اخبار

منذ أسابيع..الأدنى سعر الذهب العالمى يلامس أقل مستوى

تشهد الأسواق من وقت لآخر تحركات غير معتادة في أسعار الذهب، سواء على المستوى المحلي أو العالمي. وفي الساعات الأخيرة، بدأت مؤشرات التداول تلفت الانتباه إلى تغيّر جديد في حركة المعدن الأصفر. هذا التغير أثار تساؤلات كثيرة بين المتابعين، خاصة مع ارتباط الذهب بعدة عوامل تؤثر على اتجاهاته. ومن خلال السطور التالية، نرصد التفاصيل الكاملة لما حدث مؤخرًا في سوق الذهب وكيف انعكس ذلك على الأسعار في مصر.

منذ أسابيع..الأدنى سعر الذهب العالمى يلامس أقل مستوى

في تعاملات يوم الثلاثاء 24 يونيو 2025، سجلت أسعار الذهب العالمية انخفاضًا هو الأبرز منذ أسابيع، حيث لامست أونصة الذهب حاجز 3305 دولارات. هذا الهبوط المفاجئ جاء نتيجة ضعف الإقبال على الذهب كملاذ آمن، ما سبّب ضغطًا على الأسعار في البورصات العالمية. ويعد هذا الانخفاض من أكبر التراجعات اليومية في الآونة الأخيرة، وهو ما جعل الكثير من المتابعين يراجعون حساباتهم تجاه التوقعات الخاصة بسوق الذهب في النصف الثاني من العام. الخبراء أشاروا إلى أن هذا الانخفاض يعكس تحركًا طبيعيًا بعد موجات صعود متتالية، وليس بالضرورة مؤشرًا لانهيار دائم أو ممتد.

تأثير الهدوء الجيوسياسي

جاءت موجة الهبوط الأخيرة مدفوعة بحالة من الهدوء في التوترات الجيوسياسية العالمية، مما أدى إلى تراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن. ومع تراجع المخاوف التي كانت تدفع المستثمرين نحو الذهب، بدأت الأسواق تتجه نحو أدوات استثمار أخرى مثل الأسهم والعقارات. كما أن تراجع التوترات ساهم في رفع شهية المخاطرة لدى المستثمرين، ما زاد من عمليات البيع في أسواق الذهب. في الوقت نفسه، لم تصدر بيانات اقتصادية سلبية تدعم الذهب، وهو ما عمق من خسائره خلال الجلسة الأخيرة. لذلك، كان من الطبيعي أن نشهد هذا الانخفاض المفاجئ في الأسعار العالمية.

استقرار في السوق المحلي

رغم الهبوط الحاد في الأسواق العالمية، شهدت أسعار الذهب في مصر حالة من الاستقرار خلال تعاملات صباح الأربعاء 25 يونيو 2025. ويرجع هذا الاستقرار إلى عوامل محلية منها استقرار سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، وتراجع الطلب المحلي نتيجة ارتفاع الأسعار في الفترات السابقة، يعد هذا الثبات في السوق المحلي مؤشرًا على توازن العرض والطلب، خاصة أن السوق المصري غالبًا ما يتأثر بحركة الأسعار العالمية بعد مرور يوم أو أكثر، وأشاروا التجار إلى أن المبيعات لم تشهد نشاطًا كبيرًا رغم تراجع السعر العالمي، وهو ما ساهم أيضًا في بقاء الأسعار المحلية عند مستويات ثابتة.

أسعار الأعيرة المختلفة

سجل سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 5360 جنيهًا، بينما بلغ سعر جرام عيار 21 حوالي 4690 جنيهًا، وعيار 18 استقر عند 4020 جنيهًا، في حين سجل عيار 14 ما يقارب 3127 جنيهًا. أما سعر الجنيه الذهب فقد تراجع إلى 37520 جنيهًا بعد أن كان أعلى من ذلك في بداية الأسبوع. هذه الأسعار جاءت نتيجة مباشرة لتراجع السعر العالمي، لكن الاستقرار المحلي ساعد في الحد من انخفاضات أكبر. ويشير التجار إلى أن السعر الحالي ما زال مرتفعًا مقارنة بمعدلات العام الماضي، ما يجعل البعض يتريث قبل اتخاذ قرار الشراء، في انتظار انخفاضات إضافية محتملة.

خسائر واضحة خلال يوم واحد

شهدت أسعار الذهب المحلية خسائر ملحوظة خلال جلسة الثلاثاء، إذ تراجع سعر الجرام الواحد بما يتراوح بين 120 إلى 130 جنيهًا مقارنة ببداية الأسبوع. كما خسر الجنيه الذهب أكثر من 1000 جنيه في نفس اليوم، وهو ما يمثل نسبة تراجع كبيرة خلال فترة قصيرة. ويرى الخبراء أن هذه الخسائر ناتجة عن عمليات بيع مكثفة قام بها المستثمرون بعد تراجع السعر العالمي. كما أن الأسواق تأثرت بحالة من القلق نتيجة الغموض حول مستقبل سعر الدولار، مما جعل الكثيرين يفضلون البيع خوفًا من استمرار التراجع في الأيام المقبلة، وهو ما زاد من حدة الهبوط.

توقعات المستثمرين والمحللين

يرى بعض المحللين أن هذا الانخفاض قد لا يستمر طويلًا، وقد يمثل فرصة جيدة للشراء في حال عادت التوترات أو صدرت بيانات اقتصادية تدعم صعود الذهب. بينما يرى آخرون أن السوق قد يظل في حالة هدوء لفترة، مما يعني أن الأسعار لن ترتفع بشكل مفاجئ. ويدعو خبراء الاستثمار إلى التمهل وعدم التسرع في الشراء أو البيع، بل مراقبة تحركات السوق العالمية بدقة. كما أن تصريحات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة سيكون لها تأثير مباشر في المرحلة القادمة. وبالتالي فإن الترقب هو السمة الغالبة الآن على سلوك المستثمرين في أسواق الذهب.

تحركات الدولار وتأثيره

ما زال الدولار الأمريكي يمثل أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على حركة الذهب عالميًا ومحليًا، حيث يرتبط سعر الذهب بالدولار عكسيًا. فعندما يرتفع الدولار، يتراجع الذهب، والعكس صحيح. ويتابع المستثمرون حاليًا تحركات العملة الأمريكية باهتمام بالغ، خاصة مع تلميحات بعض المسؤولين الأمريكيين بإمكانية خفض أسعار الفائدة قبل نهاية العام. وإذا ما تم تثبيت أو خفض الفائدة، قد يؤدي ذلك إلى ضعف الدولار، ما قد يدفع أسعار الذهب إلى الارتفاع من جديد. ولهذا السبب، فإن السوق ينتظر أي بيانات اقتصادية أمريكية جديدة بحذر شديد لتحديد الاتجاه القادم.

فرص الشراء والبيع

يعتقد بعض المتخصصين أن تراجع السعر الحالي قد يشجع البعض على الشراء، خاصة ممن ينتظرون أي انخفاض للدخول إلى السوق. وفي المقابل يرى البعض أن المخاطرة ما زالت قائمة، ومن الأفضل الانتظار لحين اتضاح الصورة. ويفضل أن يكون الشراء تدريجيًا وليس دفعة واحدة، مع التركيز على الأعيرة التي تستخدم للادخار مثل عيار 21 وعيار 24. أما من يرغب في البيع، فقد يكون الآن توقيت غير مناسب بسبب الخسائر الأخيرة، كما ينصح المستثمرين بالانتظار حتى تتحسن الأسعار من جديد. ويظل القرار في النهاية مرتبطًا بهدف الشراء أو البيع ومدى استعداد الشخص للمخاطرة.

مقارنة بالأسبوع الماضي

عند مقارنة الأسعار الحالية ببداية الأسبوع أو حتى الأسبوع الماضي، نجد أن الذهب فقد جزءًا واضحًا من قيمته، وهو ما يعكس حجم التغير الذي طرأ خلال أيام قليلة فقط. فعلى سبيل المثال كان سعر جرام الذهب عيار 21 يقترب من 4820 جنيهًا، بينما الجنيه الذهب سجل مستويات أعلى من 38500 جنيه. هذه الفروقات تمثل انخفاضًا يتراوح بين 100 إلى 130 جنيهًا للجرام الواحد، وهو ما يعد مؤثرًا بالنسبة للمستثمرين والمستهلكين معًا. ويؤكد هذا أن السوق يمر بحالة من عدم الاستقرار، تتطلب متابعة دقيقة وتحليل مستمر لأي تطورات.

نصائح للمتعاملين في السوق

في ظل هذه التقلبات الحالية ينصح المتعاملون في سوق الذهب بعدم التسرع في اتخاذ قرارات البيع أو الشراء، ومن الأفضل متابعة حركة الأسعار بشكل يومي وربطها بتغيرات السوق العالمي وسعر الدولار، كما يفضل التعامل مع محلات معروفة لضمان دقة الأسعار والجودة. وفي حالة الرغبة في الاستثمار ينصح بالاحتفاظ بالفواتير وتوثيق عملية الشراء. ولا ينصح بالاعتماد على التوقعات الشخصية فقط، بل يفضل الرجوع إلى آراء محللين وخبراء قبل اتخاذ أي خطوة، لأن السوق حالياً لا يحتمل قرارات عشوائية أو انفعالية، بل يحتاج إلى دقة وتخطيط مسبق.



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى