متى يكون الوجه المستدير علامة مرض؟

الوجه المستدير وتغيرات الهرمونات
في بعض الحالات، قد يكون الشكل المستدير للوجه علامة على اضطرابات هرمونية تؤثر على توزيع الدهون والسوائل في الجسم. من أبرز هذه الاضطرابات زيادة إفراز هرمون الكورتيزول، الذي يمكن أن يحدث نتيجة الإصابة بمتلازمة كوشينغ. في هذه الحالة، يظهر الوجه بشكل ممتلئ ومستدير بشكل غير طبيعي، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بأعراض أخرى مثل ضعف العضلات، زيادة الوزن في الجذع، وارتفاع ضغط الدم.
إذا لاحظ الشخص تغيرًا مفاجئًا في شكل وجهه ليصبح أكثر استدارة مع تورم خفيف حول الخدين والعينين، فقد يكون من الضروري إجراء فحص لهرمونات الغدة الكظرية. هذه التغيرات لا تكون تجميلية فقط، بل تعكس خللًا داخليًا يتطلب التشخيص والعلاج المبكر لتجنب المضاعفات المرتبطة بزيادة الكورتيزول في الجسم.
الوجه المستدير واحتباس السوائل
أحيانًا يكون امتلاء الوجه نتيجة لاحتباس السوائل في الجسم، وهو ما يحدث نتيجة لمشكلات في الكلى، الكبد، أو حتى القلب. عندما لا يستطيع الجسم التخلص من السوائل الزائدة بكفاءة، تتراكم في الأنسجة، خاصة في الوجه والأطراف. هذا التورم قد يعطي للوجه مظهرًا مستديرًا ومنتفخًا خاصة في الصباح أو بعد النوم.
في حال كان الوجه المستدير مصحوبًا بانتفاخ في القدمين أو اليدين، أو ظهور علامات مثل التعب المستمر أو ضيق التنفس، فمن الضروري استشارة طبيب مختص لإجراء فحوصات للكشف عن وظائف الأعضاء الحيوية. هذه العلامة قد تكون أول تنبيه لوجود مشكلة صحية تستدعي الاهتمام.
الوجه المستدير واستخدام أدوية الكورتيزون
الوجه المستدير قد يكون من الآثار الجانبية الشائعة لاستخدام أدوية الكورتيزون أو الستيرويدات لفترات طويلة، خاصة عند استخدام جرعات عالية لعلاج أمراض مناعية أو التهابات مزمنة. هذه الأدوية تؤثر على توزيع الدهون في الجسم، وتؤدي إلى تراكمها في مناطق معينة مثل الوجه والرقبة والظهر، مما يعطي الوجه شكلًا ممتلئًا يُعرف طبيًا باسم “وجه القمر”.
إذا لاحظ المريض تغيرًا في شكل وجهه بعد فترة من بدء العلاج بالكورتيزون، فعليه مراجعة الطبيب لتقييم الجرعة والتأكد من أن الفوائد تفوق الآثار الجانبية. في بعض الأحيان يمكن تعديل الخطة العلاجية لتقليل هذا التأثير أو التخفيف منه من خلال تغييرات في النظام الغذائي وممارسة الرياضة.
الوجه المستدير وقصور الغدة الدرقية
قصور الغدة الدرقية من الحالات التي تؤدي إلى تغيرات في الشكل الخارجي للجسم، من ضمنها الوجه المستدير. بسبب بطء عمليات الأيض، يحتفظ الجسم بالسوائل والدهون بسهولة أكبر، مما يؤدي إلى امتلاء في الوجه وانتفاخه تدريجيًا. هذه التغيرات تكون عادة مصحوبة بأعراض أخرى مثل زيادة الوزن، الشعور بالخمول، تساقط الشعر، وجفاف البشرة.
إذا كان امتلاء الوجه يتزامن مع هذه الأعراض، فقد يكون مؤشرًا على اضطراب في وظائف الغدة الدرقية. فحص بسيط للهرمونات الدرقية يمكن أن يحدد المشكلة، ويبدأ الطبيب بوصف العلاج المناسب الذي غالبًا ما يؤدي إلى تحسن ملحوظ في الشكل العام للوجه والوظائف الحيوية الأخرى خلال فترة قصيرة.
الوجه المستدير وتكيس المبايض
عند النساء، قد يكون الوجه المستدير أحد العلامات المرتبطة بمتلازمة تكيس المبايض، خاصة إذا كان مصحوبًا بزيادة ملحوظة في الوزن أو دهون الوجه والجسم العلوي. هذه المتلازمة تسبب خللاً في التوازن الهرموني وتؤدي إلى زيادة إفراز الأندروجينات، ما يغير توزيع الدهون في الجسم ويؤثر على المظهر الخارجي.
قد تلاحظ المرأة أيضًا تغيرات في الدورة الشهرية، أو ظهور حب الشباب، أو نمو شعر زائد في مناطق غير معتادة. في هذه الحالة، يكون من الضروري زيارة طبيبة نسائية أو غدد صماء لتشخيص الحالة وبدء خطة علاجية تهدف إلى إعادة توازن الهرمونات وتحسين المظهر والصحة العامة.
الوجه المستدير وأمراض الكبد
عندما يعاني الكبد من خلل في وظائفه، قد تظهر علامات خارجية على الوجه من ضمنها تورم أو استدارة غير مفسرة. أمراض الكبد مثل تليف الكبد أو التهاب الكبد قد تؤدي إلى احتباس السوائل أو تغير في توزيع الدهون، مما يظهر على شكل انتفاخ خفيف ومستمر في الوجه.
يصاحب هذا النوع من التغيرات عادة أعراض إضافية مثل اصفرار الجلد والعينين، إرهاق دائم، غثيان، أو تغير في لون البول. لذلك، إذا كان الوجه المستدير يأتي مع علامات مشابهة، فإن استشارة طبيب مختص في أمراض الكبد وإجراء الفحوصات الدموية أمر لا بد منه لتشخيص الحالة بد






