ارتفاع أسعار الذهب في وقتنا الحالي يحدث ضجيج كبير وتساؤلات دائمه عن الاسعار، حيث تم انخفاض الذهب عيار 21 بنسبة 0.4% رغم وصول الذهب إلى أعلى سعر في تاريخه وهو 2392 دولار ، كان من غير المتوقع هبوط أسعار الذهب ولكنه تجاوب مع هبوط أسعار الدولار، ويأبى ارتفاع أسعاره داخل البورصات الدولية، مما ادي الي تساؤلات كثير حول ثبات سعر الذهب عند هذا السعر أو مواصلة انخفاضه مرة اخرى؟
اسعار الذهب في مصر
سجل الذهب انخفاض ملحوظ في سعره خلال الأسبوع الماضي، حيث انخفض سعر الذهب عيار 21 بمقدار 15 جنيه من قيمته، ليصبح سعر الجرام 3460 جنيها، كما نلاحظ أنه خلال هذا الأسبوع أحدث سعر الذهب في مصر تذبذبا واضحا أثناء تداولات الأسبوع لسعر الجرام، وكان هذا من المتوقع بعد التغيرات التي مرت بسعر الذهب على المستوى العالمي ، وعلى الرغم من ثبوت سعر الدولار في البنوك الرئيسيه منذ الأسبوع الماضي، إلا أن الذهب يرفض الارتفاع في مصر رغم زيادة أسعاره في منافذ الذهب العالمية.
واستقرار سعر الدولار مقابل الجنيه في البنوك خلال هذا الأسبوع أحدث تغيرات كثيرة، حيث استقر سعر الدولار مقابل 48.84 جنيه مصري، وقد ادي ذلك الي ثبات سعر الذهب بشكل واضح كونه يعتمد على سعر الدولار الرسمي.
تزايد أسعار الذهب
خلال الفترة السابقة وبشكل دائم يزداد سعر الذهب بشكل ملحوظ على المستوى المحلي، سواء كان السبب في هذه الزيادة الدعم الناتج عن ارتفاع السعر العالمي، أو زيادة العرض والطلب علي الذهب باعتباره ملاذ آمن ومصدر للربح من خلال شرائه وتخزينه فترة معينة، وذلك في ظل عدم الاستقرار الجيوسياسي المحيط بمصر.
بالاضافة الي الاخبار المنتشرة في الأسواق عن احتمالية زيادة سعر صرف الدولار خلال الفترة المقبلة، وذلك يعمل على زيادة الرغبة في الاحتياط سواء من جهة المستهلكين أو محلات بيع الذهب.
كما يوجد أيضا خوف من احتمالية زيادة موجة التضخم في مصر، وذلك مع نية الدولة الواضحة في رفع العديد من أسعار السلع والخدمات خلال الفترة القادمة، وفي ظل ارتفاع مستويات التضخم والأسعار سوف يصبح الذهب محل اهتمام المستثمرين للحفاظ على قيمة العملة من إنخفاض قيمتها الشرائية.
وعلى الرغم من ذلك قام البنك المركزي المصري بتصريح عن مد فترة توريد حصائل تصدير المصنوعات الذهبية الي 75 يوم من تاريخ الشحن، وذلك بغرض دعم عملية تصنيع وتصدير الذهب، وذلك يعمل على اتساع الفرص التصديرية للذهب المصري للخارج.
العوامل التي تؤثر على أسعار الذهب
هناك العديد من العوامل التي تؤثر علي اسعار الذهب من بينها :-
- العرض والطلب:- يتم تحديد سعر الذهب بناءا علي عرض وطلب السوق، إذا كان هناك طلب قوي علي الذهب وعرض محدود، فإن الاسعار سترتفع، واذا كان هناك طلب ضعيف علي الذهب وعرض كبير فإن الاسعار سوف تنخفض.
- عملة الدوله:- تقلبات العملات تؤثر أيضا علي اسعار الذهب، في حالة انخفاض قيمة العمله سترتفع قيمة الذهب بالعملة الافضل.
- الاقتصاد العالمي:- تلعب الظروف الاقتصادية العالمية دورا كبيرا في تحديد أسعار الذهب, في حالات الركود الاقتصادي يزيد الطلب علي الذهب كونه مأوى أمن مما يزيد من قيمته.
لذلك يمكن القول إن أسعار الذهب هي عبارة عن مزيج من العوامل الاقتصادية، السياسية والعملات التي تتفاعل معا، لتتحكم في ارتفاع أو انخفاض أسعار الذهب.
أسعار الذهب خلال الأيام والأسابيع المقبلة
من المتوقع أن تتأثر أسعار الذهب بالأحداث السياسية، حيث من المؤكد أن تؤدي الخلافات المستمرة في اوكرانيا والشرق الأوسط ، بجانب الصراعات الموجودة بين الولايات المتحدة والصين ، إلى استمرار الطلب على الذهب كمصدر آمن للحفاظ على الأموال، كما تساهم الانتخابات الأمريكية في شهر نوفمبر، وكذلك التقليل المتوقع لقيمة الفائدة من البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى الارتفاع المتزايد في سعر الذهب الى نهاية العام، كما من المتوقع استمرارية البنوك المركزية زيادة مدخراتها من الذهب مما يوفر دعما إضافي لزيادة أسعار الذهب.
حتى لو انخفضت أسعار الذهب في الفترة القادمة ، فمن المتوقع أن يبلغ سعر الذهب 2,300 دولار للأوقية، وذلك في الربع الثالث من هذا العام، ثم من المتوقع زيادة أسعار الذهب حتي الوصول إلي أعلي قيمة عند مستوى الـ 2,350 دولار وذلك في الربع الرابع من هذا العام، بمتوسط سنوي قدرة 2,255 دولار للأوقية.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
أحرز سعر أوقية الذهب العالمي هذه الفترة ارتفاع ليقترب من مستوياته الرئيسية التي سجلها الفترة السابقة، وذلك على رغم قوة الدولار الأمريكي الذي سجل أعلى قيمة له منذ خمسة أشهر ونصف، ليدل هذا على كثرة الطلب على الذهب من قبل المستهلكين والمستثمرين، وذلك في ظل التوترات السياسية والاقتصادية الحالية، وصل سعر أوقية الذهب العالمي أعلي مستوي له بقيمة 2392 دولار وذلك قبل أن ينخفض السعر إلى قيمة 2370 دولار للاونصة، حيث يستمر السعر في التداول بطريقة تزايدية تحافظ على قيمة الأرباح الناتجة منه حتى الآن.
بينما انخفض سعر الذهب المحلي خلال هذه الفترة، وذلك بسبب استقرار سعر اونصة الذهب العالمي واقترابها من أعلي مستوياتها، بالإضافة إلى ثبات سعر صرف الدولار في البنوك الرئيسية بعد أن زادت قيمته بمقدار جنيه واحد تقريبا خلال الثلاث شهور السابقة، حيث انخفض سعر الذهب ليكسر المنحنى التصاعدي له ليسجل حد ادني 2324 دولار للأونصة، ولكنه سرعان ما ارتد لاكمال المنحنى التصاعدي له مرة أخرى بشكل سريع .
وبالنسبة للسعر المحلي لم يستطيع الذهب الوصول إلي قيمة 3500 جنيه للجرام عيار 21 والاستقرار على هذا السعر، بل من المتوقع أن يستمر تذبذب أسعار الذهب بين 3400 الى 3500 للجرام خلال هذه الفترة.