هنحكي عن واحدة من أكبر قضايا الرأي العام وهي قضية الدكتورة ياسمين.
ماتت ب 17 طعنة قدام ولادها بسبب شوية فضفضة.
واللي عمل كده جوزها الدكتور بردوا، والموضوع ده مكانش في وقت غضب عشان كده هقولكم التفاصيل كلها.
سنة 2014 م، وبالتحديد في محافظة المنصورة اتخرج الدكتور محمود من كلية طب الأسنان بتقدير امتياز، كان شخص ناجح جدًا، وكان عايش مع أهله اللي فخورين بيه، واللي عيشيتهم مرتاحة جدًا وده اللي خلاهم يصرفوا عليه لحد ما بقى دكتور ممتاز.
كمان بعد ما اتخرج اشتغل في كلية طب الأسنان في الجامعة الخاصة اللي اتخرج منها وقعد، يكمل درجاته العلمية عشان هو بيحب العلم جدًا .
لما خلص دراسته عيلته أصروا انه يتجوز رغم ان هو كان رافض الفكرة، بس كان عارف ان هو مينفعش يرفضلهم الطلب ده لانهم كانو المتحكمين في كل قراراته.
بس اللي يعرف الدكتور من بعيد ميصدقش ان عيلته هي اللي بتتحكم فيه لان هو معروف انه شخص طموح وعنده شخصية قوية وبيحب الثقافة والتعليم.
كمان هو كان شاطر وسط اصحابه، ودي من الأوصاف اللي كل الناس اللي يعرفوه كانوا بيقولوها.
بس بما أن عيلته طلبت منه الجواز فهنا كان لازم يتجوز.
وفي سنة 2016 م دكتور محمود شاف الدكتورة ياسمين، كانت بتدرس في نفس الكلية معاه، بس هي كانت أصغر منه بـ3 سنين، كانت جارتهم وكانوا عارفين بعض بشكل سطحي.
لما سأل عليها عرف ان هي بنت وحيدة على الصبيان، والصبيان اخواتها دكاترة بردوا، وعيلتها محترمة جدًا، وكمان حالتهم المادية كويسة، شبه ظروف عيلة محمود.
أول ما محمود عرف كل ده بلغ أهله اللي كانوا عارفين عيلتها عشان كده فرحوا بالقرار ده وراحوا عشان يخطبوا الدكتورة ياسمين ويطلبوا ايدها من أهلها.
حاولوا يتجملوا قدام بعض في الزيارة الأولى بس عيلة ياسمين كانت موضحة كل حاجة من البداية، أما عيلة محمود كان باين انهم بيتصنعوا ومداريين حاجة.
العيلتين استريحوا لبعض، ووافقوا ان ياسمين تتجوز دكتور محمود.
شكلهم كان لايق على بعض جدًا، وده كلام كل الناس، الدكتور محمود بلغ عيلة ياسمين ان هو هيتجوز في الشقة بتاعته في المنصورة اللي في بيت العيلة.
كمان قال ان هو طموح ومع مرور الوقت هيفتح العيادة الخاصة بيه، وده خلا عيلة ياسمين يحسوا ان هو إنسان مثقف، ومستواه الاجتماعي قريب منهم، وكمان شدهم ليه طموحه، وانه شخص مختلف وناجح في شغله.
عشان كانت ياسمين البنت الوحيدة، وكانت كل العيلة عايزة تعملها كل اللي نفسها فيه.
بالرغم من ان الجوازة دي كانت جوازة صالونات بس ده ممنعش دكتورة ياسمين انها تعجب بدكتور محمود وبثقافته وبنجاحه، ووافقت عليه.
اتفق العيلتين ان هما هيجوزوهم بعد سنة، ولما قرب وقت الفرح جه محمود لعيلة ياسمين وقالهم إن هو صرف كل الفلوس اللي كانت معاه في تحضير الجواز ومعهوش فلوس يعمل الفرح، وده خلا عيلة ياسمين توافق ان هي تعمل الفرح، وهو فرح جدًا بمشاركتهم دي.
ومحدش في الوقت ده حس ان كلامه غريب، غير انهم فعلًا صدقوا ان ظروفه المادية صعبة، وقالوا انه صرف على الجواز فلوس كتيرة.
مكانوش عارفين ان ده أساس من أساسيات الحياة اللي هتبقى موجودة فيه ما بعد.
وبعد أسبوع عملوا الفرح واتجوزوا فى بيت العيلة، وياسمين أخدت بالها في أول أيام الجواز ان عيلته بيتدخلوا في كل حياتهم.
وكمان لاحظت ان هو مبيقولش رأيه في ي حاجة ومبيقدرش كمان يعترض عليهم، حاولت ان هي تتأقلم على الوضع وكان كل اللي بتصبر نفسها بيه انها مع الوقت هتغير محمود وهتخليه يبقى ليه رأي قدام أهله.
مرت سنة على الجوازة وربنا كرمهم بالمولود الأول، وفي نفس الوقت ده كان في بينهم مشاكل كبيرة، بس مكانتش زي المشاكل اللي بتحصل بين اي اتنين بيتجوزوا في البداية، لإن محمود كان بيتصرف في كل المشاكل بعصبية وبعنف، وده عكس اللي كان بيبينوا للناس.
من ضمن المشاكل اللي بينهم ان أهله بيتدخلوا في حياتهم، وانه بيتعصب عليها دايمًا وعلى ابنهم، وكمان ذات تدخل الأهل القوي.
تاني سنة من الجواز طلبت ياسمين من محمود انهم يعيشوا في مكان تاني بعيد عن بيت العيلة.
بس محمود مردش عليها، وقال انه محتاج وقت يفكر فيه في القرار، بس الحقيقة ان هو راح لأهله وحكلهم ان ياسمين عايزة تخرج من بيت العيلة.
طبعًا عيلته رفضت جدًا وقالوله ازاي يخلوا ياسمين هي اللي تمشي كلامها عليه، بس كان طبيعي من اي عيله ان هي تحاول تقلل المشكلات اللي بينهم وتحلها بس عيلته معملتش كده خالص.
بالرغم ان ياسمين كانت بتعامله كويس وكانت بتربي ابنها كويس، بس مكانش فارق معاهم اي حاجة من دي المهم انهم كانوا يمشوا كلامهم.
حكت الدكتورة ياسمين لمامتها عن تدخل عيلته في كل شؤون حياتهم، وكمان حكت عن المشاكل اللي كانت بتحصل بينها وبين محمود والعنف اللي كان بيحصل منه.
بس هي مقالتش لمامتها أكبر مشكلة ظهرت في حياتهم وهو بخل محمود، ومتكلمتش معاه عشان كان الموضوع محرج زي ما بيشوف ناس كتير.
مامتها كانت ست عاقلة وقالتلها ان من الطبيعي أن يكون في بينهم مشاكل، خصوصًا انهم لسه في بداية حياتهم.
مرت سنة جديدة وربنا رزقهم بطفل جديد بس كان بيعاني من مشاكل صحية وده اللي خلاه يفضل في الحضانة عشان الدكاترة يتابعوه ويعالجوه.
وطبعًا الحضانة مصاريفها كتيرة جدًا ومحمود بالرغم من شغله كان رافض انه يدفع اي فلوس للحضانة دي، وبيقول ان هو مش معاه فلوس.
وده خلا عيلة ياسمين تدفع فلوس الحضانة والمصاريف بتاعت العلاج لحد ما فلوسهم خلصت، وده خلا محمود يخرج ابنه من الحضانة ويتحجج ان هو معهوش فلوس يكمل العلاج.
وبالرغم من انه كان دكتور وعنده عيادته الخاصة وعيلته معاهم فلوس كويسة إلا انه كان بخيل على ولاده ومراته.
وبسبب انه خرج ابنه قبل ما يكمل علاجه من الحضانه بقى عنده إعاقة.
استمرت الحياة ما بينهم واتعاملوا مع الوضع على ان دي إرادة ربنا.
وكمان المشاكل بينهم زادت جدًا لدرجة ان الموضوع وصل للضرب، وفي مرة لما ضربها في بقها الجرح كبر، وخيطلها هو الجرح بنفسه.
ولما عرفت مامتها ان كل ده حصل قالتلها انها لازم تنفصل عن محمود لإنه بيمد ايده عليها.
وفعلًا طلبت ياسمين الطلاق بس ده بعد ما خلفت ابنهم التالت، وحست ان الموضوع ده هيعمل مشكلة مع ولادها.
وده خلاها تقرر انها تكمل الحياة عشان ولادها ملهمش ذنب يعيشوا مشتتين.
ولما كانت بتحكي ياسمين لمامتها المشاكل اللي بينها وبين جوزها، من عنف وبخل وغيره، مكانتش بتحكي كل التفاصيل عشان هي متربية إن في أسرار للبيت مينفعش تخرج.
وفي التوقيت ده قررت ياسمين انها توهب كل حياتها للولاد وتربيهم وترعاهم وتصرف عليهم.
ده لان محمود كان بخيل جدًا معاهم وهي اللي كانت بتعمل اي حاجة تخص الولاد.
ومع الضغوط اللي في حياتها قررت تعملها مذكرة تفضفض فيها عن كل اللي جواها وتكتب تفاصيل حياتها كل يوم.
كمان كانت بتكتب كل الحاجات اللي جواها واللي كانت بتتكسف تواجه جوزها بيها، كانت بتكتب كل المشاكل بينهم وتدخل عيلة محمود في حياتهم، كانت بتحكي عن بخله الزيادة، وكان بالنسبالها الموضوع فضفضة ومحدش هيشوفها غيرها.
وبعد ما تخلص كتابة كل يوم كانت بتشيل المذاكرة في مكان خاص بيها.
وفي سنة 2021 تالت يوم العيد الأضحى قعدت الدكتورة ياسمين في بيتها بتكتب اليوميات بتاعتها في المذكرة وبعد ما خلصت كتابة أخدت الولاد ونزلوا يشتروا حاجات.
في الوقت ده الدكتور محمود رجع البيت وملقيهاش واتصل بيها واتخانق معاها كتير جدًا وقالها مينفعش تنزل من البيت من غير ما تستأذنه.
وهي قالتله ان هي كلمته كتير وكان تليفونه مقفول فمعرفتش توصله، وهو فعلًا شاف الرسايل اللي أكدت انها حاولت تتصل بيه كتير وده خلاه يسكت.
بس الظاهر ان هو كان بيتلكك على اي مشكلة، بس بعد ما خلص التليفون معاها لفت نظره المذكرة بتاعتها اللي نسيتها على السفرة في اليوم ده.
سمح لنفسه ان يقرأ حاجة مش من حقه يقرأها، وقرأ كل الكلام اللي كانت كاتباه عنه وعن عيته وعن البخل وعن العنف اللي بيعمله مع ولاده ومعاها.
لما روحت البيت مع ولادها لقت محمود واقف وبيواجهها بالأجندة وبيقولها ازاي تكتب فيها، حاولت هي تشرحله ان دي فضفضة بينها وبين نفسها، وقالتله ان دي حاجة محدش هيشوفها غيرها.
بس محمود كان بطبعه بيحب الجدال جدًا وفضل يجادلها وقعدوا يتخانقوا ساعتين وده خلا ياسمين تنفجر وتقول كل المشاعر اللي جواها.
وحكت ليه عن كل الكلام اللي كان نفسها تقوله ومحرجة بشكل مباشر، وعلي صوتهم لحد ما وصل لأهله اللي مفكروش يخشوا يصلحوا ما بينهم.
لتكملة القصة اضغط الزر بالاسفل