أفضل الأعمال في شهر شعبان.. ترك المعاصي والطاعة تقربًا إلى الله

في أواخر شهر رجب ومع دخول شهر جديد من الأشهر الحرم وهو شهر شعبان، يتزايد اهتمام المسلمين حول الأعمال المحببة إلى الله في هذا الشهر الكريم، وتتزايد تساؤلات المسلمين حول أفضل الأعمال التي يمكن القيام بها خلال هذا الشهر المبارك، الشهر الذي يليه مباشرة شهر رمضان. وفي هذا السياق، أشار الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إلى أفضل الأعمال في شهر شعبان. ومن خلال هذا المقال، سوف نجيب على أسئلة المسلمين حول أفضل الأعمال في شهر شعبان كما قال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، كما سوف نوضح لكم الأدعية المحببة وأوقات الصيام وتفاصيل أخرى. تابعوا هذا المقال لتتعرفوا على التفاصيل بالكامل.
أفضل الأعمال في شهر شعبان.. ترك المعاصي والطاعة تقربًا إلى الله
مع زيادة تساؤلات المسلمين عن أفضل الأعمال في شهر شعبان، والتي تزداد في آخر شهر رجب، حيث يرغب المسلمون في التقرب إلى الله بالطاعات لاستقبال شهر رمضان الكريم. وفي هذا السياق، أشار الشيخ عويضة عثمان إلى أن أفضل الأعمال في شهر شعبان تتركز على إصلاح النفس وترك المعاصي والتقرب إلى الله بالطاعات المختلفة. واستشهد الشيخ بما ورد عن سيدنا الحسن البصري حينما سأله أحدهم عن أحب الأعمال إلى الله، فذكر أن ترك الحرام هو العمل الذي تكمل به الطاعات، وهو ما يعد أساسًا لمراجعة النفس وتحسين الأخلاق في هذا الشهر المبارك.
فرصة للمسلمين في شهر شعبان
أوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن شهر شعبان يمثل فرصة حقيقية للمسلمين لتغيير سلوكياتهم وفتح باب التوبة لهم، وليكونوا مقبلين على الطاعة قريبين من الله عز وجل. وأكد أنه من أفضل الأعمال في شهر شعبان هو ترك المعاصي والابتعاد عن المحرمات مع الحرص على الطاعات مثل الصلاة والصيام والصدقات والاستغفار وقراءة القرآن الكريم والإكثار من الذكر. وذكر أن إصلاح ما بين العبد وربه، سواء بترك الذنوب أو تحسين العلاقة مع الله، هو من أحب الأعمال خلال هذا الشهر، وسوف يتمكن العبد من استقبال شهر رمضان بشخصية ملتزمة قريبة من الله عز وجل، مبتعدًا عن المحرمات والمعاصي.
فضل الصيام في شهر شعبان
عن فضل الصيام في شهر شعبان، نقل الشيخ عويضه حديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها التي قالت: “ما رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته أكثر صيامًا منه في شعبان”. كما ورد عن أم سلمة رضي الله عنها قولها: “ما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان”. كما أضاف أيضًا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الصيام في شهر شعبان ويدعو المسلمين إلى اغتنام الفرصة في الإكثار من الطاعات التي تقربهم من الله عز وجل، موضحًا أن هذا الشهر هو شهر تدريبي يمثل تدريبًا روحيًا وبدنيًا لاستقبال شهر رمضان المبارك.
حكم الصيام بعد منتصف شعبان
هناك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم جاء فيه النهي عن الصيام بعد منتصف شعبان لمن لم يكن له عادة بالصيام، حيث قالها نصًا صريحًا في الحديث: “إذا بقي نصف من شعبان فلا تصوموا”. فسر العلماء هذا الحديث بأنه يشير إلى النهي عن البدء بالصيام بعد منتصف الشهر لمن لم يكن قد اعتاد على الصيام قبل ذلك. وبناءً على ما سبق، يمكن تحديد أفضل الأعمال في شهر شعبان في الإكثار من الصيام والقيام والصلاة وقراءة القرآن والذكر والاستغفار والصدقات والأذكار، إلى جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مع ضرورة التركيز على ترك الحرام والمعاصي كمدخل أساسي لكل هذه الأعمال الصالحة. في هذا الشهر الكريم، يجب علينا أن نغتنم الفرصة السمينه المقدمة لكل مسلم لتطهير نفسه ومراجعة حساباته والعودة إلى رب العالمين بقلب نقي وإرادة صادقة استعدادًا لاستقبال شهر رمضان المبارك.
هل في الأشهر الحرم يكون الثواب والعقاب مضعف؟
يسأل أحد المسلمين عن جزاء الثواب والعقاب في الأشهر الحرم. وبخصوص هذا الأمر، فإن الثواب والعقاب يكون مضاعفًا في هذه الأشهر، فقد صرح بذلك بعض أهل العلم استنادًا لقوله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) [التوبة: 36]. وهذا يعني أن هذه الأشهر الحرم أبلغ في الاسم من غيرها، كما أن المعاصي في البلد الحرام تضاعف، وكذلك الشهر الحرام تُغلظ فيه الذنوب، ولهذا تُغلظ فيه الدية في مذهب الشافعي وطائفة كثيرة من العلماء. ويضاعف الثواب بالعمل الصالح أيضًا، فمن أطاع الله في الشهر الحرام في البلد الحرام ليس ثوابه كمن أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام، ومن أطاعه في الشهر الحرام في البلد الحرام ليس ثوابه كمن أطاعه في شهر حلال في بلد الحلال.
الأشهر الحرم وشمائلها
كم عدد الأشهر الحرم؟ كثير من المسلمين لا يعرفون العدد الحقيقي للأشهر الحرم، ظنًا منهم أن الأشهر الحرم ثلاث: رجب وشعبان ورمضان. ولكن أجمع العلماء على أن المراد بالأشهر الحرم هي الشهور الأربعة: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر. فعن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في خطبة حجته: “إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا منها أربعة حرم. ثلاث متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان”. وفي كل شهر يجازى الإنسان عن أعماله، فإما أن يجازى بالحسنة وإما بالسيئة. ومن تعظيم الله لتلك الأشهر أن عظم الله فيها الذنب، ومن فضائلها مضاعفة الأجر وتعظيم الثواب.






