تحذير: مشاركة صور الأطفال على الإنترنت قد تؤدي إلى مخاطر جسيمة
مخاطر مشاركه صور الاطفال على الانترنت

مع التطور الكبير في وسائل التواصل الاجتماعي وايضا انتشار مشاركة اللحظات العائلية وذلك يكون عبر المنصات الاجتماعيه المختلفة حيث أصبح نشر الصور الخاصه ب الأطفال على الإنترنت ممارسة شائعة بين ملايين الآباء والأمهات الموجودين حول العالم و البعض يرى أن مشاركة صور الأبناء قد تمثل وسيلة سهله للتعبير عن الفخر لديهم أو للاحتفاظ بالذكريات الجميلة أو لمشاركة الأصدقاء و الأقارب ب لحظات النمو والتغير التي يمر بها كل طفل
تحذير: مشاركة صور الأطفال على الإنترنت قد تؤدي إلى مخاطر جسيمة
يحذر خبراء التكنولوجيا وايضا خبراء علم النفس والأمن الرقمي من أن هذه الممارسات قد تحمل عواقب وخيمة، بعضها قد لا يظهر إلا بعد مرور سنوات طويلة جدا وفي هذا المقال سنعرض بالتفصيل عن المخاطر المرتبطة بنشر صور الأطفال على الإنترنت، و نوضح آراء كل الخبراء، إلى جانب تقديم نصائح عملية هامه تساعد الآباء على حماية خصوصية أبنائهم وايضا ضمان سلامتهم الرقمية.
ظاهرة المشاركة الزائدة Sharenting
يستخدم الخبراء مصطلح Sharenting لوصف ظاهرة نشر صور الأطفال، وكل معلوماتهم الشخصية على الإنترنت ويكون بشكل متكرر و مفرط من قبل الوالدين، وتشير كل الدراسات إلى أن طفلا عاديا قد يكون له أكثر من ألف صورة منشورة على الإنترنت، و قبل أن يبلغ سن الخامسة وهذه الظاهرة، رغم أنها تبدو بريئة وبعيدة عن كل المخاطر في نظر البعض، إلا أنها تثير عدة قضايا خطيرة جدا تتعلق بالخصوصية والأمان.
المخاطر الأمنية المترتبة على نشر صور الأطفال
هناك مخاطر محتملة للسرقة الهوية الرقمية،فعندما تُنشر صور الأطفال مرفقة بمعلومات شخصية مثل أسمائهم، تواريخ ميلادهم، أو مواقعهم، فإنها تصبح مادة خام يستغلها المجرمون الإلكترونيون، وقد تُستخدم هذه البيانات لإنشاء هويات مزيفة أو لارتكاب جرائم مثل الاحتيال المالي أو الابتزاز الإلكتروني.
لاستغلال من قبل جهات غير آمنة
من أخطر المخاطر هي وصول صور الأطفال إلى أيدي أشخاص ذوي نوايا سيئة، مثل شبكات الاستغلال الجنسي للأطفال، و هذه الصور قد يتم تعديلها أو إعادة نشرها في سياقات غير أخلاقية دون علم الأهل أو موافقتهم و التعرض للتنمر الإلكتروني، وصور الأطفال المنشورة على الإنترنت قد تصبح لاحقًا مادة للتنمر عندما يكبرون، صورة بريئة أو موقف عفوي قد يعاد استخدامه بشكل ساخر أو جارح، مما يترك أثرا نفسيا عميقا على الطفل.
تحديد المواقع الجغرافية
الكثير من الصور التي تلتقط بالهواتف الذكية تحمل بيانات تعريفية مثل Metadata و تتضمن الموقع الجغرافي، الذي التقطت فيه الصورة وهذه الخاصية قد تستخدم من قبل أشخاص مجهولين، تعقب أماكن وجود الطفل أو مكان سكن العائلة.
الأبعاد النفسية والاجتماعية
لا يقتصر خطر نشر صور الأطفال على الجانب الأمني فقط، بل يمتد ليشمل الجوانب النفسية والاجتماعية أيضًا وانتهاك خصوصية الطف، والطفل لم يختر أن تكون حياته الشخصية معلنة على الإنترنت، وعندما ينشر الأهل صوره دون إذنه، فهم في الحقيقة يتخذون قرارًا نيابة عنه قد يرفضه لاحقًا عندما يكبر ويصبح أكثر وعيا.
أثر طويل المدى على الهوية الرقمية
الصور والمعلومات المنشورة على الإنترنت تظل موجودة لفترة طويلة جدا، وقد يعاد استخدامها بعد سنوات كثيرة، هذا يعني أن الطفل حين يكبر قد يجد نفسه أمام بصمة رقمية هو لم يشارك في صنعها، وقد تؤثر بشكل كبير على مستقبله الدراسي أو المهني.
ضغط اجتماعي مبكر
عندما يكبر الطفل ويكتشف أن حياته الخاصة كانت متاحة للآخرين منذ الصغر، قد يشعر بضغوط اجتماعية أو ضغوط نفسية مرتبطة بصورته العامة، خاصة إذا كانت بعض الصور محرجة أو غير لائقة.
أمثلة ودراسات حديثة
أظهرت دراسة حديثه أجرتها جامعة ميشيغان أن 75%، من الآباء ينشرون صورًا أو معلومات عن أطفالهم على الإنترنت بانتظام، بينما أعرب 50% من المراهقين عن استيائهم من ذلك عندما كبروا، وفي فرنسا، أصدرت السلطات تحذيرات رسمية للآباء بشأن نشر صور أطفالهم الخاصه، مشيرة إلى أن هؤلاء الأطفال قد يرفعون دعاوى قانونية ضد آبائهم في المستقبل وذلك بسبب انتهاك الخصوصية أما في أستراليا، فقد تم تسجيل حالات كثيرة جدا لاستخدام صور أطفال منشورة على حسابات عامة في مواقع غير قانونية، وهذا دفع الحكومة لتكثيف حملاتها التوعوية.
خامسًا: دور التكنولوجيا في تفاقم المشكلة
مع التزايد الكبير لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطور برامج تعديل الصور، أصبحت المخاطر أكبر بكثير و اليوم، يمكن استخدام صورة واحدة فقط للطفل لإنشاء صور مزيفة Deepfake قد يتم استغلالها بشكل سلبي وكذلك، تنتشر تطبيقات التعرف على الوجه التي قد تستخدم ل تتبع الطفل أو يمكن من خلالها استهدافه بإعلانات مخصصة.
مسؤولية الأهل في حماية أبنائهم
الخبراء يؤكدون أن المسؤولية الأولى تقع على عاتق الأهل، فهم الجدار الأول الذي يحمي الطفل من مخاطر العالم الرقمي، ومن أهم الخطوات التي ينصح بها هي تكون كالاتي:
التفكير قبل النشر
على الأهل أن يسألوا أنفسهم اولا هل من الضروري نشر هذه الصورة؟ ام لا وهل يمكن أن تؤثر سلبا على الطفل مستقبلا.
تقييد إعدادات الخصوصية
يجب التأكد من أن الصور المنشورة لا يمكن أن يراها سوى دائرة، ضيقة جدا من الأشخاص الموثوق بهم.
أهمية عدم نشر المعلومات الحساسة
إذا تجنبت نشر المعلومات الحساسة مثل أسماء المدارس، الأماكن التي يتردد عليها الطفل، أو تفاصيل شخصية دقيقة جدا والتحدث مع الطفل عندما يبلغ الطفل سنا مناسبًا، يجب إشراكه في قرار نشر الصور الخاصة به، وذلك لتعزيز وعيه بحقوقه الرقمية، واستخدام تقنيات الحماية الخاصه، مثل تعطيل خاصية الموقع الجغرافي في الكاميرات والهواتف قبل التقاط الصور.
بدائل آمنة لمشاركة الذكريات
بدلا من نشر الصور على المنصات العامة، يمكن للأهل استخدام حلول تكون أكثر أمانا، مثل إنشاء ألبومات خاصة على تطبيقات آمنة جدا للتخزين السحابي، ومشاركة الصور عبر مجموعات تكون مغلقة تضم أفراد العائلة فقط وطباعة الصور، وحفظها في ألبومات ورقية تقليدية للحفاظ على الخصوصية للطفل.
حملات توعية عالمية
في السنوات الأخيرة، أطلقت العديد من المنظمات والمؤسسات حملات توعية تحت شعارات مثل، فكر قبل أن تنشر، وخصوصية الطفل أولوية، كل هذه الحملات تسعى لإيصال رسالة فائدتها هي أن حماية الأطفال في العالم الرقمي لا تقل أهمية عن حمايتهم في الحياة الواقعية أبداً، وقد يبدو نشر صور الأطفال على الإنترنت عادة بريئة تحمل الكثير من الفرح والفخر، لكنها في الحقيقة قد تخفي وراءها تهديدات كبيرة على المدى القريب والبعيد، و الأهل بحسن نية قد يعرضون أبناءهم لمخاطر لا تخطر على بالك، ولذلك فإن الوعي والحرص والالتزام بخصوصية الطفل يجب أن يكونوا الركائز الأساسية، لأي تعامل مع التكنولوجيا الحديثة.
دور المؤسسات والمجتمعات في حماية الأطفال
حماية الأطفال ليست مسؤولية فردية فقط، بل هي مسؤولية مجتمعية أيضًا، تبدأ من وعي الأسرة وتمتد لتشمل دور الحكومات، المؤسسات التعليمية، ومنصات التواصل الاجتماعي في وضع سياسات صارمة تحمي خصوصية القُصّر، الصور التي نراها اليوم مجرد لحظة عابرة بالنسبة لنا، لكنها قد تكون بداية قصة طويلة ومعقدة في حياة الطفل إذا لم يحسن إدارتها.






