Close

أخباركم

جريمة بدون دافع

 


على طريق الأوتوستراد الشرطة بتلاقي عربية لونها أبيض كل الشبابيك بتاعها عليها دم وجواها راجل عمره 60 سنة ومفارق الحياة، واخد 61 طعنة.

كانت القضية دي سنة 1987 م، احتار الطب الشرعي فيها وكمان المعمل الجنائي، بس قدروا يكتشفوا ايه اللي حصل، وتم بأنهي طريقة، بس بالرغم من ان فات عليها سنين كتير محدش قدر لحد دلوقتي يعرف ايه الدافع للمجرم.

بداية القصة لما كان محمود الموظف في شركة خاصة راجع من شغله بعد يوم طويل، وهو في طريقه للبيت وبالتحديد على طريق الأوتوستراد لقى شكل مرعب، شاف عربية شبابيكها كلها متغرقة بالد*م ومش عارف ايه اللي جواها.

من كتر الد*م مكنش عارف يشوف ايه اللي جوه العربية، ولا قدر يعرف هل الموضوع حادثة وفي واحد جوه متعور، ولا ايه الحكاية بالظبط.

وبالرغم من ان هو خاف من المنظر، بس حاول يستجمع شجاعته، وقرر انه لازم يشوف ايه اللي في العربية.

واللي خلاه يتحرك ساعتها هي فكرته انه يحاول ينقذ حد لو محتاج مساعدة، وفعلًا لما عمل كده لقى جوه العربية راجل كبير ميت وجسمه متقسم من كتر الطعنات اللي أخدها.

وكان قاعد في الكرسي اللي جنب السواق، فضل محمود يصرخ بصوت عالي بس محدش سمعه لإن المكان كان فاضي، فاضطر ان هو يروح بسرعة يركب العربية بتاعته ويروح قسم الشرطة ويبلغهم بمكان الحادثة.

ورجال الشرطة فعلًا اتحركوا مع محمود على المكان اللي وصفه ولما راحوا هناك كلموا فريق المعمل الجنائي عشان يجي يعاين المكان.

رجال البحث الجنائي اكتشفوا ان العربية مركونة في مكان مش معتاد، وبعيد جدًا عن أي منطقة سكنية.

وكان في بره العربية آثار لدم متعلمة على الطريق لأكتر من 600 متر.

لما فتحوا العربية لقوا الراجل موجود زي ما وصف محمود بالظبط.

لما فحصوا الراجل لقوه فعلًا مـــ*طــ*عـــ*ون ب 61  طعنة،  ومعاه الفلوس بتاعته كلها وكل حاجة تخصه، وكمان العربية كانت مركونة معاه، وكانت موديل حديث ولسه نازل السنة دي.

رجال الشرطة اتأكدوا لما شافوا الحاجات بتاعته معاه ان الجريمة مكانتش بهدف السرقة لإن مفيش حاجة اتسرقت منه، وقالوا ان ممكن يكون الموضوع ده تم بدافع الانتقام.

لإن الراجل كان ممكن روحه تطلع من ضربة واحدة في القلب بس اللي عمل كده الظاهر ان هو كان جواه غ*ل و حـــ*قد وكـــ*راهــــ*يـــ*ة ليه كبيرة جدًا.

لما شافوا مكان الجريمة قالوا ان أكيد في أكتر من حد شارك فيها، وكمان قالوا ان صعب ان يكون شخص واحد بس هو اللي عمل كده، وده باين من الدم اللي كان منتشر في العربية.

لانه واصل على السقف والكراسي والكنبة اللي ورا وفي كل مكان في العربية.

قالوا كمان ان ممكن يكون كان في شخصين أو أكتر بيهاجموه من كل الاتجاهات في العربية.

ولما المعمل الجنائي فحص البصمات اللي على العربية لقوا ان في كذا بصمة متغرقة بالدم على كل مكان في العربية.

وكمان لما فحص الدم اللي كان على بعد 600 م من مكان العربية لقوا ان في دم غالبًا بتاع الأشخاص اللي نفذوا الموضوع.

أخدوا من المتعلقات الشخصية بتاعته البطاقة وعرفوا ان اسمه ماهر وفحصوا رقم العربية وعرفوا انها بتاعته.

رجال الأمن راحوا على العنوان اللي موجود في البطاقة وهو عنوان ماهر، كان في مصر الجديدة لما طلعوا على الشقة خبطوا على الباب وفتحت ليهم الباب نوال مراته اللي بان عليها التوتر أول ما شافت رجال الأمن وخافت جدًا.

اللي زود قلقها أكتر ان جوزها كان مختفي من يوم، ودي حاجة غريبة عليه لان عمره ما اختفى من غير ما يقولها انه هيبات بره.

كل اللي جه في دماغها ان رجال الامن موجودين عندها عشان البلاغ اللي هي قدمته الصبح باختفاء جوزها.

الظباط بلغوها إن هما دوروا عليه في كل مكان ومالقوش اسمه لا في الاقسام ولا المستشفيات.

وده خلاها تقف قدامهم وهي خايفة تسمع الكلام اللي هيقولوه.

حاولوا يوصلوا منها لأي معلومات عن آخر مكان زاره جوزها بس هي قالت انها متعرفش هو راح فين آخر مرة.

وفي الوقت اللي كان بيتكلم رجال الشرطة مع نوال نزل من الدور اللي فوق مجدي ابن ماهر الكبير وده كان ساكن مع أخوه في الشقة اللي فوقيهم على طول.

لما سألوه رجال الشرطة عن أي معلومات عن باباه وعن آخر مكان راحه مضفش أي معلومات لانه مكانش عارف.

الظباط طلبوا من نوال ومجدي يجوا معاهم على قسم الشرطة، وفعلًا سمعوا الكلام وراحوا معاهم.

قابلهم هناك أخو مجدي وابن ماهر الدكتور ساهر وعرفوا هناك كل اللي حصل لأبوهم.

طبعًا نوال انهارت جدًا وحاولوا اللي حواليها يهدوها بعد ما انهاروا هما كمان وبعد ما هديوا حاولت رجال الشرطة إن هي تاخد منهم أي معلومات عن شغل باباهم وأصحابه، ويعرفوا مين الأعداء اللي ممكن يشكوا انهم عملوا كده في باباهم.

وكلهم قالوا إن هو مالوش أي أعداء.

حاول رجال الأمن في الفترة دي ان هما يعرفوا كل المعلومات عن ماهر وعن كل الناس اللي حواليه عشان يوصلوا لأي حاجة تعرفهم سبب اللي حصله.

بس قبل ما نعرف ايه اللي وصلت للشرطة ليه هنحكيلكم مين هو ماهر.

ماهر محمد البنداري عمره وقت ما توفى كان 60 سنة وعيلته غنية جدًا وكان في فترة سابقة ظابط في القوات المسلحة.

أول ما خرج من الخدمة فتح معرض في العمارة بتاعته اللي كان بيسكن فيها لتجارة العربيات في مصر الجديدة.

نوال كانت مراته التالته يعني الجوازة التالته ليه أما ماهر كان الجواز التانية بالنسبة ليها.

الجوازات اللي فاتت لماهر خلف فيها ولدين وبنت وكانوا عايشين معاه في العمارة نفسها.

أما نوال فكان ابنها في العشرينات ومكانش قاعد معاها.

لما خرج ماهر من الخدمة بتاعته اهتم بالمعرض بتاعه وكان بيطلعله ربح كبير جدًا منه.

كانت نوال بتساعده في إدارة كل حاجة في المعرض، وهو كان بيثق فيها جدًا وعشان كده كان عامل ليها توكيل عام على كل الحاجات اللي بيملكها.

كان ليه علاقات كتيرة جدًا، وعشان هو بيحب تجارة العربيات والبيوت والشقق فكان شغال فيهم.

كان بيشتري شقق وبعد فترة يرجع يبيعها بالتقسيط ويكسب فيها وكان أهم أرض عنده هي الأرض الموجودة في البساتين جنب المقابر بتاعت اليهود.

كان مقرر ان هو يبني على الأرض دي مصنع للطوب ومش هيبيعها زي ما بيعمل مع باقي الحاجات اللي بيشتريها.

كل المعلومات دي عرفتها الشرطة بعد يوم واحد من اكتشاف وفاته.

تاني يوم عرفوا معلومات جديدة بتقول أن ماهر كان بيواجه مشاكل آخر 3 شهور في تجارة العربيات، وكان عنده مشاكل مع واحد بيشتغل عنده، واللي اسمه “علاء” وعمل معاه خناقه وبعدها مشاه من الشغل.

وده لإن الولد كان سلوكه وحش ومكنش أمين مع ماهر، وبالرغم من كل ده علاء بعد ما اتطرد كان بيروح يسلم على ماهر كل فترة في المعرض بتاعه.

وكان من أغرب الحاجات ان علاء ده بيقول لنوال يا ماما، ونوال كانت واحدة من الأسباب اللي رجعته المعرض تاني.

استغرب رجال الأمن لما سمعوا الكلمة لان الطبيعي ان بعد الخناقة الكبيرة واللي عمله علاء وانه اتطرد ما يخليش فيه علاقة قوية بينه وبين نوال.

وده خلا الشرطة تمشي في نفس الطريق وحاولوا يعرفوا ايه العلاقة اللي بينه وبين نوال، بس ما اكتشفوش أي حاجة.

واللي خلاهم ميشكوش في نوال ان هي معاها توكيل عام على كل فلوسه وأملاكه يعني لو كانت طمعانة في الفلوس كانت أخدتها في اي وقت، إلا بقى لو كانت مش بتحب جوزها، طب ايه اللي هيخليها متحبوش أصلًا!!

كل المعلومات كانت بتقول ان علاقته هو ونوال كانت كويسة جدًا والدليل على كده كان التوكيل العام اللي هو عامله ليها.

لما حاول رجال الأمن يعرفوا معلومات من الناس القريبة منهم عرفوا ان كان في بينهم مشاكل لان هي كانت شايفاه إنسان بخيل شوية، وكانت المشكلة الأكبر بينهم ابنها.

ماهر كان محرج على نوال ما تشوفش ابنها أبدًا، على الرغم من انه ابنها الوحيد وهي كانت متعلقة بيه جدًا.

كان دايمًا بيمنع كل الحاجات اللي تقربها منه ومنعها كمان انها تحضر الفرح بتاعه.

وده كان مسبب مشكلة كبيرة بينهم لدرجة ان اتدخل فيها ناس وبعد شوية الموضوع خلص.

وبعد ما مر خمس أيام على الموضوع، موصلش رجال الشرطة لأي دليل، وراح مجدي في اليوم الخامس لرجال الشرطة وقالهم إن هو افتكر حاجة مهمة حصلت مع باباه في المرة الأخيرة اللي شافوا فيها.

قال ان آخر مرة نزل لباباه في المعرض شاف نوال قاعدة هي وعلاء وواحد صاحبه كان بيشتغل معاه اسمه عزت، ومجدي كان في الوقت ده قاعد على مكتب بعيد عنهم وكان ساند راسه على المكتب عشان كان تعبان ومحتاج ينام.

ومكانش حد مهتم بيه، وقال مجدي ان هو سمعهم بيتكلموا مع باباه وبيحاولوا يقنعوه ان هو يبيع أرض البساتين عشان علاء جايب ليها مشتري هيدفع فلوس كتيرة جدًا.

وبالرغم من رفض ماهر للفكرة ولموضوع البيع إلا ان كتر كلام علاء وعزت وزن نوال خلوه يقول انه هيقعد مع المشتري، وفي الوقت ده اتفق علاء ان هو هيقابله في الدراسة على القهوة وهياخده ويطلعوا على المشتري.

الكلام ده كان غريب جدًا وخلا رجال الأمن يسألوا مجدي هو ليه مقالش الكلام ده من الأول، قالهم ان هو كان خايف يقول كده عشان مش عارف المعلومات دي هتفيدهم ولا لا.

لتكملة القصة اضغط الزر بالاسفل