قصص رومانسية

أنت زوجي

في واحد من دكاكين الحلويات 

دخلت بنت قصيرة بشعر بني حرير وعيون زرقا، عامله شعرها ضفيرتين وباين عليها البراءة، حطت الشنطه بتاعتها على الكرسي.

صافي بحزن: أنا زهقت يا سمر هنعمل إيه مع الراجل اللي إسمه منصور صاحب العمارة، بقى معقولة البيت يبقى بتاعنا وندفع له فلوس.

 شالت سمر مريله الشغل من عليها كانت لابسه بنطلون جينز لونه أزرق وفوقه قميص لونه أزرق وكانت بنت أموره جدا، بشرتها بيضا وعيونها بني.

 حطت سمر الكيكه اللي في ايديها في تلاجة العرض، وقربت جنب أختها وقعدت جنبها.

 سمر: بالراحة على نفسك يا صافي أنا هقدر أتصرف مع الناس اللي زيي دول، وبعدين هو مالوش ذنب الرك على عمنا اللي بيعمل كده في بنات اخوه.

 حطت صافي ايديها تحت دقنها كانها بتفكر وقالت: وأحنا هنعمل إيه، هنجيب الفلوس اللي هو عايزها دي منين، المحل بالعافيه بيطلع لنا فلوس ويمكن أقل من اللي إحنا بنحتاجه، وعندنا كمان إيجار المحل.

سمر بضحكة جميلة: زي ما بنعمل كل شهر يا فالحه، المهم دلوقتي تخلي اهتمامك كله بمذاكرتك وبس، ثانويه يعني مافيش دلع وسيبيني أنا أتصرف في المواضيع دي.

 قامت صافي حضنت أختها سمر: سمر عايزه أطلب منك طلب معلش يعني حقك عليا.

 سمر: قولي يا لمضة.

 صافي: أنا طالبه منك فلوس عشان درس الكيمياء بس لو مفيش خلاص، أنا هتصرف.

 سمر: لا والله هتعملي إيه يعني.

 صافي: هقف على ناصيه الشارع واشحت دول بيكسبوا دهب يا بنتي.

 خبطت سمر صافي على كتفها وبصوت جاد: أتفضلي حالا على البيت روحي اعملي الاكل.

في مكان نائي عن كل الناس وفي الصحراء جوه اوضه مجهزة زي اوضه العمليات فيها أجهزه كتير جدا، في نص الاوضه واقف شاب باين عليه القوه والهيبه، ماسك في أيده مقص طبي ومركز عشان يطلع طلقة من ظهر واحد.

 وبعد ساعه تقريبا خلصت الجراحة بيقلع لبسه الطبي والكمامه، ونقدر أن إحنا نشوفه دلوقتي ده هارون الديب من افضل دكاترة الجراحة.

 يبتسم هارون بسخريه ويطبطب على المريض اللي قدامه: حمد لله على السلامه بس للاسف هتفضل مشلول، بالشفاء.

يخرج هارون من غرفه العمليات ويلاقي حسام واحد من رجالته مستنيه بابتسامه ساخرة.

 حسام: كله تمام يا باشا.

 ياخد هارون إزازه الميه ويشرب منها ويصب الباقي على راسه، دي حاجه مش محتاجه سؤال انا هارون الديب، ما أتسألش سؤال زي ده، لو لف على دكاترة العالم كله مش هيرجع يمشي تاني، هنعمل إيه بس هو اللي غلطان مكانش ينفع يغلط مع اللي هيجيب نهايته.

 ابتسم حسام تظهر في ابتسامته غمازتين في وشه الأبيض وملامحه التركيه، وعيونه الزرقاء، وشعره الكستنائي اللي توهم أي حد يشوفه أنه شخص بريء مش المساعد الرئيسي لهارون الديب.

أكمل حسام: الطلعه الجايه بقى أمتي أن شاء الله.

 يقرب هارون صينيه الأكل اللي محطوطه قدامه اللي فيها الاكلة اللي بيعشقها وهي سمك مشوي على الحطب ويقول: النهاردة بالليل وجهز نفسك هنكون إحنا بس، مش عايز حد يعرف، يلا اقعد خلينا ناكل علشان نخلص يا ابني.

أبتسم حسام من الكلمة اللي دايما موجودة في بق صاحبه وبيقولها لكل الناس حتى لو راجل كبير، وقعد ياكل وهو بيوجه سؤاله لهارون.

حسام: ليه يعني منبلغش حد دي فيلا محمد عبد التواب وكل شهر بيحصل سرقة للخزنة، لغايه دلوقتي مش معروف الحرامي، ليه أخترت النهارده وكمان من غير رجالتنا.

يرجع حسام لورا ويمسح ايده ويخرج سيجارة ويولعها ويسحب منها نفس عميق: الفيلا دي كل شهر تحديدا في نفس اليوم تحصل سرقة، وده اللي بياكد لي ان الحرامي نفس الشخص وأنا بقى عايز اتعرف عليه، اما ليه هنروح من غير رجالتنا فاحنا بس هنروح نسلم على محمد عبد التواب هناخد الاوراق اللي تخصنا ونمشي.

 حسام بقلق: ربنا يستر.

وبالليل في فيلا محمد عبد التواب يعطل هارون كل أجهزة المراقبة ويدخل المكان ويشوف إضاءة بسيطة جايه من أوضه المكتب، يبتسم ويتأكد أن الحرامي موجود جوه، ويطلع هارون المسدس بتاعه يحط عليه كاتم الصوت وياخد نفس عميق ويطلق النار بدقة ناحيه غرفه نوم محمد عبد التواب، وهو عارف كويس قوي أن مافيش أي دكتور يقدر يساعد محمد عبد التواب إلا هو، وبعد كده نزل غرفة المكتب وشاور لحسام بالهدوء.

هارون: خليك واقف على الباب.

 قدر هارون أنه يحدد السارق من شكل جسمه الرفيع، والخوف والتردد اللي ظاهر على حركاته، دي بنت أيوه بنت.

ابتسم هارون وفضل يقرب منها بهدوء وبالراحة كان مستغرب إزاي لغاية دلوقتي ما جريتش وهربت، وقف وراها ونزل الماسك اللي كانت لابساه على وشها ويقع شعرها البني قدام عينيها.

 هارون بصوت جاد: يا سلام الحرامي طلع بنت، لا وكمان شعرها بني بس ما عندكيش خبرة قوي لدرجة أن من كتر الخوف وقفتى مكانك وما قدرتيش تهربي.

 لفت البنت وشها ويا ريتها ما لفت، بنت في منتهى الجمال أستغرب هارون من الإبتسامة اللي على وش البنت اللي بدأت تبصله كأنها بتحفظ ملامحه.

 البنت: مين قال أن أنا عايزة أهرب أنا كنت مستنياك، عايزه أشوفك، إنت مثلي الأعلى، كل حاجة بتعملها رائعة مفيش ولا غلطة.

 وقبل ما يستوعب هارون اللي بيحصل كانت البنت أخذت جزء صغير قوي من الفلوس اللي في الخزنة وحطيته في شنطتها ولفت عشان تخرج من الباب اللي بيودي على الجنينة.

 ويوقفها هارون: طب مش نتعرف الأول.

 تلف البنت ترفع أيديها تشاورله سلام: أنا سمر وأكيد هنتقابل تاني.

وبعد شهر في مكتب المأذون كانت سمر واقفة بتتابع كتب كتاب أختها صافي على صاحب مكتب المحاماة اللي بيشتغل فيه الاستاذ شريف الديب.

 كان ليه جسم طويل ولون بشرته قمحاويه ولحيه لونها مختلط بين السواد والبني وفيها عدد من الشعر الأبيض، رغم أن  هو صغير في السن كان هو بالنسبة ليهم الحل الوحيد عشان صافي مترتبطش بهارون الديب، فضلت تتابع إجراءات الجواز وشريف حاطط أيده في أيد واحد من الجيران اللي كان وكيل صافي، وبدأت تفتكر اللي حصل.

سمر وهي ماشيه في الشارع توقفها عربية كبيرة وينزل منها راجل ضخم الجسم، ويطلب منها أنها تطلع العربية عشان تقابل هارون الديب وما تفتكرش أي حاجه تانية غير أن هي بتفوق في مكان ما تعرفوش.

 سمر: إيه شغل الأفلام الأجنبية ده هو اللي الواحد ناقص.

 بعد شويه يدخل هارون من الباب ويفتح زرار النور بتبدا سمر تبص على المكان حواليها وبكل حسره تقول: يا عيني عليك يا سمر بقى أنتي بتسرقي علشان خاطر تدفعي فلوس المحل والبيت، إنما البرنس ده بيسرق عشان يعيش في قصر، يلا كل واحد بياخد نصيبه حرامي غلبان على باب الله زيي وحرامي مكوش علي الدنيا كلها.

يشاور هارون لسمر بصباعه أنها تسكت ويقعد على الكرسي اللي قدامها، ويحط رجل على رجل وسمر بتراقبه بقلق وقبل ما تفتح بقها ولا تنطق بأي كلمة.

 هارون بصوت قوي: صافي عبد التواب فاضل لها شهر بيبقى عندها 18 سنه بنت في ثانوية عامة متفوقة لا وكمان أموره أموره قوي.

 بلعت سمر ريقها بصعوبه: وحضرتك عايز إيه.

 هارون: من يوم ما اتقابلنا في فيلا عبد التواب وأنا عرفت أن أنتي الحرامي اللي بيجي كل شهر في نفس اليوم عشان يسرق، وبصراحه قررت أني أعرف معلومات أكثر عنك.

وبهدوء يخرج هارون صوره من جيبه: وبصراحه قابلت البنت الأموره الجميله دىه وأنا عايزها، تلزمني.

 كانت سمر هتتجنن إلا أنها حاولت تمسك أعصابها عشان تقدر تفكر، هي عارفه كويس قوي هي بتتعامل مع مين قناص مبيغلطش وحرامي محترف.

 سمر: بس صافي بنت صغيرة، وكمان هي مش هتقبل بالارتباط والجوازه ديه.

 هارون بابتسامه: لا برافو عليك وكمان عارفه اني ما ليش في الشمال، بس اعملي حسابك انا مش بطلب منك انا بأمرك وانتي تنفذي.

 حركت سمر راسها بابتسامه: طبعا اللي حضرتك تؤمر بيه.

 ترجع تاني سمر تفوق من تفكيرها، حتى أن هارون مجاش عشان يخطب صافي هو بس حدد ميعاد الفرح اللي هو النهاردة وما كانش قدامها غير أستاذ شريف أنه يساعدها عشان تقدر تطمن على أختها وتبعدها عن طريق هارون الديب.

 تنتبه سمر في جملة المأذون بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.

  فضلت تردد: الحمد لله الحمد لله.

 قربت منها أختها صافي وحضنتها: أنا مرعوبة من هارون ده تفتكري هيعمل إيه لما يعرف، والفرح اللي هو عمله النهاردة يبوظ.

 تطبطب سمر على ضهر أختها: انا مش عايزاكي تقلقي طول ما أنا معاكي، وبعدين مين قال لك أن الفرح هيبوظ، خليكي انتي بس مع شريف بيه وهتكوني في أمان في بيته. 

وفي حي من الأحياء الراقية في 6 اكتوبر، فتح شريف باب الشقه وشاور لصافي أن هي تدخل، البنت الصغيرة تفكيرها مش قادر يستوعب المواقف اللي هي فيه معقوله هي دلوقتي مرات شاب أول مره كانت تشوفه عند المأذون، وبخطوات تقيله، بدأت تدخل صافي الشقة.

 دخل شريف وقعد على كرسي في الصاله وشاور لصافي: استريحي يا صافي تقدري تعتبري البيت من النهاردة بيتك.

صافي بقلق وتوتر: أنا متشكره لحضرتك جداً على مساعدتك لينا.

كان شريف بيبص لصافي البنوتة الجميلة اللي قدامه ووشها الأبيض وخدودها اللي زي التفاحتين وبشرتها البيضا، وشعرها الناعم الجميل وبدأ يفوق لنفسه: ايه اللي أنت بتعمله ده يا شريف.

 شريف يتكلم بصوت جاد: بصي يا آنسه صافي أختك سمر قبل ما تكون شغاله عندي أنا بعتبرها صديقه، وبمجرد ما طلبت مني أني أساعدها ما ترددتش لحظة، رغم أن العقل والمنطق بيقول اللي أنا عملته ده جنان انا راجل مرتبط وخطوبتي أخر الشهر، بس ده ممعنيش ولو للحظه أني اساعدكم، أنتي هتفضلي قاعدة هنا معززه مكرمه كل طلباتك مجابه، وطبعا الخروج ممنوع مش محتاج أعرفك ليه، وارجوكي مش عايز أي حد يعرف بموضوع الجوازه دي لان أنتي كده هتضريني وهتأذيني في حياتي.

حركت صافي رأسها وهي بتبص على الأرض وبصوت واطي: طبعا اللي حضرتك تشوفه، أنا مش هطلع من هنا غير لما الموضوع يخلص، وأكيد محدش هيعرف ان أنت جوزي.

الكلمه اللي قالتها صافي كان واقعها شديد قوي على شريف وكان حاسس معاها بمشاعر وأحاسيس ما كانتش موجوده ما بينه وما بين خطيبته، كان عارف ان اللي بيحس بيه وبيكلم بيه نفسه ده غلط، نفض شريف الكلمة من دماغه وقام وقف: برافو عليكي أي حاجه تعوزيها كلميني ولو ما ردتش عليكي في وقتها ما ترنيش مره تانية.

وفي الفندق الكبير اللي فيه الفرح تقف سمر في جناح هارون بعد ما رجالته جابوها من اوضه نومها، وتشاور له بايديها بأنه يهدا وترجع خطوات لورا وهي في قمه رعبها.

 سمر: حضرتك بس بالراحة كده وكل حاجه هتبقى تمام، أنا وأختي ما لناش أي لازمه المهم حضرتك وصحه حضرتك دي حاجة تافهه ما تستاهلش، أنت بتبصلي كده ليه أنت هتعمل إيه.

 وبكل شر يبتسم هارون: يعني صافي هربت لا وكمان اتجوزت حد ثاني.

 سمر: يا باشا انا قلت لك صافي دي عيله واطيه أنت اللي صممت عليها، بس هتعمل ايه دلوقتي يا باشا في الناس اللي موجوده تحت، دي مصيبه لو الصحافة سمعت خبر أن عروسه هارون هربت يوم الفرح.

 يبتسم هارون وبخبث وشر: لا مين قال كده مهي عروستي حبيبتي واقفة قدامي أهي.

 تخيل هارون أن سمر هتنهار وتعيط وترفض إلا أن هي أبتسمت ابتسامة كبيرة قوي وقربت عليه وحضنته: معقوله يعني أنا هبقى العروسة يا فرحتي ياهنايا، طب هطلع بقى أجهز والبس الفستان.

كانت صافي زهقانه وهي لوحدها في البيت الكبير، فضلت تاكل وهي عماله تتفرج على شاشه التلفزيون الكبيرة اللي قدامها.

 صافي: تخيلي يا بت يا صافي شاشة التلفزيون دي أد شقتنا كلها، بقى أنتي يا صافي القمر تعيشي في حق قد كده، وهو ساكن هنا، أنا خساره في الفقر .

وتقوم صافي من على الكنبه وبابتسامة كلها خبث تروح على اوضه نوم شريف تفتح الباب وتتحرك جوه الاوضه تفضل تلف، وعماله تتخيل أحلام رمت نفسها على السرير وشده المخده اللي بينام عليها، فضلت تشم في ريحه البرفان اللي على المخده.

 صافي: جوزي قلبي معقولة أنا أسيبك تتجوز غيري، لا وكمان ننفصل ده مش هيحصل ابدا، أنا مش هخرج من البيت إلا على جثتي، أنا ما حدش يقدر يقرب لجوزي.

 وتبتسم وهي عماله تردد كلمة جوزي، جوزي وفضلت صافي تتنطط على السرير زي العيله الصغيره وراحت عند الدولاب فتحته وطلعت قميص من قمصان شريف.

 صافي: القميص الأبيض ده هياكل مني حته يلا البسي يا بنت يا صافي وفرحي جوزك.

 وفي الفندق اللي فيه الفرح، فرح هارون الديب، كانت سمر منبهرة بجمال الفستان اللي كان عليها زي القمر، وبدأت خبيرة التجميل تجهز سمر وحطت على راسها تاج من الماس خلي شكلها زي أميرة من الأميرات.

خبيرة التجميل: اللهم بارك زي القمر يا عروسه.

 بصت سمر لنفسها في المرايه وبأيد مرتعشه شالت التاج وفكت البنس اللي في شعرها ليقع شعرها الناعم على ظهرها.

 سمر: أنا أسفه على تعبك معايا بس أنا كنت ناوية على حاجة، وعد ما بيني وما بين ربنا ولازم انفذه، لو سمحت لبسيني الحجاب وبعد كده حطي التاج.

 ومتخصصة التجميل: اللي حضرتك تشوفيه.

 يدخل هارون بعد ما سمر خلصت تجهيزاتها ويبص لها بنظرات فاحصة حب فكره الحجاب، هو إنسان غيور جدا. 

هارون: جميلة جداً وده شيء غير مقبول في حق زوجة هارون الديب امسحي كل المكياج ده.

 تحرك سمر رسها بالرفض: مستحيل كله إلا المكياج أول مره احطه في حياتي مش همسحه لو على جثتي.

 هارون: وماله يبقى على جثتك، كلها دقايق وهتكوني على أسمي، وأسم هارون الديب مش أي حد يشيله ،وبعدين انا حر أنتي بتاعتي أعمل اللي أنا عايزه.

سمر بحرقه وقهره: حرام عليك ده أنا عروسه وهو أنا هتجوز كل يوم. 

في بيت شريف

رجع شريف البيت بالليل متاخر وكان خلاص الفجر قرب يأذن كان البيت ظلمه، حمد ربنا أن صافي نايمه لأن وجود البنت دي معاه في البيت مشكلة كبيره، فهي هتخليه يحس بحاجات وبتحرك جواه مشاعر متنفعش.

 فتح إضاءة خفيفة وراح على اوضه نومه إلا أنه وقف فجاة لما لقى صافي نايمه علي الكنبه اللي في الصاله، قرب منها ولاقها متغطيه بالغطا بتاعه وحضنه مخدته.

بشكل لا أرادي قرب منها ولمس خدها كانت اللمسه دي كفيله انها تهزه من جواه قام بسرعه ونادي على صافي.

 شريف: صافي اصحي.

 اتعدلت صافي من نومتها، ويا ريتها ما كانت صحيت لقاها لابسه قميصه وكان شكلها جميل جدا.

 بدأت صافي تتمطع: إيه يا شريف في حاجة.

 خد شريف نفس عميق هو مش محتاج حاجة أكثر من إسمه اللي هي ندهته بيه، وعايزها تندهه بيه أكثر من مره، وبدأ يفتكر هو كان بيناديها ليه.

شريف: أنتي نايمه في الصاله ليه أنتي مش مستريحه في الاوضه اللي جوه؟.

 صافي وهي  بتتاوب وتتمطع: لا أبدا الاوضه كويسة، بس أنا مش بعرف أنام لوحدي، كانت على طول سمر موجودة جنبي، فقلت أنام هنا عشان أبقى قريبه من اوضتك.

حاول شريف يغير الموضوع لأنه خلاص ما كانش قادر يحتمل طريقتها ودلعها وأسلوبها في الكلام.

 شريف: أنا عاوزه أكل.

 نطت صافي من مكانها: دقايق ويكون الأكل عندك أنا بعرف أطبخ كويس قوي، عرفت من آخر قصة أن بطل القصة كان بيحب السمك المشوي على الحطب، عشان كده عملتلك سمك بس مش على الحطب بقى، ومشيت و سابته وراحت تجهز الأكل.

أما شريف اتنهد: ده مش أنا اللي بحب السمك المشوي ده هارون.

قلع شريف جاكيت البدله وفك زراير أكمام القميص ورفعوا، ودقايق وكان الأكل على ترابيزه السفره.

 صافي: يا رب الأكل يعجبك.

 شريف وهو بيدوق أول لقمه: الله ده جميل قوي يلا تعالي كلي معايا، أنا قلت اعدي عليكي أشوفك لو محتاجه حاجة قبل ما أمشي.

 صافي بتوتر: تمشي فين هو مش أنت عايش هنا!.

 شريف: لا أنا مش عايش هنا، أنا عايش في شقه تانية مع أمي.

كمل شريف أكل ما كانش واخد باله من صافي اللي كانت عماله تتشحتف وبتعيط بصوت مكتوم رفع عينه عشان يشوفها.

 شريف: مالك فيكي إيه؟.

 صافي وهي بتمسح دموعها وتتشحتف: بقى أنا بقولك ما بعرفش أنام في اوضة لوحدي تقوم تسيبني في شقه طويله عريضه اقعد فيها لوحدي، والنبي يا شريف خليك قاعد معايا أنا ما اقدرش أقعد هنا لوحدي.

 وبدون مقدمات رمت صافي نفسها في حضن شريف، اللي كان مصدوم ومش عارف يتصرف، في نهاية الامر أستسلم  لإلحاحها الشديد، لمس شعرها وبصوت هادي: خلاص بطلي عياط هقعد معاكى.

تتعدل صافي وتمسح دموعها وتمد أيديها لشريف: رجلي مش شايلاني أرجوك شيلني لغاية الاوضه.

 شريف: نعم، إنتي بتقولي إيه؟.

 صافي: بقول لك شيلني لحد الاوضة.

 شريف في سره: يا نهار مش معدي . 

وبعدين يعلي صوته:حاضر أما نشوف اخرتها.

بعد فرح هارون الديب ما خلص، اللي كان يعتبر فرح بالاكراه، كل الناس كانت خايفه منه ومن نظراته حتى عروسته.

 طلع هارون وسمر للجناح الخاص بيهم، بمجرد ما دخل رمى ديل الفستان بتاعها علي الارض ورزع باب الجناح جامد، بصت ليه سمر بغضب: فرح ده ولا كان جنازه.

 دخلت سمر تغير لبسها وتقلع الفستان وبدأت تلبس البيجامه بتاعتها، خلصت لبس البنطلون ولسه بتلف عشان تلبس التيشرت اللي فوق، أتسمرت مكانها لقت هارون قاعد على السرير، وبيشاور لها انها تكمل لبس.

اتصدمت سمر ازاي قدر يدخل الاوضة من غير ما تحس بيه وهي بنفسها قافله باب أوضه النوم بأيديها وسيباه ف الصاله،جريت سمر على الحمام وقفلت الباب.

 خبط هارون على الباب وبنفاد صبر: افتحي الباب اخلصي عاوز أدخل.

 سمر: انت عاوز ايه،علي فكرة أنت مش محترم .

 هارون: عايزه اعمل زي البني أدمين اخلصي.

 ضحكت سمر ما كانتش تعرف أن دمه خفيف كده، خلصت لبس وخرجت.

 سمر: على فكره كان ممكن تستأذن ما كانش ينفع تدخل كده مره واحده.

 ما ردش عليها هارون ودخل الحمام وخرج وهو بينشف شعره بالفوطه بعد ما اخد دش سريع، ومسك التليفون وطلب من الاستقبال تحضير العشا .

سمر: هو حضرتك يعني قررت الإنفصال يبقى امتى.

 هارون وهو بيبص للمرايه وبيسرح شعره: أنتي ما تعرفيش أن الجواز لو كان متحدد بوقت معين يبقى جواز باطل، وبعدين ريحي نفسك أنا ما عنديش نية للانفصال.

 سمر في نفسها: لا ما شاء الله حرامي ويعرف في الدين كمان .

طلع الأكل وبدأ هارون ياكل وسمر قاعدة بتتفرج عليه، وبعد ما خلص مسح أيده وراح عند الكنبه وفرد جسمه ونام.

 سمر: هو أنت هتعمل إيه.

 هارون: هصطاد سمك هكون بعمل ايه يعني هنام؟، عدي يومك بدل مخليكي تنامي أنتي علي الكنبة وأنا أأنتخ علي السرير.

نطت سمر فوق السرير وبصوت عالي: يعني أنت مش ناوي تطلقني وكمان مش هتعيش معايا كزوج لا أنا ما اقدرش على العيشه دي، أنا لسه في ريعان شبابي.

كان هارون مصدوم من اللي سمر بتقوله، هو شاف كتير إنما بنت بالأسلوب والطريقة دي عمره ما شاف، اسلوبها وطريقتها، وجمالها طبعا خلى في حاجة اتحركت جوه هارون.

 سمر قعدت على السرير: عمال اقولك أنت قدوتي ومثلي الأعلى لا خلاص الصراحة كل حاجة اتدمرت. 

هارون بغضب وهو بيعصر أيده وبيشاور لسمر: مسمعش نفسك، اتنيلي نامي ولو سمعت صوتك هموتك، واستريح منك.

سكتت سمر ونامت على السرير وهي خايفه ومرعوبه من هارون، حاولت تنام وقعدت تعد في الأرقام بشكل عكسي يمكن تروح في النوم، وبعد فتره وهي مش عارفه تنام، والمكان جديد عليها، جت في دماغها فكره أن هي تروح تنام جنب هارون تحس جنبه بالامان، وبهدوء اتحركت على اطراف صوابعها وراحت قريب من الكنبه اللي هو نايم فيها.

 هارون: هو أنا مش قلت لك نامي واتخمدي وعدي اليوم ده على خير.

 سمر بغضب: ما انت صاحي اهو، وبعدين على فكرة أنت اللي هتندم.

 يرجع هارون يعدل نفسه على الكنبه: هارون الديب مفيش حد يجبره على حاجة إلا لما هو يعوز، وعلي فكرة مبندمش.

 سمر بغضب: تمام قوي بس ما تنساش إن إنت جوزي.

هارون بابتسامه صفراء: اه ما انا عارف إن انا جوزك.

 تاني يوم الصبح صحيت سمر على رنة تليفون بصت عشان تشوف مين اللي بيتصل وبعد كده قفلت التليفون خالص، بصت على الكنبه لقيت هارون مش نايم ولقيته واقف في الفرنده، قامت من على السرير واتحركت بالراحة لقيته بيتكلم في التليفون بدأت تسمع بيقول إيه.

 هارون: نفذ الله هقولك عليه بضبط، هنتقابل النهاردة الساعة إتنين بالليل في المكان اللي أنا بلغتك بيه، باي.

 قفل التليفون وبص بطرف عينه على السرير اللي لقاه فاضي أبتسم ابتسامه عريضه.

 أما سمر فركت أيديها في بعض وضحكت: الله ده شكل الموضوع هيبقى عنب.

 اتفزعت سمر من خروج هارون من الفرنده الا أنه مادهاش أي رد فعل على وقفتها.

 هارون: جهزي نفسك عشان هناكل ونرجع بيتي، كفايه قعدة هنا لحد كده.

 سمر بضيق: كفاية إيه هو إحنا لحقنا ده هي ليله اللي قضيناها هنا. 

ما ردش عليها هارون خد لبسه ودخل الحمام وقبل ما يقفل الحمام قال: عاجبني قوي طموحك.

 في بيت شريف

 بعد ليله طويله ونوم عميق ما كانش شريف عايز يفتح عينيه ويصحى من الحلم الجميل اللي هو فيه كانت صافي نايمه على صدره وحاطه أيديها عليه، وشعرها نازل مغطي أغلب وشها، مد أيده ورفع جزء من شعرها قرب منها عشان يستمتع بريحته الجميله، فجأه تنبه شريف من اللي هو بيعمله.

 شريف: إيه اللي بتعمله ده يا مجنون، دي مجرد عيلة صغيرة.

ويبصلها شريف ويكمل: بس متقلش عيله صغيرة. 

بدأت صافي تصحى وتتمطع، وحاول شريف يرجع لوقاره وهيبته، وشال ايديها من عليه: يلا بقى عشان أنا تاخرت قوي يا دوبك أخد دش والبس هدومي وانزل.

اتحركت صافي بدلال ودلع ولمست دقنه: أنت أمور قوي، يا ترى أنت شبه مامتك ولا باباك.

 كان شريف بيحاول يمسك أعصابه اللي قربت تتفرتك وحاول يتكلم بصوت جاد: لا أنا فيا شبه كثير من بابايا الله يرحمه يلا بعد أذنك عايز أنزل.

ابتسمت صافي واتحركت من جنبه، ونط شريف هربان منها ومن نفسه، وزادت ابتسامة صافي: الله عليك يا بنت يا صفصف، أصبر عليا يا شريف، مش أنت اللي على طول بتكتب القصص سيبني أنا بقى اللي اكتب القصه دي، دي هتبقي قصة حكاية.

 رمت صافي الغطا ونطت من على السرير جريت على المطبخ عشان تحضر الفطار، جهزت فطار سريع عباره عن جبنه وعصير وتوست وبيض اومليت، حطت الحاجة على الصينية وجريت على الاوضه، عشان تلاقي شريف خرج من الحمام ولبس هدومه واول ما شاف الفطار.

 شريف: إيه ده.

صافي: عامله فطار عشان نفطر إحنا الإتنين مع بعض.

 شريف: لا مش هلحق خالص، أنا ورايا حاجات كتير أوي أعملها عشان أنا مسافر كمان أسبوع.

 اتغيرت ملامح صافي للحزن وفي اقل من نص دقيقة انفجرت في البكاء.

 شريف برعب يقرب منها: في إيه بتعيطي ليه بس؟.

 صافي بدلع: معقوله هتسافر وتسيبني عشان خاطري خليني أروح معاك وانا مش هعملك أي مشاكل هبقى هاديه وساكته، ارجوك مش بعرف أقعد في حته لوحدي.

خد شريف نفس عميق، كل تصرفاتها بتأكد له انها عيله صغيره، وهو ولا حول ليه ولا قوة في التعامل معاها استسلم لإلحاحها.

 شريف: ماشي حاضر يلا تعالي ناكل وقومي البسي عشان ما فيش وقت يلا يا نونه يا صغيره.

 صافي بابتسامه ساحره: عايزين نعدي على السوبر ماركت نشتري حاجات عشان اعمل لك اكل رائع علي الغدا يا شريف.

 الله يرحم شريف من اللي هو فيه، ومن اللي أنتي بتعمليه فيه ابتسم شريف ابتسامه صفراء وخد لقمه كبيرة جداً ورماها في بقه عشان يتكتم ويسكت.

بالليل في بيت هارون الديب

 طلعت سمر على السرير وغطت نفسها كويس عشان ما حدش يشوف أن هي لابسه لبس خروج، دخلت الخدامه تبلغها ان هارون بيه بيقولها أنها تنزل عشان تاكل، وبصوت مرهق وتعبان تبلغ سمر الخدامه أن هي مش هتقدر تنزل عشان عايزه تنام، كانت الخدامه مستغربة جداً لان ده بالظبط اللي هارون بيه قال إن هي هتقوله، وخرجت الخدامه وقفلت الباب وراها.

بعد حوالي نص ساعه وسمر بتكمل تمثيليه النوم دخل هارون فتح الباب وبص عليها، وبعد كده دخل اوضه اللبس غير هدومه وبعد كده خرج وقفل الباب وراه وراح اوضه المكتب.

 قامت سمر من على السرير وشالت الغطاء من عليها في أقل من دقيقة خرجت من الباب الخلفي وراحت عند العربية، وقعدت في العربية من تحت في الكرسي اللي ورا.

وكان هارون راكب العربية وبدا يسوق وهو بيكلم حسام: يلا يا حسام أنزل دلوقتي.

 حسام في التليفون: هو مش إحنا كان اتفقنا على الساعة أتنين بالليل الساعه لسه دلوقتي عشرة. 

 هارون: كل حاجه اتغيرت، نتاخر ليه مدام كده كده الفيلا فاضيه وما فيهاش حد.

هارون في العربية كان بيسوق بسرعة شديدة جدا، وكانت سمر بتاخد كل خبطه وخبطه في دماغها وتاخد كل مطب وكانت بتحاول توطي صوتها وأنها ما تصوتش ولا تصرخ.

 سمر بنفاه صبر: ايه يا عم ما تسوق بالراحه شويه هي العمليه هتطير.

 يفرمل هارون العربية جامد وبغضب: أنت بتعملي إيه هنا.

 قامت سمر وهي بتحرك أيديها على راسها مكان الخبطات: خذني معاك والنبي وأنا والله مش هتلاقي ليه أي حس.

 شغل هارون العربية من غير ما يرد على سمر وفي أقل من نص ساعة كانوا وصلوا المكان اللي عايزينه، قصر كبير لواحد من رجال الأعمال الكبار، نزل من العربية وشاور لسمر: اللي أقول عليه يتعمل بالظبط وأي حاجة هتعمليها غلط هخلص عليكي.

 جه حسام وبص لسمر: إيه يا هارون هي الست هانم بتعمل إيه هنا.

 يشد هارون سمر عشان تمشي جنبه: عاوزه تتعلم يا سيدي، ركز أنت على اللي مطلوب منك وأنتي تقفي هنا ما تتحركيش.

 سمر بنصاحه: معلش يعني لو سمحت أقف هنا وأمنلك المكان وأنت تخش تكوش على كل اللي موجود، جبت الثقه دي منين.

هارون بغضب ونفاد صبر: بلاش غباء إحنا مش جايين ناخد فلوس اسكتي بقى ونفذي اللي أنا بقوله.

 سمر وهى بتبرطم: ولما هو ما فيش فلوس إيه اللي جايبنا هنا أصلا.

 دخل هارون وأول حاجة عملها أن وضع علامة مميزة اللي بيسيبها وراه دايما عشان تدل هو مين وراح لاوضه المكتب، كل اللي كان بيفكر فيه المستندات اللي جوه الخزنه، بكل هدوء ودقة حاول أنه يفتح الخزنه، وفجأه يلاقي صوت من وراه يطلع مسدسه ويلتفت للصوت، ويكتشف أن اللي واقفه وراه هي سمر.

 هارون: هو أنا مش قلتلك تقفي بره بتعملي إيه.

 تقدمت سمر خطوتين من غير ما ترد عليه، وخرجت أداه بسيطة من جيب بنطلونها وقفت قدام الخزنة وفي أقل من عشر ثواني كانت الخزنة اتفتحت.

 سمر بفخر: الموضوع مش مستاهل كل التعقيد اللي أنت عامله ده الموضوع بسيط، يلا شوف الأوراق اللي هتاخدها خلينا نخلص ونمشي من هنا.

 بصلها هارون وكان منبهر ومتعجب، البنت دي فيها حاجات كثيره قوي هو لسه مكتشفهاش، خد الأوراق اللي تخصه أما سمر فمدت أيديها عشان تاخد جزء من الفلوس اللي موجودة في الخزنة، ويمد هارون أيده ويمسك أيديها: انا قلت مش هنسرق فلوس.

 سمر: أنت مش خدت اللي أنت عايزه سيبني بقى أنا كمان أخذ اللي أنا عايزاه.

 وفجاه يظهر صوت سرينة الشرطة.

سمر: يا لهوي البوليس، إحنا ضعنا.

 هارون بثبات: لا يا حبيبتي انتي بس اللي ضعتي، مع السلامة.

وفي واحد من المحلات التجارية الكبيرة

 كانت صافي زي البنت الصغيرة يوم العيد وهي ماسكه في أيد شريف جامد كأنها بتقول لكل اللي حواليها أن الراجل ده بتاعي أنا، وقدام محل ملابس سيدات وقف شريف وصافي.

 شريف: اختاري كل اللي أنتي عايزاه، بعد ما خلصتي الثانويه هتدخلي الجامعة اختاري حاجات تكون مناسبة.

 هو ده كل اللي بتتمناه صافي أنها تعيش مستريحه مادياً وتبعد عن الفقر والعيشه اللي كانت عيشاها هي وأختها وقله الفلوس.

صافي: حاضر أوعدك مش هجيب حاجات كتير.

شريف: هاتي اللي أنتي عايزاه ومالكيش دعوه بالفلوس.

صافي: أنا متشكره قوي يا شريف انا بحبك قوي، زي حبي لسمر.

 الجزء الاولاني من الكلمة خلى شريف في حالة هيام، وقعت عليه الكلمة زي الصاعقه، بس الحلو ما يكملش اكتملت الصاعقه بالجزء الثاني من الجملة اللي كان شديد عليه، فوقته من الهيام اللي كان فيه.

شريف: خلصي الحاجة اللي عايزة تشتريها وهتلاقيني مستنيكي عند الحسابات.

خلصت صافي شرا الحاجة اللي كانت دايما بتحلم تلبسها كمان اشتريت حاجات لأختها سمر: أنا مبسوطه قوي أني جبت حاجه لسمر، أول ما تيجي أن شاء الله تزورني هديهالها، انا فرحانة اني هعرف ارد لها حاجه من اللي كانت بتعمله معايا.

أختارت صافي كمان طقم لشريف وبرفان على ذوقها بعد ما خلصت راحت للحسابات، فضلت تدور بعينيها على شريف بس ما لقيتوش.

قرب منها واحد من اللي شغالين في الحسابات وقالها: حضرتك بتدوري على شريف بيه هو مشي مع رغد هانم ودفع حساب حضرتك وقالنا أن إحنا نطلب لحضرتك عربية لحد البيت.

 صافي بصدمه: مشي!!.

 راجل الحسابات: ايوه يا فندم مع رغد هاني خطيبته.

في الناحية التانية

 زق العسكري سمر في الحبس وقفل الباب، سمر خايفه من شكل الستات اللي حواليها والمكان اللي هي فيه، قربت واحده من الستات ليها كان شكلها ست في غاية الإجرام: يلا يا بنت تعالي كلمي الريسة، ولا أنتي عايزانا نعمل الواجب معاكي.

 اتبدل تعبير سمر من الخوف للغضب الشديد.

 سمر: هي مين دي اللي يتعمل معاها الواجب يا ست منك ليها طب قربي مني وشوفي إيه اللي هيحصلك.

أتحركت الريسة وقربت من سمر وبالتالي رجعت الست الثانيه لورا خطوتين.

 الريسة: أنتي يا بت يا لمضه صوتك مش غريب عليا إنتي مين.

سمر: لا والله ما حصليش الشرف قبل كده يا أم سعد.

 الريسة: انا بقول الخلقه دي أنا شفتها قبل كده أنتي تعرفي إسمي منين.

 بلعت سمر ريقها بصعوبة هي عارفه كويس قوي مين هي ام سعد، ست بلطجية حاولت تاخد منها ايتاوه على المحل ووقفتلها سمر وصافي وضربوها في قلب الشارع.

 الريسة: أيوه أنا عرفتك إنتي سمر البومه اخت صافي التعبانه.

 شدتها سمر من شعرها، أنا أختي تعبانة يا بومه يا حرباية ده أنا هوريكي.

ما عداش دقائق وكانت سمر متعلقه في السقف في شبكه.

 سمر: ما هي مش جدعنه لما تتكاتروا عليا، يا شويه نسوان سكه.

تكمل سمر: أصبري عليا منك ليها ده أنا هوريكم بس أنزل بس.

ولا واحده عبرت سمر ولا ردت عليها فضلت سمر تشتم وتلعن هارون، اللي سابها اتقبض عليها.

افتكرت سمر اللي حصل.

سمر: انت بتقول إيه أنت ناوي تسيب مراتك يتقبض عليها كده عادي.

 مد هارون ايده على بق صافي اللي بدأ صوتها يعلى: اسكتي شوية بقى كده هنروح في داهية فعلا وهمشي وهسيبك تلبسيها لوحدك.

 حركت سمر راسها وشالت إيد هارون من على بقها: طب اتفضل يلا خلينا نمشي من هنا، وبعد كده نبقى نتحاسب يا ابن الأصول.

شدها هارون عشان تجري جنبه وقال: إيه العشم اللي واخدك ده، ده أنا ماعرفكيش غير من يومين بس.

 بصتله سمر بغضب، شدها هارون تاني عشان تكمل جري جنبه.

 وبعد خمس دقائق كانت خلاص سمر مش قادرة تتحرك من مكانها.

 سمر وهي بتنهج: أنا خلاص معدتش قادرة، شيلني على ظهرك الله يستر عرضك.

هارون بغضب: ليه ان شاء الله فاكراني باتمان، يلا بسرعة بدل والله همشي واسيبك.

 سمر بصدمه: لا ما تقدرش تعمل كده.

شاورلها هارون بايده سلام: سلام يا ست المحاميه، ويلف هارون ويسيبها ويجري.

رجعت سمر تشتم وتلعن في هارون، وتلعن أم سعد، ظبطت حجابها ومسحت العرق اللي عمال ينزل منها.

 سمر: متخليكي جدعه بقى يا أم  سعد ونزليني.

 أم سعد: أنا انزلك ده لا يمكن ابدا، ده أنا أحسن يوم في حياتي النهاردة.

 وشددت أم سعد نفس عميق من السيجارة اللي كانت في أيديها.

 سمر: يا ولية يا قادرة بقى بتشربي سيجاره كيف في الحجز.

 رمت أم سعد السيجارة من أيديها لما الشاويش دخل فجأه وبص في المكان.

 الشاويش: هي فين المدعوة سمر عبد التواب. 

سمر: أنا أهو متعلقه فوق.

الشاويش: انت ايه اللي مشعلقك فوق كده.

 سمر: قلت أغير جو نزلني بقى الله يستر عرضك.

قرب الشاويش ونزل سمر: يلا عشان سياده الضابط عايزك.

دخلت سمر اوضه الضابط ولقت قصادها هارون قاعد بكل هيبة ووقار وعظمة، ما قدرتش سمر تمسك نفسها وقربت عليه ونسيت المكان اللي هي فيه وزعقت.

 سمر: بقى أنا تسيبني وتهرب أش حال إنك جوزي، وبعدين قاعد ومجعوص قوي كده ليه إحنا في فسحة؟.

هارون بصوت جاد: اخرسي واتكتمي بدل ما أخلص عليكي واستريح من قرفك وزنك.

قعدت سمر في الكرسي اللي قصاده وهي حيرانه ومش فاهمه أي حاجة.

 سمر: لا ما تقولش أنت هتطلع في الأخر بتشتغل مع الشرطة وكل ده فيلم أجنبي.

 مسك هارون قلم من الأقلام اللي على المكتب وقعد يلعب بيه وهو بيبص لسمر ومبتسم.

 هارون: والله في حاجات صح في كلامك وحاجات تانية شطحتي فيها شوية، حته أن اللي إحنا فيه ده كان فيلم اه ده صحيح، اما موضوع اني بشتغل مع البوليس فده شطح منك شوية أنا دكتور بس.

كانت سمر محتارة اكتر ومش عارفه تستوعب اللي حصل.

 سمر: أنا مش عارفة استوعب أنت عايز تقول إيه.

 هارون: انا هقولك كل ما في الموضوع أن أنتي اجتزتي الإمتحان اللي أنا عملتهولك، واتقبض عليكي ودخلتي الحبس وبرضو منطقتيش بكلمه، يبقى أنتي كده تمام وفي السليم وهتبقي من رجاله هارون الديب.

سمر في حالة صدمة واندهاش: كل اللي حصل ده كان إختبار؟.

 سمر: يا فرحتي وبعد بقى مجتزت الإختبار هخرج من مصيبة السرقه اللي أنا متلبسه فيها ديه إزاي؟.

 هارون: ولا سرقة ولا حاجة البيت اللي إحنا كنا فيه ده بيتي، وأنتي مراتي يعني بيتك مفيش واحدة بتسرق بيتها، مجرد أوراق هتخلص وهتخرجي انا هقف بره استناكي.

 كانت سمر هتموت من الغضب والغيظ، هو بيتكلم بكل برود ولا مبالاة وهي هتنفجر.

 سمر: أصبري عليا يا هارون انا سمر تعمل معايا كده.

في بيت هارون الديب.

 كانت حنين بتحضر الأكل لزوجها حسام وأخوها هارون، كانت حنين على طول حاسه بالوحده والملل فهي على طول بين جدران البيت ما بتخرجش منه أبدا بسبب خوف هارون عليها، جهزت الأكل على ترابيزة السفرة وقعدت تستنى حد منهم يجي، ولا كالعادة هتقعد تاكل لوحدها.

 فضلت تبص على الساعة اللي عدت الساعة 12:00 الظهر، وبزهق مدت أيديها عشان تاكل لوحدها.

ويجي صوت من وراها: ريحه الأكل جايبه لحد الجنينه، عليكي شوية بيض.

ابتسمت حنين وجريت على زوجها ورمت نفسها في حضنه، ويحضنها حسام ويبوس راسها ويمسك أيديها ويرجعو تاني لترابيزه السفره.

 حسام: عمري ما قدرت أقاوم ريحه أكلك تسلم ايدك يا حنين.

بلع حسام لقمه البيض اللي كانت في أيده ومسح أيده وبصه على حنين ولمس أيديها.

 حسام: أنا جاي النهاردة مخصوص وعارف أن الأولاد في المدرسة وهارون مش موجود في البيت عشان كنت عايز أكلمك في حاجة مهمة.

بلعت حنين ريقها بصعوبة هي حاسه أن في حاجة، وللاسف قلبها بيقولها أنها مش حاجة كويسة.

حنين: اتفضل يا حسام قول اللي أنت عايزه.

خد حسام نفس وسكت شوية.

حسام: أعتقد أنتي فاكرة كويس يوم جوازنا يوم ما أنا اعترفتلك أن أنا مبحبكيش، فاكره أنتي يوميها قلتلي إيه؟.

كانت حنين بتبصله زي اللي مستني صدمة او مصيبة.

كمل حسام: كان ردك أنك ابتسمتي في وشي ابتسامة عمري ما هنساها وقلتيلي أن أنتي عارفة أن أنا مش بحبك بس يكفيكي إم إحنا اتجوزنا وأن أنتي بتحبيني حصل يا حنين؟.

حنين بتوتر: حصل يا حسام وأنا كنت بحبك ولسه بحبك وهفضل أحبك لآخر يوم في عمري.

 كلامها بيصعب الموقف ويخليه يحس بتأنيب الضمير اكتر، قرب منها اكتر ولمس أيده خدها. 

يكمل حسام: طب فاكرة ساعتها أنا وعدتك بإيه وأنتي وعدتيني بإيه؟، أنا وعدتك أعملك بكل مودة ورحمة وأنتي وعدتيني أن لو جه عليه اليوم اللي أحب فيه وقلبي يدق أني أجي أقولك.

 نزل الكلام على حنين زي الصاعقة فجأة ما بقتش داريه بالدنيا حواليها ولا شايفه حاجة، جه اليوم اللي كانت خايفة منه من سنين طويلة.

 حنين: كفاية مقدمات وقول اللي أنت عايز تقوله يا حسام.

 حسام وهو بيبلع ريقه: أنا قلبي دق يا حنين وحبيت بنت وعايز ارتبط بيها.

غمضت حنين عينيها هو ده اللي كانت متوقعاه، غصب عنها دموعها خانتها ونزلت على خدها.

حنين: وأنا لسه عند كلامي يا أبو صابر، أنا اللي هروح معاك عشان تتقدملها، أنت ما عملتش حاجة غلط أنت من حقك تحب وتعيش مع اللي قلبك اختارها.

 حسام: بس في مشكلة أنا مش قايلها أن أنا لسه متجوز، أنا مفهمها أن إحنا انفصلنا من سنه او أكثر.

في بيت شريف.

رجع شريف وهو حاسس بالغلط الكبير اللي عمله، فضل يدور في الشقه علي صافي وراح عند اوضتها، خبط على الباب.

شريف: صافي بعد أذنك عاوز أتكلم معاكي.

شريف مستني صافي ترد عليه إلا ان هي ما ردتش، حاول يفتح الباب بس لقاه مقفول بالمفتاح خبط على الباب تاني بقوة.

شريف: صافي قلتلك افتحي الباب عايز أتكلم معاكي.

جيه صوت صافي من ورا الباب: أتكلم أنا مش هفتح الباب ومش عايزه أشوف وشك.

خبط شريف علي الباب جامد بأيده.

شريف بغضب: لا أنتي تخطيتي كل الحدود، والظاهر أن معاملتي الكويسة معاكي خليتك تفتكري أن ينفع تتعاملي وتكلميني بالطريقة دي، أنتي موجودة في بيتي مجرد ضيفه، والنهاردة خطوبتي وما ترنيش عليا. 

مشي شريف بكل غضب ورزع باب الشقه، وقفت صافي لحظات تستوعب الموقف والكلام اللي شريف قالوا.

صافي: بقى كده يا أبن الديب طيب ماشي.

بالليل في عربية هارون.

 صحيت سمر وهي نايمة في الكرسي اللي ورا للمرة السابعة أو الثامنة تصحى وترجع تنام تانى من ساعه ما هارون خدها وخرجها من القسم وهو لافف شريط على عينيها.

 سمر: حرام عليك بقى إحنا بقى لنا كتير قوي سايقين أنا خلاص معتش قادرة أستحمل وعايزة أدخل الحمام.

 خبط هارون على دماغه إزاي نسي موضوع دخول الحمام ده ومفكرش فيه قبل الطريق الطويل، بص حواليه مستحيل يكون فيه حمام في الصحره اللي حواليهم دي. 

هارون: كلها ساعتين ونوصل حاولي تصبري لغاية ما نوصل.

 سمر: أصبر ايه بقولك خلاص معدتش مستحمله.

وقف هارون العربية وراح ناحيتها وفتح الباب وقعد جنبها وشال الشريط اللي على عينيها، وبدأت سمر تفتح عينيها بالراحة بعد المدة الطويلة اللي كانت مقفوله فيهم.

سمر:عديني الله يسامحك خلاص هنفجر.

هارون: أتفضلي الصحراء قدامك اعمليها في أي حته.

 بصت سمر حواليها اتملى الرعب قلبها، مستحيل أنها تتحرك في المكان ده، كفاية بس الضلمه وصوت الحيوانات اللي طالع من كل حته.

 سمر: أنا لا يمكن أتحرك في المكان ده لوحدي ده ممكن يكون فيه ذئاب.

 ضحك هارون ضحكه عاليه: وارد.

 سمر: طب والنبي تعالى معايا.

هارون: أجي معاكي فين أنتي مجنونة متحترمي نفسك.

 سمر: هو ما فيش في دماغك غير قله الأدب ،حرام عليك والله ما قادرة.

 زقيته سمر وطلعت تجري وهارون فطسان من الضحك.

عد الوقت وسمر لغاية دلوقتي ما رجعتش بدأ هارون يقلق ويبص عليها، بس ما فيش ولا أي أثر ولا صوت ليها.

وفي حفل خطوبة المؤلف والمحامي المشهور شريف الديب.

دخل شريف وهو ماسك أيد خطيبته رغد بنت في غاية الجمال عيون واسعة وشعر ناعم زي الحرير وبشره بيضاء وعندها دقه حسن فوق شفايفها.

رغد: أنا محرجه قوي رغم أن كل اللي موجودين هما أهلي وأهلك.

 كان شريف موجود في حفل الخطوبة بجسمه إلا أن تفكيره كان مع صافي، البنت اللي حركت مشاعر واحاسيس جواه عمره ما كان حس بيها قبل كده.

 يفوق شريف: نعم حبيبتي بتقولي إيه.

 رغد: إيه يا شريف أنت مشغول بإيه؟.

 شريف: هكون مشغول بأيه بس يا قلبي مشغول بيكي. 

رغد: بقولك إني محرجة قوي.

شريف: لا أبدا يا حبيبتي ما فيش إحراج ولا حاجة أنا موجود جنبك.

ويقطع الكلام صوت يجي من وراه هو عارف صوت مين كويس بدأ قلبه يدق جامد ويخش في حاله صدمه، وتظهر صافي وهي لابسه سلوبته جينز تحتيها بادي أبيض وعامله ضفيرتين على الجنب وماسكه مصاصة.

 و بتمد أيديها لشريف وتقرب منه: حبيبي.

رغد بعصبيه: هو في إيه مين البنت دي يا شريف.

 ردت صافي براءه وصوت طفولي مصطنع اللي قدر يديها شكل بنت عندها 12 سنه، وبسرعه مدت صافي أيديها وسلمت على رغد و بالإيد التانية مسكت شريف جامد.

صافي: أنا صافي بنت بابا شريف حضرتك بقى مامتي الجديدة اللي بابا شريف حكالي عنها صح كده يا بابا شريف.

وبعد الموقف الدرامي اللي حصل خلص حفل الخطوبة وفضل موجود أبو رغد وأخوها وأم شريف.

والد رغد بعصبية: أيه اللي بيتقال ده يا شريف الكلام ده صحيح البنت دي تبقى بنتك؟.

 كان شريف بيحاول يتماسك أنه ما ينفجرش من الضحك فعلا صافي مدية شكل بنت صغيرة عندها 12 سنه، حاول يرتب أفكاره قبل ما يقول أي كلمة.

 شريف: بص حضرتك أنا أخترت رغد وأنا واثق تمام الثقة أنها هتكون زوجة صالحة وأنا متمسك بيها وما كنتش أحب أن حفله الخطوبة تنتهي بالشكل ده.

كان شريف بيقول أي كلام عشان يهرب من الموضوع الأساسي بصت صافي لشريف وبربشت اكثر من مره وبعد كده أنفجرت في البكاء بشحتفه.

 صافي: إيه يا بابا شريف معقوله طنط رغد مش عايزه أن أنا أكون موجودة معاكم، أنا مش هعمل أي حاجة غلط هبقى بنت شطوره وهقعد مع تيته ساكته ومش هعمل أي مشكله.

 بصلها شريف وهو عمال يجز على اسنانه: لا يا روحي ما تقوليش كده طنط رغد بتحبك جداً.

بص شريف لوالد رغد: والله حضرتك صافي بنتي عندها 12 سنه وانا كنت ولد غير مسؤول أتعرفت على مامتها واتجوزنا عرفي وكانت هي دي النتيجه والمصيبه اللي أنا وقعت فيها.

حاولت رغد تمسك نفسها إلا أن دموعها نزلت من عينيها وقامت وقفت بغضب، ما كانتش متخيله أبدا ان يوم خطوبتها وفرحتها تنتهي بالشكل الفظيع ده بصت لباباها وقالتله: لو سمحت يا بابا أرجوك روحني البيت دلوقتي، أنا مش قادرة أفكر ولا أخد أي قرار أنا محتاجه أهدى وبعد كده أبقى أشوف أنا هعمل إيه.

 بكل هدوء حرك بابا رغد راسه فهو مش عايز يخسر شريف الديب أيا كانت إيه الظروف، وبكل هدوء سابوا المكان وفضل موجود نعمات وشريف وصافي، وجريت صافي طلعت على الاوضه اللي فوق.

 حطت نعمات رجل على رجل.

نعمات: بص بقى شغل الفيلم العربي صغير على الحب ده مش داخل دماغي فهمني بقى يا حبيب أمك أيه الموضوع.

شريف: دي صافي يا أمي اللي أنا حكيتلك عليها اللي أنا انا اتجوزتها.

 اتفزعت نعمات وقفت من على الكرسي: بقى هي دي البنت اللي كان أخوك هارون هيرتبط بيها لا مش معقوله، ده في حاجه حصلت في مخه ده لو كانت مراته لسه عايشة لغاية دلوقتي كان زمانه معاه قدها، وأنت يا أستاذ فين دماغك رايح تتجوز بنت عندها 12 سنه.

 انفجر شريف من الضحك: 12 سنه إيه بس يا ماما صافي في ثانوية عامة وخلصت الإمتحانات هي بس مخها مخ عيلة صغيرة، وعملت كده عشان تبوظ موضوع الجواز.

 نعمات بابتسامه: وهي هتبوظ الجوازه كده من غير سبب.

 شريف: قصدك إيه يا ماما.

 خبطت نعمات على كتف شريف: واضح ان هي بتدافع عن حاجتها وممتلكاتها، بتدافع عن جوزها يا سيادة الكاتب. 

في الصحره مكان هارون وسمر

 كان هارون قلقان على سمر، فضل يدور وينادي عليها ،مش هيقدر يستحمل لو جرالها حاجه في المكان المهجور ده.

 كان غلطان في تفكيره لما خلى بنت لوحدها تمشي في مكان زي ده في الوقت ده، وفجأه لقى سمر مرمية على الأرض جرى عليها، رفع راسها من على الأرض وضمها ليه.

هارون: في ايه ياسمر مالك ردي عليا؟.

 حاولت سمر تفتح عينيها بصعوبة وقالت: قلتلك تعالى معايا يمكن لو كنت جيت ما كانش التعبان قرصني، روح ربنا ينتقم منك يابعيد.

ضحك هاورن حتي وهي بتفرفر لسنها طويل.

 لمس هارون دماغها لقاها سخنه جداً شالها وجري بيها للعربية.

قال هاورن بصوت واطي كانه بيكلمها بس هو في الحقيقة بيطمن نفسه: التعابين هنا نوعها مش سام وأنتي بسبع ترواح مش هتموتي يعني.

 أما سمر فكانت راحت في غيبوبه فاقدة للوعي .

كان هارون  بيسوق العربية بسرعة شديدة جداً لغاية ما وصل للمكان اللي هو عايزه، مكان في وسط الصحراء حواليه الجبال شالها وجري بيها.

فتح الباب واحد من رجالته: أهلا يا ريس مين اللي مع حضرتك دي؟.

 هارون: بطل رغي كتير حضر لي الاوضة في تعبان قرصها.

 فضل هارون قاعد جنب سمر بعد ما إتأكد ان هو عالجها ونضف مكان الجرح، وبدأ يعملها كمادات على دماغها عشان ينزل درجة الحرارة، كانت سمر بتخطرف في الكلام قرب منها عشان يسمع بتقول إيه.

 سمر: هارون طيب يا شريف، أنا بحبه، وبكره اخليه يحبني، مش عوزاك تقلق عليه، انا بحب هارون.

اتجمد هارون من اللي سمعه.

 استخبت صافي تحت البطانيه أول ما سمعت خطوات شريف بتقرب من الاوضه، هي عارفه كويس اوى انه مش ناويي ليها على خير بعد ما بوظت حفلت الخطوبة واللي عملته مع رغد.

خبط شريف على الباب جامد وقلع الجاكيت ورماه على السرير.

شريف: ده أنتي نهارك مش معدي، بتستخبي، قومي، يلا قوميلي حالا.

 قامت صافي من تحت البطانيه وهي مرعوبة من جواها بس قررت ما تبينش ده، وقفت على السرير وحطت أيديها في وسطها وبأعلى صوت.

صافي: نهاري أنا اللي مش معدي أمال اللي أنت عملته ده إيه يا بصباص يا أبو عين زايغة؟.

كان شريف هينفجر من الغضب كل وقت بيعدي ما بينها وما بينه بتتطاول عليه أكثر، شاورلها بصباعه تنزل على الأرض.

 شريف: أنا بصباص وعيني زايغة ده اللي هو بأمارة ايه إن شاء الله؟.

 شد شريف صافي من ودنها وقرص عليها جامد.

صافي:حرام عليك بتوجع، أنا عملت إيه عشان تعمل فيا كده؟.

ضغط شريف أكتر فصرخت صافي: أنا ما عملتش حاجة أنا بحارب عشانك، أنت بتاعي مش هسمح لأي حد ياخدك مني؟.

 كان شريف في حاله ذهول نزل ايده قربت منه صافي وحضنته، ومكانش منه غير أنه يحضنها، غرقت في حضنه وعاشت بكل مشاعرها اللحظه دي.

 صافي: أنت جوزي وهحارب عشانك العمر كله ما حدش هيقدر ياخدك مني.

 مسح شريف على ظهر صافي: صافي يا حبيبتي اللي أنت بتقوليه ده ما ينفعش، أنتي بنت صغيرة وموضوع الجواز ده مرحله مؤقتة وهينتهي قريب.

ردت صافي على شريف رد ما فهموش في نفس الوقت حرق دمه: ماشي يا بابتي، ومشي شريف وساب صافي من غير ميقول ولا كلمه.

في الصحراء وفي الجبل بعد مدة طويلة فاقت سمر من فقدان الوعي اللي كانت فيه فتحت عينيها بالراحة، بدأت تعدل نفسها وتتألم من جسمها المكسر وكأنها واخدة علقة موت.

 بدأت تبص على المكان حواليها رغم أن المكان يعتبر جميل جدآ إلا إن شكله يقبض القلب، هي فين وايه اللي جابها هنا؟.

 ثواني وكان داخل هارون وشايل في إيده صينيه عليها فراخ وشوربة.

سمر: هو أيه اللي حصل أنا فين؟.

ابتسم هارون لسمر وبأسلوب هادي وجميل قعد على السرير، ماسك طبق الشوربة وقرب منها وبدأ ياكلها.

 هارون: لازم تكلي عشان التعب اللي كنتي فيه.

 سمر في صدمه وزهول وبتبرطم: هو أيه اللي بيحصل، القيامة هتقوم هو ماله حنين وطيب كده ليه؟.

قرب هارون معلقه الشوربة من سمر، وبشكل لا إراديا فتحت سمر بقها وخدتها وفضل يكمل لغاية مخلص طبق الشوربة كله وبعد كده قطع من الفرخه وبدأ يأكلها.

 هارون: لازم تخلصي أكلك كله، يلا هم ياجمل.

اسلوب وطريقه هارون خلت سمر تخاف وتترعب، هي تقدر تواجهه كويس قوي وهو بيزعق أو حتى لو مد أيده وضربها، أنما شغل الحنان والطيبه والحب اللي هو فيه دي ميطمنش.

سمر: هو في إيه مالك إنت كويس.

هارون: كنت قلقان عليكي إمبارح أوي يا حبيبة قلبي.

سمر باستغراب في نفسها: قلقان على مين ده انت قلبك حجر، وحبيبة قلبك مين؟.

حطت سمر إيديها على راسه تقيس درجة حرارته.

سمر: طب ما انت حلو أهو، أمال مالك في إيه؟.

وبعدين قرصت نفسها: لا مش بحلم أنا صاحيه.

بعد هارون صينيه الأكل من جنبها وسحب منديل ومسح بقها من الأكل.

هارون: مالك يا قلبي حاسه بإيه، دلوقتي لازم تبقي قويه كده، عشان اللي هيحصل بعد كده ما تفرهديش مني.

 سمر: قلب مين، وأفرهد إيه؟.

 هارون بابتسامه خبيثه: أصل يا روحي بعد اللي حصل أمبارح فكرت كتير وقررت اني أكون زوج وأديكي حقوقك، بجد حرام أضيع ريعان شبابك.

 قال هارون الكلام هو مستني يشوف رد فعل سمر وبالنسبة لسمر وغموضها ما كانش عارف هتستقبل كلامه ده إزاي .

فضلت سمر تفكر شوية  وبابتسامه خبيثه برضو: هو اللي في دماغي ده صح، يعني أنا وأنت كده كده؟.

حرك هارون راسه ان هي صح وماسك خصله من شعرها وبدا يلفه على ايديه، تبتسم سمر ابتسامة كبيرة ويندهش هارون من رد فعلها.

 سمر: يا سلام دي حاجة حلوة خالص.

كان هارون مذهول من رد فعل سمر.

قرب هارون من سمر وفضلت ترجع لغاية ما بقت في ضهر السرير وهو قرب منها قوي، بص في عينيها رغم أن سمر بتحاول ان هي تظهر قوة ولا مبالاة  إلا أنه ظهر في عينيها قد أيه هي بنت ضعيفة ورقيقة.

هارون: إنتي عايزه إيه؟.

 يمكن الامر دلوقتي تعدى الخطط والرسومات اللي كانت سمر مخططه ليها، حاولت تسحب هارون من الضلمه اللي هو فيها شدها هو وخلاها في قلب الضلمه، دق قلب سمر جامد وهي بتقول لهارون.

سمر: عاوزاك.

ضحك هارون ضحكه خلت قلب سمر يتحرك ويفط من مكانة، وفي المقابل قابلته سمر بضحكة وابتسامة كبيرة.

هارون: بس الوصول ليا مش سهل وممكن تخسري كتير.

 سمر: قابله إني أخسر وفي مقابل إنك تسيبني أحبك.

 رغم أن هارون سمع الكلمة دي من سمر أمبارح وهي بتخطرف من ارتفاع درجة حرارتها، إلا ان الوضع النهاردة مختلف هي قالتهاله وهي قريبه منه وانفاسها لمسه خدوده، كمان وهي بصه في عينيه، كانت الكلمة كفيلة أنها تخلق بركان وعاصفه داخل هارون، إلا أنه كان مصمم انه يكبت البركان والعاصفه ديه.

شدها هارون وقربها منه أكثر.

هارون: إني أبقى جوزك دي حاجة مش سهله، مش هتتنفسي بعد كده إلا بإذن مني، والحاجة اللي عمري ما بسامح فيها يا سمر هي الكذب، لو في أي حاجة دلوقتي عايزة تقوليها قوليهالي حالا لأن بعد كده الغلطة هيبقى عقابها صعب.

 بلعت سمر ريقها بصعوبة، حست للحظة أنها مش هتقدر تخوض الحرب دي، كان نفسها تتكلم وتحكي كل حاجة إلا أن هي خافت لو اتكلمت يسيبها، حركت راسها أن ما فيش أي حاجة محتاجه تقولها وقفلت عينيها.

قربت سمر من هارون وهمست في ودانه: هتحبني يا هارون بموفقتك أو غصب عنك، وقلبك هيدق ليه ولسانك مش هيبطل يقول اسمي، وهبقى روحك وعقلك ودنيتك كلها.

هارون: انت عامله حسابك الطريق اللي انتي اختاريه ده نهايته هتكون إيه يا سيادة المحامية؟.

بصت صافي لهارون بتحدي: أنا عارفه كويس أوي أنا بعمل إيه يا سيادة الدكتور.

نطقت الكلمة بكل بساطة كأن كل السنين اللي فاتت مكانش ليها اي قيمة خالص.

حسام وحنين خلصوا الإجراءات عند المأذون وخرجوا.

 حاولت حنين تتمالك نفسها، وتظهر أنها تكون قوية وتقدر تستحمل ولو لمره واحده بس قدامه.

 حنين بابتسامه: سلام يا حسام.

 كان حسام مرتبك ومتلخبط مش عارف اللي عمله ده صح ولا غلط مسك إيد حنين: لا مش هتمشي لوحدك أنا هروحك زي مجينا مع بعض نمشي مع بعض.

 شالت حنين ايديه من عليها بقوه، مش هي دي اللمسة اللي هو متعود عليها منها لمست الحب والحنان.

 حنين: لو سمحت من هنا ورايح ما ينفعش انك تلمسني، ولو انت هتوصلني عشان هارون ما يعملش مشكلة لو عرف أنك سبتني مشيت لوحدي، فتمام يلا أتفضل.

 ركبت حنين العربية بصلها حسام: حنين أنا أسف يا ريتني كنت أقدر أحكم على قلبي أنه يحبك، أنا ممكن اردك لعصمتي دلوقتي كأن ما فيش حاجة حصلت.

شاورت حنين لحسام أنه ما يتكلمش ولا كلمه تاني، كل كلمة بيخرجها من بقه بيثبتلها أن كل السنوات اللي فاتت كانت ملهاش أي قيمه عنده.

 حنين: أنت ما عملتش حاجة غلط أنت عملت اللي أنا طلبته منك من سنين فاتت، إنك لما حبيت وقلبك دق جيت قلتلي، وعشان انا مستحيل اوافق ان اكون استبن او درجه تانيه حتى لو البنت اللي بتتكلم عليها دي وافقت بوجودي فانا مش هوافق ولا هسمح بحاجة زي كده، أنا عمري ما هوافق أكون استبن ولا درجة تانية ما ينفعش حنين الديب تكون كده، أنت بالنسبالي أب لأولادي وبس، أما بالنسبه لهارون فأنا هبلغه أن الطلاق كان برغبتي أنا، عشان تفضلو طول عمركو صحاب.

 كانت الكلمات مش قادرة تسعف حسام أزاي يوصف الست دي ان هي جميلة في كل حاجة حتى في زعلها وفي غضبها، وإن إبنه وبنته منها هياخدوا كل الصفات الجميلة اللي هو بيحبها فيها.

 حسام: هفضل طول عمري موجود كأخ وصديق كل العشره اللي كانت ما بينا ال 11 سنه اللي فاتت مشفتش منك غير كل خير.

 حنين بابتسامه: ما ينفعش أبدا يا حسام، لا يمكن أبدا أنا وأنت نكون أصدقاء أو أخوات أنت هتكون بالنسبه لي أبو أولادي وبس، ويا ريت تتفضل تتحرك بالعربية عشان ميعاد خروج حوريه وحاتم من المدرسة.

نزلت صافي عشان تروح الجنينة وفي نيتها أنها تكمل التمثيلية اللي بدأتها خاصه لما عرفت أن رغد موجودة في الجنينة، وبنفس لبس الأطفال والضفرتين اللي في شعرها، نزلت السلم وهي بتصفر.

 وقفت قدامها نعمات وبابتسامه هاديه: على فين يا صافي، كنت عايزه اتكلم معاكي شوية قبل ما تخرجي وتبدأي في جنانك.

أترددت صافي إلا أن هي مشيت ورا نعمات من غير ما تنطق ولا كلمه، راحوا على المكتب وقعدت نعمات وشاورت لصافي أن هي تقعد.

 نعمات: دلوقتي يا صافي نتكلم جد شوية، شريف حكالي عن كل حاجة، وعن أنه إزاي اتجوزك، وإن كان الجواز ده مجرد مساعده، حاجة واحدة بس عايزه اعرفها.

صافي بتوتر: أتفضلي حضرتك اسألي وأنا لو هعرف اجاوب هجاوب.

نعمات: بصي بصراحة انا مش داخل عقلي أن تمسكك بشريف هيبقى بسبب الحب، لأن أنتوا قعدتوا مع بعض فتره قليله قوي ما لحقش يكون في حب.

 بلعت صافي ريقها، هي عارفه كويس أوي أن الست اللي قدامها دي مش سهلة وإن الأفضل إنها تكون معاها مش عليها، حاولت تاخد نفس عشان تفكر كويس في اللي هتقوله.

 صافي: يمكن حضرتك عندك حق اللي أنا حاسه بيه تجاه شريف ممكن ما يكونش حب، ممكن يبقى تعلق أو انبهار بيه، أنا مش عارفة إيه هو، بس كل اللي أنا عارفاه ومتأكده منه أني ما أقدرش أسيبه ولا أني أسمح أنه يكون لحد غيري، شريف جوزي وهدافع عنه لحد أخر نفس فيا.

 ابتسمت نعمات والإبتسامة والنظره اللي كانت في عينيها خلت صافي تحس شوية بالارتياح تجاه نعمات، الست اللي الزمن خد من عمرها أيام وسنين وأفضل حاجه تعملها صافي إن نعمات ما تكونش عدوتها.

 استأذنت صافي من نعمات هانم وخرجت للجنينه عشان تستفز شريف وتحرق دم رغد شوية.

 أتسمرت صافي في مكانها لما شافت المنظر ده، معقوله اللي انا شايفاه ده حقيقي، لا أكيد بيتهيقلي.

 الزفته اللي إسمها رغد بتبوس شريف وهو موافق، لا وشكله مستمتع كمان، إستني ده بيحضنها: الخاين الغشاش أبو عين زيغه.

 حاولت تتحكم في أعصابها إلا إن شلالات من الدموع نزلت من عينيها، وفجأة علي صوتها في العياط بشكل مزعج.

 اتفزع شريف من صوتها وبعدت رغد خطوتين لورا، كان شريف خايف من اللي ممكن تعمله صافي، جري بسرعة ناحيتها.

 شريف: اهدي، صافي اهدي، بصيلي إهدي ياصافي.

زقت صافي ايديه وهي عماله تصرخ وتصوت وتشاور على رغد، اللي كانت فص ملح وداب، هربت أول ما شافت صافي.

 شريف: اللي انتي شفتيه ده ما حصلش.

 طبعا كلام غير منطقي بس شريف بيحاول يكذب عشان مش ضامن رد فعل صافي المجنون.

صافي بصريخ وصويت: وكمان بتكذب، أنا قلت عليك إن إنت خاين وبصباص وعينك زايغة.

 وقبل ما تكمل صافي وصلت الردح اللي كانت هتقولها، حط شريف إيده على بقها عشان يمنعها إن هي تكمل.

 شريف: في ايه يا صافي رغد خطيبتي وعادي اللي حصل.

 عضته صافي وشال ايده بسرعه بيتألم من العضه المسعورة اللي عضتها ليه.

 صافي: طب ما أنا قدامك أهو مراتك وفي الحلال بتروح للحرام ليه.

 ابتسم شريف: أنا قلتلك قبل كده أن جوازنا ده مش حقيقي، وإن إنتي زي أختي وإن لا يمكن هيحصل أي حاجة من اللي في دماغك دي.

صافي: أنا متاسفه أوي أن أنا لخبطتلك حياتك و تدخلت في حاجات ما تخصنيش، وعد مني مش هزعجك تاني، ولفت صافي ومشيت ودموعها بتنزل على خدها.

 أما شريف ما كانش فاهم اللي هي قالته ده كان إستسلام وحزن ولا كبرياء وفي حاجه تانيه هي هتعملها بس مش مبينه.

في الصحرة وسط الجبل

كانت سمر نايمة جنب هارون وعلى وشها ابتسامة كأنها ملكت العالم كله، أما هارون فكان على وشه ابتسامة ولكن ابتسامة مختلفة ابتسامة سخرية.

 قام هارون ودخل الحمام وأخذ دش، وخرج وهو بينشف شعره بالفوطه وقعد قدام المرايه بيسرح شعره، وهو شايف سمر اللي بتتقلب على السرير وبتقول جمل مش فاهمها.

بنت قوية عندها طموح رغم نظرة الخوف اللي موجودة في عينيها، يمكن تكون سيادة المحامية تبنت قضية قوية من وجهه نظرها إلا أنها قضية خسرانة.

بدأت سمر تفتح عينيها بصعوبة كانت في قمة السعادة بس للأسف ما كانتش تعرف إن سعادتها ديه مؤقته، عاشت أجمل ليله رغم أن هي حست بنظراته أنه عاوزها لشيء معين مش من أجل حبها.

 هارون: صباح الخير إيه النوم ده كله يا عروسة.

 لفت سمر نفسها بالملايه وبصيت لهارون: صباح الخير يا دكتور.

 هارون مش عارف إيه السبب اللي مخلي سمر متمسكة باللقب ده من امبارح وبتكرروا كتير.

هارون: انا شايف بإن الشخص الخاين والغشاش لازم يكون عقابه شديد، بس أعتقد بعد اللي حصل أمبارح إنتي خدتي عقابك يا سيادة المحامية.

سمر بندهاش: إنت عايز تقول إيه.

هارون بعصبية: شريف اخويا أكيد تعرفيه يا سيادة المحامية ما هو صحيح هو اللي بعتك، يا ترى بعتك ليه، بعتك عشان تلاقي حل لمشكلة أخوه الحرامي، بس أكيد هو ما نبهكيش أن أنا مركب كاميرات في كل أوض النوم بتاعتي.

سمر وهي بتلف نفسها أكتر بالملايه: أنت قصدك إيه.

هارون: أنا اقولك قصدي إيه، قصدي إن كل اللي حصل اتسجل هاه تحبي ننشر الحاجات دي ولا نستنى لما نجمع شوية حاجات تانية؟.

سمر بذهول: ننشر إيه أنا مش فاهمة حاجة؟.

هارون: تفتكري هنشر إيه؟، اللي حصل بيني وبينك من شوية.

قعدة سمر بشكل مستقيم بعد ما فهمت كويس أوي كل كلمة وكل جملة قالها هارون، بحركه سريعة شالت الملايه من على رجليها وتظهر رجليها بشكل جميل، أستغرب هارون من رد فعلها كان مستني إن هي تزعق أو تصوت.

سمر: وماله يا حبيبي أنشر خلي الناس تتبسط.

أتصدم هارون من رد فعلها وكلامها والإبتسامة الكبيرة اللي على وشها أكيد البنت دي مجنونة وفي حاجة في عقلها.

تكمل سمر: لا أنا زعلانة منك يا هارون معقولة يعني جمعت كل المعلومات عني وعرفت كل حاجة، ونسيت في وسط كل ده أنك تعرف أن أنا عجناك وخبزاك وأن أنا كمان أعرف كل حاجة عنك.

قرب هارون منها بابتسامه صفراء: وايه اللي عارفاه عني يا ست سمر.

 لمست سمر دقن هارون وحركت أيديها عليها: اللي أعرفه عنك كويس إن إنت راجل، تفتكر يا هارون انا حبيتك وعشقتك ليه، إلا عشان أنت راجل وسيد الرجاله كمان ولا يمكن أنك تإذي شرفك وعرضك.

على الرغم من هارون كانت خطته أنه يخوف ويرعب سمر إلا أنه فشل في ده، كلامها وطريقتها اللي كانت بتوصفه بيها خليته يحس إنه عايزها جنبه على طول.

 ابتسم هارون ابتسامة ساخرة لسمر عشان تبادله هي كمان نفس الابتسامة.

 هارون: ماشي يا ست سمر أنا عايزك تحكيلي بقى شريف قالك إيه وكان عايز إيه؟.

بعدت عنه سمر ونامت على السرير وقالتله: كل ما في الموضوع أن شريف اخوك بيحبك وبالصدفة البحتة عرف إن في واحدة تانية هيمانه في حبك، فبكل بساطة طلب مني إني أعدل سلوكك البطال، بس للأسف أنا مش عايزة أعدل حاجة أنا معجبة بيك أوي كده.

بصت سمر لهارون كأنها بتبص لبطل أولمبي حاصل على الميدالية الذهبية في لعبة ما يعرفش يلعبها حد غيره، ضرب هارون أيده كف على كف وقعد على السرير واتفاجئ إن سمر حضنته من ضهره وعماله تلعب في شعره.

سمر: في حاجة مهمة قوي يا هارون إنت ناسيها فين حقي في الطلعه اللي فاتت؟.

كان هارون في دنيا تانية عايش بيستمتع بلمسات سمر وبحضنها قفل عينيه وحس بالمتعه، وتيجي الجملة الأخيرة اللي تخرجه من دنيته وعالم أحلامه يلف هارون لسمر.

هارون: حقك اللي هو إيه؟، ساعه عمك عبد التواب إنتي بنفسك خدتي حقك اللي بتقولي عليه، والطلعه الأخيرة أنا قلتلك إن هي امتحان يبقى في إيه بقى؟.

سمر بغضب: لا حضرتك مع احترامي الشديد ليك امتحان مش امتحان دي حاجه ما تخصنيش، كفاية اللي حصلي فيها والست المفترية بتاعه الحجز.

مع زعيق سمر وحركتها المفاجأه كشفت الملايه جزء من جسمها بصلها هارون برغبة وعشان يسكتها: خلاص هديكي اللي إنتي عايزاه.

رجعت سمر وعدلت نفسها وعدلت الملايه: بس أنا مش عايزه أخذ منك فلوس.

هارون بنفاد صبر: أمال عوزه إيه؟.

سمر: أنا عايزاك تجيبلي دبله هو مش المفروض إن إنت جوزي دلوقتي وتبقى دبلتك في أيدى.

هارون بابتسامه: وماله نجيب دبله.

شدها هارون ولسه….

قامت بسرعه سمر: أنا رايحة أخد دش.

شدها هارون: مش وقت دش خالص. 

بعد فترة هارون ساب سمر وخرج من الأوضه، شدت سمر الملايه عليها وغطت نفسها، هي بتعيش أجمل أيام حياتها مع الشخص اللي اخترته بكامل إرادتها بتعيش معاه حياه مجنونه، بس في حاجة دايما هي حاسه ان هي مش موجودة، الحب، الحب من ناحيته مش موجود.

 مسكت تليفونها واتصلت على أختها اللي وحشاها جدآ.

 صافي: وحشتيني قوي يا سمر أنا مش عارفة أعمل أي حاجة من غيرك.

 سمر بحب واشتياق: في حاجة ياصافي صوتك مش كويس!.

مسحت صافي دموعها وابتسمت مش عايزه تحسس سمر بأي حاجة.

 صافي: أبدا يا حبيبتي أنا كويسة إنتي وحشتيني أوي على طول إحنا كنا مع بعض، مهما كانت الناس حواليا بس من غيرك حاسة إن أنا وحيده.

 سمر بقلق: هو شريف كويس معاكي في حاجة ما بينكم؟.

 ترد صافي بسرعة: خالص شريف كويس حتى كمان إحنا بقينا قاعدين عند مامته وهي بتعاملني كويس قوي، سيبك مني بس وطمنيني عليكي إيه أخبارك مع هارون؟.

مجرد إسم هارون بس خلى فيه لسعة كهربا تجري في جسم سمر، حولت تفوق من سلطانه عليها ردت علي صافي.

سمر: إحنا الحمد لله كويسين والأمور كويسة أوي خلاص قريب أوي هتقدري تيجي تقعدي معانا هنا، دور شريف ومساعدته ليكي خلاص ما عدناش محتاجينها.

كلام قاسي على صافي مش ده أبدا اللي هي عايزه تسمعه اللي حسته مع شريف أحاسيس جميلة ،مكانتش عايزه ان هي تنتهي ابدا، حاولت صافي تعدي الكلام.

صافي: طيب الحمد لله، قريب أوي نتقابل بعد ما يحصل الإنفصال ما بيني وما بين شريف.

سمر: تمام يا حبيبتي لا إله إلا الله.

 صافي: محمد رسول الله مع السلامه يا حبيبتي.

في بيت العيلة لشريف.

 دخل شريف يدور على صافي بعينه ما لقيهاش، دخل أوضة الأكل لقي مامته ورغد قاعدين.

شريف في نفسه: صافي مش موجودة يا ترى راحت فين دي ما حطيتش حاجة في بقها من صباحية ربنا؟.

حاول شريف يتكلم عادي من غير ميظهر أي مشاعر، بس اللي ما اقدرش عليه أن يحط أي لقمة في بقه من غيرها، من أول معرفته بيها ومن أول ارتباطهم على طول كانوا بياكلوا مع بعض وهي اللي كانت بتطبخ.

حط الملعقه من أيده وسال مامته بهدوء: هي فين صافي.

أبتسمت رغد ابتسامة خبيثه وردت على السؤال قبل ما مامته تتكلم.

رغد: ما تقلقش صافي موجودة مع سامح أخويا بمجرد ما شافته وهما مش مبطلين كلام وقاعدين مع بعض.

شريف في نفسه: قاعدين مع بعض، سامح اللي يعتبر من نفس سنها.

 يسيب شريف السفره ويقوم بكل غضب رايح ناحيت الجنينه، هيقتلها بإيديه الإثنين ما ينفعش أبدا تكون على ذمته وتكلم اي راجل، تبقي تعمل اللي هي عايزاه بعد الانفصال.

وقف شريف مصدوم وهو شايف صافي حاطه ايشارب على عينيها وبتلعب لعبه الاستغماية مع سامح، قرب شريف منها، وبنفس متقطع وضحكه كبيرة.

 صافي: مسكتك يا سامح أنا اللي فزت.

شريف شالها على ظهره كانت صافي مزهولة إزاي سامح يعمل حاجة زي كده ضربته جامد: نزلني يا قليل الأدب.

شريف: أنا شريف مش عايزه أسمع ولا كلمه.

سكتت صافي غصب عنها لغاية ما وصلو لأوضة النوم نزلها شريف وراح قفل الاوضة بالمفتاح وحط المفتاح في جيبه.

رجعت صافي خطوتين لورا خبطت في السرير ووقعت عليه كانت صافي خايفه ومرعوبه من شكل شريف.

شريف: ممكن تفهميني ايه اللي حصل تحت ده؟.

شاورت صافي لشريف إنه يهدى، وهو بيبصلها نظرات غضب.

صافي: مفيش أي حاجة كنت بلعب أنا وسامح لعبة استغماية.

 شريف بنفس نبره الغضب: مش شايفة أن دي مشكلة ولا أن غلط إنك يا أستاذة يا محترمة تلعبي استغماية مع راجل ومش عامله لجوزك أي إحترام ولا أهميه؟.

 صافي بهدوء: عادي زي ما بالضبط كان في راجل بيبوس ست وفي الجنينة برضو وهو كمان مش عامل لمراته أي إحترام ولا أهميه.

وأضح إن صافي بتعمل فيه زي ما هو عمل فيها، وسبته صافي لبركان الغضب والغيره اللي جواه، بس هو مش غيران عليها هو غيران على إسمه وعلى صفته كراجل.

شريف وهو بيضغط على أسنانه: ما ينفعش تقارني دية بدية.

صافي تقاطع كلامه: اه صح عشان إنت راجل وحر تعمل اللي إنت عايزه، إنما أنا ست ما ينفش أعمل أي حاجة عشان أسمك اللي أنا مكتوبه عليه.

حرك شريف راسه بالموافقه على كلامها.

 كملت صافي بنبره جاده: إحنا فيها معدتش مجبور إنك تحط اسمك وتربطه بيا.

 شريف بصدمه: إنتي عايزه تقولي إيه؟ .

صافي وهي بترفع راسها بعزه نفس، وبتبعد عن شريف خطوتين.

صافي: دلوقتي سمر وهارون بقت الدنيا معاهم كويسة قوي أنا لسه قافله معاها التليفون، حضرتك تقدر تطلقني وتريح نفسك من وجع الدماغ ده.

في الجبل في المكان اللي قاعده فيه سمر وهارون

فضلت سمر رايحه جايه في الاوضه قفل هارون عليها الباب بالمفتاح، هي مش عارفة هو راح فين، كانت متضايقة جدا ومتوتره وقلقانه، رمت نفسها على السرير.

سمر بغضب: ماشي يا هارون ماشي.

عدت ساعة وهي عماله تاكل في نفسها من القلق والتوتر اللي هي فيه، لغاية مسمعت صوت الباب بيتفتح وسمعت صوت خطوات هي حفظاها كويس قوي.

جريت سمر بسرعة، لقت هارون داخل ومعاه شنطة سفر كبيره.

سمر بقلق: حرام عليك يا شيخ أنا قربت أنهار إنت كنت فين؟.

أبتسم هارون وحط الشنطه اللي في أيده على السرير.

هارون: كنت يا ستي بشتري حاجات هنحتاجها في رحلة شهر العسل بتاعنا.

نسيت سمر كل التوتر والقلق ووجع الأعصاب اللي كانت فيه وفضلت تتنطط زي العيله الصغيرة وهي فرحانة ومبسوطة.

سمر: بتقول رحلة شهر عسل، يعني إحنا هنعمل رحلة شهر عسل؟.

هارون: ريحت البرفان بتاعتك هايلة.

بعدها هارون عنه شوية وباسها من راسها، هو بيحاول يبعتلها معلومة مهمة أن يمكن مش هيكون في حب ما بينهم في العلاقة دي إنما اللي هيكون موجود هو الأحترام.

شدها هارون وقعدها على السرير.

هارون: تعالي أقعدي هنا.

بطاعة لا إرادية نفذت سمر كلامه.

خرج هارون من جيبه علبة قطيفة حمراء، فتح العلبه قدام سمر اللي صرخت من السعادة، دبله الجواز اللي كانت قالتله إن هي عايزاها، بيحاول صالح يبقي رومانسي.

مدت سمر إيديها ولبسها هارون الدبله وبعد كده ضم أيديها وقربها من شفايفه وبسها بوسه حنينة جميلة.

كانت سمر بدأت الدموع تنزل من عينيها.

هارون: إيه لازمته العياط دلوقتي.

 سمر: فرحانة.

هارون باستغراب: هو الفرحان بيعيط.

 سمر وهي بتضربه على كتفه: مسمعتش عن حاجة قبل كده أسمها دموع الفرح؟.

ضحك هارون على سمر الغلباويه، تقدر تفسر وتناطح في أي حاجة حتى لو كانت لحظة رومانسيه، خرج هارون من جيبه علبه قطيفه تاني فتحها وكان فيها دبله من الفضة، مد هارون أيده لسمر.

هارون: يلا لبسيني أنتي كمان لبسيني دبلتي.

بكل سعادة وحماس خدت سمر الدبله ولبستها لهارون في أيده.

سمر: متتشالش من إيدك إلا كده وأنت رايح على القبر أن شاء الله.

بصلها هارون بغضب:الملافظ سعد ياست هانم.

لحظات ويبتسم هارون ابتسامة خبيثه وشدها من وسطها وقربها عليه، طبعاً سمر فهمت هو عايز إيه.

سمر: هموت من الجوع مش قادرة.

هارون: كلها ساعة وحسام يجيب الأكل، بس فالساعة دية نكون عملنا حاجات كتير أوي.

ويكمل هارون: بس الأول امسكي.

بصيت سمر للدوا اللي كان في أيد هارون، إتمنت إن هي تكون غلطانة وإن متكونش دي الحبوب اللي هي متخيلها .

سمر: إيه الحبوب اللي في إيدك ديه؟.

بكل هدوء أو خلينا نقول بكل برود حرك هارون كتفه كإن الأمر عادي ومش مستاهل كل اللي هي عاملاه:ديه حبوب منع الحمل يا سمر.

ليه كل لحظه حلوه ما بينهم لازم ينهيها وحش، بعدت سمر عنه وفضلت رايحه جايه في الاوضه في حاله ذهول، المشكلة إن هي عارفه كويس أوي إنها لازم تقبل بالأمر الواقع حتى ولو كان غصب عنها.

 فرد هارون جسمه على السرير وهو مادد إيده بشريط الحبوب لسمر مستنيها ان هي تيجي تاخده منه، كان عنده ثقه بس مكانش عارف ثقته ديه لأنه متاكد من حبها ليه ولا علشان هو قوي كفايه بإنه يفرض كلمته؟.

 ضغطت سمر على أيديها بقوه بتعتصر إيديها حاولت تخرج غضبها، وعينيها مليانه دموع قربت من هارون.

 سمر: إنت عايز تقولي إن إنت مش عايز عيال مني يا هارون؟.

بنفس البرود والهدوء يحرك هارون راسه بلا ويعدل نفسه وبإيده يرفع وش سمر ليه.

هارون: لا مش صح اللي إنتي بتقوليه بالعكس أنا عايز منك قرطة عيال بس مش هينفع دلوقتي، مش محتاج إني أفسرلك وأقولك إن الظرف دلوقتي مش مناسبه، إنتي أذكى من كده يا سمر.

بعدت وشها هي ملهاش دعوه بكل الكلام اللي هو بيقوله هي عايزه جدا إنها تحمل بطفل يكبر في بطنها وتحس بيه وبحركاته، وحركت سمر راسها بالرفض.

سمر: انا ما يهمنيش كل اللي إنت بتقوله ده انا عايزة طفل يربط ما بينا ويقوي علاقتنا ببعض، وبعدين إزاي تاخد قرار مهم زي كده من غير ما ترجعلي .

سند هارون ظهره علي ظهر السرير وكمل بنفس البرود واللا مبالاة، هو ما يهموش رأي سمر ولا عشرة زيها كل اللي يهمه هو تفكيره وتقديره للأمور، وهو كمان ما بيحبش إن حد يناقشه.

 هارون: بس انا مش محتاج إني أخذ رأيك ولا أستاذنك القرار في الموضوع ده يرجعلي أنا وبس.

حركت سمر راسها بالرفض من اللي هو بيقوله، وبنظرة تحدي بصوت مرتفع.

سمر بزعيق: لا مش صح وأنا مش هقبل بالوضع ده ما ينفعش إنك تاخد قرار وتضغط علي إني أوافق عليه.

 وسابت سمر هارون ومشيت عشان تخرج بخطوات غاضبه من الاوضة.

 

                                                       لتكملة القصة اضغط الزر بالاسفل



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى