بدأت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في اتخاذ خطوات فعلية نحو تطوير المناهج الدراسية استعدادًا للعام الدراسي الجديد 2025/2026، حيث أرسلت الوزارة خطاب رسمي إلى المديريات التعليمية يتضمن تفاصيل التعديلات الجديدة التي تم إقرارها على عدد من المواد الأساسية والأنشطة التربوية. وجاءت هذه التحركات ضمن خطة الدولة لتحديث المحتوى التعليمي بما يتناسب مع احتياجات الطلاب في المراحل المختلفة، مع التركيز على بناء الشخصية وتعزيز القيم والمهارات، إلى جانب رفع كفاءة التحصيل الدراسي من خلال مناهج أكثر تطورًا وتكاملًا.
التعليم تكشف المواد المطورة للعام الدراسى الجديد.. عربى وإنجليزى أبرزها
كشفت وزارة التربية والتعليم عن تطوير كبير طال كتب مادة اللغة العربية، حيث يشمل هذا التحديث المناهج بداية من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الثاني الإعدادي، وذلك تحت مسمى جديد هو “كتاب اللغة العربية”. ويأتي هذا التطوير في إطار خطة الدولة للارتقاء بجودة التعليم وتقديم محتوى تعليمي أكثر حداثة وملاءمة لمتطلبات العصر، كما يهدف إلى تنمية مهارات اللغة لدى الطلاب بشكل متكامل منذ المراحل الأولى.
مضاعفة فترات التربية الدينية
ضمن خطة التطوير أيضًا تم تعديل عدد فترات تدريس مادة التربية الدينية في المراحل الابتدائية والإعدادية. حيث زادت الحصص المخصصة لتلك المادة لتصبح فترتين ونصف في الصفين الأول والثاني الابتدائي، بدلاً من فترة ونصف، وكذلك فترتين ونصف في الصف الثالث الابتدائي. أما للصفوف الرابع حتى السادس الابتدائي، فتم رفعها من فترة واحدة إلى فترتين، بينما ارتفعت في المرحلة الإعدادية من فترة إلى فترة ونصف، تأكيدًا على أهمية القيم الدينية في بناء الشخصية.
مناهج جديدة للدراسات الاجتماعية
شمل التطوير أيضًا كتب الدراسات الاجتماعية للصفوف الرابع والخامس والسادس الابتدائي، وهي المرحلة التي يبدأ فيها الطالب بالتفاعل مع مفاهيم التاريخ والجغرافيا والهوية الوطنية. ومن المتوقع أن تساعد المناهج المطورة على تبسيط هذه المفاهيم وتحفيز التفكير النقدي لدى الطلاب، بالإضافة إلى تقديم المحتوى بأساليب أكثر جذبًا وحداثة تتماشى مع تطور أدوات التعليم.
تحديث شامل لمحتوى اللغة الإنجليزية
ضمن خطة الوزارة لتطوير اللغات الأجنبية، تم إعلان تطوير شامل لمناهج اللغة الإنجليزية، بداية من الصفوف الأولى. وتعمل هذه التحديثات على تعزيز المهارات الأساسية، كالاستماع والمحادثة والقراءة والكتابة، كما يراعى في المنهج الجديد تقديم موضوعات ترتبط بالواقع اليومي للطالب، بما يسهم في تحسين مستواه اللغوي بشكل عملي ويزيد من فرصة في التواصل مع العالم.
المواد الأساسية المقررة للمجموع
حددت الوزارة المواد التي تدخل ضمن المجموع في التقييم النهائي للطلاب، وهي: اللغة العربية، الرياضيات، واللغة الإنجليزية للصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية. بينما تمت إضافة مادتي العلوم والدراسات الاجتماعية إلى هذه القائمة في الصفوف الرابع والخامس والسادس الابتدائي، وذلك لضمان شمولية التقييم لجميع الجوانب العلمية والمعرفية الأساسية في تلك المراحل التعليمية.
تقليل فترات مادة متعدد التخصصات
أعلنت الوزارة أيضًا عن تقليل عدد فترات تدريس مادة “متعدد التخصصات” من ثلاث فترات إلى فترتين فقط في الصفوف الثلاث الأولى من المرحلة الابتدائية. وتعد هذه المادة نشاطًا تكامليًا يمكن تدريسه من قبل أي معلم من معلمي المواد المختلفة، ويتم تحديد ذلك بناءً على ظروف المدرسة وتقدير إدارتها. ويهدف القرار إلى تخفيف الجدول الزمني على الطلاب مع الحفاظ على القيمة التربوية للأنشطة المتنوعة.
دمج كتاب القيم واحترام الآخر بالمناهج الجديدة
أدخلت وزارة التعليم كتاب “القيم واحترام الآخر” ضمن قائمة المناهج المطورة التي سيتم تطبيقها ابتداءً من العام الدراسي 2025/2026، وتم تخصيص نصف فترة أسبوعيًا لهذا الكتاب. ويأتي هذا القرار في إطار ترسيخ مفاهيم الاحترام والتسامح والتقبل بين الطلاب، وهو ما يعكس توجه الدولة لغرس القيم الإيجابية في نفوس النشء ضمن العملية التعليمية الرسمية وليس من خلال الأنشطة الجانبية فقط.
إعادة تنظيم أنشطة المهارات والموسيقى
أوضحت الوزارة أنه سيتم توزيع الأنشطة في الصفوف الرابع والخامس والسادس الابتدائي بين التربية الموسيقية والمهارات المهنية، على أن يتم التقسيم كذلك بين الأنشطة المختلفة في المرحلة الإعدادية. ورغم أن مادة المهارات المهنية لا تضاف إلى المجموع، فإن وجودها يهدف إلى تنمية القدرات العملية للطلاب وإعدادهم لمتطلبات الحياة اليومية وسوق العمل مستقبلاً، وذلك في إطار توجهات التعليم الحديثة التي توازن بين الجانب النظري والعملي.
تقليص فترات التربية الفنية وتكنولوجيا المعلومات
ضمن التعديلات الأخيرة، تقرر تقليص فترة تدريس مادة التربية الفنية إلى نصف فترة فقط في المرحلة الإعدادية، وهو ما ينطبق أيضًا على مادة تكنولوجيا المعلومات والاتصال في الصفوف الرابع والخامس والسادس الابتدائي. ورغم أن تكنولوجيا المعلومات تعد مادة دراسية أساسية، فإنها لا تدخل ضمن المجموع. ويهدف هذا التغيير إلى تحقيق التوازن بين المقررات الدراسية والأنشطة التكميلية، مع ضمان استمرار تقديم المحتوى التقني والمعلوماتي بأسلوب مبسط يتناسب مع أعمار الطلاب.
دور مديري المدارس في توزيع الأنشطة
أشارت وزارة التربية والتعليم إلى أن توزيع الأنشطة مثل مادة “متعدد التخصصات” أو المهارات المهنية سيكون خاضعًا لتقدير إدارة كل مدرسة على حدة، حيث يمكن لأي معلم متخصص من المواد المختلفة تولي تدريس هذه المواد التكميلية، وفقًا للمتاح من الكوادر والظروف التنظيمية داخل المدرسة. ويمنح هذا التوجه مرونة أكبر في إدارة الجدول المدرسي، ويساعد على تعويض نقص المعلمين في بعض المدارس، مع الحفاظ على جودة العملية التعليمية والأنشطة المتكاملة التي تهدف لتنمية مهارات الطالب المتنوعة.
الاستعداد لتطبيق المناهج المطورة
في ضوء هذه التعديلات، تستعد المديريات التعليمية على مستوى الجمهورية لتنفيذ خطة التدريب اللازمة للمعلمين على المناهج الجديدة، خاصة لمواد اللغة العربية والإنجليزية والدراسات الاجتماعية. وتشمل الاستعدادات أيضًا تجهيز المدارس بالكتب الجديدة قبل بدء العام الدراسي 2025/2026، لضمان انطلاق العملية التعليمية بشكل منظم وسلس. وتؤكد الوزارة أن هذه التحديثات تأتي في إطار خطة شاملة لإصلاح التعليم الأساسي، وتزويد الطلاب بمحتوى عصري يتماشى مع التحولات التكنولوجية والثقافية التي يشهدها العالم.
أهداف تطوير المناهج وتحديث المحتوى
يأتي قرار وزارة التربية والتعليم بتحديث المناهج في إطار خطة شاملة تهدف إلى تحسين جودة التعليم في مصر، من خلال تقديم محتوى علمي متطور يواكب المعايير العالمية ويراعي الفروق الفردية بين الطلاب. وتعمل المناهج الجديدة على تعزيز مهارات التفكير النقدي والابتكار بدلاً من الاعتماد على الحفظ والتلقين، مع التركيز على القيم الإنسانية والتفاعل المجتمعي. كما تسعى الوزارة إلى خلق بيئة تعليمية أكثر جذبًا، من خلال دمج الأنشطة والمهارات الحياتية ضمن المقررات، بما يعد الطالب بشكل أفضل لمتطلبات المستقبل وسوق العمل.
