اخبار التكنولوجيا

اكتشاف جديد يكشف سر طريقة الديناصورات في انتقاء طعامها

تعرف على اسرار جديدة في انتقاء طعام الديناصورات

في واحدة من أهم الاكتشافات العلمية الحديثة نجح فريق من العلماء في فك لغز حير الباحثين لعقود طويلة وهو كيفية اختيار الديناصورات لطعامها وما العوامل التي جعلت بعض الأنواع تفضل نباتات أو فرائس معينة دون غيرها هذا الاكتشاف يفتح بابا جديدا لفهم بيئة عصور ما قبل التاريخ وسلوك الكائنات العملاقة التي سيطرت على الأرض لأكثر من 160 مليون سنة قبل انقراضها الغامض

اكتشاف جديد يكشف سر طريقة الديناصورات في انتقاء طعامها

انطلقت الدراسة من جامعة كامبريدج بالتعاون مع معاهد أبحاث في كندا والولايات المتحدة، حيث استخدم العلماء تقنيات تصوير ثلاثي الأبعاد وتحليل جزيئي متطور لعظام الفك والأسنان المتحجرة لعشرات الأنواع من الديناصورات، هذه التقنيات سمحت لهم بإعادة بناء الطريقة التي كانت تمضغ بها الديناصورات طعامها، بل وحتى تحديد نوع النباتات أو اللحوم التي كانت تفضلها بناءً على آثار التآكل والمواد الكيميائية المحفوظة في الحفريات.

دراسة الحفريات بعيون تكنولوجية جديدة

أظهرت النتائج أن الديناصورات لم تكن تختار طعامها عشوائيا كما كان يعتقد سابقا، بل كانت تمتلك أساليب انتقائية دقيقة تشبه في بعض جوانبها ما تقوم به الحيوانات المعاصرة، فبعض الأنواع كانت تميل إلى أكل النباتات الطرية والغنية بالماء، بينما فضلت أخرى النباتات الصلبة أو الغنية بالألياف، أما الديناصورات اللاحمة، فقد تبين أنها كانت تختار فرائسها بناءً على سهولة صيدها أو محتواها العالي من البروتين.

الفروق بين الأنواع العاشبة واللاحمة

أحد أهم ما كشفت عنه الدراسة هو وجود اختلافات كبيرة بين الديناصورات العاشبة آكلة النباتات واللاحمة آكلة اللحوم في طريقة تعاملها مع الطعام، فالعاشبة مثل ترايسيراتوبس، وبراشيو سوروس كانت تمتلك أسنان عريضة ومسطحة تسمح لها بطحن الأوراق و السيقان، في حين أن الديناصورات اللاحمة مثل تيرانوصوروس ركس كانت تمتلك أسنانًا حادة تشبه السكاكين تساعدها على تمزيق اللحم والعظام بسهولة.

اكتشاف من العلماء لبعض الديناصورات وتغيير نظامها الغذائي

لاحظ العلماء أن بعض الديناصورات العاشبة كانت تغير من نظامها الغذائي مع تغير الفصول، حيث تزداد كمية النباتات الطرية في الربيع بينما تقل في الصيف، مما أجبرها على التكيف مع موارد مختلفة على مدار العام، هذه القدرة على التكيف الغذائي قد تكون أحد الأسباب التي ساعدت بعض الأنواع على البقاء لفترات أطول من غيرها.

التحليل الكيميائي يكشف أسرارًا دفينه

الجزء الأكثر إثارة في الدراسة جاء من التحليل الكيميائي لبقايا الكربون والنظائر داخل الحفريات، إذ تبيّن أن بعض الديناصورات كانت تفضل أنواعا معينة من النباتات بسبب محتواها من المعادن والعناصر الغذائية، مثل الكالسيوم والمغنيسيوم، وهو ما يشير إلى أن هذه الكائنات كانت تملك قدرة فطرية على اختيار الطعام الأنسب لصحتها.

تشابه بين انماط التغذيه لبعض الديناصورات

من المدهش أن العلماء وجدوا تشابها بين أنماط التغذية لدى بعض الديناصورات وبين حيوانات معاصرة مثل الفيلة والزرافات فمثلا، كانت الزرافات القديمة أو الديناصورات طويلة الرقبة تتغذى على أوراق الأشجار العالية، وهو ما جعلها تمتلك رقبة طويلة ساعدتها في الوصول إلى غذائها المفضل، تمامًا كما تفعل الزرافات اليوم.

كيف غير الاكتشاف فهم العلماء لسلوك الديناصورات؟

قبل هذا الاكتشاف، كان الاعتقاد السائد أن الديناصورات كانت مخلوقات ضخمة تعتمد على القوة الغاشمة في تناول أي طعام متاح أمامها، دون تمييز أو تفضيل لكن الدراسة الجديدة أثبتت العكس تمامًا، إذ أظهرت أن هذه الكائنات كانت ذكية في اختياراتها، وتتمتع بدرجة من الوعي البيئي والغذائي لم يكن يتوقعها أحد، بل إن بعض الأنواع كانت تمارس ما يشبه الانتقاء الغذائي المتوازن، فتخلط بين أنواع مختلفة من النباتات للحصول على نظام غذائي متكامل، وقد لاحظ العلماء أن ذلك ربما ساعدها على الحفاظ على صحتها، وزيادة قدرتها على التكاثر والنمو.

العلاقة بين الغذاء والتطور الجسدي

أوضحت الدراسة كذلك أن نوع الغذاء لعب دورا مهما في تشكيل البنية الجسدية للديناصورات فمثلاً، الديناصورات التي اعتمدت على النباتات الصلبة طوّرت فكوكًا قوية وأسنانًا ذات حواف سميكة لتحمل الطحن المستمر، بينما احتاجت الديناصورات اللاحمة إلى عضلات رقبة قوية وأسنان طويلة لتساعدها في تمزيق اللحم وسحب الفريسة، وهذا التكيف الغذائي أثر أيضًا في سلوكها الاجتماعي، فالعاشبة كانت تميل إلى العيش في جماعات للحماية أثناء الرعي، بينما فضلت اللاحمة العزلة أو العيش في مجموعات صغيرة للبحث عن الطعام بفعالية أكبر، وكل ذلك يعود في النهاية إلى طريقة تغذيتها وما يتطلبه غذاؤها من استراتيجيات بقاء.

البيئة والمناخ.. عوامل مؤثرة في التفضيل الغذائي

من العوامل التي أثرت في اختيار الديناصورات لطعامها أيضًا التغيرات المناخية التي كانت تحدث في عصور ما قبل التاريخ، فالفترات الدافئة والرطبة كانت تشهد وفرة في النباتات، مما سمح للعاشبة بالاعتماد على غذاء نباتي متنوع، أما في الفترات الجافة أو الباردة، فاضطرت بعض الأنواع إلى الترحال لمسافات طويلة بحثا عن موارد غذائية بديلة، وفي حالة الديناصورات اللاحمة، كان المناخ يؤثر في وفرة الفرائس وسلوك الصيد، فعندما تقل الفرائس، كانت تلجأ هذه الأنواع إلى التنافس فيما بينها أو حتى إلى أكل الجيف، هذا التغير البيئي المستمر جعل الديناصورات تطور مهارات تكيف مذهلة، ساعدتها على البقاء ملايين السنين في بيئات متقلبة.

دور التكنولوجيا الحديثة في الاكتشاف

أحد الأسباب الرئيسية وراء دقة هذه النتائج هو استخدام العلماء لتقنيات تحليل غير مسبوقة، مثل المسح المجهري الإلكتروني، وتقنية النظائر المستقرة، ومحاكاة حركة الفك باستخدام برامج الذكاء الاصطناعي هذه الأدوات مكنت الباحثين من رؤية تفاصيل دقيقة لا يمكن ملاحظتها بالعين المجردة، مثل نمط التآكل في الأسنان أو التغيرات الدقيقة في بنية العظام، والذكاء الاصطناعي أيضًا لعب دورا كبيرًا، حيث استخدم الفريق خوارزميات تعلم آلي لمقارنة آلاف العينات من الحفريات، ما سمح لهم بتحديد الأنماط المشتركة في الغذاء بين الأنواع المختلفة، هذه المقارنة الشاملة لم تكن ممكنة قبل عقد واحد فقط.

ما الذي يمكن أن نتعلمه من هذه الدراسة؟

رغم أن الديناصورات انقرضت منذ أكثر من 65 مليون سنة، إلا أن دراسة سلوكها الغذائي تعطينا لمحة مهمة عن كيفية تطور الحياة على الأرض، فهي تظهر أن الانتقاء الطبيعي لا يقتصر فقط على القوة أو الحجم، بل يشمل أيضًا الذكاء في اختيار الموارد والتكيف مع البيئة،كما أن هذه النتائج قد تساعد العلماء في فهم تطور النظم البيئية الحديثة، خصوصًا في ما يتعلق بالعلاقة بين الحيوانات والنباتات، ودور كل منهما في استقرار التوازن البيئي بعض الباحثين يرون أن دراسة الماضي بهذا الشكل قد تكون مفتاحا للتعامل مع تحديات المستقبل، مثل التغير المناخي ونقص الموارد الغذائية.

اكتشاف يجمع بين كائنات ضخمه انقرضت ولكن كانت تتبع نظام غذائي دقيق

يؤكد هذا الاكتشاف أن الديناصورات كانت أكثر تعقيدا مما كنا نتصور فهي لم تكن مجرد كائنات ضخمة تتجول في الغابات وتأكل ما تجده، بل كانت كائنات تتبع نظاما غذائيا دقيقا يتناسب مع حاجاتها البيئية والجسدية، هذا الفهم الجديد لا يغير فقط نظرتنا إلى الديناصورات، بل أيضًا إلى مفهوم الذكاء الطبيعي في الكائنات القديمة، ويكشف أن التوازن بين البيئة والتغذية كان دائمًا سر البقاء، سواء في الماضي السحيق أو في عالمنا المعاصر.



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى