كيف يؤثر العنف في التربية على الطفل؟ بعد جدل دعوة “اعجنوهم وربوهم صح”

كيف يؤثر العنف في التربية على الطفل؟ بعد جدل دعوة “اعجنوهم وربوهم صح”، حديثا، تداول موضوع عن التربية على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص التربية، حيث يؤيد البعض من الآباء والأمهات التربية الحديثة، بينما يزعم البعض الآخر أن هذه التربية أكذوبة تفسد جيلا كاملا وتفسد المجتمع. وأمام مصطلح التربية الحديثة، ظهرت عبارة أخرى تداولت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين الآباء والشباب، وهي “اعجنوهم وربوهم صح”، وهي ما أثارت جدلا واسعا بين المتداولين على الفيسبوك، حيث زعم البعض أنها عبارة تستخدم العنف في تربية الأطفال، واستنكر الكثيرون هذه العبارة. لذلك، جئنا لكم بهذا المقال لنعرض لكم رأي المتخصصين في ذلك. تابعوا معنا لتعرفوا كافة التفاصيل.
كيف يؤثر العنف في التربية على الطفل؟ بعد جدل دعوة “اعجنوهم وربوهم صح”
بعد انتشار أسلوب التربية الحديث، والذي زعم البعض أنه كذوب لفساد جيل كامل، ظهرت أمامه عبارة “أعجنوهم وربوهم”. هذه العبارة أثارت جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
جاء بعض المتخصصين ليحسموا هذا الأمر، حيث قال الدكتور عبد العزيز آدم، أخصائي علم النفس السلوكي، إن العنف في التربية بكل أشكاله الجسدية والنفسية يمثل تهديداً وخطراً كبيراً لنمو الطفل وصحته النفسية. هذه الممارسة هي التي كانت سائدة في الماضي، وأثبتت فشلها في تحقيق أي نتائج إيجابية، بل على العكس، إنها تترك آثاراً عميقة مدمرة على حياة الأطفال وعلى المجتمع ككل. والعبارة نفسها نوع من أنواع التشجيع على السلوكيات العنيفة، عندما يستخدم الأهل العنف كوسيلة للتربية، كأنهم ينقلون رسالة غير مباشرة إلى الطفل بأن العنف مقبول أو وسيلة لحل المشاكل.
وهذا ما يجعل الطفل يلجأ دائماً إلى العنف عند التعامل مع أي مشكلة، وعند التعبير عن الغضب، وهو ما يزيد من احتمالية انخراطه في سلوكيات عنيفة مستقبلاً، سواء في المدرسة أو في المجتمع. لذا فإن رأي الأخصائيين هو الرفض التام لهذه العبارة المنتشرة، حتى لو كان على سبيل الهزار أو على أنها عبارة تحمل الشكل الكوميدي من الخارج، لأن في داخلها كارثة حقيقية.
مخاطر العنف في التربية واضطراب العلاقة بين الطفل ووالديه
إن العنف له أشكال متعددة، ولكن أيا كان شكل العنف، فهو يؤثر على علاقة الطفل وأبويه ويخلق فجوة عاطفية بينهما، مما يؤدي إلى فقدان الثقة وصعوبة التواصل بينهما. وسوف نوضح لكم الآن الأضرار التي تصيب الأطفال عند تعنيفهم بأي شكل من الأشكال. إليكم فيما يلي أبرز مخاطر العنف:
الأضرار الجسدية
هناك بعض الأضرار الجسدية التي قد تصيب الأطفال عند تعنيفهم، مثل الإصابات الجسدية واضحة المعالم، والتي قد تتراوح بين الكدمات والجروح إلى الإصابات الداخلية الخطيرة، وأحيانا بعض الإصابات التي تجعل الأطفال يشعرون بالحرج أمام أنفسهم وأمام الآخرين.
الأضرار النفسية
أما عن الأضرار النفسية التي قد تلحق بالأطفال، فإن العنف قد يؤثر على نفسية الأطفال بطريقة أعمق وأكثر تأثيرا، وقد تستمر طويلاً بعد انتهاء التعرض للعنف. وتشمل هذه الأضرار انخفاض الثقة بالنفس، وقد يشعر الطفل بالدونية وعدم القيمة، ويؤثر ذلك على جميع جوانب حياته. كما قد يتعرض الطفل لمستويات عالية من القلق والاكتئاب، مما يؤثر على قدرته على التعلم وتكوين العلاقات الاجتماعية.
اضطرابات السلوك
قد يؤثر العنف على سلوكيات الأطفال عن طريق تحويل الطفل إلى سلوكيات عدوانية أو انطوائية، أو يصبح أكثر عرضة للإدمان والمخاطر. كما يؤثر أيضًا على قدرته العقلية وعلى التركيز والتعليم، مما يؤدي إلى تأخر في تحصيله الدراسي.
تأثير العنف في التربية على المجتمع
إن العنف الأسري يؤدي إلى زيادة معدلات الجرائم في المجتمع، حيث ثبت علميا أن أكثر الأشخاص إجراما كانوا يتعرضون للعنف الأسري وهم أطفال. وقد يضعف النسيج الاجتماعي، فإن العنف ليس حلاً لأي مشكلة، بل هو جزء من المشكلة نفسها. فإن التربية القائمة على الحب والاحترام هي السبيل الوحيد لبناء أجيال سليمة و سوية ومتوازنة، ويجب علينا جميعًا العمل على نشر الوعي بمخاطر العنف في التربية.
مفهوم التربية الحديثة
إن التربية الحديثة مفهوم شامل يشير إلى مجموعة من النظريات والممارسات التربوية التي تركز على تحسين عملية التعليم وتنمية الطفل بشكل شامل. هو مفهوم تربوي حقيقي بعيد كل البعد عن معظم طرق التربية التي أصبحنا نشاهدها في الآونة الأخيرة، والتي تجعل الطفل يكتسب سلوكيات غير أخلاقية مع المجتمع. فإن التربية الحديثة تهدف إلى تحقيق تجربة تعليمية متميزة تلبي احتياجات الطفل وتمكنه من التفاعل مع العالم المتغير بفاعلية. فهي بمثابة استجابة لمتطلبات العصر الحديث واستجابة الطلاب والأطفال في عالم يتغير بسرعة بهدف تحسين جودة التعليم وتنمية القدرات والمهارات واكتساب سلوكيات أخلاقية. ويجب ألا ننسى الاحتفاظ بالمبادئ والفرائض والأوامر الإلهية وما ينص عليه الدين الإسلامي.
أساليب التربية الإسلامية في ضوء التربية الحديثة
إن أساليب التربية الإسلامية تتجاوب مع التربية الحديثة عبر دمج القيم والمبادئ الإسلامية مع أحدث الأساليب التربوية. وسوف نوضح لكم الآن بعض النقاط التي توضح كيف يمكن تنسيق أساليب التربية الدينية مع مفاهيم التربية الحديثة. إليكم فيما يلي أهم النقاط:
- إن التربية الحديثة تشجع على مشاركة الطلاب وتفعيل دورهم في العملية التعليمية، حيث يشجع الإسلام على تعزيز دور الاستقلالية والتفكير النقدي من خلال التشجيع على دراسة القرآن والسنة واستنباط الدروس والقيم منها.
- إن التعليم الإسلامي يستجيب لدمج التعلم التفاعلي والتطبيقي معه، مثل تنظيم نقاشات وأنشطة علمية تتيح للطلاب فهم تطبيقات القيم الإسلامية في الحياة اليومية.
- القدوة في الإسلام لها أهمية كبيرة، ويمكن للمعلمين أن يكونوا دورًا توجيهيًا وتحفيزيًا، واستخدام الأنبياء والشخصيات الإسلامية كمثل ملهمة للطلاب.
- يمكن استخدام مفهوم حل المشكلات في الإسلام لتعزيز التعلم النشط، فإن القرآن والسنة يحتويان على تجارب ومشاكل وحلول يمكن أن يستخدمها الطلاب كدروس تعليمية يستفاد منها في حل مشاكلهم.






