قصص إثارة وغموض

تحقيقات المفتش عمر قضية (لغز الولد المفقود)

إتميز بيتنا في شارع بغداد بدخول، وخروج شخصيات كتير بس أنا مفتكرش إن في حاجة فاجأتنا، وخضتنا زي الزيارة الأولى لمؤمن محمود الشخص اللي حاصل على كميات كبيرة من الشهادات… قبل ما يدخل دكتور مؤمن قدم بطاقته اللي كانت تعتبر صغيرة مقارنة بكمية الألقاب، والشهادات اللي واخدها.

بعد كده دخل دكتور مؤمن… هو كان ليه هيبة، وإعتزاز بالنفس، وغرور،  وأول حاجة حصلت بمجرد ما دخل الأوضة إنه وقع لما إتخبط في الترابيزة على الأرض، وإتفاجئنا إنه مغمى عليه على سجادة أوضتنا.

وقفنا بسرعة… جري عمر بمخده عشان راسه أما أنا فجبتله عصير… كان وشه مرهق… تحت عينه غامق… كان عنده دقن خفيفة، وكانت الياقة، والقميص مش نضاف، وكان شعره مش متسرح… بشكل عام كانت حالته سيئة.

عمر: هو ماله يا أحمد؟

قلت، وأنا بفحص نبضه: إجهاد شديد… ممكن يبقى جوع، وإجهاد.

عمر، وهو بيشد تيكت من الجيب الصغير للدكتور: دي تذكرة رجوع لقطر… الساعة لسه ما جتش 12، واضح إنه من الأشخاص اللي بتحب الحضور بدري.

بدأ الضيف عينيه تترعش، ويفتحها بهدوء، وبصلنا، وفي لحظة قام واقف من مكانه، وكان مكسوف جداً.

الضيف: أنا أسف على اللي حصل أنا بس كنت تعبان، وضعيف… أعتقد إني هكون أحسن لو شربت عصير… أنا جيت بنفسي عشان أتأكد إنك هترجع معايا يا أستاذ عمر… كنت شاكك لو بعت رسالة إنك متقدرش أهمية القضية.

عمر: لما تبقى كويس نتكلم.

الضيف: أنا بقيت كويس… لو سمحت تيجي معايا القطر الجاي يا أستاذ عمر.

عمر، وهو بيحرك راسه بمعنى لاء: يقدر صديقي دكتور أحمد إن يقولك قد إيه إحنا مشغولين الفترة دي… أنا ماسك قضايا مهمة جداً… مستحيل إني أبعد، وأسيب المدينة في الوقت اللي إحنا فيه… إلا لو كان الأمر مهم جداً.

الضيف بسرعة: الأمر مهم فعلاً يا أستاذ عمر… إنت مسمعتش عن خطف الإبن الوحيد لإبراهيم  باشا؟

عمر: إيه؟! إبراهيم محمد باشا؟

الضيف: أيوه… إحنا حاولنا إننا نخفي الموضوع عن الجرايد بس إمبارح بالليل نشر جرنان عن الحادثة، وكنت أظن أنك سمعت عن الخبر.

مد عمر إيده، ومسك المجلد الخاص بالسير اللي هو عامله، وخرج حرف الألف، وبدأ يقرأ: إبراهيم باشا الأبن السادس… مستشار ملكي… كمان هو تولى منصب كذا، وكذا… قد إيه القايمة بتاعته طويلة… إتجوز من هانم كذا سنة 1888… ليه إبن وحيد هو توفيق… إبراهيم باشا عنده 250 ألف فدان بالإضافة للعديد من المناجم، والمحاجر… عايش في قصر في الجزيرة… كان قائد للقوات البحرية سنة 1874… واضح إن الشخص ده ليه إنجازات كبيرة جداً.

الضيف: والأهم من كده يا أستاذ عمر إنه شخص غني جداً… هتقدر تتعامل معاه بشكل مريح في المسائل المادية… خليني أقولك إن الباشا عمل مكافأة شيك ب 5000 ألف جنية للي يقوله مكان إبنه فين، و 1000 جنية للي يقول إسم الشخص، أو الأشخاص اللي خطفوه.

عمر: مكافأة مغرية أعتقد إن إحنا هنروح مع الدكتور مؤمن يا أحمد… دلوقتي يا دكتور لو سمحت بعد ما تخلص العصير بتاعك أرجوك تحكيلي إيه اللي حصل؟ وإمتى؟ وإزاي حصل؟ وإي علاقة الدكتور مؤمن المدرس في المدرسة الإعدادية بالموضوع… وليه جيتلي بعد تلات أيام عشان تطلب مساعدتي، وبالمناسبة أنا عرفت التاريخ من حالة دقنك.

خلص الضيف كوباية العصير، وقطعة الكيكة، ورجع الدم ينور في خدوده، وبدأ يهيئ نفسه عشان يحكي اللي حصل.

الضيف: لازم أقولكم الأول إن المدرسة دي أنا اللي أنشأتها، وأنا اللي بقوم بإدارتها… المدرسة دي هي أفضل مدرسة بدون إستثناء… موجود فيها مجموعة كبيرة جداً من أولاد الأشخاص أصحاب المستوي عالي.

حسيت بالفخر الشديد لما السكرتير الخاص بإبراهيم باشا قالي إن توفيق الصغير اللي عنده 10 سنين، والوريث الوحيد عايز ينضم للمدرسة بتاعتي، ومكنتش أعرف إن دي بداية الكارثة.

وصل الولد أول شهر مايو كان ده بداية الفصل الدراسي… كان الولد كويس، وإتعلم بسرعة النظام… أقدر أقولك إنه مكانش مبسوط في بيته، وأتمنى إن متكونش ملاحظتي خيانة للأمانة… إلا إن أي إخفاء للمعلومة ممكن يكون غلط.

كان معروف إن الحياة الزوجية للباشا مكانتش كويسة، وإنتهى الموضوع بإنفصال لطيف بين الزوجين.

دلوقتي الهانم عايشة في بلد تانية، والكلام ده حصل من فترة قليلة، وكنت عارف إن الولد الصغير مرتبط إرتباط شديد بأمه لدرجة إنه حصلتله حالة من الإكتئاب بعد ما هي مشيت، وعشان كده إبراهيم باشا بعته للمدرسة بتاعتي.

خلال أسبوعين كانت الأمور كويسة مع الولد، وكان مبسوط جداً… آخر مرة الولد إتشرف فيها يوم 13 مايو بالليل… يعني كان يوم الإتنين اللي فات.

كانت أوضته في الدور التاني، وبيتم الوصول للأوضة من خلال أوضة تانية أكبر منها بينام فيها مجموعة من الأولاد… إلا إن الأولاد دول قالوا إنهم ما سمعوش، ولا شافوا أي حاجة، وده معناه إن الطفل توفيق مخرجش من الطريق ده.

كان الشباك بتاعه مفتوح، ومن بره في شجرة كبيرة قريبة من شباكه… مقدرناش نلاقي أي آثار أقدام على الأرض إلا إن هو ده المكان الوحيد اللي يقدر يخرج منه.

إكتشفنا إنه مش موجود الساعة 7:00 يوم التلات الصبح، وإكتشفنا إنه نام الليلة اللي فاتت في سريره، ولبس لبسه كامل قبل ما يمشي، وكان الزي الرسمي للمدرسة جاكيت أسود قصير، وبنطلون رمادي غامق.

ملقيناش أي أثر لدخول حد الأوضة، ومكانش فيه أي صريخ، ولا أي مقاومة، وإلا كان الولد كاظم سمع، وهو ولد كبير بينام في الأوضة اللي جوه، وهو نومه خفيف جداً.

لما إبراهيم باشا إكتشف بإختفاء إبنه فتش في كل مكان في المبنى… فتش عن الأولاد، والمدرسين، والخدم.

وقتها عرفنا إن الباشا الصغير ما هربش لوحده إحنا لقينا كمان المدرس يحيي هو كمان مش موجود، وأوضته في الدور التاني من الناحية التانية من المبنى… بس شباك أوضته في نفس ناحية الولد الصغير.

لقينا إن هو كمان نام على سريره إلا إنه خرج من غير ما يلبس لبسه الكامل… فإحنا لقينا القميص، والشراب مرمي على الأرض… أكيد هو نزل من الشجرة، ولقينا آثار أقدامه تحت الشجرة في الجنية… كمان العجلة بتاعته مكانتش موجودة.

أستاذ يحيي شغال في المدرسة من سنتين، وكان بيتميز بأفضل الشهادات الأكاديمية… إلا إن كان من عادته إنه دايماً ساكت، ومكشر… كانوا الأطفال، والمدرسين مش بيحبوه… للأسف ملقيناش أي أثر للولد، والمدرس.

يوم الخميس فضلت الأمور زي ما هي، وطبعاً حصل تحقيقات كبيرة في قصر إبراهيم باشا فهو بعيد عن المدرسة بكام كيلو.

إعتقدنا إن الولد الصغير ممكن يكون أبوه وحشه فقرر يرجع للبيت… بس هما مسمعوش عنه أي حاجة… طبعاً إبراهيم باشا متضايق جداً… أما أنا فإنتم شفتم بنفسكم كمية التعب، والإرهاق اللي أنا فيها… أنا عملت كل اللي أقدر عليه يا أستاذ عمر أرجوك تساعدني معتقدش إن في قضية مهمة أكتر من القضية دي.

سمع عمر كلام الضيف بإهتمام، وإنتباه شديد… كانت حواجب عمر مضمومة، ودي أكتر حاجة بتدل على تركيزه، وتفكيره العميق… أعتقد إن عمر إهتم بالأمر بسبب حبه دايماً للأمور الغير طبيعية، والصعبة، وطبعاً المكافأة الكبيرة، وعشان كده خرج المفكرة بتاعته، وكتب ملاحظة، أو إتنين بسرعة.

عمر: إنت غلطت إنك ما جيتليش قبل كده… أنا كده هبدأ تحرياتي، وفي مشكلة كبيرة عندي .. مثلاً إزاي هقدر أستنتج حاجة من الشجرة، والجنينة بعد المدة دي.

الضيف: الموضوع مش بإيدي يا أستاذ عمر إبراهيم باشا كان مصر إن محدش يعرف أي حاجة مكانش حابب إن الأمر يوصل للناس.

عمر: هل الشرطة قامت بتحرياتها بشكل رسمي؟

الضيف: أيوه يا أستاذ بس للأسف كانت بدون فايدة… كان في خيط قوي، وهو إنه تم التبليغ إنهم شافوا راجل شاب، وولد صغير خارجين من المحطة، وراكبين قطر الصبح بدري.

إمبارح عرفنا إنهم كانوا وراهم لحد أسيوط بس إكتشفوا إنهم ملهمش علاقة بالموضوع، وبعد ما كان في أمل رجعنا تاني لنقطة الصفر، وجيتلك بسرعة في أول قطر بعد ليلة كئيبة، وطويلة.

عمر: أعتقد إن عملية البحث، والتحريات قلت خلال المدة اللي راقبتم فيها الأشخاص المزيفين؟

الضيف: لاء هي وقفت تماماً.

عمر: يعني ضيعتوا تلات أيام… إنتم مقدرتوش تعالجوا الأمر بأسلوب كويس.

الضيف بيأس: أيوه يا أستاذ عمر، وأعترف بده.

عمر: ورغم كده لسه في أمل… هكون مبسوط لو مسكت القضية… هل قدرت تلاقي علاقة بين الولد الصغير، والمدرس؟

الضيف: لاء ملقيناش أي حاجة.

عمر: هل الولد تلميذ للمدرس ده؟

الضيف: لاء، ومتكلموش مع بعض قبل كده على ما أعتقد.

عمر: شيء غريب… هل كان الولد عنده عجلة؟

الضيف: لاء.

عمر: هل في عجلة تانية إختفت؟

الضيف: لاء.

عمر: إنت متأكد؟

الضيف: أيوه.

عمر: يعني إنت عايز تقول إن المدرس ركب العجلة بتاعته بالليل متأخر، وهو شايل الولد الصغير على دراعه؟

الضيف: أكيد لاء.

عمر: طيب… إيه وجهة نظرك؟

الضيف: ممكن يكون الأمر خدعة، وتضليل… ممكن العجلة تكون مستخبية في مكان، وهما الإتنين مشيوا على رجليهم.

عمر: بس الموضوع مش منطقي… مش كده؟ هل كان فيه عجلات تانية في الكوخ اللي في الجنينة؟

الضيف: أيو كان في درجات تانية.

عمر: مش كان هيبقى من الأفضل لو إختفت دراجتين، وكده يكون التضليل مقنع.

الضيف: أيوه فعلاً.

عمر: أيوه هو ده اللي كان المفروض يعمله، وعشان كده نظرية التضليل مش موجودة… بس النقطة دي ممكن تكون بداية للتحريات… عموماً العجل مش شيء سهل إنك تخبيه، أو تدمره… هل في حد جه لزيارة الولد الصغير اليوم اللي قبل الحادثة؟

الضيف: لاء.

عمر: هل جاتله أي رسايل؟

الضيف: أيوه رسالة واحدة.

عمر: من مين؟

الضيف: من أبوه.

عمر: هل بتفتح رسايل الأولاد؟

الضيف: لاء.

عمر: إزاي عرفت إن الرسالة من أبوه؟

الضيف: بسبب الشعار اللي كان موجود على الظرف… كمان العنوان كان مكتوب بإيد الباشا، وهو خطه مميز… كمان الباشا نفسه قال إن هو كتب الرسالة.

عمر: وهل كان في رسالة قبل الرسالة دي؟

الضيف: أيوه كان في رسالة قبلها بكام يوم.

عمر: هل في رسالة جاتله من البلد اللي فيها أمه؟

الضيف: لاء أبدا.

عمر: أعتقد إنت فهمت وجهة نظري من الأسئلة… فالولد الصغير يا أما إتاخد بالغصب، أو بإرادته، وفي حالة إنه راح بإرادته فأنا أعتقد إن في حاجة دفعته إنه يعمل كده، وبما إنه ما استقبلش أي زوار في الفترة دي فأكيد الدافع ده جاله عن طريق رسالة، وعشان كده أنا لازم أعرف مين اللي كانوا بيراسلوه.

الضيف: أعتقد إن المعلومات في النقطة دي قليلة لإن على حد علمي كل اللي بيبعتله رسايل هو أبوه.

عمر: وهو اللي كان باعتله الرسالة قبل ما يختفي بيوم… هل كانت العلاقة كويسة بين الأب، وإبنه؟

الضيف: الباشا ما بيعملش أي حد بمشاعر لطيفة… فهو دايماً مشغول في الشؤون العامة بس كان دايماً حنين على إبنه بطريقته.

عمر: وبالرغم من ده كان الولد متعلق بأمه جداً؟

الضيف: أيوه.

عمر: وهل الولد اللي قالك كده؟

الضيف: لاء.

عمر: عرفت من إبراهيم باشا؟

الضيف: لاء.

عمر: أمال عرفت إزاي؟

الضيف: كنت إتكلمت مع السكرتير الشخصي إبراهيم باشا… هو إسمه فاروق علي، وهو اللي قالي المعلومات الخاصة بمشاعر الولد الصغير.

عمر: تمام… هل لقيت رسالة إبراهيم باشا لإبنه في الأوضة بعد ما هرب؟

الضيف: لاء يا أستاذ عمر هو أخدها معاه… أعتقد إن جه الوقت إن إحنا نتحرك عشان نلحق القطر.

عمر: وأنا هطلب عربية… خلال ربع ساعة هنكون بدأنا رحلتنا… لو كنت هتبعت تلغراف سريع فمفيش مشكلة لو فضل الناس فاكره إن لسه عملية البحث موجودة في أسيوط، أو في أي مكان تاني.

الوقت ده هبدأ أنا تحرياتي… أكيد لسه فيه أثر يقدر متحريين عواجيز زيي أنا، وصديقي أحمد إنهم يتتبعوه.

نفس اليوم بالليل كنا موجودين في مكان المدرسة المشهورة… كانت الدنيا ضلمت… كان في رسالة على الترابيزة، وقال كبير الخدم حاجة لدكتور مؤمن اللي ظهر على وشه ملامح إنه مضايق.

الدكتور مؤمن: الباشا موجود هنا مع أستاذ فاروق في أوضة المكتب… إتفضلوا معايا عشان أعرفكم عليهم.

طبعاً كان شكل الباشا معروف بالنسبالي إلا إن كان في بعض الإختلاف عن شكله في الحقيقة… كان طويل جداً…ليه هيبة كبيرة… لبسه شيك جداً… وشه ظاهر عليه التعب… مناخيرة طويلة مدببة… بشرته باهته زي الأموات، وكان عنده دقن لونها أحمر، وكان معلق سلسلة جيب دهب.

كان جنبه شاب صغير في السن فهمت إنه السكرتير بتاعه أستاذ فاروق… كان أستاذ فاروق جسمه قليل… ظاهر عليه التوتر، والقلق… عينيه زرقا، وكان هو أول اللي بدأ الكلام بطريقة جادة.

السكرتير فاروق: سمو الباشا مش متقبل فكرة إن الشرطة ما نجحتش.

دكتور مؤمن: بس حضرتك عارف يا أستاذ فاروق…

السكرتير فاروق بصرامة: إنت عارف كويس يا دكتور إن سمو الباشا مش عايز أي فضايح، وإنت عارف كمان إنه ما بيحطش ثقته إلا في عدد قليل من الناس.

دكتور مؤمن: إحنا ممكن نحل الموضوع إن أستاذ عمر يرجع على المدينة في القطر بتاع بكرة الصبح.

عمر بلا مبالاة: لا أنا عجبني الجو هنا، وناوي إني أقضي كام يوم، وإني أشغل وقتي على قد ما أقدر… بس تقدروا تقرروا إذا كنت هقعد في بيتكم، ولا هحجز أوضة في فندق.

كان دكتور مؤمن محتار جداً، وباين عليه القلق، والتوتر… في نفس اللحظة إتكلم سمو الباشا صاحب الدقن الحمرا بصوت قوي، وجاد.

الباشا: أعتقد إن كان من الأفضل إنك تستشرني يا دكتور، وبما إنك قولت السر لأستاذ عمر فهيكون شيء مش مفيد إن إحنا ما نستفدش من مساعدته… شيء يسعدني يا أستاذ عمر إنك تفضل موجود في القصر بتاعي بدل إنك تحجز في فندق.

عمر: شكراً يا سمو الباشا بس أنا أفضل إني أكون موجود في المكان اللي حصلت فيه الحادثة عشان التحريات.

الباشا: زي ما تحب يا أستاذ عمر أنا، وأستاذ فاروق هنبلغك بالمعلومات اللي إنت عايزها.

عمر: أعتقد إن من الأفضل إني أجيلك القصر يا سمو الباشا… أما دلوقتي فأنا عايز أسألك هل كونت وجهة نظر خاصة بحادثة إختفاء إبنك؟

الباشا: لاء يا أستاذ عمر.

عمر: أعذرني لو هتكلم في أمر ممكن يفكرك بشيء محزن بس مقداميش حل تاني… هل تظن إن الهانم ليها علاقة بالموضوع؟ 

ظهر على الباشا التوتر، والقلق، وبعد كده قال: لاء ما اظنش إن ليها علاقة.

عمر: يبقى الحاجة اللي باقية إن الطفل مخطوف عشان فدية مالية… هل في أي حد طلب منك حاجة بالشكل ده؟

الباشا: لاء محصلش.

عمر: سؤال كمان لو سمحت… أنا عرفت إنك بعت رسالة لإبنك اليوم اللي إختفى فيه؟

الباشا: لاء أنا بعتله الرسالة في اليوم اللي قبله.

عمر: بالظبط بس هو ما إستلمهاش في اليوم ده؟

الباشا: أيوه.

عمر: هل كان في الرسالة شيء يدفعه إنه يهرب؟

الباشا: لاء أبدا يا أستاذ عمر.

عمر: هل بعت الرسالة بنفسك؟

إتدخل السكرتير قبل ما الباشا ما يرد، وقال بشكل منفعل: الباشا عمره ما بعت رسايل بالبريد بنفسه… هو حط الرسالة مع رسايل تانية على المكتب، وأنا اللي حطيتها في البريد بنفسي.

عمر: هل أنت متأكد إن الرسالة دي كانت ما بينهم؟

السكرتير: أيوه أنا شفتها.

عمر: كام رسالة كتبتها سموك في اليوم ده؟

الباشا: كتبت 20، أو 30 رسالة… بس الموضوع مش بعيد عن القضية؟

عمر: مش بالضبط.

الباشا: أنا بلغت الشرطة إنها تركز تحرياتها في جنوب البلد اللي فيها الهانم… زي ما قلت قبل كده إني ما اعتقدش إن الهانم ممكن توافق على تصرف زي ده… بس الولد الصغير بيسمع آراء الأشخاص التانية حتى ولو غلط… فممكن يكون هرب مع المدرس اللي ساعده، وحرضه…. دلوقتي إحنا هنرجع للقصر يا دكتور مؤمن.

كنت لاحظت إن عمر عنده أسئلة تانية عايز يقولها… بس أسلوب الباشا اللي كان معناه إن المقابلة إنتهت خلى عمر يسكت… أعتقد إن الباشا خاف إن أسئلة عمر تكشف عن أمور هو حابب إنها تفضل سرية في حياته، وفكرة إنه يناقش أمور عائلية مع شخص غريب هو أمر مزعج بالنسباله.

أول ما مشي الباشا، والسكرتير بتاعه بدأ عمر في تحرياته المعتادة.

فحص أوضة الولد الصغير مكانش فيها فايدة إلا إننا إتأكدنا إنه هرب من الشباك… كمان أوضة المدرس، وحاجته مكانش فيها أي فايدة برضو.

كل اللي عرفناه إن بسبب تقل المدرس إتكسر غصن الشجرة، وشفنا علي نور الكشاف أثر جزمته اللي كعباها عالي في الجنينة… كان الأثر على الأعشاب الخضرا القصيرة هي الحاجة الوحيدة اللي باقية من الهروب اللي حصل بالليل.

خرج عمر بره البيت، وما رجعش إلا بعد الساعة 11:00، وكان جاي، ومعاه خريطة للمنطقة… طلعت أنا، وعمر لأوضتي، وفرد عمر الخريطة على السرير، وحط الكشاف في النص، وكان بيدخن البايب بتاعه… كان عمر بيشاور من وقت للتاني على الأماكن المهمة.

عمر: التفاصيل المثيرة في القضية دي بتزود إهتمامي بيها يا أحمد… شايف الخريطة دي؟ المربع ده هو المدرسة هحط عليه دبوس، وزي ما إنت شايف ده الطريق السريع، وهو بيتجه ناحية الشرق، وناحية الغرب، وبيعدي على المدرسة، وزي ما إنت شايف مفيش أي طريق جانبي من الناحيتين… فلو كان المدرس، والولد مشيوا في طريق فأكيد هو الطريق ده.

قلت: فعلاً.

عمر: لو كنا محظوظين هنقدر نعرف إيه اللي حصل في الطريق ده في اليوم اللي هربوا فيه… النقطة اللي أنا حاطط عليها صباعي كان في شرطي واقف نوبة حراسة من الساعة 12:00 للساعة 6:00… هو أول منعطف للطريق من الناحية الشرقية زي ما إنت شايف… وقال الشرطي إنه ما اتحركش من مكانه للحظة… وهو متأكد إن مفيش ولد صغير، ولا راجل عدي من الطريق ده.

بالرغم من كده أنا إتكلمت بنفسي مع الشرطي ده، وإتأكدت إن هو شخص أقدر أثق في كلامه، ومن هنا هستبعد الإتجاه ده.

دلوقتي خلينا نشوف الإتجاة التاني… في هنا فندق إسمه الزهرة الحمرا، وصاحبة الفندق ست مريضة، وطلبت من دكتور المنطقة إنه يجي بس هو ما جاش غير الصبح عشان كان عنده مريضة تانية.

فضل الناس في الفندق صاحيين طول الليل مستنيين إن الدكتور يجي، وكان في واحد منهم، أو أكتر بيراقبوا الطريق، وقالوا إن مفيش أي حد عدى من هنا.

لو كان اللي بيقولوه صح فأعتقد إن من حسن الحظ إننا كمان إتأكدنا من الإتجاه ده…. وبكده نقدر نقول إن الولد، والمدرس ما استخدموش الطريق ده خالص.

قلت: طيب بالنسبة للعجلة؟

عمر: أيوه هنتكلم في النقطة دي دلوقتي… بس خلينا الأول نكمل الإستدلالات بتاعتي… لو كانوا الشخصين دول ما مشيوش في الطريق ده… فاكيد هما عدوا من الطريق الشمالي، أو الجنوبي، وده مؤكد.

خلينا دلوقتي نقارن ما بينهم… زي ما إنت شايف في جنوب المدرسة منطقة زراعية متقسمه لحقول بيفصل ما بين كل واحد منهم سور من الحجر، وعشان كده إستخدام العجلة مستحيل، ومن هنا برضو هنستبعد الفكرة دي…

خلينا نشوف الناحية الشمالية… في المنطقة دي في مجموعة كبيرة من الأشجار.

من الناحية التانية في مساحة كبيرة من الأرض الواسعة مليانة بالتضاريس المش منتظمة… طول المنطقة دي 10 أميال، وبتميل بتدريج لفوق، وهناك قلعة إبراهيم باشا علي بعد  10 أميال من الطريق، وست أميال من الأرض الواسعة المهجورة تماماً.

بيأجر مزارعين قليلين المنطقة عشان يرعوا فيها الغنم… مفيش حد تاني غيرهم في المنطقة إلا بعض الطيور… أما في الطريق العام فهتلاقي مسجد، وعدد صغير من البيوت، وفندق قديم، ووراهم منحدر شديد، وبكده يبقى المكان اللي هندور فيه هيبقى ناحية الشمال.

سألت تاني: طيب… وبالنسبة للعجلة؟

عمر بنفاد صبر: طيب… طيب… الشخص اللي عنده مهارة كبيرة بالعجلة مش محتاج لطريق مستوي عشان يسوقها… يقدر إنه يسوقها في الأرض الواسعة المليانة بالتضاريس… كمان القمر كان مكتمل… لحظة واحدة… إيه ده؟

سمعنا خبط على الباب، وبعد كده لقينا الدكتور دخل الأوضة، وفي إيده طاقية، وقال بإنفعال: أخيراً الحمد لله… دلوقتي إحنا عرفنا فين الولد… دي الطاقية بتاعته.

عمر: لقيتوها فين؟

الدكتور: لقيناها في عربية الغجر اللي كانوا بيخيموا في الأرض الواسعة.. ومشيوا يوم التلات… النهاردة الشرطة كانت وراهم، وفتشت العربية، ولقت دي.

عمر: وهما قالوا إيه؟

الدكتور: كانوا بيكذبوا، وقالوا إنهم لقوها في الأرض الواسعة يوم التلات الصبح… هما عارفين مكانه… كلهم مقبوض عليهم… أكيد خوفهم من القانون، أو طمعهم في المكافأة هيخليهم يقولوا كل اللي هما عارفينه.

عمر بعد ما الدكتور ما مشي: مفيش مشكلة في اللي وصلناله… على الأقل ده بيأكد وجهة نظري… إحنا توقعنا إننا هندور في الأرض الواسعة… كل اللي عملته الشرطة إنها قبضت على الأشخاص دي.

بص هنا يا أحمد في نهر صغير بيقطع الأراضي دي… هتلاقيه إن هو واسع في بعض المناطق فبيبقى شبه البحيرة… بالضبط في المنطقة ما بين قصر إبراهيم باشا، والمدرسة… مفيش فايدة من تتبع الآثار في مكان تاني بس أكيد في فرصة إننا نلاقي دليل في المنطقة دي… خلينا نروح أنا، وإنت بكره الصبح، ونشوف إذا كنا ممكن نلاقي معلومات تحل اللغز.

أول ما طلع الصبح لقيت عمر بجسمه الطويل الرفيع واقف جنب سريري، وكان لابس لبسه كامل… واضح إنه خرج بالفعل.

عمر: أنا فحصت الجنينة، والكوخ اللي كان فيه العجل، وكمان مشيت شوية في منطقة الأشجار… لو سمحت يلا قدامنا يوم طويل… كمان في مشروبات سخنة في الأوضة اللي جنبنا.

كانت عين عمر بتلمع، وخدوده موردة بالدم… كنت حاسس إن هو شايف اللي هيعمله قدامه… كان عمر نشيط بشكل غريب غير عمر الكسول اللي أنا متعود عليه في شارع بغداد، ومن هنا عرفت إننا قدامنا يوم طويل جداً.

إلا إن اليوم إنتهى بخيبة أمل كبيرة… إتحركنا، وكان عندنا أمل كبير ناحية الأرض الواسعة اللي كان فيها آلاف من الاغنام لغاية ما وصلنا للمنطقة الخضرا اللي كانت بتقسم المكان بينا، وبين إبراهيم باشا.

لو كان الولد راح ناحية القصر بتاعه فأكيد عدى من هنا، وعمره ما يعدي من غير ما يسيب أثر وراه… بس إحنا ملقيناش أي أثر للولد الصغير، ولا للمدرس… كان آثار الأقدام بتاعة الغنم كتيرة كمان كان في آثار أقدام جواميس في منطقة على بعد أميال من ناحية الجنوب، وهو ده كل حاجة لقيناها هناك.

عمر، وهو مكشر: إحنا شوفنا هنا… في مكان تاني تحت هناك…. لحظة واحدة… إيه ده؟

كنا لقينا خط أسود صغير، وكان ظاهر أثر لعجلة في التربة.

عمر بإنفعال: يا الله… إحنا لقيناها.

 حرك عمر راسه، وكان على ملامحه الحيرة بدل من الرضا.

عمر: أكيد ده أثر عجلة بس مش هي العجلة اللي إحنا بندور عليها… أنا أعرف أثر 42 إطار… الأثر ده لعجلة دنلوب، أما العجلة التانية فالإطار من نوع بالمر… أنا متأكد من النقطة دي… ده مش أثر عجلة المدرس يحيي.

سألت: يمكن يكون عجلة الولد؟

عمر: ممكن… لو قدرنا نثبت إنه كان معاه عجلة بس إحنا ما نجحناش في ده… الأثر زي ما إنت شايف سابه الشخص اللي راكب العجلة في طريقة من المدرسة.

قلت: أو في طريقه ليها؟

عمر: لاء يا أحمد الأثر اللي معلم بشكل أكبر هو أثر العجلة اللي ورا اللي شايله الحمل… هتلاقي في كذا مكان الأثر اللي مش عميق للعجلة اللي قدام، وواضح من الأثر إنها كانت ماشية بعيد عن المدرسة… ممكن يكون ليها علاقة بالقضية بتاعتنا، أو لاء… بس إحنا هنتتبع الأثر من ورا قبل ما نتتبعه لقدام.

هو ده اللي إحنا عملناه، تتبعنا الأثر، وبعد مئات الأمتار فقدناه، وبعد النهر الصغير قدرنا نلاقي أثر العجلة مرة تانية رغم إن كان في آثار كتيرة لجواميس… بعد كده إختفى الأثر.

إستنتجنا إن الأثر كان خارج من المنطقة اللي ورا المدرسة، وهو ده المكان اللي العجلة خرجت منه… قعد عمر على صخرة، وسند راسه على إيده أما أنا فوقفت أدخن سيجارة قبل ما نتحرك تاني.

عمر: ممكن إن المدرس ده غير إطار الدراجة عشان تسيب أثر مش معروف… شيء رائع إن المجرم تجيله فكرة مبتكرة زي كده… هنروح دلوقتي للمستنقع مرة تانية، وده لإننا سيبنا حاجات كتير لسه ما اكتشفنهاش.

بدأنا نفحص الجزء الرطب في الأرض الواسعة، ولقينا حاجة رائعة… لقينا في جزء من المستنقع الأرض بتاعته طينية… قرب عمر، وهو فرحان، ولقى فيه أثر لإطار عجلة بالمر.

عمر: هو ده الإطار اللي إحنا عايزينه واضح إن أسلوبي كان صح يا أحمد.

بس لسه قدامنا طريق طويل… لو سمحت أبعد بعيد عن أثر الإطار… خلينا ماشيين وراه أعتقد إنه مش هيوصلنا لحتة بعيدة.

على الرغم إن إحنا فقدنا الأثر مرات كتير إلا إننا كنا بنلاقيه مرة تانية.

عمر: أخدت بالك إن سواق العجلة زود سرعته هنا؟ ده أمر أكيد… بص للأثر هنا…تقدر تشوف إطارين العجلة بوضوح، وهما الإتنين شكلهم عميق… التفسير لده إن الشخص اللي كان بيسوق العجلة كان رامي حمله ناحية جادون العجلة، وده اللي الشخص بيعمله لما يكون بيجري… يا الله… ده وقع.

كان في بقعة كبيرة ممدودة على الطريق، وبعد كده شفنا بعض آثار الأقدام، وبعدين رجع آثار العجلة يظهر مرة تانية.

مسك عمر غصن شجرة مكسور، وفجأة ظهر على ملامح عمر الرعب… أخدت بالي إن الورد الأصفر كان  متلطخ ببقع دم.

عمر: خلي بالك يا أحمد ما تخطيش خطوة واحدة إلا للضرورة… إزاي أفسر ده؟ هو وقع، وإتجرح.. وبعد كده قام… ورجع ركب العجلة… كمل مشي بس مفيش أي أثر تاني… في أثر هنا للجاموس مش معقولة يكون في طور نطحة… مستحيل… بس أنا مش شايف أي أثر لأي شخص تاني… لازم نكمل يا أحمد، وأكيد مش هيهرب مننا مدام لقينا الآثار، وبقع الدم.

ما دورناش كتير، وده لإننا لقينا آثار إطارات العجلة بتنحرف بدرجة كبيرة على مسار رطب، وفجأة شفنا من بعيد لمعان لمعدن بين الشجر… خرجنا من بين الشجر العجلة بالمر اللي كنا بنتتبعها، وكانت ملوية، وعليها لطخات من الدم.

الناحية التانية من الشجر شفنا فردة جزمة، ولما روحنا ناحيتها لقينا الشخص اللي كان راكب العجلة مرمي على الأرض… كان شخص طويل… عنده دقن… لابس نضارة،٠ وواحدة من عدسات النظارة مكسورة… كانت إنتهت حياته، والسبب ضربة قوية في راس.

الشخص ده قدر بقوته، ونشاطه إنه يمشي بعد إصابته… كان لابس الجزمة بتاعته من غير شراب، ولما فتحنا الجاكيت لقينا البيجامة تحتيه… هو ده أكيد المدرس.

فحص عمر الجسم بإهتمام، وقعد يفكر شوية من الوقت، كنت شايف حواجبه المكشرة اللي كانت معناها إن الإكتشاف اللي إكتشفناه مفيهوش أي تقدم لينا.

عمر: صعب إننا نعرف إحنا هنعمل إيه يا أحمد… مفيش وقت نضيعه… بالفعل ضاع مننا وقت كتير… من ناحية تانية لازم نبلغ الشرطه باللي إحنا لقيناه، ولازم نتأكد إن هما هيجوا عشان يتولوا أمر الجسم ده.

قلت: أنا ممكن أرجع، وأبلغهم.

عمر: لاء أنا محتاج مساعدتك يا صديقي… إستنى في شخص هناك أهو… لو سمحت روح، وخليه يجي، وهو اللي هيبلغ الشرطة.

رحت، وجبت الفلاح عند عمر… كان الشخص مزعور لما شاف الجسم… بعت عمر معاه رسالة للدكتور مؤمن.

عمر: دلوقتي يا أحمد إحنا لقينا إثباتين النهاردة الصبح… الأول العجلة اللي بالإطار بالمر، وأدينا شوفنا وديتنا لفين، ولقينا آثار العجلة اللي بالإطار دنلوب خلينا دلوقتي نشوف إزاي هنستفاد منها.

عمر: أنا متأكد إن الولد راح بإرادته، وهو نزل من الشباك سواء كان لوحده، أو معاه شخص، ودي حاجة أنا متأكد منها.

كنت متفق مع عمر في الكلام اللي قاله.

عمر: دلوقتي نيجي للمدرس المسكين… كان الولد لابس هدومه كاملة لما هرب، وده معناه إنه أكيد كان عارف هو بيعمل إيه… أما المدرس المسكين فنزل من غير ما يلبس شرابه، وده معناه ان كان الوقت اللي قدامه قصير جداً.

قلت: أكيد.

عمر: وده ليه؟ لإنه شاف الولد من شباك أوضته فكان عايز يلحقه، ويرجعه، وعشان كده خد العجلة بتاعته، ومشي ورا الولد، وفي الوقت اللي كان بيتتبعه إنتهت حياته.

قلت: واضح إن هو ده اللي حصل.

عمر: نيجي دلوقتي للجزء الضعيف من وجهة نظري… أكيد لما يكون في شخص بيتتبع ولد صغير إنه يجري وراه فهو يقدر إنه يلحقه، ويمسكه… بس المدرس ما عملش كده هو أخد العجلة بتاعته، وهما قالولي إنه بيركب العجلة بشكل ممتاز، وأكيد عمره ما كان هيعمل كده إلا لو لقى إن الولد الصغير عنده طريقة هروب سريعة.

قلت: العجل التاني؟!

عمر: خلينا نكمل وجهة نظرنا… المدرس إنتهت حياته بعد خمس أميال من المدرسة، وهو مش مضروب بالنار إلا إنه مات بسبب ضربة قوية، وده معناه إن كان مع الولد الصغير شخص تاني.

الموضوع أستمر خمس أميال قبل ما يقدر المدرس بالعجلة بتاعتة إنه يلحق بيهم… بس إحنا فحصنا المنطقة كلها إيه اللي لقيناه؟ كل اللي لقيناه آثار لمجموعة من الغنم، والجاموس… وأنا فحصت منطقة كبيرة جداً ملقيتش أي طريق خلال 50 متر… مفيش علاقة بين سواق العجلة التانية بجريمة القتل، وكمان ملقيتش أثار أقدام لأي شخص تاني.

قلت: بس ده مستحيل. 

عمر: ملاحظتك مفيدة يا صديقي… الأمر اللي حكيته مستحيل… واضح إن أنا غلطت في جزء بطريقة ما… بس إنت شفت بنفسك… هل تقدر تقولي فين الجزء اللي غلطت فيه؟

قلت: مش يمكن المدرس إتصابت دماغه لما وقع؟

عمر: لاء يا صديقي مش منطقي إن الوقعة هي اللي سببت الإصابة… الموضوع محير جداً… إحنا حلينا قضايا أصعب من كده… إحنا عندنا معلومات كتير محتاجين بس نستخدمها بشكل صحيح… خلينا نشوف هنوصل إيه مع إطار العجلة الدنلوب بما إننا بحثنا في إطار بالمر بتاع العجلة التانية.

 

                                     لتكملة القصة اضغط الزر بالاسفل



هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكرا لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى