هل سيسمح لفيسبوك بمشاهدة صورك.. ميزة جديدة تثير جدلا
تعرف علي الميزه الجديده من فيسبوك

في خطوة جديدة أثارت جدلا كبيرًا بين المستخدمين وخبراء التقنية أعلن فيسبوك عن ميزة تجريبية تهدف إلى تحسين تجربة المستخدم من خلال تحليل الصور الموجودة على الهواتف الذكية مما فتح بابا واسعا من الأسئلة حول مدى تأثير هذه الخطوة على الخصوصية وحدود البيانات التي يمكن للشركة الوصول إليها فبينما تصف الشركة الميزة بأنها تطور تكنولوجي يهدف إلى تخصيص التجربة يرى البعض أنها محاولة جديدة للتوسع في جمع المعلومات الشخصية بطرق غير مباشرة
هل سيسمح لفيسبوك بمشاهدة صورك.. ميزة جديدة تثير جدلا
أصبحت ميزة الفيسبوك، والتي تمكن مسح مكتبة صور الهاتف لإنشاء صور مجمعة وايضا تحريرها باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهيا متاحة الآن في أمريكا الشمالية، فقد اخترتها شركة ميتا في وقت سابق من هذا العام الجاري، علي إنها ميزة اختيارية، ولكن قد يمكن للشركة ان تقوم بتدريب نماذجها على وسائطك إذا قمت باستخدام تحرير الذكاء الاصطناعي أو حتي شاركت النتائج.
الميزة الجديدة: تحليل ذكي أم مراقبة خفية؟
الميزة التي بدأت في الظهور لدى عدد محدود من المستخدمين في بعض الدول، تعتمد على استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الصور المخزنة على الهاتف، بهدف اقتراح محتوى مشابه أو تحسين خوارزميات عرض المنشورات والإعلانات، وبحسب فيسبوك، فإن التحليل يتم محليا على الجهاز، دون رفع الصور إلى خوادم الشركة، وهو ما تصفه الشركة بأنه آمن ولا يخرق خصوصية المستخدم، لكن هذا التوضيح لم يكن كافيا لطمأنة الجميع، فالكثيرون يرون أن السماح لأي تطبيق بالوصول إلى ملفات الصور الشخصية حتى لو لم يتم رفعها هو باب خلفي قد يؤدي إلى انتهاك الخصوصية في المستقبل، خاصة إذا تغيرت سياسات الشركة أو حدثت ثغرات أمنية.
فيسبوك يطمئن مستخدميه: البيانات تحت سيطرتك
من جهتها، أكدت شركة ميتا المالكة لفيسبوك أن الميزة لا تقوم بمشاركة الصور مع أي طرف ثالث، وأن المستخدم يملك كامل الحرية في تفعيلها أو إيقافها في أي وقت من الإعدادات، وأوضح متحدث باسم الشركة أن الهدف منها هو تحسين تجربة الاستخدام وجعلها أكثر شخصية، مضيفا أن التقنية تعتمد على معالجة البيانات داخل الجهاز باستخدام نموذج ذكاء اصطناعي محلي دون اتصال بالإنترنت، إلا أن خبراء في مجال الأمن السيبراني حذروا من أن مثل هذه التطمينات لا تكفي دائمًا، لأن أي ثغرة أو تحديث مستقبلي قد يغير من طبيعة عمل الميزة، فبحسب هؤلاء الخبراء، الثقة في الشركات التقنية الكبرى يجب أن تكون مبنية على الشفافية الكاملة، وليس على الوعود فقط.
جدل متصاعد على مواقع التواصل
بعد إعلان الميزة، اشتعلت النقاشات على تويتر إكس وردت منصات أخرى، حيث عبر آلاف المستخدمين عن قلقهم من أن يكون فيسبوك بصدد اختبار وسيلة جديدة لجمع بيانات أكثر دقة حولهم، وانتشرت تعليقات تتساءل بسخرية فهل سيعرف فيسبوك الآن ما نأكله وما نرتديه أيضًا في المقابل، رأى آخرون أن التقنية قد تكون مفيدة فعلا إذا استخدمت بطريقة آمنة، خاصة لأولئك الذين يشاركون الكثير من الصور يوميًا، إذ يمكن للميزة أن تسهل تنظيم الألبومات أو اقتراح محتوى قريب من اهتماماتهم البصرية.
الذكاء الاصطناعي في خدمة الاعلانات
تحليل الصور ليس بالأمر الجديد في عالم التكنولوجيا، لكنّ دمجه في تطبيقات التواصل الاجتماعي الكبرى يمثل قفزة نوعية في جمع وتحليل البيانات، فمن خلال معرفة ما تحتويه صور المستخدم، يمكن للخوارزميات استنتاج الكثير عن حياته، والأماكن التي يزورها، وحتي الأطعمة التي يفضلها وكذلك نوع الملابس التي يشتريها،وحتى الحالة المزاجية التي يمر بها من خلال ملامح وجهه أو الألوان المستخدمة في صوره، كل هذه المعلومات تُعد كنزا ثمينا في عالم الإعلانات الموجهة، وهو ما يجعل فيسبوك في موقع مميز لتقديم إعلانات فائقة التخصيص، لكنها أيضًا تثير تساؤلات أخلاقية حول الحد الفاصل بين الراحة والاختراق.
الحدود القانونية للميزة الجديدة
من الناحية القانونية، تحاول ميتا الالتزام بلوائح الخصوصية العالمية، مثل اللائحة العامة لحماية البيانات الأوروبية GDPR، التي تلزم الشركات بإبلاغ المستخدمين بوضوح عن أي عملية جمع أو معالجة للبيانات،لكن الخبراء القانونيين يحذرون من أن تحليل الصور حتى وإن تم محليا، قد يندرج ضمن نطاق البيانات الحساسة، خصوصًا إذا كانت تحتوي على وجوه أشخاص آخرين أو مواقع خاصة، وفي الولايات المتحدة، لا تزال القوانين الخاصة بالخصوصية الرقمية متفاوتة بين الولايات، مما يخلق فراغا قانونيا تستفيد منه الشركات الكبرى في توسيع أنشطتها دون قيود موحدة.
رؤية المستخدمين بين الفضول والحذر
الكثير من المستخدمين بدؤوا يتعاملون مع الميزة بحذر، فبعضهم قام بتجربتها لاكتشاف قدراتها، بينما فضل آخرون إيقافها فورا من الإعدادات، ويبدو أن المسألة لا تتعلق فقط بالميزة نفسها، بل أيضًا بتاريخ فيسبوك الطويل مع الأزمات المرتبطة بالخصوصية، بدءا من فضيحة كامبريدج أناليتيكا الشهيرة وصولا إلى تسريبات البيانات التي تكررت خلال السنوات الماضية، هذا التاريخ جعل شريحة كبيرة جدا من المستخدمين تشعر بعدم الاطمئنان لأي ميزة تتضمن تحليلا للبيانات أو الصور، مهما كانت نوايا الشركة حسنة.
التطور القادم: نحو فيسبوك أكثر ذكاء… وأكثر تطفلًا
تؤكد ميتا أن الميزة هي مجرد بداية لسلسلة من الأدوات، التي ستعتمد على الذكاء الاصطناعي المدمج داخل الجهاز On-device AI، ما يعني أن فيسبوك يسعى لجعل تطبيقه أكثر تفاعلاً مع المستخدمين دون الحاجة الدائمة إلى الإنترنت، لكن هذه الرؤية تفتح الباب أمام تساؤل أوسع، هل يمكن لأي شركة أن تجمع بين الراحة القصوى للمستخدم والحفاظ على خصوصيته في الوقت نفسه، فكل خطوة نحو الذكاء الاصطناعي المتطور تعني بالضرورة جمع مزيد من البيانات الدقيقة، وهو ما يجعل الموازنة بين الأمان والتطور مهمة معقدة للغاية.
رأي الخبراء في مستقبل الخصوصية الرقمية
يرى بعض الباحثين في مجالات التكنولوجيا الرقمية أن العالم يتجه نحو مرحلة جديدة تعرف بـالذكاء الشخصي، حيث يتفاعل النظام مباشرة مع سلوك المستخدم وصوره وصوته ولغته، ويقول الخبير التقني الأمريكي جاستن موريس ان ثم الخصوصية كما نعرفها اليوم ستتغير جذريا خلال السنوات القادمة، فكلما أصبح الذكاء الاصطناعي أكثر قربًا منا، قلت المسافات بين حياتنا الرقمية والواقعية، أما خبراء الأمن السيبراني ويحذرون من أن البيانات البصرية، مثل الصور والفيديوهات، يمكن أن تكون أكثر خطورة من النصوص أو الرسائل لأنها تكشف عن تفاصيل دقيقة يصعب إخفاؤها.
كيف تحمي نفسك إن كنت قلقا
يوصي الخبراء المستخدمين الذين لا يرغبون في تفعيل الميزة بالخطوات التالية وهي كالاتي:
- الدخول إلى إعدادات فيسبوك وتحديد خيارات الخصوصية الخاصة بالصور.
- إيقاف أي صلاحية وصول للتطبيق إلى ملفات الصور.
- مراقبة التحديثات القادمة للتأكد من عدم تفعيل الميزة تلقائيا.
- استخدام تطبيقات أمان إضافية لمراقبة الأذونات على الهاتف.
تجنب حفظ الصور الحساسة في المعرض
يجل تجنب حفظ الصور الحساسه، التي تكون متصله بالتطبيقات الاجتماعية، وهذه الإجراءات تضمن بقاء السيطرة في يد المستخدم، خاصة في ظل تسارع التغيرات في سياسات الخصوصية داخل المنصات الرقمية، ميزه جديده اطلقها الفيسبوك من وجهه نظر الشركه خطوه مبتكره لتخصيص تجربه المستخدم الميزة الجديدة التي أطلقها فيسبوك قد تكون من وجهة نظر الشركة خطوة مبتكرة لتخصيص تجربة المستخدم، لكنها في نظر كثيرين تمثل تهديدا جديدا للخصوصية






