شريحة دماغية قادرة على تحويل الأفكار إلى نصوص مكتوبة
كيف يتم تحويل الافكار الى نصوص مكتوبه

في خطوة جديدة جدا و متطوره تعكس التداخل المتزايد بين التكنولوجيا وبين علم الأعصاب فقد أعلن مشروع نيورالينك وهو التابع ل إيلون ماسك عن استعداده لاختبار شريحة دماغية مبتكرة جدا وتكون قادرة على ترجمة أفكار الإنسان وايضا تحويلها إلى نصوص مكتوبة بشكل مباشر وهذه التقنيه الحديثه التي بدت في السابق وكأنها جزء من روايات الخيال العلمي وقد أصبحت في هذا اليوم قاب قوسين أو أدنى من أن تكون واقعا ملموسا وكل هذا الذي يفتح الباب أمام ثورة طبية وتقنية حديثه قد تغير شكل التواصل الإنساني تماما إلى الأبد
شريحة دماغية قادرة على تحويل الأفكار إلى نصوص مكتوبة
من خلال الابتكار المستحدث إيلون ماسك والشريحة الدماغية التي تكون قادرة تماما على تحويل الأفكار لنصوص تكون مكتوبة، وهي التي تكون بشكل متطور الفكرة الأساسية وتقوم على زرع شريحة صغيرة جدا داخل الدماغ وهي مرتبطة ب خوارزميات و ذكاء اصطناعي متقدمة ومتطورة، بحيث تتمكن من قراءة الإشارات العصبية وتقوم بتحليلها ثم تقوم بتحويلها إلى كلمات وايضا جُمل، وبذلك يمكن للشخص أن يكتب أو يتحدث بمجرد التفكير فقط، دون الحاجة إلى حركة أو دون الحاجه اللي صوت.
كيف تعمل الشريحة؟
شريحة نيورالينك مصممة لتكون وسيطا مباشرًا بين الدماغ والحاسوب، فهي تحتوي على مئات الأقطاب الدقيقة التي تزرع في مناطق معينة من المخ وهي تكون مسئولة عن اللغة والتفكير، عند إرسال الدماغ لإشارات كهربائية تكون مرتبطة بفكرة معينة أو كلمة يرغب الإنسان في التعبير عنها، تلتقط هذه الأقطاب الإشارات وتحليلها عبر خوارزميات متطورة جدا، ثم تترجم بشكل لحظي إلى نص يكون مكتوب يظهر على شاشة الجهاز المرتبط، وهذه العملية تشبه إلى حد بعيد عن ترجمة الإشارات الكهربائية من الأعصاب مباشره إلى حركات عضلية في الجسم، لكنها هنا تلتقط الفكرة وذلك قبل أن تتحول إلى فعل، لتخرج مباشرة كنص.
الاستخدامات الطبية
إحدى أبرز الفوائد التي تراهن عليها نيورالينك وهي تكون مساعدة المرضى الذين فقدوا القدرة على الكلام، أو عن الحركة وذلك نتيجة إصابات دماغية أو أمراض عصبية مثل التصلب الجانبي الضموري ALS أو الشلل الدماغي، فبدلا من الاعتماد على تقنيات تقليدية بطيئة جدا للتواصل، سيكون بإمكان كل هؤلاء المرضى ان يقوموا ب التعبير عن أفكارهم بسرعة أكبر بمجرد التفكير في الجملة التي يريدون قولها، وكذلك يمكن أن تكون هذه الشريحة أداة فعالة جدا لمرضى السكتات الدماغية، حيث انها تساعدهم على استعادة القدرة على التواصل مع محيطهم، مما قد يرفع من جودة حياتهم و يمنحهم استقلالية أكبر بكثير.
نقلة نوعية في عالم التكنولوجيا
لا يقتصر دور الشريحة على الاستخدامات الطبية فقط، بل تمتد إمكاناتها إلى آفاق أبعد بكثير، فتخيل مثلا أن تتمكن من كتابة رسالة بريد إلكتروني أو منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك دون الحاجة إلى لوحة مفاتيح أو هاتف، بل بمجرد التفكير في الكلمات فقط أو أن تتمكن من الترجمة الفورية بين كل اللغات عن طريق ربط الشريحة بقواعد بيانات لغوية عالمية، كما يرى البعض أن هذه التقنية الحديثه جدا قد تمهد الطريق لتطوير واجهات أكثر تقدما بين الإنسان والآلة، مما قد يفتح الباب أمام استخدامات كثيرة في مجالات اخري مثل التعليم، والبحث العلمي، وحتى الترفيه والألعاب الإلكترونية.
التحديات والمخاطر
رغم الحماسة الكبيرة التي تحيط بهذا المشروع، إلا أن هناك العديد من التحديات الكثيره التي لا يمكن، تجاهلها ابدا وهي تكون كالاتي:
- أولا، عملية زرع الشريحة تتطلب تدخلا جراحيا معقدا جدا يحمل مخاطر العدوى أو النزيف.
- ثانيا، هناك مخاوف متزايدة تتعلق بالخصوصية والأمان، إذ قد تستغل هذه التقنية لاختراق أفكار الأشخاص أو التجسس عليهم.
- ثالثا، تطرح هذه التقنية أسئلة أخلاقية عميقة جدا، هل سيظل الإنسان سيد أفكاره عندما تصبح قابلة للترجمة والقراءة وذلك بواسطة أجهزة خارجية.
- رابعا، هل يمكن أن يؤدي كل هذا التطور إلى فقدان الحدود، بين العقل الشخصي والعالم الرقمي ام لا.
الجدل المجتمعي
منذ الإعلان عن هذه المشروع، انقسمت الآراء بين مؤيد يرى فيه ثورة إنسانية قد تنقذ الملايين من العجز، ومعارض يخشى من أن يتحول العقل البشري إلى مجال يكون مفتوح أمام الشركات العملاقة، ف بعض الباحثين وصفوا هذه الشريحة بأنها تكون خطوة نحو ما بعد الإنسانية، حيث يمكن أن تغير تعريفنا للوعي والهوية، وفي المقابل، يحذر آخرون من هذا الانسياق وراء الحماس وذلك دون وضع اي ضوابط قانونية وأخلاقية وتكون صارمة، تضمن أن تستخدم كل هذه التكنولوجيا لخدمة الإنسان لا للسيطرة عليه.
المستقبل القريب
بحسب تصريحات إيلون ماسك، فإن كل هذه التجارب الأولية على الحيوانات حققت نجاحات ملحوظة جدا وتمكنت بعض القردة من التحكم في أجهزة حاسوب عن بُعد وذلك باستخدام الشريحة، أما الخطوة المقبلة فهي الانتقال إلى التجارب السريرية على البشر، حيث سيتم زرع هذه الشريحة لدى عدد محدود من المرضى لتقييم فعاليتها وسلامتها، وإذا أثبتت كل هذه التجارب نجاحها، فمن المتوقع أن تدخل هذه الشريحة الحديثه إلى الاستخدام العملي وذلك في خلال السنوات القليلة القادمة، وهو ما قد يغير جذريا من طريقة للتواصل البشر مع بعضهم البعض ومع ايضا كل التكنولوجيا من حولهم.
ما بعد الترجمة النصية
رغم أن الهدف الحالي هو ترجمة الأفكار إلى نصوص، إلا أن كل التوقعات المستقبلية تشير إلى إمكانية تطوير الشريحة لتمكين كل الأشخاص من إرسال واستقبال الأفكار، وذلك يكون بشكل مباشر تماما بين العقول، أي ما يشبه التخاطر الاصطناعي، فقد يكون بإمكان اي شخصين التواصل وذلك دون كلمات أو أجهزة، عبر شبكة عصبية مشتركة قد تربط أدمغتهم، وهذه الفكرة قد تثير فضولًا علميا هائلا جدا، و لكنها أيضًا قد تُحيي مخاوف فلسفية كثيرة جدا حول حدود هذه الفردية والحرية الشخصية ايضا.
بين الأمل والحذر
من الواضح أن هذه شريحة وهي نيورالينك قد تمثل مشروعا طموحا يقف على الخط الفاصل بين الأمل والحذر، والأمل في مساعدة الملايين على استعادة لكل قدرتهم على التواصل، وفي فتح أبواب جديدة جدا للتفاعل بين الإنسان والتكنولوجيا، والحذر تماما من أن تتحول هذه الأداة إلى وسيلة فقط للسيطرة أو لانتهاك خصوصية ل البشر، وبين هذين الاتجاهين، قد يبقى مستقبل التقنية مرهونا بكيفية تعامل المجتمع العلمي والقانوني معها، وايضا مدى وعي كل الأفراد بما تحمله من فرص كثيرة جدا ومخاطر في وقت واحد.
الخيال العلمي وواقع المختبرات الحديثه
ما بين حلم الخيال العلمي وواقع المختبرات الحديثة، تقف شريحة إيلون ماسك على أعتاب مرحلة فارقة قد تغير شكل حياتنا اليومية تماما في ترجمة الأفكار إلى نصوص لم تعد مجرد فكرة رومانسية فقط، بل انها أصبحت مشروعا يكون قائما على أرض الواقع، وإذا ما نجحت هذه التجارب المقبلة، فإننا قد نكون أمام بداية عصر جديد، حيث تختفي كل الحواجز التقليدية بين العقل والآلة، ويصبح التفكير ذاته يكون وسيلة مباشرة للتواصل والإبداع ،لكن يبقى السؤال الأهم هو هل نحن مستعدون فعلاً لمثل هذا المستقبل.