ابتلاء بسمة (الجزء الثاني والأخير)

هنا جهزت نفسها ونزلت ولقت عربية مستنياها، ركبتها، والعربية اتجهت بيها ناحية فيلا الزعيم أدهم.
وبعد شوية سيف صحي واستغرب إن هنا مش موجودة.
سيف في الوقت ده قرر انه ميقعدش في البيت ده دقيقة كمان، ولبس الهدون اللي كانت هنا جايبها وخرج من الأوضة.
وأول ما خرج لقى حسنية قاعدة على الكرسي اللي قدام الباب.
حسنية بدلع: على فين يا أخرة صبري؟
سيف: وإنتي مالك؟
حسنية: مالي في جيبي تيجي تشوفه؟
سيف بصلها بقرف وسألها عن مكان هنا.
حسنية: هيهيييي انت وقعت في غرام البت دي ولا ايه؟ طب ما تجرب تحبني أنا؟
وبعدها قربت منه وقالت بدلع: هعجبك أوي.
سيف بعد ما زقها، سألها بكل جدية: هنا فين؟
حسنية بصتله بقرف، وقالت: غارت في داهية.
سيف: أيوه يعني راحت فين؟
حسنية بصراخ: وأنا إيش عرفني، ولو أعرف مش هقولك.
سيف سابها وفتح الباب ومشي، وحسنية تفت عليه، وقالت: داهية تاخدك انت وهي.
في الوقت ده كانت هنا وصلت لفيلا أدهم والعربية وقفت.
هنا نزلت وبصت على المنظر الجميل اللي كان قدامها، وكانت شايفة فيلا في قمه الفخامه والجمال.
دخلت الفيلا وأول ما دخلت حست بخوف وقلق.
هنا في نفسها: أهدي يا بت متخافيش إن شاء الله مش هيحصل حاجة وربنا هيحميكي.
وبعدين الزعيم أدهم قال إن هو هيحميني ومش هيأذيني أبدًا ووعدني بكده.
وفجأة سمعت صوت راجل نبرته قوية نازل من فوق.
بصت ولقت الزعيم أدهم بطلته الرهيبة نازل وهو في قمة أناقته.
أدهم أبتسم ليها، وخرج في جنينة الفيلا، وكان بيتكلم في التليفون.
هنا فضلت مستنياه وهي خايفة وعايزة تعرف هو عايزها في ايه.
في المستشفى..
بسمة مكانتش لسه فاقت وكانت هدى وشهد قاعدين جنبها، وحمزة كان قاعد في أخر الأوضة شايل همهم كلهم.
وفجأة باب الأوضة بيتفتح وبيدخل اتنين ممرضين ومعاهم سرير متحرك.
حمزة استغرب من دخولهم المفاجئ وكان لسه هيطردهم بس اتفاجئ إنهم رايحين يشيلوا بسمة وبيحطوها على السرير المتحرك، هدى وشهد وأمها وحمزة اتخضوا وراحوا مسكوا في الممرضين.
بس بيتفاجئوا بإبراهيم داخل ورا الممرضين وبيقول: سيبوهم أنا اللي جايبهم.
كل اللي في الأوضة استغربوا ومكانوش فاهمين ايه السبب اللي خلاه يعمل كده.
حمزة: هما بيشيلوا بسمة ليه يا عمي؟
إبراهيم: بسمة هتروح مش هتقعد في المستشفى.
الكل قال في نفس واحد باستغراب: إزاي يعني؟
إبراهيم: مش وقت كلام هبقى أفهمكم بعدين.
هدى بهدوء: معلش يا عمي بس بنتك لازم تبقى في المستشفى عشان نبقى مطمنين عليها لو حصل أي حاجة.
إبراهيم بصلها بجدية وبنظرات مخيفة وساعتها كل اللي في الأوضة سكتوا وعرفوا إن في حاجة هما مش فاهمينها.
الممرضين شالوا بسمة وحطوها على السرير المتحرك وخرجوا من الأوضة، وهدى وشهد وحنان وإبراهيم كانوا ماشيين وراهم لحد ما وصلوا لبره المستشفى.
أول ما خرجوا من المستشفى الكل اتفاجئ بعربية خالد واقفة قدام باب المستشفى وإياد واقف على جنب.
إبراهيم أمر الممرضين إنهم يحطوا بسمة في عربية خالد.
حمزة بصدمة: طب ما عربيتي موجودة يا عمي!
إبراهيم: لا بسمة هتروح مع جوزها.
حمزة باستغراب: جوزها!!!!
إبراهيم ببرود: مش وقت كلام دلوقتي هبقى أفهمكم بعدين.
حمزة اضطر يسكت وميقاوحش بس كان مستغرب جدًا هو وشهد وهدى وحنان.
خالد نزل من العربية وساعد الممرضين إنهم يحطوا بسمة في الكرسي اللي ورا.
وبعد ما الممرضين مشيوا وبسمة بقت في عربية خالد راح راكب قدام وابتسم لإبراهيم، وقال: أروح أنا يا عمي خلاص؟
إبراهيم بابتسامة: أنا وثقت فيك واديتك بنتي اللي هي أغلى حاجة عندي يا ريت تكون قد الثقة دي.
خالد: إن شاء الله بنتك بسمة هتبقى في عيني.
إبراهيم: ماشي يلا روح بسرعة قبل ما مراتك تصحى.
خالد ابتسم ابتسامة عريضة وكان ظاهر على وشه ملامح الفرحة.
بس في نفس الوقت الكل كان مصدوم من اللي بيحصل، ومكانوش فاهمين أي حاجة.
حمزة كان الفضول هيقتله وعايز يعرف ايه اللي بيحصل ولقى إياد واقف على جنب فجري عليه.
حمزة: ولا انت هتقولي في ايه دلوقتي حالًا وإلا مش هسيبك.
إياد بعد ما رفع كتفه قال بكل برود: والله يا ابني علمي علمك.
حمزة: يعني ايه يعني إحنا كده واقفين زي كياس الجوافة ومالناش أي لازمة ومش عارفين أي حاجة؟
إياد بضحكة: بالظبط كده أحسنت.
حمزة بتوعد: ماشي يا خالد، حلوة التغفيل دي، بس مش هعديهالك.
إبراهيم نادى على الكل عشان يروحوا.
شهد: بابا هو أختي بسمة ما جتش معانا ليه؟
إبراهيم بجدية: قولت لما نروح البيت هقولكم على كل حاجة، خلاص محدش يتكلم في الموضوع ده دلوقتي.
إبراهيم لحمزة: طب ايه يا أستاذ هتفضل سايبنا ملطوعين هنا كده!
مش ناوي تروحنا ولا ايه!؟
حمزة لإياد: طب اسيبك أنا لاحسن شكل عمي متعصب وهيمسكنا يضربنا كلنا.
راح حمزة ركب عربيته، وشهد وهدى وإبراهيم ركبوا معاه وسلموا على إياد ومشيوا.
وإياد هو كمان وقف تاكسي وروح البيت.
في فيلا أدهم..
هنا لما وصلت الفيلا أدهم كان معاه شغل كتير وفضل يتكلم في التليفون فاضطرت تطلع تنام وترتاح شوية لحد ما أدهم يخلص.
وفعلًا صحيت بالليل ونزلت تدور على أدهم ولقيته قاعد في الجنينة وساند ضهره على الشجرة ومغمض عينيه.
هنا خرجت وراحت ناحيته بس قبل ما توصله لقت أدهم بيقول من غير ما يفتح عينيه: تعالي يا هنا.
هنا بعد ما اتخضت: ايه الرعب ده انت عرفت إن أنا هنا إزاي ؟
أدهم بابتسامة لطيفة بعد ما فتح عينيه الرمادية: عادي ايه المشكلة؟
هنا بخوف: لتكون مخاوي ولا حاجة؟
أدهم بضحكة لطيفة وساحرة: لا يا ستي متخافيش مش مخاوي، أنا بس بتدرب وكانت الأجواء هادية وحسيت بخطواتك وانتي جاية.
هنا بتنهيدة ارتياح: طمنتني ده أنا خوفت لاحسن تكون مخاوي.
أدهم: طب لو أنا مخاوي هتعملي ايه؟
هنا بجدية: هطلع أجري وهلم عليك الناس.
أدهم بضحكة: والله أكتر حاجة بحبها فيكي خفة دمك وطيبة قلبك.
هنا بكسوف: ميرسي على ذوقك يا أدهم بيه.
أدهم بعد ما اتعدل وبص لهنا بجدية، قال: طبعًا يا هنا أنا طول الفترة اللي عشتيها معانا عمري ما خليت حد يتعرضلك أو يأذيكي وعمري ما خليت حد يلمسك غصب عنك.
هل أنا قصرت معاكي في يوم؟
هنا: لا والله مقصرتش خالص يا أدهم بيه والصراحة لو عشت عمري كله مش هعرف أردلك الجميل ده.
أدهم بجدية: انتي موجودة هنا النهاردة عشان ترديلي الجميل ده يا هنا.
هنا بنبرة خوف: هردهولك إزاي يا أدهم بيه؟
أدهم: هتشتغلي معايا؟
هنا باستغراب: يا ريت تكون أوضح شوية يا أدهم بيه، هشتغل معاك أعمل ايه؟
أدهم: هتشتغلي معايا جاسوسة في المافيا الروسية.
هنا بعد ما سمعت الكلام ده منطقتش ولا حرف ومظهرش على وشها أي تعابير، وملامحها كانت باردة.
أدهم استغرب من رد فعلها وحس إن هي اتجمدت في مكانها.
أدهم: هنااااا.
هنا بعد ما فاقت على صوته: ماشي يا أدهم بيه.
أدهم باستغراب: ماشي ايه؟
هنا: ماشي هشتغل معاك.
أدهم كان فاكر إن هنا هتتعبه وهترفض وافتكر انه هيلجأ لتهديدها عشان توافق على اللي هيطلبه منها.
بس اتفاجئ من رد فعلها وموافقتها اللي بسرعة دي.
أدهم بصدمة: يعني انتي موافقة؟
هنا: سؤالك غريب أوي يا أستاذ أدهم.
هو حضرتك بتؤمرني ولا بتطلب مني؟
أدهم بصلها ومردش وعرف هي قصدها ايه.
هنا بنبرة حزينة: مش لازم ترد يا أستاذ أدهم بس معروف يعني اللي زيي مش من حقهم يرفضوا ومينفعش نقول لا على أي أمر نتأمر بيه.
أدهم مكانش مصدق إن هي ردت عليه رد بالقوة دي.
بس في نفس الوقت مكانش عارف يقولها ايه أو يواسيها إزاي لنإه هو كمان مجبر على الوضع اللي هو فيه.
أدهم بحزن: سامحيني يا هنا عارف إن الحقيقة مش واضحة بس صدقيني أنا زيي زيك ومجبر على كل حاجة أنا بعملها ومش عارف اساعد نفسي.
هنا وعينيها مليانة دموع وبتتكلم وهي بتشهق: يعني ايه مش عارف تساعد نفسك يا أدهم بيه؟
أدهم: يعني أنا بردوا مجبر على اللي أنا بعمله وبتعرض للتهديد.
هنا أنا هقولك على حاجة دلوقتي بس اتمنى الموضوع ده يفضل سر بيني وبينك.
هنا هزت راسها بالموافقة.
أدهم بجدية ونبرة حزينة: أنا ظابط في المخابرات المصرية.
هنا بصدمه: ظابط!!
أدهم: أيوه ظابط.
هنا بتساؤل: طب طالما إنت ظابط ليه شغال مع المافيا الروسية والناس الوحشة دي؟
أدهم بنبرة حزينة: زي ما قولتلك قبل كده يا هنا أنا شغال معاهم بالإجبار ومش في ايدي أي حاجة أعملهاـ وصدقيني حاولت كتير بس من غير أي فايدة.
وبعد كده غير ملامح وشه وأتكلم بجدية، وقال: يلا يا هنا إحنا مش هنقعد نحكي في الماضي ونفتح قلبنا لبعض قومي نامي يلا ومتشغليش بالك عشان ورانا شغل كتير بكره.
هنا وهي بتعيط زي الأطفال: لا ماليش فيه، أنا عايزة أعرف كل حاجة ومش همشي غير لما تحكيلي.
أدهم بابتسامة لطيفة: يلا يا هنا معلش خشي نامي، وإن شاء الله انتي هتعرفي في يوم من الأيام كل حاجة بس أما يجي وقتها.
أهم حاجة بس أوعي الكلام اللي أنا قولتهولك دلوقتي حد يعرفه.
هنا فضلت باصة في عيون أدهم اللي مليانة براءة وحنية عكس شخصيته اللي بتدل على انه زعيم مافيا.
وفي نفس الوقت أدهم هو كمان كان سرحان في عيون هنا الجميلة وكان هيضعف قدام جمالها بس مسك نفسه وقام من مكانه بسرعة من غير ما ينطق ولا كلمة.
هنا فضلت باصة على المكان اللي كان أدهم قاعد فيه، وسألت نفسها: يا ترى ايه حكاية أدهم الحقيقية؟
وبعدها قامت من مكانها وطلعت أوضتها وقعدت على سريرها وفضلت سرحانة لوقت طويل في أدهم بس النعاس غلبها ونامت.
في بيت بسمة..
الكل طلع البيت وهو متعصب ومتضايق وشهد أكتر واحدة كانت متعصبة وعايزة تعرف ايه اللي بيحصل لأن هي مكانتش فاهمة أي حاجة.
شهد أول ما دخلت البيت قالت: يا ترى بقى يا بابا هتحن علينا وتعرفنا ايه اللي بيحصل ولا بردوا هتفضل ساكت.
هدى بزعيق: شهد عيب احترمي نفسك ده أبوكي!
شهد: أبويا ولا مش أبويا بقى أنا خلاص عايزة أعرف ايه اللي بيحصل.
وبعدين مش فاهمة أنا إزاي أبويا يجوز أختي من غير ما يعرفها، لا وكمان قبل ما شهور العدة تخلص، هو مبقاش في دين ولا ايه؟
أنا عايزة افهم ايه اللي بيحصل دلوقتي حالًا.
حمزة: اهدي يا شهد واقعدي وأبوكي هيفهمنا كل حاجة.
حمزة :ها يا عمي هتفهمنا ايه اللي بيحصل ولا ايه؟
إبراهيم ببرود: خلصتوا صياح؟
حنان: معلش يا إبراهيم إحنا بس متعصبين عشان زعلانين على بسمة ومش فاهمين أي حاجة.
إبراهيم بدأ يحكيلهم اللي حصل.
فلاش باك..
إياد وإبراهيم وصلوا الكورنيش وفعلًا زي ما إياد قال خالد كان قاعد قدام البحر لوحده.
إبراهيم لإياد: ده انت حافظ أخوك بقى؟
إياد: عيب عليك يا عمي إحنا شوافين جدًا.
إبراهيم: ماشي يا عم الشواف استأذنك أنا بقى تمشي عشان عايز خالد على انفراد.
إياد: من عيني يا عمي حاضر، انت تؤمر.
وفعلًا إياد مشي وإبراهيم راح قعد جنب خالد، وخالد مكانش واخد باله منه.
إبراهيم: يا ترى سرحان في ايه يا جلاب المصايب.
خالد بعد ما اتخض: عم إبراهيم! انت بتعمل ايه هنا؟
إبراهيم: جاي اقعد على البحر شوية يا عم ولا انت بس اللي يحق ليك تقعد على البحر؟
خالد: انت تنور يا عمي.
أنا عارف إن حضرتك متضايق مني بسبب اللي أنا عملته في المستشفى بس أنا مستحملتش فكرة إنهم يودوها مستشفى المجانين لإني ب…..
خالد اتكسف واتراجع عن الكلام اللي كان هيقوله، وإبراهيم لاحظ كده.
إبراهيم: لإنك ايه يا خالد قول متتكسفش.
أنا ملاحظ من بدري اللي انت عايز تقوله من نظرات عينيك.
خالد بجرأة: أيوه يا عمي الصراحة كده أنا بحب بنتك ومش هستحمل اشوفها بتتأذي بالطريقة دي وأسكت.
إبراهيم بابتسامة لطيفة: انت بتحب بنتي بجد يا خالد؟
خالد: بص أنا عارف إن محدش هيصدقني بس أنا والله حبيت بسمة حب صادق ومحبتش زيها أبدًا.
وعارف إن كله هيستغرب إزاي حبيتها في الفترة القصيرة دي وكمان أنا مشوفتهاش كتير.
بس صدقني والله أنا حبيتها، وحبيت طريقة كلامها وشخصيتها وروحها الحلوة.
إبراهيم بلطف بعد ما حط ايده على كتف خالد: أنا مصدقك يا خالد.
مصدقك عشان أنا حبيت زيك قبل كده، وكمان أنا شوفت نظرات الحب اللي انت بتتكلم عنه في عينيك.
شوفت نظرتك لبسمة بنتي وحسيت إن عينك بتتكلم وبتحكي عن حبك ليها.
محدش ليه سيطرة على قلبه يا خالد، قلبنا بيختار اللي هو عايزه واحنا مينفعش نعترض أو نختار حاجة غير اللي القلب اختارها.
بس في حاجات انت لازم تعرفها الأول يا خالد عشان ممكن تغير رأيك بعدها.
خالد بعد ما ابتسم ابتسامة لطيفة وبص لإبراهيم بجدية: مش عايز أعرف حاجة يا عمي.
كل اللي عايزه إني اتجوز بسمة بنت حضرتك وأي حاجة تاني هعرفها بعد كده مش هتغير رأيي.
إبراهيم بلطف: انت طيب يا خالد وشاب محترم بس معلش لازم تعرف.
بسمة كانت متجوزة ولسه متطلقة ومكملتش شهر.
وكمان بنتي لسه بنت بنوت.
خالد باستغراب: إزاي يعني كانت متجوزة ولسه بنت بنوت.
إبراهيم: الشخص اللي كان متجوز بنتي ملمسهاش من ساعة ما اتجوزها بسبب إن في بهاق في جسمها.
وبسمة بنتي مضحكتش على الشخص ده ولا حاجة هي معرفاه من أول يوم جه يتقدم فيه وهو وافق على الوضع واتجوزها.
بس بعد الجواز الأمر اختلف.
وبدأ إبراهيم يحكي القصة من أولها لأخرها لخالد ولما خلص كلامه قام وقف وقال: أنا كده عرفتك كل حاجة يا ابني، فكر كويس وبعد كده قرر وشوف هتعمل ايه، ومشي وسابه.
إبراهيم عرف خالد كل حاجة عن بسمة وسابه ومشي.
خالد بصوت عالي: عم إبراهيم.
إبراهيم لف وشه وبص ناحية خالد: ايه يا خالد؟
خالد بعد ما قام من مكانه ووقف قدام إبراهيم وابتسم، قال: هو أنا مش قولتلك من شوية إن أي حاجة هتقولها مش هتغير من رأيي.
انت اللي قلت ببوقك يا عمي إن احنا مالناش تحكم في قلوبنا.
وأنا من ساعة ما شوفت بسمة وأنا مبعرفش أفكر في أي حاجة غير فيها وكل همي إني ابقى جنبها.
وفعلًا أنا حبيت بنتك مش عشان شكل أو جسم أو أي حاجة من الأفكار المريضة دي.
أنا حبيت بسمة عشان هي بسمة، حبيتها لروحها الحلوة وطيبة قلبها وعفويتها.
بنتك جوهرة أنا بدور عليها من زمان يا عمي يا ريت متحرمنيش منها.
وأديني جاي بقولك تاني أهو إني بحب بسمة وعمري ما هتخلى عنها وهشيلها في عيني.
وبجدد طلبي لايد بنتك وبتمنى انك مترفضنيش.
إبراهيم بابتسامة لطيفة: وأنا واثق فيك يا خالد وواثق من حبك لبنتي ولو مكنتش متأكد من حبك ليها مكنتش جيتلك لحد هنا.
بس عايز أفكرك إن بسمة غالية عندي جدًا ومقدرش استغنى عنها بسهولة، أوعى تخيب ظني فيك في يوم يا خالد.
خالد: إن شاء الله هكون قد ثقتك دي يا عمي وهشيل بنتك في عينيا.
إبراهيم ابتسم وسلم على خالد، وقال: وأنا موافق على طلبك لايد بنتي.
خالد بابتسامة متبادلة: على خيرة الله.
إبراهيم: يلا بينا بقى نطلع على المأذون.
خالد باستغراب: مأذون!!
إبراهيم: ايه رجعت في كلامك ولا ايه؟
خالد بضحكة: لا والله مش قصدي بس حضرتك قولتلي إن بنتك لسه متطلقه من حوالي شهر، يعني لسه شهور العدة مخلصتش.
وبعدين أنا لو عليا اتجوز بسمة في الثانية دي هو أنا أطول؟
إبراهيم: عندك حق، بس أنا عارف بنتي بسمة كويس وعارف إن مهما حصل مش هتقبل تتجوز تاني بسبب اللي شافته من سيف، لإن جالها عقدة من الرجاله.
فأنا فكرت إنك تتجوزها دلوقتي ونحطها قدام الأمر الواقع وهي مع الوقت هتتأقلم على الوضع وهتقبل إنها تتجوز.
وانت هتتجوزها دلوقتي كتابيًا وليس فعليًا.
خالد بابتسامة: فعليًا وكتابيًا إزاي يعني؟
إبراهيم بضحكة: قصدي يعني إنها تبقى مراتك على الورق لحد ما شهور العدة تخلص وبعد كده ربنا يحلها.
خالد: عندك حق يا عمي تفكيرك صح.
إبراهيم: طب يلا بينا على المأذون.
العودة للحاضر..
إبراهيم: بس هو ده كل اللي حصل وعشان كده جوزت بنتي بسمة لخالد.
كل اللي كانوا قاعدين كانوا اتصدموا بس في نفس الوقت كانوا مبسوطين باللي حصل.
والدموع كانت بتنزل من عين شهد لإنها فرحانة لأختها وفرحانة إن ربنا عوضها بواحد زي خالد.
وهدى في نفس الوقت كانت مبسوطة بالقرار اللي إبراهيم أخده وفرحت جدًا إن هي اتجوزت واحد زي خالد.
وحنان الدموع كانت بتنزل من عينيها هي كمان، ومبسوطة لبنتها وفرحانة بيها، وفرحانة إن ربنا عوضها بحد أحسن من سيف.
حمزة فرح إن بسمة اتجوزت خالد لإنه عارف كويس إن خالد صاحبه شخص جدع وطيب وهو أنسب حد ليها.
حمزة بعد ما قام من على الكرسي: طيب ألف مبروك يا جماعة عقبال ما نفرح بيكم جميعًا.
هستأذن أنا يا عمي عشان أطلع أنام.
إبراهيم: طب ما تبات هنا عادي ايه المشكلة.
حمزة: لا معلش عشان هدومي في الشقة، وعشان استحمى وأخد راحتي وانتم تاخدوا راحتكم بردوا.
وبعدين أكيد كده خالد مش هيعرف يجي الشركة بكره فهضطر أنزل مكانه.
إبراهيم: خلاص يا حبيبي ماشي اللي انت شايفه صح اعمله.
حمزة ابتسم ومشي، وهدى هي كمان طلعت شقتها، وشهد دخلت أوضتها وإبراهيم وحنان دخلوا أوضتهم وكل واحد نام وارتاح.
في فيلا خالد..
خالد وصل بالعربية قدام باب الفيلا ونزل وهو في مبسوط جدًا، وفتح باب العربية اللي ورا وشال بسمة.
وكان باصصلها وهو مبتسم وفخور بالإنجاز اللي هو عمله وفرحان إن البت اللي حبها اتجوزها أخيرًا.
دخل الفيلا وطلع على أوضته وحط بسمة على السرير وقلعها الكوتشي بكل حنية.
وشال طرحتها من على دماغها وبمجرد ما شالها انبهر من جمال بسمة، لإن شعرها كان كيستنائي وكثيف وشكله جميل.
راح قعد جنبها وفضل يتأمل في شكلها.
وبعدها غطاها وراح أخد دش ونام هو كمان.
تاني يوم الصبح..
بسمة بصراخ عالي: يا مامااااااااااااا.
خالد صحي من النوم مفزوع وبص لبسمة وقال: ايه ايه في ايه؟
حرامي؟ سفاح؟ تعبان؟
بسمة بعد ما بصتله باستغراب: أنا بعمل ايه هنا؟
خالد: يا شيخة خضتيني أنا قولت في مصيبة حصلت.
نامي يا بسمة نامي.
خالد بعد ما قال الجملة دي رجع نام تاني وغطى وشه.
بسمة كانت مصدومة وعمالة تبص حواليها وبعد كده بصت لخالد وراحت شايلة الغطا من على دماغه وصرخت في وشه وهي بتقول: أنام ايه؟
انت لو مقولتليش دلوقتي حالًا أنا بعمل ايه هنا هصوت والم عليك الناس.
وبعد كده سكتت كإنها استوعبت حاجة وصرخت وقالت: اه أنا فهمت انت بتعمل ايه، عمال تتلزقلي في الشركة وعاملي فيها أمير الحب واتاريك عايز تخطفني عشان تستفرد بيا يا حيوان.
خالد بصوت عالي: ايه كل الاتهامات والبكبورت اللي اتفتح عليا ده؟؟
بسمة وهي بتشوح بإيدها: اتهامات مين يا أبو اتهامات، انت فاكرني بت هبلة وهتعرف تضحك عليها لا يا حبيبي ده أنا اضحك على بلدك كلها.
فوق كده يا حبيبي وأعرف انت بتكلم مين، وبعدين أنا إزاي وصلت للسرير بتاعك هنا وفين أمي وأخواتي مش المفروض أنا كنت في المستشفى؟
خالد كان بصص عليها وعمال يضحك من رد فعلها وفي نفس الوقت متعصب من صوتها العالي.
خالد برجاء: طب ممكن توطي صوتك.
بسمة بصراخ أعلى: مش موطية صوتي، وتعرف هلم عليك الناس دلوقتي.
وفضلت تصرخ وتقول: يا لهوي الحقوني في واحد خاطفني هنا.
خالد كان حاطط ايده على ودانه من كتر ما الصوت كان عالي.
خالد: بس بقى بس ايه عيلة صغيرة؟
بسمة بعد ما نبرة صوتها اتحولت وبقت حزينة: أرجوك تقولي أنا بعمل ايه هنا.
خالد: يا ستي متخافيش مش خطفك ولا حاجة، انتي مراتي.
بسمة في اللحظة دي فتحت بوقها على الأخر ودخلت في حالة من الصدمة، وسكتت لمدة دقيقة.
خالد فضل باصصلها هو كمان ومستغرب ردة فعلها ومش عارف هل ده هدوء ما قبل العاصفة ولا هي هترضى بالموضوع وهترضى بالأمر الواقع.
خالد بخوف: بسمة انتي كويسة؟
بسمة وهي فاتحة بوقها على الأخر: هاااا.
خالد: ايه اللي ها، النور فصل عندك جوه ولا ايه؟
وفجأة وبدون أي مقدمات بسمة مسكت المخدة وفضلت تضرب خالد وتصوت وتقول: انت أكيد خطفتني، رجعني لأهلي دلوقتي حالًا.
خالد وهو بيحاول يحمي نفسه من ضربات بسمة: يا بت ايه الجنان ده ما تهدي شوية فرهدتيني؟
بسمة وهي بتضربه بالمخدة: مش هسيبك، قولي أنا بعمل ايه هنا الأول، قولي الحقيقة.
خالد: خلاص والله أوعدك بطلي ضرب يا متوحشة وأنا هقولك على كل حاجة.
بسمة بطلت ضرب فعلًا وبعدت عنه ومسكت المخدة وكإنها بتحمي نفسها.
خالد: مجنونة ومفترية ربنا يهديكي.
عمومًا يا ستي أنا جوزك فعلًا ومش بكدب عليك والله.
بسمة: انت هتجنني يعني ايه جوزي أنا أصلًا لسه متطل….
بسمة سكتت وحست بكسرة نفس ومرضيتش تكمل الجملة.
خالد بحنية: أنا عارف كل حاجة يا بسمة، أبوكي حكالي، وصدقيني أنا هقدر أعوضك عن كل لحظة وحشة شوفتيها في حياتك وهشيلك في عيني.
بسمة بعد ما الدموع بدأت تتجمع في عينيها: أبويا حكالك!
وبعد كده قالت بنبرة فيها ألم ووجع: ليه بتعملوا معايا كده؟ ليه بتحسسوني إنكم بتشفقوا عليا؟
أنا مش محتاجة شفقة من حد ومطلبتش من حد يساعدني.
وبعدين إزاي بابا يجيله الجرأة يعمل فيا حاجة زي كده!
إزاي يجوزني من غير ما ياخد رأيي، إزاي أخد قرار كبير زي ده من غير ما يرجعلي؟
خالد: أبوكي أخد القرار ده يا بسمة عشان عارف إني بحبك بجد.
بسمة بعند: لا انت مبتحبنيش يا خالد، انت بتحب بوسي أختي وعمرك ما حبيتني.
خالد بعد ما قام من مكانه، قال بعصبية: لا يا بسمة متقوليش كده، أنا بحبك انتي وأبوكي شاف الحب الحقيقي ده في عينيا.
اينعم أنا زمان حبيت بوسي وكنت بفكر فيها دايمًا بس لما شوفتك انتي حبيتك بجد.
أنا حبيت البت اللي شوفتها على البحر وسمعت صوتها وهي بتغني وعيطت قدامي ولمست قلبي.
انتي متعرفيش أنا حسيت بإيه لما كنتي تعبانة في المستشفى.
ومش بشفق عليكي يا بسمة، أنا اتجوزتك عشان بحبك بجد وعايزك تنسي كل الألم والزعل اللي شوفتيه في حياتك.
خالد وهو بيتكلم بدأ يقرب منها خطوة خطوة لحد ما وقف قدامها وقال: بسمة انتي متعرفيش أنا حبيتك قد ايه وعارف انك هتستغربي لإن المدة اللي شوفتك فيها كانت قليلة، بس صدقيني اليوم اللي شوفتك فيه في الشركة عندي كنت طاير من الفرحة، ورغم انك اشتغلتي معايا يوم واحد بس حسيت إني أعرفك من زمان ونفسي تشتغلي جنبي طول الوقت.
وصدقيني أبوكي معملش كده عشان يضايقك أو يفرض عليكي جوازتي.
بس احنا عملنا كده عشان كنا عارفين إنك مكنتيش هتوافقي أبدًا تتجوزي في الفترة دي أو فيما بعد.
وأنا قررت أعمل كده عشان أثبتلك إني بحبك بجد، وصدقيني هوريكي حياة جميلة عمرك ما شوفتيها وهعوضك عن كل حاجة وحشة حصلتلك، جربيني ومش هتندمي.
بسمة بعد ما زقته بعيد عنها: وأنا مش عايزاك ولا عايزة أجربك ولا عمري هقبل اني اتجوزك.
بسمة بعد ما قالت الجملة دي راحت ناحية السرير وأخدت الطرحة بتاعتها ولبستها.
ساعتها خالد حط ايده في جيبه وابتسم بتريقة وراح ناحية الدولاب.
بسمة: أنا همشي دلوقتي حالًا، ومش عايزة أشوف وشك ولا تحاول تجيلي البيت حتى.
خالد وهو بيطلع الهدوم من الدولاب بتاعه وهو مبتسم بتريقة كإنه بيقول: اللي عندك اعمليه يا حبيبتي.
بسمة بصتله باستغراب لإنها توقعت إن هو هيحاول يوقفها ويتمسك بيها بس خالد عمل عكس كده ومهتمش.
بسمة بعند: انت مش مصدق طب أهو، وراحت على الباب بس قبل ما تمسك الأكرة خالد ضحك.
خالد: العبي غيرها يا حبيبتي أنا امبارح درست الخطة بتاعتي كويس وتوقعت كل الحاجات اللي هتعمليها.
بسمة وهي بتحاول تفتح الباب: يا واطي والله لاوريك.
وجريت تدور على أي حاجة تضرب بيها خالد بس ملقيتش قدامها غير فازة، مسكتها وحدفتها بس خالد كان جري على الحمام وقفل الباب عليه والفازة اتكسرت قدام الباب.
بسمة بنرفزة: ما جتش في دماغك ليه؟
خالد فتح باب الحمام حاجة بسيطة وطلع راسه، وبعد كده بص على الفازة وقال: كده يرضيكي يا بنت الناس، تعرفي إن الفازة دي غالية عندي أوي.
بسمة بعد ما ضمت حواجبها على بعض: والله!
خالد: اه يا بنتي صدقيني دي متوارثة من جد جد جدي.
بس مش مهم مفيش حاجة تغلى عليكي يا ملكة.
بسمة اتعصبت أكتر وفضلت تدور على أي حاجة تاني عشان تضربه بيها، وخالد أول ما لاحظ كده قفل الباب عليه بسرعة وضحك ضحكة عالية، وقال: العبي غيرها يا حته عقبال ما أخد دش وأرجعلك.
بسمة قالت في نفسها: ماشي يا خالد مش انت بتحب الألعاب أنا هوريك اللعب على أصوله، وفكرت في فكرة جهنمية.
في فيلا أدهم..
أدهم صحي من النوم ودخل الحمام وأخد دش سريع ولبس بنطلون جينز وعليه تيشرت أبيض وفوقه جاكيت بدلة، وجهز نفسه وسرح شعره وكان شكله مهندم وجميل جدًا.
وأول ما نزل فضل يدور على هنا في كل حته الفيلا وملقاهاش، وراح لأوضتها وبدأ يخبط.
خبط مرتين بس هنا مردتش، وخبط تاني وبردوا مفيش أي رد.
أدهم ساعتها خاف على هنا وحس إن في حاجة، فاضطر يكسر الباب.
وبمجرد ما كسر الباب اتفاجئ بهنا وهي بتلبس، بس أول ما شافها لف وشه بسرعة وحس بسكوف، وقال: يا بنتي مش أنا بخبط بقالي شوية؟
هنا بكسوف بعد ما دارت نفسها: والله ما سمعت.
أدهم وهو مداري وشه: عادي ولا يهمك حصل خير، المهم البسي بسرعة يلا عشان اتأخرنا.
اه نسيت أقولك إن انتي لازم تلبسي الطقم اللي موجود في الدولاب بتاعك.
أول ما تفتحي الدولاب هتلاقي طقم رياضي وجنبه كوتشي رياضي البسيهم وتعالي.
هنا باستغراب: اشمعنا دول يعني؟
أدهم: دول هنحتاجهم في المهمة البسيطة وخلاص.
أدهم نزل بعد ما قال الجملة دي وساب هنا تغير.
هنا بعد ما أدهم خرج فتحت الدولاب ولقت طقم رياضي شكله جميل جدًا ولونه اسود وجنبه كوتشي أبيض.
هنا لبست الطقم وكان شكلها جذاب وجميل جدًا، وبمجرد ما لبست نزلت على طول لأدهم.
أدهم كان قاعد في الريسبشن وباصص في اللاب توب بتاعه وحس بهنا وهي نازلة من على السلم وكان.
بس جمال هنا أجبره إن هو يبص عليها ويسرح فيها.
هنا لاحظت إن أدهم متنح ليها جامد، وقربت منه ابتسمت وقالت: صباح الخير.
أدهم فاق من الغيبوبة اللي هو فيها على صوت هنا وقال: صباح النور.
اتفضلي يا هنا اقعدي افطري عشان نمشي، قال كده وهو متعصب.
أدهم كان متعصب بسبب إن هنا كان شكلها جميل جدًا وملفت وكان غيران عليها ومكانش يعرف السبب.
هنا بتساؤل: هي ايه المهمة اللي احنا هنعملها؟
أدهم ببرود: لما نوصل هتعرفي كل حاجة.
هنا ببراءة: هو انت زعلان مني في حاجة؟
أدهم كان هيضعف بس مسك نفسه، وقال ببرود: لا هزعل ليه؟
يلا بس كلي عشان نمشي.
هنا استغربت وهزت كتفها وكملت أكل، وأدهم كان باصص عليها وبيحاول يمسك ضحكته، لإنه كان شايف هنا وهي بتاكل زي الأطفال وشكلها مضحك.
هنا خلصت أكل، ونزلوا هما الاتنين وركبوا العربية واتجهوا للمكان المجهول بالنسبة لهنا.
هنا خلصت أكل هي وأدهم ونزلوا هما الاتنين وركبوا العربية واتجهوا للمكان المجهول بالنسبة لهنا.
هنا وهي قاعدة في العربية ومتوترة، قالت: ممكن تقولي إحنا رايحين فين.
أدهم بعد ما لاحظ توتر هنا وحس بنبرة خوف في صوتها حط ايده على ايدها وطمنها وقال: متخافيش يا هنا إحنا رايحين مكان هتتدربي فيه وتعرفي ازاي تدافعي عن نفسك.
متخافيش من أي حاجة طول ما أنا جنبك وأوعدك إن محدش هيأذيكي.
هنا ابتسمت ابتسامة مزيفة، وكانت خايفة جدًا بس بتحاول متبينش.
في فيلا خالد..
خالد كان بيستحمى وهو مبسوط وبيحاول يدور على طريقة يخلي بيها بسمة تحبه.
خلص الدش ولبس هدومه وخرج، بس أتصدم من المنظر المرعب اللي قدام باب الحمام.
خالد أول ما فتح باب الحمام اتفاجئ بكل الهدوم بتاعته متقطعة بمقص ومرمية في كل حته في الأوضة.
وبص على بسمة ولقاها بتطلع باقي الهدوم من الدولاب وبتقطع فيها بكل غل وتقول: مش انت بتحب اللعب يا خالد؟
العب يا أخويا ووريني هتكسبني إزاي.
خالد بصرخة: انتي بتعملي ايه يا مجنونة؟!
بسمة أول ما سمعت صوت خالد اتخضت ورمت المقص، واتصنعت القوة وقالت: بلعب، ايه في حاجة؟
خالد وقف ساعتها من صدمته ومكانش عارف يرد عليها يقول ايه أو يتصرف معاها ازاي.
في الناحية التانية..
أدهم وهنا وصلوا لمكان التدريب اللي هنا هتدرب فيه، وهتعرف فيه ازاي تدافع عن نفسها لو اتعرضت لأي خطر.
أدهم دخل بكل ثقة، وهنا كانت ماشية وراه وماسكة في دراعه زي العيلة الصغيرة اللي خايفة تسيب ايد أبوها عشان متوهش.
بدأ أدهم يسلم على الناس الموجودين والكل رحب بيه باحترام، وفي نفس الوقت كانوا باصين على هنا ومنبهرين بجمالها وبلطافتها.
هنا بعد ما مسكت في ايد أدهم وبصتلهم بخوف: هي الناس دي بتبصلي كده ليه؟
أدهم بصلهم باستحقار وطبطب على هنا وقال: معلش يا حبيبتي شعب مريض، أظن إنهم أول مرة يشوفوا بنت.
هنا فضلت ماسكة في ايد أدهم لحد ما وصلوا عند مجموعة بنات بيتدربوا.
أدهم للمدربة بتاعتهم: قمر القمامير اللي وحشاني.
المدربة أول ما سمعت الصوت ابتسمت ولفت وشها وقالت: أدهم بنفسه، ده ايه الهنا اللي إحنا فيه ده، أخيرًا افتكرتنا يا عم.
أدهم: والله مقدرش أنساكي يا كوتش يا قمر، بس انتي عارفة المهمات اللي الزعيم بيديهالي ومببقاش فاضي نهائي.
وبعدين يا ستي أنا نفسي أفهم ازاي كل مرة باجي أشوفك بلاقيكي أحلى من المرة اللي قبلها.
ولا انتي بتعملي عملية تجميل ولا ايه؟
قمر بابتسامة دلع: بكاش انت طول عمرك يا قلبي بس بحبك بردوا.
وبعد كده بصت على هنا وفضلت تتفحصها من فوق لتحت.
قمر بتريقة: يا اختي صغنن، مين البسكوته اللي انت جايبها معاك دي؟
أدهم: دي هنا اللي أنا قولتلك عليها وجاية عشان تتدرب معاكي.
قمر بلطف: إزيك يا هنا نورتي النادي.
هنا بخوف: بنورك يا طنط.
قمر بضحكة: ههههههه طنط!
لا يا روح قلبي احنا مش في الحضانة هنا، عايزاكي تفوقي كده.
أدهم بنظرة مرعبة: قمر مش لازم الحبتين بتوعك دول.
وبعد كده بص لهنا وقال: وانتي يا هنا دي اسمها كوتش قمر مينفعش تقولي طنط دي هنا.
هنا بخوف وهي ماسكة دراعه: حاضر أنا آسفة.
أدهم بعد ما بصلها بحنية: ولا يهمك يا حبيبتي انتي مكنتيش تعرفي.
قمر كانت باصة عليهم ونظرة عينيها مكانتش سالكة، كإنها بتقول لأدهم: ايه الحنية اللي نزلت عليك فجأة دي.
أدهم أخد باله من نظرتها ولف وشه ليها وقال: اه زي ما انتي فاكرة كده بالظبط يا قمر.
ومش هوصيكي على البت دي عشان تخصني، يعني متعملهاش زي بقيت البنات اللي هنا.
قمر بتريقة: من عيني يا اخويا.
أدهم: ماشي يا قمر تسلمي أنا هاخد هنا منك خمس دقايق وهرجعهالك تاني.
قمر هزت راسها بالموافقة ومشيت، وأدهم وهنا بقوا واقفين لوحدهم.
أدهم بعد ما حط ايده على كتف هنا بحنية، قال: هنا أنا همشي دلوقتي وهرجعلك كمان شوية بعد ما تخلصي تدريب.
هنا بعد ما الدموع بدأت تتراكم في عينيها: تمشي ليه هو مش انت وعدتني إنك مش هتخلي حد يأذيني وهتفضل جنبي.
أدهم بحنية أب: أكيد طبعًا، وأنا قد وعدي ومش هسمح لأي حد يأذيكي، بس أنا سايبك هنا لمصلحتك عشان تتدربي وتعرفي تدافعي عن نفسك.
وبعدين أنا مش هتأخر أصلًا ده هو مشوار هروحه وارجع عقبال ما تخلصي تمرينك.
هنا بخوف: حاضر يا أدهم بيه.
أدهم: متخافيش، أنا عايزك قوية وعايزك تسمعي كلام الكابتن قمر وأي حاجة تقولك عليها تنفذيها.
أجمدي ومتقلقيش من أي حاجة وأنا عقبال ما تخلصي هكون عندك.
هنا هزت رأسها بالموافقة وأدهم خدها وداها للكابتن قمر ومشي.
في الشركة..
إياد كان قاعد على المكتب وشغال وكان ظاهر عليه الحزن وعمال يغني أغاني حزينة.
حمزة دخل عليه وشاف حالته وحس إن في حاجة مضايقاه.
حمزة: ايه يا عم الحزين مالك؟
إياد: سيبني في حالي مش ناقصاك والله.
حمزة: كده تخبي عليا أنا ده أنا مراتك سرك وبيرك وأم عيالك.
إياد بعصبية على عكس المعتاد: أهو ابتدينا نستظرف.
حمزة: لا بجد فيك ايه.
إياد بعصبية: هيكون فيا ايه يعني المفروض كنت أنا اللي رايح أتقدم لشهد عشان أخطبها واتجوزها.
واتفاجئ إن أخويا فجأة كده وبدون أي مقدمات اتجوز قبلي.
وطلعت أنا من المولد بلا حمص.
لا وكمان سايبلي الشركة أنا اللي أمشيها لحد ما هو يخلص شهر العسل بتاعه.
بقى أنا اتغفل التغفيلة دي! ماشي يا خالد.
حمزة بضحكة: حالتك صعبة فعلًا يا أخويا بس عادي يا عم متكرهش الخير لأخوك.
وبعدين هو يخلص الشهر بتاعه وانت سيبله الشركة وسيبله كل حاجة وروح اتجوز انت كمان ولا انت ابن البطة السودا.
إياد: عندك حق، تعرف أنا هبوظله الشغل لحد ما يجي وهمسح كل الرسومات والمخططات اللي عاملها عشان يحرم يستغفلني تاني.
حمزة: كويس انك قولتلي عشان أروح أعرفه دلوقتي قبل ما الدنيا تخرب.
إياد بتوتر: ايه انت هترشد عليا؟
طب طالما عرفت خططي يبقى لازم تموت ويدفن سري معاك.
وفجأة الباب بيخبط.
إياد بخوف: لاحسن يكون خالد.
حمزة بضحكة: أدخل.
وأول ما الباب فتح دخل شخص مش متوقع تمامًا.
حمزة: أدهم!
أدهم: اخواتي اللي وحشني.
إياد بعد ما قام وفتح دارعه: تعالى في حضن أخوك.
أدهم راح حضن إياد وحمزة حضنه هو كمان ورحبوا ببعض بقوة.
إياد: أقعد يا أدهم والله ليك وحشة.
أدهم: وانتوا كمان يا حبايبي والله.
حمزة بتساؤل: ايه يا ابني الغيبة الطويلة دي، أنا قولت انت جرالك حاجة أو سافرت.
أدهم بضحكة: لا والله بس هو ضغط الشغل اللي عامل فيا كده ومخليني مش عارف أقابل حد.
إياد: طبعاً يا عم محدش قدك، شغل مخابرات بقى وإثارة وأكشن وقبض على مجرمين.
أدهم أول ما سمع الكلام من إياد حس بالذنب وظهر على وشه ملامح الحزن وحاول يغير الموضوع.
أدهم بتنهيدة: فعلًا شغل متعب جدًا.
صح أمال فين خالد؟
سألت عليه أول ما دخلت وقالولي أنه مجاش النهاردة.
إياد بحزن: ايه ده انت متعرفش؟ مش البيه لسه متجوز.
أدهم بصدمة: مين ده اللي اتجوز أخوك خالد!
إياد بحزن شديد وقهر: اه أخويا خالد الغدار اللي باع أخوه وغدر بيه وضحك عليه الناس وسرق فرحته.
أدهم بجدية: ايه ده هو أخد البت اللي انت حبيتها؟
حمزة بضحكة: يا عم سيبك منه ده عيل عبيط أنا هفهمك.
أدهم بعصبية: تفهمني ايه وازاي ما تقولوليش على حاجة زي كده! وإزاي خالد يتجوز من غير ما يقولي؟
حمزة: ايه يا ابني في ايه مالك محسسني ان انت مراته وهو اتجوز عليك.
يا حبيبي إحنا زينا زيك اتفاجئنا بالموضوع ومحدش فينا كان يعرف إن خالد هيتجوز.
الموضوع جه فجأة ومحدش فينا كان عامل حسابه.
أدهم: أنا مش فاهم حاجة بردوا.
حمزة: أنا هفهمك كل حاجة.
إياد: ايه ده هو انت تعرف هما اتجوزوا ازاي؟
حمزة: اه عمي حكالي.
أدهم باستغراب: وايه علاقة عمك بالموضوع؟
حمزة: ما خالد اتجوز بنت عمي بسمة.
إياد: اه اتجوز بنت عمه بس بقولك ايه حاجة كده متتوصفش بت من اللي بيطلعوا في الكليبات، بس حاجة محترمة يعني.
حمزة بجدية: احترم نفسك يا قليل الأدب، اللي بتتكلم عليها دي تبقى بنت عمي وكمان مرات أخوك.
إياد بتريقة: وتبقى أخت مراتي.
حمزة: طب تصدق بقى أنا هخليهم يصرفوا نظر عن الجوازة دي.
إياد بترجي: لا يا أخويا بهزر معاك، طبعًا دي مرات أخويا وعلى راسي وانت كمان على رأسي هو أنا طول؟
حمزة: عالم مبتجيش غير بقلة الذوق.
أدهم بضيق: طب ايه هتفضلوا كده تتكلموا وأنا مش فاهم أي حاجة.
حمزة: بص طيب أنا هحكيلك حكاية بسمة من الأول عشان تفهم.
وفعلًا بدأ حمزة يحكي قصة بسمة من أول ما أختها اتخطبت لحد وقتنا هذا.
أدهم بنبرة حزن: ياه دي بسمة دي عانت كتير أوي واستحملت لوحدها حاجات فوق طاقتها.
حمزة: فعلًا والله بس هي بت جدعة ومكافحة وإن شاء الله ربنا
هيراضيها.
أدهم: عندك حق البت دي جدعة وتستاهل كل خير ومن كلامك أنا واثق إن أخوك خالد هيعوضها عن كل اللي هي شافته لإنه باين عليه إن هو بيحبها بجد.
حمزة: يا رب يحصل كل ده وبسمة تنسى الماضي وتفرح بحياتها الجديدة.
أدهم: اللهم آمين.
وقام وقف وقال: طيب هستأذنكم أنا عشان ورايا شغل.
إياد: يا عم اقعد انت مش عاجباك حكاوينا اللي مليانة دراما ولا ايه؟
أدهم بابتسامة لطيفة: لا والله، بس فعلًا ورايا شغل قد كده، أنا قولت أجي أسلم عليكم بس.
وبعدين أكيد إن شاء الله لينا قاعدة مع بعض في وقت تاني ونبقى فاضيين كلنا ونقعد نحكي براحتنا ونهزر.
وأبقوا باركوا لخالد بالنيابة عني وقولوله إني جيت اسأل عليه.
حمزة: ماشي يا حبيب قلبي يوصل إن شاء الله خلي بالك من نفسك.
أدهم: السلام عليكم.
أدهم مشي وحمزة هو كمان خرج وراح على مكتبه عشان يكمل شغل، وإياد رجع يشتغل بجدية.
يا ترى ايه علاقة أدهم بحمزة وإياد وخالد؟
أدهم وحمزة وخالد من صغرهم وهما مع بعض، وأصحاب من الطفولة.
وكمان مروا بمرحلة الثانوية سوا وكانوا صحاب جدعان جدًا وبيحبوا بعض وبيقفوا جنب بعض.
بس للأسف مرت الأيام والجامعة فرقتهم بسبب إن كل واحد فيهم راح جامعة شكل.
بس متفرقوش بشكل كامل لإن هما متربيين على الأصول وكانوا دايمًا بيسألوا على بعض وبيقعدوا مع بعض رغم بعد المسافات وضيق الوقت.
وإياد عرف أدهم من خلال خالد أخوه وبردوا بقوا صحاب.
في بيت شهد..
شهد صحيت من النوم وكانت حاسة بفرحة بس مكانتش عارفة السبب.
وبدأت تروق أوضتها وهي مبسوطة وبتغني وحاسة بتفاؤل.
خرجت من الأوضة ولمحت أمها واقفة في المطبخ، استغلت الفرصة وراحتلها عشان تخليها تعملها كوباية قهوة لإن أمها بتعمل كوباية قهوة محصلتش.
ده غير إن شهد كسولة ومبتحبش تعمل حاجة لنفسها.
شهد بعد ما دخلت على أمها وهي بتتلزق فيها: صباح الفل يا ست الكل.
أحلى حجوج في الدنيا دي ولا ايه.
إزيك يا بحر الحنية، يا ملاك الحب، يا أجمل إنسان أتواجد على الدنيا.
حنان بعد ما أخدت بالها من تصرفات بنتها: اخلصي يا شهد عايزة ايه؟
شهد بتمثيل: على طول انتي كده ظلماني يا حجوج مع اني مش بتاعت مصلحتي، ولا بقولك كلام حلو علان تعمليلي حاجة.
حنان بجدية بعد ما ضربت بنتها على كتفها: يا بت هو أنا كسباكي في كيس شيبسي ده اللي ربى خير من اللي أشترى.
شهد: طب طالما مصرة أوي كده يا اختي يبقى اعمليلي كوباية قهوة.
حنان: عيال مش سالكة.
شهد: هههه معلش بقى يا ماما استحمليني، يلا أعملي كوباية القهوة عقبال ما أطلع أشوف البت هدى وأجيلك.
شهد طلعت وخبطت على بيت هدى وأمها فتحت.
شهد بمرح: صباح الخير يا خالتي أمال فين هدى؟
أم هدى: جوه متلقحة في الأوضة بتاعتها.
وبعدين متبقيش دبش كده مش أول ما تخشي تسألي على صاحبتك.
شهد: أمال أعمل ايه يا ترعت المفهومية؟
أم هدى: مش بقولك دبش خشي خشي اللي زيك مبيفهمش.
شهد هزت كتفها ودخلت على أوضة هدى.
شهد أول ما فتحت الباب استغربت جدًا لإنها شافت هدى قاعدة على السرير ومتنحة للدولاب ومركزة مع حاجة معينة.
شهد دخلت وقفلت الباب وراها بس هدى بردوا ما أخدتش بالها ومظهرتش أي رد فعل وفضلت باصة على الدولاب ومركزة جدًا.
شهد راحت قعدت جنبها وفضلت تبص عليها وبعد كده تبص على المكان اللي هدى بتبص عليه.
شهد بتريقة: ياه منظر تحفة فعلًا.
هدى فاقت على صوت شهد واتخضت لإنها كانت سرحانة.
شهد: يا نهار أبيض ده الموضوع كبير بقى!
مالك يا بت ايه اللي شاغل بالك للدرجة دي؟
هدى بحزن: مفيش يا شهدـ وبالله عليكي مش وقت التريقة والاستظراف.
شهد بجدية بعد ما حطت ايدها على كتف هدى: لا ده الموضوع بجد بقى، في ايه يا بت ايه اللي مزعلك؟
هدى بعد ما اترمت في حضن شهد وبدأت تعيط بحرقة: تعبت منه، مش راضي يحس بيا ولا ياخد باله مني.
ورغم اني بينتله كذا مرة حبي ليه بس هو عمره ما عبرني ولا حسسني بأي اهتمام.
شهد بعد ما بدأت تطبطب عليها: يا حبيبتي انتي عارفة كويس إن حمزة من ساعة ما عرف انه مبيخلفش وكمان اللي عملته معاه مراته كل ده خلاه يفقد الثقة في نفسه ويكره الجواز.
اللي مر بيه حمزة مش سهل ويا ريت تقدري حاجة زي كده وتصبري عليه شوية.
هدى بصراخ: صبرت عليه كتير وفي الأخر لقيته اتجوز منار ولا كإني موجودة.
وبعد ما ده حصل رضيت بالأمر الواقع وقولت لعله خير.
بس القدر رجعهولي تاني بعد ما طلقها وقولت إن دي فرصتي وأخيرًا الشخص اللي كان نفسي فيه من زمان هيبقى بتاعي.
بس لحد دلوقتي ما أظهرش ليا أي اهتمام ولا فكر حتى يتقدملي.
وكل ما احاول أنساه وأفكر في نفسي وأحب نفسي مبقدرش وبرجع أفكر فيه تاني.
وبعد كده بدأت تعيط بحرقة وتقول بنبرة حزن: والله أنا مش عايزة حاجة من الدنيا غير إن هو يحبني زي ما أنا بحبه ويلاحظ حبي ليه.
وفضلت هدى تعيط وشهد تطبطب عليها وتواسيها، وبعدها شهد كمان بدأت تعيط والدموع بدأت تنزل من عينيها بتلقائية.
وبعد شوية من العياط هدى بدأت تهدى وشهد حاولت تتمالك نفسها علشان صاحبتها تقوى بيها.
شهد بعد ما شالتها من حضنها وبصت في عينيها: بت أجمدي كده أمال.
أنا طول عمري بقول عليكي قوية وبتستحملي أي صعوبات.
متشغليش بالك باللي جاي وأرمي كل حمولك على ربنا وإن شاء الله ربنا هيفرجها ويفرح قلبك.
وصدقيني اللي فيه الخير هيقدمه ربنا ولو انتي عايزة حاجة أسعي عليها وأدعي وخدي بالأسباب وحربي عشانها وإن شاء الله ربنا هيكرمك.
بس أهم حاجة عايزاكي تتقلي كده يا بت ما تكسفيناش قدام الرجاله.
هدى مسحت الدموع من عينيها بلطافة وحاولت تبتسم وقالت: عندك حق يا بت يا شهد تصدقي أول مرة تقولي حاجة صح في حياتك.
شهد بعد ما ضربتها على كتفها بلطف: أول مرة إيه يا بت ده أنا طول عمري مغرقاكي بحكم ومواعظ وبديكي من خبراتي، ده انتي تربيتي يا بت.
هدى بتريقة: طبعًا طبعًا يا حبيبتي ده انتي كبيرة وناصحة.
قولي بقى إيه اللي مطلعك عندنا يا حثالة؟
شهد: مفيش يا بومة كنت طالعة عشان تنكدي عليا وتكرهيني في عيشتي.
هدى بضحكة: يعني أنا نكدية؟
شهد بخوف: لا يا اختي انتي هتشغلي عليا هرموناتك دلوقتي مش ناقصاكي أنا آسفه مقدمًا.
هدى بابتسامة انتصار: جابت ورا.
قولي بقى طالعة ليه؟
شهد: هكون طالعة ليه يعني مش النهاردة عيد الأم يا بت.
هدى: ده بجد! أنا نسيت خالص.
شهد: ما انتي هتفتكري ازاي يعني طول ما حمزة بيه شاغل تفكيرك.
هدى: احترمي نفسك يا بت ومتجيبيش اسمه على لسانك.
شهد: يا اختي متعيشيش اللحظة علينا بس، المهم سيبك من الكلام ده هنتصرف ازاي ؟
هدى: معرفش شوفي انتي.
شهد: طول عمرك كده زي خيال المآته ولا ليكي أي لازمة.
عمومًا الفكرة موجودة، ممكن نعمل حفلة وحمزة الزفت هو اللي يوصلنا ويجهزلنا المكان.
هدى بعصبية: ماشي يا زبالة قولتلك متغلطيش فيه ولا تجيبي سيرته على لسانك.
شهد بتريقة: لا ده انتي قصتك حزينة، عمومًا أنا قولت أعرفك، حاولي تجهزي نفسك بقى.
هدى: طب إحنا كده هنعرف بسمة ولا لا؟
شهد: أكيد طبعًا هنعرفها، بس أنا معرفش هي عملت إيه في المصيبة اللي هي فيها.
دي شكلها مطلعة عين خالد.
هدى بضحكة: مطلعة عينه! أنا متأكدة مليون في المية إن هي خلصت عليه.
شهد: والله مش بعيد تعمل كده عندك حق.
عمومًا بتمنى من ربنا إن هي تتخطى المرحلة الصعبة دي ويصبر خالد عليها.
هدى بتنهيدة: اللهم آمين.
شهد: ماشي يا نكدية هسيبك أنا بقى شوية وأنزل عشان أمي عاملالي كوباية قهوة محصلتش.
هدى: أنا نازلة وراكي، وخلي أمك تعملي كوباية قهوة أنا كمان.
شهد وهي بتفتح الباب: واحنا مالنا يا اختي ما انتي عندك أمك أهي خليها تعملك.
هدى: ماشي يا عالم يا معفنة مستخسرين فيا كوباية قهوة؟
شهد: اه ومتجيش عندنا تاني لو مش عاجبك.
وأول ما قالت كده طلعت تجري.
هدى ابتسمت ودخلت الحمام وغسلت وشها عشان تخفي أثر الدموع من على عينيها، وحاولت تفوق من الاكتئاب اللي هي فيه.
في بيت خالد..
خالد طلع من الحمام، واتفاجئ إن الهدوم بتاعته كلها متقطعة وبسمة قاعدة زي العيلة الصغيرة اللي بتبوظ أي حاجة تشوفها وعمالة تقطع في الهدوم.
خالد بصراخ: إيه اللي انتي عملتيه ده، انتي عارفة البدل دي كلها بكام؟
بسمة اتخضت وحست بغلطها فعلًا واتوترت ورمت المقص من ايدها.
بسمة بخوف: مش أنا اللي قطعتها.
خالد وهو بيحاول يتمالك نفسه ويبينلها إن هو بيحبها: حتى لو انتي يا حبيبتي مراتي تعمل اللي هي عايزاه.
وبعدين فداكي يعني في غيرها كتير في الفيلا.
خالد قدر يحتوي الموقف واتعامل بهدوء وده خلى بسمة تتعصب أكتر وتبقى عايزة تنرفزه بأي طريقة.
بسمة بتحدي: طب أنا عايزة أخرج من الأوضة دي دلوقتي حالًا عشان لو مخرجتنيش هفضل أصوت وألم عليك الناس.
خالد بكل برود: وماله يا حبيبتي هخرجك، وراح طلع المفتاح من تحت السرير وفتح الباب.
بسمة استغربت من ردة فعله وهدوءه بس قررت تكمل في اللعبة اللي هو بيلعبها.
بسمة باستغراب: يعني أمشي؟
خالد بكل هدوء وهو بيشاور على الباب: اتفضلي.
بسمة خرجت من الأوضة وهي بتبص في عينيه ومش مصدقاه وحاسة إن في غدر في الموضوع.
وخالد كان مبتسم ابتسامة خبيثة وعلى وشه ملامح الهدوء.
وفعلًا بسمة لما خرجت اتفاجئت إن كل مخرج من مخارج الفيلا في اتنين حراس واقفين عليه.
بسمة اتعصبت ورجعت الأوضة تاني بس اتفاجئت إن خالد مش موجود فيها وخرج من أوضة تانية وهو بيضحك وبيقول: مش قولتلك أنا مسلي جدًا، خليكي كده وأنا هفضل ألعب أنا وانتي طول اليوم.
وهنشوف مين فينا هيزهق وهيتعب الأول.
بسمة ظهر على وشها ملامح الانهزام واتعصبت، وفضلت تلف في الفيلا عشان تدور على أي مخرج بس من غير أي فايدة.
وخالد سابها وراح نزل في حمام السباحة ولا كإنه مهتم بوجودها نهائي.
بسمة اتعصبت من هدوء خالد وبروده وراحت وقفت قدام حمام السباحة.
خالد كان عارف كويس ازاي يتعامل مع الست وازاي يخليها تتعصب أو تتنرفز وفي نفس الوقت عارف ازاي يخليها تحبه.
خالد طلع من حمام السباحة، وأول ما شاف بسمة بتقرب منه فتح ايده كإنه هيحضنها، وقال: شوفتي مش قولتلك هتحبيني وتجيلي لحد عندي.
بسمة ابتسمت بخبث وقربت منه بسرعة كإنها هتحضنه وراحت زقاه بكل قوتها في حمام السباحة.
خالد وهو عمال يفرفر في المية ومتفاجئ من رد فعل بسمة: يا بنت الغدارة.
بسمة بابتسامة انتصار: أحسن تستاهل عشان تبقى تستظرف حلو بعد كده.
خالد بعد ما حاول يستجمع هدوءه: إيه ده انتي فاكراني زعلان!
لا أبدًا أنا مش زعلان خالص يا حبيبتي أنا عارف إنك زقتيني كده عشان أمسك ايدك وننزل أنا وانتي نبلبط في المية براحتنا.
اه يا خلبوصة مش تقوليلي كنت سهلت عليكي كل ده.
بسمة بتريقة: أنا ما أعرفش جايب الثقة اللي عندك دي كلها منين؟ ومش مهتمة أصلًا.
خالد بكل ثقة: حبيبتي المبالغة في عدم الاهتمام في حد ذاته اهتمام.
وبعدين إيه اللي هيخليني ما أثقش في نفسي، ما شاء الله شاب ناجح ووسيم ومعاه فلوس.
بسمة: نسيت تقول إن دمك تقيل.
خالد: عادي صدقيني ثقتي في نفسي ما اتهزتش وعارف إن انتي بس مغلولة وحقودة وبتقولي كده عشان تهربي من ضعف موقفك.
بسمة بعصبية: انت مستفز على فكرة.
خالد ببرود: لا بس أنا بقولك الحقيقة، والحقيقة مُرة عليكي وانتي مش قادرة تتقبليها عشان كده قولتي الكلام ده.
بسمة حست فعلًا إن موقفها ضعيف ومش هتقدر تقف قدام خالد وبروده وسابته ومشيت.
خالد بعد ما بسمة دخلت الفيلا وطلعت أوضتها حس إن هو ضغط عليها في الكلام.
وعمل عكس اللي كان المفروض يعمله لإنه دلوقتي بيسعى إنه يخلي بسمة تحبه وتستلطفه.
بس غروره خلاه يكسبها في الكلام ويخليها تضايق منه أكتر ما هي متضايقة.
خالد طلع من حمام السباحة ونشف نفسه ودخل الفيلا ونادى على عفاف الشغالة اللي في الفيلا.
خالد بعد ما عفاف جت: بقولك إيه هي دلوقتي شكلها طلعت فوق وزعلانة وأنا حاسس إنها ممكن تعيط فعايزك تطلعي تواسيها وتقعدي معاها شوية.
وأهم حاجة تصاحبيها عشان تعرفي تفهمي دماغها وتلينيها وبالمرة هاتيلي معاكي هدوم عشان ميجيليش برد.
في الناحية التانية..
بسمة كانت طلعت الأوضة وأول ما دخلت دفنت راسها في المخدة وفضلت تعيط وتقول في نفسها: هو أنا ليه حظي اسود كده؟
هو يمكن يكون خالد شاب كويس ويستاهلني ويعاملني زي ما أنا بحب.
بس ليه ميبقاش ليا حرية الاختيار، ازاي يجبروني على حاجة زي كده؟
ازاي مياخدوش رأيي أو يشوفوني حتى هوافق ولا لا، وليه خالد بيقتحم خصوصيتي للدرجة دي؟
وفي الوقت ده دخلت عليها عفاف وشافتها وهي بتعيط.
عفاف وهي بتجري عليها وبتحضنها: مالك يا حبيبتي في إيه ليه بتعيطي.
بسمة بتلقائية: بعيط على حظى الاسود وحياتي الصعبة.
عفاف: بس يا حبيبتي متقوليش كده غلط، مينفعش نعترض على قضاء ربنا.
مفيش حاجة اسمها حظ اسود وحظ أبيض.
في حاجة اسمها ابتلاء وربنا بيختبرنا هل هنصبر ولا هنكفر.
بسمة بحزن: أنا عارفة كل ده بس أنا زعلانة لإني مش عارفة اتخطى، ده غير إني كل ما أخرج من مصيبة أدخل في مصيبة تانية.
عفاف بحنية وهي بتطبطب على ضهرها: أنا عارفة إنك مريتي الفترة اللي فاتت بحاجات صعبة جدًا ومفيش أي حد يقدر يتحملها.
بس ربنا عارف انك هتقدري تتحملي وعارف انك هتتخطي، ولو مكنتيش قد الحاجات دي مكانش ربنا ابتلاكي بيها.
بس صدقيني أنا واثقة إن ربنا هيعوضك الفترة اللي جاية بحاجات عمرك ما كنتي تتخيليها وهيراضيكي أحسن رضا.
انتي بس توكلي على الله واسجدي لربنا وادعي وإن شاء الله هو هييسرلك كل الأمور وهيساعدك وهينزل عليكي كرمه ورحمته.
وحاولي تدي نفسك فرصة تانية وتتبسطي بالحياة وتثقي بالناس.
صدقيني يا بسمة مش كل الناس زي بعضهم، وزي ما في ناس كتير وحشة في ناس جميلة جدًا، ربنا خلقها عشان تعوضنا عن كل الوحش اللي شفناه.
بسمة اتأثرت بالكلام اللي سمعته من عفاف رغم إن هي سمعت الكلام ده كتير قبل كده.
بسمة حست بارتياح شديد بعد ما سمعته منها، وابتسمت في وشها واترمت في حضنها وبدأت تمسح دموعها.
عفاف بحنية وهي بتطبطب على كتفها: يا روحي متشيليش هم الدنيا، انتي لسه صغيرة عايزاكي كده تضحكي للدنيا ومش أي حاجة تعكر مزاجك وتخليكي تعيطي أو تكتئبي.
بسمة بعد ما ابتسمت ابتسامة لطيفة: بجد شكرًا ليكي يا أمي على الكلام الحلو ده أنا حاسة إني ارتحتلك جدًا، ومبسوطة انك اتكلمتي معايا.
صح هو أنا ينفع أقولك يا أمي عشان حاسة إنك طيبة أوي وحسيت بحنية أمي في كلامك.
عفاف بحنية: يا حبيبتي من غير ما تستأذني أنا شرف ليا إنك تقوليلي يا أمي.
بسمة: شكرًا بجد لذوقك وطيبتك.
هو حضرتك والدة خالد؟
عفاف بابتسامة: لا يا حبيبتي أنا في مقام والدته.
خالد وإياد أبوهم وأمهم ماتوا في حادثة.
وأنا شغال في الفيلا هنا من ساعة ما اتولد خالد، وهو وإياد يعتبر أنا اللي ربيتهم واهتميت بيهم من كل قلبي وحاسة فعلًا انهم ولادي وفي رابطة بتجمعني بيهم قوية جدًا.
والفترة دي أنا اللي مهتميه بيهم لإن مفيش حد غيري يشوفهم أو يهتم بيهم.
بسمة: انتي ست جميلة أوي وهنبقى أحلى صحاب أنا وانتي.
عفاف بابتسامة: أكيد طبعًا يا حبيبتي وأنا يزيدني شرف إني أبقى صاحبتك.
يلا هسيبك أنا بقى عشان أروح أجيب هدوم للواد الغلبان اللي انتي رميتيه في حمام السباحة ده.
بسمة بضحكة: معلش بس كان يستاهل.
عفاف وهي بتغمز بعينيها: هو اللي يستاهل بردوا ولا انتي اللي تقلانه وبتتفرعني عليه.
بسمة بكسوف: خلاص بقى يا أمي متحرجناش.
عفاف ابتسمت وراحت جابت هدوم لخالد، ووصلت لباب الأوضة بس قبل ما تخرج لفت وشها وغمزت لبسمة وقالت: بس حاولي تخفي على الواد شوية عشان هو مش حملك.
بسمة بضحكة: ماشي هو وحظه بقى.
عفاف: عايزة أقولك والله إنك تفكري في موضوع خالد ده وتديله فرصة لإن صدقيني عمرك ما هتلاقي حد يحبك أو يهتم بيكي زي خالد.
ومش بقولك كده عشان هو ابني أو عشان أنا بحبه.
بس صدقيني أنا شوفت حب خالد ليكي في عينيه.
وشوفت حبه ليكي في تصرفاته وصدقيني هو شخص كويس ويستاهل.
هسيبك تفكري براحتك ولو عوزتي أي حاجة كلميني أو اندهي عليا.
ومتقلقيش لينا قاعدة تانية مع بعض نتكلم فيها براحتنا وتحكيلي حكايتك.
بسمة هزت راسها بالموافقة وابتسمت.
عفاف خرجت وبسمة قعدت على السرير ونامت على ضهرها واتنهدت بأريحية، وقررت إن هي تدي خالد فرصة، وتحاول تتأقلم على الوضع وحست إن ممكن حياتها تتحسن فعلًا.
عند أدهم..
أدهم خلص المشوار بتاعه وكان مبسوط إنه رايح يجيب هنا عشان يشوفها.
لأن هو كان حاسس إنها زي بنته وميقدرش يبعد عنها فترة طويلة.
أدهم وصل النادي ووقف عربيته ونزل، ودخل النادي بس اتفاجئ بمنظر مكانش يتوقع إنه يشوفه.
أدهم شاف هنا وهي واقفة مع واحد غريب وكانت ماسكة ايده والشخص عمال يبتسملها وهنا هي كمان بتبتسمله.
أدهم في اللحظة دي وصل لأعلى درجة من الغضب وعروق وشه بانت وراح ناحيتهم بأقصى سرعة.
وقف قدامهم وفضل يبص عليهم وهنا والشخص اللي كان واقف معاها كانوا مستغربين جدًا من ردة فعله.
هنا باستغراب: أدهم!!!
أدهم مردش عليها وزق الشخص اللي كان ماسك ايدها بكل قوته ومسك ايد هنا وسحبها لبره النادي.
هنا استغربت من اللي أدهم بيعمله وكانت بتتألم من مسكت ايده ليها.
هنا وهي بتتألم: أدهم ايدي وجعتني انت بتعمل إيه؟
أدهم مردش عليها وراح ناحية العربية وفتح الباب ورمى هنا جوه العربية كإنها عروسة لعبة.
وهنا كانت بتتألم بس مكانتش قادرة تتكلم لإنها خافت من أدهم بسبب عصبيته.
أدهم زق هنا جوه العربية، وهنا مكانتش قادرة تتكلم وخايفة من أدهم، ومش عارفة هو ليه بيعاملها بالطريقة دي.
أدهم وصل الفيلا ومنطقش ولا كلمة طول الطريق، وهنا كانت قاعدة مرعوبة ومش عارفة هو متعصب عليها ليه.
أدهم نزل ودخل هنا الفيلا وعاتبها على وقفتها مع الشخص الغريب واتعصب عليها ومسمحلهاش تتكلم ودخل ينام.
في بيت خالد..
بسمة كانت قاعدة في الأوضة وعمالة تفكر هل تدي خالد فرصة ولا كل الرجاله هيطلعوا زي بعضهم في الآخر وهيخذلها زي أي واحد خذلها قبل كده.
بسمة فضلت تفكر شوية، بس حست إن خالد شخص مختلف وممكن يطلع غير ويقدر يساعدها ويحققلها كل أحلامها وينسيها كل المعاناة اللي عانتها قبل كده.
قامت من على السرير وهي مبتسمة وحست إن فعلًا عندها فرصة تاني في حياتها وتقدر تعيش الحياة اللي كان نفسها تعيشها.
دخلت الحمام وأخدت دش سريع ولبست بيجامة شكلها طفولي وعليها رسومات طفولية وشكلها جذاب جدًا.
ولبست طرحة فوق البيجامة لإنها مكنتش لسه ما أتعودت على خالد وبتتكسف منه.
بسمة نزلت من الأوضة بتاعتها وراحت على مكتب خالد عشان تقوله إن هي هتديله فرصة تانية.
خبطت على الباب وخالد سمحلها بالدخول.
خالد أول ما بسمة دخلت انبهر بجمالها جدًا وكان متنح كإه أول مرة يشوف بنت حلوة.
خالد بطريقة مضحكة: ما بالراحة علينا يا عم مش كده، عليا النعمة بلدوزر.
بسمة اتكسفت وحاولت تمسك نفسها ورفعت عينيها في عين خالد بجدية، وقالت: أنا موافقة.
خالد بعد ما ظهر على وشه ملامح الفرح: وأنا مش هندمك على موافقتك دي أبدًا وهخليكي أسعد إنسانة في الدنيا.
بسمة بابتسامة لطيفة: أما نشوف يا عم الرومانسي.
بس عندي شروط.
خالد: جناب الحلو يتشرط براحته.
بسمة: عايزة العلاقة تفضل ما بينا صداقة الفترة دي.
خالد: وأنا كمان عايز كده أصلًا.
بسمة: وعايزة اشتغل في الشركة زي ما أنا، وأكون وزيي زي أي حد شغال في الشركة.
خالد: مع إني كنت عايز أخليكي كوين بس يا ستي موافق.
أي أوامر تاني؟
بسمة: اه طلب أخير هو مش لازم أقوله بس أكيد انت هتعمل كده.
خالد: إيه هو مش فاهم.
بسمة بتوتر: كل واحد فينا هينام في أوضة لوحده.
خالد بخبث: موعدكيش الصراحة بالموضوع ده لإني متعود إن حد ينيمني ولازم يكون الشخص ده بنت جميلة.
أصل أنا بخاف من الضلمة ومحتاج حد يطمني.
بسمة بقرف: يا حبيب قلب أمك.
خلاص أنا هكلم طنط عفاف وهخليها تيجي تنيمك حاضر.
خالد: لا مش ده مش ده.
بسمة: بطل استعباط هتعمل كده ولا نلغي الاتفاق كله.
خالد بضق: خلاص يا ستي انتي هتذليني!
موافق وأمري لله.
بسمة ابتسمت وقامت من على الكرسي وقالت: تسلم يا خالد ده العشم بردوا.
وكانت خارجة بس افتكرت حاجة ولفت وشها وقالت: صح في شرط كمان.
خالد: انتي مفكراني هتضايق بقى وكده؟ لا شروطك على قلبي زي العسل يا حته.
بسمة: أحلى حاجة فيك إنك بتفهم، شكلنا هنرتاح مع بعض.
المهم إن الشرط الأخير هو إني أروح الحفلة اللي بنعملها كل سنة.
حفله بنحتفل فيها بماما وبنجيبلها هدايا.
خالد: من عيوني ننزل بكره نجيبلها هدايا كمان قبل ما نروح.
بسمة: هو انت جدع بجد ولا إيه؟ متخلينيش أحبك.
خالد بثقة: مش قولتلك هخليكي تحبيني انتي بس سيبيلي نفسك.
بسمة ابتسمت بلطف وخرجت وطلعت على أوضتها عشان تنام، وسابت خالد وهو قاعد في المكتب في قمة السعادة، ومبسوط جدًا وحاسس إن الدنيا بتفتحله دراعاتها وبتضحكله من تاني.
أما بالنسبة لأدهم وهنا فكان كل واحد فيهم في أوضة، وكل واحد متعصب من التاني ومشافوش بعض نهائي في اليوم ده.
وإياد طبعًا رجع من الشغل متأخر لإنه ماسك الشركة لوحده وبيدير كل الأمور من غير مساعدة من حد.
ومكنش بيشوف خالد وبسمة لإنهم بيناموا بدري، وإياد بيرجع متأخر جدًا فبيطلع على أوضته وبينام على طول.
اليوم عدى بسلام والكل نام، وكانوا مستنين اليوم اللي بعده.
تاني يوم الصبح..
بسمة صحيت من النوم وهي مبسوطة وفرحانة إنها هتشوف أختها وصاحبتها وأمها وعيلتها الجميلة أخيرًا.
وإياد هو كمان صحي بدري اليوم ده لإنه كان عايز ينزل الشركة عشان يوفر على نفسه تعب الشغل وميراكمش على نفسه شغل كتير.
وصادف إن خالد كمان صحي بدري وكلهم نزلوا في الصالون مع بعض.
إياد أول ما شاف خالد جري عليه وكان هيضربه بس تماسك.
خالد وهو بيحضن أخوه: وانت كمان وحشتني يا أخويا والله.
إياد بعصبية: بس يا غدار انت أخر واحد كنت اتوقع إن الضربة تيجي من ناحيته.
خالد بعد ما ضرب إياد على قفاه: انت نسيت نفسك يالا ولا إيه.
بطل دراما وتمثيل.
وبعدين لسه مرحتش الشركة ليه لحد دلوقتي.
إياد وهو بيتصنع العياط: أنا تعبان أوي يا أخويا، الشركة مطلعة عيني، أنا معرفش إزاي انت كنت بتابع كل ده لوحدك.
خالد: شوفت بقى عمال تقولي انت قاعدلي في المكتب طول اليوم ومبتعملش حاجة وأنا اللي بعمل كل الشغل.
أقعد بقى يا أخويا في المكتب أهو ووريني هتعمل إيه.
إياد: ندمان ندمان ومش هكرر غلطي تاني.
وبعد كده ابتسم وقال بفضول: عملت إيه؟
خالد: عملت إيه في إيه؟
إياد بغمزه: ياض انت يا خلبوص.
خالد: ما تنجز ياض وتقول مالك في إيه؟
إياد: قصدي يعني سبع ولا ضبع؟
خالد بضيق: تصدق يلا انت هتفضل طول عمرك تافه فعلًا ومتستاهلش إنك تتعامل مع بشر.
وبعدين يا سيدي مفيش أي حاجة حصلت إحنا مجرد أصدقاء بس.
إياد بضحكة: هههههه حتى مراتك قالتلك خلينا أخوات.
الكلام ده معناه كبير أوي.
خالد كان لسه هيضربه بس بيتفاجئوا ببسمة داخلة عليهم.
بسمة بلطف: صباح الخير.
خالد وإياد اتصدموا لإنهم كانوا ماسكين في بعض كإنهم هيتخانقوا وسابوا بعض بسرعة وبصولها وابتسموا وقالوا: صباح النور.
بسمة باستغراب: مالكم في حاجة ولا إيه؟
خالد وإياد بتوتر: لا مفيش مفيش.
بسمة ابتسمت وقالت: عمومًا حبيت أقولكوا متتأخروش على الحفلة.
خالد: انتي نسيتي ولا إيه مش قولنا إن إحنا هننزل نجيب هدايا الأول لأمك قبل ما نروحلها.
بسمة: سوري نسيت معلش.
خالد: خلاص يلا أجهزي وأنا هطلع أجهز وننزل سوا.
إياد: طب وأنا هعمل إيه؟
خالد: يلا ياض انت روح الشركة دلوقتي حالًا عشان اتأخرت.
إياد في سره: ناس عايشة وناس بايشة، ربنا يولع فيكوا بملوتوف.
إياد راح الشركة، وخالد وبسمة لبسوا ونزلوا يشتروا هدايا واليوم جري بيهم بسرعة وعقبال ما رجعوا كان الليل ليل.
وكل واحد فيهم لبس لبس مناسب واتجهوا للحفلة.
في الناحية التانية..
كان أدهم وهنا مشافوش بعض، وهنا كانت قاعدة في الأوضة بتاعتها مكتئبة ومش عايزة تخرج.
في الحفلة..
بسمة وخالد وشهد وإياد وحمزة وهدى كلهم وصلوا وجهزوا الهدايا والحاجة لحد ما أمهاتهم يجوا.
الحفلة كانت على الكورنيش وكانوا معلقين بلالين، والضوء كان هادي في المكان.
جهزوا التورتة اللي مرسوم عليها صورة عفاف وحنان اللي هما أم هدى وأم بسمة.
خالد كان واقف جنب بسمة والكل كان واقف حواليهم وكانوا مبسوطين وفرحانين إن هما ملمومين في مكان واحد.
خالد قرب من بسمة وقال: هو انتم ليه حاطين صورة أم هدى جنب صورة أمكم على التورتة.
مش دي المفروض حفلة أمك؟؟
بسمة: يا ناصح ده احتفال بعيد الأم يعني مش شرط نعمل صورة على كل تورتة لوحدها.
وبعدين أمي بتحب تشارك أم هدى في كل حاجة وهي اللي اقترحت الموضوع ده.
خالد: طب ويا ترى بقى أمك بتيجي منبهرة وتعمل إن هي متفاجئة وكده؟
بسمة بتضجر: خالد انت رخم ليه؟
عادي هي عارفة إن إحنا هنعملها حفلة وبتنبسط بيها مش شرط نفاجئها يعني.
خالد اتحرج وسكت، وبسمة ضحكت وحاولت تداري إحراجه.
وكان واقف جنبهم إياد وشهد، وإياد كان بيحاول يتكلم مع شهد بس شهد كانت مكسوفة وبتحاول تتجنبه عشان محرجة من ساعة آخر موقف.
وبعد شوية وصل إبراهيم ومعاه حنان واعتماد وكانوا داخلين متشيكين ومبسوطين جدًا.
أول ما دخلوا الشباب بدأوا يشغلوا الأنوار ويضربوا المدافع ويغنوا ويسقفوا، ورحبوا بيهم أحلى ترحيب.
حنان واعتماد كانوا مبسوطين جدًا بالأجواء وكانوا فخورين بولادهم.
وبعد شوية جابوا التورتة وبدأوا يقطعوها ويوزعوها.
وأثناء ما الأجواء كانت سعيدة جدًا حصل حاجة مكانش حد يتوقعها.
في الوقت اللي الكل كان بيسقف وبيغني حمزة وقف في النص وطلب من الكل انهم يسكت.
حمزة وهو بيرفع ايده: ثواني يا جماعة بعد إذنكم عايز أقول حاجة.
ولف وشه ناحية اعتماد أم هدى وقال: بمناسبة إن إحنا كلنا هنا وكلنا مبسوطين ما شاء الله.
فأنا حبيت أخلي الفرحة فرحتين.
الكل استغرب ومكانوش عارفين ولا فاهمين قصد حمزة.
حمزة وهو باصص لأم هدى: أنا طالب ايد بنتك هدى وعايز اتجوزها.
في اللحظة دي كل اللي في الحفلة ابتسم وكانوا فرحانين لفرحة حمزة ومبسوطين إن هو أخد الخطوة الجميلة دي.
وهدى مكانتش مصدقة نفسها وقلبها كان هيقف من الفرحة والدنيا بدأت تلف بيها.
أم هدى بكل برود: وأنا مش موافقة.
في اللحظة دي الكل اتصدم واتحولت البسمة اللي على وشوشهم لتكشيرة حزينة وظهر عليهم ملامح الحزن.
وهدى قلبها وقف من الصدمة ونفسها ضاق ودموعها بدأت تنزل من عينيها بدون وعي منها والكل حس بوجع قلبها.
أم هدى ابتسمت في اللحظة دي وقالت: طبعًا مش هوافق لإن مش ده الوقت والمكان المناسب لطلب زي ده.
المفروض إننا بنمشي على الأصول والأصول بتقول إنك تيجي تتقدم في البيت وتشوف هل الأهل موافقين ولا لا، وكمان لازم ناخد رأي العروسة.
الكل بصلها بقرف وقالوا في نفس واحد: والله!!!؟
أم هدى بضحكة: أكيد طبعًا يا جماعه هو أنا هلاقي أحسن من حمزة لبنتي فين؟
انت شاب جميل وروحك حلوة ومحترم وأخلاق.
انت كنت فاكر عشان موضوع الخلفة ده كان ممكن أرفض؟
الحاجات دي بإيد ربنا يا حمزة.
وبعدين لعل ربنا يكرمك عشان انت شخص طيب ويرزقك الذرية الصالحة.
مش بعيد على ربنا، انت ما قرأتش الآية اللي بتقول:
{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37) هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (39) قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}.
عشان كده مش عايزاك تشيل هم الخلفة يا حمزة وعايزاك تثق في ربنا وترمي حمولك كلها عليه.
ده غير إن الجواز والحب مبيقفش على الخلفة، الحب الحقيقي بيكمل مهما كانت الصعوبات.
حمزة اتأثر جدًا بكلام إعتماد.
وهدى كان بينزل من عينيها دموع بشدة، بس في نفس الوقت كانت متعصبة من أمها.
حنان بعصبية: اه يا اختي بقى مثلي واقلبهالي دراما عشان تنسينا الموقف اللي انتي عملتيه.
بقى توقعي قلبنا كده يا بومة؟
اعتماد ضحكت والكل ضحك وهدى كانت طايرة من الفرحة، وكانت مبسوطة إن أخيرًا الشخص اللي حلمت بيه طول حياتها هيبقى من نصيبها.
الكل كان مبسوط وكلهم كانوا بيضحكوا ويهزروا وفي الوقت ده إياد استغل الفرصة وراح وقف قدام إبراهيم وقال بصوت عالي: عمي أنا طالب ايد شهد بنت حضرتك.
وأرجوك مترفضنيش وأجبر بخاطري عشان كده أنا الراجل الوحيد هنا اللي مش متجوز.
إبراهيم باستغراب: يعني انت عاوزني اجوزك بنتي عشان تبقى متجوز زينا.
خالد وهو بيحاول يلحق أخوه: معلش يا عمي أخويا بس أهطل شوية ومبيعرفش ينقي الكلمات المناسبة.
إبراهيم: واضح جدًا.
إياد: شكرًا يا جماعة على ثقتكم فيا.
المهم موافق يا عمي ولا لا؟
إبراهيم بعد ما بص على شهد ولاحظ عينيها اللي بتلمع وفرحتها: مش عارف يا ابني بس هنسأل العروسة وبعد كده نشوف.
شهد كانت لسه هتقول انها موافقة بس تراجعت عشان متتحرجش ويبان إنها مدلوقة.
إبراهيم بضحكة: ماشي يا عم موافق بس بشرط.
إياد بلهفة: اؤمر يا عمي أنا عينيا ليك.
إبراهيم: لازم نعمل الأصول اللي أم هدى قالت عليها وتيجي تتقدم انت وحمزة في البيت وبعد كده نحدد معاد الخطوبة والجواز.
إياد بفرحة: عين العقل يا عمي.
يبقى يلا بينا نطلع على البيت دلوقتي حالًا.
حنان بضحكة: في إيه يا ابني متتقل كده شوية انت عايز تخطف مننا البت بالسهولة دي؟
سيبنا نتهنى بيها شوية وبعد كده أبقى خدها.
إياد: خير البر عاجله يا حماتي وبعدين انتم متعرفوش يعني إيه وجع الانتظار.
حنان بسخرية: حماتك!؟؟ أنا خلاص بقيت حماتك.
حمزة: قولنا متركزيش مع كلام إياد يا حماتي.
حنان: ربنا يستر على البت.
حمزة: طب يلا بينا بقى نطلع على البيت ولا إيه؟
حنان: مع إنكم كروتوا الحفلة بتاعتي بس عادي فرحة بناتي من فرحتي.
وفعلًا الكل ركب عربيته وراحوا البيت سوا.
العيلتين روحوا البيت وقعدوا مع بعض وبدأوا يتفقوا على الخطوبة والجواز.
واتفقوا إن الخطوبة بتاعت شهد هتكون بعد يومين وهيعملوا مع الخطوبة كتب الكتاب.
والفرح هيكون بعد ما شهد تخلص امتحانات الثانوية العامة بتاعتها.
وإياد وعد أهل شهد انه هيخليها تكمل تعليمها ومش هيخلي الجواز يأثر على مسيرتها التعليمية.
وبعد ما اتفقوا على الخطوبة والجواز كل واحد راح لحال سبيله وخالد وبسمة روحوا البيت بتاعهم مع إياد.
وإياد كان سعيد ومبسوط إنه هيتجوز البنت الجميلة دي.
والكل في اليوم ده نام وهو مبسوط ومتفائل.
وفي الوقت اللي الكل كان مبسوط وفرحان هنا كانت حالتها عكسهم تمامًا، وكانت مكتئبة وحزينة.
ومن ساعة ما اتخانقت مع أدهم وهي قاعدة في الأوضة بتاعتها ومخرجتش، وفضلت تعيط طول اليوم.
ومكانتش بتتعامل مع حد نهائي حتى الخدامين كانوا بيطلعوا ويحطوا الأكل في الأوضة ويمشوا من غير ما تقول ليهم أي كلمة.
أما بالنسبة لأدهم فكان حاسس بالذنب الشديد وكان عايز يعتذر للبنت البريئة اللي حبها بصدق.
أدهم طلع ووقف قدام أوضة هنا وبدأ يخبط.
هنا بصوت حزين: خش.
أدهم دخل وهو موطي راسه، وكان حاسس بالذنب ومكسوف من هنا.
هنا سألته بنبرة صوت حزينة: عايز إيه؟
أدهم: ممكن أقعد؟
هنا: على أساس إن ليا اختيار.
إتفضل يا أدهم بيه.
أدهم اتوجع جدًا من كلام هنا وحس إن هي بتكرهه وده خلاه يكره نفسه.
أدهم: هنا انتي بتكرهيني؟
هنا بخوف: لا مش بكرهك، هكرهك ليه؟
أدهم: قولى الحقيقة يا هنا.
هنا بعد ما الدموع بدأت تنزل من عينيها وكانت شبه الطفلة: الصراحة بقى مينفعش تعاملني بالطريقة دي من غير ما اعمل حاجة.
أدهم بعد ما قرب منها كإنها بنته: انتي عارفة إنك غلطتي ومكنش ينفع تقفي مع حد غريب أو تسمحيله يلمسك.
هنا بعياط: مكنش قصدي والله أنا بس كنت مفكراه بيتكلم معايا عادي.
أدهم بهدوء كإنه بيواسي بنته وبيفهمها: بصي يا حبيبتي مينفعش تتكلمي مع أي حد متعرفيهوش، ومينفعش تمسكي إيده أو تهزري وتضحكي معاه.
هنا بحزن: حاضر، أنا بس مكنتش أعرف، وبردوا مينفعش تعاملني بالطريقة دي ولازم تفهمني الصح الأول.
أدهم: عندك حق يا ستي وأنا بعتذرلك وبوعدك إني مش هعمل كده تاني.
بس عايزك توعديني إنك متتصرفيش من دماغك تاني وتسمعي الكلام اللي هقولك عليه.
هنا وهي بتمسح دموعها زي الطفلة: أوعدك.
أدهم ابتسم وفرح إن هنا رضيت عنه وقرر يعترفلها بحبه.
أدهم بتوتر: ينفع أقولك حاجة.
هنا ببراءة: اه ينفع اتفضل.
أدهم بجدية: تتجوزيني؟
هنا بصدمة: أتجوزك إزاي يعني؟
أدهم: يعني أنا بحبك وعايزك تبقي مراتي.
هنا: سامحني يا أدهم بيه بس أنا مش هوافق.
أدهم بحزن: ليه متوافقيش عليا؟ عشان اللي أنا عملته معاكي؟
هنا: لا طبعًا.
انت شخص طيب وجميل وكل حاجة بس مينفعش أتجوز واحد شغال مع المافيا.
أدهم بأسف: بس أنا قولتلك قبل كده يا هنا إني شغال معاهم غصب
عني.
هنا: سامحني يا أدهم بيه بس أنا مش مصدقاك.
يعني إيه شغال معاهم غصب عنك مفيش حد بيعمل حاجة غصب عنه؟
أدهم بضحكة: طب ما انتي بتعملي كل حاجة غصب عنك وشغالة معانا غصب عنك.
هنا بأسف: عشان أنا مجبرة يا أدهم بيه.
وكمان أنا بنت لكن انت راجل وتقدر تدافع عن نفسك.
ده غير إنك ظابط وشغال في المخابرات يعني تقدر تحبس الناس دي.
أدهم بابتسامة مليانة حزن: فعلًا أنا راجل وأقدر أدافع عن نفسي بس عيلتي ميقدروش يدافعوا عن نفسهم.
هنا باستغراب: وإيه دخل عيلتك بالموضوع؟
أدهم: هنا أنا هحكيلك حاجة دلوقتي بس أوعديني إنك عمرك ما هتقوليها لحد ولا حتى هتقوليها بينك وبين نفسك.
هنا: أوعدك.
أدهم: أنا ظابط شغال في المخابرات، والمافيا الروسية خطفت عيلتي وهددتني بيها، وأنا طبعًا لازم أسمع كلامهم عشان محدش من عيلتي يحصله حاجة.
هنا: طب معرفتش الحكومة اللي انت شغال معاهم ليه؟
أدهم: أكيد طبعًا عرفتهم وهما اللي طلبوا مني إني استمر في المسرحية اللي أنا بعملها عليهم عشان نقدر نقبض على عصابة المافيا كلها في الأخر.
هنا: يعني انت بتعمل كده على حساب عيلتك وبتعرضهم للخطر؟
أدهم: للأسف بعمل كده، بس أنا مضطر لإن العصابة دي خطر جدًا على مصر ومن زمان واحنا بنحاول نقضي عليها بس مش عارفين.
واستغليت إنهم طلبوا مني إني اشتغل معاهم وهددوني بعيلتي وقررت أبقى جاسوس وسطيهم.
وطبعًا كل ده مارحش هدر وتضحية أهلي نفعت وقدرنا ناخد معلومات كتير منهم وعرفنا عن العصابة حاجات كتير مكناش نعرفها زمان.
وكنا بنحاول نعرفها بقالنا كتير واستفدنا كتير من العمليه دي.
وللأسف العصابة دي بتعمل حاجة خطيرة وقاسية جدًا.
وهي إنهم بيجيبوا البنات الصغيرة الجميلة وبيخطفوهم من أهلهم ويربوهم في شقق مشبوهة عشان البنات تطلع بنات مش كويسة ويبقوا بنات ليل.
وطبعًا أول ما بيخطفوهم بيدوهم مصل بيخلوهم ينسوا طفولتهم تدريجيًا وينسوا كل حاجة يعرفوها قبل كده.
وده بيساعد العصابة أكتر على إن البنات يفقدوا ماضيهم وميبقوش عارفين يروحوا فين وميبقاش ليهم مكان غير وكر العصابة وشقق الدعارة.
هنا بصدمة: يعني أنااااا.
أدهم بأسف: أيوه انتي والبنات اللي معاكي خدتوا المصل ده من وانتوا صغيرين عشان كده مش فاكرين أي حاجة ومش عارفين أهلكم مين.
ولما انتي كنتي صغيرة العصابة خدتك ووديتك للست حسنية وهي اللي ربتك وخليتك فتاة ليل.
هنا اتصدمت من كل الكلام اللي سمعته وكانت حاسه إن جسمها تقل وبدأت تدوخ.
هنا بنبرة تعب: ممكن يا أدهم بيه تديني فرصة أفكر في الكلام اللي قولتهولي.
أدهم بحنية: أكيد طبعًا يا هنا خدي وقتك وبراحتك.
وخليكي عارفة إني مش بجبرك على أي حاجة ده قرارك ولو رفضتي أنا مش هزعل.
بس انتي متعرفيش أنا بحبك قد إيه يا هنا وعايزك تعرفي إن مهما كان قرارك هتفضل معاملتي ليكي زي ما هي وهفضل أحميكي ومش هخلي حد يأذيكي أبدًا.
هنا: شكرًا يا أدهم بيه، أديني وقتي بس وهرد عليك.
أدهم ابتسم واستأذن من هنا وخرج.
أول ما أدهم خرج هنا اترمت على السرير وفضلت تعيط وتصرخ على حظها الوحش، وكانت حاسة إن الدنيا كلها بتضربها على وشها.
وحست إن هي ملهاش أي ضهر ولا أي سند وإنها مجرد سلعة في الدنيا أي حد بيبيع ويشتري فيها.
وبعد تفكير طويل نامت من كتر التعب والحزن.
في الناحية التانية كان سيف بيدور على هنا وبيحاول يوصلها بأي طريقة.
وكان مستغرب الشبه الكبير بينها وبين بسمة وفضل يستجمع الذكريات ويربط الأحداث عشان يعرف مكان هنا.
وأثناء ما كان قاعد فجأة الباب خبط ودخلت عليه البنت اللي هو كان بيخون بسمة معاها.
سارة بعد ما حضنت سيف: وحشتني، أنا خوفت عليك جدًا، كنت فين؟
سيف بعد ما حضنها وقعدها على الكرسي: كان في حوارات هبقى احكيلك عليها بعدين.
في بيت خالد..
خالد صحي الصبح وصحى بسمة ولبسوا هما الاتنين وراحوا الشركة زي ما اتفقوا.
في الشركة..
خالد نزل من عربيته وكان ماشي جنب بسمة ومبسوط جدًا وفخور إن هو ماشي جنبها.
وبسمة كانت مبسوطة لإنها رجعت للشغل وكمان حست باطمئنان وراحة لخالد.
خالد طلع مكتبه وبسمة راحت تشتغل مع المهندسين، وبدأوا شغل وبسمة أثبتت وجودها والكل أخد باله منها ومن اجتهادها وشغلها الجميل.
وبعد شوية الكل أخد بريك عشان يرجعوا للشغل تاني بس بسمة عملت كوباية قهوة كالعادة وراحت وقفت في البلكونة عشان تقعد مع نفسها شوية وتشم هوا.
وأثناء ما هي كانت واقفة في البلكونة سمعت واحد واقف جنبها وبيقول: أهلًا بيكي يا أستاذة بسمة نورتي الشركة.
بسمة باستغراب: ده نورك، مين حضرتك؟
الشخص اللي واقف جنبها: أنا محمد شغال معاكوا في الشركهةهنا وأظن إنك جديدة صح؟
بسمة بلطف: اتشرفت يا أستاذ محمد.
محمد: الصراحة أنا كنت جايلك عشان أقولك إن شغلك جميل جدًا وأنك هتثبتي وجودك هنا في الشركة بسرعة وهتبقي محبوبة بين الناس.
بسمة بكسوف: شكرًا والله يا أستاذ محمد ده من ذوقك.
محمد: لا أستاذ إيه بقى إحنا هنبقى زملا يعني مينفعش يبقى في بينا ألقاب ورسميات.
قولي يا محمد عادي ولو تسمحيلي أنا هقولك بسمة بس.
بسمة بلطف: أكيد طبعًا تقدر تناديني باسمي عادي.
وأثناء ما كانت بتتكلم دخلت واحدة عليهم وقالت: يلا يا بسمة عشان وقت البريك خلص.
بسمة: جاية أهو.
وبعدها بصت لمحمد وقالت: طيب استأذنك أنا بقى عشان عندي شغل، اتشرفت بمعرفتك.
محمد بابتسامة: الشرف ليا.
وأثناء ما كانت بسمة خارجة من البلكونة اتكعبلت بسبب توترها وفي اللحظة دي كان داخل خالد بس قبل ما خالد يلحقها محمد كان مسكها.
وحصل ما بين بسمة ومحمد تواصل بالعين وفضلوا باصين لبعض
بس بسمة اتكسفت وقامت بسرعة وبصت لمحمد بتوتر وقالت: شكرًا على المساعدة.
محمد بابتسامة: مفيش شكر على واجب يا قمر.
وكل ده كان خالد متابع الموقف وجسمه كله بيغلي وعروقه بانت وكان عايز يموتهم هما الاتنين.
بسمة خرجت وخالد خرج وراها وقال: هو إيه اللي أنا شوفته دلوقتي ده؟
بسمة: إيه كنت بقع وهو سندني؟
خالد: والله!
وكنتي واقفة معاه ليه من الأول أصلًا.
بسمة: في إيه يا خالد؟ أنا كنت واقفة في البلكونة وهو جه وقف جنبي وكان عايز يتعرف عليا.
ودخلوا الأسانسير هما الاتنين وبعد كده خالد مسكها من دراعها بقوة، وقال بصراخ: ويتعرف عليكي بتاع إيه؟ وإيه اللي يخليكي تسمحيله يقف معاكي أصلًا؟
بسمة اتخضت من طريقة خالد وعينيها بدأت تدمع ورجعت بجسمها لورا.
خالد لاحظ خوفها واتضايق من نفسه بس كان حاسس إن هي تستحق بسبب اللي هي عملته.
خالد طلع منديل من جيبه ومسح دموع بسمة والأسانسير فتح وخالد خرج وراح على المكتب بتاعه، وبسمة كانت واقفة مصدومة، بس بعد شوية استجمعت قواها وراحت تكمل شغل.
بعدها بيوم جه ميعاد كتب كتاب خطوبه هدى وشهد.
وفي اليوم ده خالد نزل جاب فستان جميل جدًا وشكله جذاب وإداه لبسمة واعتذرلها على اللي هو عمله بس عاتبها في نفس الوقت على اللي هي عملته والاتنين اتأسفوا لبعض واتصالحوا في الآخر.
أما بالنسبة لهدى وشهد فالإتنين كانوا محضرين فساتين جميلة جدًا ولايقة مع لون بشرتهم ومكانوش حاطين مكياج كتير وكانت ملامحهم لوحدها طاغية على كل شيء.
الليل ليل وجه معاد كتب الكتاب وهدى وشهد خرجوا وظهروا قدام الناس وكان شكلهم مبهر جدًا وخلاب ويسحروا العين.
المأذون جه وبدأ يكتب الكتاب وقال جملته الشهيرة: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.
كل المعازيم زغرتوا وسقفوا وبدأوا يباركوا لحمزة وإياد وهنوا هدى وشهد والأجواء كانت حلوة جدًا.
وحنان وإعتماد كانوا فرحانين بعيالهم وفخورين بيهم.
وخالد كان فرحان لأخوه جدًا وكان مبسوط بوجود بسمة جنبه ومسك إيدها وقرب منها لأول مرة، وبسمة هي كمان كانت مبسوطة وحست بالارتياح جنب خالد.
وبعد كتب الكتاب مباشرةً إياد قرب من شهد وحضنها حضن قوي، ونفس الموقف ده عمله حمزة مع هدى.
شهد كانت مكسوفة جدًا هي وهدى بس مع الوقت بدأوا يتأقلموا على الوضع.
وبعد شوية بسمة راحت لشهد وهدى وبدأت تباركلهم وفضلوا يرقصوا مع بعض من كتر الفرحة.
بسمة: ألف مبروك يا تافهين، مش مصدقة إنكم هتتجوزوا.
هدى: ولا احنا والله يا بنتي.
بسمة: أهم حاجة أوعوا تجيبوا خلفة زيكم.
أقولكم حاجة متجيبوش عيال خالص عايزين نقضي على النسل ده نهائي.
شهد بثقة بعد ما هزت كتفها: نسل مين يا أم نسل؟
ده أنا قمر، ده أنا هجيبلكم عيال قمامير شبهي وأذكياء زي كمان.
هدى بتريقة: أذكياء وقمامير؟ الطموح حلو بردوا.
شهد: اتريقي يا أختي اتريقي بكره نقعد على الحيط.
وفي الناحية التانية كان الشباب واقفين وعمالين يهزروا.
إياد وهو بيحاول يغيظ خالد: مش انت غدرت بيا واتجوزت قبلي.
أنا أهو بقى بتجوز ومعمولي فرح ومتدلع أخر دلع على عكسك انت اتطلصقت ومحدش عبرك.
حمزة بعد ما خبط كتف إياد: يا ابني بطل عبط بقى، ابقى أعرض الكلام على مخك قبل ما تقوله.
خالد بضحكة: على أساس يعني إني مش عارف أخويا، أنا لو عاتبت أخويا على كلامه هفضل طول عمري أعاتبه طول العمر لإن إياد عنده ربع طاير من دماغه.
إياد: شكرًا على ثقتكم يا جماعة والله.
خالد: أمال فين الواد أدهم مش إنتوا قلتوا إن هو جاي؟
حمزة: لسه مكلمه أهو والله وقالي إن هو داخل علينا.
خالد: وحشني الواد ده والله.
ومكملش كلامه وفجأة بيلاقي أدهم داخل بس المفاجأة انه مكانش داخل لواحده.
خالد بعد ما شاف بوسي وهي ماسكة إيد أدهم وداخلة ولابسة فستان رمادي شكله تحفة ومخليها في جميلة جدًا: بوسي!!
إياد وحمزة مجرد ما سمعوا خالد وهو بيقول كده اتصدموا ولفوا وشهم وبصوا على أدهم وشافوا البنت اللي معاه ومكانوش مصدقين عينيهم.
أدهم دخل عليهم وهما كلهم مصدومين وبيبصوا على هنا، وهو استغرب من نظراتهم لهنا.
أدهم وهو بيشاور بإيده قدام عينيهم: انتوا كويسين يا رجاله؟؟
خالد بعد ما فاق على صوت أدهم حاول يتخطى الموقف لحد ما يعرف الحقيقة كاملة: إزيك يا حبيب قلبي عامل إيه.
خالد حضن أدهم وسلم عليه وبص لإياد وحمزة بنظرة مخيفة كإنه بيقولهم محدش يتكلم في الموضوع دلوقتي.
أدهم: وحشتوني والله يا جماعة، أه أحب أعرفكم دي هنا.
وبعد كده وجه الكلام لهنا وقال: ودول بقى صحابي من زمان وحبايب قلبي وأكتر من اخواتي، خالد وإياد وحمزة.
هنا بلطف وهي ماسكة في دراع أدهم زي الطفلة: اتشرفت بيتو.
إياد بعفوية: بيتو!!
أدهم بضحكة: أعذرها بقى يا إياد هي لدغة شوية.
في اللحظة دي دخلت عليهم بسمة بس مكانتش واخدة بالها من هنا وأدهم لإن حمزة وخالد وإياد كانوا واقفين جنب بعض ومداريين هنا وأدهم.
بسمة بعفوية: إيه يا عرسان هتفضلوا واقفين كده وسايبين مراتتكم؟
إنتوا الرجالة كده تاخدونا لحم وترمونا عضم.
محدش رد على بسمة لإنهم كانوا خايفين من رد فعلها، وبسمة استغربت من سكوتهم وبصت على ملامح وشهم وبعد كده بصت قدامها.
بسمة بصرخة: بوسي!!!
وبعدها بسمة قربت من بوسي وبدأت تحسس على وشها وتشوف هل هي موجودة ولا بتتخيل زي ما كله بيقنعها في كل مرة.
بسمة بصرخة: بوسي!!!
بسمة قربت من بوسي وبدأت تحسس على وشها وتشوف هل هي موجودة فعلًا ولا بتتخيل زي ما كله بيقنعها في كل مرة.
بسمة: انتي موجودة صح، وأنا مش بتخيل، ردي عليا أرجوكي وقولي إنك حقيقية.
وبعد كده وجهت نظرها لخالد وقالت: هي واقفة قدامي صح أرجوك قولي إني مبخرفش.
وبعد كده صرخت بأعلى صوتها وعيطت وفضلت تسأل بوسي: انتي موجودة؟ أرجوكي قولي إنك موجودة؟
كل اللي في المكان خدوا بالهم ولاحظوا تصرفات بسمة الغريبة.
أما بالنسبة لهنا فكانت مرعوبة جدًا وبعدت عن بسمة واستغربت من تصرفاتها واستخبت ورا دراع أدهم وكانت خايفة من بسمة.
وبالنسبة لأدهم فكان مستغرب جدًا من المشهد اللي شايفه قدام عينه، ومكنش مصدق ازاي هو شايف قدامه اتنين من هنا ومش فاهم أي حاجة.
وكل اللي في المكان استغربوا من رد فعل بسمة وتصرفاتها.
وبسمة بصت على أبوها وأمها ولقيتهم واقفين مكانهم ومكانش فيه على وشهم أي تعابير وفاتحين بوقهم على الآخر من الصدمة.
بسمة جريت على أمها وأبوها ومسكت إيدهم وفضلت تهز فيهم وتقول: ماما بابا بصوا بوسي أهي أنا طلعت مبتخيلش.
بوسي عايشة يا ماما الحمدلله، شوفي بقت جميلة إزاي.
طبعًا محدش كان يصدق إن بوسي ممكن تكون عايشة وإنهم ممكن يشوفوها بعد العمر ده كله ويلاقوها في أحسن حال.
بسمة باستغراب والدموع بتنزل من عينيها وبنبرة حزينة: هو انتم مش فرحانين ليه؟ مالكم يا جماعة ما بوسي رجعت أهي بالسلامة، لازم تفرحوا زي ما أنا فرحانة.
حنان بنبرة حزينة: ااااه يا بنتي، يا قلبي اللي واجعني عليكي طول العمر.
أشكرك يا رب إنك خليتني أشوف بنتي قبل ما أموت، الحمد لله إنك رجعتهالي بالسلامة.
أنا كنت بسمع صوتها كل يوم في ودني وهي بتستنجد بيا وبتطلب مساعدتي.
كنت بسمعها باللدغة بتاعتها، بنتي فلذة كبدي رجعتلي يا جماعة.
الحمد لله يا رب أشكرك.
وفجأة الكل بيسمع صوت حاجة بتقع على الأرض بقوة.
كلهم لفوا بعينهم ناحية مصدر الصوت واتفاجئوا إن اللي وقع على الأرض هو إبراهيم.
شهد وبسمة في صوت واحد: بابا!!!
وكلهم تجاهلوا هنا وجريوا ناحية إبراهيم وفضلوا يفوقوا فيه بس من غير أي فايدة، وشهد وبسمة كانوا هيموتوا من الخوف على أبوهم.
وحنان فضلت تعيط وحست إن ملهاش نصيب تفرح.
وأدهم وهنا كانوا واقفين ومصدومين من المشهد، بس لما أدهم فضل يحلل الموضوع حس إن هو فهم نص الحكاية.
الكل مكانش في وعيه وكانوا خايفين إلا خالد تمالك نفسه وحاول يركز وراح دخل وسط الناس وشال إبراهيم وقال إنه هيوديه المستشفى.
وشاله للعربية، وبسمة وشهد وهدى والكل مشيوا وراه، وهنا كانت هتمشي بس أدهم مسكها من ايدها ومشي وراهم.
كل واحد ركب عربيته وإتجهوا ناحية المستشفى وأول ما وصلوا دخلوا بسرعة على أوضة الطوارئ، والدكتور جه وكشف على إبراهيم وطلب من الكل إنه يستنى في الانتظار.
الدكتور طول والمعازيم كل واحد فيهم روح ومتبقاش غير بنات إبراهيم ومراته وإعتماد وبنتها وجوزها وأسر وإياد وحمزة وخالد وأدهم وهنا.
كلهم كان واقفين ومنتظرين الدكتور، وكانوا مرعوبين، وشهد وبسمة كانوا بيعيطوا ومحدش عارف يسكتهم وقلبهم كان بيتقطع على أبوهم.
وبعد شوية الدكتور خرج، وبمجرد ما خرج كله وقف وكانوا مستنيين يسمعوه.
بسمة بلهفة وخوف: ها يا دكتور طمني.
الدكتور ظهر على وشه ملامح الحزن واليأس.
حمزة: ها يا دكتور طمنا.
الدكتور: هو كل حاجة قضاء وقدر من ربنا ومينفعش نعترض.
شهد بترجي: قلقتنا يا دكتور ما تقول في إيه؟
الدكتور: الأستاذ إبراهيم للأسف جاله شلل نصفي.
شهد بابتسامة تريقة: يعني إيه جاله شلل؟؟!
الدكتور: للأسف والدك اتعرض لصدمة قوية جدًا والصدمة دي أثرت على أعصابه وجاله شلل.
بسمة بضحكة هستيرية والدموع بدأت تنزل من عينيها بقوة، وفضلت تلف حوالين نفسها زي المجنونة وتبص للكل وتقول: أكيد الدكتور بيهزر يا جماعة صح.
وبعدها وجهت نظرها للدكتور ومسكته من كتفه وقالت: أكيد يا دكتور انت بتهزر صح! أكيد بابا كويس وانت بتعمل فينا مقلب!
ومن كتر العياط رجلها مبقتش قادرة تشيلها ووقعت على الأرض وفضلت تصرخ بأعلى صوتها.
خالد قرب منها وفضل يطبطب عليها ويواسيها.
بسمة بصراخ: هو بيكدب عليا يا خالد أرجوك قولي إن هو بيكذب.
خالد وهو صعبان عليه بسمة: خلاص أرجوكي متعمليش في نفسك كده إن شاء الله هيقوم بالسلامة بس انتي إدعيله.
وبعدين ده قضاء ربنا وقدره ومينفعش تعترضي.
حمزة بصلهم بحزن وبعد كده وجه نظره للدكتور وقال: طب هو مفيش أمل يقف على رجله تاني يا دكتور؟
الدكتور: لا إن شاء الله الأستاذ إبراهيم هيقف على رجله تاني هو مجرد ما أثر الصدمة هيروح هيخف وهيرجع أحسن من الأول إن شاء الله.
بس محتاج شوية علاج طبيعي وهيبقى زي الفل.
بس للأسف في احتمالين.
الاحتمال الأول أنه يرجع يوقف على رجله بعد ما أثر الصدمة يروح فبالتالي هيحتاج لكام جلسة علاج طبيعي وهيرجع أحسن من الأول.
أما الاحتمال التاني فهو إنه هيحتاج يعمل عمليه بعد ما أثر الصدمة يروح.
بس في الحالتين هو هيخف إن شاء الله وهيقف تاني على رجله.
حمزة: معلش تعبناك معانا يا دكتور متشكرين جدًا لحضرتك وشكرًا إنك طمنتنا.
بس معلش سؤال أخير هو عمي إبراهيم هيفوق امتى؟
الدكتور: إن شاء الله على بكره الصبح هيكون فاق.
حمزة: متشكر جدًا لحضرتك يا دكتور.
الدكتور هز راسه وابتسم ومشي.
وأول ما مشي الدكتور حمزة حاول يطمن بسمة وعرفها إن أبوها هيرجع سليم مجرد ما الصدمة هتروح.
بسمة وقفت من على الأرض وبدأت تمسح دموعها وحاولت تتخلص من القلق شوية وبدأت تدعي ربنا إنه يشفي أبوها.
وفي اللحظة دي حصلت حاجة مش متوقعة تمامًا وقلبت الأحداث 180 درجة.
شهد كانت بتعيط وبتصرخ جنب هدى ومحدش عارف يسكتها وفجأه وجهة نظراتها ناحية هنا وقالت بنبرة قوية ومخيفة: انتي السبب.
الكل استغرب من شهد ومكانوش عارفين ليه هي بتقول الكلام ده.
شهد: انتي من أول لحظة ظهرتي فيها وانتي سبب المشاكل دي كلها.
كنا مبسوطين وفرحانين كلنا لحد ما جيتي بطاقتك السلبية ولعنتك
حلت علينا.
انتي السبب في كل النكد اللي إحنا فيه، وكنتي السبب في عذاب أختي ومعانتها طول الحياة.
بسمة بصوت عالي: شهد اسكتي.
شهد بعند: لا مش هسكت ولازم أخرج البت الملعونة دي من حياتنا.
دي أول ما ظهرت خلت أبويا يجيله شلل أمال لو قعدت معانا شوية كمان.
هنا في اللحظة دي كانت وصلت لمرحلة من الحزن موصلتلهاش قبل كده وقلبها كان هيقف من كتر الزعل وبدأت تعيط، وأدهم حاول يهديها ويسكت شهد بس من غير أي فايدة.
شهد بنبرة قوية: انتي لازم تغوري من هنا ومنشوفش وشك تاني ويا ريت تفضلي عايشة بعيد عننا زي ما كنتي عايشة.
واحنا هنقول لبابا إنه كان بيتهيأله إنك جيتي.
انتي عمرك ما كنتي أختنا ولا هتبقي أختنا.
الكل كان مصدوم من كلام شهد القاسي وأدهم كان رايح يواسي هنا بس هنا ضربته على صدره وبعدته عنها وجريت وهي بتعيط.
أدهم بص لشهد وكان عايز ينتقم منها بس سابها وجري ورا هنا.
وهنا فضلت تجري لحد ما وصلت لبوابة الخروج من المستشفى وخرجت.
كان الفرق بينها وبين أدهم مسافة قصيرة، وأول ما أدهم خرج وراها من البوابة اتفاجئ إن في عربية جاية بقوة وهنا بتعدي الطريق ومش واخدة بالها والعربية هتخبط فيها.
أدهم بصوت عالي: هناااااااا خلي بالك.
هنا لما سمعت صوت أدهم اتخضت وبصت جنبها واتفاجأت بالعربية وغمضت عينيها من كتر الخوف.
بس من لطف ربنا إن العربية وقفت بسرعة وكانت على بعد مسافة شعرة من بسمة.
هنا فتحت عينيها ولقت إن العربية مخبطتهاش بس اتفاجئت لما بصت في العربية لإنها شافت شخص تعرفه.
هنا راحت فتحت باب العربية وركبت، واللي كان سايق اتفاجئ وقال: هنا!!
هنا: انت لسه هتتصدم؟ لطلع بسرعة.
السواق المجهول استغرب بس سمع كلام هنا وطلع بالعربية وجري بأقصى سرعته.
أدهم كان متابع الموقف وجري عشان يلحق العربية بس ملحقاش ووقف في مكانه مصدوم ومش عارف يعمل إيه.
وبعدها جري ناحية عربيته واتحرك وراهم بسرعة على أمل إنه يلحقهم.
في المستشفى..
بسمة بعتاب: انتي اتجننتي!! إزاي تعملي كده مع أختنا؟!
شهد بوقاحة: متقوليش أختنا بس وبعدين احنا منعرفش إذا كانت هي ولا لا.
وحتى لو هي أختنا أنا مقلتش حاجة غلط هي فعلًا السبب في تعب أبويا وعمري ما هسامحها.
بسمة: انتي بنت مش كويسة.
إزاي يجيلك قلب تجرحيها بالطريقة دي هي عملتلك إيه أصلًا عشان تعملي معاها كده؟
شهد: عملت كتير بوشها الفقر ده، دي مجرد ما ظهرت وفرحتي باظت وجابت شلل لأبويا.
أنا بكرهها وعمري ما هحبها ولو رجعت تاني هعمل معاها نفس اللي عملته دلوقتي وأكتر كمان وهفضل طول عمري أكرهها ومش هحبها.
وفجأة وبدون أي مقدمات شهد بتتفاجئ بقلم قوي نازل على وشها خلاها تدوخ والقلم كل الموجودين سمعوه.
في اللحظة دي السكوت عم في المكان والكل اتصدم من اللي بسمة عملته وشهد فضلت حوالي دقيقتين تستوعب اللي حصل.
بسمة بنبرة قوية: اللي انتي بتشتميها دي تبقى أختي ولو جبتي سيرتها تاني على لسانك أنا مش هرحمك.
شهد بصدمة: انتي بتضربيني عشان دي!
بسمة بكل جرأة: اه بضربك عشانها.






