اخبار

هيئة الكتاب تفتتح معرضها فى جامعة بدر الدولية

شهدت جامعة بدر الدولية افتتاح معرض الكتاب الذى تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب داخل الحرم الجامعى، فى إطار خطة الهيئة للتوسع فى تنظيم معارض الكتاب بالمحافظات والجامعات، وتعزيز حضور الثقافة والقراءة بين فئات الشباب. وجاء افتتاح المعرض وسط حضور لافت من طلاب الجامعة وأعضاء هيئة التدريس، إلى جانب ممثلين عن هيئة الكتاب وعدد من المسؤولين والشخصيات الثقافية، الذين أكدوا جميعًا أن إقامة مثل هذه الفعاليات داخل الجامعات خطوة مهمة لربط الأجيال الجديدة بحركة النشر والفكر والمعرفة.

أجواء الافتتاح.. حضور طلابى وثقافى مكثف

منذ الساعات الأولى لصباح يوم الافتتاح، توافد طلاب جامعة بدر على ساحة المعرض المقامة فى إحدى الساحات المفتوحة داخل الحرم الجامعى، حيث لفتت أجنحة الكتب المتنوعة أنظار المارين، وازدحمت الممرات بحركة الطلاب الذين حرصوا على الاطلاع على الإصدارات الجديدة والتقاط الصور مع الأجنحة المشاركة. واصطف عدد من طلاب الأنشطة لاستقبال الحضور وتوجيههم إلى أماكن الدور المشاركة وأجنحة هيئة الكتاب.
فى كلمة مقتضبة خلال مراسم الافتتاح، رحب رئيس الجامعة بمسؤولى هيئة الكتاب، مشيدًا بالشراكة بين الجامعة والهيئة، ومعتبرًا أن وجود معرض بهذه الضخامة داخل الحرم يمثل إضافة حقيقية للبيئة التعليمية، لأنه يفتح أمام الطلاب نافذة واسعة على عالم المعرفة خارج حدود المقررات الدراسية. كما أكد أن الجامعة ستظل داعمة لكل الأنشطة الثقافية التى تعزز وعى الطلاب وتثري ملكاتهم الفكرية.

تنوع الإصدارات.. من الكتب الأكاديمية إلى الإبداع الأدبى

يضم المعرض بين أجنحته مئات العناوين التى تغطى مجالات معرفية مختلفة، بدءًا من الكتب الأكاديمية المتخصصة فى العلوم والهندسة والطب، مرورًا بكتب التنمية البشرية والإدارة والاقتصاد، ووصولًا إلى الروايات والدواوين الشعرية وكتب التراث والفكر الدينى والتاريخ. وقد خصصت هيئة الكتاب ركنًا مميزًا لإصداراتها الحديثة، استقطب اهتمام الطلاب الذين بحثوا عن الكتب المناسبة لميولهم وتخصصاتهم.
كما شاركت فى المعرض عدد من دور النشر الخاصة، ما أتاح للطلاب فرصة التعرف إلى خرائط النشر الجديدة داخل مصر، واكتشاف أسماء كتاب شباب وأعمال أدبية صدرت حديثًا. وحرص بعض الأساتذة على اصطحاب طلابهم إلى المعرض، للإشارة إلى مراجع بعينها مفيدة فى المواد الدراسية، وتشجيعهم على اقتناء الكتب التى تعمق فهمهم للمقررات وتفتح لهم آفاقًا أوسع للقراءة الحرة.

خصومات وعروض خاصة للطلاب

حرصت هيئة الكتاب على تقديم خصومات ملحوظة على أسعار الكتب داخل المعرض، وصلت فى بعض الإصدارات إلى أكثر من خمسين بالمئة، فى محاولة لتشجيع الطلاب على الشراء وعدم جعل الجانب المادى عائقًا أمام الحصول على الكتاب. كما أطلقت الهيئة مبادرة “كتاب لكل طالب” التى تتيح للطلاب اقتناء مجموعة من الكتب بأسعار رمزية، بالتعاون مع إدارة الجامعة التى ساهمت بدعم مالى لتخفيف التكلفة.
وقد أعرب الكثير من الطلاب عن سعادتهم بهذه العروض، مؤكدين أن الأسعار المناسبة شجعتهم على شراء أكثر من كتاب واحد، وأنهم كانوا ينتظرون مثل هذه الفرصة لاقتناء روايات أو كتب تنمية ذاتية أو مراجع علمية غير متاحة بسهولة فى المكتبات المحيطة بالجامعة. هذا التفاعل يعكس أهمية البعد الاقتصادى فى نشر القراءة، ويؤكد أن تيسير الحصول على الكتاب عنصر حاسم فى ترسيخ عادة القراءة لدى الشباب.

ندوات وفعاليات موازية داخل المعرض

لم يقتصر دور المعرض على عرض الكتب وبيعها، بل تضمن برنامجًا ثقافيًا موازيًا يضم ندوات وحوارات مفتوحة ولقاءات مع كتاب ومفكرين وشخصيات عامة. فقد أقيمت خلال اليوم الأول ندوة عن “أهمية القراءة فى تشكيل الوعى الجامعى”، شارك فيها أساتذة من كليات مختلفة، تحدثوا عن الفرق بين الطالب الذى يكتفى بالمقررات والطالب الذى يوسّع مداركه بالقراءة الحرة. كما أتيحت الفرصة للطلاب لتوجيه أسئلتهم مباشرة إلى المتحدثين، ما جعل الندوة مساحة تفاعلية حقيقية.
ومن المقرر أن يشهد المعرض على مدار أيامه عددًا من اللقاءات مع روائيين وشعراء، وتوقيع كتب جديدة صدرت عن هيئة الكتاب ودور نشر أخرى، بالإضافة إلى ورش عمل حول مهارات الكتابة الإبداعية، وكيفية إعداد الأبحاث العلمية واستخدام المصادر والمراجع بصورة منهجية. هذه الأنشطة تمنح المعرض بعدًا تعليميًا وتربويًا يتكامل مع الدور الترفيهى والثقافى للكتاب.

دور هيئة الكتاب فى الوصول إلى الجامعات

تأتى إقامة المعرض فى جامعة بدر ضمن استراتيجية أوسع تتبناها الهيئة المصرية العامة للكتاب، تهدف إلى نقل تجربة معارض الكتب من مركزيتها فى العاصمة إلى الجامعات والمحافظات المختلفة. فبعد النجاح الكبير الذى تحقق فى معارض الأقاليم، اتجهت الهيئة إلى تعزيز حضورها فى المؤسسات التعليمية، إدراكًا منها أن الطالب الجامعى هو الأكثر استعدادًا للتفاعل مع الكتاب، وأنه يمثل شريحة أساسية فى بناء جيل جديد من القراء والباحثين.
وتسعى الهيئة من خلال هذه المعارض إلى كسر الصورة التقليدية التى تربط الكتاب فقط بمعرض القاهرة الدولى، لتؤكد أن الوصول إلى القارئ يجب أن يكون مستمرًا على مدار العام وفى أماكن وجوده، سواء كانت جامعات أو أندية أو مراكز شباب. كما تعكس هذه الخطوة حرص الدولة على دعم القوى الناعمة، وعلى رأسها الثقافة والمعرفة، باعتبارهما خط دفاع مهمًا فى مواجهة الأفكار المتطرفة والسطحية.

انطباعات الطلاب عن المعرض

فى جولة بين أجنحة المعرض، تباينت اهتمامات الطلاب، لكنهم اتفقوا على أن وجود المعرض داخل الجامعة جعل الوصول إلى الكتاب أسهل كثيرًا مما كان عليه الوضع سابقًا. أحد طلاب كلية الهندسة أوضح أنه وجد مراجع متخصصة فى مجاله بسعر أقل من المكتبات الخارجية، بينما ذكرت طالبة فى كلية اللغات والترجمة أنها استغلت المعرض لشراء أعمال أدبية مترجمة كانت تبحث عنها منذ فترة.
كما أشار بعض الطلاب إلى أن مجرد رؤية زملائهم يتجولون بين الكتب ويحملونها بأيديهم يخلق جوًا عامًا مشجعًا على القراءة، ويجعل الكتاب جزءًا من المشهد اليومى داخل الجامعة. واعتبر آخرون أن تنظيم المعرض يمنحهم إحساسًا بالانخراط فى الحياة الثقافية، وليس فقط الدراسة الأكاديمية البحتة.

التكامل بين الجامعة والهيئة فى خدمة الثقافة

التعاون بين جامعة بدر الدولية وهيئة الكتاب لا يقتصر على إقامة هذا المعرض فحسب، بل يشمل اتفاقات مبدئية على تنظيم فعاليات ثقافية مستمرة، من بينها أسابيع للقراءة، ومسابقات فى كتابة المقال والقصة القصيرة، ومحاضرات يقدمها مفكرون من داخل مصر وخارجها. هذا التكامل يفتح المجال أمام بناء جيل يمتلك أدوات التفكير النقدى والقدرة على تحليل المعلومات بعيدًا عن السطحية.
وتتيح الجامعة للهيئة مساحات مهيأة لاستقبال القراء والضيوف، بينما توفر الهيئة خبرتها فى مجال تنظيم المعارض واختيار الإصدارات المناسبة للفئات العمرية المختلفة داخل الحرم الجامعى. وبذلك تصبح الثقافة مكوّنًا أساسيًا فى البيئة التعليمية، لا مجرد نشاط هامشى أو موسمى.

الكتاب الورقى فى مواجهة التحول الرقمى

إحدى القضايا التى أثيرت على هامش المعرض هى علاقة الجيل الجديد بالكتاب الورقى فى ظل الانتشار الواسع للكتب الإلكترونية والمحتوى الرقمى. بعض الطلاب أشاروا إلى أنهم يفضلون القراءة عبر الأجهزة اللوحية أو الهواتف المحمولة، بينما أكد آخرون أنهم يجدون فى الكتاب الورقى متعة مختلفة لا يمكن تعويضها. من جانبها، أوضحت هيئة الكتاب أن الهدف ليس الدخول فى مواجهة مع الوسائط الرقمية، بل تقديم الكتاب الورقى كخيار أساسى يمكن أن يتكامل مع الوسائل الحديثة.
كما أكد مسؤولو الهيئة أن وجود المعرض داخل الجامعة يتيح للطلاب فرصًا لتصفّح الكتب مباشرة، وملامسة الأوراق، ومقارنة الإصدارات قبل شرائها، وهو ما يصعب تحقيقه بنفس العمق عبر الشاشات. وفى الوقت نفسه، أشارت الهيئة إلى أنها تعمل على تطوير منصات إلكترونية تتيح الوصول إلى بعض الإصدارات الرقمية، بما يلبى احتياجات القارئ المعاصر.

المعرض كمساحة لاكتشاف المواهب الشابة

لم يخل المعرض من حضور المواهب الشابة من طلاب الجامعة الذين استغلوا الحدث لعرض تجربتهم فى الكتابة والرسم والتصميم. فقد خصصت إدارة الجامعة ركنًا صغيرًا لعرض أعمال الطلاب المتميزة، سواء كانت قصصًا قصيرة أو لوحات فنية أو تصميمات أغلفة افتراضية لكتب، ما شجع الكثيرين على تقديم إنتاجهم للمرة الأولى أمام جمهور حقيقى.
كما ناقش بعض ممثلى دور النشر مع عدد من الطلاب الذين يملكون تجارب فى الكتابة إمكانية تطوير نصوصهم والعمل على نشرها مستقبلًا، وهو ما اعتبره الطلاب فرصة مهمة لدخول عالم النشر من بوابة جادة. وهذا النوع من التفاعل يحوّل معرض الكتاب من كونه فعالية لشراء الكتب فحسب إلى منصة لاكتشاف المواهب وصقلها.

رسائل ثقافية من قلب الحرم الجامعى

يحمل افتتاح معرض هيئة الكتاب فى جامعة بدر الدولية رسائل عديدة، من بينها التأكيد على أن الجامعة ليست مكانًا للتعليم النظرى فقط، بل هى أيضًا بيئة لصناعة الوعى وتشكيل الشخصية المتكاملة للطالب. فالمناهج قد تمنح المعرفة المتخصصة، لكن الكتاب يفتح الباب أمام التفكير الأوسع والتعرف إلى تجارب إنسانية ومجتمعية مختلفة.
كما يرسل المعرض رسالة أخرى مفادها أن الدولة ومؤسساتها الثقافية تولى اهتمامًا حقيقيًا بدعم القراءة بين الشباب، وتعتبرهم شركاء فى مشروع النهضة الثقافية. فاختيار الجامعة كموقع للمعرض يعكس إدراكًا بأن الاستثمار فى عقول الشباب هو الطريق الأضمن لبناء مجتمع قادر على مواجهة التحديات الفكرية والاقتصادية والسياسية.

آفاق مستقبلية لتكرار التجربة وتطويرها

فى ختام مراسم الافتتاح، أعرب مسؤولو هيئة الكتاب عن أملهم فى أن يكون معرض جامعة بدر خطوة أولى فى سلسلة معارض جامعية سوف تمتد إلى جامعات أخرى، سواء فى القاهرة أو فى المحافظات. كما أبدت إدارة الجامعة استعدادها لاستضافة المعرض بصورة سنوية، وربما توسيع مساحته وزيادة عدد دور النشر المشاركة فى الدورات القادمة، بما يعكس حجم الإقبال الذى شهده المعرض منذ يومه الأول.
وتحدث عدد من الطلاب عن رغبتهم فى إضافة أنشطة جديدة فى النسخ المقبلة، مثل مسابقات فى تلخيص الكتب، أو جلسات قراءة جماعية، أو عروض مسرحية مقتبسة من أعمال أدبية، وهو ما يشير إلى أن المعرض نجح فى تحفيز خيال الطلاب ودفعهم للتفكير فى أشكال مختلفة للتفاعل مع الكتاب.

خاتمة

فى النهاية يمكن القول إن افتتاح هيئة الكتاب لمعرضها فى جامعة بدر الدولية يمثل خطوة مهمة على طريق تعميم الثقافة داخل المؤسسات التعليمية، ويجسد نموذجًا ناجحًا للتعاون بين الجهات الثقافية والجامعات. فالكتاب حين يقترب من الطالب داخل حرم جامعته، يصبح جزءًا من يومه ودراسته وحياته، لا مجرد زائر عابر ينتظره مرة واحدة فى العام. ومع الإقبال اللافت الذى شهده المعرض منذ ساعاته الأولى، يبدو واضحًا أن شهية القراءة لا تزال حاضرة بقوة لدى الشباب، وأن ما تحتاجه فقط هو مبادرات جادة تفتح أمامهم أبواب المعرفة، وتمنحهم الفرصة لاكتشاف عالم واسع يبدأ من صفحة كتاب.



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى