مستخدمي فيس بوك و إنستجرام بين الدفع مقابل الخدمة أو مشاهدة الإعلانات
تعرف على القرار الجديد لجميع مستخدمي الفيسبوك والانستجرام

في خطوة مثيرة للجدل قد أعلنت شركة ميتا وهي المالكة منصتي فيس بوك و انستجرام عن طرح خيار جديد لمستخدميها في بريطانيا إما دفع رسوم شهرية مقابل استخدام المنصتين وذلك بدون إعلانات أو الاستمرار في استخدامهما مجانًا مع مشاهدة جميع الإعلانات التي تكون موجهة و هذه الخطوة الهامه تأتي في إطار محاولات الشركة لمواءمة سياساتها مع كل القوانين الأوروبية المتعلقة بالخصوصية و حماية كل البيانات خاصة بعد الضغوط الكبيرة التي قد تواجهها جميع شركات التكنولوجيا العملاقة في المنطقة
مستخدمي فيس بوك و إنستجرام بين الدفع مقابل الخدمة أو مشاهدة الإعلانات
منذ سنوات كثيرة جدا، تعتمد شركه ميتا وذلك بشكل رئيسي على الإعلانات الرقمية وهيا كمصدر أساسي ل إيراداتها، حيث يشكل مايقرب من 95% من دخلها السنوي، ومع تصاعد لكل القيود القانونية في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا على تتبع بيانات كل المستخدمين وايضا استخدامها لأي اغراض إعلانية اخري، فقد أصبحت الشركة من الآن مجبرة على تقديم بدائل اخري وهي تتيح لجميع المستخدمين حرية الاختيار، بين مشاركة بياناتهم أو الدفع مقابل الحماية من الإعلانات.
خلفية من القرار
الاتحاد الأوروبي وبريطانيا شددوا خلال السنوات الأخيرة القوانين المتعلقة بالخصوصية، خصوصًا عبر اللائحة العامة لحماية البيانات GDPR، التي قد تمنح المستخدمين سيطرة أكبر على بياناتهم الشخصية و الهامه، وذلك بموجب هذه القوانين، لم يعد من الممكن لكل الشركات فرض الإعلانات الموجهة دون موافقة صريحة من المستخدمين، وهو ما دفع شركة ميتا لإيجاد صيغة جديدة جدا، و توازن بين كل التزاماتها القانونية ومصالحها التجارية ايضا.
تفاصيل عن الخطة الجديدة التي اطلقتها شركة ميتا
الخدمة الجديدة التي تطلقها شركة ميتا تنص على أن بعض المستخدمين، في بريطانيا سيعرض عليهم خياران واضحان وهما كالاتي:
الخيار المجاني
الاستمرار في استخدام فيس بوك و إنستجرام بشكل مجاني تمامًا، لكن مع استمرار ظهور الإعلانات المخصصة، والتي تعتمد على تتبع بياناتهم وسلوكهم وذلك يكون عبر الإنترنت.
الخيار المدفوع
دفع رسوم شهرية من المتوقع أن تتراوح بين ثماني إلى اثنا عشر جنيها إسترليني وذلك يكون شهريا، وهذا مقابل تصفح المنصتين وذلك بدون أي إعلانات تماما، مع وعود من الشركة بتقليل تتبع لكل البيانات في هذه الحالة بشكل كبير جدا.
الميزه الاضافيه في هذا النموذج يمنح المستخدمين حريه الاختيار
الميزة الإضافية في هذا النموذج أنه يمنح المستخدم حرية الاختيار، فإما القبول بمشاهدة الإعلانات مقابل الاستفادة من الخدمة مجانًا، أو الاشتراك المادي لمن يفضل تجربة تكون خالية من الإعلانات تماما.
ردود الأفعال الأولية
اعلان شركة ميتا هذا القرا أثار ردود فعل متباينة في بريطانيا، ف البعض اعتبر أن هذه هي خطوة منطقية، لأنها تمنح لكل المستخدمين حرية أكبر و تتماشى مع القوانين الأوروبية، بينما رأى آخرون أن شركة ميتا قد تحاول ببساطة الالتفاف على القوانين وذلك بفرض ضريبة خصوصية، حيث يضطر كثير من المستخدمون للدفع إذا أرادوا الحفاظ على بياناتهم من الاستغلال الإعلاني.
ردود فعل منظمات حماية المستهلك
منظمات حماية المستهلك والخصوصية في بريطانيا أبدت قلقها من أن هذه الخطة قد تؤدي إلى تمييز طبقي رقمي، إذ لن يستطيع جميع المستخدمين تحمل تكلفة الاشتراك المدفوع، وبالتالي سيضطر الفقراء لمشاركة جميع بياناتهم بشكل أكبر، بينما قد يحصل الأغنياء على تجربة أكثر أمانا وخالية من الإعلانات.
التأثير على سوق الإعلانات الرقمية
من المتوقع أن يكون هذا القرار يفعل انعكاسات كبيرة جدا على سوق الإعلانات الرقمية في بريطانيا، فإذا اختار عدد كبير جدا من المستخدمين الاشتراك المدفوع، فقد يؤدي ذلك إلى تقليص حجم البيانات المتاحة لكل المعلنين، وبالتالي يكون هناك انخفاض كبير جدا في فعالية الحملات الإعلانية وذلك عبر منصه ال فيس بوك وايضا منصه انستجرام.
شركة ميتا تحافظ علي قوتها الاعلانيه
ولكن في هذا المقابل إذا قرر أغلب المستخدمين الاستمرار في النسخة المجانية، ستحافظ شركة ميتا على قوتها الإعلانية وذلك دون تغيير كبير و لهذا السبب، يرى بعض المحللين أن الشركة تراهن على أن معظم الناس يفضلون الخدمة المجانية، وهذا نظرًا لاعتقادهم على نموذج الإنترنت مدعوم بالإعلانات.
انعكاسات القرار على المستخدمين
الخطة الجديدة قد تغير من تجربة الاستخدام بشكل ملحوظ جدا لجميع المستخدمين، المجانين سيظلون يتعرضون إعلانات موجهة بناءً على اهتماماتهم وسلوكهم، و المشتركون المدفوعون سيحصلون على تجربة تكون أكثر هدوءا وخالية من الإعلانات تماما، لكنهم سيدفعون مقابل ذلك شهريا، ومن الناحية النفسية، قد يشعر بعض المستخدمين بالضغط، إذ سيُنظر إلى الخصوصية كميزة مدفوعة، وليست حقا أساسيا.
مقارنة مع منصات أخرى
هذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها هذا نموذج وهو الدفع مقابل الخصوصية، ومنصات كثيرة قد تستخدم هذا النموذج مثل يوتيوب بريميوم قدمت خدمة مدفوعة وهي كانت خالية تماما من الإعلانات منذ سنوات كثيرة، ووجدت نجاحا نسبيا، لكن الفارق هنا أن منصه فيس بوك و ايضا انستجرام هم ليس منصتين ترفيهية فقط، بل هما جزء كبير جدا من الحياة الاجتماعية اليومية لملايين من الأشخاص، وهو ما يجعل فكرة الدفع لاستخدامها تكون أكثر إثارة للجدل.
المستقبل: هل يتوسع النموذج عالميا؟
يعتقد بعض خبراء التكنولوجيا أن بريطانيا قد تكون مجرد بداية، وأن شركة ميتا قد تسعى لتطبيق هذا النموذج في دول أوروبية أخرى، وربما ذلك يكون عالميا في المستقبل، إذا وجدت أن هذه التجربة ناجحة ومربحة جدا، ولكن التحدي يكمن في كيفية إقناع كل المستخدمين بالدفع مقابل خدمة اعتادوا عليها لسنوات طويله على استخدامها بشكل مجاني، فإذا لم يحقق هذا النموذج نجاحا في بريطانيا، فقد تتردد شركة ميتا في تعميمه على نطاق أوسع لجميع الدول.
أبعاد اقتصادية واجتماعية
من زاوية اقتصادية، قد يؤدي هذا القرار إلى خلق سوق جديد قائم على الاشتراكات الشهرية لكل مواقع التواصل الاجتماعي، لكن من الناحية الاجتماعية، هناك مخاوف كثيرة من أن يعمق هذا النموذج الفجوة الرقمية بين كل فئات المجتمع، حيث سيحصل من يستطيع الدفع على حماية خصوصية وتجربة تكون أنظف، بينما يترك الآخرون عرضة لتتبع كل البيانات.
قرار وتحول جذري في طريقة عمل شبكات التواصل الاجتماعي
قرار من شركة ميتا بإطلاق خيار الدفع أو مشاهدة الإعلانات، في بريطانيا يمثل تحولا جذريا في طريقة عمل لكل شبكات التواصل الاجتماعي، وقد يشكل سابقة لبقية شركات التكنولوجيا الكبرى وبينما قد يرى البعض في هذه الخطوة الهامه، هي تعزيز تام لحرية جميع المستخدمين، وقد يرى آخرون أنها مجرد وسيلة جديدة لتحقيق الأرباح على حساب الخصوصية.
هل سيغير بالفعل شكل علاقتنا بكل منصات التواصل الاجتماعي
في خلال الاسابيع القادمه والأشهر القادمة ستكشف إلى أي مدى سينجح هذا النموذج، وهل سيغير بالفعل شكل علاقتنا بكل منصات التواصل الاجتماعي، أم انه سيبقى مجرد تجربة محدودة جدا في سوق معين، و لكن من المؤكد أن هذا القرار يفتح الباب لنقاش أوسع حول مستقبل الإنترنت بشكل عام، وحدود ما يجب أن يدفعه كل المستخدمون وذلك مقابل حماية تامه لجميع بياناتهم الشخصية و الهامه.