مع اقتراب نهاية شهر طوبة، يترقب الكثيرون بداية شهر أمشير المعروف في التراث المصري بأبو الزعابيب، وذلك لكونه شهرًا يشهد رياحًا شديدة وتقلبات جوية حادة. لذلك، أطلق عليه هذا الاسم، كما أنه من أبرز شهور التقويم القبطي الذي ما زال مستخدمًا في مصر، خاصة في الأوساط الزراعية. ومن خلال هذا المقال، سوف نوضح لكم متى يبدأ شهر أمشير.
أبو الزعابيب.. أمشير يبدأ غدًا بانخفاض درجات الحرارة
يعتبر شهر أمشير هو الشهر السادس من التقويم القبطي، والذي يأتي بعد شهر طوبة، حيث يبدأ في 8 فبراير السبت وينتهي في 9 مارس من كل عام. وقال الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مجلس معلومات المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إن شهر أمشير سوف يبدأ غدًا ويستمر حتى 9 مارس، حيث يهل علينا بانخفاض في درجات الحرارة ورياح قوية وبعض الرمال والأتربة محملة في الرياح على الساحل الشمالي الغربي، وتمتد لشمال الدلتا أيضًا مع إمكانية تسريبها في القاهرة.
متى يبدأ شهر أمشير؟
في مراسم تسليم وتسلم بين شهرين طوبة وأمشير الذي سوف يبدأ غدًا، وبعد مرور نصف أيام الشتاء تقريبًا، وهو 43 يومًا من فصل الشتاء من أصل 88 يومًا هي طول الفصل لهذا العام، طبقًا للحسابات الفلكية. أضاف فهيم أن إرهاصات حلول شهر أمشير تأتي بعد شهر طوبة، مكونة التحالف الشتوي المليء بالرياح وانخفاض في درجات الحرارة، ليعيد مشهد الملابس الثقيلة في الشوارع. وأضاف أن وداع بارد لشهر طوبة واستقبال مألوف لشهر أمشير تنطبق عليه نظرية السلف والعشرات بين شهري طوبة وأمشير، وبرهانه أن كل منهما يحتوي على نفس الصفات المناخية، سواء كان بحرًا مضطربًا أو رياحًا قوية.
علاقة شهر أمشير بالفلاح المصري
هناك العديد من الروايات التي قالت إن شهر أمشير هو أبو الطبل الكبير والذهبي والعواصف الكثيرة. ودائمًا ما يرتبط الفلاح المصري بهذه الشهور لمعرفة مواسم الحصاد والزراعة، حيث يعود إلى عام 1235 قبل الميلاد حينما قسم الفراعنة السنة بأمر بطليموس الثالث. وارتبط هذا التقويم بالزراعة والحصاد عند المصريين واستقر حتى اليوم لأنه الأدق بالنسبة للفلاحين، والذي حملته الشهور أسماء مصرية قديمة هيروغليفية ثم حورت إلى قبطية.
سبب تسمية أمشير بهذا الاسم
يرجع اسم أمشير إلى المصري القديم “مشير” الذي كان يُعتقد أنه مسؤول عن الرياح والعواصف، مما يعكس الطبيعة الجوية المتقلبة لهذا الشهر. وارتبط هذا الاسم بالعديد من الأمثلة الشعبية التي تصف شدته، منها “أمشير أبو الزعابيب الكثيرة ياخدوا العجوزة ويطير”، وهذا المثل يعني أن الرياح القوية قد تكون شديدة لدرجة أنها تستطيع أن تطيح بأي شخص ضعيف، وهو تعبير مجازي عن شدة الطقس وشدة الرياح والبرودة.
مراحل شهر أمشير عند الفلاح المصري
كما قلنا لكم، إن هناك علاقة قوية بين شهر أمشير والفلاح المصري، حيث يعرف الفلاح المصري موعد الحصاد والزراعة من هذا الشهر. ويقسم الفلاحون شهر أمشير إلى ثلاث أقسام:
- القسم الأول هو “مشير عشرة الغنامي”، يكون الطقس فيه دافئًا بعض الشيء مما قد يخدع الرعاة فيظنون أن الشتاء انتهى.
- “مشرشر عشرة الماعز”، وهنا تزداد البرودة مرة أخرى مع شدة الرياح والأمطار مما يجعل الماعز تعاني من شدة الطقس.
- “شراشر” وهو من “10 العجوزة”، تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع التدريجي مما يشجع العجائز على الخروج والحركة بعد شهور البرد القارس.
التقلبات الجوية في أمشير
يشهد هذا الشهر تقلبات جوية قوية جدًا، فهو من الأشهر التي تأتي بها أقوى نوبات الرياح والعواصف خلال فصل الشتاء. وتتكرر الزعابيب التي تكون عبارة عن عواصف شديدة محملة بالأتربة والرمال. ووفقًا للخبراء، فإن هذا الطقس يعد طبيعيًا لمناخ مصر في مثل هذا التوقيت، حيث يعتبر مقدمة لاقتراب الربيع. ويحذر الخبراء من الأرصاد الجوية والتقلبات السريعة التي تميز هذا الشهر، حيث يمكن أن يتحول الطقس من دافئ إلى بارد شديد خلال ساعات قليلة، مما يجعل من الضروري متابعة التحديثات الجوية باستمرار.
أمثلة على شهور السنة القبطية
إن شهور القبطية لها ميزة وهي أنها يطلق عليها العديد من الأمثلة الشعبية التي تصف طبيعتها، منها “طوبة يخلي الصبية كركوبة” للدلالة على شدة البرد، و”المشيرة بالزعابيب” الكثير إشارة على العواصف والرياح، و”براهات روح الغيط” و”هات وبرمودا دق العامودا” إشارة إلى موسم حصاد القمح، فهو من الأشهر التي تتطلب استعدادًا خاصًا بسبب تقلباته الجوية الشديدة. وعلى الرغم من أن نهايته تحمل بشائر الربيع، إلا أن بدايته تظل من أصعب فترات الشتاء في مصر، لذا يجب على الجميع اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة هذه التغيرات.
لماذا سمي شهر طوبة بهذا الاسم؟
سمي بهذا الاسم لأن أصل اسم “طوبة” يعود إلى الكلمة المصرية القديمة “توبى” التي تعني العطاء أو الخصب، وهذا يبرز ارتباط الشهر بالطبيعة والزراعة، حيث يعتبر هذا الشهر من أبرز الشهور في السنة، خاصة في آخر 10 أيام من الشهر، وذلك بسبب انخفاض درجات الحرارة في هذه الأيام بشكل ملحوظ، وفقًا لما أعلنته الهيئة العامة للأرصاد الجوية.
أمثال مصرية عن شهر طوبة
نظرًا لشدة البرودة في شهر طوبة، هناك الكثير من الأمثال التي ارتبطت بهذا الشهر، فهي أمثال شعبية تعكس تأثير الشهر على الطقس والزراعة، منها “توجد خلي الصبية كركوبة” ومثال “طوبة أبو البرد والعنه”، وهذا إشارة إلى شدة البرد الذي يتسبب فيه الأمطار، و”طوب يجري الماء في الكوز” أي أن البرد القارس يجعل الماء بارداً جداً كأنه يجري في وعاء ضيق.
أهمية التقويم القبطي في مصر
يستخدم التقويم القبطي بشكل واسع في جمهورية مصر العربية، بالأخص بين المزارعين، وذلك لأن الزراعة تعتمد على هذه الفصول القبطية بشكل كبير. فمثلاً، شهر طوبة يعرف بأنه شهر البرودة القارسة، وشهر أمشير يتميز بالرياح والعواصف الترابية، بينما يعد شهر برمهات هو بداية الدفء والاعتدال، مما يساعد في تحديد مواعيد الزراعة.