قصص درامية

الفاتنة والذئب الجريح (الجزء الثاني )

أدهم كان دايس بجزمته على رقبة حازم، وميل عليه وبصوت قوي قال: والله العظيم لو عرفت تاني إنك قربت لمراتي هخلص عليك يا زبالة، وأبوك شاهد على الكلام ده.

ربيع: حقك عليا يا أدهم باشا، أنا هأدبه!

أدهم: روح أدب نفسك الأول!!

مقالات ذات صلة

أدهم كان بيرد على ربيع بإستهزاء، وبص لحازم اللي عمال يتوجع.

أدهم: ها إتعلمت الأدب يا زبالة يا واطي؟

حازم هز راسه لأدهم، وقال: آه خلاص إتعلمت.

أدهم بص لأم حازم وقال: سامحيني ياحاجة إبنك مش متربي.

أدهم رجع البيت، وكان جايب معاه أكل جاهز.

دخل المطبخ جهز الأطباق، وحطهم على الصينية.

خرج لسلمى، اللى كانت قاعدة، وفاتحة التليفزيون.

حط الصينية على الترابيزة، وراح قعد جنبها، وهي بعدت عنه شوية.

أدهم كان بيرص الأكل، وقال: أنا جيبتلك أكل، عارف إنك أكيد ماكلتيش حاجة، يلا كلي.

سلمى: أنا مش جعانة!!

أدهم: كلي ياسلمى.

أدهم إتعصب، وخبط الترابيزة بقوة، وهو بيكلمها.

سلمى إتنفضت من شدة الخبطة، وردت، وقالت: حاضر.

نزلت على الأكل، وكانت جعانة جدا وكلت.

أدهم كان قاعد جنبها، وساند ضهره على الكنبة، وقعد يلعب في شعرها، وهي بتاكل، ومش حاسة بحاجة.

أدهم كان بيطبطب عليها وقالها: لو مشبعتيش قوليلي، وأنا أبعت أجيب أكل تاني.

أدهم كان بيكلمها بكل حنية وطيبة.

سلمى: طب إنت مش هتاكل معايا؟

أدهم: لأ مش جعان.

سلمى: أنا شبعت الحمدلله.

أدهم: شبعتي؟

سلمى: أيوة شبعت.

أدهم: بس أنا لسة مشبعتش منك…

سلمى بصتله بعصبية، وكانت متضايقة.

أدهم: هو إنتى لسة زعلانة منى؟

كان بيكلمها وهو حاطت إيده على على ضهرها.

سلمى: بعد إذنك يا أدهم إبعد عنى.

قالت كده، ونطرت إيده من على ضهرها.

أدهم بص على إيديها اللى بتنطر إيده، وإتضايق، وإتعصب، وقال: تمام، زى ما إنتى عايزة….

أدهم: وبعدين يا سلمى أنا مبحبش الدلع الزيادة.

سلمى: دلع… لأ أنا مش بتدلع يا أدهم بيه أنا موجوعة، ومقهورة.

أدهم: إعتذرتلك، وبوست على إيدك، وإنتي مش عايزة تنسي، وراكبة دور العند!!

سلمى: إعتذرتلي، وعايز تصالحني في السرير.

هي قالت كده وأدهم ولع، وملامحه إتغيرت، ووشه بقى ميت لون، وبصوت عالي قال: لأ ده إنتي عبيطة باين عليكي!!

سلمى لما شافت وشه إتغير خافت منه، وقالت: أيوة على فكرة أنا مش شايفة غير كده.

أدهم: لو اللي بتقوليه صح أنا مكنش يفرق معايا، وكنت عملت اللي أنا عايزه، ولا يهمني.

أدهم كان بيقولها كده، وهو في شدة الغضب، وكانت عينيه حمرا زي الدم.

أدهم كمل كلامه وقال: تبقي إنتي لسه معرفتنيش.

مش أنا اللي أدوس على مشاعر مراتي، عشان أعمل اللي أنا عايزه فوقي، وشوفي إنتي بتقولي إيه.

سلمى: أومال الطيبة، والحنية دول عشان إيه؟!

أدهم: عشان عارف إني ظلمتك، وعايز أنسيكي اللي عملته تصدقي أنا غلطان، وإنتي ملكيش إني أعاملك كده!!

أدهم كان مصدوم منها، وغمض عينيه، وكمل كلامه، وقال: أنا مطلبتش منك غير إنك تاخديني في حضنك كل اللي طلبته حضن.

أدهم قال كده لسلمى وكان حزين.

خرج من الأوضة، وخد مفاتيحه، ورزع الباب، ومشي.

سلمى قامت تجري وراه لما حست بالندم على كلامها.

خرجت من الشقة عشان تلحقه لكن هو كان ركب عربيته، ومشي.

دخلت سلمى البيت، وهي زعلانة، وعمالة تعيط، وبتلوم نفسها إنها إزاي قهرته كده؟

ندمت ندم شديد إنها معملتش الطلب الوحيد اللي كان طالبه.

سلمى فضلت قاعدة مكانها معرفتش تنام طول الليل قبل مأ أدهم ييجي.

لحد ما الصبح صبح، والشمس طلعت سمعت صوت الباب بيتفتح، وكان أدهم.

رفعت وشها عشان تشوفه، وكانت معيطة، ووشها محمر من كتر العياط.

أدهم دخل، وحط المفاتيح، والتليفون على الترابيزة، وكان متجاهلها ولا كأنها موجودة، ودخل أوضة النوم، وفتح زراير القميص، ولقى سلمى جاية تساعده وبتفتحله باقي زراير القميص، وأدهم كان ساكت، ومتكلمش.

سلمى قعدت تنكش في أدهم، وترخم عليه، وتحايل فيه عشان يصالحها، لحد ما نجحت، وخلته إبتسم الإبتسامة اللي بتعشق تشوفها على وشه.

وبعدين ناموا هما الاتنين في حضن بعض، سلمى راحت في النوم لكن أدهم فضل صاحي، ومش عارف ينام.

أدهم قام، ودخل البلكونة يشم هوا الصبح المنعش وكان سرحان بيفكر يعمل مفاجأة لسلمى.

شوية، وخرج من البلكونة، ولبس هدومه، ومشي، وسلمى كانت رايحة في النوم وكإنها منمتش من سنة.

أدهم ساق عربيته، وفي دماغه حاجة هيعملها!!

أدهم رجع بعد كام ساعة، ودخل البيت، وكانت سلمى لسه نايمة، وطلع نام جنبها، وراح في النوم على طول.

بعد تلات ساعات صحي أدهم، وبرضوا سلمى كانت لسه نايمة.

بص في ساعته، وقرر يصحيها، وبصوت نايم قال: سلمى قومي إصحي يلا. وقعد يطبطب على دراعها، وإنها تصحى أبدا، وأدهم عارف إن نومها تقيل، ومش هتصحى بسهولة.

أدهم قام من السرير، وشال سلمى، ودخل بيها على الحمام، ووقفها قدام الحوض، وفتح الحنفية، وفضل يغسلها وشها لحد ما فتحت عينيها.

هي كانت متفاجأة باللي عمله أدهم، وقالت: إيه ده؟ إنت بتعمل إيه يا أدهم؟!!

أدهم: بفوقك.

سلمى: بس أنا لسه عايزة أنام.

أدهم: لأ إصحي كده، وفوقي عشان خارجين.

سلمي: خارجين!! هنروح على فين؟!

أدهم: هنركب مركب.

أدهم قالها كده، وميل شالها، وخرج بيها من الحمام.

سلمى خافت وإتعلقت في حضنه أوي وهي بتقول: مركب إيه؟ لأ يستحيل أنا بخاف من البحر، وبخاف أركب مركب، وأبقى في وسط البحر كده.

أدهم مسح على شعرها بحنية، وقالها: زمان كنتي تخافي ماشي لكن تخافي وأنا معاكي لأ!!

طول ما أنا موجود مش عايزك تخافي أبدا، مفيش خوف طول ما أنا جنبك.

سلمى: بس أنا بخاف من شكل البحر نفسه.

زمان بابا ركبني مركب، وشوفت واحد قدامي كان بيغرق، وبالعافية قدروا ينقذوه، ومن وقتها وأنا بخاف أوي من البحر.

أدهم: متخافيش أنا معاكي، وجنبك مش هسيبك.

أدهم كان مبتسم، وفرحان إن مراته بالبراءة، والطفولة دي، وكان هو حاسس إنه أبوها، وهو بيمسح على شعرها لحد ماهديت، ووافقت.

أدهم: يلا بقى قومي إلبسي، وأنا كمان هلبس.

ولبس أدهم شورت جينز طويل على تييشيرت أبيض، وقميص أبيض، وكان فاتح زراير القميص.

سلمي لبست الهدوم اللي كانت جاية بيها من بيتها، وخرجت من الأوضة، وبصت لأدهم بحب، وإعجاب، وقالت: إيه القمر ده؟ شكلك حلو أوي.

أدهم: مش أحلى منك.

وكان مبتسم إبتسامة خفيفة، ومسك إيديها، وخد مفاتيحه، وتليفونه، وخرجوا من البيت، وشكلهم كان ملفت للناس اللي قعدوا يبصوا عليهم بإعجاب، وإستغراب.

أدهم ركب سلمى جنبه، ولف دور العربية، ومشي.

سلمى رجعت راسهأ لورا، وبحماس قالت: إفتح الشباك يا أدهم، وإطفي التكيف ده عايزة أشم هوا الشارع.

أدهم فتحلها الشباك، وكان بيبصلها بحب شديد.

سلمى خرجت إيديها من الشباك، وهي مبسوطة، ومتفائلة بيوم حلو مع جوزها.

الطريق كان طويل، ووصلوا تقريبا بعد ساعتين.

أدهم ركن العربية قدام البحر على الشط، ونزل من العربية، ولف فتح الباب لسلمى عشان تخرج.

سلمى كانت مرعوبة، وماسكة فى الكرسي، وخايفة تنزل.

أدهم مكنش قادر يكتم ضحكه من شكلها، وهي مرعوبة، ومدلها إيديه، ونزلت مكلبشة فيه من خوفها.

لما شافت البحر، والموج العالي قالت: لأ بلاش يا أدهم الله يخليك!!

أدهم حضن كتفها بحنية، وقالها: أنا عايزك تهدي، وتكوني مطمنة وإنتي معايا تمام، بصيلي أنا، ومتبصيش للبحر.

مشيت سلمى معاه ولما شافت المركب كان شكله حلو أوي وسألت أدهم، وقالت: هو المركب ده بتاعك؟

أدهم: كل المراكب دي اللي إنتي شيفاها قدامك بتاعتي.

سلمى شهقت من المفاجأة، وسكتت متكلمتش، وأدهم خدها ودخل بيها على المعدية الخشب اللي بتوصل للمركب بتاعه.

سلمى إترعبت، وشدت إيده عايزة ترجع.

أدهم ميل شالها، ومشي بيها، ونزلها بالراحة جوة المركب، وسلمى كل ده كانت مغمضة عينيها من الخوف.

وراح أدهم يفك الحبل من المرسى عشان يبحر بالمركب.

بص أدهم على سلمى لقاها قاعدة، ومتوترة، ومش قادرة تبص للبحر.

أدهم: بقولك إيه إنسي البحر، وتعالي هوريكي حاجة تحت.

سلمى نزلت معاه، ودخلوا أوضة.

أدهم فتح الدولاب، وطلع لسلمي فستان كب أحمر شيفون.

سلمى إتبسطت أوي لما شافت الفستان، وبمنتهى السعادة قالت: إنت جبته إمتى ده؟ ده على مقاسي بالمللي!!

أدهم: طب يلا إلبسيه.

سلمى: طب أخرج برا.

أدهم: طب أساعدك، يمكن تكوني محتاجة مساعدة؟!!

سلمى: أخرج يا أدهم.

أدهم: طب متغيبيش عليا أنا مستنيكي فوق.

سلمى لبست الفستان، وبصت في المراية كان حلو أوي عليها هياكل منها حتة، وفردت شعرها، وخرجت.

لقت أدهم لابس بدلة سودا جميلة أوي، وشياكة.

سلمى جريت على أدهم، وكان هو فاتحلها دراعاته، وإترمت في حضنه.

ادهم مسك إيديها، وحضن وسطها، وقعدوا يرقصوا على نغمة هادية، وكانوا في منتهى السعادة.

أدهم كان محضر لها مفاجأة تانية.

خد سلمى من إيديها بعد ما رقصوا، وطلعوا الدور التاني.

سلمى إنبهرت لما لقته مجهز ترابيزة فيها كل ما لذ وطاب من خير البحر.

جمبري مشوي، وسبيط، وكابوريا، وأصناف كتير من السمك، والسلطات.

أدهم شدلها الكرسي، وساعدها عشان تقعد براحتها، وقعد جنبها، وكان عمال يأكلها بإيديه، وهي تأكله بإيديها لحد ما شبعوا.

سلمى قالت: الحمدلله أنا حاسة إني هنفجر من كتر الأكل، وهيطلعلي كرش!!

أدهم: طب وماله ما يطلعلك كرش إيه المشكلة؟!

سلمى: يا سلام يعنى أنا أبقى بكرش، وجوزي لأ؟!!

إبتسم أدهم، وقالها: عادي أنا كده كده بحبك بكرش أو من غير كرش!!

بصتله سلمى بعشق، ودفنت راسها في صدره.

أدهم شبع خلاص، وقاموا غسلوا إيديهم، وخرجوا.

رجعوا قعدوا على الكنبة، وبصت سلمى للبحر، وداخت، وبسرعة رفعت راسها لفوق.

أدهم كان بيبتسم، وكان ماسك إيديها مسابهاش.

سلمى حست إنها عايزة تنام، وكان أدهم واخدها في حضنه، وبعد شوية أدهم بيبص لقاها راحت في النوم.

أدهم شالها ونزل بيها الأوضة.

نيمها على السرير، وجاي يخرج سلمى صحيت، ومسكت إيده، وقالت: إنت سايبني، ورايح فين؟

أدهم: هسيبك ترتاحي!!

سلمى: أنا راحتي في وجودك جنبي، خليك معايا متسيبنيش.

أدهم مسح على شعرها، وباس إيديها، و…. ناموا شوية، وأدهم راح خد دش.

خرج لسلمى اللي كانت نايمة غطاها كويس، وخرج عشان يشوف المركب راحت بيهم لفين.

ظبط إتجاهات المركب، ونزل يشوف سلمى.

أدهم بكل حنية قعد على السرير، وباسها من خدها، ومسح على شعرها وقال: قومي ياحبيبتي يلا إجهزي، وإلبسي حاجة، وتعالي اقعدي معايا فوق شوية.

سلمى وهي بتفتح عينيها قالت: حاضر يا عيون سلمى!! هو أنا ممكن ألبس قميصي؟!

أدهم: طبعا ممكن، قومي ألبسهولك.

سلمى: لأ طبعا يلا أخرج برا.

أدهم: براحتك أنا كنت عايز أساعد بس، وكان بيبتسم بخبث.

سلمى قالت: يلا أخرج يا أدهم.

أدهم: خلاص خارج إنتي اللي خسرانة.

قال كده وكان بيضحك، وسلمى كمان قعدت تضحك.

قامت سلمى خدت دش، ولبست قميص أدهم، وكانت ريحته مالية القميص، وهي كانت مبسوطة أوي وهي بتلبس قميصه.

خلصت، وطلعت لأدهم اللي لما شافها قام خدها في حضنه.

لف فوطة على شعرها لما لقاه مبلول، وكان خايف تتعب منه.

أدهم من كتر خوفه حط الجاكيت بتاعه على إكتافها.

هما كانوا قاعدين على الكنبة، وكان منظر البحر بالليل حاجة ولا في الخيال، وكانت سلمى مبهورة بالمنظر ده اللي كان مع الأنوار اللي في المركب عامل جو رومانسي يجنن.

أدهم كان بيحاول يكلفت سلمى، ويدفيها عشان متبردش، وقالها: إحنا هنرجع على القصر ماشي؟

سلمى: تمام اللي يريحك.

أدهم قال: يعني إنتي مش زعلانة؟

سلمى: وهزعل ليه؟! أنا معاك في المكان اللي انت عايز تروح فيه.

أدهم قالها: سلمى بتحبيني؟

هو كان محتاج يسمعها منها أوي في اللحظة دي.

سلمي: شوية

أدهم: شوية! يا خراشى على العسل اللي بينقط!!!

قال كده ورفع وشها لفوق، وبص في عينيها اللي بيحبها، وقال: ما تهزريش بقى أنا عايز إجابة واضحة.

سلمى حضنت رقبته، وقربت من وشه، وإدته بوسة رقيقة في خده.

أدهم حس إن قلبه بيرقص، وإبتسم بخبث، وقال: إنتي كده بتسكتيني يعني؟!!

سلمى قالت: إنت طبعا حبيبي يا أدهم أحلي حاجة حصلتلي في حياتي.

أدهم قالها: وإنتي أنضف، وأرق واحدة شوفتها في حياتي.

سلمى: قولي بقى الراجل اللي كان معاك على طول ده راح فين؟

أدهم: قصدك مين فواز!

سلمى: المفروض إنه دراعك اليمين، غريبة مبقتش بلمحه حواليك خالص!!

أدهم: أنا طردته.

سلمى: ليه كده؟!!

هي كانت مستغربة ومصدومة انه إتطرد.

أدهم: عشان شوفت في عينيه بصات مش حلوة ليكي، ورفع إيده عليكي، كإنك عدوته، ده يحمد ربنا إني مخلصتش.

سلمى: أيوة فعلا كان بيعاملني وحش أوي، ومن غير سبب.

أدهم: يلا أهه غار في ستين داهية.

لما أدهم إتكلم كان متنرفز، وسلمى حاولت تهديه، وطبطبت على ضهره، وإبتسمتله، وهو كمان خدها في حضنه، وفضل يزغزغ فيها، وهي عمالة تضحك، وكان ضحكهم من القلب.

سلمى: أدهم كفاية الله يخليك هموت.

كانت بتضحك جامد، وهو بيزغزغها.

بس لما قالت هموت أدهم وقف اللعب اللي بيلعبوه، وإتخض عليها لما جابت سيرة الموت، وقالها: بعد الشر عليكي يا قمر.

سلمى إتعدلت، وقالت: أدهم أنا عايزة أجيب بيبي منك، ويكون ولد وأسميه أدهم.

كانت سلمى بتتكلم بحماس كبير، وكانت في منتهى السعادة.

أدهم وهو مبتسم رد عليها، وقالها: عايزة ولد واحد بس، أنا عايز أجيب منك عيال كتير، وعايز عيلتنا تكبر، ويكون عندي عزوة كبيرة.

كانت سلمى بتبص لأدهم وهو بيحلم ويتمنى.

وهي حزينة قالت: طب هو أنا ليه يا أدهم محملتش لحد دلوقتي هو أنا عندي مشكلة؟

رد عليها أدهم بهدوء، وقال: كل شئ بأوانه يا حبيبتي لما ربنا يريد هيحصل بإذن الله.

سلمى: يارب يا حبيبي يحصل، وتبقى فرحة كبيرة.

بصت سلمى حواليها لقت الدنيا بقت كحل، والوقت عدى أوام، وقالت: هو إحنا هنعرف نروح في الضلمة دي؟

أدهم: عيب عليكي إنتي معاكي أدهم.

سلمى بدلع: طب شيلني بقي عايزة أشوفك وإنت بتحرك اليخت.

وفعلا أدهم سمع كلامها، وشالها، ونزل بيها حطها جنبه، وهو بيوجه المركب للشط.

أخيرا نزلوا من المركب، وركبوا العربية اللي كانت في مكانها من الصبح.

أدهم ركب سلمى وقفل الباب، وركب من الباب التاني، ودور العربية، ومشي.

أدهم وصل القصر، وكان الفجر قرب يأذن، ومسك إيد سلمى، وفتح الباب، ودخلوا القصر، وفتح الأنوار بتاعة الريسبشن عشان يبقوا شايفين وهما طالعين أوضتهم.

أدهم كان حاضن سلمى، وهما طالعين على السلم، وبيقولها: مبسوطة؟

سلمى قالت: طبعا، ومبسوطة أوي كمان.

كانوا خلصوا السلم خلاص، وبيلفوا عشان يدخلوا الجناح بتاعهم.

فجأة سمعوا صوت سكينة، وهي بتضحك بصوت مايع وقذر، وبتقول: كفاية بقى يا جلال، مش كده يا جلال.

سلمى برقت عينيها، وفتحت بقها من شدة الصدمة، وبتبص لأدهم اللي كانت ملامح وشه متغيرة، ومصدوم صدمة كبيرة.

سلمى مسكت إيديه بسرعة حضنتها بين إيديها، وأدهم كإن حد سحب روحه من مكانها، أوام شد إيده من إيد سلمى، وجري على جناح سكينة.

أدهم خبط الباب بمنتهى القوة لدرجة إن الباب وقع قدامه.

سكينة لما شافت أدهم قدامها قعدت تصوت.

أدهم هجم على الكلب ده، ومسك راسه وفضل يخبطها في الحيطة، وهو عمال يقول: أه يا ولاد ال…. يا ولاد الكلب.

كان عمال يصرخ، وهو بيخبط راس الراجل في الحيطة، وسكينة عمالة تصوت، ومرعوبة من ادهم، والراجل كان أغمى عليه، ودماغه جابت دم.

أدهم كان عامل زي الطور الهايج بيكسر أي حاجة قدامه.

أدهم راح عند التسريحة كسرها، وكسر كل اللي عليها، وراح على السرير اللي سكينة قاعدة عليه، وقعد يرج فيه بعنف.

كانت سكينة مغطية نفسها بملاية.

أدهم بكل غضب، وحزن، وقهر قال: أموتك، وأضيع مستقبلي، وحياتي بسببك، إنتي عايزة مني إيه؟

دلوقتي حالا تخرجي من بيتي، مش عايز أشوف وشك تاني، تلمي هدومك، وتغوري في ستين داهية….

أدهم خلص كلامه مع سكينة، وراح للراجل اللي كان سايح في دمه، ومسكه من شعره، وخرج بيه من الأوضة.

سلمى كانت قاعدة على السلم حاطة إيديها على ودنها عشان متسمعش اللي بيحصل في الأوضة، وكانت منهارة من العياط، وشافت أدهم وهو خارج، وساحب الراجل من شعره، وبيجرجره على السلم.

خرج بيه برا القصر، وأمرهم يرموه في أي مكان بعد ميتأكدوا إنه مات.

رجع طلع على السلم، ومكنش باصص على سلمى خالص، وكان الغضب مالي وشه.

دخل أدهم الجناح بتاعه، وقفل الباب وراه بالمفتاح، وقعد يصرخ بصوت رهيب، وهو رايح جاي في الأوضة زي الأسد الجريح، وكل الذكريات السودا اللي كان بيحاول يمحيها من حياته حضرت أدام عينيه من تاني.

سلمى كانت برا حالتها تصعب على الكافر، وقعدت تحاول تفتح الباب معرفتش، وتخبط على أدهم عشان يفتحلها، وسامعة صوته، وهتموت وتدخل عنده عشان تهديه، وتضمه لحضنها، وهو مبيردش عليها.

قامت بكل غضب راحت عند سكينة، وقالت: روحي يا شيخة ربنا ينتقم منك على اللي إنتي بتعمليه في إبنك كده إنتي مبسوطة، دمرتيه، وقهرتيه روحي منك لله إنتي مش أم إنتي شيطانة.

سكينة سمعت الكلام ده من سلمى، وكانت متغطية بملاية، وقاعدة عمالة تعيط.

سلمى راحت تاني على الجناح بتاعها، ووقفت على باب الأوضة،وقعدت تتحايل على أدهم عشان يفتح، وبرضوا مفيش فايدة.

ميلت براسها، وسندت على الباب، وقالت: إفتح يا أدهم عشان خاطري، أنا عارفة إنك مش عايز تشوف حد، ولا تكلم حد.

أنا مش هضايقك، هقعد جنبك وأنا ساكتة بس خليني أكون جنبك.

سلمى كانت منهارة من العياط على حالة أدهم، والحزن اللي هو فيه.

نزلت قعدت على الأرض، وهي ساندة على الباب، ومن التعب نامت مكانها من غير متحس.

أدهم كان قاعد حاطط إيديه على راسه، وسامع سلمى، ونفسه يدخلها، ويترمي في حضنها، وكرامته مش سامحة هو مش عايزها تشوف دموعه، ولا كسرته قدام نفسه، وقدامها.

أدهم كان شايف إنه مينفعش واحد في مركزه، ووضعه الاجتماعي، وهيبته، مينفعش يضعف، ويتهزم، وسلمى تشوفه كده.

أدهم كان من كتر حزنه حاسس بألم في كل جسمه، وكان حاسس إن قلبه هيقف من كتر الوجع، وكإنه شايل جبل على صدره، ومرت عليه ساعات الليل، وهو قاعد في مكانه كأنها عمر طويل.

فجأة الصبح صبح، ونور الشمس ملا المكان.

أدهم قام غسل إيديه ووشه من الدم اللي كان عليهم، وقلع الهدوم اللي كان لابسها، وراح يفتح الباب، ويطمن على سلمى.

أدهم فتح الباب لقى سلمى إدحرجت على الأرض عشان كانت نايمة، وهي ساندة على الباب، وبسرعة أدهم شالها بين إيديه، وهو بيقول: إيه اللي نيمك كده بس يا سلمى؟!!

طبعا سلمى كانت نايمة ومردتش.

أدهم حطها على السرير، وشد الغطا عليها.

فجأة سلمى فتحت عينيها لما لقت أدهم بيغطيها، وقامت منفوضة، وعينيها كلها زعل، ووجع عليه، وقبل ماتفتح بقها…

أدهم: الله يخليكي يا سلمى مش عايز ولا كلمة عشان أنا على آخري.

سلمى كانت بتمسح على شعرة بلين، قالت: حاضر يا عيون سلمى أنا أصلا مش هقول ولا كلمة.

سلمى مسكت إيده، وحضنتها بين إيديها، وباستها.

أدهم حس نفسه هيضعف قدامها، ودموعه هتخونه وتنزل قام بسرعة من جنبها، لكن سلمى مسبتوش وشدت إيده وهي بتقول: رايح فين، وسايبني؟!

أدهم: عايز أبقى لوحدي.

سلمى فضلت ماسكة إيده، وقالت: ما إنت كنت لوحدك طول الليل، ومرضتش تخليني أبقى جنبك.

أدهم مردش عليها، وهي فضلت تطبطب علي ضهره، وحطت إيديها على صدره، وقالت: موجوع يا قلبي؟

وكانت سلمى عينيها مليانة بالدموع.

أدهم ملامحه لانت شوية، وبان الوجع على وشه، ونزل راسه، وحضن وشه بإيديه، وسلمى خدت راسه على صدرها وحضنتها، وباستها، وقعدت تمسح على شعره بحنية، وأدهم كان ماسك في هدومها، ومن الحزن صوت نفسه كان عالي.

فجأة نزلت دموعه على إيد سلمى، أدهم كان بيعيط، ويصرخ، وهو حاسس بوجع كبير، وقالها: أنا تعبان يا سلمى… تعبان أوي!!

سلمى حاولت تكون متماسكة وهي شايفاه منهار بالشكل ده.

أدهم: أنا حاسس إن قلبي هيقف خلاص مش قادر أستحمل أنا تعبت.

سلمى لما سمعته بيقول كده دموعها نزلت، وضمته لصدرها جامد، وقعدت تقرأ له قرآن عشان يهدى، وفعلا هدي شوية، ومسح وشه بإيديه.

أدهم: ليه يكون ليا أم جاحدة زي دي؟

بكل وجع الدنيا كمل كلامه، وقال: يارب هو أنا عملت إيه في حياتي عشان تكون دي أمي، وتكون بلاء عليا من يوم ما وعيت على الدنيا لحد ما أموت؟!!!

سلمى: إهدى يا حبيبي، وإصبر، وإحتسب، وربنا هينتقملك منها، ربنا مبيسيبش حق العباد، ربنا يعوض صبرك خير.

سلمى كانت لسه وخداه في حضنها، وبتطبطب على ضهره، وبتبوس في دماغه.

أدهم : أنا مكنتش عايز حاجة في الدنيا غير إني يكون عندي أم كويسة تحبني، وتراعيني زي كل الأمهات.

سلمى سكتت ومردتش، وطفت نور الأوضة، وقالت: تعالى يا حبيبي إفرد ضهرك شوية، يمكن ترتاح.

أدهم سمع كلامها، ونام على السرير، وهي سامعة أنفاسه العالية، وهي فضلت حضناه جامد لحد ما راح في النوم.

كان وشه أحمر، وسخن زي الجمر!

فضلت سلمى تمسح وشه بهدوء، وتطبطب عليه، وفضلت على الحال ده لحد ما نامت جنبه من شدة التعب اللي كانت فيه.

صحيت سلمى ملقتش أدهم جنبها، وإتخضت، ولسه هتقوم تدور عليه سمعت صوت المية شغالة في الحمام، فهمت إنه صحي وبياخد شاور.

قامت من على السرير، وخرجت من الجناح رايحة لسكينة، ودخلت عليها فجأة، ولقتها قاعدة على السرير، ولا على بالها أي حاجة، ولا كإنها عاملة أي حاجة خالص!!

سلمى: إنتي لسة ممشيتيش ليه يا سكينة؟

سكينة: وإنتي مالك إنتي؟! ده شئ ما يخصكيش إمشي إطلعي برا!

سلمي ردت عليها بصوت عالي، وقالت: طبعا يخصني… أي حاجة تخص جوزي، وتهمه تخصني، هو إنتي عايزة منه إيه؟ عايزة تشوفيه واقع من طوله!! حرام عليكي إنتي إزاي كده؟

كان كفاية عليه اللي شافه منك زمان جاية دلوقتي تكرري نفس العملة السودة دي.

وهو راجل كبير تكتبي عليه يشوف قذارتك دي مرتين! حرام عليكي إنتي هتروحي من ربنا فين؟ ربنا ينتقم منك يا بعيدة!! أخرجي من حياته خليه ينساكي وينسى عمايلك السودا.

إسمعي يا سكينة تقومي تلمي هدومك دلوقتي حالا، وتمشي من هنا، وإلا بإيديكي برضوا هتخلي أدهم قاتل أمه إنتي سامعة. إبعدي عن حياته، وخدي قرار صح مرة واحدة في حياتك.

سكينة: أه عايزاني أسيبهالك مخضرة تبرطعي فيها زي ما إنتي عايزة، لا ده بعدك.

سلمي جالها ذهول من رد سكينة على كل اللي قالته، وعرفت إنها أهم حاجة عندها الفلوس، وإنها ميهمهاش إبنها بربع جنيه، ويهمها بس العز اللي عايشة فيه.

سلمى: إنتي إنسانة حقيرة، عايزة تبني سعادتها على قهر إبنها، وحزنه، إنتي عايزة تتعالجي، إنتي مش ممكن تكوني أم جوزي!!!

سلمى خرجت من أوضة سكينة، وهي حاسة بنار جواها لو بإيديها كانت طبقت في زمارة رقبتها عشان تشفي غليلها منها.

سلمى دخلت جناحها، ولقت أدهم واقف قدام المراية بيلبس هدومه، ولما شافها سألها: فينك خرجت من الحمام ملقتكيش؟

سلمى: كنت عطشانة، ونزلت عشان أشرب.

سلمي قربت من أدهم وحضنته من ضهره، وقالت: حبيبي رايح على فين؟

أدهم: رايح الشغل.

سلمى كانت خايفة يخرج يلاقي سكينة لسه ما مشيتش، وتحصل كارثة.

سلمى بهدوء قالت: طب متقعد معايا النهاردة هتسيبني لوحدي؟!!

أدهم: مينفعش أنا عندي شغل، ومواعيد كتير مهمة النهارده مقدرش مروحش الشغل.

سلمى: أدهم أنت زعلان مني؟

أدهم وهو بيبعد عينيه عنها قال: ليه بتقولي كده؟ لأ طبعا مش زعلان!!

سلمى: طب يا حبيبي متتأخرش عليا هكون مستنياك.

سلمى قالت كده، وهي حضناه من ضهره، وبتبوسه.

أدهم: حاضر هحاول آجي بدري إن شاء الله.

سلمي فضلت باصة عليه لغاية ما خرج من الجناح، وقامت عشان تاخد شاور، وتتوضي، وتصلي صلاة الصبح.

أدهم وهو نازل على السلم سمع الصوت اللي مبيكرهش أده في الحياة صوت سكينة بتنادي عليه.

وقف ساكت ومبصلهاش، وهي كانت ماسكة شنطة هدومها، ولفت تكلمه، وأدهم باصص بعيد.

سكينة: أنا همشي زي ما إنت عايز، وهسيبلك البيت سامحني يا أدهم.

أدهم بصلها بكل برود الدنيا، وقال: خلاص خلصتي المسلسل يلا بقى إمشي من هنا، ومش عايز أشوف وشك تاني.

قالها كده، ومشي، وسمعها من وراه وهي بتتكلم بحدة وبتقول: ماشي يا أدهم بس على الأقل إكتبلي ڤيلا التجمع بإسمي!!!.

أدهم رد عليها بسخرية، وقال: ياريت تمشي دلوقتي أحسنلك أنا مش هقدر أتحكم في أعصابي أكتر من كده.

مشي أدهم، وكانت سكينة متغاظة إن خطتها فشلت.

أدهم رجع من شغله متأخر، ولما دخل الجناح كانت سلمى قاعدة، وفاتحة شاشة التليفزيون، وسرحانة، ولما حست إن أدهم جه قامت جري تاخده في حضنها بكل حب، وهي بتقوله: كل ده يا حبيبي!

إتأخرت أوي، وأنا قاعدة مستنياك، ومرضيتش أكل من غيرك.

سلمى مكنتش واخدة بالها إنه مش طبيعي حتى وهو بيرد عليها ويقول: طب مكلتيش ليه؟

سلمى: كنت مستنية حبيبي ناكل سوا.

سلمى كانت بتتكلم بحنية، ورقة، وكملت، وقالت: يلا يا قلبي ننزل نتغدى.

أدهم: لأ أنا مش عايز أكل مش جعان!

سلمى بحزن طفولي قالت: إزاي مش جعان؟ ده أنا ميتة من الجوع، وعصافير بطني بتصوصوا حتى بص.

مسكت إيده وحطتها على بطنها أدهم شال إيده من إيديها بسرعة.

أدهم: بقولك مش عايز أكل روحي إنتي كلي.

سلمى دموعها ملت عينيها وهي بتبصله وبتقول: لكن انا كنت مستنياك عش…

أدهم قاطعها وهي بتتكلم، وبقوة، وعنف قال: أنا مقلتلكيش تستنيني!

سلمى بصتله بصة كلها وجع، وراحت على السرير، وشدت عليها الغطا، وقفلت عينيها وهي بتقوله: أنا أسفة إنت عندك حق.

ادهم قعد ينفخ من كتر الضيق اللي هو فيه، وقلع هدومه، ودخل الحمام ياخد شاور، ولما خرج لقاها لسة قافلة عينيها، والدموع مالية وشها.

أدهم دخل أوضة اللبس، ولبس بنطلون قطن إسود، وخرج طفي الأنوار، ونام جنبها على ضهره، سرحان وباصص في السقف.

كانت سلمى صاحية، ومدياه ضهرها، ودموعها نازلة من غير صوت.

بس أدهم حس بيها، ولف بسرعة خدها في حضنه، وقالها: آخر مرة تنامي، وإنتي مدياني ضهرك حتى لو واكلين بعض.

سلمى إبتسمت بالعافية، وبحنية أدهم قال: إنتي مخصماني؟

سلمى: نص نص.

أدهم: نعم نص نص لا الكلام ده مينفعش، وقعد يزغزغ فيها، وهي تضحك ضحك طفولي، وأدهم بيعشق صوت ضحكها، وهي جاتلها نوبة ضحك مكنتش عارفة توقفه.

أدهم كان مبسوط أوي إنه قدر يضحكها وينسيها أنها زعلانة منه.

سلمى: كفاية يا أدهم مش قادرة.

أدهم: طب قولي صالحتيني ولا لأ ها؟!!

سلمي: خلاص صالحتك!

كانت سلمى فرحانة إنه إبتسم بعد اللي حصل إمبارح.

أدهم يعني خلاص مش زعلانة يا سلمى؟

سلمى: لأ مش زعلانة يا عيون سلمى.

أدهم كان لسه واخدها في حضنه، وقالها: سلمى قوليلي يا قلب سلمى.

سلمى: بس كده حاضر يا قلب سلمى.

إبتسمت سلمى، وكلمت نفسها إن عمرها ما كانت تحلم إن واحد زي أدهم في قوته، وجبروته، واللي كلمته بتهز رجالة بشنبات، يبقي في حضنها، وحابب يسمع منها كلام حب، ودلع، وفي سرها حمدت ربنا على النعمة اللي هي فيها، واللي مليون بنت ممكن تحسدها عليها.

سلمى: أنا بقى أبقالك إيه؟

أدهم: إنتي قلب أدهم، وروحه، وحياته.

سلمى: بتحبني يا أدهم؟!

سلمى كانت نفسها تسمعها منه، وينطق أبو الهول.

أدهم إتنهد تنهيدة كبيرة، وقال: أنا مش بس بحبك أنا بموت فيكي.

سلمى طبعا إتفاجأت بإعترافه بحبها، ومكنتش مصدقة ودانها، وحضنت وشه، وهي بتقوله: إيه ده… ده بجد أنا سمعت كويس؟ آخيرا يا أدهم!!

سلمى رفعت حواجبها وهي مصدومة وقالت: إنت ليه مقولتش من بدري؟ إنت غلس أوي!!

أدهم إبتسم الإبتسامة اللي سلمى بتعشقها، وقال: يعني هو أنا لازم أقول مكنش باين في معاملتي ليكي؟!

سلمى: لأ مكنش باين ساعات أحس إنك بتحبني، وساعات أحس إنك مش بتحبني.

أدهم: إنتي هبلة يا بنتي؟ إزاي تحسي إني بكرهك؟!

كنت بعمل إيه يعني؟

سلمى: طب قولي بتحبني قد إيه؟

إتعدلت، وقومته قدامها، وفردت إيديها عملت دايرة صغيرة، وقالت: ها بتحبني أد كده؟

فتحت إيديها أكتر شوية، وقالت: ولا أد كده؟ وفتحت إيديها أكتر وأكتر، وقالتله: ولا أاااد كده؟!!

أدهم قعد يضحك عليها، وشدها لحضنه بعشق، وقال: يا خواتي أنا متجوز طفلة! أنا بحبك حب لو حاولتي تعرفي أد إيه مش هتقدري أنا حبي ليكي يا سلمى حب كبير أوي.

سلمى سندت دماغها على كتفه، وهو بيقولها: بعشقك.

سلمى: وأنا كمان.

أدهم: وإنتي كمان إيه؟

سلمى: خلاص بقى!!

أدهم قعد يهزر هو وسلمى لحد ما ناموا.

فتحت سلمى عينيها، وكان الصبح صبح، وقامت قفلت الشباك، وفتحت التكييف، وبصت على أدهم اللي كان نايم على وشه، إبتسمت، وميلت باست خده.

دخلت الحمام تستحمى، وخرجت من الحمام بالبشكير، وقعدت تعطس كذا مرة لحد ما أدهم بصوت نعسان قالها: إطفي الزفت التكييف ده.

سلمى قفلت التكييف، ودخلت أوضة اللبس، ولبست بيجامة طرية، وخرجت كان أدهم دخل الحمام ياخد شاور.

سلمى روقت السرير، ورتبت الأوضة، وقعدت تستنى أدهم لحد ما غلبها النوم تاني، ونامت.

صحيت بعد شوية لقت نفسها على السرير، وأدهم كان بيلبس عشان يروح الشغل.

سلمى: هو أنا نمت إزاي؟

أدهم رد عليها بإبتسامة خفيفة، وقال: ده إنتي نمتي وشخرتي كمان.

سلمى: إيه أشخر لأ طبعا أنا مش بشخر.

كانت سلمي بتكلمه بصدمة كبيرة.

سلمى قامت من على السرير لما شمت ريحة البرفان بتاعه، وحضنته من ضهره، وقالت: حبيبي أنا عايزة أروح معاك الشغل ينفع؟

لف أدهم، وحضن وشها بإيديه، وقالها: طبعا ينفع دي شركتك بس هتحسي بملل.

سلمى: لو زهقت هروح ماشي؟

أدهم بكل حنية، وحب قالها: ماشي يلا إلبسي أوام.

ردت سلمى بحماس كبير: خمس دقايق، وأكون جاهزة.

لبست سلمى بسرعة الصاروخ، وخرجت لأدهم، وخدها من إيديها، وخرجوا من القصر، وركب سلمي، وقفل الباب، ولف ركب جنبها، ودور العربية….

حاضن إيديها، وهي ماسكة في إيديه، ودخلوا الشركة، وعيون الموظفين عليهم، وسلمى كانت فرحانة أوي، وهي داخلة مع أدهم.

دخلوا جوا الأسانسير، وأدهم داس على الدور الحداشر.

سلمى: أدهم إيه رأيك؟ أنا شكلي حلو؟!

أقصد يعني إنت شايفني أنفع إني أكون مرات صاحب الشركة.

سلمى كانت بتقوله كده، وهي متوترة، ومش على بعضها.

أدهم رفع حواجبه، وكان مستغرب من كلامها جدا، ولفها للمراية عشان تشوف نفسها، وهو بيقولها: شوفي البدر اللي في المراية ده، أحلى، وأشيك بنت في المكان، ده إنتي بحلاوتك دي كتيرة أوي على المكان ده.

أدهم كان بيكلمها بكل حب، وحنية.

كلام أدهم لسلمى رفعها للسما، وخلاها طايرة وسط السحاب.

سلمى حضنت أدهم، وقالت: أنا بحبك أوي.

أدهم باس راسها، وكان ضاممها لحضنه، ووصلوا الدور اللي فيه مكتبه، وخرجوا من الأسانسير، وهما ماسكين إيد بعض.

مشيوا وكانوا رايحين على المكتب، وسلمى لقت نبيلة السكرتيرة فى وشها، وبصتلها من فوق لتحت، وهي مش طيقاها، ولا طايقة لبسها الملزق.

أدهم: ورايا يا نبيلة.

نبيلة: حالا يامستر أدهم.

نبيلة كانت مبسوطة لما شافت أدهم لكن الفرحة ما تمت، ولقت سلمى داخلة في إيده، وبوزها بقى شبرين، وقعدت تجهز الملفات عشان تدخل بيها لأدهم.

سلمى قالت بغيظ: أنا مش مرتاحة للبت المسهوكة دي يا أدهم!!

أدهم فهم مراته على طول وعرف إنها بتغير من السكرتيرة فإبتسم، وقال: بس بتشتغل بضمير!!

سكتت سلمى، ومقدرتش تتكلم، إلا الشغل.

قعدت قدام أدهم على كرسي المكتب.

أدهم كان بيقرأ الملفات اللي قدامه، وقالها: تعالي أقعدي جنبي.

فرحت سلمى، وراحت حطت كرسي جنبه، وهو كان مركز في الورق.

دخلت نبيلة بعد ما خبطت.

أدهم: عملتوا إيه في صفقة إمبارح رسيت على مين؟

نبيلة: أخدناها طبعا يا أدهم بيه هو إحنا عمر!!

أدهم قطع كلامها وهو بيقولها: طب وصفقة اليابان عملتوا فيها إيه؟

إتحرجت نبيلة، ووشها إحمر، وقالت: كسبناها يا مستر.

كانت سلمى ساكتة، وعمالة جايبة البت من فوق لتحت، وتبص على جيبتها المحزقة، واللي لازقة على وراكها، ولقت أدهم بيرمي الملفات على المكتب، وبيزعق، ويقول: الملفات دي تتظبط، وتتراجع من أول وجديد ده شغل حمير.

كان أدهم بيكلم نبيلة بمنتهى الغباوة.

نبيلة وشها إصفر، وإتحرجت، ولمت الملفات بسرعة وهي بتقول: حاضر يا مستر.

خرجت السكرتيرة جري من المكتب بعد ما أدهم سمحلها بالخروج، وسلمى كانت فرحانة، ومنشكحة على الآخر، وبتبتسم إبتسامة شماتة، وأدهم ضحك جامد لما شافها كده.

أدهم: إيه ده إنتي مش طيقاها خالص كده؟!

سلمى: أنا لا أبدا!!

أدهم رجع بضهره لورا، وهو بيلعب في شعرها.

ابتسمت سلمى، وقامت من مكانها، وقالت: طب بص أنا هقعد على كنبة الأنتريه اللي هناك دي عشان تعرف تشوف شغلك ماشي؟

أدهم: ماشي أنا فعلا مش عارف أركز، وواحدة زي القمر كده قاعدة جنبي.

سلمى ضحكتله ضحكة حلوة، وميلت باسته من خده، وراحت قعدت بعيد على الكنبة.

أدهم إندمج في الورق اللي قدامه، وطلع النضارة من درج مكتبه، ولبسها.

سلمى كانت قاعدة بصاله، وسرحانة فيه، وعينيها بتلف على كل ملامحه بعشق، وحب.

الباب خبط، ودخلت نبيلة بعد ما أدهم سمح لها، وقالت: الملفات جاهزة يا مستر بس فيه شوية ورق لازم نراجعهم مع بعض يا أدهم بيه.

سلمى طبعا لما شافتها وشها إتقلب، وبقت تبصلها بقرف، ومش طايقة وجودها جنب أدهم.

نبيلة جابت كرسي عشان تقعد جنبه، ويراجعوا الورق سوا لكن أدهم مش عايز سلمى تكون متضايقة خصوصا، وهو شايف وشها اللي إتقلب.

أدهم بصوت مخيف قال: رجعي الكرسي مكانه، وإقرأي الورق، وإنتي عندك.

نبيلة نفذت الأمر فورا، وهي محرجة، وقعدت تقرأ الورق لأدهم، وهو يديها أوامر، وهي تنفذها فورا لحد مخلصوا، ونبيلة خرجت من المكتب.

قامت سلمى من مكانها، وجريت على أدهم.

أدهم: في حاجة ياحبيبتي؟!!

سلمى رجعت أدهم لورا بالكرسي، وقعدت على رجله، وحضنت رقبته، وأدهم خدها في حضنه، وباسها من خدها.

سلمى: في إني بعشقك، وبموت فيك.

أدهم إبتسم إبتسامة جميلة، وحضنها جامد.

فجأة رن التليفون، وكان واحد من البودي جاردات اللي واقفين بيحرسوا الشركة.

أدهم: خير يا صالح عايز إيه؟

صالح رد، وهو بيصرخ، وقال: أدهم بيه في واحد مسلح، واقف على سطح البرج اللي قدام مكتبك، وموجه السلاح عليك.

سلمى جسمها كله إتنفض، وعنيها برقت، وبان عليها الخضة.

أدهم: وإنت لسة هتحكي هاتهولي هنا أنا عايزه عايش.

أدهم كان بيقول كده، وهو واخد سلمى في حضنه، وبيحاول يهديها.

صالح: أمرك يا أدهم باشا.

سلمى فضلت باصه له، وهي رافعة حواجبها، ومستغربة الهدوء اللي هو فيه، وقالت: بيقولك موجه السلاح عليك عايز يقتلك، وإنت إيه مش مهتم خالص؟!

اتحركت سلمى تبص من الإزاز، ومكنتش شايفة أي حاجة، وكانت بتترعش، وحالتها حالة.

سلمى: أدهم أنا مش شايفة حاجة خالص.

أدهم قام، وراحلها، وهي بعدته، وخافت عليه أحسن يتصاب، وقالت: إبعد متجيش هنا إبعد.

أدهم خدها في حضنه، وطبطب عليها، وقالها: إنتي عبيطة هو لو حد يقدر يعملها كنت سيبتك تقفي عند الإزاز!! لا، وعايزاني أبعد كمان!!!

سلمى: لأ أنا كده مش فاهمة حاجة.

سلمى كانت مخضوضة أوي على أدهم، وكانت دايخة من شدة الصدمة.

أدهم: يا حبيبتي إهدي إزاز المكتب كله ضد الرصاص، مستحيل تعدي منه رصاصة.

سلمى إتنهدت تنهيدة كبيرة، وحمدت ربنا، وقالت: بس برضوا يا حبيبي إنك تبقى عارف إن في حد متربصلك دي حاجة صعبة أوي.

أدهم: قلتلك إهدي، ومتقلقيش كله هيطلع مالوش لازمة.

أدهم تليفونه رن مسكه، ولقي صالح قاله: يا باشا الواد لما شافنا محاصرينه من كل ناحية رمى نفسه من فوق، وطب ساكت.

أدهم راح بص من الإزاز لقي شاب مرمي على وشه، ومبيتحركش.

أدهم: بص يا صالح الواد عمل خير أنا مكنتش حابب أوسخ إيدي هو خدها من قصيرها.

اللي أنا عايزه منك دلوقتي تقب، وتغطس، وتجيبلي الكلب اللي ورا الليلة دي تمام؟

صالح: أوامرك يا أدهم باشا.

أدهم قفل التليفون، وراح يشوف سلمى اللي كانت قاعدة على الكنبة واللي عمالة تتنفض من الخوف.

أدهم قعد على كرسي قدامها، ومسك إيديها لقاها ساقعة، ووشها مصفر، وفضل يطبطب على وشها، ويبوس في إيديها، ويقولها: روقي ياحبيبتي، وإهدي مفيش أي داعي للي إنتي عملاه ده.

سلمى كانت بتحاول تهدي نفسها، وأدهم قال: يا سلمى إنتي ناسية إني راجل أعمال، والحمدلله أنا ناجح جدا، والنجاح ده دايما بيولد أعداء، وأنا إتعودت على كده دي مش أول مرة تحصل، ولا هتكون آخر مرة، وإنتي لازم تتعودي إنتي كمان، ومش أي موقف يهزك كده.

أنا عايزك تكوني قوية، وتعرفي كويس قيمة نفسك،!!

إنتي مرات أدهم عاصم الدرديري، أقوي رجل أعمال في مصر.

سلمى: أتعود طب إزاي!!، ده أنا قلبي وقع في رجليا!، لا يا أدهم أنا مقدرش أتعود إن ممكن يحصلك حاجة بعد الشر في أي وقت.

سلمى خدته في حضنها وهي بتقول: إنت لو جرالك حاجة أنا مش هعيش في الدنيا دقيقة من بعدك.

أدهم قطع كلامها وهو بيبوس راسها، ويمسح على كتفها، وفضلوا على الحال ده لحد ما هديت خالص.

أدهم قال: إيه رأيك تريحي على الكنبة دي شوية؟

سلمى: ماشي بس ما تبعدش عني ماشي؟

أدهم: حاضر مش هبعد أنا جنبك.

أدهم شالها بين دراعاته، وراح بيها على الكنبة، ونيمها، وفك طرحتها، وقعد يمسح على شعرها لحد ما راحت في النوم.

أدهم قام من جنبها لما إتأكد إنها نامت خلاص، وراح قعد على مكتبه بيفكر مين اللي ممكن يعمل كده.

فجأة حد إتصل، وأدهم لما شاف إسمه عرف إنه هو ده اللي ورا الليلة كلها.

أدهم: أنا قلت برضوا القذارة دي متطلعش غير منك إنت!!

الراجل اللي بيكلمه أدهم فضل يضحك ضحك مش طبيعي وهو بيقول: دي البداية بس يا أدهم لكن اللي جاي هيخليك تلف حوالين نفسك.

أدهم ضحك بإستهزاء، وقال: لا يا حيلة أمك مش أدهم اللي يتهدد من واحد هلفوت زيك.

أنا أدهم الدرديري إصحى، وإعرف إنت بتكلم مين، وبالنسبة للي جاي هيزعلك أوي.

الراجل اللي بيكلمه إتغاظ من كلام أدهم، وخبط المكتب بإيده، وقال: خد بالك من مراتك يا أدهم حرص عليها أحسن ولاد الحرام كتير.

الراجل قال كده، وضحك بسخرية، وقفل التليفون.

أدهم قام من مكتبه، وخرج برا الأوضة، وإتصل بالراجل بتاعه، وهو بيتكلم بغباوة، وقسوة قال: صالح تجيبلي عمار السويفي من قفاه مطرح ميكون تجيبولي الكلب ده إنت فاهم؟

صالح: أوامرك يا باشا هجيبهولك لو في بطن أمه مش هسيبه!!

أدهم خلص التليفون، ودخل المكتب، وكانت سلمى لسة نايمة، وأدهم كان رايح جاي في المكتب زي الطور الهايج عشان هو يستحمل أي حاجة تحصل بس سلمى متتإذيش، وهو مستعد يفديها بروحه.

قعد على المكتب، وحاول يسيطر على أعصابه، ولبس النضارة، وكمل شغله، وعدى حوالي ساعتين، ولقى سلمى صحيت، وبتفرك عينيها، وإبتسم لها إبتسامة ملت وشه، وفتح لها دراعه، وهي قامت تطوح لحد ما وصلتلوا، وقالت: هو أنا نمت قد إيه؟

أدهم: مش كتير يعني ممكن تلات ساعات مش أكتر.

سلمى دفنت راسها في حضنه، وقالت: طب إحنا هنروح إمتى؟

أدهم: كمان شوية أخلص الشغل اللي في إيدي، ونمشي على طول.

أدهم كان بيكلمها، وهو سرحان في كلام اللي إسمه عمار ده.

سلمى: هو أنا ينفع أسألك سؤال!!!

أدهم: أيوة طبعا إسألي زي ما إنتي عايزة.

سلمى: هو إنت يا أدهم لما جيت أول مرة عندنا، وكسرتوا علينا الباب، هو إنت فعلا كنت عايز إيجار الشقة المعفنة دي!!! أنا شايفة إن فلوسها متفرقش معاك يعني دي نقطة في بحر!!!

أدهم: إيش عرفك ما يمكن أكون جاي عشان أشوف البت القمر اللي مستخبية جوة البيت ده.

سلمى: إنت قصدك عليا؟!.

أدهم: أيوة طبعا هو فيه غيرك شقلبتي حياتي من يوم ما شفتك.

سلمى: طب إزاي؟ إنت شوفتني فين؟!!

أدهم: شوفتك، وإنتي داخلة البيت، وبهرني جمالك، ورقتك، واللي خلاني أتشدلك من أول لحظة شوفتك فيها أخلاقك إنتي يا سلمي كنتي ماشية موطية راسك في الأرض من الكسوف، ومش باصة للشباب اللي كانوا بيعاكسوكي، ولا مدياهم أي إهتمام!!

سلمى: إنت شوفت كل ده إزاي؟!!

أدهم: أبدا يا ستي أنا عندي موظف كان عيان، وعامل عملية كبيرة، والراجل ده كان ساكن في نفس الشارع اللي إنتي فيه، وأنا نازل من عنده لمحتك، وعجبتيني، ولما سألت عنك عرفت إنك عايشة مع جدتك، والشقة اللي إنتوا عايشين فيها كان أبويا الله يرحمه مأجرها لجدتك.

كان أدهم بيتكلم، وهو باصص على سلمى يشوف رد فعلها على كلامه.

سلمى: طب إنت ليه معرفتنيش طالما إنك كنت معجب بيا؟!! طب ليه كنت بتعاملني بالقسوة، والجبروت ده؟!

سلمى كانت بتكلمه، وهي مصدومة من كلامه.

أدهم: حبيت أشوفك بتمثلي الإحترام، والبراءة، ولا إنتي بنت مؤدبة، وشريفة فعلا!!

اللي شوفته من سكينة خلاني أشك في أي بنت أقابلها، وخلاني معنديش ثقة في حد.

سلمي لما سمعته بيجيب سيرة أمه حبت تخرج من الموضوع على طول عشان أدهم ميقلبش في المواجع.

سلمى: طب يا قلبي أسيبك تشتغل بقى.

أدهم: لأ خليكي في حضني، خليني أفصل عن الشغل شوية.

سلمى إبتسمت، وهي بتلعب في شعره، وبتبوس دماغه، وإتفاجأت إنه سخن جدا، وإتخضت عليه، وقالت: مالك ياحبيبي! إنت تعبان؟!

أدهم: متخافيش أنا كويس أنا حاسس بشوية صداع بس.

سلمى قعدت تمسح على شعره، وهي حضناه، وكانت متوترة، وخايفة عليه إنه كان كويس!

يا ترى إيه اللي حصل وأنا نايمة، وكانت بتكلم نفسها.

أدهم: يلا نروح؟

سلمى: يلا بينا.

سلمى قامت من على رجله، وظبطت هدومها، وأدهم لبس الجاكيت بتاع البدلة، وخد مفاتيحه، وتليفونه، وخرجوا من المكتب، وهو ماسك إيديها.

وصلوا للعربية، وأدهم لف يركبها، وكان بيبص حواليه لحد ما ركبت، وقفل الباب، ولف من الناحية التانية، وركب العربية، ودورها.

سلمى كانت مستغرباه أوي إنه ساكت كده، وقالت: أدهم هو إنت لسه تعبان؟

أدهم: لأ مش تعبان؟!

أدهم بيرد عليها، ودماغه مش معاها، كل اللي كان بيفكر فيه إنه يحمي سلمى من أي خطر.

فجأة رن الموبايل، وأدهم ركن العربية، ونزل يرد بعيد عن سلمى عشان مش عايزها تعرف حاجة.

أدهم: أيوة يا صالح وصلتوا للكلب ده!!

صالح: للأسف يا باشا إحنا روحنا شقته، ولغيت البواب، وخدت منه المفتاح اللي كان معاه، ودخلنا شقته لقينا بلاوي يا أدهم باشا.

الشقة دي شقة مشبوهة لقينا فيها كرابيج كتير، وحبال، وأزايز حاجات حرام، وكلابشات، والبواب قالنا إنه بقاله شوية مبيجيش الشقة دي الراجل ده شكله شمال يا باشا بس إحنا مش هنسيبه.

أدهم قطع كلامه، وقال: المهم عرفتلي مكانه، ولا هترغي وخلاص؟!

صالح: لسة يا باشا بس هنلاقيه هيروح مننا فين؟!!

أدهم: إسمع يا صالح قبل ما الصبح يصبح هتكون عرفتلي مكانه إنت سامع.

أدهم كان بيزعق جامد، ومتنرفز، وكانت عينيه بتطق شرار.

خلص مع صالح، وكان مدي ضهره للعربية بيلف، ولقي باب العربية مفتوح، وسلمى مش في العربية!!

أدهم كان راكن العربية في مكان ضلمة، دور عليها، وكان عامل زي المجانين، وقعد ينادي بأعلى صوت، ومكنش لاقي رد، وجري يدور حوالين العربية.

فجأة لقاها قاعدة تلعب مع قطة صغيرة، وبتحسس عليها، وتقولها: بتعيطي ليه يا قطوطة؟ مامتك سابتك، ومشيت؟!!!

أدهم إتسمر مكانه، وكان خلاص على آخره.

أدهم: إنتي بتعملي إيه عندك؟ وإيه اللي نزلك من العربية، إنتي عايزة تجلطيني؟!!

أدهم كان عمال يزعق، ويصرخ وهو بيكلمها.

سلمى إتخضت، وقامت منفوضة، وهي بتقوله: في إيه يا أدهم أنا سمعت القطة بتنونو جامد، ونزلت أهديها.

أدهم مسك أعصابه بالعافية، وهو بيقول: إركبي يا سلمى يلا يا ماما أحسن أنا اللي هنونو مش القطة.

سلمى بصتله، وهي زعلانة إنه بيكلمها كده، وراحت تركب العربية، ومعاها القطة.

أدهم: سيبي القطة دي وإركبي العربية.

سلمى: لأ يا أدهم دي قطة جميلة، وأنا عايزاها….

أدهم: بقولك سيبي القطة دي، وإسمعي الكلام.

سلمى: لأ يا أدهم أنا حبيتها أوي، هاخدها معايا.

أدهم كان خلاص صبره نفذ، وقال: يابنتي دي قطة مش نضيفة خالص، وبتنقل الأمراض.

سلمي: بس أنا عايزاها، ولما نروح البيت هحميها، وهتبقى فلة، وقمر.

أدهم قالها: سلمى… وبعدين قولي حاضر.

أدهم كان بيزعق جامد، وكان بيقرب عليها، وهو بيصرخ.

سلمى خافت، وحطت القطة على جنب، وطلعت العربية، وكانت عينيها مليانة دموع.

أدهم ركب العربية، وهو متنرفز، وشايط، دور العربية، ومشي بيها.

أدهم: تقريبا أنا دلعتك أوي لدرجة إنك شيفاني مخنوق، ومش متحمل، وإنتي ولا همك حاجة، وقاعدة بتعانديني، وخلاص.

سلمى مردتش عليه، وكانت عمالة تعيط بإنهيار، ومش قادرة تبطل عياط من كتر زعيقه ليها، ونرفزته عليها.

أدهم كان سايق العربية بسرعة كبيرة أوي، وسلمى ماسكة في الكرسي، وبتعيط، وبعد شوية إتشجعت، وقالت: لو سمحت يا أدهم إمشي بالراحة شوية أنا مرعوبة.

أدهم: لأ طالما إنتي بتعندي معايا أنا بقى مش هعمل حاجة إنتي عايزاها.

سلمى كلبشت في الكرسي، وهي خايفة، ومتوترة، وغمضت عينيها، وهي بتقول: ياماما…. يا بابا، وكانت بتتكلم بصوت واطي.

أدهم سمعها، وهدى السرعة أوام لما لقاها بتردد إسم أمها وأبوها اللي ماتوا في حادثة.

أدهم فضل يلوم نفسه إزاي نسي موضوع الحادثة ده، وبصلها لقاها بتترعش، وعمالة تعيط.

أدهم وقف العربية، وطبطب عليها، وقال: خلاص ما تزعليش.

سلمى بعدت عنه، ولزقت في باب العربية، وقالت: إوعى تلمسني إبعد عني.

أدهم قعد ينفخ، وكان متضايق، وساق العربية، وكانوا هما الإتنين ساكتين لحد ما وصلوا القصر.

نزل أدهم فتحلها الباب، ومد إيده عشان يسندها، وهي بعدت إيده، ونزلت لوحدها، وكانت ماسكة بطنها، وباين عليها الوجع.

سلمى دخلت، وطلعت على جناحها على طوا وهي ماسكة بطنها.

دخل أدهم وراها، وشافها طالعة بتجري على السلم، وإفتكرها بتجري منه.

سلمى جريت تبص في المراية لتكون هدومها بقعت، وكلنا طبعا عارفين التعب الشهري اللي بتشوفوا كل الستات.

أدهم كان قاعد تحت في الريسبشن على كنبة كبيرة، وكان حاسس إن  الصداع هيفرتك دماغه.

أدهم نادى على الست زينب، وأمرها تعمله فنجان قهوة، وتجيب حباية مسكن.

شوية، والحاجة زينب جابت القهوة، والمسكن.

سلمى نزلت من فوق لقت زينب واقفة شاورتلها تيجيلها بسرعة، ووشوشتها تجيبلها حاجة خاصة.

زينب قالت: حاضر يا حبيبتي إطلعي إنتي إرتاحي، وأنا هجيبلك الحاجة، وأجيلك من عينيا.

سلمى شكرتها، وطلعت كانت تعبانة جدا، والمغص شادد عليها جامد.

أدهم مكنش مركز في حاجة خالص، وكان مغمض عينيه، وقاعد زي ما هو على الكنبة.

زينب طلعت لسلمى، وجابتلها طلبها، ونزلت.

سلمى ظبطت حالها، ونامت على السرير وهي بتتوجع من المغص اللي فى بطنها.

أدهم قام من على الكنبة بعد ما شرب القهوة، وخد المسكن، وحس إنه بقى أحسن شوية، وطلع يشوف المقموصة اللي فوق.

أدهم دخل الجناح، وسمع صوتها عمالة تعيط من الوجع، وماسكة بطنها، ودايسة عليها عشان تخفف الألم.

أدهم شافها بالحالة دي إتخض عليها، وجري قعد تحت رجليها.

أدهم: مالك يا سلمى! فيكي إيه!! إيه اللي واجعك؟

سلمى إتبرجلت، وإتكسفت، وجاية تتكلم الوجع شد عليها، وقعدت تصرخ.

أدهم هرب الدم منه، ووشه إصفر لما لقاها كده، وماسكة بطنها، وعصراها بين إيديها، قالها: بطنك وجعاكي!!

هزت راسها، وهي بتعيط.

آخيرا أدهم فهم، وعرف بطنها وجعاها ليه.

أدهم قام، وقعد جنبها، وخدها في حضنه، وقعد يطبطب عليها، وقال: طيب إيه رأيك نروح نكشف؟

سلمى حست إنه فهم، ووشها إحمر من الكسوف، وهزت راسها بلأ، وبقت ماسكة في هدومه، وحاطة وشها جوا صدره، وعمالة تعيط من الوجع.

أدهم بسرعة خرج التليفون من جيبه، وإتصل بالست زينب، وقال: لو سمحتي يا زينب إعملي حاجة دافية، وهاتي معاكي شريط برشام مسكن، وجهزي إربة مياه سخنة، وتجيلي بسرعة.

الست زينب ردت، وقالت: أوامرك يا أدهم بيه:

أدهم قفل التليفون، وحضن وشها، ولقاه أحمر جدا، والتعب باين على ملامحها.

أدهم: طب أنزل أجيبلك فوط؟

سلمي ردت بكسوف، وقالت: لأ خلاص أنا جيبت من الحاجة زينب.

أدهم: تمام.

أدهم لقاها لابسة بنطلون خروج تقيل عليها، وعرض عليها يدخل يجيبلها بيجامة بس سلمى رفضت، وقامت هي بالراحة.

دخلت أوضة اللبس، ولبست بيجامة مناسبة لحالتها، وخرجت.

سلمى لقت أدهم بيحط كوباية قرفة باللبن على الكمودينو، وإربة المية على السرير، وفي إيديه كوباية مية.

سلمي كانت لسة بتتوجع جامد، وحاطة إيديها علي بطنها، وطلعت بالراحة علي السرير.

أدهم حطلها المخدة ورا ضهرها، وحط حباية المسكن في بقها، وسقاها مياة ورا الحباية.

سلمي: لأ يا أدهم بلاش مسكن بيقولوا إنه خطر.

أدهم: إشربي بس بلا خطر، خطر إزاي يعني؟!

سلمى: بيقولوا خطر على إنه بيمنع الحمل.

أدهم: مين العبيط اللي قالك كده، وبعدين حتى لو… ما ينفعش أسيبك وإنتي تعبانة كده حتي لو هتحرم من الولاد.

أدهم نيمها على ضهرها، وحط إربة المية الدافية على بطنها عشان تسحب منها الوجع.

سلمى: إيه ده هو إنت عرفت الحاجات دي إزاي؟!!

أدهم: أنا بحب أقرأ كتير عشان يبقى عندي معلومات عن كل حاجة.

فضل أدهم حاطط الإربة على بطنها حوالى عشر دقايق.

سلمى: ربنا يباركلي فيك يا أدهم، ومتحرمش منك أبدا.

أنا مش عارفة من غيرك كنت هبقا عايشة إزاي؟!!

أدهم: طب قوليلي إنتي لسة تعبانة؟

سلمى: لأ الحمد لله أنا دلوقتي أحسن بكتير.

أدهم: طب الحمدلله يلا إشربي القرفة باللبن دي بقى هتريحك على الآخر.

سلمى إتعدلت، وخدت كوباية القرفة من أدهم، وشربتها مرة واحدة، وكانت قرفانة أوي من طعمها.

أدهم: شاطرة، يلا بقي ننام، وهتقومي زي الفل.

سلمي سمعت الكلام، ونامت مدياله ضهرها، وأدهم طفى الأنوار، وطلع نام جنبها، وحضنها من وسطها، وراحوا هما الاتنين في نوم عميق.

صحيت سلمى من النوم، وجسمها كله كان واجعها، وبتبص على أدهم مش لقياه، وبعدين لقته محضرلها مفاجأة كبيرة.

يا ترى إيه المفاجأة!!!

سمعت صوت القطة، وقامت نطت من على السرير تدور على القطة، ولقتها واقفة في نص الأوضة هي نفس قطة إمبارح بس شكلها متغير، وحلوة خالص، وسلمى من فرحتها شالتها، وقعدت تتنطط بيها في الأوضة، وتقولها: إنتي جيتي هنا إزاي؟!!

أكيد أدهم حبيبي هو اللي جابك مش كده يا قطتي!!

سلمى كانت فرحتها ما تتوصفش، وهي واثقة إن أدهم جابلها القطة عشان يفرحها.

سلمى شافت أدهم خارج من الحمام، وكان مستحمي، ولافف وسطه بالبشكير، وجريت عليه، وكانت القطة في حضنها، وقالت: أدهم إنت اللي جبتها مش كده؟ طب قولي لقتها إزاي؟!

كانت سلمي بتتكلم، وعينيها بتشع سعادة.

أدهم كمان كان فرحان أوي عشان فرحتها بالقطة، وطبطب على خدودها، وقال: أنا صحيت بدري، وإنتي كنتي لسه نايمة مردتش أقلقك، وقمت لبست، وروحت المكان، والحمدلله دورت عليها شوية، ولقتها نايمة تحت شجرة خدتها ومشيت.

سلمى: بس قولي دي بقت قمر خالص هي مكانتش كده.

أدهم: أكيد أنا مش هجيبهالك بمنظرها بتاع إمبارح.

لأ ده أنا ودتها لدكتور بيطري طعموها، ونضفوها، وخلوها زي ما إنتي شايفة كده.

سلمى: حبيبي يا أدهم ربنا يخليك ليا، ويفرحك زي ما فرحتني.

سلمي كانت عمالة تلاعب القطة، وتحضنها، وأدهم كان متغاظ .

أدهم: أنا شكلي إتنسيت، وجبت لنفسي شريك!!

سلمى ضحكت من كل قلبها، وراحت حضنته بالإيد التانية، وقالتله: عارف يا أدهم أنا بحبك أوي أوي مش عشان جبتلي القطة لأ عشان مهانش عليك زعلي.

أدهم: الدنيا كلها تحت رجلك إنتي بس إتمني.

سلمى إبتسمت إبتسامة واسعة، وقالت: طب هو إنت مش هتشيلها دي جميلة أوي!!

أدهم: أنا أشيلها!! يستحيل طب ده أنا جيبتها بالعافية عشانك لكن ألمسها تاني مقدرش.

أدهم كان بيتكلم عن القطة وهو قرفان جدا، بس كله يهون عشان عيون سلمى.

سلمى قعدت على السرير تلعب مع القطة.

أدهم كان بيستعد عشان يروح الشغل، ودخل أوضة اللبس عشان يلبس.

خرج لابس قميص إسود، وبنطلون جينز أزرق، ووقف قدام المراية يسرح شعره، ويحط البرفان بتاعه، وكل ده سلمى بتلاعب القطة، وباصة عليه.

أدهم راح شال القطة، ورماها على الأرض، وطلع على السرير جنب سلمى.

سلمى كانت متضايقة، وقالتله: إيه ده إنت بترميها كده ليه؟!!

أدهم: لا بقولك إيه أنا ممكن أرجعها مكانها.

سلمى: ليه بقى هي عملتلك إيه؟!

أدهم: سيبك بس من القطة، وقوليلي إنتي لسة تعبانة؟

سلمى: لأ الحمد لله أنا دلوقتي أحسن.

أدهم كان قايم، وسلمى مسكت دراعه، وقالت: أدهم أنا عايزة أنزل أشتري شوية حاجات ليا.

أدهم رد عليها ببساطة، وحنية، وقال: عيوني يا قلب أدهم بلاش أروح الشغل النهاردة، وننزل نجيب اللي إنتي عايزاه كله.

سلمى: لأ طبعا روح شغلك، وأنا هنزل أشتري اللي أنا عايزاه، وأرجع على طول.

أدهم قام، وقعد على طرف السرير، وقال: مينفعش تتحركي لوحدك.

سلمى قامت تحضنه، وتبوس فيه، وتقوله: عشان خاطري يا أدهم.

أدهم: هي كلمة واحدة إنتي مينفعش تخرجي من غيري إنتي فاهمة؟!!

سلمى قعدت على الكنبة، وهي زعلانة، وبتدعك في صوابعها من الحزن.

أدهم فتحلها دراعه، وقال: تعالي يا سلمى هفهمك حاجة.

سلمى قامت، وراحتله، وقعدت جنبه، وهو حضنها، وقال: بصي ياحبيبتي الله يهديكي أنا مش عايزك تزعلي بس أنا ليا أعداء كتير، ويتمنوا يوقعوني، ويإذوني، وأنا مش عايز تكوني إنتي الضحية، ويإذوني فيكي.

سلمى: بص أنا هروح المول أجيب اللي أنا عايزاه، وأمشي على طول.

أدهم: خلاص مش هتكوني لوحدك الحرس بتوعي هيكونوا معاكي تمام؟

سلمى كانت متضايقة من فكرة إنها تمشي، والحرس ماشيين وراها بس ملقتش مفر غير إنها توافق.

سلمى: خلاص تمام.

ونطت من حضنه بفرحة، وقالت: أنا مش هروح دلوقتي هنزل بعد العصر كده ماشي؟

أدهم: ماشي بس تكلميني من أول ماتخرجي من باب الأوضة دي لحد ما ترجعي إتفقنا؟

سلمى: إتفقنا.

سلمى شالت قطتها، وقالتلها: بصي إنتي من هنا ورايح إسمك أم السعد.

أدهم مقدرش يمسك نفسه من الضحك، وقالها: أم السعد يا شيخة قوليلها إسم غير ده كده شردتيها على الآخر.

سلمى ضحكت، وكملت تعليماتها للقطة، وقالت: أنا إسمي سلمى، والقمر اللي واقف هناك قدام التسريحة ده إسمه أدهم بس ده تبعي أنا، وإنتي ملكيش دعوة بيه، ولا تقربيله فاهمة يا أم السعد؟ بدل ما أقول لسعد، وأبو سعد يخلصوا عليكي ماشي؟!!

أدهم: يا خبر البت إتجننت!!!

سلمي فضلت تزغزغ القطة في بطنها، وتلاعبها لحد ما القطة نطت من حجرها، وراحت بعيد.

سلمى إيه ده إنتي سيبتيني، ومشيتي ليه؟

أدهم: هربت من اللي بتعمليه فيها، يلا أنا ماشي عايزة حاجة؟

سلمى جريت عليه، وحضنته، والغريبة إن وهي بتحضنه قلبها إتقبض جامد، بلعت ريقها، وإبتسمت بالعافية.

أدهم: ياريت تنفذي كلامي بالحرف مش هتتحركي قبل ما تقوليلي.

سلمى: حاضر يا حبيبي.

أدهم خرج الفيزا بتاعته، وإداها لسلمى اللي قالت: يا حبيبي أنا معايا فلوس مش محتاجاها.

أدهم أصر تاخدها عشان ماتتزنقش في فلوس، واللي عايزاه تجيبه.

سلمى خدتها عشان مايزعلش، وكان لسه قلبها مقبوض.

أدهم: أنا مش مرتاح لخروجك من غيري لكن أعمل إيه حكم القوي!! بس زي ما إتفقنا تليفونك هيكون في إيديكي، وتكلميني طول الوقت تمام؟

سلمى: تمام.

أدهم باس راسها، وكان مبتسم، ومشي.

سلمى قعدت تلعب مع قطتها، وفتحت التليفزيون، وطلعت تليفونها عشان تكتب عليه الحاجات اللي هتشتريها، ومعظمها حاجات لأدهم، هتجيبله قميص جديد بدل اللي هي قطعته، وهتجيبله هدوم داخلي، وكتبت كمان نوع البرفيوم اللي بيحبه عشان تشتريه.

فات الوقت، وسلمى قررت تقوم تلبس، وتنزل، وجهزت، وخرجت من أوضتها، وهي نازلة على السلم كلمت أدهم في التليفون، وقالت: أيوة يا حبيبي أنا خارجة من القصر دلوقتي زي ما قلتلك.

أدهم: تمام هتلاقي عربيتين مستنينك برة دول الحرس بتوعي.

إنتي هتركبي مع عم أحمد، وهما هيكونوا وراكي تمام؟

سلمى: ماشي يا أدهم أنا مش عارفة إنت إيه اللي مخوفك كده؟!! بس تمام.

أدهم: أيوة شاطرة إسمعي الكلام، وخلاص.

سلمى: طب ما أنا قلت حاضر أهه إنت تأمر يا أدهم باشا… سلام.

أدهم: سلام.

أدهم كان خرج من الإجتماع عشان يرد عليها خلص معاها، وراح يكمل الإجتماع.

سلمى خرجت من القصر كان عم أحمد مستنيها، وسلمت عليه، وبصت وراه فعلا لقت عربيتين كل عربية فيها تلات رجالة شداد، ونفخت من ضيقتها عشان الزحمة اللي هتمشي معاها، وقالت في سرها: الله يسامحك يا أدهم.

ركبت مع عم أحمد السواق، وبعد شوية وصلت المول، ونزلت لقت الحرس كلهم نزلوا وراها.

سلمى إنتوا هتفضلوا ماشيين ورايا كده إيه الخنقة دي؟!!!

واحد من الحرس قالها: إحنا بنفذ أوامر أدهم بيه يا أفندم.

سلمى قعدت تبرطم بكلام مش مسموع، ودخلت محل ملابس حريمي، الحرس جايين يدخلوا وراها.

سلمى: لأ بقى إنتوا مينفعش تدخلوا معايا هنا!!

الحرس نزلوا عينيهم في الأرض، ووقفوا مكانهم.

سلمى دخلت المحل، وقعدت تلف جواه لغاية ما لقت باب خروج للمحل باب خلفي، وفرحت أوي عشان هتبعد عن الحرس.

خرجت منه، وراحت كذا محل عشان تشتري الحاجات اللي هي عايزاها، وجابت قميص شيك أوي لأدهم، وكمان جابتله البرفيوم اللي بيحبه.

إضطرت تشتري بالفيزا لما فلست، وكانت مبسوطة إنها هربت من الحرس عشان كانوا هيشوفوها وهي بتجيب لأدهم هدايا، وهي متأكدة إن أدهم كان هيسألهم إشتروا إيه، وكان الحل الوحيد إنها تهرب منهم.

خلصت سلمي، وإشترت كل اللي هي عايزاه، وخرجت، وغفلت الحرس اللي كانوا لسة واقفين مكانهم مستنينها.

خرجت سلمى من المول دورت على عم أحمد السواق ملقتوش.

قعدت تدور على العربية في وسط كل العربيات، وعربيتها فص ملح، وداب!!

حاولت تكلم أدهم لكن كان بيدي جرس، ومحدش بيرد.

سلمى قررت تتصرف، وتاخد تاكسي تروح بيه على البيت، لكن إنها ترجع للحرس، وترجع معاهم دي كانت فكرة مرفوضة بالنسبة لها.

آخيرا وقف لها تاكسي، وسلمى قالتله على العنوان، والسواق إتحرك بيها.

سلمى كانت سرحانة في أدهم، وفي الحاجات اللي جابتهاله، وفجأة بصت حواليها، ولقت نفسها مش في طريق القصر، وإن السواق ماشي بيها في الصحرا، وقلبها وقع في رجليها….

سلمي عرفت إنها مخطوفة، وحاولت تكون هادية عشان السواق مياخدش باله إنها كشفته، وتليفونها كان لسة في إيديها.

بسرعة عملت الصح، بعتت رسالة لأدهم وكتبت فيها إنها ركبت تاكسي، والسواق مش ماشي في طريق القصر، وإنها مرعوبة، والسواق ماشي بيها في الصحرا، وإنها هتبعتله اللوكيشن حالا.

فعلا بعتت الرسالة، وبعتت الموقع لأدهم، وشالت تليفونها في جيب الفستان الداخلي اللي هي لبساه.

سلمى حاولت تكون هادية، وقالت: ده مش طريق البيت اللي أنا قلتلك عليه يا اسطى؟!

السواق: الطريق التاني زحمة، وهنتعطل ده طريق مختصر يا هانم.

سلمى: لأ دي صحرا مش طريق مختصر وقف العربية، ونزلني.

سلمى كانت بتزعق جامد، وصوتها عالي، وقعدت تخبط على باب العربية وهي بتتكلم.

السواق بسرعة قفل المسوجر بتاع الباب من عنده، وزود سرعة العربية.

سلمى كانت عمالة تصرخ، وتقوله: نزلني ياكلب نزلني بقولك.

السواق: إخرسي يابت، ومسمعش صوتك.

السواق كان بيتكلم بغباوة، وقسوة، وبلهجة تهديد.

وقفت العربية قدام مكان مهجور، وسلمى بصت حواليها، لقت رجالة شبه الوحوش واقفين قدام العربية.

سلمى نزلت، وقالت: إنتوا مين؟ وعايزين مني إيه؟!!

كانت سلمى في أقصى درجات الرعب، وعينيها مبرقة، ومش مصدقة اللي هي فيه.

فجأة ظهر راجل من وراهم تخين، وعامل زي العجل الإسترالي، وماسك حبل في إيديه، وعلى وشه إبتسامة خبيثة.

سلمى بزعيق قالت: إنت مين، وعايز مني إيه، سيبوني في حالي.

قرب الراجل ده من سلمى، وعينيه اللي تدب فيها رصاصة كانت راشقة في جسم سلمى حتة حتة.

سلمى حمدت ربها إن لبسها واسع، ومش باين من جسمها حاجة.

عمار: أنا عمار السويفي أنا اللي لسه مموت جوزك من شوية البقية في حياتك يا حلوة.

سلمى عينيها برقت، ورفعت حواجبها من الخبر اللي نزل عليها زي الصاعقة، وداخت، ورجعت لورا سندت على العربية، وهي بتقوله: إنت بتقول إيه؟! إنت كداب أدهم عايش أدهم مماتش.

سلمى كانت بتقول كده، وعينيها مليانة دموع على أدهم، ونسيت الموقف اللي هي فيه.

عمار: لأ لأ إمسكي نفسك أومال، والدموع دي هتحتاجيها بعد اللي هعمله فيكي.

قال كده، وإدي الحبل اللي معاه لواحد من الحرس، وقاله:

هتربطها كويس بالحبل ده، وإرموهالي على السرير اللي جوة.

سلمى كانت مش مصدقة إن أدهم راح خلاص، وكانت عمالة تصوت بعلو صوتها، وتنادي إسمه إللي كان بيعمل صدى صوت في قلب الصحرا.

عمار ده بقى كان مبسوط على الآخر ما هو شكله سادي والسادي ده بتكون متعته في تعذيب الناس.

لدرجة إنه كان نفسه يكسر عضمها عشان تصرخ أكتر، وهو يتبسط أكتر، وفعلا قرب عليها، ومسكها من دراعها عشان يقومها.

لكن سلمى نطرت دراعه بعيد، وهي بتصرخ فيه، وتقول: إبعد إيدك القذرة دي عني ياحيوان يا زبالة.

عمار عينيه كانت بتطلع نار لما سلمى شتمته لدرجة إنه أمر الحراس كلهم يمشوا، وفعلا كلهم مشيوا بالعربيات، وهو بيصرخ فيهم، ويقول: يلا غوروا في داهية ما أشوفش حد فيكم هنا فاهمين.

فعلا المكان في لحظات كان فاضي مفيش غيره هو وسلمى.

سلمى حاولت تجري منه لكن هو لحقها لما وقعت على الأرض، وجرها لجوة المكان المهجور ده.

ودخلها أوضة، ورماها على طول دراعه.

إتخبط ضهرها في كرسي حديد، وصرخت بوجع رهيب، وبصت للكرسي، وحست إن الكرسي ده بيعذب الناس فيه.

بصت حواليها، وجالها ذهول لما لقت أدوات تعذيب كتيرة، كل ده كانت برضوا بتفكر في أدهم.

جريت على عمار اللي كان واقف بيستعد لحفلة التعذيب اللي هيعملها في سلمى.

سلمى: الله يخليك قول إنك بتضحك عليا، وإن أدهم عايش أرجوك قول الحقيقة.

عمار بصلها بصة قذرة، وقال: بقولك خلصت عليه، ولو عايزة تتأكدي أجيبلك جثته لحد عندك.

سلمى قعدت تصوت، وتعيط بإنهيار، ووقعت على الأرض لما حست إن رجليها مش قادرة تشيلها من حزنها على أدهم.

ميل عليها القذر عمار، وهو في قمة سعادته، وقالها: صرخي كمان صرخي صوت صريخك بينعشني!!

سلمى قامت على حيلها، وهي بتبصله بكره رهيب، ولقت عصاية حديد جنبها خدتها، وراحت نازلة عليه بيها بعزم ما فيها، وفضلت تضربه على رجليه، وإيديه، وعلى ضهره.

كانت بتديله ضربات سريعة، وجامدة في نفس الوقت.

عمار حاول يوقعها على الأرض عشان ياخد منها العصاية لكنه فشل عشان عامل زي العجل مليان على الفاضي.

سلمى نزلت بالعصاية على ضهره، وعلى دماغه لحد ما إترمى على الأرض، وهو بينزف، وحركته وقفت.

سلمى بصت عليه، وكانت مرعوبة، ولما إتأكدت إنه مغمى عليه خرجت من الأوضة، وهي بتجر في رجليها جر.

كانت ماشية بحذر خافت يكون في حد من رجالته موجود، ولما لقت المكان فاضي كملت مشي لحد ما خرجت برا المكان القذر ده.

لقت الشنط بتاعتها مرمية على الأرض لمتهم، وخرجت على الطريق برا عشان تلاقي أي حد ينجدها.

كانت سلمى منهارة من العياط على أدهم حب حياتها، واللي إتحرمت منه بدري قبل ماتشبع من حبه، وحنيته عليها.

كانت رجليها مش قادرة تشيلها من التعب، وضهرها بيصرخ من الضربة اللي خدتها، وفجأة وقعت على الأسفلت، ولقت نفسها مش قادرة تقوم.

لقت عربية نورها عالي، وجاية من بعيد على أقصى سرعة، وقعدت تشاور بإيديها الإتنين لحد ما العربية وقفت.

نزل اللي سايق العربية بسرعة، وجري على سلمى.

سلمى أول ما شافته قالت: أدهم إنت عايش!

قلبها كان هيقف من الفرحة، وأدهم ميل عليها، ووقفها، وخوفه عليها كان باين على وشه، وهو بيبص على كل حتة فيها عشان يطمن عليها.

أدهم: عمل فيكي إيه؟ إنتي كويسة؟

سلمى: إنت عايش أنا مش مصدقة عينيا!!

سلمى إترمت في حضنه، وهو ضمها ليه جامد، وهو بيحمد ربنا إنها بخير.

سلمى كانت عمالة تعيط في حضنه جامد وهي بتحمد ربنا إنه نجاه، وإنه معاها، وفي حضنها.

سلمى من كتر التعب أغمي عليها وهي في حضن أدهم.

أدهم شالها، ودخلها في العربية، وركب العربية، وطار بيها على القصر.

وصلوا القصر، وشال سلمى، وطلع بيها على أوضتها، وكانت لسه مفاقتش.

حطها على السرير، ونزل جري تاني ركب العربية، ومسك تليفونه، وإتصل بصالح وقاله: هبعتلك عنوان تحصلني عليه إنت والرجالة حالا.

صالح: حاضر يا باشا مسافة السكة.

أدهم راح على المكان اللي خد منه سلمى، وفضل ماشي بالعربية لحد ما لمح مبنى مهجور.

أدهم وقف العربية، وسحب مسدسه من تابلوه العربية، ودخل جري جوة المكان، وكانت ملامحه كلها وحشية، وإنتقام.

ده حتى رايح من غير رجالته، ومستناش لما يوصلوا، ولقى قدامه باب حديد مقفول ضرب عليه رصاصتين إتفتح على طول، ودخل الأوضة زي بركان نار.

لقى عمار مرمي على السرير، وقالع قميصه بيمنع بيه الدم اللي كان نازل من دماغه.

عمار أول ما شاف أدهم إتخشب مكانه، والرعب بان على ملامحه كلها، وهو بيقوله: إنت لسة عايش مموتش؟!!

أدهم إبتسم بإستهزاء، وقال: إنت شايف إيه؟!! شايف أدهم ولا العفريت بتاعه!!

أدهم: مستغرب مش كده!!! مش قولتلك اللي جاي بتاعي أنا يا إبن السويفي.

إنت فاكر يا زبالة إن عشان فواز الكلب خاني، وجه إشتغل معاك، وتبعته يخلص عليا الموضوع هيبقى بالسهولة دي، ده أنا مبقاش أدهم لو مكنتش عارف الرجالة بتوعي كويس، وعارف كمان نقط ضعفهم فين.

فواز أتقتل بالمسدس اللي إنت مديهوله يخلص عليا بيه، بس أنا عشان حنين سيبت عياله، ومراته يعيشوا مقابل حياته.

النتيجة كده مش في صالحك لإني عايش، وإنت هتموت دلوقتي.

عمار كان هيموت من الرعب، وهو شايف أدهم ناوي على موته.

أدهم كان عمال يبصله من كل إتجاه، وقاله: معقولة مراتي الطيبة عملت فيك كل ده!!!

عمار نزل على ركبه يتحايل على أدهم عشان يسيبه عايش.

أدهم حط مسدسه في جيبه، ومسك كرباج، ونزل بيه على ضهر عمار اللي قعد يصوت زي الستات.

أدهم: فاكر مش قلتلك إني هاجي في يوم، وأنزل بالكرباج ده على جتتك لحد متقول حقي برقبتي.

فضل أدهم يضرب فيه بمنتهى العنف لحد ما إترمى على الأرض، وأغمى عليه.

وطى أدهم يشوفه لقاه لسه عايش راح مطلع مسدسه، وضربه طلقة في دماغه كملت عليه.

أدهم حط مسدسه في جيبه، وخرج لقى صالح، والرجالة لسة واصلين.

أدهم: صالح عايزكوا تجيبوا جثة الكلب ده من جوا، وترموها هنا في الصحرا للكلاب تنهشها!!

سلمى صحيت مخضوضة من النوم.

قامت قعدت، وهي بتمسح وشها، وعينيها، وكانت حاسة إنها في كابوس، وقامت منه،.

إتلفتت حواليها لقت نفسها في سريرها، وأوضتها، وخدت نفس عميق، وبدأت تركز إن اللي جابها هو أدهم!!

يعني أدهم عايش!

فضلت تحمد ربنا على نعمته الكبيرة.

سلمي نزلت من على السرير بصعوبة كبيرة من شدة الوجع اللي في ضهرها.

دخلت الحمام خدت شاور.

خرجت لبست لبس نضيف، ووقفت قدام المراية تسرح شعرها، وشافت الكدمة اللي في ضهرها، وكانت مزرقة جامد.

سلمى قعدت تعيط وهي بتفتكر اللي حصل كله، وكانت عارفة أدهم فين دلوقتي، وعارفة إنه مش هيسيب حقها.

سلمى حاولت تكلم أدهم تتطمن عليه، لكن دورت على تليفونها مكنتش لقياه.

قعدت على الكنبة مربعة إيديها، وسرحانة في المصايب اللي حصلت.

فجأة لقت أدهم بيفتح باب الأوضة، وداخل.

قامت سلمى تجري عليه بلهفة كبيرة عايزة تطمن إنه بخير.

أدهم: إوعي تقربيلي!!

أدهم رزع الباب وراه جامد، ومكنش طايق سلمى!! ربنا يستر.

سلمى جسمها كان بيتنفض، ووقفت مكانها، وهو قرب منها، وعينيه كانت حمرا زي الدم، وملامحه قاسية.

أدهم رمى الجاكيت بتاعه على الأرض، وقعد يفك زراير القميص، ورماه على آخر دراعه.

أدهم: والله العظيم يا سلمى ما هتخرجي تاني من البيت إلا وإنتي معايا.

أدهم كان بيتكلم بصوت عالي أوي، وكان متعصب على الآخر.

أدهم: عشان أنا مبقاش حاططلك حرس هدفهم الوحيد حمايتك، وإنتي تعملي خطة عشان تهربي منهم، وتحصل كل المصايب دي بسبب إني متجوز طفلة معندهاش إحساس بالمسئولية.

أدهم خبطها بإيده على راسها، وقال: بطلي العند اللي راكب دماغك ده.

سلمى قعدت تعيط، ومكنتش قادرة تفتح بوقها بكلمة.

أدهم: عيطي أوي يا سلمى بس ياريت عياطك كان ييجي بفايدة.

رماها جامد على السرير، وهي بتعيط، ولما إتهبدت صوتت جامد بسبب ضهرها.

فضل أدهم رايح جاي في الأوضة ، ومش عارف يفش غله في إيه؟

لحد ما ضرب الترابيزة بعنف جامد، وإتقلبت على الأرض، وكان بيزمجر، وماسك أعصابه بالعافية.

أدهم: إنتي عارفة أنا لو مش واخد على نفسي عهد إني ما أمدش إيدي عليكي كان زماني مديكي علقة تفوقك، وتعرفك إنك تسمعي كلام جوزك من غير تفكير.

سلمى كل ده كانت قافلة عينيها، وساكتة ما بتتكلمش.

أدهم: إنتي فاهمة الكلب ده كان ممكن يعمل فيكي إيه؟!

ده كان ممكن يإذيكي بشكل عمرك ما تتخيليه، ويإذيني فيكي.

سلمى لما سمعت كل ده صوت عياطها بقى عالي أوي.

أدهم كان عصبي جدا، وعلى آخره، وقالها: مش عايز أسمع صوتك إقفلي بوقك.

سلمى جسمها إتنفض لما لقته بيشدها من دراعها، وبيوقفها قدامه، وغصب عنها طلعت منها صرخة شديدة بسبب ضهرها، وقالت: حاسب ضهري يا أدهم آااه ضهري.

أدهم فجأة الشيطان لعب في دماغه لما لقاها بتتوجع بالشكل ده، وملامحه كلها إتحولت لشكل مرعب، وهو بيسألها: إيه اللي حصل لضهرك إتكلمي؟!!

سلمى مكنتش قادرة تتكلم من الوجع.

أدهم: ردي عليا ضهرك فيه إيه؟

هو ضربك على ضهرك، ولا هبب إيه إنطقي؟

سلمى هزت راسها بلأ، وكانت لسه بتعيط بإنهيار.

أدهم مكنش مركز لا في دموعها، ولا في ضهرها كان مركز في حاجة واحدة في دماغه، وقالها: الكلب ده قلعك هدومك يا سلمى؟! إنطقي عمل إيه؟

سلمى آخيرا هتتكلم، مسكت دراعه، وقالت: مقدرش يعمل حاجة والله يا أدهم ما لحق يعمل حاجة.

أدهم لفها، ورفع التيشيرت لقى كدمة زرقا فحضنها من ضهرها، ودفن وشه في شعرها، وصوت أنفاسه عالية كإنه في سباق جري.

سلمى حاولت تهدى، وتوقف عياط لما سمعته بيقولها: الضربة دي جاتلك إزاي؟!

سلمى: رماني على الأرض، وخبطت في كرسي حديد.

أدهم حضنها جامد، وغمض عينيه، وفضل يلوم نفسه إنه مشافش الرسالة اللي بعتتها غير متأخر، وإنها كانت لوحدها، وهو مش معاها عشان يحميها.

سلمى: بس أنا ضربته بعصاية حديد مرمية جنبي، وغفلته، وقعدت أضرب فيه لحد ما إترمى قدامي.

أدهم: عرفت، وشوفت كل اللي عملتيه.

سلمى دموعها نزلت تاني، وهو حاضنها، وبيمسح على شعرها.

سلمى: بس أنا كنت مرعوبة يا أدهم.

أدهم إتوجع أوي لما قالت كده، وفضل واخدها في حضنه، وبيمسح على ضهرها، وهي حست إنها تعبانة أوي فقالت: أدهم أنا تعبانة أوي.

أدهم شالها، وحطها على السرير بالراحة عشان ضهرها.

فتح درج الكمودينو طلع منه كريم للكدمات.

حط الكريم على إيده، وقعد يدعكلها بالكريم لحد ما راحت في النوم.

أدهم قفل أنبوبة الكريم، وحطها مكانها، وفضل صاحي عينيه مغفلتش بيفكر في اللي حصل طول اليوم.

سلمى صحيت من النوم، وبصت لقت أدهم رايح في سابع نومة.

جاية تتعدل ضهرها وجعها، وصرخت غصب عنها بس حمدت ربنا إن أدهم فضل نايم.

سلمى قعدت باصة لأدهم، وبتلوم نفسها على كل اللي حصل.

هي لو كانت سمعت كلامه كانت هتخسر إيه؟ كان كل ده محصلش، مكانتش هي إتبهدلت كده، وهو كمان مكانش عرض حياته للخطر.

سلمى قامت، ونزلت من على السرير كانت بتدور على القطة بتاعتها، وفين على ما لقتها، وكانت القطة لسه نايمة.

سلمى شالت القطة، ونزلت بيها دخلت المطبخ تحت تحضر للقطة أكل.

سلمى طلعت تاني الأوضة بالقطة، والأكل اللي حضرتهولها.

لما دخلت الأوضة لقت أدهم صحي.

أدهم كان لسه بيحاول يفوق، وكان بيدعك في عينيه

سلمي: أدهم إنت صحيت؟!!

أدهم مرضييش يرد عليها، ولا كإنه سامعها.

سلمى قعدت جنب رجله على طرف السرير، ومسكت إيده لكن أدهم شد إيده بسرعة، وقال: إبعدي إيدك دي.

سلمى عينيها إتملت دموع، ووجع ، وسكتت شوية، وبعدين إستجمعت شجاعتها، وقالت: أدهم سامحني يا أدهم أنا غلطت، وبعتذر، أنا أسفة….

سلمى: أنا بعتذر يا أدهم، وأسفة على كل حاجة حصلت بسببي.

أدهم: إعتذارك ده لا هيقدم ولا هيأخر، ملهوش أي لازمة بعد اللي حصل.

سلمى كانت بصاله، وعنيها كلها حزن، ووجع.

أدهم: الغلطة اللي عملتيها دي كبيرة ما تتنسيش بسهولة.

إنتي بعملتك دي كنتي السبب في موت عم أحمد السواق.

سلمى: شهقت، وبرقت عينيها اللي نزلت شلالات دموع، وكانت مصدومة، وبتصرخ.

سلمى: إيه عم أحمد إتقتل، قتلوه الكلاب؟!!

أدهم: أيوة كانوا مراقبينك، وإنتي بتدوري عليه.

لما شافك من بعيد لسه هيدور العربية، ويجيلك طعنوه بالسكينة في قلبه.

الكاميرات مسجلة كل ده.

سلمى كانت عمالة تعيط وهي بتسمع الكلام ده، وندمانة أشد الندم على الراجل الطيب اللي راح غدر.

كانت عمالة تحسبن عليهم الظلمة اللي قتلوه.

أدهم قام من قدامها، وسابها تعيط عشان تفوق، وتفهم إن الحياة مش سهلة.

أي غلطة ولو كانت صغيرة ممكن يكون تمنها حياة إنسان بريء.

فضلت سلمى منهارة من العياط وهي بتفتكر الراجل الطيب عم أحمد، وإزاي كان بيعاملها زي بنته، وطيبته، وحنيته عليها كل ما يشوفها.

سلمى: الله يرحمك يا عم أحمد، ويجعل مئواك الجنة اللهم آمين.

سلمى كانت بتضرب بإيديها على رجلها من الحزن عليه، وكانت حاسة إن قلبها هيقف من كتر الحزن.

خرج أدهم من الحمام، ولبس هدومه، وكان بيستعد يروح الشغل.

سلمى حاولت تمسح دموعها، وقالت: إنت رايح فين، وسايبني؟ ممكن تقعد معايا النهارده؟!!

أدهم عمل نفسه مش سامعها، وخد مفاتيحه، وتليفونه، ومشي من غير ما يبص وراه.

فضلت سلمى واقفة متسمرة وهى عمالة تعيط، ودموعها نازلة من غير صوت.

لحد ما نزلت على الأرض من التعب، وضمت رجليها لصدرها، وكانت موجوعة وجع كبير.

غمضت عينيها، ونامت مكانها.

عدت ساعات كتير وهي نايمة على وضعها زي ما هي.

صحيت فجأة على صوت خبط على باب أوضتها، ومكنتش قادرة تتكلم من التعب.

دخلت الست زينب الأوضة.

كانت شايلة صينية أكل حطتها على الترابيزة.

راحت عند سلمى عشان تقومها، وقالتلها: يلا يا سلمى قومي يا حبيبتي عشان تاكليلك لقمة.

إنتي ياقلبي محطتيش لقمة في بوقك من إمبارح!!

سلمى مرضيتش تقوم، وقالت: الله يخليكي سيبيني أنا مش عايزة آكل.

زينب: يا بنتي أدهم بيه إتصل بيا، ومشدد إنك لازم تاكلي.

سلمى: قولتلك مش جعانة مليش نفس لأي حاجة.

زينب خرجت من الجناح، وسابت الأكل على الترابيزة.

لما خرجت إتصلت بأدهم، ولما رد عليها قالتله: مارضيتش تاكل يا أدهم بيه.

إتحايلت عليها برضوا مفيش فايدة، ومرمية على الأرض، ورايحة في النوم.

ياريت تيجي يا إبني تشوفها.

أدهم: طيب أنا شوية، وجاي.

أدهم بعد ما قفل التليفون كان متضايق جدا، وحاول يركز في شغله مفيش فايدة.

قام من على الكرسي، وخد مفاتيحه، وخرج.

فات على مكتب السكرتيرة، وقالها: بصي هكمل الشغل من البيت تمام؟

نبيلة: اللي تشوفه حضرتك يا أفندم.

أدهم روح على البيت، ودخل الجناح، ورمى حاجته على الترابيزة عشان يعمل دوشة، وتصحى لوحدها.

سلمى فعلا قامت، وفتحت عينيها، وكان أدهم واقف قدامها باصصلها، قال: يلا قومي إنت مش هتشبعي نوم؟

سلمي ردت عليه بتعب، وقالت: أنا تعبانة، ومش عايزة أقوم.

أدهم: هو إنتي يعني هتكملي حياتك معايا وإنتي بتعندي مش ناوية تسمعي الكلام؟!!

أدهم كان بيتكلم بصوت عالي، وكان متضايق.

سلمى قامت بالراحة، وكانت تعبانة من نومها على الأرض، وهي ضهرها واجعها.

أدهم: إقعدي هنا.

كان بيشاورلها على الكنبة اللي جنب الترابيزة.

أدهم:  يلا سمي بسم الله، وكلي الأكل ده يخلص كله.

سلمى: حاضر يا أدهم أي أوامر تاني؟

أدهم: في الوقت الحالي لأ.

أدهم قالها كده، وسابها، ودخل الحمام يستحمى.

سلمى مدت إيدها عشان تاكل.

اللقمة بتتبلع بالعافية، وحاولت تغصب على نفسها حست إن في نار في معدتها، ومش قادرة تكمل أكل.

قفلت عينيها، وفجأة نزلت شلالات دموع من عينيها، بالعافية كلت لقمتين، ورجعت لورا سندت بضهرها على الكنبة شوية.

أدهم إستحمى، وخرج لافف البشكير على وسطه.

ولمح الأكل لقاه زي ما هو، وإتعصب جامد.

قالها: إنتي برضوا مش سامعة كلامي.

أنا قلت الأكل ده تخلصيه يبقى لازم تخلصيه إنتي فاهمة؟

سلمى بصت لأدهم، وبصت على الأكل، ومسكت بطنها، وقالت: أنا كلت خلاص مش قادرة.

أدهم: كلي بقولك كلي.

أدهم كان مصمم يخليها تاكل بأي طريقة حتى لو بالزعيق.

فعلا سلمى مسكت المعلقة، وكانت دموعها نازلة، وبدأت تاكل من تاني.

أدهم دخل أوضة اللبس.

خرج لابس بنطلون قطن، وتيشيرت كت.

قعد على السرير، وجاب اللاب توب، وفتحه، وقعد يشتغل.

سلمى خلصت الأكل بالعافية عشان أدهم ميزعلش.

قامت شالت الصينية، ودخلتها المطبخ.

سلمى رجعت قعدت تاني على الكنبة سرحانة، وساكتة خالص.

بصت على أدهم لقته مندمج في الشغل، ومش مركز في حاجة تاني.

إتمنت لو يرجع الزمن بيها ومكنتش غلطت الغلطة الكبيرة دي.

كان زمانها قاعدة في حضن أدهم، ومبسوطين.

أدهم فوقها من خيالاتها وهو بيقولها: لو سمحتي هاتيلي أشرب.

سلمى قامت بسرعة عشان تجيبله المياه، وجابت كوباية المية، وإدتهاله.

أدهم: حطيها على الكمودينو.

سلمى حطتهاله، ومشيت راحت قعدت مكانها على الكنبة.

سلمي فضلت مرقباه، وهو بيشرب، وبرضه عينه على الشغل، ومركز جدا.

سلمى قامت من على الكنبة، وراحت طلعت على السرير عشان تشوف هو بيعمل إيه؟

حاولت تفهم أي حاجة مفهمتش.

سلمى: أدهم هو لسة كتير لحد متخلص؟!!

أدهم: أيوة.

سلمى هزت راسها، وقامت من على السرير.

دخلت الحمام عشان تاخد شاور.

سلمى خرجت من الحمام لافه بشكير على جسمها.

قعدت على كرسي التسريحة، وفتحت الدرج خرجت مرطب البشرة.

دهنت بالكريم على إيديها، وعلى رجليها، وقعدت تدعك لحد ما الكريم إختفى.

أدهم كان مراقبها من تحت لتحت، لكن هي كل ماتبص عليه تلاقيه مركز في شغله.

سلمى شغلت السيشوار عشان تنشف شعرها.

أدهم: شغلي الزفت ده جوا، عندك مراية في الحمام، أنا مش عارف أشتغل!!

سلمى طفته بسرعة، وشالت الفيشة. ومسكت المشط، وسرحت بيه شعرها.

بعد ما خلصت دخلت أوضة اللبس.

لبست بيجامة نوم التيشيرت بمبى، وفيها فراشات بيضا، وشورت قصير لونه أبيض.

خرجت من أوضة اللبس، وراحت قعدت على الكنبة، وشغلت التليفزيون على الهادي عشان أدهم يركز في شغله.

أدهم كان خلاص تركيزه بقى في حاجة تانية.

من بعد ما خرجت بالمنظر ده من جوة.

هو مبقاش عارف يشتغل.

بس طبعا مش مبينلها أي إهتمام.

أدهم قفل الكمبيوتر، وقام من على السرير.

خرج برا الأوضة خالص، وقعد على كنبة الأنتريه اللي برا.

سلمى إتحرق دمها من التجاهل اللي بيعاملها بيه، وعلت صوت التليفزيون عشان تفصل شوية، ودماغها تهدا من التفكير.

من كتر الدوشة اللي في دماغها راحت في النوم على نفس وضعها.

بعد شوية دخل أدهم شافها نايمة على الكنبة ميل، وشالها نيمها على السرير.

أدهم قعد جنبها يكمل شغله على اللاب توب، وكان تفكيره كله في اللي حصل، وبرضوا معرفش يركز في شغله.

أدهم قام خرج برا الجناح، ودخل أوضة التمارين بتاعته اللي حاطط فيها كل الأجهزة الرياضية اللي بيلعب عليها، وقعد يلعب على الأجهزة لحد ما جسمه كله جاب عرق من كل ناحية.

أدهم خرج، وراح على أوضته وهو بيصب عرق.

دخل الحمام على طول عشان ينزل تحت الدش.

سلمى صحيت على صوت المية، وكانت بتحاول تفتح عينيها.

خرج أدهم من الحمام لقاها صحيت، وعمل نفسه مش شايفها.

وبعدين بصلها كانت عينيها مليانة دموع.

أدهم: أنا جعان ما تقومي تعمليلي حاجة اكلها، بدل ما إنتي قاعدة كده!!

سلمى قامت من سكات، وهي بتتحرك ضهرها وجعها جامد.

أدهم خد باله، وجري عليها يسندها عشان ترجع تقعد على السرير.

أدهم: خلاص إرتاحي إنتي، وأنا هكلم الحاجة زينب تعملي أكل.

سلمى: لأ أنا اللي هروح أجهزلك الأكل بدل قعدتي دي.

ادهم مردش عليها، ومسكها نيمها على بطنها.

سلمى: أدهم إنت بتعمل إيه؟!

أدهم فتح درج الكمودينو، وجاب الكريم بتاع الكدمات، وقعد يدهنلها بالكريم لحد ما إختفى، وغطاها كويس.

سلمى: على فكرة أنا بعرف أدهن لنفسي، متبقاش تتعب نفسك.

أدهم: مين قال إني تعبان، لما أموت إبقي إعملي إللي إنتي عايزاه.

سلمى: بعد الشر عليك متقولش كده تاني.

أدهم قام، ونزل على المطبخ أمر الخدم يجهزوا الأكل.

قعد أدهم على الكنبة تحت في الريسبشن مرضيش يطلع لسلمى عشان ميضعفش قدامها، والصراحة هي كانت وحشاه أوي.

لكن هو بيعاقبها، ولسه العقاب مخلصش.

جرس التليفون رن، والمتصل صالح دراعه اليمين.

أدهم: خير يا صالح فيه إيه؟!

صالح: أدهم بيه… مدام سكينة والدة حضرتك… تعيش إنت.

الشقة ولعت وهي كانت جواها.

أدهم سكت شوية، وملامحه كانت جامدة، وبعدين رد على صالح.

أدهم: طيب أنا جاي.

أدهم خرج من القصر، وركب العربية، وفضل سرحان، ومستغرب نفسه إنه مش حاسس بأي مشاعر!!

وصل العمارة، ونزل من العربية، وبص على الشقة اللي خارج منها دخان إسود طالع للسما.

دخان لون السواد اللي حطته في قلبه من ناحيتها.

أدهم واقف عينيه ثابتة، وشريط ذكرياته الإسود معاها بيعدي قدام عينيه بكل التفاصيل.

أدهم لقى صالح بيطبطب على كتفه، وبيعزيه.

صالح: الشرطة، والمطافي بيقولوا إنه ماس كهربائي.

عرفت كمان من البواب إن الست والدتك… مكنتش لوحدها كان فى راجل معاها.

بس للأسف الجثث ملهاش أثر.

أدهم بص لصالح شوية وبعدين قاله: رينا يرحمهم، يلا تصبح على خير!!

أدهم قال كده، وركب العربية، ومشي.

صالح فضل باصص عليه بإستغراب لحد ما مشي بالعربية.

أدهم كان طول الطريق سرحان في الذكريات.

شايف طفل صغير مربوط بالحبل في الكرسي.

وبيبص على مشهد قذر إجباري.

لما كان يلف وشه كانت الأقلام تنزل عليه لحد ما يرجع يبص تاني.

مشهد مبيفارقش خياله من أكتر من عشرين سنة.

أدهم كان سرحان كده، والذكريات بتهاجمه، ومشافش العربية اللي جاية من بعيد سواقها عمال يديله إشارة.

أدهم مخدش باله غير في آخر لحظة.

حاول أدهم ميخبطش في العربية، والحمد لله ربنا نجاه في آخر لحظة.

وقف العربية على جنب الطريق.

نزل عشان يهدي شوية من لحظة الرعب اللي عاشها.

أدهم حط إيده على قلبه، وقعد يكلم نفسه إنه لو فضل يفكر في اللي فات هيتعب، وأحسن حاجة يعملها إنه ينسى الماضي، ومرار الماضي.

ركب العربية، وبيبص في الكنبة وراه لقى شنطة.

إفتكر إن دي الشنطة اللي كانت مع سلمى يوم الحادثة.

أدهم جاله فضول يفتح الشنطة لقى قميص رجالي شيك جدا، وكمان لقى فيها البرفان اللي بيحبه، ولقى خاتم رجالي ذوقه عالي جدا.

كمان شاف رسالة كانت سلمى كتبتهاله بعد ما إشترت الحاجة، وكانت حطاها في الشنطة.

كانت سلمى بتقوله: القميص ده مكان القميص اللي إتقطع، والبرفيوم ده عشان إنت بتحبه، أما الخاتم لما شفته حسيت إنه معمولك إنت.

إنت حبي الوحيد، حب عمري.

أدهم قرأ الرسالة دي، وإبتسم إبتسامة واسعة، وحس كإنها قدامه، وبتطبطب عليه في وجعه حتى وهي بعيد!!

أدهم تخيل للحظة إن لو كان جرالها حاجة في اليوم ده، وبعدها شاف الرسالة.

أدهم قال: لأ بعد الشر عليها ربنا يباركلي في عمرها، ويخليهالي يارب.

ركب العربية، وراح أوام القصر، ودخل كان القصر مضلم، طلع بسرعة على السلم.

دخل الجناح كانت سلمى صاحية، وكانت هتتجنن عليه، ورايحة جاية في الأوضة من كتر القلق.

سلمى: كنت فين يا أدهم؟ حرام عليك وقفت قلبي.

أنا عمالة أرن عليك، وإنت مبتردش!!

أدهم حط الشنطة على الكمودينو، والمفاتيح.

أدهم: سلمى خديني في حضنك.

سلمى بصتله، وشافت وشه متغير، والتعب باين أوي على وشه.

فتحتله دراعاتها بسرعة، وإترمى في حضنها، وقعدت تطبطب على ضهره.

سلمى: مالك يا أدهم إيه اللي حصل؟!!

أدهم: إوعي تسيبيني أنا مقدرش أعيش من غيرك.

سلمى: أنا عمري ما هسيبك يا حبيبي.

فضل أدهم في حضن سلمى، وناموا بعد كده نوم عميق.

صحيت سلمى، وكانت هتنزل من على السرير لقت أدهم كمان صحي.

أدهم: صباح الورد على حب عمري.

سلمى: صباح الفل على عيونك يا حبيبي.

أدهم: لسة الكدمة اللي في ضهرك تعباكي؟

سلمى: شوية، قولي بقى إنت كنت فين إمبارح؟!

أدهم إتعدل، وسند ضهره على السرير، وملامحه إتغيرت.

أدهم: كنت بشوف شقة من الشقق اللي عندي إتحرقت باللي فيها.

سلمى إتخضت، وشهقت من الصدمة!!

سلمى: إنت بتقول إيه؟ إزاي ده حصل؟

مسكت إيديه، وقالت: إنت جرالك حاجة؟

أدهم كان شايف لهفتها، وخوفها عليه.

قال: مش أنا اللي جرالي… سكينة ماتت يا سلمى.

شهقت سلمى، وحطت إيدها على بوقها، وهي مش مصدقة، ومصدومة!!

سلمى: ربنا يغفرلها، ويرحمها.

سلمى صحت الوحش اللي جوا أدهم اللي لما سمعها بتترحم عليها إتحول، ومسك سلمى من دراعها جامد،

وقال:سلمى دي مينفعش نطلب لها الرحمة أنا مش مسامحها، وهقف أنا، وهي قدام ربنا، وهاخد حقي منها.

سلمى كانت مفزوعة وهو بيتكلم كده.

سلمى: طب سيب دراعي يا أدهم وجعتني!!

سلمى خدت راسه بين دراعتها، وباست دماغه، وقالت: طيب إهدى خلاص.

الغريبة إنه هدي في لحظة، وإستسلم لحضنها، وقعد يكلم نفسه إنه غبي عشان لسة عايش في الماضي، وهو مع ست بتحبه، وترعاه، وحطاه في عينيها.

قرر إنه لازم ينسى عشان يعرف يعيش حياته مع مراته اللي بيحبها، وبتحبه، وينسى كل المرار اللي عاشه.

أدهم لف إيده على وسطها، وحضنها جامد.

حس فجأة إن كل الحمل اللي على أكتافه راح خلاص!!

لتكملة القصة اضغط الزر بالاسفل



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى