اخبار

أسعار تذاكر القطار الكهربائي الخفيف من السلام إلى العاصمة الإدارية الجديدة.. كل ما تريد معرفته

وسيلة نقل المستقبل تصل القاهرة بالعاصمة الإدارية

يشكل القطار الكهربائي الخفيف (LRT) أحد أهم مشروعات النقل الحضري الحديثة في مصر، حيث يربط بين محطة عدلي منصور بالسلام والعاصمة الإدارية الجديدة مرورًا بمدينة العاشر من رمضان وعدد من المدن الجديدة.
يُعد المشروع نقلة نوعية في أنظمة النقل الجماعي، إذ يعتمد على التشغيل الكهربائي الكامل، ما يجعله صديقًا للبيئة وذا كفاءة عالية في استهلاك الطاقة، إضافة إلى كونه وسيلة مريحة وآمنة ومنتظمة في المواعيد.

يأتي الاهتمام بتحديد أسعار تذاكر القطار الكهربائي الخفيف في إطار حرص الدولة على جعل الخدمة متاحة لجميع فئات المجتمع دون الإخلال بمعايير التشغيل الاقتصادي والاستدامة.
فمنذ بدء التشغيل التجريبي وحتى اليوم، تم الإعلان عن شرائح أسعار جديدة تراعي المسافة المقطوعة وعدد المحطات.

تعريف القطار الكهربائي الخفيف ومساره

القطار الكهربائي الخفيف أو الـLRT هو منظومة نقل متطورة تعمل بالكهرباء بشكل كامل، وتُعد من الجيل الرابع للسكك الحديدية.
بدأت مرحلته الأولى بالربط بين محطة عدلي منصور المركزية (في مدينة السلام) والعاصمة الإدارية الجديدة،
ويمر بعدة محطات رئيسية أبرزها:

  • عدلي منصور – السلام.
  • العبور.
  • المستقبل.
  • الشروق.
  • بدر.
  • الروبيكي.
  • العاشر من رمضان.
  • العاصمة الإدارية.

ويمتد المسار حاليًا لمسافة تزيد على 65 كيلومترًا في مرحلته الأولى، ومن المقرر أن تصل المرحلة الثانية إلى مدينة العاشر من رمضان بشكل متكامل،
ثم إلى العاصمة الإدارية والمدينة الرياضية الدولية.

أسعار تذاكر القطار الكهربائي الخفيف

أعلنت وزارة النقل أن أسعار تذاكر القطار الكهربائي الخفيف تتدرج وفق عدد المحطات،
بحيث تكون العدالة في التسعير قائمة على المسافة المقطوعة.
وجاءت الأسعار كالتالي (للمرحلة الحالية من عدلي منصور إلى العاصمة الإدارية):

  • حتى 3 محطات: 10 جنيهات.
  • من 4 إلى 7 محطات: 15 جنيهًا.
  • من 8 إلى 12 محطة: 20 جنيهًا.
  • من 13 إلى 19 محطة: 25 جنيهًا.

وتشمل هذه الأسعار خدمة الدرجة العادية، بينما هناك اشتراكات شهرية للمستخدمين الدائمين بأسعار مخفضة بنسبة تصل إلى 50٪ على التذكرة العادية،
خاصة للعاملين في العاصمة الإدارية والطلاب.

أنواع التذاكر والاشتراكات

يمكن للركاب استخدام نظام التذاكر الورقية من شبابيك المحطات أو البطاقات الذكية (Smart Cards) التي تعمل باللمس.
كما تم إطلاق تطبيق إلكتروني يتيح شحن الرصيد عبر الهاتف المحمول لتسهيل تجربة الركوب.

أما الاشتراكات الشهرية فهي متعددة الأنواع:

  • اشتراك شهري للعاملين في العاصمة الإدارية: يسمح بـ60 رحلة شهريًا بأسعار تبدأ من 250 جنيهًا.
  • اشتراك طلاب الجامعات والمدارس: خصم يصل إلى 60% على الأسعار العادية.
  • اشتراك محدود للدخول في أوقات الذروة: موجه للمستخدمين الدائمين صباحًا ومساءً.

مميزات القطار الكهربائي الخفيف

المشروع يمثل أحد ركائز خطة الدولة للتحول نحو النقل الأخضر وتقليل الانبعاثات الكربونية.
ويتميز القطار الكهربائي الخفيف بعدة خصائص فنية وتشغيلية:

  • يعمل بالكهرباء بالكامل دون انبعاثات ملوثة.
  • يستخدم نظم إشارات وتحكم إلكترونية حديثة.
  • يمتاز بسرعة تشغيلية تصل إلى 120 كم/س.
  • الفاصل الزمني بين القطارات لا يتجاوز 5 دقائق في ساعات الذروة.
  • مزود بخدمة واي فاي وشاشات معلومات للمسافرين.

وتُعد عربات القطار صناعة مصرية – صينية مشتركة،
تم تجميعها داخل مصانع الهيئة القومية للأنفاق بالتعاون مع شركات صينية متخصصة.

الربط مع باقي وسائل النقل الذكي

محطة عدلي منصور تعد مركز الربط الأكبر في مصر بين خمس وسائل نقل جماعي مختلفة:
مترو الأنفاق – القطار الكهربائي الخفيف – السوبرجيت – القطار السريع – النقل الجماعي المحلي.
هذا التكامل يجعل الانتقال من شرق القاهرة إلى العاصمة الإدارية رحلة لا تستغرق أكثر من 45 دقيقة،
بعد أن كانت تمتد لساعتين أو أكثر سابقًا.

ويجري العمل حاليًا على إنشاء محطات تبادلية إضافية لتسهيل انتقال الركاب بين القطار الكهربائي ومونوريل العاصمة الإدارية،
ضمن منظومة النقل المتكامل التي تخدم قرابة 6 ملايين مواطن يوميًا عند اكتمال مراحلها.

أثر القطار الكهربائي على التنمية العمرانية

وجود القطار الكهربائي ساهم في تحفيز التنمية العمرانية على طول مساره،
حيث بدأت تظهر مشروعات سكنية وتجارية حول محطاته،
مثل مدينتي والشروق وبدر، وهو ما أعطى دفعة قوية للاستثمار العقاري في هذه المناطق.

كما أن قرب المحطات من الجامعات الجديدة والمدارس الدولية والمناطق الصناعية ساهم في جذب شرائح جديدة من السكان،
وأدى إلى تخفيف الضغط المروري عن الطرق القديمة مثل طريق الإسماعيلية الصحراوي وطريق السويس.

الجانب البيئي والاستدامة

يأتي القطار الكهربائي في قلب خطة الدولة لخفض الانبعاثات الحرارية بنسبة 40٪ بحلول عام 2030،
إذ يُعد وسيلة نقل خالية من التلوث مقارنة بالمركبات العاملة بالوقود.
كما تسعى الهيئة القومية للأنفاق لتركيب أنظمة طاقة شمسية في بعض المحطات لتقليل الاعتماد على الشبكة العامة للكهرباء.

ومن المتوقع أن يساهم المشروع في خفض استهلاك الوقود الأحفوري بنحو 50 ألف طن سنويًا،
ما يوفر للدولة ملايين الجنيهات سنويًا ويُقلل الضغط على البيئة.

خدمة الركاب وتجربة المستخدم

منذ افتتاح المشروع، حرصت وزارة النقل على أن تكون تجربة المستخدم مختلفة تمامًا عن وسائل النقل التقليدية.
فجميع المحطات مجهزة بمصاعد كهربائية، وممرات لذوي الاحتياجات الخاصة،
إضافة إلى لوحات إرشادية رقمية، وخدمة إنترنت مجانية داخل العربات.

توجد أيضًا خدمات أمنية متكاملة تضم كاميرات مراقبة على مدار الساعة،
ونظام تتبع فوري للقطارات، وغرفة تحكم مركزية لمراقبة الأداء التشغيلي،
مما جعل الركاب يشعرون بدرجة عالية من الأمان والانضباط في المواعيد.

التحديات والآفاق المستقبلية

رغم النجاح الكبير، تواجه المنظومة تحديات تتعلق بتوسيع شبكة الربط،
وإدماج القطار الكهربائي مع باقي وسائل النقل في تذكرة موحدة.
كما أن استمرار الدعم الحكومي مطلوب لضمان بقاء الأسعار في متناول الجميع،
خصوصًا في ظل ارتفاع تكاليف التشغيل والطاقة.

من المقرر أن تمتد المرحلة الجديدة من المشروع لتربط العاصمة الإدارية بمدينة العاشر من رمضان والروبيكي الصناعية،
لتخدم نحو 1.5 مليون راكب يوميًا عند اكتمالها.
كما تدرس الهيئة تطوير تطبيق موحد لحجز الرحلات ودفع التذاكر إلكترونيًا ضمن منظومة النقل الذكي.

آراء الركاب والمستخدمين

تنوّعت آراء المواطنين حول الأسعار وجودة الخدمة.
فالبعض يرى أن السعر مناسب مقارنة بمستوى الراحة والأمان،
بينما يطالب آخرون بتخفيضات إضافية للطلاب والعاملين بانتظام في العاصمة الجديدة.
في المقابل، أشادت فئات كثيرة بالانضباط، والنظافة، وسهولة الوصول، معتبرين القطار الكهربائي نموذجًا للنقل العصري في مصر.

القطار الكهربائي الخفيف والتنمية الاقتصادية

المشروع لم يكن مجرد خدمة نقل، بل أصبح محركًا للنمو الاقتصادي،
إذ ساعد في رفع قيمة الأراضي على طول المسار بنسبة تجاوزت 30% خلال عامين،
وشجع المستثمرين على إقامة مراكز تجارية وخدمية بالقرب من المحطات.

كما أوجد آلاف فرص العمل في مجالات الصيانة، والأمن، والنظافة، والبيع بالمحطات.
ويمثل ذلك أحد أهم أهداف الدولة في ربط البنية التحتية بالنمو الشامل،
ليتحول النقل العام إلى أداة مباشرة لخلق فرص عمل وتحريك الأسواق المحلية.

خاتمة

القطار الكهربائي الخفيف من السلام إلى العاصمة الإدارية ليس مجرد وسيلة نقل حديثة،
بل رمز لتحول جذري في مفهوم النقل العام في مصر نحو المستقبل الأخضر والذكي.
أما أسعار التذاكر فهي انعكاس لسياسة متوازنة تراعي العدالة الاجتماعية والاستدامة الاقتصادية.
ومع التوسع في المراحل المقبلة، سيصبح القطار الكهربائي أحد الأعمدة الرئيسية في منظومة المواصلات المصرية الحديثة،
وسيسهم في تغيير شكل الحياة اليومية لملايين المواطنين نحو الأفضل.



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى