اخبار

ارتفاع عدد ضحايا عقار الزقازيق المنهار إلى 5 بعد انتشال جثة شاب

تشهد مصر بين الحين والآخر حوادث مؤسفة لانهيار بعض المباني القديمة أو المخالفة، لتكشف تلك المآسي عن حجم الخطر الذي يهدد حياة السكان في كثير من المناطق. ومع تكرار هذه الوقائع تتزايد التساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء الانهيارات، والمسؤولية الملقاة على عاتق الجهات المعنية، فضلًا عن دور الأهالي في متابعة سلامة منازلهم. كما تبرز أهمية الصيانة الدورية وإجراءات الأمان التي قد تنقذ الأرواح قبل فوات الأوان، مما يجعل الحديث عن هذه القضية أمرًا ضروريًا لفهم أبعادها وطرق الوقاية منها.

ارتفاع عدد ضحايا عقار الزقازيق المنهار إلى 5 بعد انتشال جثة شاب

شهدت مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية مأساة جديدة بعد انهيار عقار قديم مكون من أربعة طوابق، حيث ارتفع عدد الضحايا إلى خمسة أشخاص عقب انتشال جثة الشاب محمد طارق البالغ من العمر 26 عامًا من بين الأنقاض. الضحايا شملت زوجة وأبناءها، إلى جانب سيدة أخرى وشيف بأحد المطاعم الموجودة أسفل العقار. كما أصيب سبعة أشخاص آخرين بإصابات متفرقة نُقلوا على إثرها إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم. الحادث أثار حالة من الحزن والقلق بين الأهالي، خاصة وأن العقار المنهار كان مأهولًا بالسكان.

جهود الإنقاذ

فور وقوع الحادث، دفعت قوات الحماية المدنية بعدد كبير من سيارات الإسعاف والإطفاء للمشاركة في جهود الإنقاذ. حيث تم الدفع بعشر سيارات إسعاف وثلاث سيارات إطفاء وسيارة إنقاذ بري للعمل على سرعة التعامل مع الموقف. فرق الإنقاذ تمكنت من استخراج الضحايا تباعًا من تحت الأنقاض وسط أجواء صعبة. ورغم الجهود المبذولة، ما زال رجال الحماية المدنية يواصلون أعمالهم بحذر شديد تحسبًا لوجود ناجين آخرين. عمليات رفع الأنقاض تتم بطريقة دقيقة للحفاظ على سلامة رجال الإنقاذ ومنع وقوع انهيارات إضافية أثناء البحث.

هوية الضحايا

توالت عملية التعرف على الضحايا الذين لقوا مصرعهم في الحادث، حيث تم انتشال جثة الشيف يوسف متولي البالغ من العمر 50 عامًا والذي كان يعمل بمطعم يقع في العقار المنهار. كما تم العثور على جثة السيدة نجلاء التي كانت تقيم بالطابق الأول، إضافة إلى السيدة حنان محمد البالغة من العمر 51 عامًا، وابنتها بسملة طارق التي لم تتجاوز العشرين عامًا، وأخيرًا الشاب محمد طارق البالغ من العمر 26 عامًا. هذه المأساة تركت أثرًا عميقًا في نفوس ذويهم وأهل المنطقة الذين تابعوا عمليات الإنقاذ لحظة بلحظة.

متابعة المسؤولين

حضر اللواء حازم الأشموني محافظ الشرقية إلى موقع الحادث منذ اللحظات الأولى لمتابعة جهود الإنقاذ والاطمئنان على سير العمل. المحافظ وجه بضرورة توفير كافة أوجه الرعاية للمصابين، وأكد على سرعة الانتهاء من رفع الأنقاض وتحديد أسباب الانهيار بدقة. كما شدد على مراجعة الحالة الإنشائية للعقارات القديمة في المنطقة خاصة بشارع مولد النبي بمدينة الزقازيق لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً. وجود المسؤولين في موقع الحادث ساعد على تسريع الإجراءات وضمان التنسيق بين كافة الجهات المعنية.

الأسباب العميقة وراء انهيار المباني في مصر

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى انهيار المباني في مصر، ولعل أبرزها انتشار البناء العشوائي دون الحصول على تراخيص أو إشراف هندسي متخصص، مما يجعل الأساسات والجدران ضعيفة وغير مؤهلة لتحمل الأدوار العليا. كما أن استخدام مواد بناء رديئة أو مغشوشة يضاعف من المخاطر بشكل كبير. بعض أصحاب العقارات يلجؤون إلى إضافة طوابق جديدة بشكل مخالف دون دراسة هندسية وهو ما يزيد الضغط على المبنى. بالإضافة إلى ذلك، فإن ضعف الرقابة من قبل الأجهزة المحلية يؤدي إلى استمرار هذه المخالفات دون تدخل حاسم مما يفاقم الأزمة.

من المسؤول عن سلامة المباني ضرورة رقابة فعّالة

مسؤولية الحفاظ على سلامة المباني تقع على عاتق أكثر من طرف، في مقدمتهم المحليات التي ينبغي أن تتابع أعمال البناء وتمنع المخالفات منذ بدايتها، وكذلك الحكومة التي يقع على عاتقها إصدار التشريعات وتطبيقها بصرامة. كما يتحمل أصحاب العقارات جزءًا من المسؤولية عبر الاهتمام بالصيانة الدورية والتأكد من سلامة البنية التحتية للمبنى. المباني الخرسانية لها عمر افتراضي محدد قد يصل إلى مئة عام، وبعد هذه المدة ينبغي مراقبتها بجدية أو ترميمها أو حتى إزالتها تمامًا حفاظًا على أرواح السكان.

متى ينبغي أن يهدم المبنى بدلًا من ترميمه

هناك آلاف المباني القديمة في مصر التي أصبحت آيلة للسقوط ولا يجدي معها الترميم، بل تحتاج إلى الإزالة الفورية. هذه المباني تمثل خطرًا داهمًا على حياة قاطنيها وجيرانها، خاصة أن الكثير منها يتجاوز عمره الافتراضي ولا يتمتع بأي أعمال صيانة أو متابعة. بعض الخبراء يؤكدون أن المبنى عندما يظهر عليه تصدعات شديدة أو يميل عن وضعه الطبيعي أو تتآكل أساساته يصبح من الضروري إخلاؤه فورًا. لذلك فإن تحديد العمر الزمني للعقار ومتابعة حالته بشكل دوري أمر ضروري للحفاظ على الأرواح.

لماذا نركز على الصيانة الدورية

الصيانة الدورية للمباني تعد خط الدفاع الأول ضد حوادث الانهيار، فالكثير من العقارات تنهار بسبب مشكلات بسيطة مثل تسرب المياه إلى الأساسات أو تآكل الحديد داخل الأعمدة والجدران. هذه المشكلات لو جرى التعامل معها مبكرًا لكان من الممكن إنقاذ المبنى وتفادي الكارثة. غياب الصيانة يجعل التصدعات تتسع مع مرور الوقت حتى تصل إلى مرحلة الخطر. بعض الملاك يتجاهلون أعمال الإصلاح لارتفاع تكلفتها، بينما يرفض المستأجرون الإنفاق عليها، مما يترك العقار في حالة تهالك متزايدة حتى يصبح غير صالح للسكن.

نصائح عملية لحماية المنازل القديمة من الانهيار

من المهم أن يخضع أي مبنى قديم لفحص دوري من قبل مهندسين متخصصين للتأكد من سلامة الأساسات والجدران ونظم الكهرباء والسباكة. كما يجب على السكان عدم القيام بأي تعديل إنشائي أو توسعة دون الرجوع إلى مهندس مختص، فالكثير من المباني القديمة لا تتحمل أي تغيير. كذلك من الضروري مراقبة أي علامات خطر مثل الشروخ الكبيرة أو تساقط أجزاء من الحوائط أو الأسقف. ويمكن أيضًا تعزيز سلامة المبنى عبر معالجة تسربات المياه وإصلاحها فورًا قبل أن تؤثر على الأعمدة والأساسات وتسبب تآكلها.

خطوات ضرورية بعد الحوادث أو عند تجديد المباني

في حالة تعرض مبنى قديم لحادث أو الرغبة في تجديده، يجب أولًا تأمين الموقع بالكامل لحماية المارة والعاملين عبر وضع إشارات تحذيرية وحواجز مناسبة. ثم ينبغي الاستعانة بمهندسين متخصصين لإجراء مسح شامل للمبنى والكشف عن حالته وتحديد ما إذا كان يحتاج إلى ترميم أو هدم. قبل البدء في أعمال الهدم يجب التأكد من خلو المبنى من أي مواد ضارة أو غازات سامة قد تعرض العمال للخطر. كما ينصح باستخدام معدات السلامة والتقنيات الحديثة في عمليات الترميم والهدم لتقليل احتمالية وقوع إصابات.



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى