قصص وروايات

عبد الله يرث وعبد الله لايرث وعبد الله يرث ! ….. قصة مميزة

يحكى أنه في قديم الزمان كان هناك رجل لديه من الأبناء ثلاثة، وقد قرر أن يقوم بتسميتهم كلهم باسم عبدالله، ومر الزمان وقد اقترب موعد رحيل ذلك الرجل، وبينما كان على فراش الموت، قال لأبنائه:” عبد الله يرث، وعبد الله الآخر أيضا يرث” ثم لفظ أنفاسه الأخيرة وتوفي، ولكنه ترك أولاده في مشكلة كبيرة لأنه لم يعرفوا محتوى وصيته التي تركه خلفه، وهنا اتخذوا قرار بالذهاب الى قاضي المدينة ليحكم ويجد لهم حل .

وأثناء ذهابهم، قابلوا مسن وقد بدت عليه علامات التوتر والخوف وسألهم، ” هل رأيتم الناقة التي تخصني؟ فقد ذهبت مني ولا أستطيع أن أجدها ..؟

رد عبد الله الأول: هل كانت الناقة خاصتك عوراء”؟

رد عليه الرجل وقال” نعم”

وقال عبد الله الثاني:” هل كانت ناقتك عرجاء؟”

رد الرجل” نعم بالفعل”

واخيراً قال عبد الله الثالث:” هل الناقه  ليس لها ذيل”

رد عليه الرجل فرحا وقال:” نعم  .. هل رأيتها؟؟”

هنا ردوا الأشقاء الثلاثة في نفس واحد” لا لم نراها أبدا”

حينها شعر الرجل بالغضب الشديد وصرخ عليهم وشعر أنه في أمرهم شىء ما، لذلك قرر أن يذهب الى القاضي ويشتكي عليهم ويبحث عن الناقة خاصته لأنه هو من يستطيع أن يحسم الأمر.

وبالفعل ذهب الأخوة الثلاثة دون أي اعتراض لأنهم كانوا سيذهبون إليه ليجد لهم حل في مشكله الوصية.

عندما وصلوا الى القاضي، سرد الرجل مشكلته عليه ، ثم قال القاضي للإخوة ” من أين لكم بكل تلك أوصاف الناقه إذا لم تكونوا قد رأيتموها؟؟”

رد الأخ الأول عبد الله:” أنا رأيت أن العشب الموجود على جانب الطريق مأخوذ منها بأكمله ، على عكس الجانب الآخر كان على هيئته لم يتغير به أي شىء، لذلك عرفت وقتها أن الناقة عوراء”

ثم قال عبد الله الثاني :”أما أنا فقد لاحظت أن آثار أقدامها غير منتظمة ،حيث كانت إحدي قدميها تغرس في الأرض بشكل أعمق من القدم الأخرى، ومن هنا تيقنت أنها عرجاء”

أما عند سؤال عبد الله الثالث رد وقال:” أنا رأيت أن فضلاتها في مكان واحد فقط، وهذا ليس من عادة الجمال أنها تقوم بتوزيع فضلاتها وذلك نتيجة تحريك ذيلها ، لذلك عرفت على الفور أنها لا تملك أي ذيل”

اقتنع القاضي بكلامهم وقال للرجل :” أن هؤلاء بالفعل لم يروا الناقة خاصتك، لذلك إذهب وأعثر عليها في مكان آخر”

وبعدما ذهب الرجل سرد الأخوة الثلاثة قضيتهم على القاضي ، فقال لهم أن ينتظروا يوم آخر حتى يجد لهم حل في تلك المشكلة، حينها مكثوا الإخوة في دار ضيافة القاضي ، وحينها شعروا أن هناك من يراقبهم من بعيد، وهذا الذي يراقبهم دخل عليهم وجاء إليهم بالطعام وكان ذلك الطعام مكون من لحم وقطع من الخبز.

حينها قال عبد الله الأول بعد أن تناول اللحم:” هذا اللحم من لحوم الكلاب”

وقال عبد الله :” الخبز هذا من صنع سيدة وهى تحمل إبنها في شهرها التاسع”
ثم أضاف عبد الله الثالث:” هذا القاضي الذي جئنا إليه هو من علاقه غير شرعيه”
وعندما إنتشرت هذه الأخبار بين الناس في المدينة، وسمع به القاضي أمر باستدعاء الاخوة الثلاثة ليسمع منهم صحة ما إنتشر بين الناس.

قال القاضي:” من الذي أشاع أن اللحم الذي تناولته هو لحم كلاب”

أجاب عبد الله الأول:” انا من عرفت بذلك الأمر”

قام القاضي بمناداة الطباخ وقال له نعم أن اللحم هو لحم كلاب والسبب في ذلك أن الراعي تأخر في الإتيان بلحم الأنعام ولذلك اضطر الى تقديم لحم كلب عوض عن ذلك.

سأل القاضي عبد الله الأول:” من أين لك بهذا”

رد عليه وقال:” لأن لحم الماشية يكون فيه الدهن فوق اللحم، أما هذا يكون اللحم فوق الدهن، وهذا لا يتواجد إلا في لحم الكلب فقط:”
رد عليه القاضي:” أنت يا عبد الله تستطيع أن تأخذ حقك من الإرث”

وبعدها قال :” من قال أن الخبز هو من صنع سيده في شهرها التاسع؟”

رد عليه عبد الله الثاني:” انا عرفت بذلك”

ثم نادى القاضي الخباز وعرف أن من قام بالخبز هي سيدة تحمل في شهرها التاسع

ثم سأله:” من أين لك علم بذلك؟”

رد عليه وقال:” لأنني عرفت أن الخبز قد اترفع من جانب واحد دون الآخر لذلك عرفت أنه من قام بخبزه لم تتمكن تحريكه بسبب جنينها الذي في بطنها”

فقال القاضي على الفور: “أنت أيضا سوف يكون لك حصة من الإرث”

ثم توجه الى عبد الله الثالث وقال له:” كيف لك أن تتهمني وتنشر بين الناس إني ابن حرام”

أجابه عبد الله الثالث :” لأن إذا كنت رجل حلال، لما أرسلت علينا من يراقبنا ، ولم تكن تقدم لنا لحم كلاب”
غضب القاضي كثيراً ، وقام بإستدعاء والدته على الفور وعرف منها أنها أنجبته من علاقة غير شرعية

ثم قال القاضي لعبد الله الثالث:” لذلك أنت سوف لا تأخذ حقك في الإرث”

سأله عبد الله الثالث:” لماذا أنا فقط ومن دون اخوتي؟”

رد عليه القاضي:” لأنه من المعروف أنه لا يعرف أن من أمامه من علاقة غير شرعية إلا أن يكون هو أيضا مثله”

وعندما عادوا الأخوه الى والدتهم وسألوها عن أخوهم عبد الله الثالث عرفوا أنه لم يكن إبنها من دمها، وأنهم عثروا عليه أمام الجامع واخذه والدهم وربهم مع أبنائه الأصليين.

العبره من القصه:البصيرة والحكمة في تلقي الأمور يمكنها أن تتفوق على المعرفة، وان الحقيقة هي التي تجد طريقها الصحيح حتى لو حاول الكثير اخفائها.



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى