قصص إثارة وغموض

تحقيقات المفتش عمر قضية (الشحات المتسول)

كان أستاذ أكرم وليد جار لينا في بيت الزوجية، وللأسف هو شخص مدمن للممنوعات، كان شخص محترم في يوم من الأيام.

في يوم من الأيام كان وقت النوم أما سمعنا صوت جرس الباب.

قالت مراتب مروة بقلق وهي بتتعدل على كرسيها: معقولة يكون مريض في الوقت ده!

مقالات ذات صلة

فتح الخادم الباب وإتكلم مع حد، ثواني ولقينه باب الأوضة بيتفتح ودخلت ست كانت حاطه إشارب على وشها وقالت: أسفة جداً إني جيتلكم في وقت متأخر زي ده، أول ما شافت مراتي مروة جريت عليها ورمت نفسها بين دراعها وهي بتبكي وتقول: أنا في مشكلة كبيرة ومحتاجة مساعدتكم.

رفعت مراتي الإشاب اللي على وشها وقالت: اوه، ديه كريمة مرات أكرم، أنا ما كنتش عارفة إنتي مين أول ما دخلتي.

الضيفة: ما كنتش عارفة أعمل إيه عشان كده جيتلكم على طول.

مروة: إحنا مبسوطين جداً إن إحنا شفناكي، دلوقتي أجيبلك ميه وعصير، وبعد كده أحكيلنا إيه اللي حصل، تحبي إن إحنا نتكلم لوحدينا؟

الضيفة: لأ أنا محتاجة رأي الدكتور أحمد ومساعدته برضو، الموضوع يخص أكرم هو ما رجعش البيت من يومين وأنا مرعوبة عليه.

ما كانتش ديه المرة الأولى اللي مدام كريمة تشتكيلنا من العادات السيئة لجوزها، كانت مدام كريمة ومراتي مروة أصدقاء في المدرسة.

سألت: طيب إنتي تعرفي هو بيروح فين؟

الضيفة: أيوه ممكن يكون موجود في البار الدهبي اللي موجود جنب النهر في شارع رشيد، هو بيروح هناك كتير بس أول مرة يغيب يومين.

أنا كنت أعرف أكرم وكنت دكتوره، وأعتقد إني أقدر أثر عليه وأرجعه معايه.

قلت: أنا هروح للمكان ده، ولو هو موجود فيه هرجعه للبيت خلال ساعتين.

دقايق وكنت سبت البيت وركبت عربية لشارع رشيد، شوية ولقيت نفسي قدام البار الذهبي… طلبت من سواق العربية إنه يستناني، نزلت سلالم البار… كان صعب إن أنا أشوف في وسط الدخان الكثيف اللي مالي المكان… بعض الأشخاص قاعدين ساكتين وبيخدوا الممنوعات، وأشخاص تانية بيتكلموا مع بعض.

كان في نهاية الاوضة في دفاية وجواها نار صغيرة، كان قدامها راجل عجوز رفيع وطويل تاني ركبته، وضممها على صدره وقاعد يبص للنار.

قرب واحد من اللي شغالين في المكان بيعرض عليه خدماته.

قلت: لأ شكراً أنا مش جايه علشان أقعد، في صديق هنا إسمه أكرم وليد عايز أكلمه لو سمحت.

واحد من الأشخاص اللي كانوا موجودين إتعدل فجأة، وقدرت إني أعرفه، ده أكرم وشه باهت، هدومه مش مضبوطة، عيونه تايهة.

أكرم: أحمد!! قولي هي الساعة كام؟

قلت: الساعة 11:00 بالليل.

أكرم: يوم إيه؟

قلت: يوم الجمعة 19 في الشهر.

أكرم: يا الله… كنت فاكر إنه يوم الأربعاء.

قلت: لأ النهاردة الجمعة، ومرتك بقلها يومين مستنياك وقلقانة عليك جداً.

أكرم وهو بيبكي: أنا كنت متخيل إني قعدت هنا كام ساعة بس، بس أنا هرجع للبيت معاك مش عايز مراتي المسكينة تقلق عليه، ساعدني مش هقدر أقوم لوحدي، إنت جيت بعربية؟

قلت: أيوه مستنيانا بره.

أكرم: كويس، أعتقد إنهم ليهم عندي فلوس، أدفعها يا أحمد.

وأنا بحاول إني أدور على الشخص المسؤول حسيت إن في حد لمس إيدي… كان الراجل الطويل اللي جنب النار، كان راجل عجوز ظهره متني وشكله مريض وتعبان… فجأة لقيته بيبتسملي، إيه ده… ده صديقي عمر!!

قلت بصوت واطي: عمر إيه اللي بتعمله في مكان زي ده؟

عمر وهو بيهمس: إتكلم بصوت بالراحة، إنت عارف إن ليه ودن قوية، مشي صاحبك ده، عايز أتكلم معاك.

قلت: في عربية مستنياني بره.

عمر: خلاص خليها تنقله للبيت، وإدي للسواق رسالة لمراتك قولها إنك معايا، إستناني بره خمس دقايق وهكون عندك.

دقايق وكنت كتبت رسالتي لمراتب ودفعت فلوس أكرم، وساعدته إنه يركب العربية… شوية وخرج عمر من البار الذهبي ومشينا مع بعض… في الأول فضل ماشي بطريقة غير منتظمة وظهره متني، بس بعد شوية إتعدل وضحك ضحكة بصوت عالي.

عمر: أوعى تتخيل يا صديقي أحمد إني رحت هناك عشان الممنوعات.

قلت بدهشة: أنا فعلاً مستغرب إني ألاقيك في مكان زي ده.

عمر: أنا كمان أستغربت جداً لما شفتك هناك.

قلت: رحت علشان أدور على صديقي أكرم.

عمر: وأنا كنت هناك عشان ألاقي مجرم.

قلت: مجرم!!

عمر: أيوه يا أحمد أنا شغال على تحقيق، وعندي إعتقاد إن أستاذ نور سعيد كامل، دخل البار الذهبي وما خرجش منه عايش، في باب في ظهر البار بيتفتح على النهر… وأنا أظن إن فيه كتير من الناس انتهت حياتهم هناك، واترمت أجسامهم من الباب ده في النهر… لو كانوا كشفوني هناك كان الراجل الشرير اللي بيمتلك المكان أنهي حياتي أنا كمان.

ممكن أكون جمعت بعض المعلومات من الأشخاص اللي كانوا بيتكلموا هناك، فجأة عمل عمر صفارة عالية وقال: أعتقد إن العربية موجودة هنا.

وجاتله صفارة من بعيد وبعد كده شفنا عربية بتقرب علينا، عمر وهو بيركب العربية: هاه يا صديقي هتيجي معايا؟

قلت: إذا كان وجودي مفيد.

عمر: طبعاً دايماً الصديق وجودة بيبقى مفيد، وفي أوضتي في بيت عايلة سعيد كامل في سموحة.

سألت: إنت قاعد في بيت عيلة سعيد كامل؟

عمر: أيوه أنا قاعد هناك وبشتغل على التحقيق، يلا في الطريق أحكيلك التفاصيل.

في أول الطريق فضل عمر ساكت فترة، كنت مستني علشان يبدأ يحكيلى.

في الآخر قال عمر: مش عارف أقول إيه لمدام سعيد كامل اللي هتبقى مستنياني على الباب، ومستنية أي أخبار عن زوجها أستاذ نور سعيد كامل.

بدأ عمر يحكي: أستاذ نور سعيد كامل عايش قريب مني من خمس سنين، خد بيت كبير، وعاش عيشة راجل غني، بعد فترة بقاله اصحاب من الجيران.

من سنتين إتجوز وخلف ولدين، كان أستاذ نور سعيد كامل تاجر، كل يوم الصبح بيخرج عشان يركب قطر خمسة وربع… لو كان عايش كان هيبقى عندي 37 سنة… هو زوج وأب كويس… كل الناس بتحبه، عليه ديون 88 جنية بس حسابه في البنك 220 جنية، عشان كده مستبعد إن يكون في أي مشاكل مادية.

يوم الإثنين اللي فات خرج للشغل بدري عن المعتاد، قال إن عنده عمل مهم في اليوم ده، وقال كمان إنه هيشتري لإبنه صندوق مكعبات تاني.

في نفس اليوم وصل لمراته رسالة من شركة شحن، إن في شحن كانوا طالبينه وصل لمكتب الشركة، والشركة ديه موجودة في شارع جانبي من شارع رشيد، المكان اللي لقيتني فيه النهاردة.

بعد ما مدام سعيد كامل إتغدت، ركبت القطر، وأشترت بعض الحاجات، وبعد كده راحت لمكتب شركة الشحن.

لما وصلت كانت الساعة 4:30، مشيت في شارع رشيد، لإن ما كانش في عربيات فاضية.

فجأة سمعت صوت صرخة، ولقت زوجها بيبصلها من شباك في الدور الأول، وكان تقريباً يشاور لها، كإنه عايزها تطلع.

كان الشباك مفتوح وشافت وش زوجها كويس، كان شكله قلقان ومرعوب، وهي لاحظت إن هو مش لابس قميصه والجرافته… بس كان لابس الجاكيت بتاعة اللي كان نازل بيه الصبح، وبعد كده أتفاجات كإن في حد بيشده من ورا الشباك.

حست مدام سعيد كامل بإن زوجها في خطر، جريت علشان تدخل من الباب الرئيسي، وكان هو ده باب البار الدهبي.

نزلت السلالم ودخلت الباب وحاولت إنها تطلع على السلالم اللي بتودي للدور الأول… بس الشخص المالك للمكان منعها إن هي تطلع وخرجوها بره المكان.

جريت بسرعة للشارع الرئيسي وهناك لقيت رجال شرطة طلبت منهم المساعدة، وراحوا بسرعة ودخلوا بالقوة للبار الذهبي.

 بس لما وصلوا للاوضة اللي في الدور الأول ما لقوش أستاذ نور سعيد كامل، وكان في شخص موجود في الاوضة اللي في الدور الأول لقوا شخص أعرج شكله بشع…حلف مالك البار الذهبي والشخص الأعرج ده إن مكنش فيه أي حد موجود في الاوضة.

 الأول أعتقد رجال الشرطة إن مدام سعيد كامل بيتهيألها، إلا إن مدام نور كانت متأكدة من اللي شافته، ولما بصت في المكان لقت الصندوق الخشب اللي على الترابيزة هي كانت عارفة جواه إيه، جواه لعبة المكعبات اللي قال زوجها إنه هيجيبها لإبنه الصغير النهاردة.

في الوقت ده فتش رجال الشرطة الاوضة، ولقوا تفاصيل كتير.

كان المكان ده مكون من أوضتين، أوضه بتطل على الشارع والاوضة التانية بتطل على النهر، وكان الجزء ده من النهر بيتأثر بعوامل المد والجزر يعني أوقات تكون الميه مرتفعة وأوقات تكون منخفضة ويظهر قاع النهر.

اليوم ده كان النهر مرتفع، وكان فيه دم على الشباك، ونقط دم برضو على الأرض في أوضه النوم… ورا الستارة في الاوضة اللي بره لقوا كل لبس أستاذ نور سعيد كامل، إلا الجاكيت اللي هي شافته لابسه… لقوا جزمته، وشرابه، وطاقيته، وساعة إيده، كل حاجة، ما كانش في أي إحتمال إلا إنه يكون خرج من الشباك.

تم إستبعاد المالك للبار الذهبي لإن مدام سعيد كامل شافته لما منعها إنها تطلع الدور الأول عشان كده استبعدوه إن يكون مسؤول عن أي جريمة… وهو قال إنه ميعرفش أي حاجة عن اللبس ده اللي موجود في أوضه الأعرج… وده ما يتركش قدامنا غير طريق واحد هو الأعرج اللي إسمه هاني اللي كان آخر واحد شاف أستاذ نور سعيد كامل.

الأعرج اللي إسمه هاني شحات معروف، على طول بيقعد في الشارع اللي جنب البنك، بيحط قدامه مناديل وعلب كبريت كإنه بيبيعها… على طول الطاقية بتاعته الجلد جنبه والناس بتحطله فيها الفلوس المعدنية.

أنا شفته أكثر من مرة وذهلت من كمية الفلوس اللي الناس بترميهاله… شكله مش طبيعي وشه باهت، شعره طويل أحمر، عينيه بني، عنده الشفه العلوية ملوية نتيجة حادثة… هو مشهور بجمله وكلماته ومزحاته الذكية مع رجال الأعمال اللي بيعدوا عليه.

سألت: إزاي شخص أعرج يقدر إنه ينهي حياة شاب بصحة جيدة زي أستاذ نور؟

عمر: يمكن يكون هاني ظهره متني وشكله بشع، بس عنده قوة كبيرة… لما كان البوليس بيفتشوا لقوا نقط دم على قميصه ،بس هو قالهم إن السبب جرح في صباعه، وقال كمان إن الدم اللي على الشباك والأرض برضو من صباعه… وأنكر تماماً إن يكون شاف أستاذ نور، وإن اللبس اللي موجود في أوضته هو مش عارف عنه حاجة، أخذ البوليس هاني للقسم.

لما مستوى ميه النهر قل، دور البوليس على جسم أستاذ نور، بس هما مالقوش غير الجاكيت بتاعه اللي كانت جيوبه مليانة بالعملات المعدنية.

أعتقدت الشرطة إنه ممكن يكون الجسم سبح بعيد، ممكن يكون الأعرج هاني زق أستاذ نور من الشباك، وكان ناوي إن هو يرمي لبسه… بس عشان يتأكد إن الملابس هتغرق في النهر حط في جيوب الجاكيت العملات المعدنية عشان تغطس وما تبقاش طافية على النهر… وممكن كان هيعمل نفس الحاجة مع بقية اللبس، إلا إن الشرطة جت فجأة فقفل الشباك بسرعة.

كان الأعرج هاني شحات من سنين، كان بيعيش في سلام ملوش أي مشاكل مع الشرطة.

اللي لازم أعمله دلوقتي إني أعرف أستاذ نور كان موجود في البيت ده ليه؟ وإيه اللي حصله بعد كده؟ وهو فين دلوقتي؟ وإيه علاقة الشحات هاني بإختفائه؟

عمر: شايف النور اللي هناك ده بين الأشجار، هو ده بيت نور سعيد كامل، هناك في ست حزينة زمانها دلوقتي بتسمع صوت العربية وبتجري على الباب عشان تستقبلنا وتسألنا عن أخبار زوجها.

وصلت العربية للممر اللي قدام البيت، إتفتح الباب الأمامي للبيت وطلعت منه ست جميلة، شعرها أصفر، لابسه فستان حرير.

ممكن تكون إعتقدت للحظة إن أنا جوزها المختفي.

سألت: في أخبار كويسة؟

عمر: لأ ما فيش أخبار.

قالت: بس برضو ما فيش أخبار سيئة؟

عمر: لأ.

مدام نور: طب أتفضل أدخل أكيد إنت تعبان بعد اليوم الطويل ده.

عمر: ده صديقي دكتور أحمد، كان مفيد ليه في تحقيقات كتير، قابلته النهاردة بالصدفة ودعوته إنه يجي معايه.

مدام نور وهي بتسلم عليه: أهلا وسهلاً، أنا سعيدة إني شفتك.

دخلنا لأوضة السفرة، وكانت السفرة مليانة بالأكل.

مدام نور: دلوقتي يا أستاذ عمر، أنا عندي ليك سؤال أو إثنين، وعايزه أسألك وأتمنى إن إنت تجاوب بكل صدق.

عمر: أكيد يا مدام نور.

مدام نور: أنا عايزة رأيك بصراحة، هل إنت شايف إن جوزي نور لسه عايش؟

إتحرك عمر ورجع بكرسيه لورا، وكإن عمر مش عايز يجاوب على السؤال ده.

قال عمر أخيراً: للأسف أنا ما اعتقدش ده.

مدام نور: يعني إنت متخيل إنه هو ميت؟

عمر: أعتقد.

مدام نور: وإن في حد أنهى حياته؟

عمر: يمكن… مش عارف لسه.

مدام نور: وفي أي يوم انتهت حياته؟

عمر: يوم الإثنين، 15 يونيو.

مدام نور: وإيه تفسيرك إن الرسالة ديه أنا أستلمتها منه النهاردة الصبح؟

نط عمر من على الكرسي وقال: إيه؟

مدام نور بإبتسامة وهي بترفع ظرف الرسالة: أيوه أنا إستلمت منه النهاردة الصبح رسالة.

عمر: ممكن أشوفها.

مدام نور: إتفضل.

خد عمر الظرف بسرعة وحطة على الترابيزة، بدأ يفحصه بعناية بالغة، بصيت على الظرف كان الظرف شكله رخيص، إتبعت بالبريد النهاردة الصبح بدري.

عمر: الخط اللي مكتوب على الظرف من بره وحش جداً، أكيد ده مش خط جوزك يا مدام نور؟

مدام نور: لأ..الكتابة اللي جوه الرسالة هي اللي بخط جوزي.

عمر: أعتقد إن الشخص اللي كتب العنوان على الظرف ما كانش يعرف عنوانك، وبعد كده عرفه وكتبه.

مدام نور: ليه بتقول كده؟

عمر: شايفة الإسم مكتوب بحبر أسود قوي، وكان في وقت إنه ينشف ببطء… أما العنوان مكتوب بلون رمادي، وده معناها إن الشخص اللي كتب العنوان رمى الرمل على الحبر عشان ينشف بسرعة.

الشخص اللي كتب على الظرف ده من بره كتب الإسم الأول وبعد فترة من الوقت كتب العنوان، والسبب الوحيد لده إنه ما كانش يعرف العنوان، خلينا دلوقتي نشوف الرسالة من جوه… كان في حاجة تاني مع الرسالة.

مدام نور: كان في خاتم الزواج، دبلة نور.

عمر: إنتي متأكدة إن الخط ده خط جوزك نور؟

مدام نور: أيوه أنا واثقة، بس أعتقد إنه كتب الرسالة ديه بسرعة جداً.

وكان المكتوب في الرسالة: مراتي العزيزة، مش عايزك تقلقي كل حاجة هتبقى كويسة، في خطأ بسيط ممكن يحتاج شوية وقت عشان أصلحه، إستنيني، جوزك نور.

إتعدل عمر وهو بيقرأ الرسالة، ياتري الرسالة دية هتحل لغز إختفاء أستاذ نور سعيد كامل.

 

لتكملة القصة اضغط الزر بالاسفل



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى