
يشهد اليوم تغيرات جوية ملحوظة تلفت الأنظار وتؤثر على تفاصيل الحياة اليومية للمواطنين، حيث تتفاوت درجات الحرارة بين الشمال والجنوب وسط أجواء يختلط فيها الحر بالرطوبة والشبورة المائية. ومع استمرار ارتفاع الحرارة، يصبح التعامل مع الطقس تحديا يحتاج إلى انتباه وحرص خاصة للفئات الأكثر عرضة للتأثر. وبين تحذيرات الأرصاد الجوية ونصائح الخبراء، يترقب المواطنون تفاصيل الأحوال الجوية التي تحدد إيقاع يومهم وتؤثر على نشاطهم منذ الصباح وحتى ساعات الليل.
الطقس اليوم.. ارتفاع درجات الحرارة والعظمى بالقاهرة 35
تشهد القاهرة اليوم السبت 13 سبتمبر طقسا يميل إلى الارتفاع الطفيف في درجات الحرارة، حيث تصل العظمى إلى 35 درجة مئوية بينما تسجل الصغرى 24 درجة. ويؤكد خبراء الأرصاد أن الطقس يكون معتدلا في الصباح الباكر، لكنه يتحول إلى حار رطب خلال ساعات النهار، مع زيادة ملحوظة في نسب الرطوبة تجعل الإحساس بحرارة الجو أعلى من المعلن. وفي فترات الليل يسود طقس مائل للاعتدال خاصة مع الساعات المتأخرة، ما يمنح المواطنين فرصة للشعور بالراحة بعد يوم شديد الحرارة والرطوبة.
شبورة مائية في الصباح الباكر
حذرت هيئة الأرصاد الجوية من تكون شبورة مائية في الساعات الأولى من صباح اليوم، بداية من الرابعة وحتى الثامنة صباحا، خاصة على الطرق الزراعية والسريعة المؤدية من وإلى القاهرة الكبرى والسواحل الشمالية والوجه البحري ومدن القناة. وأشارت التوقعات إلى أن الشبورة قد تكون كثيفة أحيانا، ما يستوجب الحذر من السائقين لتجنب الحوادث الناتجة عن انخفاض مستوى الرؤية الأفقية. كما تمتد فرص تكون الشبورة إلى بعض مناطق شمال الصعيد ووسط سيناء، وهو ما يفرض حالة من الانتباه على قائدي المركبات في تلك الفترات.
تأثير الرطوبة على الإحساس بالحرارة
أوضحت الهيئة العامة للأرصاد أن نسب الرطوبة المرتفعة تزيد من الإحساس بحرارة الطقس بما يتراوح بين درجتين إلى أربع درجات عن المعلن في الظل. هذا التأثير يجعل الأجواء أكثر حرارة مما هو مسجل رسميا في النشرات الجوية. ولفتت الهيئة إلى أن المواطنين قد يلاحظون فروقا واضحة بين درجات الحرارة الفعلية والإحساس بها نتيجة الرطوبة العالية. ويُتوقع أن يظهر بعض السحب المنخفضة في الصباح الباكر على مناطق متفرقة من السواحل الشمالية وصولا إلى القاهرة الكبرى، وقد ينتج عنها رذاذ خفيف غير مؤثر على الأنشطة اليومية.
طقس الإسكندرية والسواحل الشمالية
تسجل محافظة الإسكندرية اليوم 31 درجة للعظمى و22 درجة للصغرى، وهو ما يعكس طقسا معتدلا مقارنة بالقاهرة وجنوب البلاد. وتؤكد التوقعات أن السواحل الشمالية تشهد جوا معتدلا في الصباح، يتحول إلى حار نسبي ورطب مع تقدم ساعات النهار. كما أن فرص ظهور السحب المنخفضة واردة في الصباح الباكر، ما يمنح الإسكندرية أجواء مميزة رغم ارتفاع الرطوبة. أما مدينة مطروح فتسجل 30 درجة للعظمى و22 درجة للصغرى، لتظل ضمن النطاق المعتدل نسبيا مقارنة بالمناطق الداخلية الأكثر حرارة.
الطقس في مدن الصعيد
تشهد محافظات الصعيد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة مقارنة بالسواحل الشمالية، حيث تسجل سوهاج 38 درجة للعظمى و23 درجة للصغرى. بينما تصل درجات الحرارة في قنا إلى 40 درجة نهارا و25 درجة ليلا، وهو ما يجعل الطقس شديد الحرارة خاصة مع سطوع الشمس. ويزداد الأمر وضوحا في محافظة أسوان التي تسجل 41 درجة للعظمى و26 درجة للصغرى، لتصبح الأعلى على مستوى الجمهورية اليوم. ويشير الخبراء إلى أن هذه الأجواء تتطلب تجنب التعرض المباشر للشمس لفترات طويلة للحفاظ على السلامة.
نصائح للتعامل مع الطقس الحار
تنصح هيئة الأرصاد المواطنين بضرورة تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس في ساعات الذروة خاصة في المناطق الجنوبية، مع الاهتمام بتناول كميات كافية من المياه لتفادي الجفاف. كما يُفضل ارتداء الملابس القطنية الفاتحة التي تساعد على تقليل الإحساس بالحرارة. وللسائقين، يعد الالتزام بتعليمات القيادة خلال فترات الشبورة المائية أمرا ضروريا لتجنب الحوادث. كذلك ينصح بمتابعة النشرات الجوية اليومية لمعرفة أي تغييرات محتملة في الأحوال الجوية. هذه الإجراءات البسيطة تساهم في تخفيف آثار الطقس الحار والرطب الذي تشهده البلاد حاليا.
تأثير الحرارة على الأمراض المزمنة
تشير الدراسات إلى أن الارتفاع الكبير في درجات الحرارة ينعكس بصورة واضحة على صحة الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة. فمرضى القلب مثلا يواجهون ضغطا إضافيا على عضلة القلب نتيجة فقدان السوائل المستمر بسبب التعرق، مما قد يزيد احتمالية التعرض لمشكلات صحية خطيرة. كما يعاني مرضى الجهاز التنفسي مثل الربو من صعوبة في التنفس بسبب الرطوبة العالية وتلوث الهواء. كذلك يتأثر مرضى الكلى سلبا بالجفاف الناتج عن فقدان المياه والأملاح من الجسم، مما قد يؤدي إلى مضاعفات تتطلب عناية طبية خاصة.
الفئات الأكثر عرضة للخطر
تتأثر بعض الفئات بشكل أكبر بارتفاع درجات الحرارة، ومن أبرزهم الأطفال والرضع الذين لم يكتمل لديهم بعد نظام تنظيم حرارة الجسم، فيكونون أكثر عرضة للإجهاد الحراري. كما يُعد كبار السن من الفئات الحساسة حيث تتراجع لديهم القدرة الطبيعية على التكيف مع التغيرات الجوية. أما الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري وضغط الدم والقلب فهم معرضون لمضاعفات إضافية. أيضا يشكل العاملون في الأماكن المفتوحة أكثر الفئات تضررا، إذ يتعرضون مباشرة لأشعة الشمس والرطوبة طوال ساعات النهار.
كيفية حماية النساء الحوامل
تمثل فترات الحر الشديد تحديا خاصا للنساء الحوامل، إذ قد يتسبب ارتفاع الحرارة في زيادة الإجهاد الجسدي لهن. لذلك يُنصح بتجنب الخروج خلال ساعات الذروة قدر الإمكان، والحرص على ارتداء ملابس قطنية خفيفة وفضفاضة. كما يُفضل استخدام القبعات والنظارات الشمسية والواقي الشمسي عند الضرورة. ويُعد شرب الماء بانتظام أمرا أساسيا للحفاظ على الترطيب ومنع الجفاف. كما يُستحسن التواجد في أماكن جيدة التهوية أو مكيفة لتخفيف الضغط على الجسم وتقليل احتمالية التعرض لمضاعفات صحية.
سلامة الأطفال والرضع في موجة الحر
الأطفال الصغار والرضع يحتاجون إلى رعاية خاصة خلال فترات الارتفاع الكبير في درجات الحرارة. يجب الحرص على عدم تركهم داخل أماكن مغلقة مثل السيارات، حتى لفترات قصيرة، بسبب خطورة تراكم الحرارة. كما يُنصح أن تكون غرف نوم الرضع جيدة التهوية وذات درجة حرارة معتدلة بين عشرين وثلاث وعشرين درجة. ويُفضل إلباسهم ملابس قطنية خفيفة ومريحة. الأطفال فوق ستة أشهر يحتاجون لشرب كميات مناسبة من المياه، بينما يُكتفى بالرضاعة الطبيعية للرضع الأصغر، لتأمين ترطيب الجسم والحفاظ على سلامتهم.
علامات الإنذار المطلوبة للتدخل الطبي
هناك بعض العلامات التي تستدعي التدخل الطبي الفوري في أجواء الحرارة المرتفعة، ومن أبرزها الشعور بالدوخة الشديدة أو الإعياء المفاجئ، وظهور الغثيان أو القيء المتكرر، إضافة إلى تسارع ضربات القلب بصورة غير طبيعية. كما يعد انخفاض التبول أو جفاف الجلد مؤشرا خطيرا على فقدان السوائل من الجسم. وفي حال ظهور ارتباك ذهني أو صعوبة في التركيز مع استمرار ارتفاع الحرارة، يجب التوجه فورا إلى الرعاية الطبية. هذه الأعراض قد تكون مؤشرا لضربة شمس تستلزم الإسعاف العاجل.






