أهم ما يميز مكة المكرمة هي الكعبة التي تجذب حب وأنظار العالم الإسلامي كله، ويتسم ثوب الكعبة باللون الأسود المكتوب عليها في العديد من العبارات يا الله يا الله، لا اله الا الله، محمد رسول الله، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، يا ديان ويا منان، ويتم تكرار هذه العبارات على كل كسوة الكعبة.
كل عام هجري جديد تبدل الكعبة ثوبها
في بداية كل عام هجري يتم تبديل كسوة الكعبة، ويقوم على ذلك الأمر 159 فنيًا، وصانعًا، ويتم استخدام حوالي 1000 كيلو جرام من الحرير الخام الذي يتم تغيير لونه إلى اللون الأسود، ويتم استخدام 120 كيلو جرام من خطوط الذهب، و100 من خطوط الفضة، كما أن عدد اجزاء شريط كسوة الكعبة 16 جزء، أما أسفل الحزام فيضم 6 أجزاء، و 12 شمعدان، أما في أركان الكعبة فيوضع أربع صمديات، وخمس شمعدانات كتب عليها الله اكبر يتوجد فوق الحجر الأسود، علاوة على ذلك القماش الخارجي لباب الكعبة.
طريقة تغيير الكسوة
يتم إنزال الكسوة السابقة للكعبة وإحلال الكسوة الجديدة التي تكون عبارة عن أربع قطع كل على حده، بالإضافة إلى قطعة القماش الخارجية للباب، حيث أنه يتم في كل جانب من جوانب الكعبة أن يتم إنزال الكسوة القديم، ورفع الكسوة الجديدة، وتكون طريقة التغيير كالتالي ترفع أعلى الكعبة الكسوة الجديدة فوق الكسوة القديمة، ثم تثبتها من الجوانب بربط الحبال، ثم بعد ذلك تترك الكسوة القديمة لتنزل في صحن الكعبة بعد فك الحبال، ويتم تكرار هذه العملية أربع مرات لكل جانب من جوانب الكعبة، ثم يتم بعد ذلك إضافة الشريط بشكل مستقيم في كل جهات الكعبة الأربعة، ويتم تثبيته عن طريق الخياطة.
مجمع الملك عبد العزيز
مجمع الملك عبد العزيز الذي يقوم بإنتاج كسوة الكعبة المشرفة يوجد به ما يزيد عن 200 فني، وصانع، وإداري، وينقسم المجمع إلى عدد من الدوائر، هي:
- دائرة الصباغة والنسيج الآلي.
- دائرة النسيج اليدوي.
- دائرة الطباعة.
- دائرة الحزام.
- دائرة المذهبات.
- دائرة خياطة وتجميع الكسوة، والذي يوجد به أكبر ماكينة خياطة في العالم، من حيث الطول، ويبلغ طول هذه الماكينة 16 متر، ويتم إدارتها عن طريق الحاسب الآلي.
وهناك بعد الدوائر الأخرى مثل: المختبر، والخدمات الإدارية، والجودة، والعلاقات العامة، وصحة العاملين، والسلام المهنية بالمجمع.
صناعة الكسوة
يتم صناعة الكسوة من الحرير الخام المغطى بالقطن، حيث يتم تغيير لونه إلى اللون الأسود، ويتم إضافة بعض الآيات القرآنية التي تخاط بخيوط من الذهب والفضة، والتي يصل طولها الى 14 م، ويوجد في الجزء الأعلى من الكعبة الشريط الذي يبلغ عرضه 95 سم، أما طوله سيبلغ 47 م، ويتكون شريط من 16 جزء يحيطها شكل مربع منقوش بالزخارف الإسلامية، وتتكون الكسوة من خمس أجزاء كل جزء يغطي جهة من جهات الكعبة أما القطعة الخامسة فهي ستارة باب الكعبة المشرفة.
تاريخ صناعة الكسوة
كان عدنان جد النبي – صلَّ الله عليه وسلم – هو أول من وضع للكعبة كسوة ولكنها لم تغطى الكعبة بشكل كامل، وكانت عبارة عن مفردات يمانية أي ثياب من اليمن تصنع من القطن وهي أشرف أنواع الثياب.
أما أول من غطى الكعبة بكسوة كاملة من البوردات اليمنية كما وضع للكعبة باب له مفتاح كان تبع اليماني وهو أحد ملوك حمير في اليمن.
ثم بعد ذلك جاء خلفائه فكسوها من الجلود، والقماش أما في عهد الرسول صلَّ الله عليه وسلم لم يصل إلينا أن النبي أزال كسوة الكعبة، إلا بعد أن حدثت شرارة من النار ألحقت الضرر بالكسوة نتيجة تبخير إحدى النساء لها، فقام النبي صلى الله عليه وسلم بتغيير الكسوة القديمة واستبدالها بكسوة جديدة من البوردات اليمانية، وكانت بها خطوط بيضاء وحمراء فكانت هذه أول كسوة في الإسلام.
أما في زمن خلافة أبي بكر الصديق وعمر رضي الله عنهما، فكان يقومان بكسوتها بالقباطي وهو قماش يتم صنعه بدقة، وهو رقيق في نسيجة، وكان يتم صناعته في مصر.
أما في عهد عثمان بن عفان فقد كساها كسوتين كسوة من البردات اليمنية، وكانت توضع يوم التروية، والكسوة الأخرى فوقها، وهي من القباطي المصري فكان عثمان بن عفان أول من وضع كسوتين على الكعبة.
كسوة الكعبة سوداء
تدرجت كسوة الكعبة من عده ألوان حتى وصلت إلى اللون الأسود فكانت في عهد الخليفة العباسي جعفر متوكل تصنع الكسوة من الحرير الأحمر، ثم قام الناس بشكوى من بهتان لونها بسبب كثره لمس الكسوة فأمر الخليفة بصنع ثوبين كل شهرين. ثم في عهد الخليفة الناصر العباسي صنعت الكسوة من اللون الأخضر ثم باللون الأسود، وظل المسلمون على ذلك.
صناعة كسوة الكعبة في مصر
حظيت مصر بشرف صناعة كسوة الكعبة المشرفة، فعند بداية الدولة الفاطمية كان يتم صناعة كسوة الكعبة، ويتم إرسالها إلى مكة كل عام، وكان لونها في هذه الفترة بيضاء فكانت مدينة تنيس يوجد بها أكفأ النساج في هذا الوقت مما جعلهم مكلفين بنسج كسوة الكعبة ، واستمر هذا الأمر 600 عام.
أما في عهد السلطان سليمان القانوني زادت القرى إلى تسعة قرى مصرية مكلفة بنسج كسوة الكعبة.
وكانت توضع الكسوة على الجمال التي تحمل على الهوادج، ويحيط بها جمال، وخيول، والجند، وكان يلف هذا الموكب البلد كلها، ويستمر الاحتفال بالأيام ثم يخرج هذا الموكب في أول موسم الحج متجهًا إلى مكة المكرمة عبر البحر.
منطقه الخرنش كسوه الكعبة
في عام 1233 هجرية، تم بناء مبنى مخصص يتم فيه صناعه كسوة الكعبة، وكان يوجد في منطقة الخرنفش، وحتى الآن يوجد هذا المبنى ويوجد به آخر كسوة تم تصنيعها للكعبة، وظل العمل في هذا المبنى حتى 1962م وتوقفت مصر عن إرسال كسوة الكعبة عندما بدأت المملكة العربية السعودية في صناعتها.