اخبار التكنولوجيا

أم آلية هل يصبح الحمل والولادة في روبوت؟ بين الحقيقة والخيال

تعرف علي الروبوت الذي يكون قادر علي الحمل والولاده

في السنوات الأخيرة، تظهر أخبار تقنية مثيرة وغريبة جدا أحيانا من بينها فكرة روبوت قادر على أن يحمل ويُنجِب ويُربي الأطفال وذلك باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي الفكرة تبدو كأنها من خيال علمي لكنها أثارت جدلا واسعا بين العلماء والمتابعين في هذا المقال سنحاول أن نفهم ما هي هذه الفكرة ما الذي نعرفه عنها الآن ما الصعوبات التي تواجهها وما هي الآثار الأخلاقية والاجتماعية إذا تحققت يومًا

أم آلية هل يصبح الحمل والولادة في روبوت؟ بين الحقيقة والخيال

العلماء يطورون أم آلية، روبوت يمكنه الحمل والولادة وتربية الأطفال ب خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وهذا الذي تم من خلال الفريق العلمي الذي يقود الأبحاث ومازال يجري البحث عن هذا الموضوع الهام جدا والمثير للدهشة، حاليًا في مركز أبحاث التكنولوجيا الحيوية في جامعة تسينغهوا بالصين بالتعاون مع مؤسسات من أوروبا واليابان الهدف منه هو ابتكار روبوت مزود بنظام بيولوجي مصغر، ويكون قادر على محاكاة بيئة الرحم البشري، بحيث يقدر يحتضن خلايا أو أجنة صناعية، ويتابع تطورها بشكل دقيق جدًا.

ما هي الأم الآلية أو “روبوت الحمل”؟

المقصود بالأم الآلية هو روبوت مزوَّد بجسد شبيه بالبشر أو جهاز بيولوجي تقني، يحتوي على رحم صناعي أو نظام صناعي للبقاء على الجنين داخله حتى الولادة، وبالمثابة وسيط يحمل الجنين طوال فترة الحمل، الفكرة طورت من الدمج بين تقنيات الجهاز الاصطناعي والأنظمة البيولوجية، بحيث تزود الجنين بالمواد الغذائية، الأوكسجين، التصريف، التواصل بمجموعة من الأنظمة، ومراقبة نموه، كما تطرح فكرة أن هذا الروبوت قد يستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لمراقبة نمو الجنين، ضبط البيئة وربما التفاعل أو التعلم مع الظروف.

نموذج اولي في عام 2026 لاطلاق روبوت الحمل

بعض الأخبار تقول إن علماء صينيين يخططون لإطلاق نموذج أولي عام 2026 لروبوت يمكنه الولادة لكن يجب التنويه بعض هذه الأخبار قد تكون مبالغات أو حتى مختلطة بخيال مثلاً، خبر روبوت الحمل انتشر على أنه حقيقي، لكن بعض التحققات تقول إنه مجرد إشاعة أو مشروع في بداياته فقط.

ما الذي نعرفه الآن من أبحاث حقيقية؟

رغم أن فكرة الروبوت الذي يحمل الجنين من البداية حتى الولادة لم تتحقق عمليا بعد، هناك بعض الأبحاث المجاورة التي تقترب من ذلك، أو تشكل أسلافًا للفكرة، مثل الأرحام الصناعية Artificial Wombs،فبعض الفرق البحثية تعمل على توفير بيئة شبيهة بالرحم الصناعي، يمكن أن تستخدم لدعم المواليد الخدج جدًا أجنة تولد قبل إتمام فترة الحمل، مثلاً، في مستشفى Philadelphia، تم تطوير نظام يعرف بـ EXTEND يحاكي بيئة الرحم من حيث السائل المحيط بالجنين، التغذية، الأوكسجين،هذه الأبحاث ليست لتأسيس جنين من البداية بل لدعم جنين وُلد مبكرًا ليكمل بقية النمو في بيئة صناعية.

الذكاء الاصطناعي والتخصيب المختبري IVF + روبوتات

تقنية حديثة استخدمتها شركة في المكسيك تطبق خطوات التلقيح الاصطناعي تقريبًا بالكامل بواسطة أتمتة وذكاء اصطناعي، الروبوت يتعامل مع أكثر من 200 خطوة في عملية التلقيح، من اختيار الحيوان المنوي وحتى تخصيب البويضة، هذا يوضح أنه ليس كل شيء خياليا، أجزاء من العملية قد تنفذ آليا بالفعل.

التحديات التقنية الهائلة

إذا أردنا أن ننشئ روبوتًا قادرا على الحمل الكامل والولادة، فإليك بعض من أهم العقبات، تغذية الجنين ونقل المواد يجب توفير الأكسجين والمواد الغذائية والتخلص من الفضلات طوال تسعة أشهر، وموازنة البيئة البيئة داخل الرحم هي بيئة دقيقة للغاية، درجات الحرارة، الضغط، ضغط الدم، مستويات الأوكسجين، نسبة ثاني أكسيد الكربون، التوازن الكيميائي كلها ضرورية، المناعة والعدوى من أكبر المخاطر أن يصاب الجنين بالعدوى أو أن تهاجمه أنظمة المناعة في الحمل الطبيعي، يوجد توازن معقد بين الأم والجنين حتى لا يهاجم الجهاز المناعي الجنين كجسم غريب، التوصيل بين الجنين والأم في الحمل الطبيعي، يكون المشيمة والحبل السري وتتبادل الأم والجنين العديد من المواد المناعية و الهرمونية، الروبوت يحتاج آليات تعويضية لذلك.

زرع الجنين أو الانغراس

كيف تزرع البويضة المخصَّبة في الرحم الآلي أو كيف تربط الأوعية الدموية، الولادة الفعلية كيف ينفذ الولادة هل يكون عبر عملية جراحية أو فتح معين، كيف يخرج الجنين من الروبوت، النمو العصبي والتأثيرات الدقيقة قد تكون هناك تأثيرات غير معروفة على تطور الدماغ أو الأعضاء إذا البيئة ليست مثالية، ومحدودية المعرفة كثير من تفاصيل الحمل البشري ما زالت غير مفهومة تمامًا، فكيف يعاد إنشاؤها في آلة.

السيناريوهات المحتملة لو تحققت الفكرة

إذا نجحت الفكرة، فإليك بعض السيناريوهات التي قد تنتج انه سيكون هناك إمكانية لمن لا يستطيعون الحمل طبيعيا أن يستخدموا روبوتًا ليكون أما صناعية، يمكن أن يتمّ تسريع عمليات الإنجاب أو جعلها ممكنة في ظروف تجعل الحمل الطبيعي محفوفًا بالمخاطر لكبار السن أو من لديهم مشاكل صحية، وقد يستخدم في البحث العلمي لفهم النمو الجنيني، التجارب الطبية، أو تعديل العلاجات الجينية داخل الجنين، و لكن قد يؤدي إلى مسألة من هو الأم؟ وما حقوق الجنين، وما هي العلاقة بين الأب أو الأم البشرية والجنين فقد يحدث تغيير اجتماعي وثقافي كبير حول معنى الأمومة، الأسرة، العلاقة بين الإنسان والآلة.

الجوانب الأخلاقية والاجتماعية والدينية

هذه الفكرة ليست مجرد تقنية، بل تحمل معها تداعيات أخلاقية عميقة علي الهوية والروابط الإنسانية فكيف سيتكوّن ارتباط الأمومة بين الإنسان والجنين إذا لم يكن هناك جسم بشري، و تتأثر العلاقة النفسية و العاطفية ويعتبر هذا تلاعبا بطبيعة الإنسان وايضا العدالة والتوزيع وهل سيحصل على هذه التقنية، وهي فقط للأثرياء؟ وهل ستفصّل في بعض الدول وتُحرَّم في أخرى؟والحقوق القانونية ما هي حقوق الجنين، من هو الوصي إذا فشل الجهاز، من يتحمل المسؤولية؟فهل يعترف بهذا الطفل قانونيا كأنه وُلد طبيعيًا.

الدين والقيم

في كثير من الأديان، الحمل والولادة يُعد ان أمرًا مقدسا، ومعالجة هذا قد تثير جدلاً كبيرًا في الفقه الديني بعض الفقهاء قد يرون أن هذه التكنولوجيا تدخل في خلق وهو أمر متروك لله، وتثير أسئلة مثل هل يسمح بها؟ هل هي تغيير في الخلق وهناك مخاطر على الجنين إذا فشلت التقنية أو كانت النتائج غير مضمونة، قد يتعرض الجنين لمضاعفات أو تشوهات من يحمي هذا الجنين و حتى التوازن البشري و الآلي فهل ستُقتصر هذه التكنولوجيا على حالات نادرة، أم قد تصبح الطريقة الأساسية للإنجاب في بعض المجتمعات، كيف سيتعايش البشر مع فكرة أن جسم الإنسان ليس ضروريا للحمل.

علم حديث مابين القبول والرفض

الفكرة مثيرة جدًا وتحمل إمكانات كبيرة، لكنها ليست قريبة التحقيق العملي الكامل، ويمكن أن هذه الخطوة الأولى ستكون في مجال دعم الأجنة الخدج أو حتي تكون باستخدام الأرحام الصناعية كجسر، لا الحمل الكامل منذ البداية وربما بعد عقود، قد نرى نماذج تجريبية محدودة جدا، لكن ليس بالشكل المنتشر أو المتاح للجميع الأهم أن الأشخاص يكونو علي درايه أن هذا ليس بديل للمرأة بالكامل، بل قد يكون خيارا في حالات خاصّة، ويجب التعامل معه بحذر كبير من الناحية الأخلاقية و من الضروري وجود قوانين دولية تنظم هذا المجال، حماية حقوق الأفراد والجنين، وايضا مراقبة أخطار التلاعب البشري.



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى