو محدش يعرف الواد رحيم ده شغال فين؟
مكنش حد فيهم عارف وكلهم قالوا لا.
حنش: طب الفجر بيأذن على كام.
واحد من الرجالة قال: قدامه تلت ساعة كده يا معلم.
حنش بعد ما أخد نفس من السيجارة بتاعته: طب ربنا يتقبل، يلا يا رجالة عندنا طالعو.
وأخد الرجل وراح ناحية المسجد.
طه الخبيث كان واقف متابع المشهد ده وأول ما شاف حنش رايح على الجامع مسك التليفون وطلب أكل من المكان اللي رحيم شغال فيه.
وبعد ما طلب الأوردر راح على الجامع ودخل يصلي.
وبعد ما الصلاة خلصت طه خرج ولقى حنش ورجالته واقفين قدام باب الجامع، ومكنش عارف ساعتها إنهم واقفين عشان يضربوا أبو رحيم.
عمل نفسه عبيط ومتدخلش وروح على البيت وكان هو ده اللي مخططله من الأول.
أما بالنسبة لأدهم فأول ما خرج من الجامع اتفاجئ إن حنش وقف قصاده وقاه: حرمًا يا عم الشيخ.
أدهم بعد ما سكت شوية وبص حوليه: حرمًا يا حنش خير في حاجة؟
حنش: خير إن شاء الله يا شيخنا.
هو مش دينا بيقول بردوا إن إحنا منتعداش على حرمات الناس ولا إنت إيه رأيك؟
أدهم: بيقول يا ابنى بس لي بتقولي الكلام ده فى إيه؟
حنش بعد ممسك أدهم من لياقة القميص: في يا عم الشيخ إن ابنك مستغفلني وبيشاغل أختي.
يرضيك يا شيخ أدهم إن حنش يركب قرون على حريم بيته.
أدهم: يبنى عيب أنا قد أبوك وبعدين اللي بتتكلم عليها دي تبقى أختك احترم نفس….
قبل ما أدهم يكمل كلامه اتفاجئ بقلم نازل على وشه.
أدهم ساعتها الدم بدأ يغلي فى عروقه، ولما حنش جه يضربه تاني صد ضربته وزقه بعيد.
حنش وهو بيضحك: ما شاء الله ده بابا الشيخ طلع شبح.
واتقدم ناحية أدهم بعد ما ملامح وشه اتغيرت.
أدهم عرف ساعتها إنه مينفعش يعافر مع حنش وقال إن العدد الكبير ده أكيد هيغلبه، فقرر يسيب نفسه لحنش، وحنش فضل يضرب فيه لحد ما أدهم وقع على الأرض.
حنش بعد ما قعد فوقيه وطلع السلاح الأبيض ووجهه ناحية رقبة أدهم: اسمع بقى يا شيخنا، تلم كراكيبك وتمشي من الحارة دي إنت وإبنك.
وقطع القميص بالسلاح الأبيض وقال: والشق اللي في القميص ده هيبقى في بطن إبنك لو مسمعتوش الكلام ومشيتوا.
وخبط راسه في الأرض وأهدم اغمى عليه.
في اللحظة دي رحيم وصل الحارة بالأوردر اللي كان مطلوب ومكنش يعرف أي حاجة ولا كان يعرف إن أبوه اتبهدل في الشارع وكل ده كان من تخطيط طه.
رحيم وقف المكنة وبدأ يدور على عنوان البيت اللي كان مكتوب في الورقة بس وهو بيدور اتفاجئ إن أبوه مرمي على الأرض قدام الجامع وسايح في دمة.
رحيم رمى الأكل وجري بسرعة على أبوه وفضل يفوق فيه وبعد كده شاله وطلعوا البيت.
رحيم عمل لأبوه كمادات ووقف النزيف لحد متا بدأ يفوق.
رحيم: بابا إنت كويس مين اللي عمل فيك كده.
أدهم: إحنا لازم نسيب الحارة ونمشي.
رحيم باستغراب: إنت بتقول إيه يابا إنت بس مخبوط في دماغك ومش عارف إنت بتقول إيه لما تفوق يا حبيبي نبقى نتكلم.
أدهم: أنا مش بخرف يا واد وزي ما بقولك كده إحنا هنسيب الحارة ونمشي.
رحيم باستغراب أكتر: أنا مش فاهم حاجة طب أنا عايز اعرف مين اللي عمل فيك كده.
أدهم: أنا مش قادر اتكلم دلوقتي لما اصحى الصبح نتكلم.
رحيم: حاضر يا بابا مش هتكلم معاك دلوقتي وهنزل أودي المكنة واستأذن وامشي.
أدهم: إنت مش هتنزل من البيت الليلة دي؟
رحيم بعصبية: يعني إيه مش هنزل من البيت، بقولك هودي المكنة علشان دي عهدة ومينفعش تبات معايا هنا.
أدهم وهو مش قادر يتكلم: خلاص هنزل اوديها أنا المهم إنت متنزلش.
رحيم بعد ما الغضب سيطر عليه: هو في إيه يا بابا إنت مش عايزني انزل وكمان مش عايز تقولي مين اللي ضربك ليه بتعمل كده؟؟
أدهم: زعق يا ابني وعلي صوتك عليا إنت كمان واعمل اللي إنت عايزه المهم متنزلش وآخر قرار عندي هنسيب الحارة بكره.
رحيم حس إن أبوه تعبان ومرضاش يتعبه أكتر وسكت واضطر يسمع كلامه.
في الحاضر….
أدهم وهو بيحكي الحكايه بيطلع أنفاسه الآخيرة ومش قادر يتكلم.
سعد: متتعبش نفسك يا معلم الكلام هيتعبك أكتر إحنا عايزين نحافظ على طاقتك لحد ما نلاقي دكتور.
أيمن ابن أشرف الكاشف اتأثر جدًا بالقصة اللي سمعها وكان عنده فضول يسمع باقي القصة.
تحت العمارة….
واحد من الجنود: يا حضرة القائد أشرف إحنا ممكن ننهي العملية دي في خلال خمس دقايق ولو في حد فينا فشل الكتيبه اللي ورانا هتعرف تأمنا كويس وهنخلص من وجع دماغ العيال اللي عاملين نوش فوق دول.
أشرف الكاشف: ما خلاص بقى، قلت مفيش عملية هتحصل دلوقتي أنا ابني اللي مخطوف فوق وكمان مش خاطفينه عشان عايزين فلوس دول بتوع إرهاب يعني أي غلطة ابني ممكن يروح فيها.
الظابط: طب إيه العمل يا سيادة القائد.
أشرف الكاشف: اصبر عليا وأنا هوريك هعمل فيهم إيه.
على السطح.
أيمن الكاشف كان عايز يسمع باقي القصة فهز دماغه لإن بقه كان مكتوم بسبب إنهم رابطين عليه قماشة عشان ميعرفش يتكلم.
أدهم: هكملك القصة حاضر.
في الماضي….
رحيم أول ما صحي الصبح جاله تليفون من طه.
طه: إيه يا رحيم عامل إيه اتمنى مكونش صحيتك.
رحيم: لا مفيش مشكلة خير يا طه.
طه: أنا كنت بس عايز اشوف إنت عملت إيه في حوار أبوك أصل شفت امبارح حنش ورجالته بيضربوه قدام الجامع.
رحيم بعد ما تصدم: حنش!!!
طه ابتسم وكان فرحان إن خطته الخبيثة مشيت زي ما هو عايز.
رحيم مسمعش كلام أبوه لأول مرة ونزل من البيت من غير ما يقوله وراح على القهوة اللي بيقعد عليها حنش ورجالته.
رحيم طلع البيت عشان يصالح أبوه ولما لقاه نايم بداء يصحيه وينكشه عشان يرضى عنه، وفعلًا بعد محايلة ونكش كتير أدهم قام وبدأ يهزر مع ابنه ويعاتبه على غلطته.
وفي الآخر رحيم اتأسف لأبوه ووعده إنه مش هيعمل كده تاني، بس أدهم ما وافقش وشرط عليه يحلف إنه مش هيكرر الغلطة دي تاني.
ورحيم كان خلاص هيحلف بس فجأه الباب خبط واللي كان بيخبط كانت خبطة قوية.
أدهم ورحيم استغربوا، ورحيم راح عشان يفتح بس اتفاجئ إن اللي كانوا واقفين على الباب مباحث وجايين يقبضوا عليه.
رحيم: عايزين إيه؟
ظابط المباحث: مش ده بيت رحيم أدهم أبو سريع؟
رحيم: أيوه ده أنا.
الظابط: طيب يا أستاذ إنت مطلوب القبض عليك.
أدهم اتدخل بسرعة وقال: مقبوض على ليه إبني عمل إيه عشان تقبضوا عليه!؟
ظابط المباحث: دي أوامر يا أستاذ وإحنا بنفذها، يا ريت تيجي معانا بهدوء.
رحيم سمع كلامهم وطمن أبوه وقاله إنه هيرجع بسرعة.
ودي كانت أول مرة في حياة رحيم يخش قسم ويتقبض عليه.
رحيم كان مستغرب لإن الظباط ما كلبشهوش ولا قاله إيه القضية اللي عليه، وكان فاكر إن سبب القبض عليه هو ضـــــ*ر*ب البــــ*لـــــ*طــــ*جــــــ*يــــــ*ة.
أول ما رحيم دخل القسم تم استدعائه لمكتب رئيس المباحث أشرف الكاشف.
رحيم دخل ووقف قصاد أشرف الكاشف اللي قاعد ومبتسم ابتسامة غريبة.
أشرف: تعالى يا رحيم خش.
رحيم راح وقف قدام أشرف الكاشف وحط إيده ورا ضهره وفضل مستني أشرف الكاشف يقولة إيه الجريمة اللي هو عملها علشان يجي هنا.
أشرف بعد ما سكت فترة طويلة قال: أكيد طبعًا مستغرب إنت جاي ليه هنا ومستنيني اعرفك دلوقتي على الجريمة اللي إنت عملتها.
رحيم: يا ريت يا باشا والله لو تكرمت يعني.
أشرف: إنت معملتش حاجة يا رحيم أنا جايبك هنا عشان عايزك تشتغل معايا مخبر.
رحيم باستغراب: مخبر إزاي يا باشا متزعلش مني أنا ماليش في الشغل ده أنا واحد في حالي وبشتغل بما يرضي الله.
أشرف: تعرف يا رحيم إن ظابط المباحث اللي بيمسك في المنطقة بتاعتك بتبقى أمه دعياله.
وأنا بقى أمي دعيالى وباب السما كان مفتوح على الآخر لدعوتها.
بس المشكلة بقى إنك يا رحيم وقفت قدام دعوة أمي وسديت باب السما، فإنت يا تاخد الدعوة وتوصلها بنفسك يا إما هزيحك خالص من قصاد الدعوة.
رحيم: سامحني يا باشا واعذرني على الكلام اللي هقوله بس دعوة والدة حضرتك حمل تقيل أوي على كتفي وباب السما بعيد وصدقني مفيش حاجة في إيدي أعملها.
في اللحظة دي حياة رحيم اتبدلت 180 درجة بسبب القرارات اللي أشرف خدها وقرر يعملها.
أشرف: ماشي يا رحيم.
رحيم فضل واقف ومش عارف يرد عليه يقول إيه ومستني إن أشرف يسمحله بالخروج.
وبعد شوية رحيم سأله: امشي يا باشا؟
أشرف شاورله بإيده وسمحله إنه يمشي.
رحيم خرج من الأوضة ومكنش عارف المصايب اللي كانت مستنياه.
وراح تاني يوم الشغل وكان جاي يسجل علشان يبدأ الوردية بتاعته بس اتفاجئ إن المدير بيقوله: خد يا رحيم دول ألف ونص حق الشغل بتاع الفترة اللي فاتت.
رحيم: إنت بتديني فلوس دلوقتي ليه أنا مش عايز فلوس استنى لحد آخر الشهر وهاخد القبض كامل.
المدير: لا ما هو صاحب المحل قال إنك مش هتشتغل معانا تاني وكمان قالي أوصلك رسالة (باب السما بعيد).
رحيم في اللحظة دي عرف كويس إن أشرف هو اللي اتسبب في طرده من الشغل وخد الفلوس ومشي من سكات.
وفي نفس الوقت كان في مصيبة تانية بتحصل في الحارة.
الحكومة جت وأخدت أدهم على القسم واعتقلوه، والمنطقة كلها شافت إمامهم والشيخ بتاعهم بيتاخد من قدام عينيهم.
وطبعًا طه الخبيث كان متابع كل ده وهو فوق سطح بيتهم وبيدخن سيجارة بكل فرحة، وكان شمتان جدًا في رحيم وأبوه.
وفي الوقت ده طه استغل الفرصة ورن على رحيم وقاله بطريقة كلها شماته: إيه يا رحيم فينك؟
رحيم: جاي من الشغل أهو.
طه: طب بسرعة بقى، يا دوب تلحق أبوك في القسم قبل ما يتعرض على النيابة.
وقفل الخط بسرعة وهو مبتسم ابتسامة خبيثة.
كابتن ناصر خبط على كتف طه، وهو اتخض وظهر على وشه ملامح الخوف.
طه: إيه يابا خضتني.
ناصر وهو مش طايق طه: في إيه ياض مالك اتسرعت كده ليه عيل اهبل، ما تنزل تتمرن في الصالة بدل مإنت مش عارف تتلم على أعصابك كده.
طه: ماشي يابا إن شاء الله.
ناصر: هو في دوشة في الشارع ليه؟ والناس ملمومة حوالين بيت أدهم ليه؟
طه بابتسامة: إنت معرفتش، مش عم أدهم اتاخد.
عاملينلنا فيها شيوخ وشرفه وادي الواد اتاخد امبارح وأبوه النهاردة والله أعلم مخبيين إيه تاني.
وإنت عمال تدربلي في الواد على إنه إبنك أهو طلع مسجل وسوابق.
ناصر: ومالك مبسوط أوي يا اخويا كده ليه وإنت بتقولها، وبعدين بلاش رمي بلى على الناس ربنا هو العالم بالحقيقة.
في القسم….
رحيم: اتأكد بس يا باشا أبويا هو أدهم أبو سريع اللي متاخد ولا المفروض يكون حد تاني مكانه وإنتو اتلغبطوا.
الظابط: إنت اتهبلت يا ابني متلغبطين إزاي يعني، مكتوب قدامي الاسم أهو أدهم أبو سريع.
رحيم: طب معلش يا باشا ممكن اشوفه؟
الظابط: يا ابني إنت داخل بيت أهلك هنا، أبوك جوه عند رئيس المباحث استنى بقى اروح أقوله أصل إبن المتهم عايز يشوف أبوه وقلقان عليه.
رحيم: خلاص يا باشا بالراحة علينا أنا بس بطمن عليه.
وسؤال أخير بس معلش يا باشا هو أبويا متاخد ليه؟
الظابط بعد ما بص في عيون رحيم باستغراب: يا ابني أبوك مسجل خطر من الدرجة (أ) وعليه أحكام وسوابق لسه متنفذتش.
وكمان عليه أحكام بــــ*لــــ*طـــ*جــة وأحكام غيرها كتير.
رحيم كان واقف مصدوم ومش مصدق اللي بيسمعه وقال: إنت بتقول إيه يا باشا أكيد إنت غلطان، أبويا إمام جامع يا باشا.
الظابط بصله بقرف ورجع بص في الورق تاني ومشي من قدامه.
رحيم نادى عليه وقال: باشا باشا ثواني بس سبتني ليه؟
الظابط: ما تمشي ياض بقى من هنا إنت هتوجع دماغي ليه.
رحيم مبقاش قادر يمسك نفسه واتعصب جدًا وبص على أوضة رئيس المباحث وراح ناحيتها وقال بصوت عالي: الظلم حرام يا باشا الظلم حرام أبويا ملوش دعوة لو عايز أي حاجة أنا هعملهالك.
الظباط اتلموا حوالين رحيم وكانوا عمالين يـــــ*ضــــ*ربـــــ*وا فيه علشان رحيم كان عايز يخش الأوضة بالقوة.
كان متابع الموقف ده من أوله لآخره أيمن إبن أشرف بس مهتمش عشان هو ملهوش دعوة بشغل أبوه.
وبعد شوية رئيس مباحث أشرف طلع وأمر الظباط إنهم يفرجوا عن رحيم ويدخلوه.
رحيم دخل الأوضة وشاف أبوه وهو متكلبش، وظابط المباحث طلب منه إنه يقعد.
رحيم: معلش يا باشا أنا مش هقعد أنا جاي أخد أبويا اللي إنت بتلوي دراعي بيه.
أشرف بعد ما ضحك: أنا مابلويش دراع حد وبردوا ما باخدش حد ظلم.
أشرف طلع ملف من درج المكتب وإداه لرحيم وقال: اتفضل ده سجل أبوك الإجرامي من يوم ما بدأ.
رحيم مسك الملف وهو مصدوم وقعد على الكرسي وبدأ يقلب فيه، وكل ما يقلب صفحة كان بيلاقي فيها كمية جرايم كتيرة أوي.
وفجأة فتح صفحه وقال: قـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ*تـــــــ*ل!!!!
أشرف بابتسامة: أيوه بالظبط وكل الجرايم دي محدش ملفقهاله ولا حاجة أبوك اللي عامل فيها شيخ جامع كان من أكبر المسجلين في الماضي.
رحيم بصله بصدمة ومكنش قادر يرد أو يدافع عن أبوه بأي حاجة.
أشرف ابتسم وقال: متتعبش نفسك يا رحيم المهم بس عايز اسألك هو أبوك قالك إن أمك مـــ*اتــــ*ت إزاي؟
رحيم بصله بصدمة وبعد كده بص لأبوه وقال: قالي إنها مــــا*تـــــ*ت وهي بتولدنى.
أشرف ابتسم ونادى على أمين الشرطة وأمره إنه يدخل الراجل اللي برا.
واحد غريب دخل ورحيم سأل أشرف: مين دا يباشا؟
أشرف: دا جار أبوك أيام شقاوته.
اتفضل احكي يا أستاذ خالد اللي إنت عارفه.
خالد: كل الحارة بتاعتنا كانت عارفة قصة داليا الله يرحمها.
داليا كانت ست محترمة وعايشة وراضية ومحدش كان بيسمعلها حس في الحارة.
لحد ما جه اليوم اللي حملت فيه في رحيم وبقى راسها وألف سيف إن جوزها أدهم يبعد عن السكة اللي ماشي فيها.
في الماضي….
داليا واقفة قدام أدهم وكانت حامل في الشهر التامن وعمالة تتحايل عليه يبعد عن السكة اللي ماشي فيها عشان خاطر الطفل اللي جاي لإنهم مابقوش عايشين لوحدهم وفي طفل ملزوم منهم ولازم يراعوه ويحافظوا عليه.
داليا: أنا مبقتش مستحملة العيشة دي إحنا كان بينا اتفاق زمان وإنت خلفت.
ودلوقتي في طفل صغير جاي في السكة وأنا مش عايزاه يطلع يلاقي أبوه بـــــ*لــــ*طــــ*جــــ*ي.
أدهم: وأنا مش هشتغل فراش أو بتاع قهوة امسح وانضف واغسل واعمل كوباية شاي للأفندية علشان 80 جنيه آخر الشهر.
أنا 80 جنيه دول بيكفوني حشيش ليلة واحدة.
داليا بأسف: أنا عارفة إن ال 80 جنيه دول يا دوب بيكفوك حشيش ليلة واحدة من الليالي اللي بتقعدها إنت والصيع بتوعك بس أنا اقدر اكفي نفسي أنا وغبني بال 80 جنيه الحلال دول لمدة تلت شهور.
أنا مش هقدر على العيشة دي يا أدهم أنا لميت هدومي وهروح اشوف حته اقعد فيها أنا واللي في بطني.
ولما الاقي مكان هبعتلك العنوان عشان تبعتلي ورقة طلاقي عليه.
داليا أخدت شنطتها وكانت خلاص هتخرج من الباب بس أدهم وقفها وقال: خليكي يا داليا ولو على المشيان فأنا اللي همشى.
وفعلًا أدهم خرج من البيت وسابه لداليا وإبنه اللي لسه جاي في السكة.
بعد فترة قصيرة كالعادة كان في خناقة في الحارة وواحد استنجد بأدهم ورجالته علشان ياخدوله حقه.
أدهم: كلم الرجالة يا سعد ويلا عشان عندنا طلعة.
سعد: مش إحنا قلنا هنوقف يا معلم؟
أدهم بعصبية: لم الرجالة وحصلني.
وفعلًا سعد مقدرش يكسر كلمة للمعلم أدهم وجاب الرجالة وراحوا لمكان الخناقة.
في نفس الوقت كانت داليا قاعدة لوحدها في البيت واتفاجئت إن طلق الولادة جالها.
داليا مكنتش عارفة تعمل إيه وكانت بتتصل بأدهم علشان يلحقها بس أدهم مكنش بيرد بسبب الخناقة وداليا كانت عمالة تتألم وبتلف حوالين نفسها ومش عارفة تروح فين.
قعدت على الأرض من كتر الوجع وفتحت رجليها وبدأت تصرخ لإن البيبي كان بينزل خلاص.
الجيران كلهم سمعوا صوت صراخ داليا وطلعوا يطمنوا عليها واتفاجئوا إنها بتولد لوحدها.
واحد من الجيران جاب ملاية وغطاها ومرات الراجل ده بدأت تطلع البيبي من الرحم.
وفي اللحظة دي صرخ رحيم صرخته الأولى وجه الدنيا.
داليا كانت مبسوطة جدًا بس للأسف مقدرتش تمسك نفسها أكتر لإنها كان لازم تروح المستشفى علشان تولد بس بسبب ولادتها لوحدها مقدرتش تتحمل وروحها طلعت واتوفيت.
في نفس الوقت كان أدهم بيتخانق ومن سوء حظه إن هو خسر في الخناقة وواحد اداله على دماغه وأدهم وقع وأغمى عليه.
واحدة من الجيران حاولت تقطع الحبل السري وخدت الطفل وهو بيصرخ بأعلى صوته وبدأت ترضعه عشان للأسف أمه مـــا*تــــ*ت.
في الحاضر…..
رحيم كان سامع كل الكلام ده وكان مصدوم ومنطقش ولا حرف وأبوه كان قاعد في الركن متكلبش وراسه في الأرض ومكسوف من إبنه.
رحيم قام من قدام رئيس المباحث من غير ما ينطق ولا كلمة وبص على أبوه وكإنه بيقوله: بقى الـــــ*ضــــ*ربـــــ*ة تيجي منك إنت.
وخرج وساب أبوه وهو متكلبش وحاسس إن إبنه خلاص راح منه.
