زراعة قلب بشرى فى جنين خنزير يعيش لمدة 21 يوما فقط
يعني إيه زراعة قلب بشري في جنين خنزير؟

الموضوع مش خيال علمي، ده بحث حقيقي عمله فريق علماء في الصين، وقدروا فيه يزرعوا خلايا قلب بشرية داخل جنين خنزير، والجنين ده فضّل عايش لمدة 21 يوم كاملة. يعني لأول مرة في التاريخ، بيكون فيه “هيكل قلب بشري” بينبض جوا جسم حيوان، وده بيفتح أبواب جديدة في عالم الطب والعلم.
الحكاية بدأت لما العلماء أخدوا خلايا جذعية بشرية وعدّلوها وراثيًا، وبعد كده زرعوها في أجنة خنازير محرومة من جينات تكوين القلب. واللي حصل كان مدهش: الخلايا البشرية بدأت تتكون فعلاً لقلب، وتشتغل، والجنين خده معاه لحد 21 يوم وفضل ينبض. التجربة دي اتنشرت في مجلة علمية كبيرة، والعالم كله بيتكلم عنها.
ليه العلماء فكروا يعملوا كده؟
الفكرة مش عبث ولا لعبة، ده حل محتمل لأزمة كبيرة جدًا: نقص الأعضاء البشرية الجاهزة للزراعة. ملايين حول العالم قاعدين على قايمه انتظار مستنين قلب، كبد، كلية… ومش بيلاقوا. فلو قدرنا نزرع الأعضاء دي من خلايا الشخص نفسه جوا حيوان، نقدر ننقذ حياة ناس كتير جدًا.
الخنازير بالذات شبه الإنسان في حجم الجسم، ونمو الأعضاء عندهم بيتم بسرعة، فده بيخليهم مناسبين للتجارب دي.
إزاي تمت التجربة بالتفصيل؟
العلماء بدأوا بإنهم حَرموا أجنة الخنازير من الجينات اللي بتكون القلب، وده خلّى الجنين مايقدرش يكون قلب بنفسه. بعد كده، زرعوا جواه خلايا جذعية بشرية معدّلة، واللي بدأت بالفعل تتجمع وتكوّن هيكل لقلب بشري صغير.
المفاجأة إن القلب بدأ يشتغل، وبينبض طبيعي جوا الجنين. التجربة فضلت ماشية لمدة 21 يوم، وهي المدة المسموح بيها لأبحاث زي دي علشان ماتدخلش في منطقة أخلاقية خطيرة زي تكوين عقل بشري جوا حيوان.
ليه التجربة اتوقفت عند 21 يوم؟
التجارب اللي فيها دمج بين خلايا بشرية وأجنة حيوانات بيكون فيها حدود أخلاقية لازم مايتعدوهاش. من أهمها إنهم مايسيبوش الجنين يوصل لمرحلة نمو المخ، علشان مايبقاش فيه فرصة لخلايا بشرية تدخل في الجهاز العصبي أو الدماغ.
عشان كده، 21 يوم هو الحد الأقصى، علشان القلب يكون ابتدى يتكوّن بس من غير أي احتمالية لخلط غير مرغوب فيه.
يعني الجنين كان قلبه بشري 100%؟
مش بنسبة 100%، لكن بنسبة كبيرة. الهيكل الأساسي للقلب والأنسجة اللي اتكوّنت كانت كلها من الخلايا البشرية. ده معناه إن الجسم الحيواني كان مجرد بيئة نمو أو حاضنة للخلايا البشرية، وده هو الأساس في التجارب دي.
الهدف إننا نوصل في يوم من الأيام لإنشاء عضو كامل من خلايا المريض نفسه، بحيث يتزرعله من غير ما الجسم يرفضه، لأنه أصلاً مصنوع من خلاياه.
هل التجربة دي ممكن تتكرر؟
آه طبعًا. العلماء بيقولوا إن اللي حصل ده مجرد خطوة أولى، وفي خطوات جاية كتير. المرة الجاية ممكن تكون أطول، ممكن تكون في أعضاء تانية، أو ممكن نقدر نطوّر طرق لتقليل أي مشاكل محتملة من دمج خلايا بشرية في جسم حيوان.
بس كله لازم يتم تحت رقابة، وبتخطيط علمي وأخلاقي واضح جدًا، لأن أي خطوة غلط ممكن تسبب مشكلة.
هل ده معناه إننا ممكن نزرع أعضاء في الحيوانات؟
ده الحلم الكبير. لو التجارب كملت بنفس النجاح، ممكن نقدر ننتج أعضاء زي القلب، الكلى، الكبد… من خلايا المريض نفسه، جوا أجسام حيوانات. وبعد كده نزرعها في المريض، وجسمه يتقبلها كأنها جزء منه، لأنه فعلاً كده.
الميزة الكبيرة هنا إننا هنتفادى كل مشاكل “رفض الجسم” اللي بتحصل في زراعة الأعضاء حاليًا.
هل في مخاوف من الموضوع ده؟
آه، في كتير. بعض الناس شايفين إن فيه تعدّي على طبيعة الكائنات، أو فيه لعب في الجينات ممكن يخرج عن السيطرة. وفيه تخوفات من انتقال فيروسات حيوانية للبشر، أو إن يحصل خلل في تكوين الجنين، أو إن الخلايا البشرية تروح لأماكن مش المفروض تروح لها في جسم الحيوان.
علشان كده، المجتمع العلمي ماشي بحذر، وكل تجربة بيتم مراجعتها كويس جدًا.
هل التجربة دي حصلت قبل كده؟
فيه تجارب مشابهة حصلت، زي زرع خلايا بشرية لتكوين كُلى داخل خنازير، ونجحت، بس القلب ده حاجة حساسة جدًا. وده أول مرة يتم تكوين هيكل قلب بشري داخل جنين حيوان ويستمر بالنبض الطبيعي لحد 21 يوم.
يعني دي نقلة نوعية في المجال ده، والعلماء شايفين إنها خطوة مهمة جدًا لمستقبل زراعة الأعضاء.
طيب وإيه الخطوة الجاية؟
الخطوة اللي بعد كده ممكن تكون:
– تجربة لفترة أطول بشروط معينة
– تكوين أعضاء أكتر من خلية بشرية واحدة
– تحسين نوعية الخلايا واستخدام تقنيات أحدث
– تجربة نفس الفكرة في أجنة أنواع تانية من الحيوانات
وفي الآخر، الهدف هو: إنتاج عضو بشري كامل وآمن، يشتغل في جسم المريض بدون مشاكل.
إيه رأي الناس في الموضوع ده؟
الآراء منقسمة. في ناس شايفة إن ده إنجاز عظيم وممكن ينقذ ملايين، وناس تانية متخوفة وبتقول “لعب في خلق ربنا”. وفيه ناس مش فاهمة أصلاً الموضوع، فحاسين إنه مرعب أو غريب.
لكن الحقيقة إن كل تطور علمي كبير كان في الأول غريب، وبعدين الناس فهمته واستفادت منه. المهم يكون فيه شفافية، رقابة، وتطبيق أخلاقي.
طب ورأي الدين؟
الموضوع معقّد. بعض رجال الدين بيشوفوا إن لو الغرض هو إنقاذ حياة إنسان، وبشروط واضحة، ممكن يكون جائز. وناس تانية شايفة إن دمج خلايا بشرية في حيوان فيه تعدي على طبيعة الإنسان.
وعلشان كده، لازم يكون فيه لجان مشتركة من علماء دين وأخلاق وطب، علشان يناقشوا كل تجربة قبل ما تتنفذ.
هل ده ممكن يحصل في مصر أو الدول العربية؟
الموضوع محتاج إمكانيات علمية وتقنية كبيرة، وتمويل، وقوانين تشريعية. لكن مفيش حاجة مستحيلة، خصوصًا لو فيه شراكات علمية مع مؤسسات دولية، ودعم حكومي.
مصر عندها علماء وأطباء كبار جدًا، ولو اتفتح باب البحث ده بشكل آمن وأخلاقي، ممكن نبقى جزء من التطور ده.
الخلاصة: هل الموضوع يستحق المتابعة؟
أكيد. إحنا بنتكلم عن تجربة ممكن تغير شكل الطب في العالم كله. تخيّل بس إنك تقدر تنقذ مريض على وشك يموت، لأنك زرعتله عضو من خلاياه. مش بس هتنقذه، ده هتجنّبه كل مشاكل الرفض والمضاعفات.
بس لازم نتابع التجربة دي بحذر، ونتأكد إن العلم ما يسبقش الأخلاق. العلم مهم، بس أهم منه يكون في خدمة الإنسان، مش فوقه.