رحيم خرج وهو محتار ودماغه هتفرقع من كتر التفكير وكالعادة في الأوقات اللي زي دي بيحب يروح الصالة الرياضية.
رحيم دخل وقعد جنب كيس الملاكمة وفضل ضميره يأنبه وشيطانه يوسوسله وبدأت كلمات معينه تتردد في عقله: رايح تتخانقلي مع الشمامين والصيع ده اللي أنا ربيتك عليه.
اوعدنى يا رحيم إنك مش هتتخانق تاني.
أنا قاعد في المنطقة بقالي فترة كبيرة ومحدش سمعلي حس وإنت جاي تتبـــــ*لـــــ*طـــــ*جــــ*لـــــ*ي على العيال الصغيرة دول.
رحيم فضل يفتكر كلمات أبوه اللي كانت بتحذره عن الخناقات والمشاكل بس في نفس الوقت كان مستغرب إزاي أبوه بيأمره إنه يبعد عن البــــــ*لــــ*طــــــ*جـــــــ*ة وهو نفسه كان من أكبر المسجلين وأخطرهم.
بعد تفكير طويل رحيم قام من على الأرض وبدأ يــــ*ضــــــ*ر*ب كيس الملاكمة بقوة وفضل يفش غله لحد ما الدموع نزلت من عينه غصب عنه.
في القسم….
أدهم قاعد وهو حاسس إنه مش مناسب إنه يربي رحيم أو يبقى أب ليه تاني.
وكمان حاسس بالذنب بسبب مـــ*و*ت داليا اللي ملحقتش تتهنى بإبنها.
وبيقطع أفكاره باب الحجز وهو بيفتح وبيخش رحيم.
رحيم دخل وبص على أبوه بطريقة مش كويسة كإنه بيقوله: بقى إنت أبويا اللي كنت بتنصحني وبتأمرني إني ابقى شخص كويس وإنت دلوقتي اللي متكلبش وقاعد في الحجز بسبب أفعالك الوسخة!
أدهم بص في عين رحيم وعرف كويس هو عايز يقول إيه.
أدهم: إيه اللي جابك يا رحيم؟
رحيم: ليه عملت فيها إمام جامع وإنت كنت مسجل خطر.
أدهم بكل ثقة: وإنت مالك بزمان ودفاتر زمان يا رحيم.
أنا خرجت من المستنقع ده وتعبت وشقيت علشان اعرف اربيك وأكلك بالحلال جاي إنت تلومني دلوقتي على على حاجات غلط عملتها زمان.
رحيم: خرجت من المستنقع ده عشان تفلت من حكم إعـــ*د*ا*م ولا عشان تربيني؟
أدهم: أنا خدتك وهربت بيك عشان متجيش في يوم وتشوف أبوك والمخبرين بيجروه من قفاه ويرموه في الحبس.
رحيم: ما أنا شفتهم أهو يابا وهما بياخدوك من قفاك وبيرموك في الحبس.
أدهم: ده قدر يا ابني وإحنا مش هنعترض على قضاء ربنا، وبعدين أنا كنت بحاول انضف إي المشكلة في كده؟!
رحيم: الوسخ في البلد دي بيفضل وسخ زي ما هو حتى لو قعد عشرين سنة عامل نفسة إمام جامع.
تعرف يابا أنا اقدر اسامحك على كل اللي إنت عملته ده بس أكتر حاجة مش قادر استوعبها إزاي جالك قلب تشيلني ذنب أمي وتحسسني طول عمري إن أنا السبب فيه وتطلع إنت في الآخر اللي قــــ*تــــــ*لــــــ*تـــــ*ها.
أنا اقدر اسامحك على أي حاجة في الدنيا إلا دي يابا.
في اللحظة دي فتح عليهم أمين الشرطة وهما واقفين قدام بعض بتحدي.
أمين الشرطة: وقتك خلص.
أدهم: أنا مش عايز اشوفك هنا تاني يا رحيم.
رحيم وهو بيبص لأبوه بنظرات قوية: متخفش مش هتشوفني هنا تاني.
رحيم راح لأبوه الحجز وبدأ يعاتبه ويلومه على اللي حصل.
رحيم: لو كنت عايز تتغير فعلًا يا بابا كان زمانك اتغيرت من يوم ما أمي اتحايلت عليك.
بس إنت غرورك خلاك مش شايف غير نفسك وبس.
وأنا عمري ما هسامحك يا بابا على إنك شايلتني ذنب أمي وحسستني إن أنا السبب في مــ*و*تــ*ها طول الفترة اللي فاتت دي كلها.
قطع كلامهم دخول أمين الشرطة بعد ما فتح باب الحجز وقال: وقتك خلص يا إبني.
أدهم: أنا مش عايز أشوفك هنا تاني يارحيم.
رحيم بص لأبوه بنظرات حادة وقال: متخفش مش هتشوفني هنا تاني.
وفعلًا رحيم خرج، وأبوه كان قلقان عليه جدًا وخايف لاحسن يمشي في الطريق الغلط.
بس اللي حصل غير كده، لإن رحيم خرج وبدأ يدور على شغل بالحلال علشان يعرف يجيب مصاريفه ويجهز نفسه للبطولة.
وأول محل راحله وسأل على شغل فيه صاحبه قاله إنه موجود مكان ليه ووافق إنه يشغله علطول.
بس المشكلة إن تاني يوم لما رحيم راح عشان يشتغل صاحب المحل طرده وزعقله وقاله: يلا حبيبي مالكش أكل عيش هنا، أصل إحنا أي حد بنشغله معانا بنسأل عليه كويس وإنت ما شاء الله سمعتك إنت وأبوك سبقاكوا.
رحيم ساعتها عرف إن أبوه هيكون سبب في ضياع مستقبله ووقف حاله.
لكن بردوا مستسلمش وراح يدور على شغل في مكان تاني، وفعلًا أول ما سأل على شغل صاحب الشغل نزله، بس بعد يوم صاحب الشغل جه يتأسفله وقاله: معلش يا إبني أنا محرج منك والله بس….
رحيم قطع كلامه وقال: ولا بس ولا مابسش إنت مالكش ذنب في حاجة يا أستاذ، منه لله اللي كان السبب.
وفضل على الوضع ده فترة طويلة، كل ما يروح شغل يتطرد منه بسبب أشرف الكاشف وأبوه اللي مسجون.
رحيم حس إن الدنيا اتقفلت في وشه ومبقاش في أي حل، وراح البيت ونام على السرير وهو فاقد الأمل في الحياة.
تاني يوم الصبح…
رحيم طلع من أوضته بس من كتر ما كان فاقد الشغف راح فرد جسمه على كنبة الصالة وكمل نوم.
باب البيت خبط ورحيم استغرب إن في حد بيسأل عليه في الوقت ده وقام وفتح واتفاجئ إن اللي كان بيخبط على الباب هي فاطمة.
رحيم باستغراب: بتعملي إيه هنا يا فاطمة؟
فاطمة مردتش عليه وزقيته ودخلت البيت ورحيم بص بره البيت علشان يشوف في حد شافهم ولا لا واتأكد إن الدنيا أمان وقفل الباب.
بس اللي مكنش رحيم يعرفه إن طه واقف زي الرادار فوق السطح وشاف فاطمة وهي داخلة وطبعًا ماسكتش ومسك تلفونه ورن على حنش.
فاطمة دخلت البيت، ورحيم كان مخنوق ومش عايز يتكلم وراح قعد على كرسي وسابها واقفة ومفتحش بوقه معاها.
فاطمة: والله يعني مبتردش على التليفون وكمان لما جيتلك مش معبرني ولا طايق تبص في وشي إيه يا رحيم مالك بتعاملني كده ليه؟
رحيم بعد ما بصلها وهو باين عليه الاكتئاب: مش عايز اتكلم حد في مشكلة في كده؟
فاطمة: حد!! هو أنا بقيت حد يا رحيم؟
رحيم: فاطمة اللي بينا معدش ينفع أنا أبويا طلع سوابق وأنا كل سكك الشغل اتقفلت في وشي ومبقاش في أي حل لقصتنا ولا بقى في فلوس.
فاطمة: يعني إيه يا رحيم؟
رحيم بعصبية: يعني خلاص يا فاطمة خلاص.
فاطمة لاحظت إن رحيم بيمر بفترة صعبة ومش عارف يفكر كويس بسبب الاكتئاب اللي عنده.
راحت قعدت جنبه وقربت منه وبدأت تطبطب عليه وقالت: مالك بس يا رحيم أنا عارفة إن الدنيا ملطشة معاك والحال مش أحسن حاجة.
بس مش إنت قلت إن البطولة دي الكسبان والخسران فيها هياخد فلوس.
وأنا متأكدة إن شاء الله إنك هتكسب، وبعدين بكره تروق وتحلى مش إنت اللي بتقول كده.
رحيم بحزن: شكل مفيش بطولات يا فاطمة…
وقبل ما رحيم يكمل كلامه قاطعهم صوت تخبيط قوي على باب الشقة.
رحيم وفاطمة اتصدموا، ورحيم قال لفاطمة إنها تخش المطبخ بسرعة علشان محدش يشوفها عنده.
الباب فضل يخبط، ورحيم وقف قدام الباب وحاول يتلم على أعصابه وفتح.
والمفاجأة إن حنش هو اللي كان واقف على الباب، وطبعًا رحيم أول ما شافه بان على وشه الخوف.
حنش بابتسامة خبيثة: إيه مالك يا رحيم يا اخويا وشك أصفر كده ليه.
رحيم: عايز إيه يا حنش.
حنش بنفس الابتسامة: عايز أختي اللي جوه يا رحيم.
رحيم في اللحظة دي بدأ يجهز نفسه عشان يتخانق، وكان فاكر إنه هيخش في دوامة تانية مع حنش وحوارات أكتر.
بس المفاجأة إن حنش اتكلم بهدوء وقاله: متخافش يا رحيم أنا مش جاي اتخانق.
وبعدها وقف في الصالة ونادى على فاطمة أخته، وفاطمة طلعت وأمرها إن هي تطلع تستناه في البيت.
فاطمة خرجت وحنش ورحيم بقوا واقفين لوحدهم، وحنش باصص لرحيم بابتسامة غريبة ورحيم باصصله بقرف.
حنش: تعرف إني كان ممكن اقـــ*تـــ*لـــ*كـــ*م إنتم الاتنين وما اخدش فيكم ساعة واحدة.
بس أنا مش هعمل كده عشان أنا مجرد مرسال.
أه يا رحيم مرسال من باب السما وجاي ادلك على الطريق الصح.
رحيم في اللحظة دي عرف إن حنش مبعوت من أشرف الكاشف علشان يبتزوا ويشتغل معاه.
رحيم: عايز إيه يا حنش هات من الآخر.
حنش: حط إيدك في إيدي وأنا اوعدك أبوك يبقى عندك الليلة دي وملفه في إيده وكل القضايا اللي كانت المفروض تخلص بعد سنة أو سنتين هقفلهالك وقتي، وبكده يكون الشيخ أدهم رجع للحارة.
وإنت هتكون اشتغلت شغلانة حلوة تجيبلك فلوس أربع شهور بدل الشغلانات الهبلة اللي كنت بتشتغلهم.
وأهو بالمرة تكون لميت شبكة أختي بسرعة، وابتسم وضرب على كتفه وقال: يا أبو نسب.
أه ومش عايزك تفكر كتير عشان لو اتكلت على الملاكمة بتليفون واحد مني للاتحاد أبلغ فيه عن تاريخ الشيخ أدهم كله، وهوب قول وداعًا يا رحيم.
لكن مجرد ما تحط إيدك في إيدي الحياة هيبقى لونها وردي وأبوك هيرجع يبات في بيته وإنت هيبقى معاك فلوس تتجوز أختي وhappy end للجميع.
حنش مد إيده وابتسم وقال: ها نقرا الفاتحة؟
رحيم فضل باصص في عيون حنش وحاسس إنه متحاوط ومش عارف يعمل إي حاجة.
حنش: إيدي وجعتني يا بطل ها أمشي؟
رحيم خد القرار ومد إيده وسلم على حنش وقال: الفاتحة متجوزش على حرام.
حنش ببرود: اقرأها أنا.
وبكده تكون خطة أشرف الكاشف نجحت ورحيم بقى شغال معاه في الــ*بلــ*طــ*جـــ*ة.
في الحاضر…..
القناصين كانوا مستنين الأوامر من القائد علشان يبدأوا ضرب نار على العصابة وينقذوا أيمن إبن أشرف الكاشف.
واحد من القناصين قال: إحنا في انتظار أوامر إطلاق النـ*ار يا سيادة الظابط.
أشرف الكاشف استغرب لإنه أمر القناصين إنهم يراقبوا المكان بس.
أشرف: مين أمر بإطلاق النـ*ار.
وأثناء ما هو بيسأل كان في واحد من العصابة اللي موجودة فوق العمارة خد باله من القناصين، وفي اللحظة دي رفع سلاحه ووجهه ناحية القناصين وبدأ يضرب النار.
وطبعًا القناصين بدأوا هما كمان يضربوا نار على العصابة علشان يدافعوا عن نفسهم، وحصلت مهزلة كبيرة.
أشرف الكاشف اتخض وخاف على إبنه وفضل يزعق وقال: مين اللي أمر بإطلاق النار مين أمر بإطلاق النار.
وفي اللحظة دي أدهم وقف حكي قصته لإنه اتخض بسبب ضرب النار اللي بره.
سعد دخل عليه وهو متعصب وقال: قلتلك يا معلم إحنا دخلنا حرب إحنا مش قدها.
في الوقت ده بدأ أيمن يحرك جسمه علشان حد يشيل القماشة من على بقه ويعرف يتكلم.
أدهم لاحظ ده وأمر سعد إنه يشيل القماشة، وبمجرد ما شالها أيمن قال: أنا عايز التليفون دلوقتي حالًا.
أدهم بص في عينيه وحس بالأمان من ناحيته واداله التليفون.
أيمن بعد ما رن على أبوه: أيوه يا بابا.
أشرف: أيمن حبيبي إنت كويس.
أيمن: لا يا بابا مش كويس راشين عليا بنزين وغاز ولو موقفتش ضــ*ر*ب نار أنا اللي هروح فيها، أرجوك وقف ضرب النار عشان ما امــ*و*تــ*ش.
أشرف خاف على إبنه ومسك الميكروفون وأمر القناصين بالانسحاب ووقف إطلاق النار.
وفعلًا القناصين انسحبوا بس بعد ما اتـ*صــ*اب منهم اتنين، ومــ*ا*ت اتنين من أفراد العـ*صــ*ابة.
وفي وسط المدعكة دي كان أيمن مهتم يسمع باقي القصة.
أدهم هز راسه بالموافقة ورجع يحكي باقي قصته.
في الماضي…
حنش خد رحيم وراح بيه على مكان الأســ*لــ*حة المخصصة للعــ*صــ*ابة.
حنش فتح باب مخزن الأسلحة وابتسم ابتسامة عريضة ورفع دراعه لفوق وقال: متع عينك يا رحيم ده بيت الأسـ*لـ*حـ*ة بتاعنا.
الرجاله مسمينه بيت الأســ*لحــ*ة لكن أنا مسميه بيت الراحة.
لأن لما بنيجي هنا ونطلع أي طلعة من بتوعنا بنريح الناس اللي بنطلع عليهم عشان كده مسميه بيت الراحة.
رحيم دخل وفضل يبص حواليه ويتفرج على الأسـ*لــ*حــ*ة ولقى أنواع منها كتير زي السـ*كـ*اكــ*يــ*ن والمطاوي والسنج.
بس أكتر حاجة لفتت نظره هي القبضة الحديدية اللي فضل يبصلها بإعجاب شديد.
حنش: الله يباركلك يا رحيم انجز عشان الرجاله مستنينا بره.
رحيم فعلًا قرر واختار القبضة الحديدية كــ*ســــ*لــــ*ا*ح مناسب ليه لإن هي أقرب حاجة بتمثله عشان كان دايمًا بيستخدم قبضته وبكده هتكون ضربته أقوى وهيقضي على أي حد بسهولة.
في الوقت ده أدهم كان خرج من الحجز وطلع البيت وأول ما دخل فضل ينادي على رحيم، ولما ملقاش رد عرف إن رحيم مش في البيت.
دخل أوضته واتفاجئ إن على سريره الملف الإجـــ*ر*ا*مـــ*ي بتاعه.
أدهم مسك الملف الإجـــ*رامـــ*ي بتاعه وفضل يقلب فيه وهو مستغرب إيه اللي جابه هنا، وكان مستغرب بردوا إزاي خرج من الحجز وهو عامل كل الجــ*رايـــ*م دي.
بس قطع حبل أفكاره أذان الفجر وهو بيأذن.
ساب الملف ونزل علطول على الجامع عشان المسجد كان واحشه.
أدهم دخل الجامع وكالعادة راح ناحية مصلية الإمام.
بس اللي استغربه إن كل اللي في الجامع كانوا باصين عليه بنظرات غريبة.
وفجأة جه طه ووقف قدامه وقال: رايح فين يا عم أدهم.
أدهم استغرب لإنه دايمًا كان بيسمع طه وهو بيقوله يا شيخ أدهم بس المرة دي قال يا عم أدهم.
أدهم: كالعادة يا ابني رايح اصلي بالناس.
طه ببرود: لا لا لا تصلي بالناس إيه بس.
بقى كل الناس الغلبانة والطيبة دي اللي كل همها إن ربنا يتوب عليها ويدخلها الجنة يصلي بيهم واحد مـــ*جر*م وقـــ*تـــ*ال قُـــ*تـــــ*لـــــ*ه زيك!
أدهم باستغراب: يعني ما صليش ولا إيه؟
طه: لا أنا مقلتلكش كده يا عم أدهم صلي بس إرجع ورا.
إرجع ورا مع الناس دي وادعي ربنا إنه يغفرلك كل ذنوبك الوحشة اللي إنت عملتها، والله أعلم هيغفرلك بعد كل اللي إنت عملته ده ولا لا.
إرجع يا عم أدهم أنا هصلي بالناس.
أنا الأحق في الحارة دي كلها بالإمامة، أنا أكتر واحد حافظ قرآن ودارس فقه.
أدهم حس إنه اتكسر بسبب غلطاته القديمة بس اضطر يسمع كلام طه عشان حس إنه عنده حق.
في الناحية التانية كان رحيم بيبداء قصة إجـــ*ر*ا*م تانية وبيتحول لشخص تاني.
في القهوة….
حنش دخل على حماصة اللي كان قاعد مع رجالته وبيلعب معاهم قومار.
حماصة أول ما شاف حنش أمر رجالته إنهم يمشوا، وحنش راح قعد قدام حماصة.
حنش: إزيك يا حماصة.
غلطاتك كترت أوي يا حماصة.
اتنين من رجالتك ضربوا عيلين من رجالتي وأنا سكت وعديتها وقلت ماشي شوية عيال وغلطوا مش هنولع الدنيا عشانهم ونبوظ العلاقة اللي بيني أنا وأخويا حماصة.
بعد كده لقيتك فتحت دولاب جديد تاني من ورايا ومقولتليش وقلت ماشي.
بس اللي وقفت في الزور إنك بقالك تلت أسابيع مبتدفعش الإتاوة اللي عليك.
حماصة ابتسم ابتسامة تريقة وقال: إيه ده إنت ما تعرفش!!
هما مش هيبقوا تلت أسابيع بس أنا مش هدفع تاني يا حنش.
حنش بصله بعصبية وقام مسكه من قميصه وزنقه في الحيطة.
رجاله حماصة كلهم قاموا واتلفوا حوالين حنش بس حماصة أمرهم يستنوا.
حنش بغضب: أنا اسمي المعلم حنش ياض ولو مدفعتش الإتاوة اللي عليك هزعلك.
حماصة بضحك: ههه قال معلم قال بقى بالذمة في معلم يترن علقة ويتعلم عليه هو ورجالته في وسط الشارع من راجل واحد.
تعرف أنا عندي فكرة، لو عايز إتاوة يبقى اندهلك على عفريتك رحيم.
في اللحظة دي كل العيون بصت على مدخل القهوة ورحيم دخل بكل ثقة وقال: رحيم مش محتاج حد ينادي عليه.
وبدأ يـــ*ضــ*ر*ب في رجاله حماصة بكل قوة وجبروت.
وقف هو وحنش في ضهر بعض وكانوا حملة لوحدهم وقدروا يغلبوا رجالة حماصة كلهم من غير ما حد يساعدهم، ورحيم لفت كل الأنظار بسبب طريقة ضـــ*ر*بــ*ه المميزة وقوته الجبارة.
ورغم إن رحيم ضـــ*ر*ب الرجالة كلها فهو متخدش ولا خدش واحد.
بعد ما الخــ*ناقــــ*ة خلصت حماصة كان مرمي على الأرض وسط الرجاله بتاعته.
حنش راح وقف فوقه ونزل بركبته على رقبته وقرب من ودنه وقال: الفلوس تكون عندي الليلة دي.
وخرج من القهوة هو ورحيم وهما رافعين راسهم وفخورين جدًا باللي عملوه.
تاني يوم الصبح…
فاطمة كانت نازلة من البيت عشان تشتري شوية حاجات وسمعت صوت واحد عمال يبسبسلها من ورا.
ولما لفت وشها عشان تهزقه اتفاجئت إنه الشيخ طه.
طه: السلام عليكم يا فاطمة.
فاطمة باستغراب: وعليكم السلام يا شيخ طه خير؟
طه: خير إن شاء الله أنا بتأسفلك إني وقفتك في الشارع بالطريقة دي.
بس كنت عايز أعرفك إني هاجي اقابل حنش النهاردة عشان اطلب إيدك.
فاطمة: يوه يا شيخ طه مش إحنا قفلنا الموضوع ده من زمان.
الحوار وما فيه إني كنت بنت صغيرة واتعلقت بأول شخص محترم اقابله في حياتي، ودي قصة وانتهت.
وبعدين يا شيخ طه إنت عارف إن أنا ورحيم في حكم المخطوبين.
طه: عارف طبعًا يا فاطمة بس أنا قلت إن الموضوع اتغير بعد اللي حصل.
فاطمة: لا ما هو رحيم ملهوش ذنب في كل اللي حصل ده وعم أدهم تاب وبقى شخص كويس.
طه: الله أعلم بقى تاب ولا كان بيهرب من ماضيه بإنه يعمل نفسه إمام جامع.
بس أنا أصلًا مش بتكلم على عم أدهم أنا بتكلم على رحيم.
فاطمة باستغراب: ماله رحيم!!
لتكملة القصة اضغط الزر بالاسفل






